![]() |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
476 - الطريق امامنا مليء ٌ بالهضاب والمرتفعات . عوائق كثيرة تملأ الطريق . ويضع الله امامنا وعدا ً رائعا ً في سفر اشعياء النبي 45 : 2 " أَنَا أَسِيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مِصْرَاعَيِ النُّحَاسِ ، وَمَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ." لا نحتاج لأن نقفز فوق الهضاب أو تلتوي اقدامنا تحتنا بسببها . لا نحتاج الى أن نشمّر سواعدنا ، نحفر ونحطم ونسوّي ونعبّد . هو نفسه يمهّد الهضاب ويسوّي الطريق ويمهّده ُ أمامنا . لا نحتاج الى ان نحاول فتح المصاريع وكسر المغاليق . نحاس ٌ وحديد ٌ قاس ٍ لا يلين تحت طرقات ايدينا . هو نفسه يكسّر المصاريع ويقصف المغاليق ويفتح المسدود ويُسقط الاسوار ويرفع العقبات . ما ان نخطو على اول الطريق ، ونرفع ابصارنا لنرى وعورته وهضابه ومغاليقه ، لا نتردد ، لا نتراجع ، لا نخاف ، لا نُحجم . فلنتقدم بكل الثقة فيه ، الهنا الذي وعدنا . هو يسير امامنا ، هكذا يعدنا ، يعبّد ويسوّي ويمهّد الطريق بمروره فيه قبلنا . خطواته تعبّد المكان لخطواتنا . اقدامه تمهد لمواطئ اقدامنا . بالايمان نسير خلفه وهو يسير امامنا ، بالثقة بوعده نخطو في طريقنا وهو يخطو قبلنا . لا تُصدم من ارتفاع الهضاب تملأ حياتك ، لا تخشى كثرة المنحنيات والالتوائات في العالم ، فهو قد سار الحياة ، حياتك قبلك ، وعاش في العالم ، هذا العالم ، مثلك ، ومهّد الهضاب وكسر المصاريع وحطّم المغاليق .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
477 - اعظم ما يصبو اليه انسان هو ارضاء الله . ارضاء الله هدف ٌ عظيم ٌ ومقصد ٌ رائع ٌ مجيد . الله يجعل كل شيء لصالحنا ، فهو يحبنا ويرعانا ويهتم بنا . ونحن بدورنا لا بد ان نسعى لنرضي الله ونتبع وصاياه . يقول النبي سليمان الحكيم في سفر الامثال 16 : 7 " إِذَا أَرْضَتِ الرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ ، جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضًا يُسَالِمُونَهُ." السلام اسمى ما يسعى اليه الناس ويصبون اليه . السلام يحقق هدوء ً وراحة ً ورخاء . مسالمة العدو يحقق السلام ، ولكن تحقيقه ليس سهلا ً ميسورا ً . يرسم النبي سليمان الحكيم الطريق الى ذلك بارضاء الله ، حين ترضي الله وتطيع وصاياه يحوّل اعدائك اصدقاء ، وتحقق السلام وتتفادى الصراع والحرب وسفك الدماء . ويحول العداوة صفاء والكراهية محبة في قلوب الاعداء ، وهو وحده القادر على تغيير القلوب وتصفية النفوس . جعل لابان يصفح عن يعقوب ويكرمه . وعيسو الساعي للقتل والانتقام يعانقه ويقبّله . وشاول الطرسوسي أخا ً ورفيقا ً لمن سعى اليهم ليفتك بهم . الله يستطيع ذلك ويفعله . الى كل انسان يسلك طرقا ً ترضيه . كما فعل مع النبي دانيال حين القوه في جب الاسود عقابا ً على سلوكه المرضي لله واتباعه لتعاليمه ووصاياه . وما ان سقط النبي وسط الوحوش الكاسرة والمفترسة ، حتى حولها الله الى حيوانات اليفة تلتف حوله في وداعة ومسالمة ، تداعبه وتقفز حوله وتلعق وجهه ويديه في ود ٍ وصداقة . حتى الحيوان المفترس يسالم الانسان الذي يرضي الله . اعتى اعدائك يُصبح صديقا ً يسعى لخيرك ، إن كانت طرقك مرضية لله .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
478 - الثمر على الشجرة يزينها ويتوجها ويجملها . الشجرة المثمرة زينة الاشجار . يقول المسيح في انجيل يوحنا 15 : 1 ، 2 " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. " الغصن المثمر ينقيه ويشذبه لتزداد ثماره وتكثر ، والغصن العاقر ، غير المثمر ينزعه ويلقيه فيجف ويحترق . وحين ينقّي الله الغصن يستخدم احيانا ً سكينا ً أو مقصا ً . يقطع جزء ً جافا ً أو ورقة ً صفراء تعطّل زيادة الاثمار . والقطع والقص قد يؤلم الغصن أو يجرحه ويؤذيه . لكن ظهور الثمار وانتشارها على الغصن تنسيه كل الالم ، وتجعله يسعد بالقطع والقص الذي تم بيد الكرّام الحكيم الحليم الذي يستخدم كل شيء ليصل الى اعلى درجة من الاثمار . الغصن غير المثمر يُقطع ويسقط تحت الاقدام ، لا يهتم به الكرّام وانما يُصبح لعبة للصغار أو وقودا ً للنار . أما الغصن المثمر فهو كل اهتمام الكرّام وعنايته ورعايته . ايها الغصن المثمر هنيئا ً لك هذا الاهتمام والرعاية ، حتى لو استدعى الامر بعض التنقية والتشذيب والتقليم ، فهذا كله يقودك الى الاثمار . وكلما زاد الثمر وتضاعف ، كلما سعد الكرّام بك ، وافتخرت الكرمة وزاد تمسكها بك وفرحها بثمارك . واثبت في الكرمة ، تثبت الكرمة فيك . بدون ذلك لا تأتي بثمر ، وبه هو ( الكرمة الحقيقية ) تأتي بثمر ٍ كثير .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
480 - قبل ان نخطو دائما ً نتحسس مكان خطوتنا . نريد ان نعرف ونطمئن ان لاقدامنا موضعا ً آمنا ً ، فلا نخطو في النار ولا نخطو في الماء . لا بد ان يكون طريقنا آمنا ً ، صلبا ً ثابتا ً سالما ً . لكن الله احيانا ما يشق لنا طريقا ً وسط الصعب والمستحيل ، وسط النار او وسط الماء ، فيجعل الله لنا في النار طريقا ً وفي البحر طريقا ً . في البرية الصفراء الجافة والشعب يجري خوفا ً وفزعا ً من فرعون ، متفرقين مبعثرين ، فزعين صارخين . وصلوا الى البحر ، مساحات شاسعة من الماء امامهم ، لا طريق فيها . ومساحات شاسعة في الصحراء خلفهم لا طريق فيها . والشعب محصور ٌ بين العائقين ، لا يستطيعون السير . ووقف موسى النبي يواجه صرخات واعتراضات وتساؤلات الشعب الغاضب . وعلا صوته فوق صراخهم وقال : " لاَ تَخَافُوا ". كيف لا يخافون وليس لهم طريق ٌ هنا أو هناك ؟ الموت امامهم وخلفهم . وصاح باعلى صوته : " قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " خلاص الرب ؟ وكيف يكون ؟ كيف يمكن ؟ تجمدت اقدامهم خوفا ً وعجزا ً . لا طريق امامهم . ووقفوا ، لا طاعة لموسى النبي بل حيرة ً ويأسا ً . وأمر الله موسى أن يمد يده بعصاه على البحر ، ولمس بطرف العصا الماء ، وانشق البحر ، انقسم ، ظهر قاعه ُ يابسا ً . ومد الشعب اقدامه بحرص يتحسسون مكان خطواتهم وكان لاقدامهم موضع آمن وسط البحر . جعل الله لهم في البحر طريقا ً ، وعبروا ، مروا والماء على يمينهم وعلى يسارهم ، سور ٌ يحميهم . واصبح الماء معبرا ً ، ورأوا واقدامهم على اليابسة خلاص الرب . الرب يصنع لك في البحر طريقا ً ويجعل لك في النار طريقا ً . طريقا ً آمنا ً صلبا ً ثابتا ً سالما ً . لا تخف انظر وانتظر خلاص الرب .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
481 - الخوف يغزو كل قلب . مهما كانت شجاعة الشجاع لا بد ان يواجه الخوف . بعضنا يخاف من اتفه الامور وبعضنا يخاف من اقواها ، وهذا يفرّق بين الجبان والشجاع ، لكن الكل يخاف . نخاف الالم ، نخاف المرض ، نخاف الموت . الخوف سببه عدم الاطمئنان لنهاية ٍ سالمة . نخاف المرض خوفا ً من الموت . لو عرفنا ان نهاية المرض شفاء لما خفناه . ولو عرفنا ان نهاية الطريق هناء وسعادة لما خفناه . والمؤمن يواجه الخوف بايمانه ، وكلما زاد ايمانه ُ قل خوفه ، وكلما قل ايمانه زاد خوفه . الله يعدنا بالامان ، يعدنا برحلة حياة آمنة . لا يعدنا الله برحلة هادئة فقد تضطرب الحياة حولنا وتصخب ، وتعلو الامواج وتصدم السفينة وتتلاعب وتعبث بها . لكن ذلك كله لا يهدد أماننا وسلامنا فالقبطان يمسك بيده الزمام ، ويعرف ويقدر على الابحار بالسفينة وسط أعتى العواصف ، حتى يرسو بها وبنا في بر الأمان والراحة والسلام . حين الزم المسيح تلاميذه ليدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر . وحين هبت الريح وهاج البحر وجائت العاصفة واحاطت بهم ، ظنوا انه قد تركهم للهلاك والموت ، خافوا وارتعبوا ، وخاروا وانهاروا . لكنه رآهم وأحس بخوفهم وأدرك عجزهم وجائهم ، جائهم ماشيا ً على البحر . جاء ليحقق لهم الأمان الذي وعدهم به . واسكت الريح واسكن البحر واخرس العاصفة . فمع ان رحلتهم لم تكن هادئة لكنها كانت آمنة ونهايتها سالمة . مهما ضجت الحياة حولك وهاجت . مهما ضجّت الظروف حولك وماجت ، لا تخف ، النهاية سعيدة ، آمنة . ميناء الوصول مضمون ٌ ، سالم .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
482 - في سكون الليل يشق الصمت صوت الكروان . يعلو يمزق الظلام ، يتموج ، الملك لك ، لك ، لك . الملك لك ، لك ، لك . يترجم الطائر ، سفير الخليقة الاعتراف بملك الله . الله وحده صاحب الملك . المُلك لله وحده ، لأن له الملك والقوة والمجد الى ابد الآبدين . كم من جبابرة ٍ علا مقدارهم وتطاولوا حتى السحاب وبعد أن علوا سقطوا . بعد ان تجبروا انكسروا ، وبعد أن ملئوا الكون زالوا . اما الله فكما يجيء الصوت من البداية الى النهاية عبر الزمان ، الملك له ، له ، له . وكم من ملوك ٍ ملكوا باموالهم ، سادوا البر والبحر، الارض والجو . استعبدوا الجماد والحيوان والانسان . اشتروا ما لا يباع وما لا يُشترى ، ثم فجأة ذاب الذهب وتبعثر المال وزال المُلك وهوت العروش . اما الله وكما يُعلن الطائر السابح وسط الكون : الملك له ، له ، له . وكم من طغاة قطعوا الرقاب وقيدوا الشباب ، ومزقوا قلب الحرية ، فينسل سيف ٌ أقوى يقطعهم أو حق ٌ اسمى يسحقهم ، أو موت ٌ اسود يحصدهم . ويبقى الله الاقوى ، الاسمى ، الاعلى ، الاعظم . يا رب الملك لك ، لك . ارفع نظرك الى فوق ، الى السماء . ارفع قلبك الى اعلى ، الى العلاء . ارفع ظلمات الشك الاسود عن روحك ، تجده . صد غزوات الشر القاتم لقلبك ، تره . الله القائم يملأ السماوات والارض بملكوته . الله المتربع على عرش الحياة والخلود بسلطانه . يشارك داود النبي الكروان ويرنم : " اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ . لَبِسَ الْجَلاَلَ . لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ " ( مزمور 93 : 1 ) ويلحق دانيال بهما ويعترف : " آيَاتُهُ مَا أَعْظَمَهَا ، وَعَجَائِبُهُ مَا أَقْوَاهَا ! مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ " ( دانيال 4 : 3 ) ويرنم الشعب كله ويقول : " لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَتَبْتَهِجِ الأَرْضُ وَيَقُولُوا فِي الأُمَمِ : الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. " ( 1 اخبار 16 : 31 ) هو المَلك ، والمُلك له وحده . وهو السيد ، والسيادة والسلطان له وحده . هو الرب والخضوع والعبادة له وحده . نعم يا رب ، المُلك لك ، لك ، لك . نعم يا رب لك المُلك والقوة والمجد الى أبد الآبدين ، آمين .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
