منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإحتفال بأعياد القديسين
إعداد القس يوحنا ميشيل - كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة
أولاً : الأساس الكتابى : الشفاعة وصداقة القديسين
مقدمة عامة :
+ الشفاعة :
حتى خمسة قرون خلت لم تكن هناك قضية بالنسبة لشفاعة القديسين - صلواتهم وطلباتهم وتوسُّلاتهم من أجل المؤمنين - ولم يكن بينها تناقُض وبين شفاعة المسيح الفريدة. وكان مفهوماً حدود الدور الذي رسمته لهم إرادة الله ونعمته، كأعضاء أحياء ضمن الكنيسة المنتصرة أو كرفاق للمؤمنين في الكنيسة المجاهدة، تؤيِّده أحداث الكتاب المقدس ووصاياه على مدى العصور.
ولم تتحوَّل شفاعة القديسين إلى قضية جدلية لا داعي لها إلاَّ في القرون المتأخِّرة عندما غالى البعض (كنيسة روما) في قيمة دورهم ، الأمر الذي رآه غيرهم (البروتستانت) تجاوزاً، ومَن ثمَّ استبعدوه كلِّيةً إذ رأوا فيه انتقاصاً من عمل المسيح الكفَّاري - رغم مجافاة هذا الفكر لروح الكتاب - فحرموا أنفسهم ومن تبعهم دون مبرر من معونة أتاحتها نعمة الله. وبمُضيّ السنين بدأ التخلِّي عن كثير من أُسس الحياة الكنسية وعقائدها وتقاليدها. وطال التغيير شكل الكنيسة نفسها، فتجرَّدت من هيكلها ومذبحها وصور شهدائها وقديسيها. وهكذا استُبعِد الجيد مع الرديء، وعانى جسد المسيح جراحاً جديدة، وتضاعفت المصاعب أمام وحدة الكنيسة.
+ مقدمة لُغوية لكلمة الشفاعة :
المعنى الحرفي للشفاعة Intercession: هو الوساطة والتدخُّل لحساب مَن يحتاج لدى مَن يملك الحاجة
ويُقابلها في اللغة اليونانية عدد من الكلمات مثل: باراكليتوس وباراكليتون Paraklhton (باراقليط)، وتعني وسيط mediator، شفيع، محامٍ، محاجّ، معزٍّ (أي 16: 2؛ يو 14: 26،16؛ 15: 26؛ 16: 7؛ رو 8: 34،27،26؛ عب 7: 25؛ 1يو 2: 1)؛
وإنتينخاني (باليونانية) Enthgxanei بمعنى يتوسل، يتضرَّع، يلتمس، يستغيث (دا6: 13،12؛ أع25: 24؛ رو11: 2؛ 1تي1:2؛ يع5: 16).
وفي الكلمات اليونانية والقبطية:
- برسفيا
~precbi~a وهي يونانية بمعنى شفاعة أو سفارة (لو 14: 32؛ 19: 14)
- إفكي (إفشي
euxh) باليونانية أو إشليل ~}lhlبالقبطية، بمعنى صلاة
- بروستاتيس
~proctathc واستُعملت في الكتاب المقدس للمؤنث بمعنى مُعينة (مثل فيبي - رو 16: 2،1)
+ شهادة كلمة الله :
1. صلُّوا بعضكم لأجل بعض:
إن طبيعة الكنيسة كجسد المسيح، هو فيه الرأس، الذي يلتحم به أعضاء الكنيسة على الأرض وفي السماء، الذين في محبتهم يهتمون ببعضهم اهتماماً واحداً (1كو 12: 25)، وفي اسم المسيح يُقدِّمون طلباتهم من أجل أنفسهم ومن أجل الآخرين.
إن الكتاب نفسه يحثُّنا أن نصلي بعضنا لأجل بعض (يع 5: 16)، وحتى من أجل أعدائنا الذين يُسيئون إلينا (مت 5: 44) كي يغفر الله لهم ويُغيِّر نهج حياتهم.
