منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:50 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أفكار عن الصليب

« وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح » (غل14:6)
ما أبرك ثمار صليب الجلجثة لله وللإنسان، فهناك أُبطلت الخطية وفقاً لمطاليب مجد الله، وهناك أيضاً قد هُزم العدو وتلاشت كل قوته. الصليب هو أساس الغفران والسلام والمصالحة والقبول وكل بركة في الزمان وفى الأبدية.

هناك أُعلن الله في ملء محبته وفى كمال بره، كمن يبغض الخطية ومع ذلك فإنه يحب الخاطئ. هناك في الصليب قد انتصرت المحبة. كما أن القداسة والعدل، والحق والبر؛ كلها أُظهرت كاملة. هناك على ذلك الأساس الراسخ يستطيع أشر الخطاة في اللحظة التي يؤمن فيها بالمسيح أن ينال غفراناً مجانياً لكل خطاياه، وهذا الغفران كامل ككمال عمل الصليب. فالخطية والخطايا قد مُحيت على الصليب بدم يسوع، وعلى ذلك الأساس قد رُفعت خطية طبيعتنا الساقطة. كما أن خطايانا الكثيرة كلها غُفرت بالإيمان بذلك الدم الثمين. أندرو مولر

ما أعمق أسرار الصليب! وما أغزر الحقائق العظيمة المتضمنة فيه! وأي لا يمكن سبر غورها. فهناك نرى قلب الإنسان من نحو الله، وقلب الله من نحو الإنسان، ونرى قلب المسيح من نحو الله.

ماكنتوش

بدون الصليب وضرباته، ما كان يمكن أن يكون هناك بلسم في جلعاد للمجروحين. إنه عندما قُطعت شجرة اللعنة - شجرة الجلجثة وطـُرحت في مياه مارة، حينئذ صارت المياه عذبة وصالحة لإطفاء عطش الخطاة التائبين، وإنعاش قلوب القديسين المثقلين.

وهكذا يصل إلينا المتألم المضروب قائلاً « أنا الرب شافيك »
(خر26:15) والتي جُرح لأجل معاصينا هو الذي « يجبر كسر شعبه ويشفى رض ضربه » (إش26:30، 17:56، 18).

إن كل بركة لنا تفيض من ذلك القدوس المتألم على خشبة لعنة الجلجثة، وبضرباته شُفينا. وشجرة الموت تصبح شجرة حياة في وسط فردوس الله، ننحني المسيح نفسه، وبأكلنا منه لن نجوع أبداً.

هوكنج


بالصليب قد كمل
عملٌ فيه العجب فانتهـــت دينونــــة
وهـلاك وغضــب

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:51 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أُقيم لأجل تبريري!

الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا (رو4: 25)

كانت ذبيحة المسيح لأجلنا، أي لأجل جميع المؤمنين. هؤلاء المؤمنون لهم كل الحق لأن يعتبروا المسيح المخلص بديلهم، ولكل منهم أن يقول ما جاء في رومية4: 25 بصيغة المفرد « الذي أُسلم من أجل خطاياي وأُقيم لأجل تبريري ». إنه أُسلم للموت والدينونة بالنظر إلى خطايانا، وأُقيم ثانية من الأموات بالنظر إلى تبريرنا.

وكثيرون عند هذه النقطة يبترون الإنجيل ويتجاهلون الشق الثاني من هذه البشارة لخسارة نفوسهم. لأنه لا يمكن التمتع باليقين الكامل من الخلاص إذا نسينا أو تجاهلنا معنى قيامة المسيح. صحيح وبكل تأكيد قد تم حمل خطايانا وتحمل عقوبتها في موت المسيح، لكن الدليل على إعفائنا والصفح عنا والتصريح العلني عن ذلك كان في القيامة. وبدون هذا الشق الأخير لا يمكن التمتع بسلام ثابت وراسخ.

نُصور ذلك بمثال: لنفرض أن شخصاً حُكم عليه بالحبس ستة شهور لجريمة ما وسُمح لشخص آخر أن يكون بديله في قضاء العقوبة، فعندما تنفتح أبواب السجن ليدخل إليه ذلك البديل وليخرج منه ذلك المجرم، فإن هذا الأخير يمكنه أن يشير إلى بديله قائلاً: هذا أُسلم للسجن من أجل جريمتي. لكنه لا يستطيع أن يستمر في كلامه قائلاً: ولذلك لا يمكن أن أرى أبداً جدران السجن من الداخل كعقوبة على ما فعلته. كلا، لأن هناك احتمال عدم وفاء العقوبة، وإلا فماذا يكون الحال إذا لفظ هذا البديل أنفاسه الأخيرة بعد شهرين فقط من مدة العقوبة؟ تاركاً أربعة أشهر لم تستوفها العدالة؟ إن من حق السلطة في هذه الحالة إعادة القبض على المجرم الأصلي ليستوفي بنفسه مدة العقوبة.

لكن لنفترض أنه قبل انقضاء الستة شهور بأسبوعين أو ثلاثة، وجد بديله يمشي في الشارع حراً وعلم أنه بسبب حسن سيره وسلوكه حصل على عفو وأُسقطت عنه المدة الباقية من العقوبة وخرج حراً، فحينئذ يكون من حقه أن يقول في الحال : إنك أُطلقت من السجن لأجل تبرئتي. نعم، له أن يحدّث نفسه قائلاً: إن كان بديلي قد سقطت عنه قوة الحكم وأخلى سبيله فيما يختص بجريمتي، فأنا فعلاً قد بُرئت وأنا فعلاً حُر وقد أُخلى سبيلي.

وعلى ضوء هذا المَثل تُعتبر قيامة المسيح بمثابة الإعلان الإلهي للعفو الشامل عن كل مَنْ يؤمن بموت المسيح.

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:52 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
إكرام المسيح

« فصنعوا له هناك عشاء » (يو2:12)
بينما كانت حياة الرب المكرسة، والتي طرحت الذات جانباً لكي تخدم الآخرين بالمحبة، تقترب من نهايتها، وكانت خطوات حياته التي تتسم بالمحبة وفعل الخير للجميع توشك أن تنهى مشوارها، صنع له بعض من أحبائه وليمة كما نقرأ « فصنعوا له هناك عشاء ».

ولنلاحظ أنه حينما صنع لاوي ضيافة للرب في بيته
(لو29:5) ، وكانت ضيافة كبيرة، كان مع الرب جمع كثير من عشارين وآخرين، ليوزع - تبارك اسمه - البركة للخطاة. أما العشاء الذي صنعوه له في بيت عنيا فقد جلس الرب مع عدد قليل من خاصته ليقبل سجود قديسيه.

كان الرب حينئذ هو مركز وغرض هذه الوليمة. صحيح أن لعازر وآخرين كانوا هناك، لكننا نقرأ أنهم اتكأوا معه. كان العشاء له، وكان الضيوف معه، وكانت هذه الفرصة مباركة وعظيمة إذ كان ابن الله حاضراً فيها وكان هو محورها.

كانت مريم عند قدمي الرب تقدم سجود قلبها لمن أحبته. إن العواطف القلبية الـمُحبة للمسيح هي السر وراء كل خدمة حقيقية. وإذ كانت تتحرك بالمحبة نحوه، فقد عملت الشيء الصحيح في وقته.

ربما فكّر البعض أن عليها أن تترك طيب الناردين في القارورة ثم تقدمها للمسيح، ولكنها لو فعلت ذلك لما كان لائقاً بكرامة السيد، ولكنها سكبته عند قدميه، وبهذا عملت الشيء الصحيح.

وربما ظن آخرون أنه كان عليها أن تسكب الطيب عند قدميه في بداية خدمته، أما هي فانتظرت حتى اقتربت ساعة الصليب والقبر وتحركت بدوافع المحبة متممة العمل الصحيح في وقته الصحيح حيث قال الرب « إنها ليوم تكفيني قد حفظته ».

كان المسيح هو كل شئ لمريم، كان هو - له المجد ــ حياتها، وكل ما امتلكته كان مكرساً له. فالناردين الكثير الثمن، وشعر رأسها الذي هو مجدها ــ الكل استخدمته لإكرام المسيح. يقيناً أنها قد نسيت ذاتها في هذا العشاء وقدمت كل ما عندها، إذ كانت تفكر فقط في المسيح.

وكم هو مبارك أن نصنع له العشاء بذات روح السجود، ناسين أنفسنا وكل ما نقدم من عطايا، ولا ندع شيئاً يشغلنا عنه، حينئذ لا نرى أحداً غير يسوع وحده ومجده وحده.

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:53 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
إكليل الشوك

« وضفر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه » (يو2:19)
إن ما تحمَّله وما قاساه ربنا يسوع كان لأجلنا. ومن بين كل هذه المناظر المؤلمة، لا نجد منظراً أكثر إيلاماً وتأثيراً من إكليل الشوك. كان هذا الأمر جديداً غير مألوف من قبل، وقد نبعت فكرته من القسوة والظلم!

كلنا نعرف وخز الشوك، ومعرفتنا هذه تقرّب إلينا آلام السيد الرب في هذه المناسبة أكثر من أية مناسبة أخرى. لكن وقع هذه الوخزات لم يكن هو الذي يستحوذ على الذهن المسيحي كلما تصوّر إكليل الشوك؛ بل معناها. فإن آدم وحواء عندما طـُردا من الجنة إلى هذا العالم المظلم، كان من نصيبهما أن تُنتج الأرض لهما شوكاً وحسكاً. والشوك والحسك علامة اللعنة - علامة الطرد من محضر الله وعلامة كل ما يترتب على هذا الطرد من حزن وبؤس وحرمان. أوَ ليست الشوكة وهى تكمن خلف الورقة أو الزهرة على استعداد لأن تمزق اليد التي تمتد أو ثوب مَنْ يقترب، نقول ألا تمثل هذه الشوكة ذلك الجانب المؤلم والمضني من هذه الحياة المليئة بنتائج الخطية بصورة أو بأخرى؟ إنها تمثل الاهتمام والضيق والآلام والمرض والموت!

وبالاختصار هذه تشير إلى اللعنة. غير أن رسالة المسيح في هذه الحياة هي احتمال هذه اللعنة. ولما تحملها على رأسه الكريم، رفعها عنا. وهو حَمَل خطايانا وتحمّل أوجاعنا وآلامنا.

لقد فعل العسكر الروماني في جهلهم وشرهم فعلاً له مطابقة رمزية دقيقة مع أفكار الله. وكانت الحكمة الإلهية تُخرج من أخطائهم ما يتمم مقاصدها. ولم يَزَل إكليل الشوك الذي وُضع على رأس الفادي بقصد تحقيره، أغلى قلادة كريمة وأكرم حلية توجت بها طاعته.

وإذا كان إكليل الشوك على جبين المسيح، هو إكليل العار في أعين الناس، فلنثق أن كل شوكة يقسم لنا أن نتحملها، لابد أنها ستبدو في يوم من الأيام زينة مجيدة على رؤوسنا.


لو لم يحبنـي الـــذي
كُلــل بالأشــــــواك كنـــــت إذاً مقيـــــداً
في وهدة الهــــلاك فالشكر منى واجـبٌ
ما دمت في الحياة لمن فدى نفسي ومَنْ
قـد جــاد بالنـــجاة

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:55 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الابن المعاند والمارد !
إذا كان لرجل ابن معاند ومارد ... يُمسكه أبوه وأمه ويأتيان به إلى شيوخ مدينته ... فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت (تث21: 18-21)

بالرغم من الحقيقة الدامغة أنه « لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله » (رو3: 22،23)، وتبرهنت حالة الإنسان الساقط وهو في حالة التمرد والعصيان على الله وعلى السلطة المُعطاة منه للوالدين (أم30: 11،17)، بالرغم من كل هذا لا نقرأ أن شريعة الابن المعاند والمارد قد طُبقت أو نفذت ولا مرة واحدة في كل العهد القديم!! لقد أشفق كل أبٍ على ابنه.

وهل يكتب الله شريعة يعلم أنها لن تُستخدم؟ حاشا .. فإن كان الروح القدس قد أملى على موسى هذه الشريعة، فلقد كان أمامه « أبٌ آخر وابن آخر »؛ الآب « الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين » (رو8: 32)، الآب الذي قدَّم ابنه الوحيد على الصليب في الجلجثة.

والذي يدعو إلى التعجب والدهشة، وأيضاً إلى السجود والخشوع، هو أن هذا الابن، الذي لم يُشفق أبيه عليه، هو الوحيد الفريد الذي ما كان قط مارداً ولا معانداً، حاشاه! لقد عاش على الأرض حياة هي إنسانية في كل شيء ما خلا الخطية، وكانت كل خطوة في حياته تحمل الشهادة لمحبته الكاملة لأبيه، وتشهد لمجده الأدبي الذي لم يكن ممكناً له أن يُستتر. لقد تميَّز طريقه بالخضوع التام لإرادة أبيه، وأطاعه في كل شيء، واستند عليه في كل شيء.

فلماذا إذاً لم يشفق الله على ابنه؟!

الإجابة التي تُظهر نعمة الله بلمعان هي أن الله بذل ابنه لأجلنا وقدَّمه كفارة لخطايانا. نحن أخطأنا وأثمنا وفعلنا الشر، وكنا بعدل نستحق الموت والعذاب الأبدي، ولكن الله « بذل ابنه الوحيد » ليكون بديلاً عن المارد والمُعاند، بديلاً عن السكير والمُسرف « كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا » (إش53: 6).