483 - البعض يكره الانتظار ويبغضه ويستثقله . يقولون وقوع البلاء اهون من انتظاره . هذا في انتظار البلاء والشقاء لا الفرج والهناء . انتظار الفرج فرح ، انتظار الهناء سعادة . حين تقدم ابونا يعقوب لزواج راحيل ابنة خاله ، كان مهرها سبع سنوات يخدم فيها خاله . سبع سنوات طوال . لم تكن في نظره ِ طوال . يقول الكتاب المقدس : " وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا." ( تكوين 29 : 20 ) ينتظر محبوبته ، وانتظار الحبيب ، محبوب . الحب يطوي السنين ويقصّرها ويجعل الانتظار حلوا ً مقبولا ً . انتظار الفرح يجعلنا نعيش الفرح المنتظر كل ايامه ونحياه . ونحن في انتظار مجيء المسيح ثانية ً ، نرى ايام الانتظار قليلة ولذيذة . يقول الوحي المقدس في رسالة العبرانيين 10 : 37 " لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. " وقد أكّد الملاكان للرسل ولنا وللعالم أمر مجيئه ، فقالا : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ . " ( اعمال 1 : 11 ) وكل مؤمن ينتظر هذا المجيء ، الرجاء المبارك بسعادة ٍ وفرحة . ومهما طالت فترة الانتظار فهي قصيرة بالمقارنة بابدية اللقاء الذي لا ينتهي . رجاء الشركة مع المحب الفادي ، وقضاء الابدية في رفقته ، يجعل سنوات الانتظار كأيام قليلة . وفي سنوات الانتظار نعيش اللقاء ، نتصور ، نتخيل ، نحلم ، نرسم ، نستعد . فيلذ الانتظار ويحلو ويخف ويبدو جميلا ً رائعا ً . انتظار الفرح يجعل ما حولنا مفرحا ً . انتظار الفرج يجعل كل الضغوط خفيفة ً محتملة . فنسعد بالانتظار سعادتنا باللقاء ، وتبدأ شركتنا بالحبيب المنتظر من الآن . وتنظم فترة الانتظار فتلتحم بوقت البقاء الابدي معه . فاسعد بانتظارك " لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. " .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
484 - وصلني بالامس خبر صديق زلت قدمه وهو يسير وانكسر كاحله . الطريق دائما ً خطر وارجلنا تغوص في كل لحظة ارضا ً وعرة . كلما نزلنا الى الطريق دعونا الله ان يحفظ اقدامنا . ويقول الله في سفرصموئيل الاول 2 :9 " أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ " الله القادر القدير يحرس ارجل اتقيائه ، يصون ارجل المؤمنين به ، يحفظها من الزلل ومن الكسر . الطريق الذي نسلكه زلق ٌ موحل ٌ ، خطر ٌ ، وعر ، وارجلنا ضعيفة ٌ ، هشة ٌ ، عاجزة ، رعناء ، غبية . لهذا يحرس الله ارجلنا ، يقويها ، يحميها من السقوط . الله لا يسمح ان يسقط اتقيائه فتتلوث ثيابهم وتتنجس طهارتهم . وسط تيارات الشر يحمينا . وسط طريق الآلام يحفظنا . برغم جبروت الشيطان والاعيبه وجولانه حولنا ، الله يحوطنا بعنايته ، فيحمي ارجلنا ويحرسها لتبعد عن طريق الشر وتسلك في طريق البر . ويحرس الله ارجلنا فلا تعيا ولا تتعب ولا تكل . لا تنوء تحت ثقل المشاكل واحمال الهموم والمتاعب . يمد يده فيحمل احمالنا ويرفع اثقالنا ويخفف الضغط على ارجلنا فلا تتورم من وعورة الطريق ولا من مشقة الاحمال . ويحرس اقدامنا من ان تجرحها الاشواك وتدميها العقبات ، ويحفظها من عقارب الطريق وحياته ِ السامة . العالم الذي نعبره مليء ٌ بالاعداء اللذين يسعون لهلاكنا ، لكن الله حليف المؤمن وحافظه ، يدافع عنه ويصد عنه الهجمات ويسلح اقدامه بالقوة وارجله بالأمان ، ويحرس ارجلنا من الفخاخ المنتشرة حولنا . مهما كان خطر الطريق ومهما كان ضعف رجليك ، الله يحرسها ويحرسك ، يفرش تحت قدميك بساطا ً ، بساطا ً ناعما ً لدنا ً يحملك ويرفعك فوق كل الاخطار . انت في رعاية الله وعنايته . انت حبيبه وتقيه . وهو يحمي اتقيائه ويحرس ارجلهم ، فلا تخف وسر مطمئنا ً ، هو يعتني بك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
485 - امر الله موسى نبيه ان يذهب الى مصر ، ويكلم فرعون ويدعوه ان يترك شعبه ليخرجوا من مصر . تعلل موسى ووضع امام الله حججا ً كثيرة . وقال من ضمن ما قال : " لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ ..... أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ " ( خروج 4 : 10 )
وقال له الله : " مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا ؟ .... أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ ؟ " ثم امره بالذهاب قائلا ً : " فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " وذهب وواجه فرعون وحكمائه وتكلم بكلام الله واخرج شعبه من مصر . ونواجه في حياتنا من يصارعوننا بكلامهم ومنطقهم وفلسفاتهم . ونقف بلساننا العاجز وفمنا الثقيل خائفين مرتبكين ، ونحن نخشى ان يضيع الحق ويسود الباطل بسبب قصورنا . لكن الله يقول لنا : " َأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " فيحمل لساننا حكمة الله ، ويخرج فمنا علم الله . هو يتكلم بنا . وحين وقف اسْتِفَانُوسَ امام مجمع اليهود وكهنتهم يحاورهم ، لم يقدروا ان يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به لأن الله كان يتكلم به . الله يتكلم بي وبك . حين تقف امام اعداء الله ويحاججونك ويهاجمونك ، لا تخشى شيئا ً ، لا تهتم فإن المسيح قال : " أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. " ( لوقا 21 : 15 ) الله سبحانه وتعالى كلي ّ الحكمة ، وهو يعطي المتواضعين حكمة كما قال سليمان الحكيم . ويعدنا الله على لسان يعقوب الرسول : " إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. "( يعقوب 1 : 5 ) روح الله فيك ، روح الحكمة . كلام الله فيك ، كلام العلم والفهم . فلا تخف من يناظرك بالباطل ، أي يحاججك بالغش . لا تخف منطق الاشرار ، ولا تخشى فلسفة الكفار ، فالله يحطم حججهم ويهدم فلسفتهم ويقطع منطقهم بسيف الحق ، فمك . كما يقول اشعياء النبي : " جَعَلَ فَمِي كَسَيْفٍ حَادٍّ." ( اشعياء 49 : 2 ) . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
486 - بعض الناس تقبل صحبتنا وتبقى معنا وقت الراحة والهناء . ويهجروننا ويتركوننا ويبتعدون عنا حين يحل التعب والشقاء . ما الذي يدعوهم لتحمل اثقال الحياة معنا ؟ لا شيء يجعلهم يضحون براحتهم من اجلنا . حتى اقرب الناس يتركوننا ويهملوننا وقت الضيق والاحتياج . الاخوة والاهل والاقارب والاصدقاء واحيانا ً الاب والام . هكذا الحياة ، خصوصا ً في هذا العصر الصعب . وكل انسان ٍ معذور ٌ في ذلك ، يكفيه قسوة حياته . الا الله ، ابانا ، ليس مثل الناس ، كل الناس ، هو ابدا ً لا يهملنا ولا يتركنا . بعد موت موسى النبي ، وشعب الله الكثير بحمله الثقيل ، تائه ٌ في الصحراء ، يختار الله يشوع خادم موسى ليحمل الراية بعده . ويعده الله ويقول له : " كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ . لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ " ( يشوع 1 : 5 ، 6 ) مهما تركوك ، لا اتركك ، ومهما قاوموك لن ينالوا منك " لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. " ونحن نقف تائهين وحدنا وسط صحراء ضحلة واسعة قاتلة ، وعلى اكتافنا اطنان من المشاكل تُحني هامتنا ، يعلو صوت الله : أنا معك ، لا اهملك ولا اتركك . حين نتصور ان لا احد معنا ، الكل يبتعد عنا ، ولا نرى الا ظل عودنا الهزيل . خطٌ داكن ٌ شاحب ٌ وسط الصحراء . يتدخل الله ، ويحول وجوده الصحراء جنة ً خضراء ، ويملأ حضوره الكون كله حولنا ، فتشدو ترانيم محبته . ونعيش لحن ثقة ٍ وايمان ويقين ٍ وامان . ومع ان الخطر والحزن والالم والموت ، يطرد الاصدقاء ، الا انها بكل ما بها من اسباب الهجر ، تُسرع بحضور الله . تلفت حولك وسط ظلام العاصفة . ابحث عن الله داخل ظلال الغيوم ، تجده يُقبل مع ضوء الفجر ، تره ُ يأتي مع سحاب الصباح . هو امين وامانته ُ دائمة ًٌ الى الابد ، وهو لا يهملك ولا يتركك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