والقديس بولس، كما يذكر الآخرين في صلواته بلا انقطاع (رو 1: 9؛ 2كو 13: 7؛ أف 1: 16؛ 3: 14-19؛ في 1: 4،3؛ كو 1: 3، 9-12؛ 1تس 1: 2؛ 3: 10؛ 2تس 1: 11؛ 2تي 1: 3، فل 4)، هو يطلب «أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكُّرات لأجل جميع الناس» (1تي 2: 2،1)؛ بل إنه يطلب الصلاة من أجله (رو 15: 30؛ 2كو 1: 11؛ 1تس 5: 25؛ فل 22؛ عب 13: 18) ومن أجل خدمته: «مُصلِّين بكل صلاة وطلبة... لأجل جميع القديسين ولأجلي لكي يُعطَى لي كلام عند افتتاح فمي» (أف 6: 19،18).
وعندما أُلقي القديس بطرس في السجن، صعدت من الكنيسة «صلاة بلجاجة إلى الله من أجله» (أع 12: 5)
وفي إرسالية برنابا وشاول صامت الكنيسة وصلَّت من أجلهما (أع 13: 3).
ومُعلِّمنا يعقوب يطلب الصلاة من أجل المرضى «وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يُقيمه، وإن كان قد فعل خطية تُغفر له» (يع 5: 15).
وكما كان - ها هو كائن - فالكنيسة في صلواتها اليوم تطلب من أجل سلامها، ومن أجل خُدَّامها، ومن أجل خلاص العالم، ومن أجل المرضى والمسافرين والمعوزين؛ بل هي تُصلِّي أيضاً من أجل الطبيعة: أهويةً ومياهاً وعُشباً وزرعاً وثماراً وحيواناً؛ كما تُصلِّي من أجل كل مَن له تعب في خدمة الله بكل نوع؛ وتذكر الراقدين والقديسين كما تطلب صلواتهم. وشماس الهيكل في ختام صلوات القداس يُنادي الشعب: ?اطلبوا عنا وعن كل المسيحيين الذين سألونا أن نذكرهم في بيت الرب?.
شفاعتنا بعضنا لأجل بعض هي استجابة لصوت الإنجيل. وإذا كان الرسل وهم تحت الآلام يطلبون صلوات الكنيسة عنهم، فليس غريباً أن نطلب صلواتهم - أي شفاعتهم - وهم في المجد.
2. الله يُكرم قديسيه:
- كلمات الكتاب تشهد بإكرام الله لقديسيه: «أُكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون» (1صم 2: 30)؛ «إن كان أحد يخدمني، يكرمه الآب» (يو12: 26)؛ «الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني» (لو10: 16)؛ «ذِكْر الصدِّيق للبركة» (أم 10: 7)؛ «الصدِّيق يكون لذكْرٍ أبدي» (مز112: 6) «اذكروا مرشديكم الذين كلَّموكم بكلمة الله انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم» (عب13: 7)
- والكتاب يصف الأبرار أنهم «يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردُّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور» (دا 12: 3)، ويضيئون «كالشمس في ملكوت أبيهم» (مت13: 43) «وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم» (عب11: 38) «طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها» (يع5: 16-18)
- بل إن الله نسب نفسه إلى قديسيه قائلاً: «أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب» (خر 3: 16،15،6؛ 4: 5؛ مت 22: 32؛ مر 12: 26؛ لو 20: 37؛ أع 7: 32) وتعاهَدَ معهم، ومن هنا كان الآباء والأنبياء يتشفعون بهم لكي يتحنن الله عليهم (تك 32: 9-11؛ خر 32: 11-13؛ تث 9: 27،26؛ 1مل 8: 22-26؛ 1مل 18: 36-38؛ 2مل 13: 23،22؛ 1أخ 29: 10-18؛ 2أخ 6: 42).
- وقد وبَّخ الله هارون ومريم لمَّا تقوَّلا على موسى قائلاً عنه: «هو أمين في كل بيتي، فماً إلى فم وعياناً أتكلَّم معه» (عد 12: 8،7)
- ومن أجل قديسيه كان الله يفيض ببركاته ويتحنن بغير طلب أو حتى بعد انتقالهم من العالم:
+ الله «ذَكَرَ إبراهيم» (تك 19: 29)، وأنقذ لوطاً من وسط الهلاك الذي عوقبت به سدوم وعمورة.