نعم، أيها الأحباء، لم يشفق الله على ابنه، بل سلَّمه إلى شيوخ مدينته، مدينة أورشليم، وهؤلاء بدورهم، إمعاناً في القسوة والإهانة وإظهار الكراهية له، سلَّموه إلى الرومان، لا ليرجموه، بل ليصلبوه، ليقتلوه مُعلقاً على خشبة (تث21: 22،23 قارن غل3: 13،14). ويا له من مشهد يستحضر أمامنا محبة الله في بذل ابنه، كما يستحضر أمامنا طاعة الابن الكاملة!

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأسد الجريح

« إلهي إلهي لماذا تركتني، بعيداً عن خلاصي، عن كلام زفيري. إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدو لي » (مز1:22، 2)
يتكرر تعبير البُعد ثلاث مرات في هذا المزمور:

[ع1] بعيداً عن خلاصي

[ع11] لا تتباعد عنى

[ع19] أما أنت يارب فلا تبعد

ثلاث مرات يشكو من البُعد، فهو غير قادر على بُعد إلهه عنه ثلاث ساعات، إذ كانت بالنسبة له كأنها دهر ممتد.

« بعيداً عن خلاصي عن كلام زفيري ». وعبارة « زفيري » كما وردت في العديد من الترجمات تعنى « زئيرى » Roaring ها أسد سبط يهوذا جريح، يزأر متألماً من شيء فوق طاقة احتماله. وإن كان المخلوق الأعجمي لا يملك أن يعبر عن آلامه سوى بتلك الزفرات الرهيبة، فإن مفردات لغة البشر عجزت عن أن تعبر عما كان يحس به القدوس المتألم!

وهنا نسأل: هل مجد لاهوته جعل المسيح لا يشعر بالألم؟ كلا، فهذا يتعارض مع حقيقة ناسوته. العكس هو الصحيح، فإن لاهوته جعله يحتمل، وناسوته جعله يحس بتلك الآلام التي نعجز عن وصفها.

وقد تمت في الجلجثة الصورة التي كان قد رأى موسى قديماً ملامحها عندما قال « أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة؟ » وكانت الإجابة أن الله كان وسط تلك الشجرة التي نبتت في الأرض اليابسة والتي لم يكن لها اعتبار في عين الإنسان (خر3:3، 4) لهذا استمرت النيران مشتعلة فيها وقتاً طويلاً.

ثم يواصل المسيح فيقول « إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدو لي ». ونستطيع أن نفهم هذه العبارة بمعنيين. ففي كل أيام حياته على الأرض كان الصليب ماثلاً أمام عينيه، وطالما صلى لأجل هذا الأمر في النهار والليل، كما نفهم من عبرانيين7:5.

لكن في يوم الصلب كان يوجد أيضاً نهار وليل، ساعات النور وساعات الظلام. ولقد صلى الرب في كليهما ولم تكن له استجابة! ومع أن الله لا يستجيب، فإن المسيح يظل يدعو لأنه لا خيار آخر أمامه، حتى أكمل العمل فنكس رأسه وأسلم الروح.



sama smsma 18 - 06 - 2012 02:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأعظم من موسى

فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء (يو6: 32)

الأصحاح السادس من إنجيل يوحنا يقدم لنا آيتين متتاليتين ومرتبطتين معاً: آية تكثير الخبز والسمك، وآية المشي فوق الماء. وهاتان الآيتان تبرهنان أن المسيح في مجده الشخصي ليس مثل موسى، بل إنه أعظم من موسى جداً (عب3: 2،3).

فأولاً: ليس موسى الذي أعطاهم المن في البرية (ع32)، بل إن موسى لم يكن يعرف من أين يمكن لله أن يأتي لهم بالطعام. نعم لم يعلم ما كان سوف يعمله الرب. أما المسيح فيقول الوحي عنه هنا « أنه علم ما هو مزمع أن يفعل » (ع6).

وثانياً: موسى لم يطعمهم سمكاً، بل هو نفسه ضعف إيمانه مرة كما ضعف هنا إيمان التلاميذ (قارن ع5 مع عدد11: 13) وأما المسيح فقد أطعم ضيوفه في البرية خبزاً وسمكاً.

وثالثاً: وإن كان الشعب أكل المن على أيام موسى، لكن واضح أن موسى نفسه لم يكن هو المن. وأما المسيح فكان هو بنفسه الطعام للشعب. كان هو العاطي وهو العطية. إنه هو نفسه الخبز الحي، خبز الله النازل من السماء الواهب حياة للعالم.

ورابعاً: الآباء أكلوا المن في البرية وماتوا، وأما مَنْ يأكل من خبز الحياة، شخص ربنا يسوع المسيح، فإنه لن يموت إلى الأبد (ع49-51).

وخامساً: موسى له قصة مزدوجة مع الماء. فهو أُنقذ وهو طفل صغير من الغرق عندما صنعت له أمه سفطاً. وبعد ذلك عند شاطئ البحر الأحمر شق البحر وسار مع الشعب على اليابسة. لكن المسيح هنا لم يكن محتاجاً إلى سفط لحمايته من الغَرَق، ولا عصا ليشق بها الماء، بل إننا نقرأ عنه هنا إنه أتى إلى تلاميذه ما شياً على البحر.

سادساً: موسى عندما أراد الرب أن يرسله للشعب سأل الرب عن اسمه، فكانت إجابة الرب له « أهيه الذي أهيه » ومعناها « أنا هو« . وأما المسيح فعندما أتى إلى تلاميذه ماشياً على البحر، فإنه قال لتلاميذه « أنا هو« وهي بعينها عبارة « أهيه الذي أهيه ».

سابعاً: بينما موسى تاه مع الشعب عديم الإيمان لمدة أربعين سنة في البرية، فإن المسيح بمجرد أن قبلوه في السفينة، للوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها (ع21).





sama smsma 18 - 06 - 2012 02:58 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الإعلان الكامل المجيد

« الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه » (عب1:1)
إن الله هو الذي كان يتكلم قديماً؛ ومهما كان النوع، ومهما كانت الأداة التي اختار الله أن يتكلم بها قديماً، فإن الرسالة كانت رسالته بلا أدنى شك. الله تكلم، بغض النظر عن كيف، وبغض النظر عن بمَنْ.

إننا نستطيع أن نتتبع تدريجياً آثار إعلان الحق الإلهي في العهد القديم كله. ولكن الآن قد جاء ابن الله. إن الشمس بكل مجدها وروعتها قد أشرقت بنورها الوهّاج على أفق الإيمان؛ فأي إعلان آخر يمكن أن يكون بعد ذلك؟

لقد وصفت الأزمنة الحاضرة بأنها « الأيام الأخيرة » وهذا معناه بصفة قاطعة أنه لا يوجد بعد ذلك أي إعلان آخر من الله. وأي إعلان آخر يمكن أن يكون بعد أن أعطى الله ابنه؟! فإذا كان الله قد تكلم إلينا في ابنه، فهذا لا بد أن يكون آخر ما عنده ليقوله. إن الله ليس عنده شيء آخر ليعطيه، ليس عنده مصدر نعمة آخر محتفظ به. لقد أعطانا الله كل الملء الإلهي بإعطائه إيانا ذاك الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً.

وكم يعنى هذا لنا؟! وبأيّة أقدام مخلوعة الأحذية يجب أن نقف هنا؟! وأي ملء إلهي يطالعنا في هذا المشهد الجليل المبارك؟! الله قد تكلم في ابنه!

هل وقفت مرة يا أخي تشكر الله وتباركه من أعماق نفسك لأنك تعيش في هذه الأيام الأخيرة؟ هل كنت تقبل أن تستبدل مكانك مع موسى مثلاً الذي رأى ذلك المجد الذي كان في استطاعة الله أن يعلنه بالعلاقة مع الناموس؟ أو مع إشعياء الذي رأى السيد في الهيكل عالياً ومرتفعاً، ورأى كل المجد الذي كان يمكن أن يُعلن في بيت مصنوع بالأيدي؟ وهل كنت تستبدل مكانك مع داود الذي سبق فرأى ذاك الذي يجلس على عرشه وكل شيء يوضع في سلطانه؟

إن أضعف ابن لله في هذه الأيام الأخيرة، له امتيازات أعظم من كل هؤلاء بما لا يُقاس. فليس هناك أعظم، ولا أعجب، من هذه الحقيقة الغالية الثمينة، وهى أن جميع شعب الله في هذا العصر المسيحي، مباركون بإعلان ابن الله الكامل، وبعبارة أخرى، بكل ما عند الله أن يقول.


يا وحيد الآب حقاً
أنت جئت من عُلاك وأظهـرت لنا حُبــاً
لــم يُخبــر به ســـواك



sama smsma 18 - 06 - 2012 02:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الآلام التي خلصتنا

الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر (1بط2: 24)

إن آلام المسيح من يد البشر كانت خاتمة لطريق طويل من عدائهم نحوه، بدأ من أول وصول خبر مولده لهيرودس (مت2)، واستمر مُلازماً له كل حياته. أما آلامه من يد الله فكانت شيئاً غريباً تماماً، على العكس ما اعتاده طول حياته، ولهذا فإنه صرخ من هول تلك الآلام.

وإذا أردنا أن نعقد مقارنة بين نوعي الآلام التي احتملها المسيح في الصليب، فإننا نقول إن المصدر مختلف (الله والناس)، والنوع مختلف (العدل والظلم)، والطابع مختلف (بسبب الخطية وبسبب البر) والتوقيت مختلف (ساعات الظلام وساعات النور)، والنتيجة مختلفة (البركة والقضاء).

دعونا نؤكد أن الآلام التي خلصتنا ليست تلك التي كانت من يد الإنسان، بل التي كانت من يد الله. فليس أن حمل المسيح للصليب وخروجه به خارج المحلة، وليس شربه الخل والمرار، نقول ولا حتى دق المسامير في يديه أو رجليه، ولا إكليل الشوك على رأسه. إن كل هذا لم يكن كي يُعيدني المسيح إلى حماه فأحيا معه. كلا، ليس آلامه من يد البشر هى التي أعادتني، إنما الذي أعادني هو ساعات الترك من الله وما احتمله من آلام رهيبة في ساعات الظلمة الثلاث.

بدون كفارة لا خلاص. والله وليس الإنسان هو الذي قدم المسيح كفارة (رو3: 24،25)، وهو الذي « جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه » (2كو5: 21).

إن الآلام التي من يد الإنسان كانت هى المدخل الذي دخل منه الرب إلى تنور الآلام الأقسى؛ أعني بها الآلام التي من يد الله. « والرب وضع عليه إثم جميعنا ». « أما الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن إن جعل نفسه ذبيحة إثم ». ولهذا فقد قال الله « استيقظ يا سيف على راعيَّ ورجل رفقتي، اضرب الراعي » (إش53: 6،10؛ زك13: 7).


قاسى ربي كل هذا
وتحمّل العنا بل وسيف العدل جاز
فيه كي أنجو أنا نكّس الرأس أخيراً
مائتاً عن الخطاة فلك نجثو بحُبٍ
أيها الرب الإله

sama smsma 18 - 06 - 2012 03:00 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الآلام والأمجاد في ضوء مزمور 22

« باحثين .. الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها » (1بط11:1)
لقد تنبأ أنبياء العهد القديم عن الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها (1بط11:1) وهذا المزمور يحتوى فعلاً على هاتين الفكرتين؛ الآلام والأمجاد.

من ع1-21 موضوعه صرخة المتألم، ويبدأ بقوله الكريم « إلهي إلهي لماذا تركتني ».

ومن ع22-31 موضوعه تسبيح المنتصر؛ ويبدأ أيضاً بقوله « أخبر باسمك أخوتي. في وسط الجماعة أسبحك »
(قارن عب12:2) .

عندما صرخ الرب كان بمفرده، فلم يكن ممكناً أن يكون أحد معه، لكن عندما سبّح، لم يسبح وحده، بل نراه يسبح وسط مفدييه.

ففي النصف الأول نجده وحيداً تماماً، لم يكن معه أحد من أحبائه. وعندما أتوا ليقبضوا على المسيح « تركه الجميع وهربوا »
(مر50:14) .

أما في النصف الثاني، فنجد أكثر من دائرة مرتبطة به:

في القسم الأول نراه مُحاطاً بأعدائه، بينما في القسم الثاني نراه في وسط أحبائه.

القسم الأول خلاصته التنهد (ع2)، أما القسم الثاني ترنم (ع22، 25).

نرى في القسم الأول ظلمة الجلجثة، والقسم الثاني فجر القيامة.

نرى في القسم الأول أحزان المسيح، وفى القسم الثاني أفراح المسيح.

في القسم الأول « كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين ». هم يتكلمون، وهو يجتز أحزانه في صمت! لكن سوف يأتي اليوم القريب الذي فيه يتكلم هو وأمامه يستد كل فم. وهذا هو موضوع القسم الثاني « لأن للرب الـمُلك وهو المتسلط على الأمم ».

في القسم الأول نرى الرب وهو ذاهب بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، لكن في القسم الثاني نراه آتياً بالترنم حاملاً حزمه
(مز6:126) .


