منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 01:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
البشريّة المريضة


http://www.peregabriel.com/gm/albums...ormal_KING.JPG



بيت الداء وحقيقة الدواء(1)

ثمّة مَن يدّعي أنّ الله خلق الموت وثمّة مَن يعتبر الكثير من الرذائل، كالزنى واللواطية، حاجات طبيعية في الناس. إنّ اعتماد نظرة كهذه إلى الأمور يؤثّر في مجمل أخلاقية الشعوب والأفراد.



بالنسبة لنا ما نقوله هو إنّ البشريّة مريضة ومرضها نردّه إلى ما نسمّيه "السقوط". يستحيل علينا أن نفهم مِمَ عانى الإنسان عبر التاريخ ما لم تكن لنا نظرة صحيحة إلى ما كان عليه قبل السقوط وما حلّ به في السقوط، ما هي الخطيئة؟

لماذا الخطيئة مرتبطة بالمعصية؟ ما الذي تسبّبت به خطيئة آدم وحوّاء؟ كيف انتقل تأثير سقوط آدم وحوّاء إلى كل الجنس البشري؟

لماذا تجسّد ابن الله؟ ما الذي اشترك فيه الربّ يسوع من جهة ما للإنسان الساقط وما الذي لم يشترك فيه؟ ما الذي حقّقه الربّ يسوع؟ كيف جيّر الروح القدس ما حقّقه الربّ يسوع للجنس البشري؟

أي نهج بات على الإنسان أن ينهجه ليخلص ويحقّق قصد الله له؟ كل هذا في ضوء ما ورد في الكتاب المقدّس ولدى الآباء القدّيسين في الكنيسة.

على هذه وغيرها من الأسئلة المصيرية، والإجابات الواضحة والدقيقة بشأنها، يتوقّف سداد موقف المؤمن، من جهة تدبير الله الخلاصي للإنسان وسلامة مسيرته الروحية في كل زمان ومكان.

نقول هذا لأنّ في التداول، بين المؤمنين، أفكاراً ليست من تراث الأرثوذكسية. ولا غرو فانفتاح عالمنا على كل فكر يجعل التلفيق (الاختلاط) في المواقف ميسّراً.

هذا لا يجد فيه الكثيرون ما يضير بل ما يُغني، لكنّه، في الحقيقة، يؤذي ويشوِّش ويشوِّه. السبب هو أنّ الفكر عندنا، في الكنيسة، ليس للفكر ولا هو بمعزل عن حياتنا المسيحيّة. فكرنا اللاهوتي مرتبط، عضوياً، بالحياة الروحية، وهو خارطة الحياة الجديدة.

مستحيل على المؤمن أن تستقيم حياته الداخلية ما لم يكن فكره اللاهوتي أرثوذكسياً. من هنا أهميّة العقيدة القويمة عندنا، ومن هنا حرصنا على التمسّك بما انحدر إلينا من الآباء القدّيسين أكبر الحرص.

في إطار هذا الفهم، بالذات، للأمور نُقبِل على ما تمدّنا به الكنيسة الأرثوذكسية المقدّسة من إجابات على أسئلتنا أعلاه.

لم يخلق الله الإنسان، في الأساس، لا خالداً ولا غير خالد (القدّيس ثيوفيلوس الأنطاكي، القرن 2 م). كان، في ذاته، قابلاً لكِلا الأمرَين معاً، الخلود وعدم الخلود.

سيره في هذا الاتجاه أو ذاك كان رهناً بإرادته هو، بسلوكه في طاعة الله، في الوصيّة الإلهيّة، أو بعدم سلوكه فيها. الخلود، عندنا، لا يعني الحياة إلى الأبد بل الحياة الأبدية. هناك فرق كبير بين الاثنين.

الحياة إلى الأبد معناها الحياة إلى ما لا نهاية، فيما الحياة الأبدية، وفق إنجيل يوحنا (17: 3)، هي "أن يعرفوك [الآب السماوي] أنتَ الإله الحقيقي وحدكَ ويسوع المسيح الذي أرسلتَه". أن يعرفوك بمعنى أن يدخلوا في شركة المحبّة معكَ إلى الأبد، "أنا فيهم وأنتَ فيّ... كما أنّك أنتَ، أيّها الآب، فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا" (يو 17: 23، 21). هذا في ما خصّ الخلود.

أمّا في ما خصّ عدم الخلود، أو الموت، فلا يعني، عندنا، الفناء بل ما أسماه الربّ يسوع نفسه "عذاباً أبدياً" (مت 25: 46) إذ يُلقَى فاعلو الظلم (لو 13: 27) في "النار التي لا تُطفأ حيث دودهم لا يموت" (مر 9: 45 ? 46)،

في "الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت 8: 12 ? 13). الحياة الأبدية، من جهة طبيعة الإنسان، هي نعمة من فوق، فيما الموت هو ناتج انصراف الإنسان عن الله. لذا ليس الموت من صنع الله (حك 1: 13).

موت الإنسان أتى به الإنسان على نفسه بعدما انقطع عن ربّه لما عصاه. طبعاً ما أراده الله للإنسان، منذ البدء، كان أن يشترك، بالنعمة، فيما لله، أي في الحياة الأبدية.

لكنّ الله جعل تحقيق مبتغاه للإنسان رهناً بإرادة الإنسان نفسه، بحرّيته. الإنسان كان قادراً على أن يَقبل عطيّة الله وقادراً على أن يرفضها.

الحياة والموت معاً كانا في يده: الموت إذا نبذ الوصيّة وعصى الله، والحياة إذا حفظ الوصيّة وأطاع الله. من هنا أهميّة الوصيّة الإلهية وطاعة الله.

وصيّة الله لآدم كانت هذه: "من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً. أما شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها لأنّك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تك 2: 16 ? 17).

أولاً علينا أن نُدرك أنّ شجرة معرفة الخير والشرّ كانت خيراً (القدّيس يوحنّا الدمشقي) طالما الله أبدعها.

لكنْ يبقى السؤال مطروحاً طبعاً: إذا لم يشأ الربّ الإله لآدم أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ فلماذا جعلها في الجنّة أمام عينيه؟ ألم تكن فخّاً له؟ كلا أبداً!

وجود شجرة معرفة الخير والشرّ في الجنّة كان أمراً طبيعياً لأنّ الله خلق الإنسان حرّاً. الحرّية تتضمّن، فيما تتضمّن، أن يكون في وسع صاحبها أن يعرف الخير والشرّ. قمّة الحرّية، في الحقيقة، أن تعرف الشرّ وتنبذه وتتمسّك بالخير.

هذا لأنّ الحرّية لا تتحقّق إلاّ في الخير، أما في الشرّ فتضيع لأن "مَن يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة" (يو 8: 34).

أوصى الربّ الإله آدم أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ لا لأنّه لم يُردْه أن يأكل منها بالمطلق بل لأنّ آدم كان، بادئ ذي بدء، وفق ما يُفيدنا به آباء الكنيسة، في حال الطفولة الروحيّة. بتعبير القدّيس ثيوفيلوس الأنطاكي "كان طفلاً"، وبتعبير القدّيس إيريناوس الليّوني "كان خُلُقياً غير كامل". وقد أعطاه الربّ الإله وصيّة أن لا يأكل من الشجرة بقصد حمايته منها إذا ما خطر بباله أن يتناول من ثمارها قبل الأوان.

ثمّ اللهُ لا يُعامِل الإنسان، بعدما خلقه حرّاً، بالإكراه، بل بالإيعاز، بالوصيّة.

الله المحبّة لا يَفرض نفسه فرضاً. كان لا بدّ لآدم أن ينمو، أولاً، في النعمة والقامة الروحيّة، في طاعة الله ومحبّته. فقط إذ ذاك يصير بإمكانه أن يأكل من الشجرة دون أن يتأذّى. هنا يُشار، كما يُبدي آباؤنا (القدّيس ثيوفيلوس، القدّيس يوحنّا الدمشقي...)، إلى أنّ السقوط مردّه لا أَكْلُ آدم من الشجرة الحرام بل عصيانُه لله، مخالفته للوصيّة.

هذا وحتميّة الأكل من الشجرة، في الوقت المناسب، يتضمّن، استنتاجاً، أنّ الإنسان، متى نما في الروح، يصير قادراً على أن يعرف ما هو الشرّ، في عمقه الكياني، دون أن يختبره. طبعاً هذا غير ممكن بشرياً، لكن الروح هو الذي يجعل الأمر ممكناً.

بهذا المعنى القدّيسون الذين امتلأوا من روح الربّ هم أكثر الناس معرفة بماهية الخطيئة وعمقها الكياني. هناك معرفة للخطيئة كفعل، هذه لم يكن آدمُ قبل السقوط ليعرفَها لو أقام في الطاعة لله.

وهناك معرفة للخطيئة في عمقها الكياني، في بُعدها الروحي، هذا بالذات ما كان قد تسنّى لآدم أن يعرفه لو حفظ نفسه بالوصيّة، وبمعرفته له كان لُصوقُه بالخير لِيَقوى وانشدادُه لربّه ليتعزّز.

هكذا كانت حرّيته، في الحقيقة، لِتتحقّق وتكتمل، من حيث إنّ تمام الحرّية هو الخيار الكياني العميق لحقّ الله ومحبّته بإزاء الشرّ في الكيان والكون.

كلامنا أعلاه يتضمّن أنّ الله نفسَه يعرف المضمون الروحي للشرّ دون أن يختبر الشرّ كفعل وإلاّ ما كان خلَق الإنسان حرّاً ولا خلَق له شجرة معرفة الخير والشرّ. دليلنا على ذلك ذوق الربّ يسوع المسيح للموت.

لم يعرف الربّ يسوع الخطيئة، لكنّه عرف عمقها الكياني المتمثِّل في الموت. لذا ذاق الموتَ كإنسان وعرف عمق الموت في الكيان بروحه دون أن يذوق الموتَ كإله، حيث إنّ الله منزّه عن الموت.

هذا يأتي بنا إلى موضوع الطاعة. لِمَ الطاعة أساسية لدخول الإنسان الحياة الأبدية؟

هناك، في الحقيقة، نوعان من الطاعة: الطاعة الخارجية والطاعة الداخلية.

الطاعة الخارجية تكون متى قال لك أحد، لغاية في نفسه، تعال إلى هنا فتأتي. اذهب إلى هناك فتذهب. افعل هذا فتفعله. لا تفعل ذلك فلا تفعله. الطاعة الخارجية، إذاً، تكون لآخر يأمرك جاعلاً إياك أداة له.

أما الطاعة الداخلية فتكون متى أوصاك آخرُ، حرصاً عليك ومحبّة بك، بما هو خير لك. من ذلك مثلاً طاعتك للطبيب في ما يوصيك به بشأن صحّتك، وطاعتك للميكانيكي في ما يوصيك به بشأن سيارتك.

كلّما كان طبيبك قديراً كلّما استدعى ذلك أن تكون طاعتك له أعظم.

الطاعة الكاملة تكون لله. لماذا؟ لأنّه هو العارف تماماً بك وبما يناسبك. الله لا يأتيك كغريب عنك بل كأقرب من نفسك إليك. ولا يوصيك إلاّ بما هو خير لك. مشيئته أن تكون لك حياة أبدية.

وأنت متى أطعته حقّقت لنفسك الخير الذي يريده لك. من هنا كون حياة الإنسان، في العمق، من طاعته لله ولا حياة له من غير طاعة.

هذا والقول صحيح إنّ الإنسان لو أطاع الله، بدءاً، لما ذاق الموت وعرف الفساد. طاعته لله، قبل السقوط، هي أعطته المناعة الروحيّة. حفظته في كنف الله، في النعمة، في الحياة.

فلمّا عصى الإنسانُ الله سقط وكان سقوطه عظيماً!

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 01:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مجنون يحكي وعاقل يسمع
الخوري بطرس الزين
طرد الشياطين وغرق الخنازير
من انجيل متى -8-28:
ولما وصل يسوع إلى الشاطئ المقابل في ناحية الجدريـين استقبله رجلان خرجا من المقابر، وفيهما شياطين. وكانا شرسين جدا، حتى لا يقدر أحد أن يمر من تلك الطريق.
فأخذا يصيحان: ((ما لنا ولك، يا ابن الله؟ أجئت إلى هنا لتعذبنا قبل الأوان؟))
وكان يرعى بعيدا من هناك قطيع كبـير من الخنازير،
فتوسل الشياطين إلى يسوع بقولهم: ((إن طردتنا، فأرسلنا إلى قطيع الخنازير)).
فقال لهم: ((اذهبوا! )) فخرجوا ودخلوا في الخنازير، فاندفع القطيع كله من المنحدر إلى البحر وهلك في الماء.
فهرب الرعاة إلى المدينة وأخبروا بما حدث وبما جرى للرجلين اللذين كان فيهـما شياطين.
فخرج أهل المدينة كلهم إلى يسوع. ولما رأوه طلبوا إليه أن يرحل عن ديارهم.
مجنون رح يحكي :
كورة الجرجسيين :
تحيطها مقابر . والحراس عند اسوارها أموات. وبيوتها قبور.
وحتى الأحياء فيها مجانين.
يدخل الرب كورة الجرجسيين . فيستقبله مجنونان.
قد تكون بلداتنا واحياءنا هي كوره بصورة من الصور.
هناك بلدات يحيطها موت وبيوتها مقابر وسكانها مجانين واموات بالخطايا .
حتي في مخاطبتهم الرب يكونون بلا فهم ، انهم مجانين .
يعارضونه ، يحتجون ويرفعون الصوت بوقاحة ! : ماجاء بك الآن ؟ الزمان زماننا، وانت موعدك في النهايات لتأتي وتحاسب. هذه حياتنا ، نحن رعاة خنازير .
الخطيئة خنزيراً تلهث خلف الوسخ وتقتات من البقايا. ونحن نستلذها . تستهوينا الخطيئة ونستلطف القباحة ونستلذ بالدنس.
غريب جنون البشر. حين يرفض الإنسان النقاوة والسلام ، ويرتمي في احضان الخطايا ودنسها.
المجد لمن قال ويقول : من له اذنان للسمع فليسمع . ليت من له الفهم ان يفهم ، والعقل لأن يعقل ، والبصيرة لأن يبصر الصورة التي نستخلصها من انتحار الخنازير !
الخنازير لم تحتمل دخول الشيطان فيها فإنتحرت فوراً ! لم تحتمل الشرير لساعة واحدة ! أو دقيقة واحدة ! ففضلت الموت على الحياة مع الشرير!
هذه صفعة لكل من تمرغ ولم يزل بالخطيئة ، حين نرى ان الخنازير اكثر حرصاً على حياتها من كثيرين من البشر الذين يهرولون نحو الشرير بأرجلهم ، ويتلذذون بالعيش في قباحة الخطايا والشرور! لشهور وسنوات وعمراً كاملاً !.
من يمكنه ان يخرجنا من جرجسيتنا وكورتنا المدمرة سوى يسوع ؟ يجتاحنا الجنون، والخلافات والمشاجرات والصراخ والسلب والقتل. الجنون يستوطن مفارقنا وحياتنا.
والمسيح ابن الله عند المشارف ، فمن يستقبله بعقله وقلبه وروحه ؟ ومن يريد ان يتحرر من خنزيريته وقباحته ؟.
يسوع هناك عند مشارف مدينتنا وبلدتنا وحارتنا وبيتنا وشهواتنا ،
فمن مستعدٌ للقاء المسيح ؟
المجانين لا يعلمون انهم مجانين . والموتى لا يخجلون من القبور ولا تنفرهم رائحة الموت والنتانة لأنهم فقدوا هبة الحواس الخمس.
الرب آتٍ ليشفينا ، لينتشلنا من موت الخطايا . ليعيد الينا كرامتنا وليس ليدعونا إلى الإنتحار. بل جاء ليقودنا إلى الحياة ، والحياة مع الله بالكرامة والمجد.
... خرجت المدينة كلها للقاء يسوع . انهم البقية من مجانين هذه المدينة . خرجت المدينة كلها للقاء يسوع . ولكن لتقول له :
ابتعد عن تخومنا , ولا نريدك بيننا . نحن رعاة خنازير مرتاحون الى خطايانا . لقد خاوتنا الخطيئة وصارت منا ونحن اليها . مزروعة في اللحم والعظم ، منها حاجتنا وقوت حياتنا .
خنازير ؟ وإن يكن مالنا ولك يايسوع يابن الله ؟! . اتركنا ! ارحل إلى مدينتك ، فليس لك موطئ قدمن عندنا .
إنه الإنتحار . الخنازير ماتت في البحر ولكن الشيطان مازال يسكن تلك الكورة المجنونة ، ويبحث عن خنازير اخرى .
يارب يامن سربلت جبلتنا الترابية بحلة محبتك وجعلتنا منائر للروح الأزلي ، وملأتنا من هباتك وعطاياك حتى الدم .
قدنا يارحيم اليك ، واضرب فينا كل حيوانية وشهوة ترعانا وتزللنا وتمرغنا بحمأتها، وترمينا عراة من اي فخر.
أخرِج منا كل روح ضعف ، طهرنا بالتوبة اليك . فما اجمل البوح لعينيك ، وارتمي عند قدميك لأقول :
يارحيم ارحمني يا الله بعظيم رحمتك وبكثر رأفتك امح مآثمي اغسلني ..