+ والرب بارك بيت فوطيفار بسبب يوسف: «وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل» (تك 39: 5).
+ وبسبب خطية سليمان حَكَمَ الله بتمزيق مملكته، ولكنه من أجل داود - الذي توسَّل به سليمان إلى الله (مز 132: 10) - لم يفعل ذلك في أيامه «بل من يد ابنك أُمزِّقها... بل أُعطي سبطاً واحداً لابنك لأجل داود عبدي...» (1مل 11: 11-13)، ويكرر عهده هذا مع يربعام (1مل 11: 31-36). ومن أجل داود أيضاً لم ينزع الرب مُلْك يهوذا من أبيام حفيد أبشالوم (1مل 15: 1-5) ويهورام بن يهوشافاط (2مل 8: 19)، وأنقذ أورشليم من ملك أشور (2مل 19: 32-34).
+ كما وعد تلاميذه قبل أيام من صليبه: «أنتم الذين تبعتموني، في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كُرسيِّ مجده، تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسيّاً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» (مت 19: 28). بل إن أسماء الرسل ستكون مكتوبة على أساسات سور أورشليم الجديدة النازلة من السماء (رؤ 21: 14).
سحابة الشهود:
"لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عب12: 1)
والكنيسة تُقدِّم القديسين نماذج للمنتصرين، تحتفي بهم وتُعرِّف المؤمنين بجهادهم لتُشدِّدهم في مسيرتهم، وهي تكرِّمهم كما تكرِّم الدولة شهداء الدفاع عن سلامتها.
هؤلاء الذين كانوا مع الرب وكلَّمونا بكلمة الحياة، وشهدوا بحياتهم وموتهم لإيمانهم وحبهم للملك المسيح، فصاروا لنا قدوة، كما يبقون إلى النهاية سنداً وعوناً للمجاهدين إلى أن يستوطنوا عند الرب وينضموا إلى صفوفهم.
أهل بيت الله:
"فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً ، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ" (اف 2 : 19)
- البنوة والإنتماء
- الألفة مع الكنيسة والوعى بها
- الفخر بأصالة كنيستنا ونقاء تعاليمها
- الفخر بهذه العائلة: نحن فخورون بهذه العائلة الضخمة المقدسة من آبائنا القديسين التي تضم أطفالاً، وكبارًا، ورجالاً، ونساءً، وشباب من شهداء، ورهبان، وقديسين، وكهنة، وعلمانيين
- العمل الجماعى بروح الفريق
- المساندة وحياة الشركة (جسد واحد وأعضاء كثيرين)
صداقة القديسين :
تطبيق عملى حقيقى مُعاش .. أمثلة :
- طوبيا والملاك
- القديس باسيليوس وأبو سيفين
- البابا كيرلس ومارمينا .. إلخ.
ثانياً : الإفخارستيا محور الإحتفال
المسيح محور الإحتفال :
«اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي» (لو10: 16)
الله نفسه مُمجد في قديسيه.. "متى جاء ليتمجد في قديسيه ويُتعجب منه" (2تس1: 10). لذلك فحينما نُمجد القديسين فإنما نحن نُمجد الله فيهم.
وقد أعطاهم الله مجدًا يفوق الوصف "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد" (يو17: 22)
واعتبرهم نظيره "من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني" (مت10: 40)
فنحن في إكرامنا للقديسين نسير على خُطَى الرب ووصاياه، كما أننا في الحقيقة نُكرِم بذلك مَن أرسلهم ونُمجِّد مصدر صلاحهم وقداستهم، وهو الله.
القداس والإفخارستيا أساس الإحتفال:
وفيما تكرِّمهم الكنيسة تُكرم الله. فالاحتفاء بعيد القديس (أو القديسة) لا يتم إلاّ من خلال القداس، فهذا القديس لا يُكرَم وحده بعيداً عن سيده، وإنما في ظل تمجيد سيده المسيح وتذكار صليبه وموته وقيامته في صلوات الإفخارستيا، والذى بواسطتهم إستحق القديس هذا التكريم .