اسمُ يسوعَ قـد سمـــا
وقد عــلا وفــــاقْ بالعـارِ والمــوتِ الــذي
بالنعمة قــــد ذاقْ يا عجباً من فضل مَنْ
قـــام بمجــدِ الآب بعــد اتضـــاع طائعـــاً
للموت والعذاب

sama smsma 18 - 06 - 2012 03:01 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
آلام الكفارة (1)

استيقظ يا سيف على راعيَّ وعلى رجل رفقتي. اضرب الراعي (زك13: 7)

آلام الكفارة هذه لا قدرة لنا على الإحاطة بهولها أو قسوتها، ولنعرف شناعتها نتأمل في النقاط الآتية:

1 - وجود المسيح في مركز الخطاة:

إن المسيح بسبب نيابته عنا على الصليب، اعتُبر في نظر العدالة الإلهية كالأثيم، فقد قال الوحي عنه « وأُحصي مع أثمة » إشعياء53: 12 كما اعتُبرت خطايانا بكل فحشها ودنسها كأنها خطاياه الشخصية. وقد رأى داود النبي هذه الحقيقة منذ القديم، فقال بلسان المسيح « خطاياي وآثامي » (مز69: 5) مع أنه لم يرتكب خطيئة أو اقترف إثماً، وإذا كان أنبل إنسان في الوجود، مع كونه خاطئاً بطبيعته، يتألم ألماً شديداً عندما ينسب إليه إثم ارتكبه غيره، فلا ريب أن المسيح كان يتألم في نفسه على الصليب آلاماً لا حد لها. لأنه وهو القدوس البار قد وُضعت عليه كل آثامنا، وأصبح بذلك ليس كمجرد أثيم، بل كما لو كان هو كل هؤلاء الأثمة حاملين آثامهم ومعاصيهم معهم، بل أصبح تبارك اسمه كما لو كان هو ذات الخطيئة التي أفسدت العالم بأسره وتعدّت على حق الله وناموسه.

وقد أشار الرسول إلى هذه الحقيقة فقال عن الله « جعل الذي لم يعرف خطيئة (أي المسيح) خطيئة لأجلنا، لكي نصير نحن بر الله فيه » (2كو5: 21).

2 - قبوله عار الخطيئة:

ولوجود المسيح في مركز النائب عن الخطاة، أخذ على نفسه عارهم أو بالحري عار خطاياهم، وعار الخطيئة ليس بعده عار. فقد قال الوحي « عار الشعوب الخطيئة » (أم14: 34) وقد أحس المسيح بهذا العار بدرجة لا نستطيع تصورها. لأن إحساس القدوس البار بعار الخطيئة أدق بدرجة لا حد لها من إحساس الإنسان المولود بها والعائش فيها. وقد رأى داود بروح النبوة العار الذي أحس به المسيح عندما كان معلقاً على الصليب، فقال عن لسانه قبل مجيئه إلى الأرض « العار قد كسر قلبي فمرضت » (مز69: 20) لأن العار هو الذي قد حطم قلب المسيح المنطوي على أسمى العواطف وأقدسها، وأحنى رأسه العالية المُشبّعة بأرق المبادئ وأطهرها، فاعتراه أو بالحري اعترى نفسه، المرض، ومرض النفس أشر مرض في الوجود، لأنه أثقل الأمراض وأسرعها فتكاً بالإنسان.




sama smsma 18 - 06 - 2012 03:02 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
آلام الكفارة (2)

لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا (2كو5: 21)

تأملنا يوم الأحد الماضي في آلام الكفارة التي تحملها الرب يسوع وهو فوق الصليب، وقد ذكرنا سببين لها وهما؛ أخذه لمركز الخطاة، وقبوله عار الخطيئة، ونستكمل اليوم هذه الأسباب التي من بينها أيضاً:

3 - احتماله عذاب الخطيئة:

نظراً لأن الخطيئة لا تجلب على صاحبها العار فقط بل والعذاب أيضاً، لذلك كان من البديهي وقد قبل المسيح أن يكون نائباً عنا، أن يحتمل عذاب الخطيئة أيضاً. وعذاب الخطيئة ليس بعده عذاب، فهو جهنم بآلامها النفسية ونيران العدالة الإلهية. وقد رأى داود بروح النبوة تأثير هذا العذاب على نفس المسيح. فقال عن لسانه قبل مجيئه إلى العالم « كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع، قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي » (مز22: 14،15).

4 - حلول لعنة الخطيئة عليه:

والخطيئة لا تجلب العار والعذاب فقط، بل واللعنة أيضاً. فقد قال الوحي « ملعون مَنْ لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به » (غل3: 10) ولذلك كان من الواجب أن يحمل الفادي ليس عار الخطيئة وعذابها فقط، بل ولعنتها كذلك. فهل قبل المسيح لعنة الخطيئة مع الآلام التي قبلها عوضاً عنا؟ إننا نُجيب والدمع يرقرق في مآقينا، والقلم يبطئ السير في أيدينا: « نعم » فقد قال الوحي « المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا » (غل3: 13). فهو تبارك اسمه، بسبب قبوله خطايانا على نفسه حُباً بنا وعطفاً علينا، لم يحسب ملعوناً فقط، بل ولعنة أيضاً، وذلك لكي يرفع لعنة الخطية عنا، ويجلب إلينا البركة عوضاً عنها.

هذا شيء من ألم الكفارة، ونحن لا نستطيع أن نكتب عنها أكثر مما كتبنا. فليس سوى الله والمسيح يعرفان قدرها وشناعتها. لأن الأول هو الذي يعرف مطاليب عدالته التي لا حد لها، والثاني هو الذي قام بإيفاء هذه المطالب على ناسوته إلى التمام. لكن مما لا شك فيه، إنه لو كانت آلام الكفارة قد تحولت ناراً مادية والتهمت جسد المسيح التهاماً، لكان ذلك أهون عليه كثيراً من تحمل الآلام المذكورة، لأنها كانت تستعر في جسده ونفسه وروحه، مُعذبة إياه وهي مُبقية عليه، طوال ساعات الظلمة التي اجتاز فيها على الصليب.




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:07 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
آلام المسيح الجسدية والكفارية

« لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل ... أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام » (عب10:2)
حري بنا أن نعرف جيداً أن المسيح على الصليب تألم من مصدرين؛ من الله ومن البشر. فقد ظل على الصليب ست ساعات، من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر حسب توقيتنا الحاضر، ولقد كان في الثلاث ساعات الأولى نور، بينما غطى الكون الظلام في الساعات الثلاث التالية.

والفارق كبير بين آلام المسيح في هاتين الفترتين: فالمسيح تألم في الفترة الأولى من يد البشر؛ فتألم كشهيد. لكن ليست هذه الآلام ننحني التي خلصتنا، بل الآلام التي احتملها المسيح من يد الله.

والمسيح تألم بالظلم من يد البشر، إذ أنه البار القدوس « الذي لم يفعل شيئاً ليس في محله ». لكن على الجانب الآخر فإن المسيح تألم من الله كالديان بالعدل، فهو في محبته العجيبة قَبِل أن يأخذ مكاننا كخطاة وينوب عنا على الصليب، ويسدد ديننا الثقيل (1بط18:3، إش5:53).

ثم إن المسيح في ساعات النهار كان يتألم كشهيد من أجل البر. مثلما قُتل هابيل بسبب أعماله البارة. فاليهود أبغضوا المسيح لأنه البار ولأنه النور الذي كشف فسادهم وخرابهم
(يو19:3) . لكن في ساعات الظلمة كان المسيح يتألم بسبب الخطية، لا بسبب البر؛ لا الخطية التي عملها هو، فهو القدوس، بل الخطية التي أدخلها الإنسان إلى العالم، والخطايا التي ارتكبها المؤمنون جميعاً! وما أرهبها من آلام.

في ساعات النور استخدم الشيطان الأشرار لسحق عقب المسيح. لكن في ساعات الظلمة سحق المسيح رأس الحية (إبليس).

وآلام المسيح من يد البشر نتيجتها قضاء رهيب على غير التائبين، أما آلام المسيح من يد الله فنتيجتها بركة عُظمى للمؤمنين.

ودعونا نؤكد ثانية أن الآلام التي خلصتنا ليست تلك التي كانت من يد البشر، بل التي كانت من يد الله الذي قدم المسيح كفارة لخلاصنا (رو24:3، 25،2كو21:5).


قــد حملــــت ربنـــا العــارَ الـمُذيــبْ

واحتملــت غضــب العـــدلِ الرهيــبْ

يـومَ ذقـت المــــوت عنـــا بالصليــبْ

مُـظهـــــراً حبــاً وعطفـــاً يا حبيــــبْ

فاختطفت النفس من جوف اللهيبْ


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:08 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأيَّلة الـمُسيَّبة


« نفتالي أيَّلة مُسيبة يعطى أقوالاً حسنة » (تك21:49)



قال عنه النبي زكريا « ما أجمله » (زك17:9) . ما أجمله في مجده الأدبي .. ما كان مؤذياً لأحد قط، بل كان مثالاً للرقة والوداعة!

وفى حياته الخاصة كم كان يُشبه الإيل التي لا تسكن المدن بل تعيش في البراري والجبال في معزل عن الناس. هكذا الرب كم كانت تلذ له ساعات الشركة مع الله في الأماكن المرتفعة. وكم قرأنا أنه صعد إلى الجبل ليصلى (مت23:14، لو12:6، 28:9).

لكن ما الذي فعله البشر مع ذلك الرقيق الوديع؟ الإجابة نجدها في مزمور22، المزمور الذي يصوّر لنا آلام المسيح ويُعَنون « على أيلة الصبح ». يقول الرب « لأنه أحاطت بي ثيران كثيرة أقوياء باشان اكتنفتني » صورة لليهود الأشرار الذين تآمروا ضده واستأسدوا عليه. وبعدهم جاء دور العسكر الرومان، فيقول الرب « أحاطت بي كلاب، جماعة من الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يديّ ورجلي » - آه، كم تحملت أيلة الصبح الوديعة من الثيران، وكم قاست من أنياب الكلاب الشرسة التي نبشت جسدها وهى حية، ولم يتركوها إلا لفم الأسد وقرون بقر الوحش!
(مز21:22) .

ويقدم لنا مزمور42 مشهداً آخر - أعنى به إحساسه، ذلك الوديع بعد تلك المطاردة الرهيبة. فعادة تحس الأيلة بعطش شديد بعد مطاردة الصيادين لها. وهو نفس لسان حال الرب الذي قال « كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله »
(مز1:42) . وهكذا نرى أنه بعد انتهاء الصلب الرهيب، وبعد صرخة المسيح من فوق الصليب « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » فقد قال في الحال « أنا عطشان » (يو28:16) . ولم يكن ذلك تعبيراً عن العطش الجسدي فحسب، بل كان أيضاً حنين الشوق إلى محضر الله بعد الساعات الثلاث التي تُرك فيها من الله، ومرّت كأنها دهر طويل « عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي، متى أجيء وأتراءى قدام الله؟ » (مز2:42) .

ثم بعد الصليب والموت، جاءت القيامة. وفى هذا أيضاً نرى المسيح كالأيلة المسيبة
(تك21:49) التي تعطى أقوالاً حسنة. فلقد أُطلقت الأيلة فنطقت بأحسن الأقوال. وما أحسن ما قاله لتلاميذه في عشية يوم القيامة « سلام لكم » (يو19:20) فتمت النبوة « أخبر باسمك أخوتي وفى وسط الجماعة أسبحك » (مز22:22) .

نعم .. « حبيبي هو شبيه بالظبي أو بغفر الأيائل ».

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:08 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
البار والأثمة

أفتهلك البار مع الأثيم؟ ...أديان كل الأرض لا يصنع عدلا (تك18: 23،25)

في جو الشركة أعلن الرب سره لخائفه إبراهيم من جهة القضاء على سدوم بسبب عُظم خطاياهم. وهنا سأل إبراهيم الرب: « أفتهلك البار مع الأثيم؟ » وكان يقصد لوطاً البار المعذب وسط الأشرار. ثم يُجيب على سؤاله: « حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تُميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم ». ثم يضيف « أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً؟ » وقد أثبت ديان كل الأرض أنه يصنع عدلاً ورحمة أيضاً فلم يَمُت لوط البار مع الأثمة الفجار، بل أرسل الرب ملاكين لإنقاذه مع بيته. وبعد خروجه أمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً (تك19).

لكن دعونا أحبائي ننتقل إلى مشهد أروع وأشمل ظهر فيه عدل الله وبره، وفي ذات الوقت نعمته ومحبته. فقد كان العالم كله أثيماً يستحق الدينونة عدلاً « الآن دينونة هذا العالم » (يو12) وقد أشرف الله من السماء لينظر هل من فاهم طالب الله، فوجد الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس بار ولا واحد، والجميع أخطأوا وأجرة الخطية هي موت، وعدل الله يقضي بهلاك الخطاة. لكن عجباً وكل العجب فقد أحب الله هكذا العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. ونذكّركم بسؤال إبراهيم قديماً « أتُميت البار مع الأثيم؟ ». تطلعوا إلى موضع الجلجثة وهناك ترون كل العجب؛ البار معلق بين اثنين مُذنبين، واحداً عن يمينه والآخر عن يساره إتماماً للنبوة « وأُحصي مع أثمة » (إش53). وفي جوهر الأمر، فإن الله لم يُمِت البار مع الأثمة، بل عوضاً عن الأثمة « البار من أجل الأثمة » (1بط3: 18). ويا لها من مُبادلة عجيبة! ولقد كان مشهد الجلجثة هو أعظم ساحة قضاء فيها أظهر الله عدله كديان كل الأرض. فعندما حمل المسيح خطايانا في جسده على الخشبة، صب الله كل دينونته على الخطية على ابنه الوحيد الحبيب، واستيقظ سيف عدله وضرب رجل رفقته، وبذلك أظهر بره من جهة الخطية ونعمته تجاه كل مَنْ يؤمن « بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره ... ليكون باراً ويبرر مَنْ هو من الإيمان بيسوع » (رو3: 21-26). أرأيتم إذاً أن أعظم إعلان عن عدل الله كان في الصليب، وفي ذات الوقت أعظم إعلان عن المحبة والنعمة « الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما » (مز85).