Mary Naeem 08 - 08 - 2014 01:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان العملى
للقمص ميخائيل جرجس
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
مقدمة
قد نسأل أحد الأشخاص : هل تؤمن بالمسيح ؟
يرد بسرعة : طبعاً أؤمن
أقول له : هل إيمانك هذا نظرى أم عملى ؟
يرد قائلاً
لا أفهم ما تقصد
أقول له : هل صلتك بالمسيح قوية أم سطحية ؟
يجيب قائلاً : طبعاً قوية
أقول له : هل تصلى مثلاً باستمرار .. أم متقطع ؟
يجيب قائلاً : الحقيقة إن وقتى ضيق، وعندما يكون لدى وقت أصلى
أقول له : إذن صلتك بالمسيح سطحية، وإيمانك نظرى
يجيب قائلاً : ماذا تقصد ؟
أقول له : أنت تعترف فقط بالمسيح، ولكن لا تعمل أعمال المسيح الذى أوصى بها .. أنت تؤمن إيماناً نظرياً، ولكن إيمانك ليس عملياً .. القديس يعقوب الرسول يقول " أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ
إن كنت تؤمن بالمسيح، فهل تحبه ؟
وإن كنت تحبه هل تتكلم معه ؟

إن الصلاة هى صلة بين اثنين .. أى بين الله والناس، فالذى يحب الله يصلى له دائماً وبدون انقطاع
(يع2: 19)
داود النبى يقول " سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ. حَفِظَتْ نَفْسِى شَهَادَاتِكَ وَأُحِبُّهَا جِدّاً
كان داود النبى يحب الله من كل قلبه لذلك يسبح الله ويصلى إليه طول النهار، وبعض أوقات من الليل لذلك يقول "... بِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِى صَلاَةٌ لإِلَهِ حَيَاتِى
الإيمان النظرى
هناك إيمان نظرى يشرحه القديس يعقوب الرسول فيقول " مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِى إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ ؟ هَـلْ يَقْـدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ ؟. إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْـتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُـوتِ الْيَوْمِيِّ،. فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: « أمْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟. هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَـهُ أَعْمَـالٌ، مَيِّتٌ فِى ذَاتِهِ. لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: « أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِى إِيمَانِى"
وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ ؟ أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْـحَقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ ؟. فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ. وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: « فَآمـَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِىَ خَلِيلَ اللَّهِ. تَرَوْنَ إِذاًأَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ
كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَـرَ ؟. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَـدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ
الإيمان العملى
لذلك وضح لنا المسيح الإيمان العملى .. أى الإيمان العامـل بالمحبة فى إنجيل متى، وعلى أساسه يكون محاسبة الناس فى اليوم الأخير فيقول " وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِى مَجْـدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِـينَ مَعَهُ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى
(مز119: 164، 167). (2)-(مز42: 8). (3)-(يع2: 14- 26)
إبراهيم يقدم ابنه اسحق ذبيحة لله
كُرْسِىّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِى الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاء. فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ : تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِى رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيـسِ الْعَالَمِ.لأَنِّى جُعْـتُ فَأَطْعَمْتُمُونِى. عَطِشْـتُ فَسَـقَيْتُمُونِى. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِى.عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِى. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِى. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَىّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَـقَيْنَاكَ ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَـوْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ ؟. فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِى هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِى فَعَلْتُمْ. « ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّى يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِه .."(1).. لأنهم لم يفعلوا كالأبرار
الغنى ولعازر
لذلك ذهب الغنى إلى الجحيم لأنه لم يطعم لعازر الملقى على باب قصره، ولم يضمد جروحه .. كما يقول القديس لوقا " كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. وَكَانَ مِسْـكِينٌ اسْـمُهُ لِعَازَرُ الَّذِى طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ. وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِى وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفـِنَ. فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِى الْهَاوِيَةِ وَهُـوَ فِى الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِـيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَـازَرَ فِى حِضْنِهِ. فَنَادَى: يَا أَبِى إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِى وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِى لأَنِّى مُعَـذَّبٌ فِى هَذَا اللهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِى اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِى حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّب
السـامرى
وفى المقابل يذكر لنا الإنجيل تعليم المسيح عن المحبة "وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً « يَا مُعَـلِّمُ مَاذَا أَعْمَـلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ ؟». فَقَالَ لَهُ « مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِى النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ ؟
(مت25: 31- 41). (2)- (لو16: 19- 25)
الغنى ولعازر
فَأَجَابَ « تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». فَقَالَ لَهُ « بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَـذَا فَتَحْيَا». وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُـوعَ: « وَمَنْ هُوَ قَرِيبِى ؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ « إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَـلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَـعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِى تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَكَذَلِكَ لاَوِىٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَـاءَ وَنَظَرَ وَجَـازَ مُقَابِلَهُ. وَلَكِنَّ سَـامِرِيّاً مُسَـافِراًجَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ. فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِى الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْـرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُـنْدُقِ وَقَالَ لَهُ : اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِى أُوفِيكَ. فَأَى هَـؤُلاَءِ الثَّلاَثَـةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِى وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟ ». فَقَالَ « الَّذِى صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمةَ ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ
اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا
فالله يريد الإيمان العامل بالمحبة، فالسامرى تحنن أى أحب المصاب ثم اعتنى به وضمد جراحه وأدخله فندق لكى يستريح، دافعاً من جيبه كل نفقات الفندق .. وهـذه كلها من أعمال الرحمـة الذى ذكرها السيد المسيح، والتى سيحاسب الإنسان عليها
عوائق الإيمان
هناك عوائق للإيمان أى عدم تصديق وعود الله، فاقول هل من الممكن شفاء المريض ذو المرض المستعصى ؟! وأنسى أن الله قادر على كل شئ .. سنذكر بعض عوائق الإيمان
الشـك
(أ)- التينة : يذكر لنا إنجيل متى " وَفِى الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ. فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِى الْحَالِ. فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ « كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِى الْحَالِ ؟( لو10: 25- 37)
السامرى الصالح
فَأَجَابَ يَسُوعُ « اَلْحَقَّ أَقُـولُ لَكُمْ إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُـكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا الْجَبـَلِ انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِى الْبَحْـرِ فَيَكونُ. وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِى الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ
(ب)- وسط البحر : ويذكر لنا الإنجيل أيضاً أن التلاميذ كانوا فى السـفينة " ... فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِى وَسَطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. وَفِى الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِـياًعَلَى الْبَحْرِ. فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِـياًعَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ « إِنَّهُ خَيَالٌ ». وَمنَ الْخوْفِ صَرَخُوا!. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا ». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: « يَا سَـيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِى أَنْ آتِى إِلَيْكَ عَلَى الْمَـاءِ ». فَقَالَ « تَعَالَ ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السّـَفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِى إِلَى يَسُوعَ. وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: « يَا رَبُّ نَجِّنِى».فَفِى الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ « يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟». وَلَمَّا دَخَـلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. وَالَّذِينَ فِى السَّـفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ « بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ
(ج)- تومـا : لذلك عندما شك توما فى قيامة المسيح من الأموات عندما قال لـه " فَقَالَ لَهُ التّلاَمِيذُ الآخَرُونَ « قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ». فَقَالَ لَهُمْ « إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِى فِى أَثَرِ الْمَسَـامِيرِ وَأَضَعْ يَدِى فِى جَنْبِهِ لاَ أُؤمِنْ
فجاء المسيح خصيصاً ليثبت إيمان توما ويزيل الشك من قلبه.. لذلك يقول لنا القديس يوحنا " وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِى الْوَسَطِ وَقَالَ « سـلاَمٌ لَكُمْ ». ثُمَّ قَالَ لِتُومَـا « هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَىَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِى جَنْبِى وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً ». أَجَابَ تُومَا: « رَبِّى وَإِلَهِى ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ « لأَنَّكَ رَأَيْتَنِى يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا
(مت21: 18- 22). (2)- (مت14: 24- 33)
(يو20: 25). (4)- (يو20: 26- 29)
ففى الحال مد المسيح يده وأمسكه وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت ؟
زعزعة الإيمان

إن الشيطان قد يزعزع الإيمان فى بعض الأوقات .. لذلك يقول القديس بطرس الرسول " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائرٍ، يَجولُ مُلْتَمِساًمَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِى الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَـذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِى الْعَالَمِ. وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِىِّ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسـِيراً، هُـوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ
(1بط5: 8- 10)
ويقول القديس بولس الرسول " وَلَكِنْ شُكْراًلِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. إِذاً يَا إِخْوَتِى الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِـخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِى عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِى الرَّبّ
ويقول أيضاً داود النبى "جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِى فِى كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِى فَلاَ أَتَزَعْزَع
أقول هذا لأنه يوجد بعض الناس عندما تأتيهم التجارب يتزعزع إيمانهم .. وقد حدث هذا مع بعض تلاميذ المسيح، فعندما كان يتكلم عن جسده أنه " لأَنَّ جَسَدِى مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِى مَشْرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْـرَبْ دَمِى يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ .. مِنْ هَذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاِثْنَىْ عَشَرَ «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا ؟»
فَأَجَابَهُ سِـمْعَانُ بُطْرُسُ « يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ ؟ كلاَمُ الْحَـيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ. وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَىِّ
وقبل القبض على المسيح " وَقَالَ الرَّبُّ: « سِمْعَانُ سـِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَىْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ !. وَلَكِنِّى طَلَبْتُ مِـنْ أَجْـلِكَ لِكَىْْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ
ففى التجارب يزعزع الإيمان لذلك كان يقول المسيح دائماً للتلاميذ "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِى تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ»
فعند القبض على المسيح معظم التلاميذ هربوا ماعدا بطرس ويوحنا " وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ وَكَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفاًعِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِى كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيـسِ الْكَهَنَةِ وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ
محبة العالم
إن كثير من الناس يضعف إيمانها نتيجة إنشـغالها بالعالم، ومحبة العالم لذلك
(1كو15: 57، 58). (2)- (مز16: 8)
(يو6: 55، 68، 69) (4)- (لو22: 31، 32)
(مت26: 41). (6)- (يو18: 15، 16)
قال السيد المسيح لتلاميذه " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِى فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِى. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءًعَنْ نَفْسِهِ
ويقول القديس يوحنا الرسول "لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِى فِى الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسـَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِى الْعَالَمِ شَـهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِى وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِى يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ"
ديماس
لذلك يقول القديس بولـس الرسول " أَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِى اذْ أحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ
الشاب الغنى
ويروى لنا الإنجيل المقدس قصة الشاب الغنى الذى أراد أن يرث الحياة الأبدية فقال له المسيح أنت تعرف الوصايا " قَالَ لَهُ الشَّابُّ « هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِى. فَمَاذَا يُعْوِزُنِى بَعْدُ ؟». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْـطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِى السَّـمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِى». فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَة
فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ قَالَ « مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ الله
فَتَحَـيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُـوعُ أَيْضاً « يَا بَنِيَّ مَا أَعْسـَرَ دُخُـولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّه0
خاتمة
وبعد أن أثبت لنا المسيح محبته العملية بأن بذل ذاته عنا .. اسأل نفسى هذه الأسئلة : هل أعطف على اخوتى المسكين ؟
(مت16: 24، 26). (2)- (1يو2: 15- 17)
(2تى4: 10). (4)- (مت19: 16- 20)، (مر10: 17- 31)
( لو18: 18- 30). (5)- (لو18: 24)
(مر10: 24)
الشــاب الغــنى

هل أزور المرضى والمحبوسين ؟

هل أهتم بالأرامل واليتامى والمعوزين ؟

هل أستجيب لكل من يطلب منى خدمة فى حدود إمكانياتى ؟

هل أضع نفسى تحت خدمة الكنيسة، وألبى كل من يكلفنى بعمل المحبة ؟

هل أعزى الحزانى وأصلى من أجل المحتاجين ؟

أم أقفل على نفسى وأقول ليس لى علاقة بالآخرين

وأصبح إنساناً أنانياً يحـب ذاته فقط، ولا يساعد أخوته فى الإنسانية .. إن قيامة المسيح من الأموات تجعلنا نقوم من غفوتنا، ونقيم الآخرين معنا بشتى الطرق، لكى يحق لنا أن نقول بإيمان عملى

المسـيح قام .. بالحقـيقة قام

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 01:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأب و الأولاد
للأب تيخون الزادونسكي
يولد الأولاد من الأب بالجسد، بينما يولد المسيحيون من الله بالروح
" المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح"(يو6:3).
يحاول الأولاد أن يعملوا كما يعمل أباهم، هكذا أيضاً على المسيحيين التشبه بأبيهم السماوي بقدر ماهو مستطاع" فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء"(أف 1:5).
الله لا يؤذي أحداً وهم يجب ألا يؤذوا أحداً. الله خيِّر مع الجميع، عليهم مثله أن يعملوا الخير مع الآخرين. يغفر الله خطايا التائبين، هكذا على المسيحيين أن يغفروا للناس زلاتهم.
يكره الله الخطيئة هكذا عليهم أن يكرهوا الخطيئة ويتجنبوها.
لأن الله:
" يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون"(اتيمو 4:2).
يتجنب الأولاد كل ما يمكن أن يضايق أبيهم، هكذا على المسيحيين تجنب كل الأشياء التي قد تكون سبباً في مضايقة أبيهم السماوي، الذي يتضايق من الخطيئة واحتقار الفضائل.
يجد الأب الفرح في الأولاد والأولاد يرتاحون برجوعهم إليه، هكذا الأب السماوي يجد الفرح في النفوس المؤمنة والنفوس المؤمنة تفرح فيه" قلبي وجسمي يهتفان بالإله الحي"(مز2:84).
يطلب الأولاد من أبيهم كل ما يريدونه، لكن الآب لا يعطيهم كل شيء، بل ما هو ضروري ونافع لهم فقط، هكذا يعمل المسيحيون إذ يطلبون من أبيهم السماوي كل شيء، لكنه لا يعطيهم كل شيء، بل فقط الضروري و النافع لهم.
يتصرف الأولاد باحترام تجاه أبيهم، لا يتكلمون ولا يعملون ما هو غير لائق، هكذا أيضاً على المسيحيين أن يسلكوا بخوف وتوقير أمام الله الكلي القدرة والكلي المعرفة، يجب ألا يعملوا أو يتكلموا أو يفكروا بأمور غير لائقة.
يحضِّر الأب ميراثاً لأولاده والله محضِّرٌ ميراث الحياة الأبدية وملكوت السماوات للمسيحيين. يعطي الأب أولاده ميراثهم في الوقت المناسب، وهكذا الله، عندما يأتي الوقت المناسب، سوف يعطي المسيحيين ميراثهم وسوف يريحهم قائلاً:
" تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم"(مت34:25).
يتخلى الله عن الابن المتقلب، الذي لم يتحسن بعد عدة تأديبات،
إنه يحرمه من الميراث ويتركه ليعيش كما يشاء،
وهكذا الآب السماوي أيضاً، يتخلى عن المسيحيين الغير قابلين للإصلاح و الرافضين الاهتمام به(الله).

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 01:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كلمات للروح للأب بورفيروس
1- التواضع و الكآبة: قال لي الشيخ يوماً: "العقدة النفسية شيء، والتواضع شيء آخر. الكآبة شيء، والتوبة شيء آخر".... على الإنسان المسيحي أن يتحاشى العبادة المرضية: بقدر ما يبتعد عن الشعور بفضيلته (الكبرياء)، فليبتعد بالقدر نفسه عن الشعور بدناءة خطيئته. زارني مرةً طبيب نفسي كان ينتقد المسيحية لأنها، على حد قوله، تسبب شعوراً بالذنب والكآبة.
أجبته: أنا مقتنع بأن بعض المسيحيين يقعون في فخ الشعور بالذنب من جراء أخطائهم أو أخطاء الآخرين لكن عليك أن تقبل بأن الأشخاص العالميين يقعون في فخ مرض أسوء وهو الكبرياء. الشعور بالذنب يزول، بالقرب من المسيح، بالتوبة والاعتراف، أما كبرياء الأشخاص العالميين الذين يعيشون بعيداً عن المسيح فلا يزول".
بتحديدات الشيخ هذه، توضحت لي بعض التساؤلات بخصوص بعض المشاكل النفسية في الحياة المسيحية. فهمت أن الشيخ أرادنا أن نهرب من الكبرياء المتخفية في فضيلة تبرير الذات "الفريسية المسيحية" أو إدانة الذات المسيحية من ضمير يرهب الخطيئة.
ورأيت جسارة الذين يشعرون بأنهم"أنقياء"، وجبن الذين يشعرون أنهم "مذنبون" لا يختلفان جوهرياً، وأنهما وجهان لعملة واحدة ألا وهي الكبرياء.
لأن المؤمن الحقيقي يتحرر من الشعور بالذنب بالاعتراف والغفران ويفرح بتلك الحرية التي منحه تلك الحرية التي منحه إياها المسيح.
2-الراهب: مرةً كان الشيخ يتمشى في الغابة فالتقاه أحد الأساقفة. وعندما علم أنه راهب، شكا له بأنَّ الرهبان يتركون لهم الجهاد الاجتماعي المسيحي، ويلوذون بالهرب إلى الجبال مهتمين فقط بخلاص نفوسهم. كان الشيخ يسمع وهو منحني الرأس.
ولما توقف الأسقف عن الكلام قال له: "أيها السيد، أنتم تتكلمون وكلماتكم تذهب من أفواهكم إلى أذن الناس. أما الرهبان فيتكلمون وكلماتهم تذهب أولاً إلى أذن الله، وبعد ذلك تصل إلى آذان الناس".
وكلمات الشيخ تذكّر بجملة قالها أحد الآثوسيين: "ليست المسألة بوجود الراهب قريباً منا، بل قريباً من الله، لأنه بمقدار ما يقترب من الله، بقدر ما يصير قريباً منا".
3- ساعة الموت- المجيء الثاني: كنت يوماً في قلايته، فسألته: أيها الشيخ، يجري كلام كثير عن الرقم 666، وعن اقتراب مجيء المسيح الدجال- كما يؤكد البعض بأنه قد أتى- وعن الوشم الالكتروني في اليد اليمنى أو الجبهة، وعن تصادم المسيح مع ضد المسيح وحقِ هذا الأخير عند المجيء الثاني.
فماذا تقول أنت عن هذا كله؟ أجاب الشيخ: "ماذا أقول؟ أنا لا أقول بأني رأيت العذراء، و بأنه ستجري حرب وأمور أخرى كهذه. أعرف أن المسيح الدجال سيأتي، وأن مجيء الرب الثاني سيتم، و لكن متى لا أعرف.
غداً، بعد ألف سنة، لا أعرف. ومع ذلك لا أشغل بالي بها و لا أقلق، لأني أعرف أن ساعة موت كل واحد منا هي مجيء الرب الثاني، وهذه الساعة هي قريبة جداً.
4-عندما نتقدس نحن:كنا والشيخ يوماً في السيارة. ولحظت في وقت ما أننا نمر أمام أبنية لجماعة من شهود يهوه. شعرت بالحزن والسخط يغمرانني بسبب العمل المفسد الذي يقوم به هؤلاء المبتدعون الذين عوض أن يتوبوا عن خطاياهم، يجاهدون كي يزعزعوا إيمان الناس بالمسيح، إيمان أنفس "مات المسيح من أجلها" و قام.
كان الشيخ صامتاً. وبلحظةٍ فكرت في نفسي: تُرى، ألا يسخط على رؤيته هؤلاء البشر وأعمالهم؟ لكن في الحال سمعت الشيخ يقول: "ليرحم الله هؤلاء الأشقياء، شهود يهوه الكاذبين.
بعض المسيحيين يسخطون عليهم، آخرون يتشاجرون معهم ويحنقون عليهم، وآخرون يشكونهم إلى المحاكم. بينما لا يُحَارَبون هكذا. أتعلمون كيف يُحَارَبون؟ عندما نتقدس نحن."