ثالثاً : مكانة القديسين فى الكنيسة القبطية
أسباب تكريم القديسين:
+ لأنهم صاروا لنا كأنوار كاشفة، وعلامات للطريق.
+ نكرمهم حسب وصية الكتاب : "اذكروا مُرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتَمثَّلوا بإيمانهم" (عب13: 7)
+ ونحن نكرّمهم لأن الله نفسه يُكرمهم.. "فإني أُكرم الذين يُكرمونني، والذين يحتقرونني يصغُرون" (1صم2: 30)
+ وسوف يأتي السيد المسيح في مجيئه الثاني مع جماعة القديسين "في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه" (1تس3: 13)، "هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه" (يه14).
+ بل وسوف يشتركون في دينونة العالم "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟" (1كو6: 2)، "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثنى عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر" (مت19: 28).
+ والقديسون هم الذين عرّفونا مشيئة الله "التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر" (أع3: 21)، "كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر" (لو1: 70)
+ وسوف نتشارك معهم في المجد الأبدي.. "شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور" (كو1: 12)
"أما قديسو العلي فيأخذون المملكة ويمتلكون المملكة إلى الأبد وإلى أبد الآبدين" (دا 7: 18)
+ والقديسون معنا في شركة عضوية جسد المسيح، وهذه العضوية لا تنتهي بانفصال الروح عن الجسد، بل بالعكس تستمر وتتأصل إلى الأبد..
نحن أغنياء بجماعة القديسين، وصلواتهم عنا في كل حين.. شفاعتهم المقدسة تكون معنا آمين.
مظاهر تكريم القديسين:
فى أعياد السنة الطقسية:
+ كتاب السنكسار يُسجِّل لكل يوم من أيام السنة حياة قدِّيسي الكنيسة وآبائها، خاصةً الذين قدَّموا حياتهم على مذبح الاستشهاد.
+ وهناك ألحان كثيرة لمثل هذه المناسبات ضمن صلوات القدَّاس تتغنَّى بحياة القديس أو الشهيد، وخاصة ما يتعلَّق بالعذراء، ولكن كلمات اللحن تقترن أيضاً بتمجيد الله وتسبيحه. وعندما يُقام ?تمجيد? للقديس في عيده فهو في حقيقته تمجيد لله الذي أفاض نعمته على هذا القديس وساند جهاده ، فظل أميناً حتى النهاية وأكمل سعيه بسلام.
فى قراءات كتابية مناسبة لكل إحتفال وعيد: فى القطمارس الدوار (الخاص بأيام السنة) توجد (خمس وخمسون قراءة) وبقية أيام السنة موزعة عليها، بحيث تقرأ:
+ قراءات (22 طوبة) نياحة القديس أنطونيوس، تقرأ فى الأيام الاخرى التى نحتفل فيها بآباء الرهبنة
+ قراءات (8 توت) نياحة موسى النبى تقرأ فى أعياد نياحة الأنبياء مثل أشعياء ودانيال وهوشع...
+ قراءات (29 هاتور) نياحة البابا بطرس خاتم الشهداء تقرأ فى أعياد نياحة الباباوات البطاركة الأقباط الآخرين
+ قراءات عيد نياحة البابا يوحنا ذهبى الفم فتقرأ فى أعياد نياحة البطاركة العموميون (روما والقسطنطينية والأرمن.. إلخ)
+ قراءات عيد نياحة القديسات: هلبيس وبستي وأغابي وصوفيا وثاؤبستا تقرأ فى أعياد نياحة العذاري القديسات
+ وهكذا الشهداء تقرأ لهم الفصول الخاصة بالاضطهاد والاستشهاد "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد..." إلخ.
+ وبعدما يُقرأ فصل من الابركسيس (أعمال الرسل) وهو السفر الذي يحكي تاريخ الكنيسة والذي ما يزال مفتوحاً (السفر الوحيد الذي لم يُختم) يأتى بعد ذلك السنكسار (تذكار اليوم) وهو سير الآباء، حيث تؤكد الكنيسة من خلالها أن هناك كثيرين جاءت حياتهم كترجمة للوصية وإنجيلاً معاشاً وأن السنكسار أيضاً ما زال مفتوحاً.