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:09 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
البصق والعار

بذلت ظهري للضاربين وخديَّ للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق (إش50: 6)

ما أصعب أن نقرأ هذا عن شخصه الكريم « أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب » (مز69: 4) « بدل محبتي يخاصمونني ... وضعوا عليَّ شراً بدل خير وبُغضاً بدل حبي » (مز109: 4،5). كل هذا تحقق علناً عندما أسلم رب السماء إلى أيدي الخطاة (مر14: 14). وحتى في حضور رئيس الكهنة بدأ التطاول عليه بتلك الفعلة النكراء من عبد أحمق لما لطمه على وجهه (يو18: 22،23). ويبدو أن بعضاً من أعضاء هذه المحكمة العُليا اشتركوا بنصيب في إهانته « حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه » (مت26: 67). وكان من وراء هذا كله « رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية » (أف2: 2). واليدان اللتان منذ فترة قصيرة، امتدتا في تنازل رحيم وعجيب بالشفاء لأذن ملخس، توثقان الآن (يو18: 10-12). والعينان اللتان امتلأتا بالرحمة وهما تطلبان تلميذاً تعثر وسقط، ها هما تُغطيان بأيدي الرجال الذين أمسكوه (مر14: 65؛ لو22: 64). حقاً إن الشيطان حاذق في كل ما يعمل من شر. لقد أراد أن يطفئ « نور العالم » والإعلان اللامع عن المحبة الإلهية.

لقد « بصقوا في وجهه » مثل ما شكى أيوب قديماً « وأمام وجهي لم يمسكوا عن البصق » (أي30: 10). وانظروا بماذا يتكلم الله عن « البصق » في مريم البرصاء « ولو بصق أبوها بصقاً في وجهها، أما كانت تخجل سبعة أيام؟ » (عد12: 14) .. لقد لكموه وضربوه بالأيدي على وجهه، واستهزأوا به، وغطوه ثم سألوه قائلين: « تنبأ مَنْ ضربك؟ » وأشياء أُخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين. نعم إنه بلغة المزامير قال « اجتمعوا عليَّ شاتمين ... مزقوا ولم يكفوا » (مز35: 15).

وماذا يا ترى كنا نعمل نحن إذا ما استخدم أحد مثل هذه التهجمات علينا؟ هل شُتمنا وضُربنا ولُكمنا؟ هل بصق أحد في وجوهنا؟ إذا كان قد حصل هذا، فهل صمتنا هادئين كما فعل ذلك البريء الذي نراه هنا يتلقى الإهانات واللكمات بلا سبب؟ « تذلل .... لم يفتح فاه، كشاة تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها » وهو الذي بروح النبوة قال « بذلت ظهري للضاربين وخديَّ للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق ». ونحن نعلم أيضاً لماذا قال ذلك. ففي مزمور69: 7-9 يقول « لأني من أجلك احتملت العار، غطى الخجل وجهي ... لأن غيرة بيتك أكلتني ».





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:11 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الجاسوسان .. والرسولان

كذلك راحاب الزانية أيضاً أما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر (يع2: 25)

لقد كان لراحاب ما هو أكثر من حبل القرمز. فما فائدة حبل القرمز بالنسبة لراحاب ما لم يكن لها شهود أحياء موثوق بهم هناك في محلة الإسرائيليين. لم يكن رجاؤها في الموت وحده (الذي كان يرمز إليه حبل القرمز) بل في الشهود الأحياء. لم يكن الموت وحده يكفي لإعطائها الأمان ما لم يكن هناك شهود أحياء لصالحها، وهكذا الحال معنا. فنحن نضع ثقتنا لا في موت المسيح فقط بل في المسيح الحي. فالذي مات هو الآن حي. لقد قام وصعد إلى السماء وحياته الآن هي ضمان لحياتنا. لقد قال لتلاميذه « لأني أنا حي فأنتم ستحيون » و « إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيراً ونحن مُصالحون نخلص بحياته ».

إنه المخلص الحي هو الذي يضمن لنا كل بركات ونتائج موته. فهو ـ تبارك اسمه ـ ليس فقط رهن حياته لأجلنا كما فعل الجاسوسان (يش2: 19) بل لقد وضع حياته فعلاً لأجلنا، والآن قيامته هي ضمان قبول عمله الذي عمله لأجلنا. وهو لا يقدم لنا غفران الخطايا فحسب، بل التبرير أيضاً؛ لقد « أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا » (رو4: 25) و « إنه بهذا (بالمسيح) يُنَادىَ لكم بغفران الخطايا، وبهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسى » (أع13: 38، 39).

وكما أن رجوع الجاسوسين إلى معسكر إسرائيل كان فيه ضمان لأمن راحاب، فبالأولى كثيراً يكون وجود مخلصنا المُقام عن يمين الله تأكيداً بأن كل الذين آمنوا به هم في أمان تام.

ويُعلمنا الكتاب أنه بموت المسيح نيابة عنا يُحسب كأننا نحن الذين مُتنا، وبموتنا معه عبرت عنا الدينونة وصرنا أمواتاً للخطية وللناموس وللعالم. فبالنسبة لنا نحن لا ننظر إلى الدينونة كشيء مستقبل، بل كشيء ماض « بهذا تكمّلت المحبة فينا أن يكون لنا ثقة في يوم الدين لأنه كما هو هكذا نحن أيضاً (في هذا العالم) » (1يو4: 17). فكما المسيح ـ الذي هو الآن عن يمين الله ـ هكذا نحن أيضاً، وعندما يأتي ليدين العالم لن نكون كراحاب التي أُغلق عليها في بيت داخل أسوار المدينة المقضي عليها، بل سنكون كالجاسوسين الحُرين في الجيش الغالب، جيش ذاك الأسد المنتقم « ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم » (1كو6: 2).





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:11 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الحب أنت

وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا (إش53: 5)




الذنبُ ذنبي والخطيةُ علتي
والأجرُ موتي بل هذه دينونتي! وأراك تحملَ عني كلَ خطيتي
وأراك تدفعُ للعدالةِ أجرتي!
وتموتُ من أجلي وتحملُ لعنتي!

في كفِكَ المِسمارُ! ماذا قد جنى؟
فأنا الأثيمُ وذاك مسماري أنا أنا أستحقُه! أنت لم تفعلْ سوى
كلُ العلاجِ وكم شفيتَ من العنا
هذا صنعته حتى تفديني أنا!

في رجلِكَ المِسمارُ؟ بل رجلي أنا!
كم جُلتَ تصنعُ للمكارم محسناً بل هذا تاجُ الشوكِ أجرٌ لي أنا
أنا قد زرعتُ الشوكَ، أحصده أنا
لكنْ قبلتَه كي تُنجيني أنا!

أنا قد زرعتُ وأنت تحصدُ زرعتي
فالحربة في القلبِ أدمت قلبَكا أنا قد جنيتُ وأنت تحمي من جنى
خرج الدمُ والماءُ ماذا أعلنا
قد أعلنا محوَ خطاياي أنا!

الحبُ أنت وقد فديتني سيدي
ضحّيتَ نفسك بالصليبِ مُعلَقاً بدم كريم من حبيبٍ يفتدي
متألماً من أجل شر المعتدي
حتى أموتُ أنا عن الخطأِ الردي!

بل قمتَ أنت وفيكَ أنت قيامتي
وجلوسُك في العرش رمزُ تبرُرّي وجلست في العرشِ وفيك عزتي
بررتني بل هذا مجدُ الفديةِ
بل هذا برُ اللهِ برُ النعمةِ!

بررّتني أكرمتَني ألبستني
ماذا أقول وكيف أشكر فضلك؟! ثوبَ الخلاصِ وفيك قد شرّفتني!
فلك السجودُ سكيبُ قلبٍ مؤمنِ
متمتع بمجادةِ الحبِّ الغني!

ابن الإلهِ الحقِ أنتَ مُخلصي
فيك رأيتُ الحبَ يفديني أنا فيك رأيتُ الله حباً يفتدي
بل يرفعنِّي للعلاءِ الأمجدِ
بل يسكِنْ روحي بقدسِ المعبدِ!




زكريا عوض الله


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:12 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الخادم الحقيقي

أبي يعمل .. وأنا أعمل (يو5: 17)

الخادم الحقيقي هو ذلك الشخص المجيد، الذي كان يعمل كل شيء لمجد الله، فكل عمل وكل كلمة وكل حركة وكل فكر كان أشبه بثمر في أوانه، يصعد إلى الله ليُسرّ قلبه، لذلك قال « نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني » (يو6: 38)، لقد أرضى الآب في كل حين.

لقد كان الرب يسوع متفوقاً على كل الخدام، موسى خاف، وبولس ندم ـ أما الرب يسوع المسيح فما خاف قط، ولا ندم، إنه لم يتراجع إلى الوراء، إنه لم يندم على كلمة قالها، ولم يرجع في وعد من مواعيده، ولا صحح فكراً من أفكاره، لقد كان كاملاً كمالاً مُطلقاً ـ ما أعظمه في حياته، كان سيره منتظماً، فلا موانع توقف سيره، ولا منحنيات تغير سرعته، بل كان دائماً خاضعاً لمشيئة أبيه، أما كل البشر فهم في الموازين إلى فوق، وأعظمهم في التقوى أخطأ.

وعندما نقرأ في الأناجيل عن ذلك الخادم العظيم، تدهشنا الطريقة التي كان يملأ بها الرب يسوع كل ساعة من وقته، فلم يكن هناك فراغ في حياة ذلك الشخص المبارك، لم يكن هناك طلب للراحة كما نفعل نحن، بل كان كل وقته مكرساً ليتعب من أجل الآخرين. لم يَعِش لنفسه، ولم يُرضِ نفسه، كان يضع أمامه باستمرار مجد الله وبركة الإنسان، إذا طلب الوحدة كان ذلك ليختلي بالآب، وإذا احتك بالناس كان ذلك لإتمام مشيئة أبيه. الليل والنهار عنده كانا على السواء، على جبل الزيتون يصلي، وفي الهيكل يعلّم، في وسط الحزن يعزي. يشفي السقيم، يرفع البؤساء، ويقوِّم المنحنين، كان له فرح في الله لم يعرفه الناس، واهتمامه بالناس لا يستطيع أن يُظهره سوى الله، لم يعمل شيئاً لأجل نفسه. لما جاع في البرية لم يفكر أن يعمل معجزة ليسد حاجته، ولكن لما رأى الناس جياعاً نجده يفتح يده ويُطعمهم. هذا هو الخادم المثالي الكامل ـ الذي مجَّد الله في حياته على الأرض، وأيضاً في موته على الصليب.

ليتنا نقتدي بهذا الشخص العظيم، فنعمل ما يُرضيه ونسلك في دائرة مشيئته، ونمجده في حياتنا، ونكون لشبع وسرور قلبه إلى أن يجيء.


جازَ في أرض الشقا
مُظهراً كلَ كمالْ عظموه واقتفوا
إثرَ مَنْ أعطى المثالْ

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:13 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الخبير في الأحزان

رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن (إش53: 3)

هكذا يصف إشعياء ربنا المعبود في حياته على الأرض. فكم سمعنا عن شخص وُصف أنه رجل حرب أو رجل فن أو رجل علم أو رجل سياسة، أما « رجل أوجاع » فلم نسمع عنها قط. إنها صفة « رب المجد » في حياته على الأرض.

« أوجاع » تعني أحزان عميقة، فهى ليست نوعاً واحداً من الحزن، بل أشكال متعددة وقد اختبرها الرب كلها وضغطت بكل ثقلها على نفسه الرقيقة الحساسة، فصار « مُختبر الحَزَن » بمعنى مَنْ له دراية كُلية بالحزن.

دعونا نلقي نظرة على بعض من هذه الأوجاع والآلام (مرقس14: 27-45).

- « وقال لهم يسوع إن كلكم تشكُّون فيَّ في هذه الليلة » (ع27).

كان الرب يعلم أن تلاميذه جميعهم سيشكّون فيه. وكيف كان وقعْ هذا عليه!

- « وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيماني.. وابتدأ يدهش ويكتئب » (ع32،33).

ارتسم أمام الرب في ذلك الوقت العار المُشين الذي سيكسر قلبه والتعييرات المُهينة التي ستقع عليه، فأحس بالضيق الشديد يضغط على نفسه. وتزايد الضيق حتى وصل إلى الاكتئاب، وكان الاكتئاب شديداً للحد الذي فيه قال: « نفسي حزينة جداً حتى الموت ». يا له من مشهد عجيب!

فذاك الذي « يشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم » ها هو يعاني من جرّاء الحزن الرهيب!

- « ثم جاء ووجدهم نياماً فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم. أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة » (ع37).

كان ربنا المعبود منفرداً في تلك الساعة ولم يجد مَنْ يقترب منه ويرثي له. كان يصلي بمفرده بينما أحباءه ينامون « سهدت وصرت كعصفور منفرد على السطح » (مز102: 7) فلم يجد مَنْ يشاركه آلامه ويخفف عنه أحزانه، وتمت فيه كلمات النبوة « انتظرت رقة فلم تكن ومُعزين فلم أجد » (مز69: 20).

- « فجاء (يهوذا) للوقت وتقدم إليه قائلاً يا سيدي يا سيدي وقبَّله » (ع45).