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 01:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحد الدينونة
الاب بطرس الزين
انه الاسبوع الأخير ما قبل الصوم الكبير . فقد مررنا من بدء التريودي بفترة استعداد وتحضير للعبور في رحلة الى فرح القيامة المجيدة .
وكانت هذه المرحلة ما بين التحضير والإستعداد ، وبين الدخول في الرحلة إلى الفصح ، وكأنها ملخَّصٌ عن مسيرة الحياة كلها ، مابين الولادة أي ولادتنا وعبور الموت والإنتقال إلى القيامة والفصح الأخير .
اليوم يقول الرب للعابرين الى مسيرة الصوم الكبير والرحلة إلى القيامة وملاقاة المسيح القائم المنتصر . انكم لن تلِجوا إلى الفصح الحقيقي إن لم تحبوا بعضكم بعضاً كما احببتكم انا .هذا هو مفتاح خلاصنا ، إن نحن احببنا بعضنا بعضاً. ولكن كيف واية محبة هذه ؟؟؟
يقول الرب وسشدد : محبة كالتي احببتكم بها . محبة بلا قيود ولا حواجز ، محبة غير مشروطة .ان تكون محبة مجانية بلا ثمن كما احببتكم انا يقول الرب .
واليوم يقول لنا في الإنجيل : كيف تعبرون إليَّ وترحلون من حياتكم وماضيكم بما تظنونه صوماً ، وتريدون مشاركتي فرح القيامة ! وها أنا على ارصفة حاراتكم ومفارق بيوتكم وخلف نوافذ جيرانكم واخوتكم تتركوني عرياناً وجائعاً وغريباً وعطشاناً لمحبتكم ولم تلتفتو إليَّ!!!
يا اخوتي : الصوم ليس خروج من العالم والتخلي عن العالم ، فنحن ما نزال في العالم .ونحن ملح الناس وخميرة خبز الناس . علينا ان نكون فرح الناس لأننا ممتلئين من فرح المسيح .
انتم نور العالم يقول الرب ، ومن يرانا يجب ان ينظر الرب فينا ، لأننا نورا له وليس لأنفسنا .
نحن مُخلصين بالمسيح نعم ولكن ليس لأنفسنا فقط ، بل لكي نحمل الخلاص للناس من حولنا ونقول لهم (تعال وانظر) نحن رسل المسيح وخدام كلمته نحن امة مقدسة وشعب كهنوتي .
لأننا مدعوين أن نخدم اخوتنا البشر ونقودهم الى يسوع ليخلصوا معنا. فبهذا نعبر وبهذا نقوم مع المسيح .
المؤمن الحقيقي لا ينتظر يوم العيد في الروزنامة ليفرح بالقيامة ، لأن كل يومٍ يعيشه في خدمة ومحبة الإخوة وتضميد جراح نفوسهم ، وتعزيتهم ومسح الكآبة عن وجوههم بكلمة المسيح . فإنه بهذا يحقق فصحه وقيامته وفرحة مع الرب الحيِّ والقائم في كل حين فينا ، بالفكر والقول والعمل .
الفصح هو فصحٌ ابدي حدث في الزمان مرة وانتهى وصار زماننا فصحاً مستمراً وقيامة بيسوع .
يكفي الرب أنه سُمِرَ مرة ، ومات مرة ، وقام من بين الأموات ووهبنا القيامة . يكفينا اننا صلبناه مرة وآن لنا أن نتعظَ من المرة الأولى . وكفانا صلبا له وموتاً له مع مطلع كل شمس، وغروب كل نهار .
وفي كل شهرِ وسنة . حياتنا وعدم محبتنا هي جرح المسيح النازف أبداً . الإنقسامات والعداوات والبغض والفتور هم مسامير نغرزها في جسده الطاهر الغض في كل يوم . وبدل ان نضمد بتوبتنا جراحه ، ترانا نوغل حربة فتورنا واهمالنا في جنبه عميقاً في كل حين .
(اذهبوا عني ياملاعين الى النار المعدة لإبليس وملائكته...)
رهيبٌ هذا الحكم !!!
ليتنا ننتبه أن عدم المحبة والرحمة والمغفرة للأخ الآخر . توازي عدم الإيمان بيسوع المسيح والعكس صحيح !!!
بمعنى ان هناك تلازم بين المحبة والإيمان بالمسيح . ولا يمكن الخلاص بواحدة منهما . بمعنى آخر أنه لايمكن الفصل بينهما ، لأنهما ترجمتين لمعنى واحد وهو الحياة الأبدية .
( عظيمٌ هو سر التقوى الله ظهر بالجسد )
اي ان التقوى مرتبطة بالله المتجسد يسوع المسيح الإنسان الحي في كل جسد انسان حيّ!.
لا يمكن لأحد مهما علا شأنه الروحي ومركزه الروحي ان يَخلُصَ وهو يدوس احد اخوته هؤلاء الجياع والعراة والعطاش إلى محبتنا جميعاً .
ان كنا نريد العبور لنشترك في ملاقات المسيح من خلال الصوم الكبير ؟،
علينا أن نصحب معنا اخوتنا هؤلاء الصغار، لأنهم احباء يسوع .
هم يسوعنا المصلوب والمهمل في حياتنا .
نحن لا ننتظر القيامة بعد انتهاء الصوم الكبير، لأن المسيح قام وهو قائمٌ اليوم، لكننا نحن نصنع قيامتنا اليوم وفي كل يوم بمحبتنا للآخر ، ونحمل هذا الحب معنا ، لنقدمه لرب المجد المنتصر على كل موت ولنقول له جميعنا:
هذه حياتنا وهذه اعمالنا وهذه ضعفاتنا ، فكللنا بنصرك وقيامتك يارب وهبنا أن نكون لك شهوداً ، نحمل كلمتك زاداً معنا يوماً بعد يومٍ .
وكلنا رجاء أن ينظرنا الربُ في ذلك اليوم المجيد ويقول لنا : إني اعرفكم يا مباركي ابي ،انتم اطعمتموني وسقيتموني وزرتموني .
فنتذكر حينها أن الفقير الجائع في حيِّنا كان يسوع ، والأعمى كان يسوع ، والأجير عندنا والخادمة كانت يسوع .
ايها الإخوة :
ونحن نرفع غداً اللحم عن موائدنا تذكروا انها نصيب الفقراء .
واذا رأيتم أو سمعتم ان فلان معوزٌ ،
انتبهوا فقد يكون هذا يسوع
الذي ترجون ان ترونه في كل حين آمين .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 01:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التهاون

" الأحمق يستهين بتأديب أبيه " ( أمثال 15 : 5)

+ التهاون : هو اسلوب أو تصرف سلبى ، فى كافة المجالات الدينية ، أو الإجتماعية ، أو العلمية ، أو الدراسية ،
أو غيرها ، ويقود بالطبع لنتائج سلبية ضارة وخطيرة للنفس والناس .

+ ومن إخوته الإهمال والكسل والتراخى ، وعدم الجدية فى العمل ، والتأجيل بلا مبرر ، والتساهل فى فعل الشر ، وطاعة الشيطان وأهل السوء ،
بدون التفكير فى النتائج الخطيرة جداًللإهمال ، والحوادث ، والأمراض المختلفة الناتجة عنه
+ وتساهُل الشباب فى قبول مشورات أصحابهم الأشرار ، يقود إلى تعلم عادات ضارة
( كالتدخين ، المخدرات ، المسكرات ) ، وتؤدى إلى العبودية ، والخطية والأمراض التى تُسرع بموت الشباب الفاسد


( جا 7 : 19 ) .

+ ومن الأمور الخطيرة ، التى يتهاون فيها الإنسان الغير حكيم ، عدم الإهتمام بمستقبله الأرضى والأبدى ، فيفشل فى الدنيا ، ويعانى الشقاء فى الآخرة .

+ وقال قداسة البابا شنودة الثالث : " الإنسان الأمين لا يتساهل مع أى خطية ، لأنها عداوة لله ، وتعد على قداسة الله " .

+ وقد حذرنا الكتاب المقدس من التهاون فى التعامل مع الخطايا التى تبدو للإنسان أنها تافهه ، مع أنها خطيرة جداً ،
ولابد إذن من مقاومة الثعالب الصغيرة المُفسدة للكروم ، وعدم الإستهانة بأية عادة ضارة ، مهما كانت آثارها الصحية محدودة حالياً .

+ وقد تهاون أقارب لوط الأشرار ، فى سماع نصيحته ، وسخروا منها ،
فاحترقوا مع كل سكان سدوم الفاسدين .

+ وتهاون كل الأشرار فى سماع كلمات نوح ، فهلكوا فى الطوفان.

+ وتهاون اليهود فى سماع نصيحة الرب يسوع ، فأحترقت أورشليم بالنار وتشتتوا فى كل أنحاء العالم المعمور .

+ ودعا صاحب العرس أصحابه ، ولكنهم تهاونوا فى قبول الدعوة، فحرموا من الملكوت . ( مت 22 ) .

+ وقال إشعياء عن بنى اسرائيل الأغبياء :
" تركوا الرب ، أستهانوا بقدوس اسرائيل " ( إش 1 : 4 ) ،
فتم سبيهم للعراق وفارس وخراب الهيكل المقدس ، والتشتت فى العالم .

+ وقال سليمان الحكيم : " حافظ الوصية ، حافظ نفسه ، والمتهاون بطرقه يموت " ( أم 19 : 16 ) أى يهلك بتهاونه وعدم حكمته وعدم أمانته !!
وهو للأسف أمر شائع الآن !!


+ ويجب أن يكون المؤمن المسيحى جاداً ، وغير مُنقاد باستهتار للأشرار ، بل يقودهم بحسم وحزم نحو طريق الخلاص ،
وقال القديس بولس الرسول لتلميذه الأسقف تيموثاوس:·" لا يستهن أحد بحداثتك ، بل كن قدوة للمؤمنين ، فى الكلام ، فى التصرف ( بحزم ) ، فى المحبة ، فى فرح الروح ، فى الإيمان ، فى الطهارة " ( 1 تى 4 : 12 ) .

+ وطلب القديس بولس الرسول من تلميذه تيطس ضرورة التكلم مع المؤمنين ليتمثلوا بالمسيح فى حمل صليب الألم من أجل العالم ، وعدم استهانة أحد بهذا الكلام :
· " مُخلصنا يسوع المسيح ، الذى بذل نفسه لأجلنا ، لكى يفدينا من كل إثم ، ويُطهر لنفسه شعباً غيوراً ، فى أعمال حسنة ، تكلم بهذا ولا يستهن بك أحد " ( تى 2 : 13 - 15 ) .


+ فاحذر ( يا أخى / يا أختى ) من التهاون فى أمور حياتك
الروحية والعملية ،
لئلا تفشل فى حياتك على الأرض ، وتفقد مكانتك
فى المجد الأبدى .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 02:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا .. لليأس
"استطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى "
لاتيأس مهما كانت حالتك الروحية ضعيفة ,
فلا تيأس ,لان اليأس حرب من حروب الشيطان, يريد بها ان يضعف معنوياتك . و يبطل جهادك , فتقع فى يديه .
و اذا كنت تيأس من نفسك .
فلا تيأس ابدا من نعمة الله . ان كان عملك لا يوصلك الى التوبة. فان عمل الله من اجلك. يمكن ان يوصلك.

+ و فى حياتك الروحية.
احيانا يكون سبب اليأس هو وضع مثاليات فوق مستواك. او خطوات واسعة لا تتفق مع التدريج اللازم. و عندما لا يمكنك ادراك ما تريده. فانك تياس.


لذلك:

يحسن ان تضع امامك نظاما تدريجيا فى حدود قوتك و امكانياتك.
و فى حدود ما منحك الله من نعمة.
و اعلم ان الله لا يريد منك سوى خطوة واحدة فقط .فان خطوتها يقتادك الى غيرها و هكذا...
و قد تيأس بسبب انك لا تستطيع ان تقف امام الله. الا اذا اصلحت حالك اولا.
الافضل ان تقول له :
لست استطيع ان اصلح نفسى اولا ثم اتيك. و انما اتيك لكى تصلحنى.
+ لا تيأس ان كنت تشعر انك لا تحب الله و لا تقل :
ما الفائدة من كل اعمالى ان كنت لا احبه!
قل : ان كنت لا احب الله. فانه يحبنى .و بمحبته يمكنه ان يجعلنى ان احبه .
+ ان كنت تستخدم الوسائط الروحية. و لا تشعر بصلة حقيقيه مع الله. فلا تيأس.
اثبت فى القراءة الروحية حتى ان كانت بلا فهم .و اثبت فى الصلاة و ان كانت بلا حرارة. و فى الاعتراف و ان كان بلا انسحاق. ربما من اجل ثباتك تفتقدك النعمة. و تعطيك الفهم و الحرارة و الانسحاق.
+ مجرد ثباتك فى الوسائط الروحية. يجعل الله فى فكرك و لو بلا توبة . اما ان يئست و ابطلت هذه الوصايا فقد تنحدر الى اسفل و تنسى الله كلية.
حتى لو كنت فى حالة ضعيفة . لا تياس خير لك ان تبقى حيث انت من ان يدفعك الياس الى اسوا
+ بالصلاة تشعر انك لست وحدك انما انت محاط بمعونة الهية و قوات سمائية و قديسون يشفعون فيك .
لذلك تهدا نفسك و تطمئن.
+ لا بد ان تعلم انك فى يد الله وحده و لست فى ايدى الناس و لا فى ايدى التجارب و الاحداث و لا فى ايدى الشياطين.
+ عندما يرى الرب غيرتك و همتك و سعيك فىالصلاة يعطيك اياها.
+ الله ضابط للكل لا ينعس و لا ينام لا تظنه بعيدا فى مشاكلك انه يرقب كل شىء و يعمل لاجلك.



Mary Naeem 08 - 08 - 2014 02:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شخصيات من الكتاب المقدس
أبينا إبراهيم أبو الآباء
الجزء الأول
القس مرقس زكي
===============
دعوة الله لإبراهيم
Eهو رأس الأمة اليهودية وفخرها، وهو أبو المؤمنين جميعهم من اليهود والأمم.. يقول مُعلِّمنا بولس الرسول: "اعلَموا إذًا أنَّ الذينَ هُم مِنَ الإيمانِ أولئكَ هُم بَنو إبراهيمَ" (غل3: 7). ويقول أيضًا: "ليكونَ أبًا لجميعِ الذينَ يؤمِنونَ" (رو4: 11).
Eوهو الذي سنتكيء في حضنه في فردوس النعيم.. فنصلي في أوشية الراقدين ونقول: (تفضل يارب أن تنيح نفوسهم جميعًا في أحضان آبائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب...).
Eهو خليل الله.. "وتمَّ الكِتابُ القائلُ: فآمَنَ إبراهيمُ باللهِ فحُسِبَ لهُ بِرًّا، ودُعيَ خَليلَ اللهِ" (يع2: 23).
Eوهو حبيب الله كما ندعوه في الأجبية في قطع الساعة التاسعة: (لا تتركنا إلى الانقضاء... من أجل إبراهيم حبيبك...).
نشأ أبونا إبراهيم - وكان اسمه أبرام - في عالم كان قد ابتعد كثيرًا عن طريق الله، وعَبَدَ آلهة وثنية، إلاَّ أن أبرام ظل محتفظًا بعبادة الله الإله الحقيقي.. ولذلك اختاره الله ليبدأ به تكوين شعب خاص يعبده، ويأتي المسيح من نسله.
وكانت أول خطوة في هذا الأمر هي أن يخرجه من مكان الشر (أور الكلدانين)، فقال له الرب:

"اذهَبْ مِنْ أرضِكَ ومِنْ عَشيرَتِكَ ومِنْ بَيتِ أبيكَ إلَى الأرضِ التي أُريكَ" (تك12: 1).
ورغم غرابة هذا الطلب إلاَّ أن أبرام أطاع في ثقة وإيمان، وخرج من (أور الكلدانيين)، ومعه أبوه تارح وامرأته ساراي وابن أخيه لوط، وساروا حتى وصلوا إلى مدينة حاران، وفيها مات أبوه تارح.
ويكرر الرب طلبه مرة أخرى فيطيع أبرام ويتجه إلى أرض كنعان، ويشرح لنا ذلك القديس اسطفانوس قائلاً: "ظَهَرَ إلهُ المَجدِ لأبينا إبراهيمَ وهو في ما بَينَ النَّهرَينِ، قَبلَما سكَنَ في حارانَ، وقالَ لهُ: اخرُجْ مِنْ أرضِكَ ومِنْ عَشيرَتِكَ، وهَلُمَّ إلَى الأرضِ التي أُريكَ. فخرجَ حينَئذٍ مِنْ أرضِ الكلدانيينَ وسكَنَ في حارانَ. ومِنْ هناكَ نَقَلهُ، بَعدَ ما ماتَ أبوهُ، إلَى هذِهِ الأرضِ التي أنتُمُ الآنَ ساكِنونَ فيها" (أع7: 2-4).
وقد كان عمله هذا من أعمال الإيمان والطاعة..
ولما وصل كنعان أقام فى شكيم عند (بلوطة مورة)، وهناك ظهر له الرب ثانية وقال له: لنسلك أعطي هذه الأرض. فبنى أبرام مذبحًا للرب.. "واجتازَ أبرامُ في الأرضِ إلَى مَكانِ شَكيمَ إلَى بَلّوطَةِ مورَةَ. وكانَ الكَنعانيّونَ حينَئذٍ في الأرضِ. وظَهَرَ الرَّبُّ لأبرامَ وقالَ: "لنَسلِكَ أُعطي هذِهِ الأرضَ". فبَنَى هناكَ مَذبَحًا للرَّب الذي ظَهَرَ لهُ. ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هناكَ إلَى الجَبَلِ شَرقيَّ بَيتِ إيلٍ ونَصَبَ خَيمَتَهُ. ولهُ بَيتُ إيلَ مِنَ المَغرِبِ وعايُ مِنَ المَشرِقِ. فبَنَى هناكَ مَذبَحًا للرَّب ودَعا باسمِ الرَّب. ثُمَّ ارتَحَلَ أبرامُ ارتِحالاً مُتَواليًا نَحوَ الجَنوبِ" (تك12: 6-9).
وعاش في خيام وهكذا تميز أبرام بحياة المذبح والخيمة.. المذبح للصلاة والخيمة لإحساسه بالغربة عن العالم.. "لأنَّهُ كانَ يَنتَظِرُ المدينةَ التي لها الأساساتُ، التي صانِعُها وبارِئُها اللهُ" (عب11: 10).
شهد لله بحياة المذبح وسط الكنعانيين والوثنيين، وعاش شاعرًا بالغربة.. ثم يتعرض أبرام لتجربة، ويتصرف بتفكيره البشري دون استشارة الرب.. "وحَدَثَ جوعٌ في الأرضِ، فانحَدَرَ أبرامُ إلَى مِصرَ ليَتَغَرَّبَ هناكَ، لأنَّ الجوعَ في الأرضِ كانَ شَديدًا" (تك12: 10).
وهذا التصرف بدون استشارة الرب أوقعه في عدة أخطاء.. فنجده يخاف على حياته من القتل على يد المصريين إذا علموا أن ساراي امرأته، فيكذب، ويقول عنها إنها أخته، وبهذ فلم يتكل على الله ولم يثق في حمايته له.
صحيح هي أخته من أبيه وليست شقيقته ولكن (أنصاف الحقائق ليست كلها حقائق)، وخصوصًا أنه كذب لينال خيرًا بسبب ساراي لأنها كانت حسنة المنظر.
والشيء الذى خاف أن يحدث فقد حدث.. فالمصريين رأوا ساراي جميلة، فأخذوها لفرعون الذي أراد الزواج منها، ولكن الله يتدخل لإنقاذ ساراي وأبرام.. "فضَرَبَ الرَّبُّ فِرعَوْنَ وبَيتَهُ ضَرَباتٍ عظيمَةً بسَبَبِ سارايَ امرأةِ أبرامَ" (تك12: 17)، ويعرف فرعون أن ساراي امرأة أبرام فيعيدها إليه ويصرفه من مصر بسلام.
نتعلم درسين من حدوث المجاعة ونزول أبرام إلى مصر:
Eأولها أن طريقنا مع الله قد تصادفه مشاكل.. لكن الحل هو في التمسك أكثر بالله.
Eوثانيها أن الله بمحبته ينقذنا من مشاكل كثيرة نوقع نحن أنفسنا فيها، مثلما أنقذ أبرام وساراي من زواجها بفرعون.
وعد الله لإبراهيم وطاعة دعوة الرب
سكن أبرام في بيت إيل ومعه لوط ابن أخيه، وكان الاثنين غنيين في المواشي والغنم والبقر فلم تحتملهما الأرض.. إذ حدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط بسبب مكان الرعي، ويذكر الكتاب المقدس:

"وكانَ الكَنعانيّونَ والفَرِزيّونَ حينَئذٍ ساكِنينَ في الأرضِ" (تك13: 7).
هذه الآية الاعتراضية تنبه أذهاننا إلى شيء هام، وهو خطورة اختلاف المؤمنين أمام غير المؤمنين.. ليتنا لا ننقسم أمام الآخرين لكي لا يستضعفونا، ولكي لا نصير عثرة لهم.. "لأنَّ اسمَ اللهِ يُجَدَّفُ علَيهِ بسَبَبِكُمْ بَينَ الأُمَمِ" (رو2: 24).
تدخل أبرام لكي يحل المشكلة فقال للوط: "لا تكُنْ مُخاصَمَةٌ بَيني وبَينَكَ، وبَينَ رُعاتي ورُعاتِكَ، لأنَّنا نَحنُ أخَوانِ. أليستْ كُلُّ الأرضِ أمامَكَ؟ اعتَزِلْ عَني. إنْ ذَهَبتَ شِمالاً فأنا يَمينًا، وإنْ يَمينًا فأنا شِمالاً" (تك13: 8-9).
Eأعطاه أن يختار رغم أنه ? أبرام ? الأكبر سنًا ومقامًا، ولكنها حكمة ومحبة وتضحية شديدة من أبرام للوط.
Eلوط اختار لنفسه أن يسكن في سدوم رغم أن أهلها كانوا أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا.. فنظر لوط فقط إلى خصوبة الأرض.
Eكان اختياره مبنيًا على الظاهر والخيرات المادية فقط، ولم ينظر إلى نوعية الناس الذين سيسكن معهم، رغم أن الكتاب المقدس يُحذرنا: "لا تضِلّوا: فإنَّ المُعاشَراتِ الرَّديَّةَ تُفسِدُ الأخلاقَ الجَيدَةَ" (1كو15: 33).. وسنرى كم الويلات التي أصابت لوط بسبب اختياره هذا.
أما أبرام إنسان الله الذي لا يحب الخصام فلم يختر لنفسه.. بل ترك لله أن يختار له..
"وقالَ الرَّبُّ لأبرامَ، بَعدَ اعتِزالِ لوطٍ عنهُ: ارفَعْ عَينَيكَ وانظُرْ مِنَ المَوْضِعِ الذي أنتَ فيهِ شِمالاً وجَنوبًا وشَرقًا وغَربًا، لأنَّ جميعَ الأرضِ التي أنتَ ترَى لكَ أُعطيها ولنَسلِكَ إلَى الأبدِ. وأجعَلُ نَسلكَ كتُرابِ الأرضِ" (تك13: 14?16).
ما أجمل عطايا الله لمَنْ يسلِّم له حياته
فرق كبير بين أبرام الذي قال له الرب: "ارفَعْ عَينَيكَ وبين لوط الذي رفع هو عينيه.."فرَفَعَ لوطٌ عَينَيهِ" (تك13: 10).. فرق بين مَنْ يختار له الله ومَنْ يختار لنفسه.
سكن لوط في مدينة سدوم، وحدثت حرب بين خمسة ملوك.. منهم ملك سدوم ضد أربعة ملوك آخرين.. كانت نتيجتها انهزام الملوك الخمسة، وانتصار الملوك الأربعة الذين سبوا أهل سدوم ومَنْ ضمنهم لوط.
وهذا نتيجة سيئة لاختيار لوط لنفسه، ولكن أبرام عم لوط حينما سمع بما حدث لابن أخيه،

لم يشمت به لأن تركه بل على العكس أخذ 318 من عبيده مع بعض الأشخاص ممَنْ له معهم عهد وخرج وراء الغزاة
واستطاع أن يهزمهم، ويسترجع جميع المأسورين ومَنْ ضمنهم لوط ابن أخيه وأهل سدوم وجميع ممتلكاتهم.. "فأتَى مَنْ نَجا وأخبَرَ أبرامَ العِبرانيَّ. وكانَ ساكِنًا عِندَ بَلّوطاتِ مَمرا الأموري، أخي أشكولَ وأخي عانِرَ. وكانوا أصحابَ عَهدٍ مع أبرامَ. فلَمّا سمِعَ أبرامُ، أنَّ أخاهُ سُبيَ جَرَّ غِلمانَهُ المُتَمَرنينَ، وِلدانَ بَيتِهِ، ثَلاثَ مِئَةٍ وثَمانيَةَ عشَرَ، وتبِعَهُمْ إلَى دانَ. وانقَسَمَ علَيهِمْ ليلاً هو وعَبيدُهُ فكسَّرَهُمْ وتبِعَهُمْ إلَى حوبَةَ التي عن شَِمالِ دِمَشقَ. واستَرجَعَ كُلَّ الأملاكِ، واستَرجَعَ لوطاً أخاهُ أيضًا وأملاكَهُ، والنساءَ أيضًا والشَّعبَ" (تك14: 13-16).
جميل موقف أبرام الذى هب لنجدة لوط الذى سباه الأعداء.. فما موقفنا نحن حينما نسمع عن أحبائنا الذين سباهم الشيطان؟!
عند رجوع أبرام من انتصاره هذا.. خرج ملك سدوم لاستقباله وشكره وتقابلا معًا عند ملكي صادق ملك شاليم الذى كان كاهنًا لله العلي، وأخرج خبزًا وخمرًا.. والذى كان رمزًا للمسيح له المجد في كهنوته..

"فخرجَ مَلِكُ سدومَ لاستِقبالِهِ، بَعدَ رُجوعِهِ مِنْ كسرَةِ كدَرلَعَوْمَرَ والمُلوكِ الذينَ معهُ إلَى عُمقِ شَوَى، الذي هو عُمقُ المَلِكِ. ومَلكي صادِقُ، مَلِكُ شاليمَ، أخرَجَ خُبزًا وخمرًا. وكانَ كاهِنًا للهِ العَلي. وبارَكَهُ وقالَ: "مُبارَكٌ أبرامُ مِنَ اللهِ العَلي مالِكِ السماواتِ والأرضِ، ومُبارَكٌ اللهُ العَليُّ الذي أسلَمَ أعداءَكَ في يَدِكَ". فأعطاهُ عُشرًا مِنْ كُل شَيءٍ" (تك14: 17-20).
حاول ملك سدوم أن يقدم لأبرام الذي أرجع له شعبه من السبي والأسر الغنائم التي حصل عليها، ولكن أبرام الذي تعود على عطايا الله فقط، والذي لم تكن له مطامع دنيوية قال له: "رَفَعتُ يَدي إلَى الرَّب الإلهِ العَلي مالِكِ السماءِ والأرضِ، لا آخُذَنَّ لا خَيطًا ولا شِراكَ نَعلٍ ولا مِنْ كُل ما هو لكَ، فلا تقولُ: أنا أغنَيتُ أبرامَ. ليس لي غَيرُ الذي أكلهُ الغِلمانُ، وأمّا نَصيبُ الرجالِ الذينَ ذَهَبوا معي: عانِرَ وأشكولَ ومَمرا، فهُم يأخُذونَ نَصيبَهُمْ" (تك14: 22-24).
رفض أبرام أخذ الغنائم لأنه عمل الخير غير منتظر أجرًا عليه، وكذلك لا ننسى أن أهل سدوم أشرارًا لا يأخذ شيئًا منهم لأن زيت الخاطئ لا يدهن رأسي.. "ليَضرِبني الصديقُ فرَحمَةٌ، وليوَبخني فزَيتٌ للرّأسِ. لا يأبَى رأسي" (مز141: 5).



Mary Naeem 08 - 08 - 2014 02:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طريق صليبه هو طريق المجد


https://upload.chjoy.com/uploads/1376233185911.jpg
لا تتقدم الشعوب ولا تسير الجيوش الا وراء قائد ٍ تتبعه . مهما كانت ثقة الانسان بنفسه يحتاج الى رائد ٍ يسير امامه ، يخطو خلفه . ومهما كانت الصفات اللازمة للقائد فأول الصفات ان يكون يعرف الطريق وان يكون قادرا ً ان يُقنع الآخرين باتباعه فيسير والكل يسير ورائه . المسيح قائدنا يسير امامنا ونحن نسير خلفه . المسيح يقود ُ مسيرتنا . قال عن نفسه : " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ " هو الطريق الذي نسلكه ، وهو القائد على الطريق الذي لا بد ان نتبعه في حياتنا وبعد الحياة . جاء الى العالم ليضع لنا مثالا ً في الحياة نحتذي به ونتبع اسلوب حياته ومات على الصليب ونحن ايضا ً علينا ان نتحد معه ونصلب انساننا العتيق . ان قام من الموت وان خرج من القبر وان متنا معه فنحن سنحيا ايضا ً معه . خطا المسيح على الارض ، عبر الطريق بموطئ قدميه لنخطو نحن خلفه ، نضع اقدامنا على آثار اقدامه ونتبعه لنحيا حياتنا كما عاش حياته ، ثم نعتلي الصليب مثله ونصلب ذواتنا على نفس الخشبة ِ مكان جسده ِ ونُدفن معه ، ندخل القبر ورائه ونعبر الموت كما عبر ونقوم كما قام ، ثم ننضم الى موكب نصرته ونصعد خلفه الى المجد مع جماعة المؤمنين . كما صعد الى السماء واخفته سحابة عن اعين التلاميذ ودخل مجده ، هكذا يجيء ، يجيء ثانية ً ونجتمع حوله ونتغير ونتبعه في بهاء ٍ ونلتف معا ً ونطير خلفه ، يتقدمنا في الموكب ونحن خلفه ونصعد في صحبة القديسين الاوائل القدامى ، نصعد ونرى بجوارنا ابراهيم اب المؤمنين هادئ الملامح مستريح الوجه وموسى ووجهه يشع نورا ً عظيما ً يطغى على ملامحه قداسة ٌ وطهارة ٌ وبر وداود ويوسف وبطرس ويعقوب ويوحنا وبولس وكل القديسين ، نسير او نطير جميعا ً خلف المسيح ، هو قائدنا هو الذي يفتح الطريق امامنا " لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ . لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ " ( عبرانيين 2 : 10 ، 11 ) هكذا نتبعه هكذا نسير خلفه يقودنا جميعا ً كاخوة الى المجد الابدي ، لكننا لن ننضم الى ذلك الموكب خلفه ان لم نكن قد صعدنا الصليب معه ، لن نصعد الى المجد قبل ان ندخل معه الى القبر ، نموت معه ثم نحيا ايضا ً معه . هل تطمع ان تتبعه في موكبه ؟ اتبعه اولا ً في آلامه وموته وصلبه ، اتبع آلامه ُ تشبه بموته ، احمل صليبه ُ ، اصطبغ بصبغته . طريق صليبه هو طريق المجد ، الطريق الى العرش يمر بالصليب ، هو رئيس الخلاص .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 02:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هو قائدك

https://images.chjoy.com//uploads/im...d948150388.jpg
سار شعب الله في البرية اربعين عاما ً كاملة تحت قيادة موسى وكان الله يحركهم نهارا ً بعمود سحاب ، يسير امامهم فيتبعونه وبعمود نار يضيء لهم الطريق ليلا ً حتى لا يتوهوا في الصحراء وكان الله ان ارادهم ان يسيروا سار بسحابة ٍ ونوره امامهم وإن ارادهم ان يتوقفوا اوقف عمود السحاب وعمود النار وكان على كل الشعب رجالا ً ونساءً ، كبارا ً وصغارا ً أن يتبعوه وكان ذلك دليلا ً على وجود الله مع شعبه وسيره امامهم . وقت الجوع كانوا يتبعونه ، يجدوا المن والسلوى فيأكلون ويشبعون ، وقت العطش كانوا يتبعونه ليخرج الله من الصخر ِ ينابيع ماء ، إن شاء ان يعملوا تحرك امامهم ليتحركوا ويعملوا وإن شاء ان يستريحوا توقف امامهم ليتوقفوا ويستريحوا . بدون وجود السحاب نهارا ً وعمود النار ليلا ً يضلون ويضيعون ، ويقول المسيح : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ " ( يوحنا 8 : 12 ) . كما كان عمود النار نورا ً للشعب في القديم هكذا المسيح هو نور الحياة للناس وكل من يتبعه يمشي في النور ، ويسير المسيح بنوره امامنا فنتبعه ولا تعثر اقدامنا في الظلام يسير بنوره امامنا فينير حياتنا ونشع نورا ً ايضا ً من نوره . كما كان هو نور الحياة ونور العالم جعلنا نحن ايضا ً نور العالم واصبح واجبنا ان ننير للناس ونرشدهم الطريق الى الحياة الابدية ، وكما كان عمود النار ينير ويقود الشعب هكذا ينير لنا المسيح ويقودنا إن سار نسير خلفه وإن توقف نتوقف ايضا ً معه ، يقودنا للعمل ويقودنا للراحة ، يقودنا للجبل ويقودنا للوادي ، نركز عيوننا عليه ونسير خلفه فهو يعرف الطريق ويعرفنا وهو يجعل الظلمة نورا ً والحزن َ فرحا ً والفشل نصرا ً وغلبة ، وكما يقول الوحي المقدس في سفر اشعياء : " وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ . أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا ، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ " ( اشعياء 42 : 16 ) . الله لا يتركنا ولا يهملنا ، دااائما ً معنا . وسط حرارة البرية يرسل لك الله عمود سحاب ٍ يظللك ، وسط ظلمة الطريق وبرودته يرسل اليك عمود نار ٍ يقودك ويدفئك ، ركز نظرك عليه واتبعه تجد لك مرعى ً وراحة ً وسلام ، هو راعيك ، هو قائدك ، هو يقود وينير الطريق أمامك .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 02:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مَلَكُوتَ اللهِ

https://images.chjoy.com//uploads/im...915af5300e.jpg

في الليل والحياة هادئة والسكون يغطي المكان جاء نيقوديموس ، جاء الى المسيح ليلا ً ، جلس اليه وشعاع القمر يضيء جلستهم ، قال له : " يَا مُعَلِّمُ " ( يوحنا 3 : 2 ) .معلم اسرائيل جاء ليتعلم من المعلم الخالد ، عرف انه اتى من الله وتعاليمه واقواله وتعاليمه وكلامه هو كلام الله . لم يكن معلما ً ارضيا ً ، ومع انه استخدم الامثال الارضية لكنه قدّم تعاليم السماء . كان يقرّب بامثاله التعاليم الى مستمعيه ويرفعهم من الارض الى السماء ، تحدث وعلّم الحق ولا يأتي الحق الا من الحق ، وكان هو الحق والحياة . كان يعلّم بسلطان ، كان يتكلم بسلطان ٍ سماوي وليس كباقي الكتبة . كلمات ٌ قوية ، احكام ٌ الهية ، بسلطة ٌ وقدرة : " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ .... أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ " كلمات قوانين وشرائع ، تعاليم تعليمات وتكميل لاحكام الناموس . كانوا يسمعونه ويندهشون ويتعجبون ويؤخذون بكلمات النعمة الخارجة من فمه . وهو صبي في الهيكل جلس يحاجج الكتبة والمعلمين ويناقشهم ويسلب البابهم ، وهو رجل ٌ بين اهله وفي بلده الناصرة ادهشهم وهو يشرح لهم الكتب ، كلمهم بامثال ٍ من واقع حياتهم من الحقل والزرع والخروف والدرهم ، رسم له الصور ليفهموا ويدركوا ويتعلموا ، كلم الفقير كما كلم الغني ، فتح امام عيونهم ابواب المعرفة وقاد افكارهم الى ملكوت الله وحتى اليوم لم يأتي معلم ٌ في قدرته ولم تأتي كلمات ٌ مثل كلماته . وعن كلماته وتعاليمه خرجت الوف الدراسات والكتب وما تزال تخرج ، وغاص المفكرون في تفسير اقواله وما يزال العالم يحيا في دهشة ٍ من تعاليمه . البعض يستطيع ان يفهم والبعض لا يستطيع لكن الكل يسعى للفهم " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ ، فَلْيَسْمَعْ " هكذا كان يدعو الناس ليسمعوه وبرغم كل ما علّمه فقد رفضوه ، لم يفهموه ، أخذوه ثم صلبوه ، ونحن لا ننظر اليه كمعلّم ٍ فقط بل كمخلّص ٍ ورب ٍ وسيد ، هكذا نراه ، وعندما تراه هكذا تفهم اقواله وتُدرك تعاليمه وتحتوي فكره . افتح قلبك اولا ً له ، سلمه قلبك وحياتك اولا ً ثم استوعب تعاليمه . جاءه نيقوديموس ليفهم فزادت حيرته فارشده المسيح الى طريق الفهم ، قال له : " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ " لا بد ان تولد من فوق لتفهم اقوال المسيح ، إن لم تولد من الماء والروح لن تفهم . هذه كانت مجمل اقوال المسيح وتعاليمه ، اقبله تكون لك الحياة الابدية .


Mary Naeem 08 - 08 - 2014 02:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
روح الله عونا ً وقوة ً

https://images.chjoy.com//uploads/im...7dc0cddfbe.jpg

تمر بنا حالات اكتئآب وحزن ونتعجب كيف يكتئب المسيحي ، المفروض ان المؤمن يحيا حياة فرح ٍ دائم ، كيف يهاجمه الاكتئآب ؟ يقول داود النبي : " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ ( مزمور 42 : 5 ) ويصرخ الى الله في مزاميره قائلا ً " يَا إِلهِي ، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ " ( مزمور 42 : 6 ) وايليا النبي ايضا ًقال : " يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي " ( 1 ملوك 19 : 4 ) ويونان يصلي : " يَا رَبُّ ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي ، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي " ( يونان 4 : 3 ) . الانسان عرضة ٌ للاكتئآب والمسيحي انسان معرض ٌ ايضا ً له ، ويزيد من حدة الاكتئآب شعورنا بالذنب لاننا مكتئبون ويتراكض الاكتئآب ويزداد الحزن وتُذرف الدموع وتنكسر القلوب ، فماذا يفعل المسيحي ليواجه تلك الحالة ويعالج ذلك الاكتئاب . يكتب لنا بولس الرسول ويقول : " وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا . مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ . مُتَحَيِّرِينَ ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ . مُضْطَهَدِينَ ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ . مَطْرُوحِينَ ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ " ( 2 كورنثوس 4 : 7 – 9 ) " لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى ، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا " . انت عرضة ٌ للاكتئاب . كل انسان ٍ عاش على الارض عرضة ً له ، حتى المسيح نفسه حين كان في الجسد وهو يواجه اقسى المعاناة في جثسيماني ، قال وهو يصلي : " نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ " ( متى 26 : 38 ) . كانت نفسه حزينة ً ومكتئبة . كل الخليقة تئن ، كل الخليقة حتى " نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ " ( رومية 8 : 23 ) لكن وهذا هو الرجاء الذي امامنا ، الروح ، روح الله يعين ضعفاتنا " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ " هذا هو الرجاء الموضوع امامنا . كل الآلام ، كل المتاعب ، كل المشقات التي تقودنا للاكتئاب " لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا " حين نقارن بين الآن وفيما بعد ، حين نوازن بين آلام الحاضر ومجد المستقبل نتمالك انفسنا ونفرح . الاكتئاب يبقى إن ركزنا انظارنا عليه وحده ، إن امسكناه بايدينا . كلما زاد حزننا لما نشعر به من اكتئاب تضاعف وازداد وتضخم لكننا إن حولنا نظرنا عنه ورفعنا عيوننا الى مصدر العون ، إن فتحنا قلوبنا لتمتلئ بروح الله ، الروح الذي يعين ضعفاتنا تغلبنا على الاكتئاب وغلبناه وتخلصنا منه وطردناه بعيدا ً عنا . إن هاجمك الاكتئاب لا تُطل رفقتك معه ، انفضه عنك تحت قدمي الرب ، القه ِ بعيدا ً وارتشف من روح الله عونا ً وقوة ً عليه .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 02:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
افتح قلبك للمسيح يدخل اليك