487 - الحر يجفف الجو ويجعلنا نشعر بالعطش ، ويصرخ داخلنا يطلب ماء ً يروي عطشه . والماء ليس غالي الثمن وليس بعيد المنال . الله جعل الماء مثله مثل الهواء متاحا ً للجميع ، يُقبل اليه ويحصل عليه كل من يحتاج له . قد يصعب الحصول على الطعام والغذاء ، لكن الله لا يصعّب علينا الحصول على الهواء والماء . يقول الله لنا في سفر اشعياء النبي 55 : 1 " أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا . هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ " والانسان يعطش فيشرب ، ثم يعطش ايضا ً فيشرب ثانية ً . برغم وفرة الماء يعطش الناس ، لذلك يقول المسيح : " كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا . وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " ( يوحنا 4 : 13 ، 14 ) الايمان بالله وتسليم الحياة والقلب للمسيح يروي العطش تماما ً ، ولا نحتاج لأن نبحث عن الارتواء بعيدا ً عنه ، فهو نبعٌ متجدد دائما ًٌ فينا . وكما ان الماء حولنا دائما ً نرتشف منه كلما عطشنا ، هكذا المسيح دائما ً ينتظرنا ننهل منه حين نُقبل اليه . اسمع صوته وهو يدعوك ويقول : " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ . إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي . " ( رؤيا 3 : 20 ) العطش داخلك يجفف جوفك ويحرق امعائك . لن تجد له حلا ً الا في دخول المسيح الى قلبك . يجعل حياتك بردا ً وسلاما ً وراحة ً هناك . وينبع في اعماقك ينبوع ماء حي من الرضا واليقين . الرضا بالحاضر واليقين في المستقبل . افتح قلبك له ، يروك َ ، سلم حياتك ، يهدك َ ، ويروي عطشك هنا ويضمن ابديتك هناك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
488 - حين كان ابونا ابراهيم ابن تسع ٍ وتسعين سنة ظهر له الله ، وقال له : " أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ . سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً ، ............. وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ ........ لأَكُونَ إِلهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. " ( تكوين 17 : 1 ، 7 ) ولم يكن لابراهيم نسل ٌ حينئذ ٍ ، لكن ابراهيم ابو المؤمنين آمن بالله وبعهده ، وحفظ الله عهده ُ له . وصار نسله ُ كنجوم السماء وكرمل البحر ، وبارك الله ابراهيم ونسله . وما يزال الله يقول لي ولك : " أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ ...... أُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ " هل انت مطمئن ٌ لوعد الله وعهده ؟ هو امين ٌ لا يخلف وعده ولا يكسر عهده . لكنك قلق تخشى الحياة والظروف والمستقبل ، لا تطمئن لا نفسك ولا على نسلك ، وكأنك لا تصدق الله ولا تثق في عهده ! التاريخ يؤكد صدق الله ، والايمان يجلب بره ورضاه . آمن ابراهيم بوعد الله " فحسب له ذلك برا " انت ونسلك امانة ٌ لدى الله . قد تقول : لست ُ قلقا ً لحالي بل لحال اولادي . وهل الله اله لك لوحدك ، أم هو اله اولادك ايضا ً ؟ وهل هو يهتم بك وحدك ، أم هو يهتم ايضا ً باولادك ؟ هل غناه يكفيك فقط ، أم يكفي ايضا ً ذريتك ؟ نسلك يرث محبة الله وغنى الله ورحمة الله وعناية الله ايضا ً . محبتك لاولادك قطرة ٌ في محيط محبة الله لهم . اهتمامك بهم وبمستقبلهم ذرة ٌ في كمال اهتمام الله بهم وبمستقبلهم . ومهما احببتهم ومهما اهتممت بهم لا تستطيع ان تقدم لهم الا القليل . لكنه هو ، هو يستطيع ان يقدم الكثير جدا ً لهم . سر امامه وساعد اولادك ليسيروا امامه ايضا ً . اسعى نحو الكمال واسعى معهم نحو الكمال ، يحفظ الله عهده لك ، ويحفظ عهده ُ لنسلك ايضا ً . لا تخشى المستقبل ، فالمستقبل له .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
489 - كل شيء ٍ يتغير ، يتبدل ، ينمو ، يكبر ، يشب ، يشيخ ، يشيب . ونهاية ذلك كله زوال ٌ وفناء ، لا شيء يدوم ، ولا شيء يبقى ، خلود لشيء ٍ او حال ٍ او شخص . الخلود لله وحده . الانسان يسعى عبثا ً للبقاء والدوام والخلود . الملوك والرؤساء والاباطرة احتلوا البلاد والاقطار . المفكرون والكتاب والفلاسفة اخرجوا الكتب والنظريات . العلماء والباحثون والمخترعون غزوا الارض والفضاء . الفراعنة المصريون القدماء شيدوا المعابد والاهرامات . كلهم عملوا ذلك طمعا ً في ان يكتب التاريخ اسماؤهم في سجلاته . سعوا وراء حرف ٍ أو كلمة ٍ أو سطر مصيره ُ حتما ً الى النسيان . جرى الجميع وراء سراب ٍ وخيال ٍ فان ٍ ، سطر ٍ في سفر التاريخ . ويصرخ اليهم من وراء العصور سليمان الحكيم ويقول : " بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ ، الْكُلُّ بَاطِلٌ ........... وَقَبْضُ الرِّيحِ " ويحذرهم الله في كتابه المقدس بلسان اشعياء النبي : " لِمَاذَا تَزِنُونَ فِضَّةً لِغَيْرِ خُبْزٍ ، وَتَعَبَكُمْ لِغَيْرِ شَبَعٍ ؟ اسْتَمِعُوا لِي اسْتِمَاعًا وَكُلُوا الطَّيِّبَ ، وَلْتَتَلَذَّذْ بِالدَّسَمِ أَنْفُسُكُمْ ." ( اشعياء 55 : 2 ) مكان الخلود ليس هنا ، ليس هنا مكان الخلود ، مكان الخلود هناك ، هناك مكان الخلود ، لدى الله الخالد . والسعي للخلود لا يكون بالعمل للطعام البائد بل للباقي ، الدائم ، الابدي ، الخالد . يقول المسيح : " اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ " ( يوحنا 6 : 27 )
ويقول : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ . " العمل للخلود يخلّد اسمك ، يبقى اسمك ويخلّد . لا يكون سطرا ً في سفر التاريخ القابل للزوال والنسيان ، بل اسما ً محفورا ً مسجلا ً في سفر الحياة الابدية . يبقى بقاء الحياة الابدية ، ويخلّد لدى الله الخالد الأبدي . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
490 - يقول الله في سفر اشعياء النبي 55 : 10 ، 11 " كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ ، هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي . لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً ، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ. " وكلمة الله التي تسمعها الآن موجهة ٌ لك انت شخصيا ً ، ولله فيها لك قصد ٌ وهدف . لكل واحد ٍ يسمعها احتياج ٌ مختلف . وفيها ، في كلمة الله سداد ٌ لكل احتياج ٍ مهما اختلف . قد تكون حزينا ً مجروح القلب ، تحتاج الى كلمة ٍ من الله تضمّد الجرح . وقد تكون سعيدا ً متهلل القلب تحتاج الى كلمة ٍ من الله تحفظ التوازن . قد تكون مظلوما ً ، مطحونا ً تحتاج الى كلمة ٍ من الله تعينك . وقد تكون ظالما ً ، باغيا ً تحتاج الى كلمة ٍ من الله تنبّهك . قد تكون مريضا ً ، ضعيفا ً حبيس الفراش تحتاج الى تقوية . وقد تكون عفيّا ً ، قويا ً ، منطلقا ً ، متجبرا ً تحتاج الى توعية . كلمة الله تصل اليك مهما كنت واينما وُجدت وتملأ سمعك . وتنزل من عند الله ، تسبح في السماء وتهبط اليك ، ومثلها مثل المطر لا يعود ، بل تصل وتحقق هدفها . في كلمة الله لك خير ٌ وبركة وهداية ٌ وشفاء . لا تُهمل ما تسمع ، استوعبه ، فكّر فيه وامعن التفكير . فالله يريد ان يكلمك ، هو يحب ان يتكلم معك . الله لا يبقى صامتا ً في برج ٍ بعيد عال ٍ . هذا ليس الهنا . الهنا محب ٌ ، قريب ٌ منا ، ويتلذذ بالحديث معنا ، في كتبه المقدسة ، في رسله ِ وقديسيه . وفي كلامه ِ اليك الآن ، في هذه اللحظة ، استمع له " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ . " ( متى 13 : 9 ) يسمع كلام الله الذي يحدثك به الآن .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
491 - هل تسمع السمفونية الرائعة التي تُعزف حولك ؟ الموسيقى والانغام والالحان الجميلة التي تملأ الحياة ؟ كل ما حولنا يغنّي ، يرنّم ، يرتّل ، يشدو . لو نظرت الى شروق الشمس في الصباح لسمعت لها لحنا ً . لحنا ً متفائلا ً فرحا ً يتمنى لك يوما ً جميلا ً هانئا ً سعيدا ً . ولو سقط نظرك على قطرات الندى التي تتأرجح على ورق الشجر لسمعتها تغني نشيدا ً يمجد الله وهي تجد لها فراشا ً وثيرا ً . ولو تأملت الاشجار وهي تتمايل مرحة فرحة لظهور نور الصباح ، وسمعتها تصفق وتصفّر اهازيج البهجة وترانيم السعادة . الطيور تسمع ذلك وتشارك فيه فتغرد طائرة ً أو مستقرة . والحيوان ، الحيوان يقفز ويرقص على انغام الطبيعة مشاركا ً في الفرحة . حتى الجماد يكاد يشدو ويكاد يتحرك متضامنا ً . يضع الوحي المقدس في سفر اشعياء صورة ً لذلك . يقول : " الْجِبَالُ وَالآكَامُ تُشِيدُ أَمَامَكُمْ تَرَنُّمًا " ( اشعياء 55 : 12 ) يعكس الانغام والالحان في صدى ً يتماوج سابحا ً بينها . ويقول ايضا ً : " وَكُلُّ شَجَرِ الْحَقْلِ تُصَفِّقُ بِالأَيَادِي." بفروعها واوراقها وازهارها وورودها طربا ً . من يستطيع كتم فرحته وذلك كله يصدح حوله ؟ الانسان الذي يسد اذنيه عن الالحان ويحصر نفسه في قلقه وخوفه وعدم ايمانه . ارفع رأسك عن نفسك ، حوله حولك . ابعد نظرك عن ذاتك . انظر امامك . افتح اذنيك وقلبك لاجمل الحان الخالق في خليقته . وشارك الطير والنبات والحيوان والجماد انشودته . رنم ، غني ، رتّل ، اشدو ممجدا ً الله ومعظّما ً اياه . اسمع انغامه يمتلئ صباحك بالتفاؤل ، فالجبال تشيد بالترنم والشجر يصفق بالايادي . انضم للاوبريت حولك تسعد بالحياة وتسعد بك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
492 - الزحام شديد ، زحام ٌ حولنا ، ارجل كثيرة تشغل الطريق ، أيد ٍ تدفعنا ، أكتاف تصدمنا ، انفاس ٌ تملأ الجو حولنا . والزحام شديد ، زحام ٌ داخلنا ، مشاغل وهموم ومسؤوليات ، نفكر ونعمل لنؤدي المطلوب منا ، ندبر ونخطط ونسعى ونجري . والزحام شديد ، زحام ٌ يحاصرنا ، يعصرنا . مشاكل وضغوط ومتاعب تضغط على اعصابنا ، تسحق احتمالنا ، تطرد سلامنا وامننا . وفي مقابلة ذلك الزحام كله ، نفتح اعيننا ونركز انظارنا ، ننظر الى اسفل حتى لا تتعثر اقدامنا ونسقط . وننظر الى الداخل حتى لا نهمل واجباتنا ونفشل . وننظر الى ما حولنا حتى لا تغلبنا المشاكل وتسحقنا . وكل اتجاهات نظرنا خاطئة ، نوجهها الى المكان الخطأ . داود النبي وجه نظره الوجهة الصحيحة . في مزمور 123 يقول : " إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ." .