كانت هذه القُبلة كالطعنة التي نفذت إلى قلبه الرقيق، حتى أن الرب بادر يهوذا قائلاً « يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الإنسان؟ » بلا شك أن وقعها على نفسه كان أشد ألماً من وقع البصق على وجهه أو النتف لخده، فهي لم تكن قُبلة الشركة والمحبة، بل قُبلة الغدر والخيانة.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:13 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الدفن والقيامة

وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب (1كو15: 4)

لم يبقَ جسد الرب يسوع طويلاً على صليب العار، لكن الله أعد آنيتين له للاهتمام به: يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس. لقد وضع في قلبيهما شعوراً مشتركاً بالمحبة والتقدير للرب يسوع، في حين أنه لم يكن لرؤسائهم سوى البغضة له والاحتقار! لقد ورد ذكر يوسف الذي من الرامة في الأناجيل الأربعة، وحسب ما يقوله لنا مرقس البشير، يبدو أنه كان عضواً في مجمع السنهدريم (محكمة اليهود). ويظهر نيقوديموس ثلاث مرات في إنجيل يوحنا (3: 1-21؛ 7: 50-52، 19: 39-42). يا له من تقدم أحرزه في طريقه نحو النور منذ مقابلته الأولى مع الرب يسوع! لقد عملت النعمة إذاً في قلبي هذين الرجلين اللذين، ربما دون أن يتفقا معاً، جاءا إلى هناك في تلك الساعة الرهيبة، ليُنزلا عن الصليب جسد المخلِّص المائت. لقد أخذته تلك الأيدي التقية، ولفّته بأكفان مع أطياب، ثم وضعته في قبر يوسف الجديد المنحوت في الصخر، حيث لم يوضع أحد فيه من قبل.

لقد سبق أن تكلم الأنبياء عن الآلام التي كان يتعين أن يُعانيها المسيا قبل حدوثها بوقت طويل. فأصحاح 53 من سفر إشعياء النبي مثلاً، يتحدث إلينا عن هذه الآلام بطريقة مؤثرة جداً، ولكن هذا الفصل نفسه من الكتاب المقدس يُرينا أيضاً قصد الله من جهة عبده الكامل « وجُعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن في فمه غش » (إش53: 9).

وفي اليوم الثالث، اليوم الأول من الأسبوع، وُجد القبر فارغاً، والحجر الكبير الذي كان يمنع الدخول قد دُحرج. والنساء اللاتي ذهبن إلى هناك في الصباح المبكر جداً ومعهن الأطياب التي أعددنها ليُدهن بها جسد الرب يسوع، علمن من الملائكة أنه قام من الأموات. يا له من خبر مجيد كُلِّفن بإعلانه لشركائهن في الحزن!


دُفن مُحيي الرميمْ
في ضريحٍ كالبشرْ واختفى الدرُ النظيمْ
ضمنَ مختومِ الحجرْ قام في الصبحِ المُنيرْ
فجلا ليلُ الدُجى موفياً عدلَ القديرْ
قاهراً جيشَ العِدى

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:14 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الذي صار جسداً

وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (1تي3: 16)

« الله ظهر في الجسد ». هذا أعظم حق وأعجب حقيقة. جاء الله ظاهراً في الجسد حيث كان التشويش وحيث كانت الخطية. جاء ظاهراً في صورة البشر، مُشبهاً إيانا في كل شيء (ما خلا الخطية). جاء وهو مركز كل بركة. كان هو النور، وكالنور كان من الناحية الأدبية يضع كل شيء في محله ويُظهر كل شيء على حقيقته، ولقد برهن الله بحقيقة حضوره إلينا في صورتنا على أن المحبة هي كل شيء. فالله الذي هو محبة ظهر في الجسد، وحيث كانت الخطية جاءت المحبة التي تسمو فوقها. والإنسان الذي باع نفسه عبداً للخطية، رأى بعينيه نبع الصلاح والخير حاضراً عنده. وفي وسط فساد وضعف الطبيعة البشرية، جاء الله ظاهراً في الجسد، وجاء خالياً من كل شبه شر وكاملاً من كل وجه. لقد عاش في ظروف الخطاة ولكن منفصلاً عنهم أدبياً بسبب سمو طبيعته الإنسانية القدوسة.

« الله ظهر في الجسد »، صار في هيئة لم تكن له لكي نصير نحن على صورة مجيدة لم تكن لنا. الكريم المُسربل بالجلال، صار إنساناً بلا صورة ولا جمال لكي يفتح الطريق أمامنا نحن الأشرار لنصير بلا عيب أطهاراً وأبراراً.

وما كان بصلئيل بن أوري، الحائك الحاذق، إلا تلميذاً يحبو « ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب » (خر31: 4) أمام حكمة الله التي هيأت الجسد الإنساني لحلول صورة الله غير المنظور فيه (كو1: 15). والذين طرزوا حجاب الخيمة جاءوا بشيء صغير ويسير جداً بالنسبة لليد المُبدعة التي هيأت حجاب جسد المسيح.

ولقد جاء في صلاة سليمان يوم تدشين الهيكل « هل يسكن الله حقاً مع الإنسان على الأرض؟ » (2أخ6: 18)، والجواب نجده في يوحنا1: 14 « والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا ». والمسيح كان هو هيكل الله الحقيقي على الأرض (يو2: 19) وقبل أن نخطو خطوة إلى ما داخل الهيكل لنتفرس في جمال أسراره، ينبغي أن نقف عند مدخله أمام المذبح، وهناك نرى حَملاً ذبيحاً ـ ضحية بريئة ـ وُضعت بدلاً عنا وفي مكاننا. هناك في خشوع نقول: « هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم » (يو1: 29).




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:15 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الذي صنع جلس

بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي (عب1: 3)

كلمة « جلس » تعني ممارسة إرادة حُرة تلقائية، أي أن المسيح يسوع الذي صنع الفداء على الصليب جلس من تلقاء ذاته وكمن له الحق في أن يفعل ذلك، الأمر الذي يتمشى مع ما جاء في إنجيل يوحنا بخصوص قيامته حيث يقول له المجد عن حياته الإنسانية « ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا » (يو10: 18). إن قيامة المسيح من وجه كانت « بمجد الآب » بمعنى أن الله بكل صفاته المجيدة كان عاملاً في إقامته، وهي من وجه آخر من عمل إرادته التلقائية الحرة. فهو أُقيم - كما بقوة خارجة عنه - وقام كمن له الحق في ذلك وله القوة على ذلك، وكمن لم يكن للموت سلطان عليه. فلم يكن هناك ما يمنعه من أن يجلس في يمين العظمة لأنه أكمل العمل على الصليب ومجَّد الله تمجيداً كاملاً. نعم وإن مجد الله اقتضى أن الشخص الذي عظّم صفات الله تعظيماً كاملاً في الصليب، يجب أن يجلس في يمين عرش العظمة في السماوات (عب8: 1).

إن قيامة المسيح وجلوسه فوق كل رياسة وسلطان يدلان على موافقة الله المطلقة على ما تم في الصليب؛ لأن اليمين هو مكان الكرامة والقوة كما هو أيضاً مكان الرضا والسرور. إذ ليس هناك ما هو أعلى ولا ما هو أكرم من عرش الله الذي يجلس فيه الآن الكاهن العظيم. إنه يجلس هناك كصاحب حق وكل شيء تحت قدميه وصولجانه فوق كل شيء.

إن جلوس المسيح بعدما صنع الكفارة يعطي راحة للضمير وسلاماً للقلب. ونحن الذين نؤمن بذبيحة المسيح النيابية وكفايتها كما نؤمن بكهنوته، لنا أيضاً بالإيمان أن نجلس دون أن نحرّك يداً لعمل أي شيء في سبيل خلاصنا، لأن ما يلزم للخلاص قد صُنِع وتم عمله، ولا نستطيع أن نضيف ذرة واحدة على عمل تام وكامل.

نعم يا صديقي .. إنه من الإهانة للمسيح أن تحاول إضافة مجهوداتك أو أعمالك أو مشاعرك أو استحقاقاتك إلى قيمة ذلك العمل الكامل الذي قدّره الله ورضيَ عليه وشبع به حتى أنه أجلس المسيح في عرشه بسبب كفاية وكمال هذا العمل.



صموئيل ريداوت


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:16 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الراعي الصالح وخرافه

« أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف » (يو11:10)
لقد كان الرب في مُباينة كاملة مع أولئك الرؤساء الذين كانوا معروفين في إسرائيل في القديم. فقد كانوا يعتبرون القطيع غنيمتهم، وكانوا كاللصوص. ولقد قال عنهم الرب « السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل » (يو10:10) .

كان المسيح هو الحياة وفيه كانت الحياة وليس النور فقط، إنه لم يرسل من الآب لينير فقط، ولكنه أتى ليكون للخراف حياة وأراد أن يعطيهم حياة أفضل؛ الأمر الذي يتناسب مع مجده الشخصي وعمله الذي كان أمامه دائماً. ومن ثم فإنه بعد القيامة نفخ في تلاميذه
(يو22:20) . فكما نفخ الرب الإله في آدم فصار آدم نفساً حية بنوعية حياة تختلف عن كل الكائنات الحية التي على الأرض، كذلك فعل الإنسان الـمُقام والإله الحقيقي بنفخة حياة أفضل في أولئك الذين آمنوا به، وهى حياة أبدية تأسست على الإيمان بموته.

وهكذا وبصفة واحدة بسيطة استطاع الرب أن يقارن بين نفسه وبين الأجراء الكذبة الذين سبقوه. إنه الراعي الصالح. و « الصلاح » في معناه المطلق لا ينطبق سوى على الله فقط
(لو19:18) ، فلا يوجد بين الناس مَنْ هو صالح .. ليس ولا واحد (رو12:3) . لكن صلاح راعى إسرائيل كان بالدرجة التي يمكن بها أن يثبت أمام أعظم امتحان فلن تسمو أية محبة على محبته في نوعها ودرجتها، فهو الذي وضع نفسه لأجل الخراف، وكانت المحبة باعثاً على عمله.

والعبارة « يضع نفسه » إنما هي تعبير عن المحبة العميقة. وهى تميز كتابات يوحنا، وتتكرر أكثر من مرة في إنجيله، ونجدها أيضاً في رسالته الأولى (يو11:10، 15، 17، 13:15،1يو16:3).

ونفس هذا العمل الفائق مُعلن أيضاً في رومية 8:5لكي يكون إعلاناً عن محبة الله الفريدة « الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ».

يمكننا أن نلاحظ بوضوح الاختلاف في وجهة النظر لكل من الرسول بولس والرسول يوحنا في عرضهما لذلك الحق. فبولس رسول البر الإلهي يشدد على الخطية وذنب الإنسان، وبينما كنا بدون إله خطاة أعداء، مات المسيح لأجلنا، وبذلك فهو يوضح جمال نعمة الله في سموها على الخلفية الـمُظلمة للشر الإنساني. ولكن يوحنا رسول المحبة الإلهية أسهب في الكلام عن الشخص الذي مات هكذا موجهاً كلامه للتأمل فيمن هو في ذاته وليس عما هو في الإنسان.




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:17 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الرب يسوع أمام هيرودس

« وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جداً ... وترجّى أن يرى آية تُصنع منه وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء... » (لو8:23، 9)
كون هيرودس « فرح جدا » يُرينا قلب الإنسان وكم يمكن أن يتحول إلى البرودة، لأن أي قلب بقى فيه أثر من عاطفة إنسانية، لا يمكن أن يجد في منظر « رجل الأحزان » موضوع فرح. لكن ها هو هيرودس رجل خاوي القلب يطلب أن يجد في ابن الله الذي صار جسداً، غرضاً يشبع نهمه للترفيه واللهو الذي لا ينتهي. وأقل مشاركة في هذه النوازع الفاسدة، لا تتفق مطلقاً مع كرامة وعظمة ذاك الذي في اتضاعه ظل هو هو الله. « وسأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء ». ومن أجل هذا الصمت، وقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد. فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وأرسله إلى بيلاطس بعد أن ألبسه لباساً لامعاً. وفى ذلك اليوم صار بيلاطس هيرودس صديقين مع بعضهما لأنهما كانا من قبل في عداوة بينهما. لقد اتفقوا جميعاً. وهكذا يحدث في بعض الأحيان أن العداوة لله والتمرد عليه يوحدّان الناس مع بعضهم!

وماذا كان يعنى ذلك اللباس اللامع، الذي يبدو أن هيرودس شخصياً هو الذي لفه حول الرب؟ يُقال إن هذا اللباس الأبيض اللامع في ذلك الوقت كان يدل على أن لابسه يطمع في مركز سياسي عظيم، وطبعاً كان هذا من جانب هيرودس تهكماً مراً ومُجازاة للادعاءات اليهودية ضد الرب يسوع. « قائلاً إنه هو مسيح ملك ». على أن الرب لم يكن الشخص الذي يرشح نفسه لهذا المركز لأنه هو صاحب الحق الشرعي في عرش داود والعالم. ولم ينكر هذه الحقائق، وكان في سلطانه أن يؤكد حقوقه، لكنه بالنعمة شاء أن يصمت وسوف يستمر ساكتاً « إلى أن يدخل ملء الأمم »
(رو25:11) وحينئذ سوف وولي إلى هذه الأرض « بقوة ومجد كثير » (مت30:24) حينذاك لن يكون بعد « مكروه الأمة عبد المتسلطين » (إش7:49) . بل « يتعالى ويرتقى ويتسامى جداً .... من أجله يسد ملوك أفواههم لأنهم قد أبصروا ما لم يُخبروا به وما لم يسمعوه فهموه » (إش13:52، 15). وكما تحمَّل بصبر تهكمات هذا الملك، هكذا من أجله يسد ملوك أفواههم. وكلما اجتهد الإيمان أن يتبعه في تواضعه العميق، كلما ابتهج في ذلك اليوم - وهو ليس ببعيد - حينما نكون مع جميع المفديين شهود غلبته ونُصرته.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:18 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السابق لأجلنا

الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائراً على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد (عب6: 19،20)

في هذه العبارة يُطلق على الرب يسوع وصف « السابق لأجلنا » الذي دخل إلى مكان معين؛ إلى ما داخل الحجاب، أي إلى ذلك المكان المجيد الأبدي الذي يمكن أن نقول عنه « سماء السماوات ». الذي منه جاء ليصنع تطهيراً للخطايا، أو كما قيل في نفس هذه الرسالة، « ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه » (عب9: 26).