https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg

في اول تسبيحة ٍ لداود النبي في مزاميره رسم الطريق الى الحياة السعيدة ، قال : " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ . لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً . " مزمور 1 : 1 ، 2 ) . وجاء المسيح وفتح ثمانية ابواب لتلك الحياة في تطويباته " طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ . طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ . طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ . طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ . طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ .
طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ " ( متى 5 : 3 – 10 ) . ابوابٌ ثمانية تنقل الانسان وتدخله الى ملكوت المسيح ، ملكوت السماوات . ويستطيع اي انسان ٍ ان يدخل تلك المدينة من أي باب ٍ من تلك الابواب وهناك يتجول فيها ويعيش في رفقة ملكها وربها يسوع المسيح . التطويبات حالة قلب لا تتحقق ُ نتيجة ظروف خارجية تحيط بنا . التطويبات تنبع ُ من الداخل وتنتشر في النفس وتشع الى الخارج وهي في متناول يد الجميع ، الصغير مثل الكبير ، الغني ايضا ً والفقير ، هي للمساكين بالروح وللحزانى والودعاء والعطاش والرحماء وانقياء القلب . هي لصانعي السلام والمطرودين من اجل البر ، هي لكل من يعترف بسيادة المسيح . ليس عليك ان تجاهد وتعرق وتكافح وتصارع وتحارب لتحصل عليها . لا تعتمد على نفسك وقوة ذراعيك واعمالك الصالحة وفضائلك َ وتقواك ، هي نعمة ٌ من الله ، النعمة تحصل عليها بالايمان ، تنالها فضلا ً منه . الله لم يضع شروطا ً ولم يرسم نموذجا ً . الله لا ينظر الى خارجك ، الله يرى داخلك ، يرى قلبك ونفسك . ماذا تستطيع ان تفعل لتكون وديعا ً رحيما ً نقي القلب ، ماذا تفعل ؟ هذه حالة قلب وحالة القلب ليست نتاج عمل خارجي بل نبع ٌ داخلي والنبع الداخلي ينتج ويتفجر من قوة ِ وطاقة ِ الروح القدس . حين يحل المسيح فيك ، حين يسكن الروح القدس قلبك يتفجر ينبوع . وكل التطويبات هي ثمار الروح القدس كما ذكرها بولس الرسول : " وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. " ( غلاطية 5 : 22 ، 23 ) . هذه جميعها تُدخلك الى ملكوت السماوات ، ملكوت الله . افتح قلبك للمسيح يدخل اليك . افتح قلبك للروح القدس يسكن فيك .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ

https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg

ططبعد ان سمعت حواء فحيح كلمات الحية عن الشجرة المحرمة ، التفتت اليها وكأنه تراها لاول مرة ، رأت الشجرة جيدة ً للأكل وانها بهجة ً للعيون وان الشجرة شهية ً للنظر . كانت تراها كل يوم ولا تلفت نظرها هكذا . كانت تمر عليها في ذهابها وعودتها ولم تخطف نظرها كما خطفت نظرها الآن . الاشجار المحملة بالثمار الشهية تملأ الجنة . اشجار ٌ اجمل وثمار ٌ اشهى ، لكنها في تلك اللحظة زاغ نظرها وانخدع قلبها ورأت الشجرة َ جيدة ً ، بهجة ، شهية ، ومدت يدها واخذت من ثمرها واكلت واعطت آدم ايضا ً معها فأكل ، وما ان دخلت الثمرة جوفيهما حتى لوثتهما ولوثت كل ذريتهما حتى اليوم وتلا ذلك عقاب الله لهما ، حل ّ بهما وبكل انسان ٍ بعدهما عقاب الله . سقط آدم وحواء وسقط الانسان معهما وتوالى سقوط الانسان ، انتقل الموت من جيل الى جيل ، طارد الموت الانسان على مدى الايام . وحل ّ ملء الزمان وارسل الله ابنه ليفدي العالم ويخلّص البشرية . جاء المسيح وحمل الخطية على كتفيه على الصليب ودُفن الموت في القبر وقام من الموت وبنى بموته وقيامته جسرا ً من المصالحة ِ بين الارض والسماء " لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً ، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا " ( رومية 5 : 19 ) . يتصور البعض ان العالم يعيش ازمات ٍ اقتصادية واجتماعية وخلقية ويوعزون الشر في العالم الى اسباب ٍ متعددة وامراض ٍ تصيب المجتمع . العالم بعد سقوط آدم أصابته اللعنة وحل به العقاب ونزل ساحته االموت ، والازمات الخلقية التي تتوالى عليه نتيجة السقوط وليست امراضا ً في المجتمع ، ولم ينصلح حال الانسان والعالم بالاصلاحات والمسكنات البشرية . كما سقط الانسان مع آدم عليه ان يقوم ويعود الى ما كان عليه قبل السقوط ، ولن يستطيع احد ان يقيم الانسان ويعيده الى ما كان عليه الا بالمسيح ، فاذا ما رجع الى نفسه وعاد الى وعيه واطاع َ وندم وتاب َ، تغير ، وتغيير الانسان تغيير ٌ للعالم وعودة ٌ بارض الشقاء لتُصبح جنة عدن . القتل والسرقة والزنا والحروب والصراعات ليست امراضا ً تُشفى ، هي خطايا ونحن لا نُشفى من الخطية ، نحن نندم عنها ونتوب " قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ " ( مرقس 1 : 15 ) . " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ " من آمن به ولو مات فسيحيا ، كما بآدم صرت خاطئا ً بالمسيح تكون بارا ً

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله فرحنا


https://images.chjoy.com//uploads/im...7e5178f79b.jpg

حين نقترب من حضرة الله نقترب منه ببهجة ٍ وفرحة ٍ وسعادة ، نلتقي به بوجه ٍ صبوح وبملامح مستريحة وابتسامة ٍ كبيرة متسعة . الله فرحنا والاقتراب منه بهجتنا والتعبد له يكون بفرح ٍ وبهجة . يقول داود النبي : " اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ . اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ " ( مزمور 100 : 1 ، 2 ) . كيف نجلس امام الله عابسين ، كيف ندخل بيته مكتئبين ؟ الحزن والعبوس والاكتئاب لا مكان لها حين نلتقي بالهنا . إن كان الله يوصينا ً بأن نكون دائما فرحين فبالأَولى في رفقته ِ ، حين ندخل ُ اليه يغمر ُ الفرح قلوبنا ويملأ داخلنا فتشع قلوبنا بهجة ونخدمه بفرح حين نخدمه بقلوب ٍ فرحانة وأيادي ٍ نشطة نحصد الابتهاج ، تمتلأ افواهنا ضحكا ً والسنتنا ترنما ً . " عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا، وَصِرْنَا فَرِحِينَ " ( مزمور 126 : 3 ) . حتى لو كان العمل مرهقا ً ، حتى ولو كانت الضغوط حولنا كثيرة مؤلمة ف " الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ " . "الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ ...... مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ " الفرحة ليست من الحصاد فقط بل من صاحب الحصاد . اذا كنت تخدم الرب كأن تؤدي واجبا ً ثقيلا ً فأنت لست ابنا ً له بل عبد . الابن يسعد بالعمل والخدمة في كرم الاب ، العبد يعمل واجبه بضيق ٍ وتذمر ، والله لا يطلبُ عبيدا ً أو أُجراء للعمل معه ، الله يدعو ابنائه ُ للعمل . الملائكة تخدم ُ الله بالتسابيح والترنم ونحن ُ كذلك نخدمه ُ بفرح . زفرة ُ ملل ، كلمة ُ شكوى ، ركلة ُ ضيق تعبّر عن قلب ٍ متذمّر ٍ ثائر . الله ينظر ُ الى القلب ، العمل للرب ليس للناس القلب الفرحان يعمل حسنا ً . الطاعة ُ بسبب خوف ٍ من عقاب أو رغبة ٍ في ثواب لا تحسبُ طاعة . الطاعة الحسنة هي الطاعة من قلب ٍ محب ٍ راض ٍ يعمل ُ في فرح . البهجة ُ تقّوي الجسد وتزيد ُ العزيمة وتصل ُ بنا الى قمة النجاح . مهما جُرحت أيدينا في عمل الرب ، مهما سال عرقنا وامتزج بدمائنا فنحن ُ نعمل ُ لمن نحبه ، نعمل ُ لله ، نعمل لمن احبنا ومات لأجلنا " اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ . هُوَ صَنَعَنَا ، وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ . ادْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ ، دِيَارَهُ بِالتَّسْبِيحِ. احْمَدُوهُ ، بَارِكُوا اسْمَهُ . لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ. " ( مزمور 100 : 3 – 5 ) . الوجود في حضرة الله وانت تعبده امتياز ٌ يدعو الى الفرح والبهجة . العمل مع الله ولله يكون بالتسبيح والترنم والسعادة والابتهاج . الفرح يغذي النفس ، السعادة ُ تحرك القلب ، قدّم لله عبادة ً فرِحة ، قدّم لله أذرعا ً مبتهجة .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
إن آمنت ترى مجد الله


https://images.chjoy.com//uploads/im...0cc866b219.jpg

تواجهنا في الحياة مواقف نحتاج فيها الى يد الله تتحرك وتصنع لنا معجزة ، نقف امام المشكلة عاجزين ، صخرة ٌ قوية عاتية لا تستطيع قوانا أن تحركها ، نلف حولنا ونبحث عن نقطة ضعف ٍ لنزحزحها أو نرفعها ونعجز ونفشل وننظر الى الله ونطلب منه العون وينظر الينا ونحن نستنجد به ، الا نزال نمسك بالصخرة ونحاول ام كففنا عن المحاولة بعد ان لجئنا اليه ، هل في استنجادنا به نحن جادون وهل نثق ونؤمن ونعرف انه قادر ٌ على نجدتنا . كثيرا ً ما نطلب الله ليعيننا على موقف ٍ لكن يشوب طلبنا شك ٌ وضعف ايمان ، هذا ما حدث حين نزل المسيح من الجبل بعد ان ظهر له ايليا وموسى عند التجلي ، رأى جمعا ً من الناس يلتفون حول غلام ٍ ملقى ً على الارض يتلوى ويتمرغ ويزبد والتلاميذ في مقدمة الجمع يحاولون مساعدة الغلام في ارتباك ٍ وحيرة وفشل محرجين وتقدم والد الفتى يقول : ان ابنه به روح ٌ نجس كثيرا ً ما يطرحه ويمزقه ويجرحه ، ثم اشتكى بان التلاميذ لم يستطيعوا ان يخرجوا الروح النجس منه حين حاولوا ذلك وطلب الرجل من المسيح ان يتحنن عليه ويعينه إن كان يستطيع ان يفعل شيئا ً ، والمسيح يستطيع ، اخرج قبل ذلك ارواحا ً نجسة كثيرا ً وشفى واعان واقام مرضى كثيرين ، لكن الرجل وهو يطلب العون يبادله شك ٌ قال : " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ " ( مرقس 9 : 22 ) ونظر اليه المسيح في اشفاق ، لم يعاتبه او يلمه ُ سأله " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ . كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " . عرف المسيح سبب المشكلة ، عدم ايمان والد الصبي ، وادرك الرجل قصد المسيح فبكى وصرخ واعترف " أُومِنُ يَا سَيِّدُ ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي " . وبعد ان رأى المسيح الرجل يُلقي بثقته وايمانه ِ أمامه شفى الغلام واقامه . الله يقدر ان يرفع من امامك أثقل الصخور وأن يرفع عنك أعتى المشاكل . كم من صخور ٍ رفع وكم من عقبات ٍ أبعد وكم من مشاكل تعامل معها وحلها ، انما يعوق تقدمه ليرفع احمالك هو عدم ايمانك أو ضعف ُ ذلك الايمان ، إن كنت تستطيع ؟ طبعا ً يستطيع وانت تعرف انه يستطيع ، يستطيع ُ تماما ً إنما تركيزك على المشكلة التي تواجهك ، محاولاتك الفاشلة لحلها وحملها وحدك ، ذلك يعوق ُ تحقيق المعجزة ، الله صانع ُ معجزات ، صنع ويصنع وسوف يصنع ، سوف يصنع لك ما تحتاج من معجزات فقط آمن ، آمن به ، اعتمد عليه ، آمن به ، إن آمنت ترى مجد الله وهو يحقق طلبتك . آمن به ، إن آمنت ترى الله يشدد ايمانك ويقويه .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ

https://images.chjoy.com//uploads/im...9a8620977b.jpg




أراد ناموسي ٌ أن يجرب المسيح ويحرجه فسأله سؤالا ً تصعب الاجابة عليه ، قال : " يا معلّم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية ؟ " وبدا سؤاله منطقيا ً ، وكانت اجابة المسيح منطقية ايضا ً ، قال له : " ارجع الى الناموس ماذا يقول ؟ " وردد الرجل كلمات الناموس : " تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك " واعجبت اجابته المسيح ، لكنه بادره بسؤال ٍ آخر أكثر صعوبة في الرد فقال : " ومن هو قريبي ؟ " نعم من هو قريبي ؟ من هو قريبه ؟ من هو قريبك ؟ ومن هو القريب ؟ سؤال ٌ ما يزال يتردد ُ حتى اليوم . الانسان بطبيعته اناني ، ذاتي فردي يرى نفسه في المركز ، مكانه ُ تحت الاضواء ، هو مركز الدائرة . لو ركز الانسان على نفسه وانطوى على ذاته ِ وكان العالم ُ كله له لَجُن ّ عقله . لو وضعنا طفلا ً في جزيرة ٍ واغلقنا عليه كل الاتصالات يفقد عقله . كما ان الانسان ذاتي فهو ايضا ً اجتماعي لا يستطيع العيش وحده طويلا ً . الانسان الذي لا يحتاج الى احد والذي لا يحتاج اليه احد ليس انسانا ً . مركز الدائرة ليس مكانا ً لكل واحد ، مكاننا على محيط الدائرة مع الآخرين أما المركز فهو لصاحبه ، لمن هو حق ٌ به لله مصدر الكون كله . كلنا على محيط دائرة الحياة لنا مجال ٌ للعمل والتحرك ِ معا ً كل ٌ حسب موقعه ِ ، فمن هو قريبي ؟ هكذا سأل الرجل المسيح وقص عليه المسيح قصة السامري : رجل مسافر وقع بين لصوص سرقوه وجرحوه وتركوه بين حيّ وميت مر به كاهن ٌ اسرع بالابتعاد ولاوي ٌ هرب خوفا ً أيضا ً ، وجاء السامري ، سامري غريب الجنس عالجه وحمله على دابته ووضعه في فندق ٍ ليُعتنى به . وسأله المسيح فمن هو قريب الرجل ؟ " فقال الذي صنع معه الرحمة ". كلنا اقرباء برغم الجنس والدين واللون ، كلنا في نظر الله اقارب وكل قريب ٍ قريبٌ من قريبه . كل قريب ٍ مسؤول ٌ بالكامل عن قريب . قد لا يكون القريب جارك وقد لا يكون احد افراد اسرتك ، قد لا يكون زميل عملك او دراستك وقد لا يكون مواطنا ً لك ، لكن المسيح يعلّمنا أن نحب القريب ، هذا القريب كالنفس . تُحب الرب الهك من كل قلبك ونفسك وقدرتك وفكرك وتحب قريبك َ كنفسك . هكذا قال المسيح واوصى وعلّم . وعدوك ايضا ً يرى المسيح ان محبتك له تحوله قريبا ً لك . قال : " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ . بَارِكُوالاَعِنِيكُمْ . أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ " فالله " يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ " ويُمطر عليك وعلى عدوك وعلى الجميع

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ

https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg

ططبعد ان سمعت حواء فحيح كلمات الحية عن الشجرة المحرمة ، التفتت اليها وكأنه تراها لاول مرة ، رأت الشجرة جيدة ً للأكل وانها بهجة ً للعيون وان الشجرة شهية ً للنظر . كانت تراها كل يوم ولا تلفت نظرها هكذا . كانت تمر عليها في ذهابها وعودتها ولم تخطف نظرها كما خطفت نظرها الآن . الاشجار المحملة بالثمار الشهية تملأ الجنة . اشجار ٌ اجمل وثمار ٌ اشهى ، لكنها في تلك اللحظة زاغ نظرها وانخدع قلبها ورأت الشجرة َ جيدة ً ، بهجة ، شهية ، ومدت يدها واخذت من ثمرها واكلت واعطت آدم ايضا ً معها فأكل ، وما ان دخلت الثمرة جوفيهما حتى لوثتهما ولوثت كل ذريتهما حتى اليوم وتلا ذلك عقاب الله لهما ، حل ّ بهما وبكل انسان ٍ بعدهما عقاب الله . سقط آدم وحواء وسقط الانسان معهما وتوالى سقوط الانسان ، انتقل الموت من جيل الى جيل ، طارد الموت الانسان على مدى الايام . وحل ّ ملء الزمان وارسل الله ابنه ليفدي العالم ويخلّص البشرية . جاء المسيح وحمل الخطية على كتفيه على الصليب ودُفن الموت في القبر وقام من الموت وبنى بموته وقيامته جسرا ً من المصالحة ِ بين الارض والسماء " لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً ، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا " ( رومية 5 : 19 ) . يتصور البعض ان العالم يعيش ازمات ٍ اقتصادية واجتماعية وخلقية ويوعزون الشر في العالم الى اسباب ٍ متعددة وامراض ٍ تصيب المجتمع . العالم بعد سقوط آدم أصابته اللعنة وحل به العقاب ونزل ساحته االموت ، والازمات الخلقية التي تتوالى عليه نتيجة السقوط وليست امراضا ً في المجتمع ، ولم ينصلح حال الانسان والعالم بالاصلاحات والمسكنات البشرية . كما سقط الانسان مع آدم عليه ان يقوم ويعود الى ما كان عليه قبل السقوط ، ولن يستطيع احد ان يقيم الانسان ويعيده الى ما كان عليه الا بالمسيح ، فاذا ما رجع الى نفسه وعاد الى وعيه واطاع َ وندم وتاب َ، تغير ، وتغيير الانسان تغيير ٌ للعالم وعودة ٌ بارض الشقاء لتُصبح جنة عدن . القتل والسرقة والزنا والحروب والصراعات ليست امراضا ً تُشفى ، هي خطايا ونحن لا نُشفى من الخطية ، نحن نندم عنها ونتوب " قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ " ( مرقس 1 : 15 ) . " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ " من آمن به ولو مات فسيحيا ، كما بآدم صرت خاطئا ً بالمسيح تكون بارا ً