فى إكرام الرفات المقدسة:
- تاريخ إكرام رفات القديسين
- بناء الكنائس على رفاتهم
- دورة تمجيد القديسين (الزفة)
- تطييب رفات القديسين
- تقديم أيادى بخور
فى الصلوات الليتورجية:
1. في ليتورجيا الصلوات والتسبيح:
تسبحة الكنيسة السنوية والكيهكية تذخر بطلب شفاعات القديسين وصلواتهم (الثيئوطوكيات - الخاصة بالعذراء - ومجمع القديسين) وتمجيدهم، مُرافقاً لتسبيح الله وتمجيده (الذكصولوجيات والهوسات والإبصاليات) والتغنِّي بالمزامير والأحداث التي ساند فيها الرب قديسيه مثل: عبور الإسرائيليين البحر الأحمر بقيادة النبي موسى، وإنقاذ الرب للفتية الثلاثة من أتون النار؛ وهذا كله في قالب غنائي يضم مجموعة من الألحان الرائعة التي ظلت حية في أفواه القديسين على مدى القرون يرفع المشاعر بل والكيان كله لله.
2. في ليتورجيا القداس:
في القداس الإلهي تتحقَّق أسمى درجات عبادة المؤمنين وأقدسها حيث تجتمع الكنيسة حول المسيح الذي يُقدِّم جسده ودمه بيد خادمه الكاهن وبحضور الملائكة والجمهور غير المنظور من قديسيه المنتصرين.
وخلال الصلوات يـُذكَر القديسـون بـاعتبارهم حاضرين في الكنيسة كأحياء مع الملائكـة القائمين حـول المذبح والذيــن يحملون صلوات العابديـن مع البخور إلى العرش السماوي ... فهناك لحن الهيتينيات الذي يطلب شفاعة العذراء والملائكة والمعمدان ، وصلوات الرسل والشهداء وقدِّيسي اليوم ، ولحن طاي شوري ، وشيري ماريا ، وآكسيا (مستحقة... للقديسة) وآكسيوس (مستحق... للقديس)، ومجمع القديسين ... وهكذا، فالكنيسة هنا أيضاً تذكر وتتشفَّع بالقديسين المنتقلين، ولكن في ختام المجمع (في القداس الكيرلسي) تُعقِّب مستدركة باتضاع على لسان الكاهن: إننا يا سيدنا لسنا أهلاً أن نتشفع في طوباوية أولئك القديسين، بل هم قيامٌ أمام منبر (عرش) ابنك الوحيد، ليكونوا هم عِوَضاً عنا يتشفعون في ضعفنا ومسكنتنا. كُن غافراً لآثامنا من أجل طلباتهم عنا ومن أجل اسمك القدوس المبارك الذي دُعِيَ علينا. والشعب بعد ذلك يهتف: بركتهم المقدسة فلتكن معنا آمين...، ولكنه أيضاً يطلب لهم الراحة: يا رب نيِّحهم آمين. فالكنيسة والقديسون، إذن، يتبادلون الشفاعة عن بعضهم البعض أمام الابن الوحيد حامل خطايا الجميع (1يو 2: 1).
والعلاَّمة أوريجانوس يقول:إن الطوباويين الذين رحلوا يحضرون بالروح في اجتماعات الكنيسة... بل ربما أكثر مما كانوا بالجسد. فلا يليق أن نستخف بصلواتهم.
وقصص ظهور القديسين للأتقياء أثناء الليتورجيا، قديماً وحديثاً، متداولة كثيراً. (أبونا ميخائيل إبراهيم أثناء صلاة المجمع)
فى الإقتداء بنهاية سيرتهم وإيمانهم:
"اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ" (عب13: 7)
فى الأيقونات الكنسية:
1. مفهوم الأيقونة :
أيقونة كلمة يونانية Ikon ومعناها صورة ,رسم, شبه...