كان رئيس الكهنة قديماً يدخل مرة واحدة كل سنة إلى قدس الأقداس إلى ما داخل الحجاب. وقدس الأقداس الأرضي لم يكن إلا مثالاً صغيراً للأقداس السماوية. والكتاب المقدس يوضح بصورة مباركة أن ربنا يسوع بعد أن أكمل العمل الذي أعطاه الله الآب ليعمله على صليب الجلجثة، دخل كسابق لأجلنا كاهناً وشفيعاً لشعبه.

وماذا كان يكون حال شعب الله بدون هذه العبارات المُشبعة التي تتلألأ في هذه الرسالة، والتي تؤكد أن ربنا يسوع هو السابق لأجلنا وأنه موجود في المجد كالإنسان المُقام من الأموات، وأنه يحيا هناك لأجلنا، وأن المحبة العظيمة التي جاءت به إلينا هي نفس المحبة العظيمة التي بها يحبنا الآن.

كيف يمكن لمسيحي أن يستمتع بسلام الله وبركة الإنجيل، وأن تكون له قوة ونُصرة في حياته الخاصة والعامة إن لم يُمسك إيمانه يومياً بهذه الحقيقة وهي أن المسيح في السماء كسابق لأجلنا.

المسيح هناك لأجلي أنا. ما أكثر ما تغيب عني هذه الحقيقة. وما أكثر ما ننظر إلى أسفل بدلاً من أن نتطلع إلى فوق، في هذه الأوقات بالذات تتبخر سعادتنا وتقترب منا الهزيمة. فما أحوجنا بأن نتذكر على الدوام هذه الحقائق الثمينة التي هي جزء من الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين. إنها حقائق يُعلنها الروح القدس لتعطر الجو الذي نتنفس فيه صباحاً ومساءً، ولتكون القوة الرافعة في حياتنا اليومية.

ما أمجد هذا! فهو قد دخل إلى هناك كسابق لأجلنا. وهو هناك لنا. ونحن موضوع محبته وعنايته. وهو ظاهر في حضرة الله لأجلنا. وهو قادر أن يحفظ وأن يعين وأن يعضد وأن يخلِّص إلى التمام (عب4: 14؛ 7: 24،25؛ 9: 24). هو عظيم الرأفة والعطف، ويمارس - آذار - رأفته وعطفه لأجلنا. يحسّ ويشعر بضعفاتنا. وكل ما نحتاج إليه هو الإيمان الذي يُمسك بهذه الحقائق كل يوم.




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:19 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الشاهد الأمين الصادق

« وأما يسوع فكان ساكتاً . فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله. قال له يسوع أنت قلت » (مت63:26،64)
إن أول رجل في التاريخ، حاول أن يبرر نفسه أمام الديان العليم بكل شيء (تك12:3) . أما الإنسان الثاني البريء، فلم يبرر نفسه أمام قاضى ظالم من البشر. لقد سكت. ونقرأ عن سكوته في الأناجيل سبع مرات:

« وأما يسوع فكان ساكتا »
(مت63:26) .

« لم يُجب بشيء »
(مت12:27) .

« فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا »
(مت14:27) .

« أما هو فكان ساكتاً ولم يُجب بشيء »
(مر61:14) .

« فلم يُجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس »
(مر5:15)

« وسأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء »
(لوقا9:23) .

« وأما يسوع فلم يُعطه جوابا »
(يو9:19) .

ما أعظمك ياربنا المعبود! يا مَنْ قيل عنك « الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلـِّم لمن يقضى بعدل »
(1بط23:2) .

ثم يفقد رئيس الكهنة أعصابه، فيلجأ إلى إجراء حاسم، هو القسم، لإجبار هذا الصامت المهيب الواقف أمامه على الكلام. « فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ »
(مت63:26) . لقد أتى الله بتلك اللحظة لكي يستعلن الدوافع الحقيقية في قلب الإنسان لرفض ابن الله. لأن إدانة الرب يسوع لم تُبن على شهادات من شهود الزور، كلا، فإن اتهاماً واحداً من جانب الإنسان لم يكن سبباً في هذه الإدانة، لكنها كانت بسبب شهادة الحق التي نطق بها ذلك الذي هو « الحق » (يو17:1،يو6:14،يو37:18). فإذ قد استُحلف وأُلقى عليه القسم، لم يكن ممكناً أن يظل صامتاً وإلا كان ذلك مخالفاً للشريعة. فعبارة « أستحلفك بالله » تضمنت صيغة القسم، وحين يلقيها القاضي فهي تُلزم الـمُستحلف أن يؤدى الشهادة (لا1:5) . فما أعظم شخصه وهو يقف في وسط كل هذا الخبث والكذب! في سكوته كان هو الإنسان الخاضع. وفى كلامه كان هو « الشاهد الأمين الصادق ». وقد أجاب يسوع قائلاً « أنا هو » (مر62:14) ، وقال له يسوع « أنت قلت » (مت64:26) . وهكذا نطق بشهادته التي بسببها أُدين كمُذنب ... إنه كالخاضع لناموس الله والـمُسلـِّم لمشيئة الله الكاملة « وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (فى8:2) .


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:20 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الشخص العجيب

« فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلأوا خوفاً قائلين إننا قد رأينا اليوم عجائب » (لو26:5)
لقد جمع الرب يسوع في شخصه العجيب كل صفات الجمال والكمال. فالإنسان الكامل يسوع المسيح كان ينمو في النعمة عند الله والناس (لو52:2) . وكان قلبه مستعداً دائماً لخدمة الجميع. فعند قراءة الأناجيل، كان الشيء الذي استرعى انتباهي هو أنى وجدت شخصاً لم يطلب ما هو لنفسه ولا فعل شيئاً واحداً لأجل نفسه. ويا له من أمر مدهش أن تجد شخصاً على الأرض لا يطلب ما هو لنفسه ولا يعيش لأجل ذاته. فقد أخذ الله كنصيبه الصالح. فالأناجيل تستعرض لنا شخصاً فريداً، غير مشغول بذاته على الإطلاق، وتُرينا القلب الصالح المستعد لخدمة الكل. فمع عمق أحزانه، إلا أنه كان مهتماً ومشغولاً بالآخرين. فاستطاع أن يحذر بطرس من ذاته في جثسيمانى، ويعزى اللص المنسحق فوق الصليب. فلقد كان قلبه دائماً فوق الظروف، مرتفعاً عن كل الأحزان، لا تؤثر الظروف عليه، بل كان دائماً يسير تماماً وفق إرادة الله وسط الظروف المختلفة.

فآدم رغم كونه ضعيفاً مسكيناً مقرصاً من الطين، إلا أنه ارتفع وعصى الله، أما المسيح القدير صاحب السلطان، استخدم قوته وسلطانه في عمل الخير للبشرية المعذبة. ومع كونه العالي والمرتفع أخذ مكان الطاعة والخضوع وأخلى نفسه. فيا لروعة طرق هذا الإنسان الكامل الفريد.

فعلى قدر ما كان أميناً لله، هكذا احتُقر من الناس. وعلى قدر وداعته واتضاعه، هكذا أيضاً لم يُعتّد به. وكل هذا لم يكن ليؤثر في خدمته لأنه كان يفعل كل شيء لمجد الله.

فكل تصرفاته أمام الجموع وأمام تلاميذه كانت في تمام الكمال واللياقة واضعاً نصب عينيه مجد الله.

فماذا كانت حياة يسوع، رجل الأوجاع ومُختبر الـحَزَن، إلا شعلة من النشاط رغم وجوده في عالم الأتعاب والظلمة؟

وبقلب مليء بالمحبة ذهب إلى كل طبقات المجتمع مُسدداً الأعواز المختلفة والاحتياجات. فهذا الفريد لم يقف أمام تعاسة المجتمع والعالم الموقف السلبي وعزل نفسه عن العالم، بل لقد كان الرب يسوع إيجابياً لتخفيف أعباء المتعبين، متداخلاً في ظروفهم، مسبباً السعادة والخير لهم. فيا لروعة هذا الكامل في كل طرقه!




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:21 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الشخص المجيد المرتفع

احتمل الصليب ... فجلس في يمين عرش الله (عب12: 2)

مَنْ هو الشخص المجيد المرتفع فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمّى ليس في هذا الدهر فقط، بل في الآتي أيضاً؟ هو المسيح، المُقام من الأموات، الإنسان يسوع، الذي تألم وصُلب ومات ودُفن. ومَنْ هو الذي صعد فوق جميع السماوات لكي يملأ كل شيء؟ مَنْ هو غير الذي نزل أولاً إلى أقسام الأرض السُفلى؟ وهكذا أعلن الرب يسوع نفسه لتلاميذه قبل ارتفاعه أن كل سلطان في السماء وعلى الأرض قد دُفع ليديه، أي أن الآب قد أعطاه إياه كالابن المتجسد الذي أطاع وتمم مشيئة الله المتعلقة بالخلاص. وقد صعد يسوع إلى إلهه وإلهنا وأبيه وأبينا، وهناك عندما ظهر لتلميذه المحبوب في سفر الرؤيا في المجد السماوي، أعلن نفسه كالبكر من الأموات « الحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين ».

إن يسوع المسيح يُقدم لنا في الكتاب كالرب والعبد في وقت واحد. كالملك الذي نكرمه كما نُكرم الآب، وفي الوقت نفسه كمقدام العابدين الذي يشفع فينا باستمرار في المجد السماوي. وفي سفر الرؤيا، الذي هو إعلان يسوع المسيح، بهذا المعنى أيضاً يتكلم المخلص عن الله كإلهه. ويا له من حق مبارك، أن ذاك الذي هو الأول والآخر، وحيد الآب، قد صار العبد الممسوح، رأس الكنيسة، وأن الآب قد أعطاه لنا إلى الأبد. وأنه وهو على عرش المجد يقرن نفسه بإخوته مُصلياً معهم ولأجلهم، وأنه حتى الآن منتظر رجوعه إلينا وإقامة مُلكه معنا كما نحنُ نشتاق لظهوره. إننا في ضياء مجده الإلهي الأزلي غير المحدود، نرى اتضاعه العجيب وتنازل محبته الغريب. وكنتيجة ومكافأة لطاعته، نرى جلاله وسلطانه وملكوته. هذا الحق مليء بالتعزية المؤثرة المنشطة إلى أقصى حد. إن يسوع هو مثالنا، هو مقدامنا، هو محط أنظار جميع قديسي الله. هو البكر بين إخوة كثيرين. فنحن كذلك سندخل المجد عن طريق الآلام.


قد استهان بالخجل
فعن يمين الله بالمجد قام وانفصل
ذاك عن الخطاة وصار أعلى من سماو
اتٍ مُكللا وضامناً عهداً سما
جداً وأفضلا


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:22 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصخرة المضروبة

لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح (1كو10: 4)

كما أن المن يرمز إلى المسيح، كذلك الصخرة أيضاً. فالصخرة قد ضُربت قبل أن تفيض المياه. قيل لموسى أن يأخذ العصا - العصا التي ضربت بها النهر - وهناك حيث يقف الله أمامه على الصخرة في حوريب يضرب الصخرة « فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ». إن العصا تُشير إلى قوة الله، ففي ضرب الصخرة إذاً نرى رمزاً إلى ضرب المسيح بقوة على الصليب. الصخرة المضروبة هي المسيح المصلوب. لاحظ أن خطية الشعب هي التي أدّت إلى ضرب الصخرة، وهذا إيضاح للحق القائل « وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا » (إش53: 5).

ما أجمل هذا المنظر الذي يلزم كل الخطاة والمؤمنين التأمل فيه. فالخطاة يرون المسيح على الصليب حاملاً دينونة الخطية. وبتأملهم في هذا المنظر يعلمون مقدار شناعة الخطية في نظر الله. وإذ يعلمون هذا يتأكدون أن الله سيقضي عليهم قضاءً مُريعاً إن هم استمروا في عدم توبتهم وعدم إيمانهم. لأن الله الذي لم يُشفق على ابنه الوحيد عندما كان نائباً عن الخطاة، ابنه الوحيد الذي هو مسرة قلبه، ابنه القدوس الطاهر المنزه عن الخطية والذي لم يفعل شيئاً في غير محله، كيف أن الله الذي لم يُشفق على ابنه الذي هذه صفاته يرحمهم ويغض الطرف عن شرورهم؟

كذلك المؤمنون ينظرون إلى منظر المسيح المصلوب فتمس وتخشع وتذوب قلوبهم عندما يستطيعون بالنعمة أن يقولوا « الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24). إنهم طوال الأبدية لا ينسون أن خطاياهم هى التي تطلبت هذا الموت، بينما لا ينسون أيضاً أن الله قد تمجد بهذا الموت في كل مظهر من مظاهر صفاته. إنه من الحقائق الهامة والجميلة أن الصخرة كان يجب أن تُضرب قبل أن يُتاح للشعب أن يرتوي. وهكذا الأمر مع المسيح لم يكن لتنحدر بركات الله قبل ضرب المسيح على الصليب. إنه بسبب الخطية كانت مراحم الله ونعمته ومحبته محجوزة فيه. ولكن بمجرد أن تمت الكفارة التي بها اكتفت المطاليب الإلهية إلى الأبد، نرى أبواب قلب الله قد انفتحت ففاضت منه ينابيع النعمة والحياة إلى العالم.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:23 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصلاة مُصلياً

ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين ... فقال يسوع يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو23: 33،34)

الشيء اللافت أن أولى عبارات المسيح من فوق الصليب كانت صلاة لله. فيا له من شخص عجيب ليس له نظير! فها إن يديه لم تعودا تعملان الخير كما عملتا كثيراً، إذ سمرهما البشر على الصليب، ورجليه لم تعودا تحملانه إلى البؤساء والمساكين ليخدمهم، لأنهما مسمرتان كذلك على الصليب. وشفتيه لم تعودا تنطقان بكلمات الوعظ والتعليم لتلاميذه كعادتهما، لأن تلاميذه كلهم تركوه وهربوا. فبأي شيء ينشغل ذلك الشخص العجيب، في ذلك الوقت العصيب؟ إنه ينشغل بالصلاة لأبيه!