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا




https://images.chjoy.com//uploads/im...07f8bab3a8.jpg

كثيرا ً ما نندفع في احكامنا على الآخرين وندينهم بشدة ٍ وعنف . نُصدر ُ احكامنا بسرعة مدفوعين بافعال ٍ لهم أو اقوال ٍ صدرت عنهم وقد يكون الفعل او القول صوابا ً أو خطأ فوجوه الحق متعددة وما تراه فعلا ً مشينا ً قد لا يكون كذلك وما تعتبره قولا ً خاطئا ً قد يكون صحيحا ً . الحكيم من لا يتسرع في دينونة الآخرين . تمهل ، أجّل الحكم ، اصبر . الحكم السريع والدينونة المتعجلة قد تجر خلفها ندما ً حين لا ينفع ندم . قال المسيح : " لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا ، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ ." بنفس الدينونة وبنفس الكيل ، نحن نُقاس بنفس المقياس الذي به نقيس الآخرين ، بالمقياس نفسه ونحن نُكال بنفس الكيل الذي به نكيل الآخرين ، نفس المكيال . حين تشرّع سهم نقدك وحكمك و دينونتك للآخر ، احذر وتمهل فهذا السهم قد يدور في الفضاء ويعود اليك . ليس دائما ً لكن غالبا ً وانما الله هو الذي يدين بالحق وينذرك . لا تدن لئلا تُدان " لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا ؟ " كيف تعرض عليه ان تُخرج القذى من عينه وفي عينك انت خشبة كبيرة تعوق الرؤيا وتجعلك لا تُبصر جيدا ً " أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ " لترى جيدا ً وتستطيع ان تخرج القذى من عين أخيك . إذا احسنت على غيرك احسن الغير الحكم عليك . اذا اسأت الحكم على غيرك اساء الغير الحكم عليك . إن اردت ان تكون منصفا ً في احكامك لا تتعدى ، تمهل وادرس وفكر . لا يمكن ان تعرف الحق من فعلة ٍ واحدة او مقولة ٍ عابرة . انتظر قد تحتاج الى ايام أو الى شهور لترى الحق خصوصا ً اذا كان مثل القذى ، صغيرا ً دقيقا ً غير ظاهر الملامح وخصوصا ً اذا كانت تعوق رؤيتك خشبة . وقد لايعبّر المظهر عن الجوهر . المظاهر دائما ًَ تخدع وتُخفي الحقيقة . لتعرف الآخرين جيدا ً انتظر حتى ترى ثِمَارِهِمْ والإثمار يحتاج الى وقت " مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ " . لتعرف الشخص جيدا ً انتظر حتى ترى ثماره . انظر في مرآة نور الله وافحص نفسك ثم انظر الى اخيك قبل ان تدينه . انظر اليه خلال محبة المسيح التي في قلبك يصدق حكمك وتنجو من دينونة الغير .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا تخشى الغد ، الغد له



https://images.chjoy.com//uploads/im...bbaee08c89.jpg


الناس تعيش في خوف ٍ من الجوع ، في افريقيا يموت الالوف جوعا ً وقد يزحف الجوع من افريقيا وينتقل بين باقي القارات يحصد ضحاياه ، ويعمل العلماء والباحثون بكل جهد ٍ وبلا كلل ٍ يبحثون عن بدائل للطعام ، يريدون الحصول على غذاء ٍ من ضوء الشمس أو الهواء أو رمل الصحراء ، ويتمادون في ابحاثهم فيسعون للسفر الى كواكب اخرى بحثا ً عن الطعام . ويأتي الينا نحن المؤمنين الصوت الهادئ الرقيق يقول : لا تهتموا "
فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ : مَاذَا نَأْكُلُ ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا " . الآب السماوي لا يدع اولاده يجوعون ، أي أب ٍ يترك ابنه جائعا ً . المسيح لم يعطي الطعام الجسدي اهمية واظهر اهمية الغذاء الروحي لكنه لم يهمله ، حين جاعت الجموع وكادت تخور لم يصرفهم ليأكلوا بل قدم لهم خبزا ً وسمكا ً كثيرا ً فأكلوا وشبعوا وفاض منه . الله غني ٌ وغناه لا ينضب كغنى العالم الذي يفسده السوس والصدأ . خزائنه ملآنة خيرات ، خيرات ٌ تكفيك وتكفيني وتكفي الجميع حتى طيور السماء ، جتى طيور السماء يقوتها يوما ً بيوم ، وجبة ً بوجبة ، لا يتركها جائعا ً ، لذلك يدعونا المسيح ان لا نهتم بالطعام الجسدي فهذا مكفول ٌ لنا وموفور . حين جائه الشيطان وهو جائع ٌ واغراه بأن يقول كلمة ً فيحوّل الحجارة خبزا قال له المسيح : " مَكْتُوبٌ : لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ ." ويوجهنا لأن نرفع انظارنا اليه ونطلب اولا ملكوت الله وبره . قال : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ " . المسيح لا يدعوا الى التواكلية السلبية ، المسيح يوجهنا لاولويات حياتنا . الطعام والشراب مطلب ٌ بسيط وحصولنا عليهما مضمون ٌ لأنه في يد الرب . اولا ً ملكوت الله ، اولا ً مجد الله ، اولا ً السعي لخدمة الله ، وأي خادم ٍ لله يموت ُ جوعا ً . حين تهتم بشؤون الله يهتم الله بشؤونك . حين تعمل في كرم الله يكفل الله لك معيشتك ومعيشة اولادك . ركز نظرك على الله لا تتشتت ، لا تشتت نظرك بينه وبين البحث عن الطعام . وجه عينيك الى مكان ٍ واحد ، وجه عينيك نحو الرب الهك ، لا تتلفت حولك لا تنظر الى الأرض ، لا تحول نظرك عنه ، احتياجاتك جميعها لديه ، محفوظة ٌ لديه ، لا تخشى الغد ، الغد له

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا تخف ، لا ترتجف



https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg


في وسط الليل في الظلام والبرد جلس الرعاة حول النار يستدفئون وفجأة وقف بهم ملاك الرب واعلن لهم مولد المسيح المخلّص المنتظر وظهر جمهور ٌ من الجند السماوي يسبحون الله ويقولون : " وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ" . على الارض السلام ، حل اليوم بالارض سلام ، كل السلام ، وسط الحروب سلام ، وسط الحقد سلام ، وسط المنازعات سلام ، وسط الاضطهاد سلام ، وسط العبودية سلام ، حل بالارض سلام . على الارض السلام ، كان الرومان يحتلون الارض ويعيثون بها فسادا ً . على الارض السلام ، كان الاقوياء يظلمون الضعفاء ويستعبدونهم . كيف يكون السلام والسيوف تقطع الرقاب وتمزق الاجساد ؟. كيف يكون السلام والحقد الاسود يمزق القلوب ويحرق النفوس ؟ السلام الذي جاء ليس سلاما ً يوقف الحروب ويكسّر السيوف والحراب . السلام الذي جاء ليس سلاما ً يوقف النزاع ويجمّد الصراع . السلام الذي جاء ، جاء شخصا ً ، جاء شخصا ً يحلُّ في القلوب والحياة ويعيش ُ في الانسان فيعيد ُ تشكيله وخليقته ويصنعه من جديد فيحيا السلام وسط صراع الجيوش ، وسط ضربات السيوف وطلقات البنادق . ويحيا السلام وسط الظلم والاضطهاد ، وسط العنف والارهاب . سلام أمير السلام ، سلام رب السلام ، سلام ٌ ابديٌٍ دائم ، سلامٌ يفوق كل عقل ، سلام ٌ يحفظ القلب ، سلام ٌ يرطب الفكر " لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا " المسيح هو سلامنا . المسيح انهى كل عداوة ٍ وابطل كل شر . على الارض السلام " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. " . على الارض السلام . جاء المسيح وحل بالارض السلام . لن تتوقف الحروب ، لن تنتهي ، جاء المسيح وحل بالقلب السلام . لن يتوقف الالم ، لن ينتهي لكن المسيح السلام سيجعل الناس وسط الحروب في سلام . لكن المسيح السلام سيجعل القلب وسط الآلام في سلام . سلام ٍ ينبع من الداخل لا ينتج عن ظروف واحداث خارجية ، سلام ٍ يعلو فوق كل الحروب ويسمو فوق كل الآلام . هل حصلت على هذا السلام ؟ السلام الذي يفوق كل عقل ؟ السلام جاء ، حل بالارض ، على الارض حولك سلام ، تمتع به فهو متاح ٌ لك . لا تتلفت حولك في خوف ، تمسك به فهو في متناولك لا تخف ، لا ترتجف ، لا تتردد فقد حل بالارض السلام .

Mary Naeem 08 - 08 - 2014 03:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لم نعد تحت حكم الموت


https://images.chjoy.com//uploads/im...b5a83739e7.jpg


في وسط الليل في الظلام والبرد جلس الرعاة حول النار يستدفئون ، فجأة وقف بهم ملاك الرب واعلن لهم مولد المسيح المخلّص المنتظر وظهر جمهور ٍ من الجند السماوي يسبحون الله ويقولون : " وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ " بالناس المسرة ، مسرة ، فرح ، بهجة ، سعادة ، تهليل وتسبيح ، مسرة . المسرة تحيي النفس ، المسرة ترطب القلب ، المسرة تُبهج الروح . مولد ُ طفل يجلب المسرة . الطفل ُ حين يولد يبكي والناس حوله يضحكون . صراخ الطفل الوليد يُفرح وُيسعد ويُبهج الأم والاهل والاصدقاء . للاهل بمولد الطفل مسرة ، للناس جميعا ً بمولد المسيح مسرة . مسرة لأن الله افتقد شعبه ، الله أحب وجاء الينا . مسرة لأن الحكم بالموت قد رُفع ، لم نعد تحت حكم الموت . بمولد المسيح صار لنا الحق في ان نتحرر من عبودية الشر . بمولد المسيح تبررنا من كل جريمة وتطهرنا من كل لعنة . الآن لنا الحق في ان نفرح ونُسَر فقد تم سداد الدين . الآن لنا الحق في ان نبتهج ونسعد فقد تم كسر ُ قيدنا . جاء المسيح وحمل عنا كل خطايانا وصعد بها الى الصليب وخلّصنا منها ونفّذ عنا في نفسه حكم الموت . مات لأجلنا . لهذا نُسر ، بالناس المسرة ، مسرة ُ الاحرار ، مسرة ُ الابرار ، لهذا نفرح فالانسان الحر يفرح فرحة حرية لا تعادلها فرحة ، وهذا الفرح فرح ٌ دائم لا ينتهي ، كل مسرات العالم تنتهي . مسرة العالم قصيرة العمر تنتهي وتخمد بانتهاء النشوة ، مسرة ُ المسيح ابدية لا تنتهي فهو الله المسرة الابدي الدائم . بهجة ُ وجود المسيح فينا ، بهجة ُ مولد المسيح داخلنا ليس كأي بهجة ، هي بهجة ٌ داخلية ، ينبوع ٌ لا ينضب يفيض ُ ويفيض ُ ويفيض لأن مصدره هو المسيح فرحنا ، بهجتنا ، مسرتنا وسعادتنا . وسط النيران المحرقة الأتون كان الفتية سعداء بصحبة ابن الله . وسط جب الاسود ، الانياب المتوحشة كان دانيال راقدا ً في سلام . في اعماق السجن المظلم كان بولس وبرنابا يسبّحان الله ويتهللان . تحت ثقل السلاسل وحيدا ً في سجنه ِ كان بطرس ينام ُ نوما ً هادئا ً . بالناس المسرة ، هكذا كانت الانشودة بالناس المسرة . بالناس المسرة هكذا كانت البشارة بالناس المسرة . لك المسرة إن كان لك المسيح . مجيئه لك مسرة ، حلوله ُ فيك مسرة .

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟


https://images.chjoy.com//uploads/im...d948150388.jpg

كان شاول ( بولس ) يضطهد الكنيسة ويقتل التلاميذ ويهدد المؤمنين ، وفي الطريق الى دمشق ابرق نور الرب عليه واسقطه على الارض بقوة وسمع صوتا ً قويا ً يعنفه ويؤنبه ويضربه كسياط ٍ ، يقول : شَاوُل ُ، شَاوُلُ ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي ؟ " . لم يرى احد وسط النور لكن الصوت افزعه فقال في خوف : " مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ " وقال الصوت وكان صوت الرب : " أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ." وارشده الى ان يدخل المدينة . طلب الرب من حنانيا ان يذهب ليساعد شاول ، وتردد حنانيا فهو يعرف كم من شرور ٍ فعل شاول لكن الرب قال له ان يذهب اليه فهو يصلي ، وان الله قد اختاره ليكون اناء ً مختارا ً وسوف يريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمه ، وبدأت آلام بولس من ذلك الحين . عاش بولس الرسول حياة آلام ٍ لا مثيل لها ، رفضه التلاميذ ، لم يقبلوه في بداية اعلان توبته ، عاش متقشفا ً في البرية ، في كل مكان ٍ ذهب اليه واجه مقاومة ، هاجموه واتهموه وامسكوه وضربوه . رجموه وقيدوه واحضروه امام الحكام والولاة ليحاكموه وليسخروا منه . سجنوه ونقلوه مقيد اليدين والرجلين بين المدن والبلاد ومحاط ٌ بالجند والحرس . حياته كانت سلسلة من التعب والعذاب والمعاناة مما حوله ومن حوله ، وفي رحلة شاقة قاسية الى رومية اخذوه مع اسرى آخرين الى سفينة ٍ في البحر ، وهاج البحر وصخب وعلا الموج وصدم السفينة ، عاشوا اياما ً كثيرة معذبين . ونتسائل لماذا يا رب هذا الذي تسمح به يحدث لخدامك المخلصين الامناء ؟ لماذا يا رب تتراكم الشدائد هذه حول بولس عبدك ؟ لماذا كل هذا التعب ؟ أليس هو خادمك ؟ ألا تسهّل له طريق الخدمة ؟ ألا تُرسل له وسط البحر نجدة ؟ حين كان التلاميذ معذبين في البحر أتيت اليهم ماشيا ً على الماء وانقذتهم . ألا ترسل ملاكا ً من السماء يمد يده ويختطف بولس من وسط العاصفة ويرفعه ؟ يرفعه الى السماء وسط كل هؤلاء الشهود ؟ لو فعلت ذلك لآمنوا جميعهم بك . لكن الله لم يفعل ذلك . كانت حياة بولس مثالا ً للمسيحي الذي يتألم ، تألم لأجل اسم المسيح ، وحين صلى طالبا ً ان يرفع الرب عنه الشوكة التي في الجسد ، لم يرفعها بل وهبه نعمة ً فوق الألم وقال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي " . عاش بولس كما قال : " فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِد َ، فِي ضَرُورَاتٍ ، فِي ضِيقَاتٍ ، فِي ضَرَبَاتٍ ، فِي سُجُونٍ ، فِي اضْطِرَابَاتٍ ، فِي أَتْعَابٍ ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ " . حين تواجه الما ً انظر الى حيث يأتي العون . حين تهاجمك شوكة اغترف من النعمة التي عنده

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا توقف


https://images.chjoy.com//uploads/im...99490d299a.jpg

يصور الكتاب المقدس حياة المسيحي في هذا العالم بالسباق ، سباق ٍ كبير . والمؤمن في حياته على الارض يشارك في سباق مصيري هام ٍ عظيم . ويسميه كاتب الرسالة الى العبرانيين بالجهاد " الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا " وفي السباق الكل يجري كل ما حولك ومن حولك يدفعك الى الجري ، لا توقف ، إن توقفت تدوسك الاقدام التي تجري خلفك . لا تباطؤ ، إن تباطئت تراجعت َ وتأخرت وتخطاك الآخرون . لا خروج من السباق ، لا سبيل َ للخروج ، الطريق يسير الى الامام فقط . ويقول الوحي المقدس " لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ " . في السباق لا يتثقل الانسان بشيء ، لا يحمل جواهره ُ وحليه ُ وثروته وامواله . هذه تعوق ُ سرعتنا ، لا نحملها معنا . المتسابق يلبس ملابس خفيفة ، المتسابق يلقي عنه اثقاله واحماله ، المتسابق يلقي عنه حتى ملابسه ، وما حولنا من خطية ٍ تُغري ، تُبعد النظر عن الطريق والهدف ، تعطّل . المتسابق لا يلتفت حوله ، لا يتوه ُ بصره يمنة ويسرة ، الهدف امامه فقط ، ونحن في سباقنا تُحيط بنا الخطايا التي تُمسك بملابسنا وتعوق ُ تقدمنا ، لا بد ان ننفضها عنا ، نلقيها بعيدا ً الى اقصى ما تصل اليه ايدينا . سوف تحاول ان ترتمي تحت اقدامنا لنعثر ونسقط وتدوسنا الاقدام ، لكن الله وضع لنا اسلوبا ً نتخلص منها بسهولة ، قال : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." . ازفر خطاياك ، اخرجها من قلبك ، اعترف بها جميعها لربك ، تتخفف منها وتنطلق في السباق خفيفا ً ، نشطا ً ، قويا ً ، مثابرا ً للوصول . ويوصينا الكتاب المقدس " بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا "، الصبر في السباق . قد يطول السباق ، قد تتقطع الانفاس ، قد تُرهق العضلات ، لكن السباق لا بد ان يستمر ولن يساعدنا على الاستمرار الا الصبر ، الصبر الذي نراه في مثال الرب يسوع المسيح الذي جرى سباقنا هذا قبلنا . يقول الرسول بولس : " نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. " حيث نهاية السباق . كما صبر المسيح ، كما احتمل المسيح ، كما جاهد المسيح ، نصبر ونحتمل ونجاهد . جاهد في السباق ناظرا ً الى المسيح الذي يجري امامك ، بهذا تصل الى النهاية وتحصل على الاكليل .

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ
https://images.chjoy.com//uploads/im...7dc0cddfbe.jpg

كان شعب الله يعبرون الصحراء ، كانت الشمس حامية حارقة والجفاف يحيط بهم ، احترقت امعائهم عطشا ً ، كانوا عطشى ولم يكن هناك ماء ليشرب الشعب . تذمروا ، صرخوا ، خاصموا موسى ، هاجوا وقالوا : أعطونا ماءً لنشرب . وتدخل الله ووفر لهم الماء ، قال لموسى : هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ " ( خروج 17 : 6 ) . وضرب موسى الصخرة بعصاه ، وتفجرت الصخرة ، انفتح قلبها وجرى من الصخرة ماء وسط الصحراء . وفي عز النهار تحت اشعة الشمس الحارقة في قمة الجفاف أحست السامرية بالعطش وجائت تستقي ، جائت لتملأ جرتها من الماس الذي تحتويه بئر يعقوب ، وكان المسيح جالسا ً على البئر ، رأى عطش المرأة ، أحس بجفافها وحاجتها للماء . الماء الذي جائت اليه ليس فيه ارتواء ، لديه هو الماء الذي يروي كل عطش ، قال لها : " مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. " ( يوحنا 4 : 14 ) . الماء الذي يعطيه المسيح ماء أبدي الارتواء من يشرب منه لا يعطش أبدا ً ، وكما فجر الله الصخرة فاعطت ماء ً وسط الصحراء هكذا المسيح ينبوع ماء لنا وسط العالم ونسمع نداء : " أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا." ( اشعياء 55 : 1 ) . أرضنا يابسة ، أرضنا بلا ماء لن تروينا مياه العالم جميعها نحتاج الى مياه ٍ مروية ، والماء الحي الينبوع الذي لا ينضب ، المياه التي تحول الصحراء الى بستان يعرضها الله علينا مجانا ً ، بلا فضة ، بلا ثمن ، مياه ٌ لا تقدّر بفضة ولا تقدّر بثمن . لن نجد ذلك الماء الا عنده . قال المسيح للمرأة : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا." . لو كنت تعلم لطلبت منه فيعطيك ماء ً حيا ً . الله يوفر لك الماء الحي . الله يجعلك تفيض ، يغنيك ، سواقي الله ملآنة ٌ ماء ً . قل مع داود النبي : " يَا اَللهُ ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي ، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ " ( مزمور 63 : 1 ) اليك يا رب آتي ، تعال اليه ، اطلب منه ارتواء ً لنفسك وماء ً لجسدك وشبع ٍ لروحك ، سوف يوفر بوجوده فيك نبع ماء ٍ حي ، تفيض فيك أنهار ُ ماء ٍ حي فترتوي ، يجري الماء فيك فيرويك ثم تروي الآخرين حولك . النبع فياض ، النهر ُ مملوء ٌ بالماء . الماء فيك يجعلك قناة ً في العالم ، يملئك لترتوي وتروي