حين تزاحمك الارجل والأيدي والاكتاف ، لا تنظر الى اسفل لئلا تسقط . ارفع عينيك الى الله فلا تسقط أبدا ً . وحين تزاحمك المشاغل والهموم والمسؤوليات ، لا تنظر داخلك لئلا تفشل . ارفع عينيك الى الله ، فلا تفشل ابدا ً . وحين تحاصرك المشاغل والضغوط والمتاعب ، لا تنظر حولك لئلا تُسحق . ارفع عينيك الى الله فلا تُسحق أبدا ً . النظر الى اعلى يحميك من الزحام . انظر الى الله وحده بعيدا ً عن الزحام ، واعلم ان الله موجود ٌ ، يراك . يقول داود النبي : " عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ " ( مزمور 33 : 18 ) يراك وسط الزحام ، لا يخفيك عنه زحام . ويمد يده اليك ، يعضدك ، يحفظك ، يقويك . ولا يسمح بالزحام ، أي زحام أن يمسّك . يقول زكريا النبي : " مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. " ( زكريا 2 : 8 ) لا تخشى الزحام ، ارفع عينيك الى الله ، الى فوق ، فوق الزحام . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
493 - البعض يعتبرون الايمان هلوسة وغيبوبة وجهلا ً ، ويرون المؤمنين محدودي التفكير ، صغار العقول ، جهلة . الايمان ليس كذلك ، لا هلوسة ولا جهل ولا الغاء ٌ للعقل . الايمان كما يقول الكتاب المقدس : " هُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." ( عبرانيين 11 : 1 ) الثقة أي التأكد مما سيحدث والتيقن بما لا نراه . ويقول ايضا ً : " بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ " الايمان ثقة ويقين وفهم ، الايمان لا يلغي العقل . الايمان ليس ضد العقل ، الايمان فوق العقل . هناك اشياء صعبة الفهم لكنها ليست ضد الفهم . الجاذبية ، جاذبية الارض ، هل تراها ؟ كيف تعقلها ؟ هي موجودة ، لا تراها عيوننا لكنها تُسقط الاشياء بقوتها . واشعة الشمس هل تلمسها ، هل تقبض عليها يدك ؟ لكنها تنير العالم حولنا ، تدفئ الحياة ، تحرق ، تقتل ، تُعيي . الله لا يريدنا ان نلغي عقولنا ونغلق اذهاننا ، بالعكس الله اله فكر ٍ وعقل ٍ وذهن ، يريدنا على شاكلته ِ مفكرين . يقول بولس الرسول : " أَيُّهَا الإِخْوَةُ ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِي الشَّرِّ، وَأَمَّا فِي الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ." ( 1 كورنثوس 14 : 20 ) كلام الله ، كلام عقل ٍ وفكر ، منطق ٍ ومحبة . لا بد ان نقرأه بعقولنا ونفهمه بعقولنا ونتبعه بعقولنا . العقل يمجّد الله . استخدام العقل يعلّي ويعظّم الله . العبادة ، عبادة ٌ عقلية ، والايمان ، ايمان ٌ بالعقل ، بالمعرفة . معرفة الله بالعقل تقودنا الى الايمان به والاتكال عليه . يقول داود النبي في المزمور 9 : 10 " َيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ " نعرفه اولا ً ، نثق فيه ونؤمن به ، ثم نتكل عليه ونعبده . الايمان نتاج المعرفة ، نتاج العقل المفكر الواعي . اعرف الله اولا ً ، افهمه ثم آمن به واقبله ، تُصبح مؤمنا واعيا ً ، عاقلا ً ، متسع الفكر ، عظيم الفهم . العاقل يؤمن بالله ، ويا حسن اختياره ، والجاهل ينكره ويهمله ، ويا بئس مصيره .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
494 - حين كان يعقوب هاربا في الارض مشردا ، مطرودا ً وهو في وسط البرية بلا مأوى ولا زاد أو عتاد . نام على حجر ، نام خوفا ً ، نام يأسا ً ، نام حزنا ً . وفي وسط الليل محاطا ً بالضياع ، وحيدا ً منبوذا ً " وَرَأَى حُلْمًا ، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاق َ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ…….. هَا أَنَا مَعَكَ ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ " هجر الناس وهجره الناس ، لكن الله لم يتركه ، لم يهجره ، جائه ويده ممتلة ٌ بالبركات ، حماية ً ورعاية ، وهبه الارض ، وعده بالنسل ، ملئه ُ بالبركة . هذا الوعد ليس خاصا ً بيعقوب ، هذا الوعد لك انت ايضا ً . إن كنت متعبا ً ، إن أرخيت جسدك على الحجر . إن كنت بلا مأوى ضائعا ً تائها ً مشردا ً في الارض ، تأكد ان الله يراك وسط الخلاء المتسع المترامي ، واعلم ان يده ُ ستصل اليك مهما ابتعدت واختفيت . وسوف يهبك الارض تمتلكها . و يعطيك الراحة والأمان والبركة . ايها المتعب استرح بين ذراعيه . ايها الخائف الشارد استلق ِ في قبضته . ألق ِ برأسك على وسادة وعوده وعهوده . ارقد في سلام وانظر بالايمان الى الهك ، وهو يُنزل اليك من السماء سلما ً من نور ، ويسخّر ملائكته لتصعد وتنزل لكي تخدمك ، وتأكد ان الله حي يعطيك ما تحتاج واكثر ، وتمتع بأمانه ِ وحمايته فهو يسيّج بقوته حولك . و إملأ يديك بنعمه وببركاته .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
495 - الايمان كلمة ٌ كثيرة الاستخدام . اساس علاقتنا بالله وعبادتنا له . في الاصحاح 11 من رسالة العبرانيين موسوعة ٌ كاملة عن الايمان والمؤمنين . عن ابراهيم يقول الوحي : " بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا ، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي ." أطاع .