كان آخر عمل عمله ـ تبارك اسمه ـ قبل القبض عليه في بستان جثسيماني هو الصلاة لأبيه. وبعدها أُقتيد للمحاكمة، حيث حُكم عليه جوراً، وعُذِّب ظلماً، لكنه في كل مراحل المحاكمة ظل صامتاً، لم يدافع عنه نفسه قط. ولم ينطق بشيء إلا لكي يشهد للحق. وعندما عُذِّب تحمَّل غُصص الألم صامتاً دون أن يتأوه، إذ كان « كشاة تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه » (إش53: 7). لكن ذاك الذي ظل أمام البشر صامتاً لا يفتح فاه، ها هو يتجه إلى أبيه في صلاة. فما أروعه!

لقد كانت عادة الصلاة بالنسبة لربنا يسوع المسيح أقوى من أن توقفها جُرعات الألم مهما اشتدت؛ فهو الإنسان الفريد الكامل، رجل الصلاة. لكن توقيت صلاته هذه المرة يُضفي على صلاته جمالاً خاصاً، وعلى شخصه مجداً فريداً. فهو الآن في آخر لحظاته، وتتم فيه كلمات إشعياء النبي في الأصحاح53 « لأن حياته تُنتزع من الأرض » (أع8: 33)، ومع ذلك نراه مُصلياً!

في مزمور109 تَرِد عنه هذه الكلمات « انفتح عليَّ فم الشرير ... بكلام بُغضٍ أحاطوا بي، وقاتلوني بلا سبب. بدل محبتي يخاصمونني. أما أنا فصلاة » (مز109: 2-4). إنه لا يقول: أما أنا فأصلي، بل « أما أنا فصلاة ».

هذا هو القدوس الفريد الذي غُمر بعادة الصلاة، عاش فيها وعاشت فيه، فأصبحت من مكونات حياته الإنسانية الفريدة، حتى إنه حالما فرغ الجُند القساة القلب من عملية الصليب، فبدلاً من أن يتأوه ويئن ويصرخ، تحوّل إلى الله بالصلاة قائلاً: يا أبتاه.





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:23 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصليب أُحجية الله

لأُحاجينكم أُحجية .... من الآكل خَرَجَ أُكل ومن الجافي خرجت حلاوة (قض14: 12،14)

إن هذه الأحجية هي أروع تصوير لأسلوب معاملات الله؛ فهو لا يُظهر قوته ليمنع وجود الآكل، بل يتركه يمرح ويأكل، لكنه في ذات الوقت يُظهر سلطانه ليُخرج من هذا الآكل أُكلاً لشعبه. كما أنه لا يُظهر قوته ليمنع الظروف الجافية، لكنه يُظهر سلطانه ليُخرج منها ثماراً حلوة يهنأ بها شعبه.

وفي الصليب تتجسد هذه السياسة بشكل لا يمكن أن تُخطئه العين، فأيادي الأثمة تقيِّد ابن الله! وبأفواههم يسخرون بل ويبصقون عليه! والجند الأردياء يعرّونه ويجلدونه ثم يسمّرونه على الخشبة! كل هذا ولم تنزل نار من السماء لتحرقهم، ولم تنشق الأرض لتبتلعهم، بل سمعت السماء كل تعييراتهم ولم تنقذه منهم، حتى أنهم ظنوا أن السماء في صفهم، فقالوا له هازئين مجدفين: « إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب ..... قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده ... »، بل لقد حسبوه ـ لعدم ظهور قوة الله لحسابه ـ أنه مضروباً من الله ومذلولاً، نعم لم تظهر قوة لمنع شرورهم، لكن هل لم يظهر سلطان الله؟ حاشا، فمَنْ منا عندما يقرأ القصة بتدقيق يُخفىَ عليه سيطرة الله على كل الأمور؟ لقد حاول رؤساء الكهنة أن لا يصلبوه في الفصح لكي لا يكون شغب في الشعب، فكان سلطان الله أقوى ليتم الرمز البديع، وحاول بيلاطس أن يتخلص من القضية بأن يجعلهم يحكمون عليه بحسب الناموس فيموت رجماً بالحجارة، فكان سلطان الله أقوى لتتم النبوات الكثيرة التي أشارت لميتة الصليب، وجاء العسكر الأشرار ليكسروا ساقيه ويكسروا معها نبوة عن عدم كسر عظم منه. فكان سلطان الله أسرع منهم، فمات قبل مجيئهم، وخططوا لدفنه مع الأشرار، فكان سلطان الله أعظم لتتم نبوة الكتاب بأن يدفنه رجل غني. وهناك ما هو أكثر من ذلك الكثير الذي يُظهر أن الله، وإن كان لم يمنع الشر، لكنه كان يمارس - آذار - سلطانه عليه. وماذا كانت النتيجة في النهاية؟ لقد ظنوا في غبائهم أن شرورهم قد انتصرت، ولم يعلموا أنهم كانوا يتممون مشورة الله المحتومة وعلمه السابق. فلقد استخدم الله كل شرورهم لينجز أعظم مقاصده، نعم لقد عبّروا عن خصامهم لله فسفكوا دم ابنه، لكن بهذا الدم المسفوك كان الله يصالح الكل لنفسه!

نعم عظيم هو ربنا، وعظيم القوة، لفهمه لا إحصاء.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:24 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصليب والمجد

وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح (غل6: 14)

ظَلّ الصليب قرابة أربعين قرناً من الزمان رمزاً للخزي وعلامة للّعنة وحمل العار. كما استُخدم أيام الفرس والرومان كوسيلة إعدام مَنْ يرتكبون أفظع الجرائم والآثام. حتى حمله البار وعُلّق فوقه، فصار لعنة لأجلنا، بعدها أصبح الصليب علامة للمجد وصار سبباً للافتخار (غل6: 14).

وأول مَنْ أشار إلى ارتباط الصليب بمجد الله، هو ربنا يسوع المسيح، عندما قال أمام تلاميذه، بعد خروج يهوذا الخائن « الآن تمجّد ابن الإنسان، وتمجد الله فيه » (يو13: 31). وكان في هذه العبارة يشير إلى عمل الصليب. ثم نقرأ بعد ذلك ما قاله للآب « أنا مجدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته » (يو17: 4). وإن كان المقطع الأول يشير إلى حياة المسيح على الأرض بصفة عامة، فإن الأخير يشير إلى الصليب بنوع خصوصي.

لقد أظهر صليب المسيح كمالات بل أمجاداً متنوعة، لكن الذي يدعو للأسف أن الإنسان الطبيعي، جاهلاً كان أم متديناً أم فيلسوفاً، لم يرَ فوق الصليب سوى إنسان منظره مُفسَداً أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم، إنسان لا صورة له ولا جمال، بل مُحتقر ومخذول من الناس، لا يستحق أن يُعتد به (إش52؛53). بل حتى واحد كبطرس، مع كل محبته وإخلاصه لسيده، لم يستوعب في حينه أن موت المسيح على الصليب يتضمن إعلاناً للمجد يستحق الافتخار (مت16: 22).

ولكن ليس بغير الإيمان يمكن لعين البشر أن تكتحل برؤية هذه الأمجاد، وأيضاً ليس بغير الجلوس بل المكوث قرب الصليب، ثم النظر إلى العلاء، والتأمل في المصلوب بين الأرض والسماء، وهو ما عبّر عنه الرسول بولس قائلاً « ولكن الذي وُضِع قليلاً عن الملائكة، يسوع، نراه مُكلَّلاً بالمجد والكرامة من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد » (عب2: 9). ليتنا نتأمل في دوافعه، في مشاعره، في اتضاعه وطاعته، في شجاعته، في صمته، في كلماته، في نتائج صليبه.

أخي، يا مَنْ تمتعت بنتائج الصليب، ألا يقودك ذلك إلى حياة السجود والتكريس فتعبّر بطريقة عملية عن تقديرك لشخصه الذي يستحق كل الإكرام والسجود.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:25 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الضربات الشافية

تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا (أش5:53)
الذي بجلدته شُفيتم (1بط 24:2)

الضرب! يا للعجب! إن الضرب لظهر الجهال كما يعلمنا الحكيم (أم29:19)، وناموس موسى قضى بأن يحكم القضاة على مذنب مستوجب الضرب بطرحه وجلده على ألا تزيد جلداته على الأربعين (تث1:25-3).

أما الرب يسوع فقد كان أمام الناس وأمام الله بلا خطية وبلا ذنب، قال عنه الحاكم الروماني « لم أجد في هذا الإنسان علة » (لو14:23)، والآب من السماء أعلن أنه وجد مسرته في ابنه الحبيب. ومع ذلك، عن هذا الكامل الذي بلا عيب وبلا خطية نقرأ القول « بحبره (بجلداته) شفينا ».

إن الإهانات واللكمات والجلدات الصادرة عن أناس قساة شرسين للرب، لم تكن هي الضربات التي بها شفينا. إن المتألم القدوس وقعت عليه ضربات من يد الله كما من يد الناس « لأن الذي ضربته أنت هم طردوه » (مز 26:69). يشير « الضرب » في الكتاب المقدس إلى توقيع دينونة إلهية. وياله من أمر عجيب ومدهش أن ينصّب الغضب الإلهي على الرب يسوع، وأن يتم لنا بضربه الشفاء!! إن طرق نعمة الله ليست كطرقنا - فالعبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فبالعدل يُضرَب كثيراً (لو47:12) - أما ربنا يسوع الذي علم ما هي إرادة الله، وأطاع تلك المشيئة إلى النهاية، فبالنعمة تحمل في نفسه ضربات غضب الله، وبضربته شفينا.

يا لظلمة الجلجثة! ظلمة موحشة في رابعة النهار. إن عين الإيمان تخترق تلك الظلمة الكثيفة التي غطت الأرض من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة، وبالكاد تستطيع أن ترى تلك الضربات الشديدة المبرحة غير المنظورة والفائقة الإدراك.

إن عصا التأديب النازلة على « شخص آخر » هي التي استطاعت أن تأتي لنا بالشفاء؛ فبدون الصليب وضرباته ما كان يمكن أن يكون هناك بلسم من جلعاد للمجروحين. إنه عندما قُطعت شجرة اللعنة، شجرة الجلجثة، وطُرحت في مياه ماره، حينئذ فقط صارت المياه عذبة وصالحة لإطفاء عطش الخطاة التائبين، وإنعاش قلوب القديسين المثقلين.

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:26 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
العصفور الحي

« ...يؤخذ للمتطهر عصفوران حيان طاهران.. يُذبح العصفور الواحد في إناء .. على ماء حي .. ثم يطلق العصفور الحي .. » (لا4:14-7)
لا يوجد رمز يمثل لنا قيامة المسيح بصورة أكمل من « العصفور الحي » الذي أُطلق سراحه على وجه الصحراء. فإنه لم يُطلق إلا بعد موت العصفور الأول. والعصفوران معاً يمثلان لنا المسيح الواحد في دوري عمله، أعنى بهما موته وقيامته.

العصفور إذاً يمثل لنا الرب السماوي حاصلاً على الكفاية والقدرة للألم والموت في الناسوت الذي اتخذه والذي يرمز إليه إناء الخزف. والماء الحي هنا رمز الروح الأزلي الذي به قدم المسيح نفسه لله بلا عيب. والأمر المدهش أن التشبيه لا يمثل - كما كنا نتصور للوهلة الأولى - كسر الإناء، بينما العصفور نفسه ينطلق صحيحاً سليماً. بل بالعكس نرى موت العصفور دون تحطيم الإناء. وهنا نقف أمام دقة الكتاب موقف التعبد العميق لله.

ذلك أنه شخص واحد مبارك هو الذي اتحد فيه إلى الأبد اللاهوت والناسوت، والذي كان يوماً بيننا، وتعلم الطاعة مما تألم به، وتحمّل استحقاق خطايانا، وخرج من وسطنا عن طريق الموت، ثم أُقيم وعاد إلى الآب. نعم، إن ذاك الذي جاء على الأرض ليفعل مشيئة الآب أخذ جسداً مهيئاً له كالوسيلة لإتمام تلك المشيئة. وهكذا، ومطابقة للرمز، فإن عصفور السماء هو الذي مات في إناء الخزف. وفى الحقيقة إن هذا التنازل هو قمة الضعف الذي به صُلب. وما أجمل ما يحتفظ لنا به مزمور 102 من تصوير هذا الحق، حيث نرى هذا الرمز على صورة تدعو لمزيد من التعبد. وبديع كذلك أنه في هذا المزمور نجد مسيا، في وحدته، يقارن نفسه بعصفور منفرد على السطح.