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ


https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg

كان نجما ً لامعا ًغير مألوف ذلك الذي امتطى قبة السماء وتربع في زرقتها . وتفاءل من شاهدوه ، أهذا نجم ٌ أم قمر ٌ أم شمس ؟ هذا شيء ٌ غريب ٌ وعجيب . لم يكن عجيبا ً عند المجوس الذين درسوا الفلك وادركوا انه علامات مولد ملك . نحم ٌ كبير ٌ في المشرق يعلن مولد َ ملك عظيم ، ملك لليهود يستحق السجود . وجاءوا كل من مملكته . جاءوا حاملين الهدايا يسعون نحو الملك المولود ليقدموها له . وفي وسط السكون علت طرقاتهم على باب الملك هيرودس في اورشليم . فُتحت الابواب ودخلوا ، وفي حضرة الملك سألوا : " أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ " اضطرب الملك واضطربت حاشيته . اضطربت الملكة واضطربت اورشليم ، لم يولد للملك هيرودس ابن ، فأي ملك هذا الذي لم يأتي من نسله ؟. لم يكن الملك المولود من نسل هيرودس بل من نسل داود ومن صلب يهوذا ، الملك المولود كان هو المسيح ، المسيح ابن داود ، ابن الله . سمع المجوس وذهبوا . ذهبوا يبحثون عن الملك ليسجدوا له ، سعوا وراء النجم ذاهبين اليه ، وسمع هيرودس وحاشيته ومن معه وخافوا واضطربوا ولم يذهبوا . وقادهم النجم الى المذود حيث الملك راقد ً ، سجدوا له وعبدوه ، وانتظر هيرودس وحاشيته ، ولم يعد المجوس ، خافوا وغضبوا ، ثم ارسلوا جندا ً بسيوف يقتلون الاطفال من ابن سنتين فما دون " صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ ، نَوْحٌ ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا ، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى " ( ارميا 31 : 15 ) . الذين رأوا النجم وعرفوا بمولد الملك ذهبوا اليه وقبلوه ملكا ً ، والذين انكروا النجم ورفضوا مولد الملك لوثوا أيديهم بدمه ورفضوه . وُلد ملكا ً ودام ملكا ً يجلس على كرسي داود الى الابد " وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ " وسيبقى ملكا ً ، ملكا ً اعترفوا به أو لم يعترفوا ، هو الملك ، ملك الملوك ورب الارباب ، اقامه الله ملكا ً ، اعلنه الله ملكا ً ابديا ً ، إن اعترفت به وقبلت ملكه سلمت وخلصت وتمتعت بملكه وخلاصه وسلامه وإن رفضته وتمردت على ملكه هلكت وصرت عرضة للعقاب والموت الابدي . كل العلامات تؤكد ملكوته . كل المخلوقات تعترف بانه الملك ، الملك المخلّص ، إن قبلته اليوم ملكا ً ومخلّصا ً نلت الحياة الأبدية والمجد الابدي معه وإن رفضته اليوم مخلّصا ً اخترته لنفسك ملكا ً ديانا ً لك عنده حساب . يوم يجيء ملكا ً يخلّص وحوله نور النجم العظيم ، غدا ً يجيء ملكا ً يدين ويحاسب . انتهز الفرصة ، فرصة النعمة واذهب اليه وقدم له الخضوع . لا تنتظر الى وقت ان تُغلق ابواب النعمة وتُفتح سجلات الحساب . اسمع صوته الآن وهو ينادي ويدعوا ويخلّص

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ


https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg

شجرة التين الخضراء مزروعة وسط الكرم محاطة بكل الحماية والاهتمام . الارض جيدة ، كرم ٌ خصب ٌ غني ، المياه متوفرة والكرام مجتهد ، وتمر الايام وصاحبها يحلم بالثمار ، يتوقع فروعا ً مثقلة بثمار التين ويأتي في موسم الحصاد ليقطف الثمر ، يأتي يطلب الثمر ولا يجد ويندهش ويسأل الكرّام : هل قصرت بالعناية بشجرة التين ؟ هل تكاسلت ؟ لم يتكاسل الكرّام ، بذل كل الجهد ، عزق وشذّب ونقب وروى ، ويقف الرجل غاضبا ً ثائرا ً : ماذا يُصنع ايضا ً وانا لم اصنعه ؟ ماذا يُصنع ؟ ويقول للكرّام : " ً هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا ؟ " لماذا تُبطل الارض ؟ اقطعها ، اقطعها حالا ً . وينظر الكرّام الى الشجرة غير المثمرة ويعطف عليها ، يتذكر كم رعاها واهتم بها ، كم انحنى تحت جذعها ، كم حفر حولها ، كم سال عرقه مع الماء يرويها ، كم سهر بجوارها ليلا ً يناجيها ويحدثها كأنها تفهم ، كم ربت على جذعها وفروعها . وفي رجاء ٍ قال : " ً يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. " . سنة ً اخرى ؟ سنة ً ثانية ؟ ماذا يمكن ان يُصنع لها اكثر مما صُنع لثلاث سنوات ؟ نعم نعم احاول ثانية سنة ً أخرى فقط لعلها تصنع ُ ثمرا ً " وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا " . يا لطول اناة الله ، يا لطول اناته علينا ، يا لطول اناته سنة ً وراء سنة . يوفر لنا كل شيء ، يوفر لنا ذاته ، جاء من هناك ، من بعيد ، من السماء ، " إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ " ، " أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ " وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." ، وفر لنا الروح القدس العامل فينا " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا " . ويوفر لنا كلمته ، كلمته الحية الفعالة القوية " اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ ". وفر لنا كنيسته الارض الخصبة التي تحيط بنا وتضعنا تحت جناحيها . ما الذي يمكن ان يُصنع لنا ولم يصنعه الله لنا ؟ ماذا هناك ؟ اعطانا الكثير ولا بد ان نعطي له الكثير أيضا ً " فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ ". اين الثمر ؟ الله يتوقع ان يجد فروعك محملة بالثمر . أُثبت فيه واثمر ، اثبت فيه تحمل ثمارا ً كثيرة .

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أتحبني ؟ ارع َ غنمي .

https://images.chjoy.com//uploads/im...bbaee08c89.jpg
في الليل اثناء محاكمة المسيح أضرم الخدام نارا ً وسط الفناء والتفوا حولها ، ودفع البرد بطرس أن ينضم اليهم ويجلس وسطهم لعله يحس بالدفء معهم ، والتفت البعض اليه وقالوا : " أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟ " فانكر وقال :" لَسْتُ أَنَا " . وامعن آخر في وجهه و تفحص ملامحه وقال له : " أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ " رأيتك ، وتراجع بطرس زاحفا ً للخلف ، وقف بعيدا ً وانكر بشدة ذلك ، وصاح الديك ، " فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ " . صدمت النظرة وجهه " فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا " .
وبعد الغذاء التفت المسيح الى بطرس مرة ً اخرى بعد قيامته من الاموات وظهوره لتلاميذه ، نظرة ٌ جديدة حافلة ٌ بمعاني كثيرة عميقة ، سأله : " يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟ " لم يستطع بطرس أن يواجه نظرة المسيح ، أخفض عينيه وقال : " نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ " . انتظر المسيح برهة فرفع بطرس نظره يستطلع فواجهته نظرة المسيح القوية وقال : " ارْعَ غَنَمِي " ثلاث مرات والمسيح ينظر اليه ويسأله وثلاث مراتٍ يكلفه بأن يرعى غنمه . نظرة ُ تشجيع ٍ جديدة تختلف عن نظرة العتاب التي ارسلها اليه عندما انكره . نسي المسيح ضعف بطرس وتخاذله وخوفه وانكاره له وكلفه باعظم مهمة " ارْعَ غَنَمِي " انشر انجيلي ، احمل بشارتي ، اكرز بالانجيل للخليقة كلها . مراتٍ كثيرة نتخاذل مثل بطرس ، مرات ٍ كثيرة نضعف ونتراجع ونفشل لكن المسيح يوجه نظراته المشجعة لنا ويكلفنا باتمام مهمته ويقول : ارعوا غنمي . العالم ما يزال على قلب المسيح ، الخطاة يسكنون فكر المسيح واهتمام المسيح ونعمة المسيح ، وهو يريدنا ان نذهب الى العالم اجمع وننفذ مأمورية المسيح العظمى لنا . تفادى نظرة عتابه حين تضعف وتخور ، تفادى موقف العتاب والحساب ، تلقف نظرة دعوته وتكليفه ، اسمع قوله وامره ، تحرك نحو اتمام ارساليته . الكرازة ُ ارضاء الله ، الكرازة ُ اسعاد لله ، الكرازة تحقيق مشيئة الله . الموت سيف ٌ مسلول ٌعلى رقاب البشر ، الموت ُ حكم ٌ ابدي على العالم والمسيح جاء ليكسر السيف ويرفع الموت ن المسيح جاء بالرجاء والخلاص للانسان وانت طريق الله لتقديم فداء الله في المسيح يسوع للانسان ، لكل انسان .
أتحبني ؟ ارع َ غنمي .

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ


https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg

كثير ٌ من الناس يعيشون حياتهم يشكون ، يتذمرون ، لا يكتفون ، مهما حققوا من نجاح يسعون الى نجاح أكبر ، النجاح الذي حققوه لا يكفي ، مهما نالوا من بركات ينظرون بتأففٍ ، يطالبون ببركات ٍ أوفر وأكثر ، لا يشبعون أبدا ً ، لا يرتوون ، لا يقنعون ، لا يستريحون ، لا يشكرون ، مثل الارض الصحراوية مهما القيتَ بها من ماء لا ترتوي ، لا تشبع ، لا تكتفي . دائما ً يطلبون المزيد ، إذا ربحوا الوفا ً طلبوا عشرات الالوف ، مئات . ينظرون الى ما بين ايديهم بعدم رضا ، يعيشون حياتهم يرثون انفسهم ويتحسرون ، دائما ً يتحسرون ، يشكون ويولولون : آه لا حصلنا على الأكثر ، على الافضل . ويحصلون على الاكثر ويصلون الى الافضل لكنهم لا يكتفون ، لا يقنعون . يقول بولس الرسول : " وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ " . دخلنا الى العالم بأكف ٍ خالية خاوية وسنخرج منه بأكف ٍ خالية خاوية . الكل يمضي ، الكل يزول ، الكل يجف ، الكل يذبل ، الكل يسقط . حياتنا لا تعتمد على اموالنا " مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ " . المسيحية ليست ضد المال ، المسيحية ضد محبة المال . الانسان يسود المادة ، المادة لا تسود الانسان . المسيحية ليست ضد التمتع ، الله اعطانا " كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ." . المسيجية تهتم بتوفير احتياجاتنا باطمئنان وثقة وشعور ٍ بالأمان " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " . في هذا القول ضمان وامان . حياتنا ليست من اموالنا ، سنحيا كسبنا ام خسرنا . الكتاب المقدس ينادي بالاكتفاء ، ينادي بالقناعة . الاكتفاء ابن الايمان ، القناعة بنت الايمان . الاكتفاء ُ والقناعة توازن ٌ داخلي ناتج ٌ ونابع ٌ من الايمان بالله ، الايمان بالله الذي لا يهملنا ولا يتركنا ، الايمان بذلك اكتفاء واستفضال " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ........ لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ " . ولا نحصل على الإكتفاء والقناعة فجأة بل نحصل عليهما بالتدريب والتعليم . يقول بولس الرسول : " أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ " قد تعلمت " قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ." " قَدِ اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ وَاسْتَفْضَلْتُ " هكذا تعلّم بولس الرسول الاكتفاء بالارتكان على الله ، وهكذا تتعلم القناعة بالثقة والايمان به

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:12 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ

https://images.chjoy.com//uploads/im...b5a83739e7.jpg
في حياتنا في العالم نتعثر ونسقط ، نُهزم ، نفشل ، لا نحقق انتظارات الله ، نسقط في خطايا لم نكن نتصور انه يمكن ان نسقط فيها ، يا للعار . نقترف شرورا ً واثاما ً كبيرة ً لا يقترفها أشر الاشرار ، يا للخجل . كيف لا نصمد ، كيف لا نقاوم ونغلب . الشيطان عدو ٌ خبيث ، لكننا نعرفه ، نعرف انه عدو ٌ وأنه خبيث ، كيف ننخدع به ونسقط ؟ نحن ابناء الله ، نحن نحمل اسمه ، قبلناه ونلنا الحياة الجديدة ، كيف يحدث هذا ؟ نعرف عار الخطية ، نعرف طريق البر ، نعرف الخير ونميز الشر . كيف نسقط ؟ وما اصعب موقفنا حين نسقط ، معاناة والم وشقاء لا حد له ، يزيده ويضخمه اننا نكره الشر ، لدينا حساسية ضده ، لا نحبه ولا نحتمله . يقول بولس الرسول : " فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. " ( رومية 7 : 14 ، 15 ) هذه المعرفة وهذا العجز برغم المعرفة يصعب الامر علينا فنتألم ونشقى به " فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ." . بولس الرسول يضع يده هنا على السر : الصراع الدائر فينا بين الروح والجسد ويضع امامنا ايضا ً الرجاء : " إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ." ( رومية 8 : 1 ، 2 ) . هنا في مستودع الحياة الابدية نجد الحل ، ندرك نمو الطفل الجسدي وتقدمه وهو يقفز حولنا ويلعب ويضحك . وندرك نمو العقل الثقافي وتقدمه وهو يزداد معرفة ً وفهما ً بالتعليم والتثقيف ، وندرك نمو الحياة الاخلاقية والمثاليات حين نراقب كيف يقاوم بارادته الشر ، فوق ذلك كله نرى كيف ان الحياة في المسيح يسوع تهبنا الحياة الروحية الابدية "
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " ( يوحنا 3 : 16 ) . " وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ : أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً ، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. " ( 1 يوحنا 5 : 11 ، 12 ) . هذه الحياة الابدية سلاحنا لمواجهة صراعات الجسد ومحاربات الشيطان ، هذه الحياة الابدية التي في المسيح يسوع حررتنا من عبودية الجسد والخطية ، ولكي تضمن ان تحيا في الروح هذه الحياة المنتصرة عِش تحت سلطان الروح القدس . حين تتحد بالمسيح أنت تتحد بالروح القدس .


Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لحظة الانتصار

https://images.chjoy.com//uploads/im...9b3df10959.jpg

تأتي علينا اوقات نجد انفسنا في ظلام ، ظلام ٍ ثقيل كثيف ٍ حولنا . نفتح العيون على اتساعها لنرى ، لكن عيوننا لا ترى ، الظلام يملئها كلها . نفرك الجفون لعل العيب في العيون ، نقفلها ونفتحها عدة مرات ، لا يزال الظلام يسد كل شيء ، يملأ كل شيء ، لا شيء الا الظلام . الليل يحيط بنا يلفنا ، يحتوينا ، يغطينا بغلالته السوداء الثقيلة ، لا لون الا السواد ، والسواد يقتل كل الالوان يلون كل شيء بلونه ويضغط علينا بكل ثقله ، الظلام ثقيل ، السواد ثقيل ، يجثم علينا . ونقف حيارى ، هل سيبقى الليل ؟ هل سيدوم الظلام ؟ هل يسود السواد ؟ نعلم ان الفجر لا بد ان يبزغ ، الظلام لا بد ان ينجلي ، السواد لا بد ان يرحل فهناك شمس ، شمس ٌ قوية عظيمة ٌ آتية ، كرة ً هائلة من النار والنور ، نعلم قدرتها ، نؤمن بوجودها ، اختبرنا نورها ، عشنا في دفئها . قد لا نراها الآن فالظلام يملأ عيوننا ويعوق رؤيتنا لها . الليل يحل علينا بخيمته ويغطينا بدثاره ويلقي علينا برداءه ، لكننا نعلم ان النهار لا بد ان يطلع وضوءه سوف يمزق الاغطية . لا شيء مهما تجبّر وبغى يعوق طلوع النهار ، النهار قادم ٌ آت ٍ ، قد يتأنى ، قد يتأخر ، قد يتباطئ ، في لوعتنا نظنه ينسانا ، نتصور خطواته بطيئة ، نتخيل ان ساعاته متأخرة لكنه قطعا ً يجيء . السواد ثقيل ٌ سميك ، عرضه اميال لا تقدر انظارنا وايدينا أن تخترقه ، وتتوالى الساعات تتابع دقاتها ، تتحرك عقاربها نحو الامام ، نحو النور ، نحو النهار ، نحو انبلاج الفجر واشد الساعات ثقلا ً قبل الفجر . يتجبر الليل ويبغى ، يتراكم الظلام ويتكوم ، ينتشر السواد ويتمادى . وتشرق الشمس ، تأتي ، تحل تنزل بساحتنا ، تمد اذرعها القوية النيرة " وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا " ( ملاخي 4 : 2 ) . لم تخلف وعدها وموعدها ، لم تتأخر ، ولم تتباطأ ، ولم تتوانى . في موعدها تماما ً تجيء عند الفجر لحظة مجيء الشمس ، لحظة الانتصار . تأتي فيهرب الظلام ويركض فزعا ً أمام نورها ، يجري ويبتعد . تأتي فينتهي الليل ويلفظ انفاسه ويتحطم تحت أقدامها ، يموت الليل . تأتي فيختفي السواد ويلم أذيال ردائه وينحسر امامها يشحب ويختفي وتُشرق الشمس . نرى ، عيوننا ترى ، لا شيء يعوق ُ رؤيتنا . الشمس لا تتوقف عن الشروق

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ


https://images.chjoy.com//uploads/im...66a4b2c7e9.jpg
شبّه المسيح نفسه بالكرمة ، قال : " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ." والكرمة نبات ٌ معطاء ، شجرة ٌ كل ما فيها مفيد ٌ ونافع للكرّام وللناس ، ثمرها جيد ٌ للاكل ، العنب الطيب الحلو المذاق يغذي ويلذ اكله ، يؤكل طازجا ً ويؤكل جافا ً يؤكل جامدا ً ويشرب عصيرا ً كله فوائد وورقها يؤكل في بعض البلاد يطبخ ويشكّل ويؤكل كطبق ٍ شهي . وفروعها واوراقها توفر ظلا ً يحمي من حرارة الشمس وقسوتها وعادة ً ما ينبت بجوار الكرمة نباتاتُ أخرى تتغذى على غذائها ، ويدعونا المسيح ان نثبت فيه كأغصان متعددة تخرج من جذع الكرمة ، وثبات الاغصان بالكرمة يجعلها تحيا ويجعلها تحمل ثمار الكرمة ، وكما ان الغصن لا يقدر ان يأتي بثمر ِ من ذاته إن لم يثبت بالكرمة هكذا نحن لن نستطيع ان نأتي بثمر ٍ من ذواتنا ، لا بد ان نثبت في الكرمة والذي يثبت في المسيح يأتي بثمر ٍ كثير والذي لا يثبتُ فيه لا يحيا ولا يُثمر ، يجف ، يضعف ويذبل ويجف وينكسر ويسقط ويطرحونه في النار ، والذي يثبت في المسيح الكرمة تسري حياته فيه كما تسري حياة الكرمة ، يسري الغذاء والعصارة والحياة من قلب الكرمة الى قلوب الفروع ويسري الطعام الذي تمتصه الجذور من الارض الى اصغر غصن ٍ وأدق فرع وتمتد الاغصان وتكبر تُمسك في الكرمة من طرف ويمتد الطرف الآخر . وكلما ثبت الغصن بالكرمة كلما نما وكبر وانتشر وامتد الى الناس بالثمر . الثبات في المسيح يملئنا بالثمار ، يوفر الثمار للناس لتتناوله منا . كما ان علينا مسؤولية الثبات بالمسيح علينا مسؤولية العطاء للناس ، وكما نحب الله نحب الآخرين وكما نخدم الله نخدم الآخرين . قال المسيح : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ." وكما قال : " بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي." قال ايضا : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ........ بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." . وطوال ثباتنا فيه فنحن نعمل اعماله وننفذ وصاياه ونستمد منه القوة . كما احب نُحب ، كما غفر نغفر ، كما تحنن نتحنن ، كما بذل نبذل فالغصن يشبه الكرمة في كل شيء ويحمل نفس الثمر الذي تحمله وسوف يأتي اليوم الذي سوف نقف جميعنا أمامه لنقدم حساباتنا ، سوف يقيمنا عن يمينه ويقول : " تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ ........ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي ............. بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. "