قال له الله : " اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. " ( تكوين 12 : 1 ) فذهب دون ان يرفض ، أطاع الله . الطاعة تتم خوفا ً ، خوف الآمر وخشية ً من عقابه . الطاعة تتم حبا ً ، حبا ً للآمر وسعيا ً لارضائه . والطاعة ايمان ، ايمان ٌ بالآمر وتمجيد ٌ له وثقة ٌ به . أُؤمن فأطيع ، لا رهبة ً أو رغبة . بل ايمانا ً وتصديقا ً وثقة ً وانتماء . قال الله لابراهيم أبي المؤمنين : " اذْهَبْ " فذهب دون ان يعرف الى اين . لم يعرف الى اين هو ذاهب ، لكن عرف من قال له اذهب . قال الله لابراهيم ايضا ً : قدم ابنك لي ذبيحة . لم يعرف كيف ولماذا ، كيف يطلب منه ابنه ، انتظار عمره ؟ لماذا يذبحه بعد ان وهبه الله له في شيخوخته ؟ طاعة الايمان لا تقدم اسئلة . طاعة الايمان لا تنتظر تفسيرا ً او تبريرا ً . واطاع ابونا ابراهيم الله ، بالايمان اطاع . وخرج وهو لا يعلم ، وصحب ابنه وهو لا يفهم وحُسب له ذلك برا ، فاعطاه ارضا ً اخصب واغنى من كل ارض ً ، وجعل ابنه امة ً عظيمة ونسله اكثر من نجوم السماء ، لأنه آمن بالله فاطاعه . هل تؤمن بالله ؟ هل تطيع الله طاعة ايمان ؟ لا يكفي ان تقول انك تؤمن بالله . الطاعة تأكيد الايمان وتعبير ٌ عنه . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
496 - ونحن نسير في دروب الحياة نشعر بالارهاق والتعب ، ونجد الايام تمر بطيئة ً متراخية ونحن ننوء تحت اثقال الحياة . ولكل منا متاعبه ، ولكل منا اثقاله . قد تختلف لكن احدا ً لا ينجو منها . يصرخ ايوب في سفره متأوها ً متوجعا ً ويقول : " اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا. ......... إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً ، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ ، فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحْ ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ. " ( ايوب 14 : 1 ، 5 ، 6 ) اجل كل منا محسوب ٌ بدقة وهذه رحمة ٌ من الله . لأن الحياة قاسية والايام كلها تعب ٌ وشقاء وعناء . وفي سيره في دروب الحياة يتقدم ، يقترب من محطة الوصول . يتحرك عمره نحو الخروج الى حيث يغوص في الابدية . ومهما حقق من نجاح ووصل الى انتصار وشهرة ، فهو يشتهي الراحة ويترجى النهاية . كالأجير ، الأجير الذي يُفلح الأرض ويعرق ويتعب ويشقى ، فيراقب الشمس وهي تتحرك في كبد السماء تدنو نحو الغروب . ويتمنى ان تُسرع فينتهي اليوم وينتهي معه تعبه . هكذا المؤمن الذي يعرف ان في نهاية الحياة ، حياة ً أبدية . والذي يعاني ويقاسي ايام غربة ٍ صعبة جافة ، ينظر وينتظر ، يطلب ويترجى العودة . يحسب الساعات ويعد الأيام والسنين ويتعجل نهايتها ، لكي يُسر كما يُسر الأجير بانتهاء يومه . هل تحس بالغربة في أرض التعب ؟ هل تشعر بالرغبة في انتهاء اليوم ؟ تأكد ان الراحة لن توجد الا هناك على الشاطئ ، حيث ينتظرك الله مادا ً ذراعيه لك ، فيمسح دمعك ويجفف عرقك ويُعد لك مكانا ً مريحا ً ، في بيته ، بيتك الذي اعده لك ، ووفر به كل وسائل راحتك ، في نهاية اليوم التي حددها لك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
497 - بعض الناس محصورون داخل ذواتهم ، لا يرون الا انفسهم ، لا يهتمون بغيرهم . يقبضون ايديهم عن الغير ، يغلقون مخازنهم عن الآخرين . البخل شيمتهم والشح اسلوبهم والتقتير وسيلتهم للحياة . يعيشون تحيط الكراهية بهم ، ويرحلون مشيعين بالشماتة . يقول النبي سليمان الحكيم : " النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى." ( امثال 11 : 25 ) فكلما اعطى الانسان زاد بركة ً وشبعا ً . وكلما روى الانسان زاد خيرا ً وارتواء . اذا اعطيت الجائع طعاما ً يسد جوعه ، شبعت . واذا سقيت الضمآن ماء ً يُطفئ عطشه ، ارتويت . إن فكرت في الآخرين واهتممت باحتياجاتهم ، يهتم بك الله . وإن أعطيت الغير مما في حوزتك ومخازنك ، ملئها لك . قال الرب يسوع المسيح : " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ " ( اعمال 20 : 35 ) هذه سمة المسيحية " الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ." ( 2 كورنثوس 9 : 7 ) . قال المسيح وعلّم : ان كل ما نعطيه للغير ونفعله للآخرين ، عطاء ٌ له هو وفعل ٌ صالح ٌ له ، لأنه يعتبر المحتاجين اخوته الأصاغر . وكلما نفعله باخوته هؤلاء الأصاغر فبه نفعل . وكلما لم نفعله بأحد اخوته ِ هؤلاء الأصاغر فبه لم نفعل . إن ذكرت ُ الآخرين ، فالرب سيذكرني . وإن ساعدت ً الآخرين ، فالرب سيساعدني . إن سقيت ُ جنته ، يحول نفسي الى جنة ً رية . واذا عاملت ُ الغير كأخوة ٍ أصاغر له ، عاملني كأخ ِ عزيز ٍ عليه . إن قارب البئر أن يجف ، إن شحت مائه وقلّت ، سكب بعضها على النباتات الجافة حوله يفتح مسام جدرانه . ويعود الماء فيزداد في جوفه ، ويعلو ويطفح ويفيض . لأن المُروي أيضا ً يُروى . ولأن المُعطي دائما ً يُعطى . بهذا يعدك الله ويطلب منك أن تفتح يدك بالعطاء ، فسوف يملئها لك بسخاء ، فـ "النفس السخية تسمًن " .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
498 - خلق الله الماء للانسان والحيوان والنبات حياة . الجفاف موت والمطر ارتواء ٌ وانتعاش ٌ وهناء . لكن الله يسمح احيانا ً أن يفيض الماء فيُغرق ويُهلك ويُميت . ينهمر المطر مدرارا ً ، وتتفجر الينابيع وتطفح ، تغرق الارض . والسيول تجرف كل ما يقف في طريقها فتدمره . حدث ذلك في الماضي في عهد نوح ، وأمات الطوفان كل حي . محى الله كل ما كان بالارض ما عدا نوح والذين كانوا معه في الفلك . وبعد ان انزاحت المياه وجفت الارض ، وضع قوسا ً في السحاب . قوسا ً جميلا ً يحمل كل الالوان متدرجة ً متداخلة ً بشكل ٍ رائع . وقال الله لنوح " هذا ميثاقي الذي بيني وبينكم . ميثاق حماية وعهد رعاية . لا يكون طوفان يهلك الانسان . ويكون متى انشر سحابا ً على الارض تظهر القوس في السحاب . حين تُظلم السماء وتتراكم السحب مثقلة ً بالمطر المهلك ، حينئذ ٍ تظهر القوس بالوانها المتدرجة المتعددة المتداخلة ، تملأ السماء ، تشق ظلام السحب ، تصرخ باعلى من الرعد . تقول للانسان : هذا ميثاق الله ووعده ، لا يهلك الارض ، فتكون القوس تأكيدا ً لعناية الله ورعايته ، واعلان ٌ لمحبة الله للانسان . وسط الرعد والبرق والمطر يوجد الله . وسط الرعب والخوف والخطر تمتد يد الله ، تحنو ، تحفظ ، تُحيط ، تحتضن ، تمسك . يُرسل القوس تعلن وجوده ، وتؤكد وعوده . إن داهمتك السحب وانتشرت تملأ السماء . إن دوى الرعد ولمع البرق كسيف ٍ مخضّب بالدماء ، امعن النظر وسط السحب ، ارفع بصرك واخترق الظلام ، ستجد القوس ظاهرة ً قائمة تحتضن الارض وتحتضنك ، تنشر الوانها ، تغمر الارض وتغمرك . تذكرك بميثاق الله ، وتحفظك في عناية الله .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
499 - الارض التي نعيش عليها ارض غربة . منذ أن خطا آدم على الارض ونحن ، نسله ، في ارض غربة . كلنا غرباء نعيش على ارض ٍ غريبة لا نملكها . قال الله للشعب منذ البداية : " لِيَ الأَرْضَ ، وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي." ( لاويين 25 : 23 ) ويقول الوحي المقدس في رسالة العبرانيين عن ابراهيم : " بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ " وقال داود النبي في مزمور 119 : 19 " غَرِيبٌ أَنَا فِي الأَرْضِ." ويقول : " أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي." ( مزمور 39 : 12 ) فكل انسان ٍ غريب ٌ على الارض ، والغريب يحيا حياة الغريب . يكون مستعدا ً للانتقال والترحال حين يتحتم الانتقال ، فلا يبني ويعمّق جذوره في الارض ، يسكن في خيام ٍ يسهل طيها وحملها على الظهر . لا يكنز ويضع ثروته في ممتلكات ٍ ثابنة . كانت اموالهم وثرواتهم تمشي على اقدام ٍ تتبعهم ، في شكل قطعان غنم ٍ وأبل ومواش ٍ . وحين يدعو الله الانسان ليعود اليه ويرحل من ارض الغربة ، كان ذلك أمرا ً طبيعيا ً منتظرا ً ، لا يُدهش له ويرتعب . انسان العصر الحديث ينسى ذلك وينكره . يقبض باستماتة ٍ على تراب الارض ، يغرس أياديه في طينها ، يستخدم الحديد والأحجار في بناء بيوته ويرفع الاسوار حولها . يمد جذوره في الاعماق ، وتمتد فروعه في الفضاء ، ويتصور انه خالد فيكنز ويدّخر ويجمع ويخزّن . فإذا جاء الوقت وحل الزمان لأنهاء الغربة والرحيل ، يفزع ويجري يسرة ً ويمنة بما بناه وشيده ليبقيه ويحميه . فإذا بالزرع ِ يُقلع والحصون تُهدم والاسوار تتهاوى . الكل يزول ، يذوب ، يضيع ، يطير ، ينفلت من بين اصابعه . ويقبض الهواء ، الخلاء ، الخواء ، الفراغ . لو عشت غريبا ً في ارض الزوال ، تحيا ابديا ً في أرض الخلود والبقاء . في الوطن السماوي مع الله .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