ولئن نزل إلى الموت تنازلاً، فلابد أن يُظهر نفسه سيداً له، ولابد للقيامة أن تبرره كمن هو رب الجميع. وطبقاً لذلك، فإن العصفور الآخر يحدثنا عن القيامة. فإذ يُطلق على وجه الصحراء فإنه إلى السماء ذاتها التي هو منها يعود حاملاً الدم الذي هو الشهادة للفداء العظيم. فالعصفور الثاني يمثل الحياة التي لا تنتهي - حياة العصفور الأول الذي اجتاز الموت وغلبه وجعل منه الأداة لإتمام مقاصد الصلاح الإلهي الذي عن طريق دم الكفارة المهراق يطهرنا من دنس البرص الروحي.

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:28 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
العظيم المتضع

بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله (مر1: 1)

يقدم إنجيل مرقس الرب يسوع في تواضعه العجيب كعبد يهوه. ولكن الإنجيل يُفتتح بسبع شهادات تبين عظمته وتفرّده له كل المجد:

أولاً: الشهادة الأولى نجدها في العدد الأول؛ فالبشير مرقس الذي يستخدمه الروح القدس لكي يستحضر أمامنا ذاك الذي أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، يفتتح إنجيله مُذكِّراً إيانا بأنه « يسوع المسيح ابن الله ».

ثانياً: في ع2،3 نجد شهادة الأنبياء. فلقد كانت كلمات يهوه لملاخي « ها أنذا أرسل ملاكي فيهيء الطريق أمامي (أي أمام الرب يهوه) » (ملا3: 1) والروح القدس يطبِّق هذه الكلمات على يوحنا المعمدان مُهيئ طريق المسيح. فيسوع العهد الجديد هو يهوه العهد القديم. والاقتباس الثاني من إشعياء النبي ويتكلم عن إعداد طريق الرب (إش40: 3). وهكذا للمرة الثانية نجد أن المسيح هو يهوه.

ثالثاً: نجد شهادة يوحنا المعمدان (ع4-8). فقد كان جديراً بالمعمدان، الأعظم بين الأنبياء، أن يعلن بأنه سيأتي بعده مَنْ هو أقوى منه الذي لم يكن أهلاً لأن ينحني ويحل سيور حذائه. لقد عمَّد بالماء ولكن المسيح كان سيعمد بالروح القدس.

رابعاً: في ع9-11 نجد شهادة الآب من السماء لمجد المسيح. فبنعمة لا حد لها خضع الرب يسوع للمعمودية من يوحنا، وهكذا أتحد نفسه بالبقية الأمينة المنفصلة عن الأمة المُذنبة والآثمة. وللوقت سُمع صوت الآب مُعلناً مجده « كالابن الحبيب ».

خامساً: في ع12،13 نجد ملخصاً قصيراً للتجربة في البرية. فتجربة أبوينا الأولين في جنة عدن أظهرت ضعفهما إذ تغلَّب الشيطان عليهما، أما تجربة الرب في البرية فقد شهدت لكماله الذي لا حد له إذ قد غلب الشيطان.

سادساً: الخليقة نفسها تشهد لمجد شخصه إذ نقرأ أنه « كان مع الوحوش » (ع13). فبينما تخاف الوحوش من الناس، إلا أنه لم يكن هناك أي خوف من ذلك الإنسان المبارك لأنه هو في الحقيقة خالقها.

سابعاً: وأخيراً نقرأ « وصارت الملائكة تخدمه » (ع13). فالذي جاء لكي يكون خادماً هو نفسه الشخص الذي تخدمه الملائكة.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:29 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 

العظيم المتضع !

« مَنْ صدق خبرنا » (إش1:53)

كلـَّما أرفعُ عيني
كيما أنظـُرُ بعيدْ أنظرُ أمراً عجيباً
سيداً وسطَ العبيدْ هل تُراهمْ يعلمونَ
أنه شخصٌ فريدْ؟ أم تُراهمْ يفهمونَ؟
هَلْ هذا شيىءٌ جديدْ خيمةٌ منذُ القديمِ
مجدُها مجدٌ مَهيبْ تتوسطُ خياماً
لونُها قاتِمْ مَعيبْ! كلـُّهم ذا يعرفونَ
ما هو الأمرُ الغريبْ؟ فلـِمَ لا يُدرِكونَ
أنّهُ شخصٌ عَجيبْ؟ لِكنْ ما لمثلِ هذا
صاحبُ الجنسِ الشريفْ أنْ يعيشَ وسطَ قوم
شرُّهم شرٌ كثيفْ إنما جاءَ ليعلنْ
حُبَه الحبَ العفيفْ للغنىِّ والفقيرِ
للبصيرِ والكفيفْ كلـَّما كانَ يسيرُ
كانَ عِطرهُ يَفيحْ للحزينِ والكسيرِ
للكئيبِ والجريحْ نظرةُ عينْهِ تشفى
لمسةُ يَدْهْ تُريحْ كلماتُ فيهِ تُشبع
تعلنُ الحقَ الصَّريحْ فتأملوا مليَّاً
حبَ فادينا يسوعْ بعد أن عاشَ حياةً
ملؤُها خيرُ الجموعْ قد مضى إلى الصليبِ
طائِعاً وفى خُضوعْ لمشيئةِ الإلهِ
إنَّ مجدَهُ بديع! هيا معي سبحوُه
وانحنوا، له اسجدوا وليكن نَغْمُ الحياةِ
« ذا الإلهَ مجدوا » إذ هو الربُ القديرُ
والرفيعُ الماجِدُ والمشيرُ والعجيبُ
والعلـُّي الأوحدَ عن قريبٍ سوفَ يأتي
مُسرعاً من السماءْ هذا وعدُه اليقينُ
هذا موضوعُ الرجاءْ عند ذا سوفَ نكونَ
حولَ عرشِ ذي البهاءْ ساجدينَ، شاكرينَ
فضلـَه بلا انتهاءْ

فيبي إيليا


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:30 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
العمل الحَسَن

أما يسوع فقال اتركوها. لماذا تزعجونها. قد عملت بي عملاً حسناً .. عملت ما عندها (مر14: 6،8)

بينما كان المسيح متكئاً ساعة العشاء في بيت سمعان الأبرص، جاءت مريم أخت مرثا ومعها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن، وكسرت القارورة وسكبت الطيب على رأسه. ولقد عبّرت مريم بذلك عن تقديرها للمسيح وعن عواطف محبتها تجاهه، وعن بُعد نظرها الروحي. ولقد أظهرت بذلك معرفة وفهماً فاق عن فهم باقي التلاميذ.

فبعد أن ربحها المسيح بنعمته وجذبها بمحبته، جلست عند قدميه لتسمع كلامه. ولقد أنشأت فيها محبة المسيح ونعمته المحبة له، كما أعطى كلامه لها فهماً روحياً عميقاً ومتميزاً. ولفرط محبتها للمسيح تمكنت أن تُدرك تزايد عداوة اليهود له، وقدمت بعملها شهادة عن تقديرها وحبها للمسيح في نفس اللحظة التي عبّر فيها الناس عن بغضهم الشديد له. ولقد كشف تكريم مريم للمسيح عما في قلوب البعض من الحاضرين.

وفي إنجيل يوحنا12 نرى أن يهوذا كان قائد أولئك الذين وجهوا اللوم لمريم، فما كان ربحاً للمسيح كان خسارة بالنسبة ليهوذا. يستطيع الناس أن يقدّروا الأعمال الصالحة التي تُقدم للناس، ولكنهم لا يرون أية قيمة للأعمال التي لا تستهدف إلا مجد المسيح. وكم يجب علينا نحن أن نحترس من أن ننشغل بالتبشير للخطاة والاهتمام بالقديسين فقط، دون أن نُظهر أي تقدير للسجود لشخص المسيح وحده.

ومع أن عمل مريم كان موضوع انتقاد الناس، إلا أنه نال التقدير من الرب إذ شهد بأنها « قد عملت بي عملاً حسنا ».

نقرأ في لوقا10 أن مريم اختارت « النصيب الصالح »، ونرى هنا أنها قد عملت « عملاً حسنا ». النصيب الصالح هو في الجلوس عند قدمي الرب والاستماع لكلامه، والعمل الحسن هو ذلك العمل الذي يستهدف شخصه المبارك. ولم يمتدح الرب العمل الذي قامت به مريم من أجل الدافع المجيد الذي ورائه فقط، ولكن أيضاً لأنها « عملت ما عندها ». ونحن لا يجب علينا أن نحجم عن تقديم أية خدمة للرب مهما بدت صغيرة ومختفية، إذ أننا كثيراً ما نسرع إلى الخدمة التي لها طابع ظاهري وفيها تعظيم للذات. ألا يشجعنا هذا المنظر الجميل أن نعمل على قدر ما عندنا مهما كان قليلاً على شرط أن يكون الدافع لنا هو مجد المسيح.





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:30 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الغني الذي افتقر

فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره (2كو8: 9)

إن الرب يسوع المسيح الذي هو خبز الحياة، خبز الله النازل من السماء، بدأ خدمته الجهارية بالجوع « فبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيرا » (مت4: 2). لقد اختبر الجوع كإنسان، لكنه باعتباره الله أشبع الجموع الكثيرة بالخمس الأرغفة والسمكتين. إنه وهو ماء الحياة، ويعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً، أنهى حياته بالقول: « أنا عطشان »، وذلك إتماماً للنبوة « ويجعلون في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلا » (مز69: 21؛ مت27: 34؛ يو19: 28).

وهو مصدر الراحة الذي قال: « تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين، والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم » (مت11: 28). فإنه تعب لأجلنا « فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر » (يو4: 6). ومع أنه هو مصدر أفراح المؤمنين (يو15: 11)، لكن لكي يوصّل إلينا الأفراح، حَزِن كثيراً جداً وقال: « نفسي حزينة جداً حتى الموت » (مر14: 34). مع أنه خالق الطيور، فإنه في زمن اتضاعه كان أقل من الطيور « للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه » (مت8: 20). ومع أنه سامع الصلاة الذي إليه يأتي كل بشر، لكنه كالإنسان الكامل المتوكل على الله أبيه، كان يقضي الليل كله في الصلاة (لو6: 12). وهو الذي لم يتخل عن صدِّيق قط، لكنه في ساعات الظلمة الرهيبة تركه الله وتخلى عنه « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » (مز22: 1). وهو الذي يمسح الدموع، نراه كالإنسان الكامل يبكي عند قبر لعازر (يو11: 35). الذي له الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها، عند ولادته لم يكن له موضع في المنزل (لو2: 7). وهو العظيم والمجيد، لكن ـ ويا للعجب ـ قدّره يهوذا والرؤساء بثلاثين من الفضة، ثمن العبد الذي نطحه ثور (خر21: 32؛ مت26: 15).

لكن ما أعظمك يا سيدنا .. ما أجودك وما أجملك .. ففي محبتك لقديسيك وكنيستك، مضيت وبعت كل ما لك لكي تشتري الحقل الذي فيه الكنز، واللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن (مت13: 44-46). نعم لقد أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب (في2: 6-8). فما أجوده. وما أجمله.





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:31 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الغني الذي افتقر

فلما رأى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الإتلاف. لأنه كان يمكن أن يُباع هذا الطيب بكثير ويُعطى للفقراء (متى26: 8،9)

يا لغباء القلب البشري! لماذا يعترضون على ما أظهرته المرأة من محبة قلبية للرب؟ ولنتكلم بحذر فنقول: هل عاش المسيح حياة أنانية على الأرض؟ هل كان من عادته ـ له المجد ـ أن يهمل حاجات الفقراء حتى أن التلاميذ يضنون عليه بهذه الهدية؟ لقد كانت حياة الرب كلها مكرسة للمساكين، وها هو مزمع أن يقدم نفسه للموت بعد ساعات قليلة لأجلهم. وإذا بالتلاميذ يبحثون قضية الفقراء بهذه الصورة المؤلمة، كأن المسيح يحتاج إلى مَنْ يذكّره بها.

وكم كانت إجابة الرب لهم جميلة! فهو يعرّفهم أنه حقاً يؤيد مطالب الفقراء، وذكّرهم بأنهم سيجدون معهم في كل حين أُناساً محتاجين، وأنهم يستطيعون أن يعملوا بهم خيراً ويخدموهم كلما أمكن لهم ذلك (مر14: 7).

ولكن عيونهم لم تستطع أن ترى أنه هو نفسه كان في وسطهم فقيراً مُخلياً نفسه من المجد. وأن الشخص الذي هو « صورة الله » قد « أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس » (في2: 6-8). « فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره » (2كو8: 9).

ولو كانت عيون إيمان التلاميذ مفتوحة لأدركوا أن هذا الذي في وسطهم والذي يوجهون إليه الكلام بجهل، كان أفقر الجميع، ليس فقط لأنه لم يكن لديه ما يملكه، ولكن بسبب غنى السماء ومجدها الذي وضعه جانباً لكي يصير إنساناً هنا على الأرض. ومَنْ يستطيع أن يقيس مدى الغنى الذي يخص الرب كخالق كل الأشياء، ومدى العظمة التي تخلّى عنها؟

إن هذا الذي هو ابن الله منذ الأزل، وصار بالنعمة ابن الإنسان، كانت « للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه » (مت8: 20). وعندما احتاج إلى قطعة نقود ليقدمها عن نفسه وعن تلميذه، اعتمد في هذا على سمكة (مت17: 27). وعندما أراد حجرة في أورشليم ليصنع فيها الفصح، استخدم عُليَّة مفروشة لإنسان غير معروف ليصنعه هناك. إن هذا الشخص وهو الملك ، لم يكن يملك في عاصمته شِبراً واحداً. حقاً كم كان فقيراً!!

ليتنا نتعلم من هذه الحادثة أن نحرص على الكلمات التي ننطق بها في حضرته، ونجد لذتنا وفرحنا، كما فعلت مريم، في تقديم تعبد قلوبنا له.





الساعة الآن 10:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025