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تَكْفِيكَ نِعْمَتِي

https://images.chjoy.com//uploads/im...bdf8e04906.jpg
الزهورُ والورود ُ تحتاج ُ الى النور لتنمو وكلما زاد النور زادت الوانها ، الا ان هناك بعض الزهور تنمو في الظلام في اماكن لا تشرق عليها شمس والعجيب ان هذه الزهور من اجمل الزهور وابهاها واغلاها واكثرها رونقا ً . وهناك مؤمنون ينمون في الظلام يُزهرون ويثمرون وسط الظلمة ِ والألم ، وكلما زادت المعاناة والضغوط والشدائد حولهم زادوا بهاء ً وجمالا ً وثمارا ً . بولس الرسول عاش حياة كلها ألم وعذاب واضطهاد ٌ وظلم ٌ ومعاناة وكان في وسط ذلك ينمو ويعلو ، يرتفع صوته برسالة الاكتفاء والفرح . أمسكوه هو وسيلا وحاكموهما وضربوهما بالعصي والقوا بهما في السجن واوصوا حافظ السجن ان يحرسهما جيدا ً فالقى بهما في السجن الداخلي ، ضبط ارجلهما في المقطرة وسط الظلام وسط الآلام وسط السجن ، وفي نصف الليل ظهر رونق الزهور ، ظهر جمال وبهاء هذا النوع النادر من المؤمنين ، كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون والسجان يسمعون . المؤمن وسط الظلام تنفتح نوافذ نفسه ويتدفق نور الامل والرجاء حوله ، تُحدق امام ناظريه مواعيد الله وعهوده ، يرى نعمة الله المتفاضلة ، يدخل الفرح من بين قضبان السجون ، يغزو السلام ظلمة الاضطهاد ، يُشع ذلك كله ويتبلور قتزداد اوراق الزهرة وتزهو الوانها . الاضطهاد يضغط على جوانب قطعة الماس فيزداد لمعانها وبهائها ، الالم يصقل المؤمن ويشحذه ويسن سلاحه ويقوي ايمانه . حين تنظر الى وجه المؤمن الذي يُزهر وسط الظلام تجده نيرا ً ، حين تتكلم مع ذلك النوع النادر من البشر تسعد بابتسامته . يقول الرسول بولس : " ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ ، مَرَّةً رُجِمْتُ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ . بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً ، بِأَخْطَارِ سُيُول ، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي ، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً ، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً ، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ " ظلامٌ ظلام ٌ ظلام ، آلام ٌ آلام ٌ آلام ، مشقات ٌ واضطهادات ، هكذا كانت حياة بولس ، ويقول له الرب : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي " فيقول : " لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ . لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ." هكذا كان بولس يُزهر وينمو في الظلام . هل حولك ظلام ، ظلال ، متاعب ؟ الله يريدك ان تُزهر وسط الظلام . تكثر الظلال حيث تكثر الانوار

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
داوم على الصلاة


https://images.chjoy.com//uploads/im...4ad057ecd7.jpg

يقول بولس الرسول : " فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ . وَلكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي ، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ " ( رومية 7 : 22 ، 23 ). قوتان تتجاذبان ، ناموسان يتصارعان ، قانوان متضادان مثل قانون الجاذبية حين نلقي شيء ٍ بقوة الى اعلى يواجه قوة الجاذبية ، قوة الدفعة ترفعه الى فوق وقوة الجاذبية تجذبه الى اسفل . وتختلف قوة الجذب حسب ثقل المادة ، يزداد ثقل الجذب بزيادة ثقل المادة ، هكذا تفعل قوة الجسد تجذب الروح الى اسفل إن استطاعت بقوة وكل مؤمن يُدرك هذه المشكلة ويعرف كيف يكون صراع الجسد وهو يجذبنا لاسفل ، وتزداد قوة الجذب في المركز ، مركز الجسد ، الذات ، النفس ، الأنا . أنا اريد ، أنا أحب ، أنا أرغب ، أنا أختار ، أنا أفضّل ، أنا ، أنا . وسقوط الروح دائما ً يكون نحو الذات وبسبب الذات ، نحو الأنا ، الا انه عندما يجذب الجسد الروح الى اسفل يتصدى له ناموس الحياة في المسيح "لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ." ( رومية 8 : 2 ) . هذا الناموس ، هذا القانون ، روح الحياة هذا يدفعني الى فوق الى أعلى . وطوال امتلائنا بالروح ، طوال سلوكنا بالروح ، طوال حياتنا بالروح نعلو ونعلو . مع اول خيوط الفجر نسمع العصافير تغني وتغرد وتشدو لنور الصباح لكن لا يمكن لأي قوة أن تُسكت تغريد الطيور وهي تستقبل ضوء النهار ، هكذا لا يمكن لأي قوة أن تغلب ارتفاع الروح الى أعلى ، لا يمكن . إذا سافرت بالبحر وبينما المركب تمخر المياه وتسير تشق البحر تجد الطيور تتبع السفينة تحوم حولها وتصاحبها رحلتها ومهما حاولت أن تبعدها لا تستطيع ، لا يمكن ان تطردها بعيدا ً . والروح يعمل حسب ناموس ٍ وقانون ، ناموس روح الحياة ، وكأي قانون له نظام ، نظام ٌ لطاعته ونظام لعصيانه ِ ، تعادلية نظامية . إن قاومت قانون الروح أحزنته واحزان الروح ليس بالامر الهين . ارجع وابحث عن السبب ، ابحث عن الخيط الذي اسقطته من يدك ، امسك بخيط الطاعة لله من جديد ، تمسك به بقوة واصرار ، اعترف بعصيانك وتب واندم وعد الى محبتك الاولى ، طاعتك الاولى . داوم على الصلاة ، على قراءة الكلمة ، على التمسك بوعود الله . داوم على التواجد في حضرة الله في خلوة ، في عبادة ، في كنيسة . استعد قوتك الروحية وقدرتك على مقاومة جاذبية قانون الجذب . ارتفع الى فوق باجنحة النسور الى اقصى ارتفاع

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أَنْتُمْ شُهُودِي ، يَقُولُ الرَّبُّ

https://images.chjoy.com//uploads/im...f2100b5640.gif

حين حان الوقت ليبدأ المسيح ارساليته على الارض بدأ يجمع تلاميذا ً حوله وذهب الى بحر الجليل ودعى سمعان واندراوس أن يتبعاه ليصبحا صيادي ناس ، ثم يعقوب ويوحنا كانا يصلحان الشباك ناداهما ، تركا السفينة وأباهما وتبعاه ، وهكذا جمع المسيح تلاميذه ، أقام اثني عشر ليكونوا معه ليرسلهم ليكرزوا . لم يُرد ان يكونوا بطانة ً له ، لم يُردهم زحاما ً حوله ، لم يخترهم عزة ً وعزوة ، ارادهم ان يكونوا معه يرون ما يعمل ويسمعون ما يقول حتى يرسلهم ليشهدوا ، وفي نهاية ايامه على الارض بعد قيامته من الاموات ، عند صعوده الى السماء وقف وسطهم وقال لهم : " لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ " . وهكذا ارسلهم المسيح الى العالم ليشهدوا به عما سمعوه ورأوه معه . وعلى الطريق الى دمشق ظهر المسيح لشاول واختاره ودعاه ليشهد له . جعله يحول اختياره ويحول حياته ويسمع ُ لصوت الله ويطيع اختيار الله . رأى الله فيه اناء ً مختارا ً ليحمل اسمه امام امم وملوك وبني اسرائيل ، وقال له حنانيا : " إِلهُ آبَائِنَا انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ ، وَتُبْصِرَ الْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتًا مِنْ فَمِهِ.لأَنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَاهِدًا لِجَمِيعِ النَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ. " لجميع الناس . وكما انتقى الله تلاميذه ليشهدوا وبولس ليعلن ما رأى وسمع ، هو اليوم ينادينا ويختارنا ان نشهد له " أَنْتُمْ شُهُودِي ، يَقُولُ الرَّبُّ "
، وما زال صوته يعلو : " اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا " . الشهادة مسؤولية ٌ كبيرة على الشاهد . الشهادة اعلان شيء ٌٍ تم رؤيته ويجب اعلانه . الشهادة ُ واجبة ٌ على الشاهد وعدم اذاعتها جريمة ٌ يعاقب عليها القانون . ويقول بولس الرسول : " الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. ". العالم ُ حولنا ، الخليقة كلها ، الحقول كلها مبْيَضة وجاهزة ٌ للحصاد . العالم يعاني ، العالم يصرخ : إني معذب ٌ في هذا اللهيب ارحمني ، ارحمني ، ويسمع الله الصوت ، صوت الصراخ ويتوجه الينا نحن شهوده ويقول ، يقول لكل واحدٍ منا من شهوده : اذهب ، اذهب وحدّث " كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ ". الله يريد شهوده ان يشهدوا ، الله يهبك الروح القدس لتشهد له ، الناس حولك اشهد ، اشهد به ، إشهد له

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل تحتمي في دم المسيح ؟


https://images.chjoy.com//uploads/im...5b702b6444.jpg
ارسل الله موسى الى فرعون ليأمره بأن يُطلق شعبه من مصر ، وتقسى قلب فرعون ، تكبر على الله وعصاه ، عاند وقاوم ورفض وتوالت ضربات الله عليه ضربة ٌ وراء ضربة ولم يخضع فرعون للرب . ضرب الله ضربته الاخيرة ، ارسل الله الموت ليحصد كل الابكار ، كان على ملاك الموت ان ينزل الى الارض ويحصد حياة كل بكر ٍ فيها وفرق الله بين ابكار شعبه وابكار فرعون ، اراد ان ينقذهم من الموت فأمر موسى أن يوصي الشعب بأن يذبحوا الذبائح و يأخذوا من الدم المسكوب . هم ياخذون الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا علامة ً من دم وقال الله " فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ " ، يموت ُ كل بكر ، كل فاتح ِ رحم ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها . حين يجتاز الموت ليحصد الابكار " وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا ، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ ". ياتي الموت يتجول في الارض يمد منجله ويحصد النفوس ، يمد ذراعه ُ ليخطف كل بكر يخطفه ويقتله كأمر الرب الا الابكار الساكنين في بيوت ٍ على قوائمها واعتابها علامة ُ دم ، الذي يختفي خلف الدم ينجو ، دم الذبيحة ينقذه من الموت ، انتشرت رائحة الموت في الخارج ، حصد المحكوم عليهم في عبائته ، علا الصراخ فالموتُ حل بالارض ، الموت ُ يقوم بمهماته الا ان كل بكر بداخل البيت الذي يحمل الدم كان في منجاة ٍ منه وأمان ، الدم وقف ستارا ً بين الموت وبين الناس الذين يحتمون بالدم . كل صرخة ٍ تعلو إثر موت أحد كانت تهز ُ قلوب الناس فزعا ً لكن النظر الى الدم الموضوع الى الابواب كان يعيد الامان اليهم ، كان يرى الدم فيعبر ، كان الدم يُبعد الموت َ عنهم .
هل تختفي خلف الدم ؟ هل تحتمي في دم المسيح ؟ هل هو علامةٌ على قلبك ؟ هل اخذتَ من دم الذبيحة الخالدة وجعلته على قوائم حياتك ؟ إن كنت قد فعلت َ ذلك فأنت في أمان ٍ من الموت ، لن يقترب الموت منك ، لا يقدر ، لا يستطيع ، لا يصل اليك ، أنت في أمان تحت حصانة الدم . مهما علا الصراخ في الخارج ، صراخ الانتقام والعقاب ، مهما ارتفعت السنة اللهيب في الخارج ، لهيب غضب الله ، أنت في أمان ، الانتقام والغضب سيرى الدم ويعبر ، لا دينونة ، لا موت ، في دم المسيح خلاص تام لك وأمان . عش في أمان فعلامة الدم عليك .احيا في طمأنينة فالقصاص سيعبر عنك

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الهك يُسرع اليك

https://images.chjoy.com//uploads/im...dcf84b1e80.jpg

في وسط ِ ضجيج التجارب والمتاعب تصخب حولنا وتهدر ُ وترعد وتتصايح ، حين تلطمنا الخطوب من كل جانب ، حين نسقط تحت أقدام الضيقات ، حين لا يملأ آذاننا الا الصراخ ، حين لا ترى عيوننا الا العواصف ، لما تضغظ ُ علينا المتاعب تدوسنا وتحطمنا ، حين يعتصرنا الألم والمعاناة ، في فشل ٍ مطروحين ، في فراش ٍ عاجزين ، في ظلم ٍ متردين . أيدينا عاجزة ، قلوبنا حزينة ، أرجلنا مشلولة ، نفوسنا مكسورة ، نستنجد بمن حولنا ، أين الأخ والاخت ؟ أين الأب والأم ؟ أين الصديق ؟ تحولوا عنا ، ابتعدوا ، اشاحوا بوجوههم ، أنصرفوا ، تركونا . لكننا نعلم أن الله هناك في العاصفة موجود ٌ وسط التجربة لا يتحول أبدا ً عنا لا يبتعد لا يهملنا ولا يتركنا ، هو هناك . ونرفع اصواتنا نرفعها قوية أو ضعيفة في صراخ ٍ أو في همس ، يسمعنا أذناه حساستان لصوتنا تلتقطان الصراخ وتسمعانه ، ويُسرع لنجدتنا . الرب يميّز التقي ، الرب يسمع عندما ادعوه . حين صرخ الشعب وبكوا سمع صوتهم وأسرع ينجّيهم ويرفع ُ عنهم الظلم . حين رفع المسيح وجهه اليه في جثسيماني في معاناة ٍ في صمت أرسل من يقويه . قل مع ميخا النبي : " وَلكِنَّنِي أُرَاقِبُ الرَّبَّ ، أَصْبِرُ لإِلهِ خَلاَصِي. يَسْمَعُنِي إِلهِي." ( يسمعني الهي ) " لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي ، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي " . لا تجاهد وتصارع العاصفة ، لا تستدعي الناس العاجزين مثلك ، اطلب الرب ، ابكي ونُح واصرخ وادعوه ، يأتي قطعا ً ويستجيب . الرب يسمعك ، الهك يسمعك ، اذناه وقلبه متجهون نحوك ، هو يُصغي لصراخك خصوصا ً حين يقسو العالم عليك ويتجبر . حين يحل بك الظلم ، حين يتعسفون " لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي " لا تشمتي . الهي حي ، الهي يهتم ، الهي يبالي ، الهي يستجيب ، الهي يسمعني ، الهي يحفظ العهد ، الهي ينفذ الوعد ، الهي يسرع بالانقاذ والنجدة . قال : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. " وأنا ارفع المعاناة عنكم وأنا احمل الاثقال عن كواهلكم "فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي ، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ." . قف بثقة وسط العاصفة ، انفض الخوف عنك ، لا تهتز وترتعب من صوت الرعد حولك ، لا تفزع ، الهك يسمعك ، الهك يُسرع اليك ، الهك ينقذك

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كلام الله قادر ٌ

https://images.chjoy.com//uploads/im...9ffa9650a0.jpg
قد لا ترى الله ، " اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ " لا تحصره ُ عين لا يعاينه ُ بصر لا تحدده ُ أوصاف لا يحتويه نظر لكننا وإن كنا لا نراه نعرفه ، نعرف الله من كلامه ، يوفّر الله لنا كلامه الذي يكشف لنا عن ذاته . في كلام الله نور ٌ يُرينا الله . في كلام الله حق ٌ يقربنا منه . كلام الله لنا حياة . في كلام الله وعود ٌ تحيينا . في كلام الله بركات ٌ تشفينا . في كلام الله وصايا تقودنا . ويوصينا الله بكلامه فيقول : " اِحْفَظْ وَاسْمَعْ جَمِيعَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا لِكَيْ يَكُونَ لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْرٌ إِلَى الأَبَد ِ، إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ وَالْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ " ( تثنية 12 : 28 ) . نرى الله ونرى الطريق ونعرف السبيل حين نعرف كلام الله ونعمل به . نسمع الله ونتبع وصاياه فيحل ُ بنا خير ٌ وتنزل ُ علينا بركاتٌ وفيرة . قال المسيح : " إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ " . تكلم المسيح مع الناس وما يزال يتكلم ُ في كتابه المقدس كلامه المقدس . وكلام الله متاح ٌ لكل الناس ، بين ايديهم ، بين ايدينا . كلام الله ليس حروفا ً مكتوبة . كلام الله ليس صوتا ً ناطقا ً مسموعا ً . كلام الله حي " كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ " . كلام الله قادر ٌ قوي سيف ٌ ذو حدين ، كلمته ُ خارقة . " إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ " . كلام الله به قوة الله . كلمة الله فيها كل صفات الله أزلية ٌ أبدية ، قوية ٌ قادرة تعمل ُ كل شيء . يقول الله : " لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ ، هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي . لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً ، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ. " ( اشعياء 55 : 10 ، 11 ) . كلام الله ، كلمة الله بها حياة ٌ تنبض . كلام الله ، كلمة الله بها قوة ٌ تغلب ، استخدمها المسيح ليغلب بها الشيطان ويدحره ونحن بها نحيا ونغلب . يقول المسيح : " إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." ( يوحنا 15 : 7 ) . هل تُدرك الكنز الذي بين يديك ، كلام الله ، كتاب الله المقدس ؟ هل تقرأه ، تلهج ُ فيه ؟ تحيا فيه وبه ؟ هل تطيعه ُ وتسير على هداه . تمسك بكلمة الله ، اقرأها واسمعها واحياها وطعها . كلام الله حق ، كلام الله قوة ، كلام الله حياه

Mary Naeem 09 - 08 - 2014 06:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لِمَاذَا تَرَكْتَنِي


https://images.chjoy.com//uploads/im...bed0337da0.jpg
عندما اقترب موعد الصليب ، عندما بدت صورة الجلجثة قريبة ، جلس المسيح وسط تلاميذه يشجعهم ، قريبا ً سيواجهون تجربة ً صعبة ، سوف يقبضون عليه ويأخذونه منهم ، سوف يرفعونه على الصليب ويقتلوه ، سيتركهم وحدهم ، ما اصعب الوحدة َ عليهم ، كيف يعيشون بدونه . انقبض قلب المسيح وهو يفكر فيهم ، تألم لهم وهو يتصور ما سيحدث لهم ووجه كلامه الى بطرس ، قال الرب : " سِمْعَانُ ، سِمْعَانُ ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. " ( لوقا 22 : 31 ، 32 ) . أنعم علينا الله بالكثير من البركات والنعم وأهم تلك البركات هو الايمان فلو فقدنا كلَ شيء ، لو خسرنا كل شيء ، لو ضاع منا كل شيء الا الايمان لما خسرنا شيئا ً .كل ُ شيء ٍ يضيع يضيع ، كل شيء يُفقد يُفقد ما عدا الايمان . أدرك المسيح ذلك ، أدرك الخطر الذي سيواجهونه ، خطر َ تركه ِ لتلاميذه ، سيهجرهم ويصعد ُ الى الآب وما أصعب الهجران عليهم ، ما اصعب الهجران ، المسيح يدرك قسوته يعرف مقدار الم الهجران حتى انه صرخ على الصليب : " لِمَاذَا تَرَكْتَنِي " ، ويدرك ان لا شيء يستطيع ان يصمد ضد الهجران الا الايمان لذلك طلبه المسيح له . قال بولس الرسول : " جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ " ( 2 تيموثتوس 4 : 7 ) حفظ الايمان ونال المكافأة ، فاز بالسباق ، وُضع َ له اكليل البر ، نال اكليل البر الذي يهبه له في ذلك اليوم الرب الديان العادل وهذا الاكليل ليس قاصرا ً عليه بل يهبه الله ليس لبولس الرسول وحده " بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا " . ما اعظم ان ندرك اهتمام الرب بأن لا يضعف ايماننا أو يفنى . الايمان اعظم ُ هبةٍ من الله للمؤمن والحفاظ على الايمان واجب المؤمن . مات بولس الرسول شهيدا ً ، قطعوا رأسه ، فقد رأسه ولم يفقد ايمانه . مهما تمادى العالم ضدنا ، مهما قاومونا واضطهدونا فنحن ُ نحفظ ايماننا . وبعد ان قال الرب ذلك لبطرس قال له : " وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ " وهذا واجب المؤمن يحفظ ُ ايمانه ويثبت ايمان اخوته . لكن بطرس في اندفاع قال له : " يَا رَبُّ ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ " . كان يثق ُ بنفسه ، يثق ُ بقوته ، يثق ُ بايمانه . لكن المسيح قال له : " لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي " وهذا ما حدث تماما ً . الايمان هبة ٌ من الله ونحن نعمل على ان نحفظه والايمان الذي من الله ينمو ويزيد ويقوى بالارتكان على الله ، على الله وحده


الساعة الآن 12:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025