500 - الايمان هو الرباط الذي يصل بين الانسان والله ، إن انفك او انقطع ، إن انحل وانقسم ، ينفصل الانسان عن الله . فعلى المسيحي ان يتمسك بايمانه بقوة . عليه ان يدربه ويقويه ويربيه ويعظمه . مهما هاجمتك التجارب لا تتخلى عنه . مهما صادفتك الظروف لا تحني رأسك . جائت المرأة الكنعانية للمسيح تستنجد به . قالت : " ارْحَمْنِي ، يَا سَيِّدُ ...... اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا " ( متى 15 : 22 ) لم يجبها ، ثم صدمها بقوله : " لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ " تحفز ايمانها وتحدى وقالت : " َالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ " واعجب المسيح بايمانها واثنى عليها : " يَا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ " واستجاب لطلبها وشفى ابنتها " لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ " هذا هو الايمان الذي يحرك يد الله وينقل الجبال . الذي يربط الارض بالسماء ويفتح كواها فتنزل البركات . في الضيق ، الايمان يُعطي راحة . في الحرب ، الايمان يُعطي نُصرة . في التجارب ، الايمان يهب نعمة . في الاحتياج ، الايمان يهب كفاية " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ . كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " ( مرقس 9 : 23 ) إن كنت ترى مجد الله ، من آمن به ولو مات فسيحيا " لاَ تَخَفْ! آمِنْ فَقَطْ " . بدون ايمان لا يمكن ارضاء الله . حين نزل بطرس من السفينة ومشى على الماء كأمر سيده ، صرخت الريح حوله ولطمت الامواج قدميه فاهتز ايمانه ، فصرخ : " يَا رَبُّ ، نَجِّنِي " ( متى 14 : 30 ) فمد المسيح يده وامسك به ورفعه ، وقال له : " يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ ، لِمَاذَا شَكَكْتَ ؟ " وحين رأى التلاميذ المسيح يُحمل من على الصليب ويُدفن ، حسبوا ان القبر احتواه ، والموت ختم حياته ودعواه . اهتز ايمانهم ، تخاذلوا ، شكوا ، خافوا واختبأوا . فجاء المسيح ووقف امامهم واراهم يديه وجنبه ، واستعادوا ايمانهم . ولما رآه توما آمن ، وقال له المسيح : " طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا " ( يوحنا 20 : 29 ) المسيح طلب من اجل بطرس لكي لا يفنى ايمانه ( لوقا 22 : 32 ) وانا اصلي من اجلك انت حتى لا يفنى ايمانك ، فالايمان هو الذي يربطك بالله ، وهو الذي يحرك يد الله نحوك واليك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
501 - الحي حي ٌ بالحياة التي فيه . النبات ُ حي ٌ لأن حياة ً خاصة تجري في فروعه واوراقه . الحيوان والانسان حي بنسمة الحياة التي تجري في دمه ِ وعروقه ِ . وما ان تتوقف الحياة حتى يموت الحي ويهوي في التراب . الا الانسان المخلوق بنعمة ٍ من الله الخالد . نقل الله الخلود الى نفسه فاصبحت نفسه ُ خالدة ، ووفر الله للمؤمنين حياة ً أبدية في المسيح يسوع . يقول الرسول يوحنا في رسالته الاولى 5 : 11 ، 12 " وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً ، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. " المؤمن بالمسيح ، الذي له ابن الله ، صُلب مع المسيح ، وقام ايضا ً بقيامة المسيح فيحيا لا هو بل المسيح يحيا فيه . في الجسد نحن احياء ٌ بالجسد ، بالحياة الجسدية التي تُحيي كل حي . في المسيح نحن احياء ٌ بالروح ، بالحياة الروحية الابدية التي لنا فيه . كان ينبغي ان يُرفع ابن الانسان لكي لا يهلك كل من يُؤمن به بل تكون له الحياة الابدية " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." ( يوحنا 3 : 16 ) والحياة الابدية ليست خلود نفس الانسان ، الحياة الابدية هي عطية الله للمؤمن في المسيح يسوع . تبدأ حين تسلّم القلب له وتتبعه ، وتبقى الى أن تظهر مع المسيح في المجد . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل كولوسي 3 : 3 " لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. " متى أُظهر المسيح ، حينئذ ٍ نُظهر نحن ايضا ً معه في المجد ، فنحيا الآن الحياة التي في المسيح ، والحياة التي في المسيح حياة ٌ أبدية ، تبدأ وتستمر هنا على الأرض ، وتسمو وتستمر هناك في السماء ، في المجد . هكذا يقول الله ، هذا ما يعدنا الله به .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
502 - في شجاعة ٍ وقوة جاء ايليا للنبي للملك آخاب وقال له : " حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي " ( 1 ملوك 17 : 1 ) ولم يكن مطر على الارض لسنوات . ومرة اخرى تحدى الملك وعلى جبل الكرمل ، طلب نارا ً من السماء ، وسقطت نار الرب واكلت المحرقة ، وآمن الشعب بالرب الاله . وكما حبس الله المطر أتى بمطر ٍ عظيم على الارض . وكان ايليا نبي الله وسط ذلك كله قويا ً شجاعا ً شامخا ً . حتى اعلنت الملكة إِيزَابَل الحرب عليه ، ففزع وهرب الى البرية " وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ ، وَقَالَ : قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ . خُذْ نَفْسِي " دخل قلبه ُ الشك ونسي جبل الكرمل . خاف ونام وانتظر الموت . حين كان معتمدا ً على الله انتصر ، وحين نظر الى نفسه ضعف وانهزم . وجائه صوت الله وقال : " مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا ؟ " أجاب : انا وحدي واعدائي يطلبون نفسي ليأخذوها . نسى الله الذي اغلق كوى السماوات ثم عاد وفتحها . تصور ان الله الذي انزل ناره ُ من السماء لتأكل الحجر والماء ، تصوره تغير ، تبدل ، ضعف ، تركه وحده . الله هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ . ايماننا هو الذي يتغير ، اعتمادنا عليه هو الذي يتبدل . يد الله معك لا تتركك . لست وحدك ابدا ً . هو معك " لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ . " لا تهرب الى البرية ، ابق َ في حضرته . لا تخف من اعدائك ، لا تختبئ ، لا تفزع . الله يسألك : لماذا انت تحت رتمة الشك والخوف ؟ قم اصعد الى جبل الكرمل ، استعد ايمانك وانتظر نصر الله . الله معك ينصرك . نصرك بالامس وينصرك اليوم وسينصرك الى الابد .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
503 - هل جربت الالم ؟ هل زار قلبك الحزن ؟ هل غرّت الدموع عيونك ؟ هل سالت على وجنتيك ؟ كلنا جرب الالم وذاق الحزن واجهش بالبكاء وامتلئت عيونه بالدموع . العالم الذي نعيش فيه عالم الم ٍ وحزن وبكاء ٍ ودموع . الله يعدنا بعالم بلا الم ولا حزن ولا بكاء ولا دموع . عالم لا موت فيه ، عالم بلا موت ، عالم يسكن فيه الله مع الناس . يصفه يوحنا الرائي ويقول عنه : " سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً ....... هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا ، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُم . وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ " ( رؤيا 21 : 1 - 3 ) ما اجمل ذلك المكان حيث لا دموع . ما اروع ان يسكن الله معنا ونحن معه ، وحيث يكون الله لا يكون موت ولا حزن ولا بكاء . حيث يكون الله تكون الحياة والفرح والبهجة . يده تمسح كل دمعة ٍ فتختفي الدموع . العيون الممتلئة بالبكاء تجف وتخف . القلوب المنكسرة بالحزن تسعد وتهنأ ، لأن الله سيكون معنا ، هو فرحنا . وسنكون نحن معه نتمتع به . في المساء هنا يبيت البكاء ، وفي الصباح هناك يكون ترنم . ان امتلئت عيونك بالدموع واغرورقت بها ، إن حلت غلالة على بصرك وحجبت رؤيتك ، جفف عيونك وامسح دموعك ، تصفو وتنجلي وتبصر بالايمان السماء الجديدة ، وتحيا منتظرا ً بالرجاء يوم يسكن الله معك ، ويُطرد الموت والوجع والحزن والصراخ . تعال يا رب لا تتباطأ ، جميع الناس هنا يبكون . اسرع يا رب اسرع حتى تتوقف الدموع وتصفو العيون .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
504 - الانسان كثير الترحال ، يتنقل من مكان الى مكان . وفي كل مرة يخرج من بيته لانتقال ٍ او سفر يخشى مخاطر الطريق ومفاجئاته وحوادثه وشره . كثيرة ٌ هي حوادث الطريق وكثيرة ضحاياه وقتلاه . برا ً او بحرا ً او جوا ً . لا امان في اي مكان . البعض يحجم ويمتنع ويخشى الحركة والتنقل ، لكنه لا يمكن ان يهرب من قدره وينجو ويسلم . النجاة والسلام فقط في كنف الله ورعايته وحفظه . يعدنا الله كما وعد يعقوب في سفر التكوين 28 : 15 " وَهَا أَنَا مَعَكَ ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ " يا له من وعد ٍ بالامان . هو معنا في السفر والذهاب . يحيط بنا ويحوطنا بيده حيثما نذهب . لا نخشى خطرا ً يسعى الينا ونحن نسافر برا ً . ولا نخاف انقلاب الموج وهيجان البحر والعواصف حين نتنقل بحرا ً . ولا نرتعب ونحن طائرين معلقين في الفضاء ، مرتحلين جوا ً . يده تصل الى كل مكان وتحمينا من كل شر . وسوف يردنا الى بيوتنا سالمين آمنين . هذا اماننا وتأميننا انه معنا . لا يتركنا في نومنا وفي يقظتنا ، في بقائنا وفي سفرنا . انت محفوظ ٌ في كفه اينما ذهبت . كفه تَسَع العالم كله ، الكون كله . إن انتقلت من اقصى الشرق الى اقصى الغرب . إن عبرت من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، حركتك في نطاق عنايته . لن تخرج عن مجال اهتمامه ورعايته . سافر اينما شئت وانتقل الى حيثما اردت ، فهو معك ، وهو يحفظك في خروجك وفي دخولك . في بقائك وانتقالك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
505 - اذا نظرنا حولنا ونحن في اعمالنا اليومية ، نُصدم ونُحبط البعض يعمل بأيد ٍ مرتخية متكاسلة وينال مكافأة الرؤساء والبعض الآخر يعمل بامانة ٍ وجدية وينال التأنيب والعقاب ويفقد الانسان ايمانه ويختل مقياسه ويكفر بمبادئه ، ويتسائل : ما فائدة الاخلاص ؟ وما جدوى الحماس ؟ وتنتقل العدوى ويعم والغش ويسود الاهمال ، لكن الله يعلن لنا في سفر اخبار الايام الثاني 15 : 7 يقول : " فَتَشَدَّدُوا أَنْتُمْ وَلاَ تَرْتَخِ أَيْدِيكُمْ لأَنَّ لِعَمَلِكُمْ أَجْرًا " الله لا يحب الايدي المرتخية والارجل المتعثرة الضعيفة ، ويكافئ كل من تشددت يداه وقويت رجلاه . العمل في المسيحية هو للرب وليس للناس . يقول الرسول بولس في رسالته الى اهل كولوسي 3 : 23 – 25 " وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ . وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ ." فلو امكن خداع الناس لا يمكن خداع الله . وإن كان البعض يتكاسل ويهمل بأيد ٍ مرتخية ، فالله يرى ويكافئ بعدل ويعاقب بحق وليس محاباة . التعب ليس باطلا ً في الرب . الله يرى تعبك ويقدره ويُسر به وبك . حتى وإن لم يرى الانسان ذلك ولم يذكره . حين وضع الله آدم في الجنة ، وضعه ليعملها ويحفظها . وحين اخرجه الله الى الارض جعله يعرق ليأكل خبزه وسلحه بالقوة والقدرة والعقل والابتكار ، وعلمه كيف يستغل كل امكانياته لخدمته . والله يستحق منا ان نعمل بكل الجد والجهد ، وهو يعدنا بأن يرى عملنا ويكافئ تعبنا . فلا تنتظر مكافأة الناس وتقديرهم لعملك . انظر الى الله وكرس عملك له ، وما اسعد من يسعد في عمله للرب ، وما اشقى من يشقى في عمله للناس . فاعمل من القلب للرب لا للناس .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
506 - تعددت الطرق وتقاطعت وتنوعت وتفاوتت . ويقف الانسان امام ذلك كله محتارا ً ضائعا ً . وكثيرا ً ما يفقد الطريق ويضل ويتوه . ويتلفت حوله يبحث عن مرشد يرده ويقوده . وحين تتوغل وسط غابة ٍ متشابكة ٍ مظلمة . حين تخوض اقدامك في رمال ٍ غائرة ٍ متحركة ، قف انتظر خلاص الرب . هو يعرف الطريق وهو سيقودك فيها . لا تعتمد على البشر فهم تائهون ضالون ايضا ً . لا تستشر انسانا ً ، فالاعمى حين يقود اعمى يسقطان معا ً . يعدك الرب بالهداية والارشاد والقيادة . يقول في سفر اشعياء 58 : 11 " وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ " في كل وقت ، دائما ً ، ليلا ً ونهارا ً . في اي وقت تأتي اليه وتطلبه ، يُسرع اليك ويمد يده لك ويقودك الى الطريق ، ويسندك في الطريق . يخطو امامك وبجوارك . مهما اظلم السبيل وتعرج المسار وصعب المشي . ينير ويعين ويقوي ويوجه ويقود . يسدد خطانا ويمهد طرقنا ويحفظ خطواتنا . إن سلمته القيادة سلمت . وإن إئتمنته على نفسك أمنت . لا ضلال ولا ضياع في اتباعه . لا خوف ولا حزن ولا خطر في ظله . انظر اليه امامك واتبعه . سر معه وامسك يده لا تتركه . استودعه طريقك ، يهدك . سلمه قيادتك ، يحمك . اسمع صوته ونفذ تعليماته ، تسر ولا تعثر قدمك ، تسلك ولا تفقد طريقك . هو معك ، امامك ، حولك ، دائما ً معك ، أمامك ، حولك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
507 - نحن شعب ٌ مضياف ، كريم ، نسعد باستضافة الناس . ويسعد الناس بنا وباستضافتنا لهم وعلاقتنا بهم . بل الفصح بستة ايام كان المسيح في زيارة لعازر واختيه . وكان المسيح قد اقام لعازر من الموت ، وصنعوا له عشاء . وكانت مرثا الاخت الكبرى تخدم المدعوين . شعلة حركة ونشاط وحيوية في خدمة المسيح . ولعازر كان في الصدارة وسط المتكئين ، اعلان ٌ لقدرة المسيح . حياته اعتراف ٌ بالمعجزة . اما مريم ، الصغرى ، فاخذت قارورة طيب ناردين خالص ٍ كثير الثمن ودهنت قدمي المسيح ومسحت قدميه بشعرها . ملئت البيت برائحة خضوعها واتضاعها ومحبتها . علاقات ٌ وثيقة ٌ عميقة صادقة ٌ امينة ٌ قوية . كل ٌّ عبر عن علاقته بالمسيح بشكل ٍ متميز . مرثا بخدمتها ، لعازر بحياته ، مريم باتضاعها . ونحن في علاقتنا بالمسيح نعلن سيادته لنا ، بالخدمة او بالحياة او بالخضوع . وفي علاقتنا بالناس نعلن محبتنا لهم ، في بسمة ، في كلمة ، في لمسة ، في خدمة . سهلة إن صدرت من قلب ٍ صاف ٍ محب . صعبة مستحيلة إن صدرت من قلب ٍ جاف . في تلك الليلة احس الناس بمحبة لعازر واختيه . سعدوا بها وابتهجوا ، ملئت رائحة الطيب انوفهم . انتشوا وفرحوا ، الا صاحب القلب الحاقد ، يهوذا ، اعترض ، و انتقد وادان واتهم واكتئب . واليهود الممتلئون بالحسد ، المشحونون بالشر ، تشاوروا ليقتلوا المسيح ولعازر ، يقتلوا الحب . أين انت من المسيح ؟ تخدم ، تحيا ، تخضع ؟ تسعد ، تفرح ، تبتهج ، تشارك الفرحة أم تعكر صفوها ؟ تفتح قلبك وحياتك له ، تدعوه ، أم تغلق قلبك وحياتك عنه ؟ سؤال ٌ جوابه ُ يُحسب لك أو عليك . أرجو أن يُحسب لك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
508 - ترك لنا الله كلمته لنحيا بها " كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ " ( عبرانيين 4 : 12 ) . كلمة الله هي ذات الله " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. " ( يوحنا 1 : 1 ) . كلمة الله ( الكتاب المقدس ) تحمل انفاس الله ، تحمل قلب الله . هي فكر الله ، ارادة الله ، مشيئة الله " خَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. " كلام الله باق ٍ بقاء الله ، دائم ٌ دوام الله ، ثابت ٌ ثبات الله . كلام الله هو هو امسا ً ٌ واليوم والى الابد ، لا يتغير ولا يتحرّف ولا ينمحي أو يزول . قال المسيح : " اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. " . نحن لا نقرأ كلمة الله (الكتاب المقدس ) لننال بركة ، نحن نجلس امام كلمة الله لنرى الله ، لنسمع صوت الله . الله يحدثنا في كلمته . الله يلتقي بنا حين نقرأ كلمته . فاقترب من كلمة الله بكل تقديس ، بكل تمجيد ، بكل تكريم ، ولا تقرأ كلمة الله لتعرف فقط بل لتعمل ايضا ً . ينبهنا يعقوب الرسول فيقول في رسالته الاصحاح الاول " فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ . وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. " صوّر المسيح لمستمعيه من يسمع كلامه ويعمل به ، ومن لا يعمل به كبيتين : الذي يسمع كلامه ويعمل به يشبه انسان ٌ بنى بيته على الصخر فلما حدث سيل صمد . والذي يسمع ولا يعمل بما يسمع يشبه انسانا ً بنى بيته على الرمل فلما حدث السيل سقط . اقرأ كلام الله ، واعمل مشيئة الله تصمد . كلام الله به انفاس الله ، فكر الله ، قلب الله . اثبت فيه تعرف الحق ، والحق يحررك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
509 - حين نوجه السؤال للكثيرين ، هل انت مؤمن ؟ يكون الرد دائما ً الحمد لله أنا مؤمن . كثيرون لا يدركون معنى ما يقولون ، هم يرددون ما سمعوه من غيرهم دون التأمل والتعمق . الايمان اسهل ما في حياتنا الروحية إن لامسنا سطحه ، والايمان اصعب ما في حياتنا الروحية إن دخلنا الى عمقه . أُؤمن ان الله موجود ، ودليلي ما حولي من خليقة تُبهر ، لكن ما اثر ذلك في علاقتك بالله وخليقته ؟ العبرة ليست بماذا أؤمن وانما العبرة بمن أؤمن . لا موضوع الايمان بل مضمون الايمان . جاء الى المسيح قائد مئة يطلب عونه لشفاء غلامه ، ووعده المسيح بالذهاب معه ليشفه . وقال الرجل : لست مستحقا ً لذلك ، قل كلمة فقط فيبرأ الغلام . أنا ايضا ً لي سلطان وجند ، أأمر هذا فيذهب وذاك فيأتي . وتعجب المسيح وأعجب بما قاله . رأى امامه انسانا ً يؤمن به ، يؤمن بسلطانه على المرض والموت ، يؤمن بقدرته على قول كلمة ٍ فيبرأ الغلام . فقال : " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا " ( متى 8 : 10 ) وجائته امرأة كنعانية صارخة تقول : " ارْحَمْنِي ، يَا سَيِّدُ ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا." ( متى 15 : 22 ) ولم يجبها بكلمة ، لا احتقارا ً بل اختبارا ً . فسجدت له وقالت في الحاح : يا سيد اعني . اجابها : ان الخبز للبنين لا للكلاب . أصرت ان الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط امامها . وتعجب المسيح وأُعجب بما قالته . رأى امامه امرأة تؤمن به . تؤمن بسلطانه على المرض والموت . تؤمن بقدرته على اطعام الجميع . وقال لها : " يَا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ " هذا هو الايمان في عمقه ، الايمان بالقوي القادر صاحب السلطان ، الذي بيده لا كل شيء فقط ، بل كل شيء يتصل بي . هو الخالق ، نعم ، هو خالقي ، هو السيد ، نعم هو سيدي ، هو المخلص ، نعم هو مخلصي ، هو ابونا ، نعم هو أبي . هل هو كذلك بالنسبة لك ؟ فانت مؤمن .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
510 - لم ينجو أحد ٌ من لدغة حزن ، يسري في الدم ، يضغط على الانفاس . الحزن مؤلم ، قاس ٍ ، كريه ، اسود . لا يلف المحزون بردائه ِ فقط بل ينشره على من حوله . واشكال الحزن كثيرة متعددة تتنوع بتنوع الناس ، وآثاره ُ ودرجاته مختلفة ٌ متغيرة تختلف وتتدرج باختلاف البشر ، لكن الطريق الى التغلب عليه وطرده طريق ٌ واحد . الطريق هو الايمان بمن اختبر الحزن وجربه وذاق مرارته ولدغته . جاء احد رؤساء المجمع الى المسيح وخر عند قدميه واخبره ان ابنته الصغيرة تحتضر ، وطلب منه ان يأتي ويشفيها . كان الحزن يلفه بغلالته . نظرات الرجل حزينة جدا ً ، ملامحه تتلوى ، لحيته ترتجف ، كان في منتهى الحزن . وادرك المسيح حزنه واهتز قلبه وتحنن عليه وتبعه . وفي الطريق أتاه من ينعي موت الابنة ، وتوقف الركب . وهوى الحزن بنصله ِ الى اعماق الرجل وتمزق داخله وانفجرت لوعته . صرخت دموعه ونزفت مسامه ُ حزنا ً أسود ، وانهار . رأى المسيح ذلك وادرك ما يعانيه الرجل ، وقال : "آمِنْ فَقَطْ "
رفع عينيه الكسيرتين الى وجه المسيح والتقت نظراتهما . شد عوده ورفع رأسه وخفق قلبه واتسعت خطواته وعلا صوت المسيح على الصراخ والعويل والضجيج ولطم الوجوه وهو يقول : " لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ " . ومد يده وامسك بيد الفتاة وصاح : قومي . وفر الحزن من الغرفة وانفجر داخل البيت فرح . قامت الصبية ومشت واعطوها فاكلت . وتغيرت ملامح الاب المكلوم واتسعت خطوط وجهه وخرج من مسامه شعاع بهجة ، وامتلأ الجميع بالفرح . آمن الرجل بمصدر الفرح ومختبر الحزن ، فقامت ابنته وعادت فرحته . مهما تنوع واختلف وتراكم وتضاعف وثقل ، آمن فقط ، فيهرب الحزن ويعم الفرح . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
511 - تصادفنا على الطريق هموم ٌ وتصادمنا اوجاع . لا احد معصوم منها ولا يوجد من ينجو ويهرب ابدا ً . ومنا من يحتضن همومه ويرقد تحتها عاجزا ً شاكيا يائسا ً . ومنا من ينفضها ويرفضها ويقفز على قدميه وينتصب قويا ً شامخا ً . الفرق ليس فينا بل في من نراه ونلجأ اليه وقت الشدائد . من يلجأ للعاجز ، عاجز . من يعتمد على القادر ، قادر . يقول داود النبي : " عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي ، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي . " ( مزمور 94 : 19 ) عندما يختفي الفرح يرسل الرب روحه القدوس ليملئنا بفرح خاص ومجيد وعزاء غريب عجيب لا يدركه العالم او يفهمه . الحزانى متعزين ، والكسرى مجبورين والمهمومين مبتسمين ، لانهم يلجأون الى القادر الذي يعزي ويجبر ويسعد . اما من يلجأ الى العاجز فلن يختبر اي عزاء . في وسط الهموم الجأ اليه ، يعنك ويعزيك . يقول داود النبي : " أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي . مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. " ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) الرب حافظك ، يحفظك من كل شر . يحفظ نفسك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
512 - الاحمال الثقيلة تقصّر الخطوات وتعثّر المسيرة . الحمل عبء ٌ وتعب يُثقل البدن . الهموم والاحزان تؤلم النفوس وتجرح القلوب . الهم عبء ٌ يعتصر ويوجع القلب . الخطايا والذنوب تحجب الفرح وتبعد البهجة . الخطية سم ٌ يسري ويؤذي النفس . لراحة البدن نخفف الاحمال فتطول الخطوات وتعتدل المسيرة . لراحة القلب نطرد الهموم فيستريح القلب ويصفو . لراحة النفس نعترف بالخطايا والذنوب فتشفى النفس . قد نستطيع تخفيف الاحمال وطرد الهموم . ويستطيع الرب فقط غفران الخطايا ومحو الذنوب . يقول الوحي المقدس على لسان اشعياء النبي 44 : 22 " قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ." فلا يقوى الغيم على الصمود لغفران الله ولا السحاب لمحبته . مهما ثقلت خطايانا وتضخمت ذنوبنا وعظمت آثامنا ، يقول الله : " إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ . إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ ." ( اشعياء 1 : 18 ) غفران الله اعظم من اي خطية . دم المسيح يغطي جميع خطايا البشر . والطريق الى الحصول على الغفران والتمتع بتطهير دم المسيح هو الاعتراف بخطايانا . يقول يوحنا الرسول : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ." ( 1 يوحنا 1 : 9 ) إن ثقلت احمالك وتعثرت خطواتك ، قف وانزل بعضها عن كتفيك وسر في طريقك خفيفا ً . إن زادت همومك واحزانك وثقل قلبك ، قف وارفع وجهك للرب ، يعد البهجة اليك وتتمتع بحياتك . اما اذا تراكمت خطاياك وقيدت نفسك وازعجت ضميرك ، فاعترف بعجزك والق ِ بخطاياك تحت الصليب ، تصفو ايامك . لا تدع خطاياك تتراكم فتتعذب روحك . اعترف بها اولا ً باول ، واحيا مبررا ً بارا ً ، مطهرا ً طاهرا ً .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
513 - كثيرا ً ما نبدأ عملا ً ولا نجد له نتيجة . نزرع زرعا ً ولا نجد له حصادا ً . ونبتئس ونحزن ونُحبط ونيأس . ونرى ان جهدنا ضاع وانتظاراتنا لم تتحقق فنفشل . الا ان بولس الرسول يقول : " فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ. " ( غلاطية 6 : 9 ) هذا صحيح فلو انتظرنا لوجدنا لعملنا نتيجة ولزرعنا حصادا ً . لو تعجّل الانسان نتائج عمله لاتعس نفسه . الثمار الغنية تحتاج الى وقت ٍ لتتحقق ، وكلما طال الوقت كلما نضجت الثمار وزادت . الزرع سهل والري ليس صعبا ً . انتظار الحصاد اكثر صعوبة . الصبر جهاد ، والتروي والانتظار كفاح . فاعمل الخير وداوم على عمله ، لا تفشل ، وجاهد بالصبر والانتظار ، ولا بد ان تحصد الخير في وقته . وقته هو لا وقتك انت . قد تبدو الثمرة ناضجة تُغري بقطفها ، وتمد يدك لتقطفها . لكن الزارع الواعي يرفض ان يقطف الثمار وهي فجة . إن حصدت قبل كمال النضج تجمع حصادا ً أخضر . اما إن حصدت عند كمال النضج فحصادك يكون ابيض وفيراً . قد تصنع خيرا ً لشخص ولا تجد رد فعل ٍ مشجعا ً ، وتتصور انك فعلت عبثا ً ، وتتباكى وتستعوض . وفي وقته هو يعود اليك الخير اضعافا ً مضاعفة فتهنأ وتسعد . المشكلة لم تكن في عدم جدوى الخير بل في عدم الصبر لحصاد نتائجه . ونزرع شرا ً ، وتمر الايام وتتصور هروبك من تبعاته . وفي وقته تحصد الشوك وتجرحك آثار فعلتك . افعل الخير ولا تفشل ، ستحصد في وقته . اعمل البر واترك النتائج لله . لا تتعجل الحصاد ، سيأتي الوقت للثمار الوفيرة .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
514 - هل تسمع صوت الله ؟ الله دائما ً يتكلم ، يكلمك . يلذ لله ان يتحدث مع اولاده ، وينتظر منا ان نسمعه "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ . " ( متى 11 : 15 ) تصخب حولنا الاصوات ويكثر المتكلمون . وتملأ آذاننا الكلمات والمتكلمون . ونجد انفسنا في مهب الافكار والآراء والتعليم والتعليمات . ويتوه الفكر وتتعطل الخطوات وتنحرف المسيرة لأننا لا نسمع صوت الله . إن أصغيت السمع ، تسمع مهما علت الاصوات حولك . إن اخلصت السعي لتسمع ، لميزت صوته وعرفت نبراته . في منتصف الليل والنوم يُثقل اجفان صموئيل الصغير ، ناداه الله : " صَمُوئِيلُ ، صَمُوئِيلُ " وفي تعثر ووهن تاه فهمه واخطأ معرفة مصدر الصوت . وذهب الى عالي الكاهن ثلاث مرات ، وقال : " هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي" وفي المرة الرابعة كان اكثر يقظة وادراكا ً ، فسمع صوت الله ، وقال : " تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ ." وكلمه الله ونقل كلامه كما اوصاه . في وسط ضجيج العالم يكلمك الله في كتابه المقدس ، يكلمك الله في احاديث الاصدقاء ، يحدثك الآن ، ويصل صوته الى قلبك . لا تسد اذنك ولا تغلق قلبك . كما قال صموئيل ، قل له : تكلم يا رب لأن عبدك سامع . وحين يكلمك سيملأ اسماعك باحلى الكلمات ، ويملأ قلبك باعظم البركات . فكلام الله احلى الكلام ، وبركات الله اعظم البركات ، ومن له اذنان للسمع فليسمع .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
515 - ما اعظم رحمة الله وما اروع محبته . هو الرحمن الرحيم ، المحب العظيم . كثيرا ً ما ننسى رحمته ونغفل محبته مع انه دائما ً يظهرها ويعلنها . يقول داود النبي : " الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ . لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَ ، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا . لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ . كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ." ( مزمور 103 : 8 – 13 ) خرج الابن الضال حاملا ً نصيبه من المال وسافر تاركا ً اباه . وبذر ماله واسرف وعمل كل الشرور ، واهان شيبة والده . وجاع واحتاج وصارع الخنازير ليحصل على طعامهم ويملأ بطنه ُ خرنوبا ً . وفي قاع الذل والمهانة واليأس رجع الى نفسه ، وبدت في مخيلته صورة ابيه . رأى عينيه تفيضان رحمة ، وملامحه تنطق حبا ً ، وابتسامته تحمل عفوا ً . وعاد ، وإذ لم يزل بعيدا ً رآه أبوه فتحنن ، وركض وعانقه وقبّله وقبِله . وفي حضن ابيه ادرك ان رحمته ُ قوية " مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ " ومحبته جارفة ، طردت امامها كل خطاياه وآثامه " كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ " أبعدها . والبسه الحلّة الأولى ، وجعل في يده ِ خاتما ً ، وصنع وليمة ، وفرح جميع من في البيت بالابن العائد . هذه رحمة الرحمن الرحيم لي ولك ولجميعنا ، ولكل ابن ٍ يعود الى ابيه من متاهات الارض وطرقها . لتتمتع بتلك الرحمة وتنعم بهذه المحبة وتحيا وسط النعمة ، تعال ، أفق ، انظر حولك ، تجد خرنوب الخنازير يخرب الجوف ، وينجس القلب ويتعس المعيشة . انظر الى ابيك الرحيم وعد اليه . وارتشف محبته ، ويحتويك في حضنه ، ويقبّلك ويقبلك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
516 - هل تخاف ؟ ومن لا يخاف . الظلام مخيف ، خصوصا ً اذا كان الانسان وحده . حينئذ ٍ تتضخم الاصوات وتصبح اعاصير وزلازل وانفجارات . المرض مخيف خصوصا ً اذا كان خبيثا ً لا علاج له . حينئذ ٍ تقسو الآلام ويصبح الوخز طعنا ً والجرح نزيفا ً . ويزيد من قسوة الخوف ، الفراغ حولك ، ويصعّب حدته الشعور بالوحدة . في وسط الخوف يقول الله : " لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ . لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ . قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي ." ( اشعياء 41 : 10 ) هكذا وعد الله شعبه بلسان اشعياء النبي . لم يعد الشعب وحده ، لا فراغ حوله يرن فيه الخوف . لم يكن على الشعب ان يتلفت حوله باحثا ً عن معين ، فهو الله . لا يحتاج الى أيد ٍ يمسك بها فيد الله تحتويه . لا ينقص الشعب قوة ، فقوة الله ويمينه تعضده . ولا تقدر على مواجهة قوة الله ، قوة ، ولا الموت . يقول داود النبي : " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا " حيث الله ، لا خوف ، هو يطرد كل خوف . حيث الله الأمان ، كل الأمان . يقول لك ولي ولجميع المؤمنين : " ثِقُوا! أَنَا هُوَ . لاَ تَخَافُوا " ( مرقس 6 : 50 ) وهو لن يتركنا ، لن يهملنا ، لن ينسانا ، لأنه معك ومعي ومع جميع المؤمنين كل الايام الى انقضاء الدهر . هل ما تزال خائفا ً ؟ الخوف لن يتوقف عن محاولة اخافتنا . لكن ايماننا بوجود الله معنا يطرد الخوف . الظلمة لن تتوقف عن مطاردتنا ، لكن النور لا بد ان يطرد الظلمة . لا يتفق وجود الله والخوف . الخوف يهرب حين يحل الله . لا خوف من خطر أو مرض أو معاناة ، فالله موجود ، قائم ، يحمي . ولا يتفق وجود الله والظلمة . الظلمة تهرب حين يحل النور . الله هو النور .
|
الساعة الآن 07:22 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025