الأيقونات هي صور القديسين، ويُشبِّهها البعض بالنجوم التي تزيِّن السماء، أو لوحة الشرف لأوائل الناجحين في جهاد الإيمان
هم كبار عائلة المسيح، أقاربنا الذين انتقلوا إلى المجد وظلوا أحياء وإن ماتوا بالجسد.
الأيقونة ليست لوحة جامدة رغم تكوينه من مادة جامدة بل هي تعليم حي شامل, تعليم إلهي.
الأيقونة هي معجم لاهوتي يحوي بداخله كل التعاليم التي يمكن من خلالها أن نتعلم العبادة والصلاة والعقيدة.
الأيقونة تنقل المؤمن عبر لحظات قليلة إلى زمن بعيد. "الأيقونة نافذة على الأبدية" وهذا معناه أنها تضعنا أمام الشخص المرسوم وتدخلنا في حوار معه, فالأيقونة الكنسية لا ترسم شخصاً عادياً (كالفوتوغرافيا) ولكنها ترسم "الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق" (أف 24:4) .
لهذا ننير الشمعة أمام الأيقونة لنعبِّر عن حياة القديس التى كانت نور للعالم وذابت فى برية هذا العالم شهادة لمجد الله
الأيقونة من العناصر الأساسية في العبادة لأنها تنقل لنا البشارة التي أعلنها لنا الله .. "الأيقونة كتاب مقدس ملون"
إن إكرام الأيقونات فى كنيستنا الأرثوذكسية يستند إلى أهم عقيدة نؤمن بها ، ولها أثر مباشر فى قضية خلاصنا ، وهى عقيدة تجسد الله وحضوره الحقيقى بيننا . "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة . كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه .. الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمته قدرته" (عب 1:1-3)
ففى العهد القديم تعامل الله مع الناس بواسطة أفعال إلهية وعن طريق أفواه الأنبياء ، أما فى العهد الجديد فقد تجسد كلمة الله "وحل بيننا ورأينا مجده" (يو 14:1) .. أى أن الآب نفسه ظهر للبشر بشخص الابن "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفنى يا فيلبس ؟! الذى رأنى فقد رأى الآب" (يو 9:14) ، لقد تغير الوضع بسبب التجسد :
1- التجسد قدس المادة وأعاد إليها بهاءها الأول وإمكانية اتحاد الله بالإنسان وتجليه فى المادة .
2- صار الله حاضراً فينا ورأيناه وتلامسنا معه فلم يعد قريباً لذهن الإنسان أن يتخيل الله فى شكل وثن كما حدث قديماً بسبب احتجاب الله
3- ترقت البشرية وصار الله يعاملها كالبنين الناضجين "سمعتم أن قيل للقدماء .. أما أنا فأقول لكم ..." فلم تعد هناك رعب من انحراف العبادة إلى الأوثان .
4- الله بتجسده قد جدد طبيعتنا الساقطة الفاسدة وجعلنا مشابهة صورته "لأن الذين سبق نعرفهم سبق نعينهم ليكونوا مشبها ينه صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين" (رو 29:8) ، "الذى سينير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (فى 21:3) ، لذلك صار فى إمكاننا أن نعاين الصورة الأصلية للإنسان التى قصدها الله فى أدم ... نراها فى أولئك الذين جددهم المسيح بتجسده وحفظوا بطهارتهم نقاوة الصورة فلبسوا "صورة السماوى" (1كو 49:15) ، "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرأة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو 18:3) .
لذلك أمكننا أن نرسم أيقونة للمسيح "الذى هو صورة الله" (2كو 4:4) كفلاحة منظورة لحضور الله غير المنظور لأن المسيح هو "صورة الله غير المنظور (كو15:1)
وتأكيد لهذا الحضور الإلهى وتنبيه للذهن إلى أصل الصورة أى المسيح نفسه .
وفي هـذا الصدد، فالذين يُحرِّمون سواء الأيقونات أو تمثيل أدوار الأنبياء يغفلون حقيقة أن الرب والأنبياء والقديسين عاشوا بالفعل على أرضنا يوماً، وشاهدهم وعاشرهم وجالسهم الآلاف. فما الفرق، إذن، أن نراهم سواء فى أيقونة أو على الشاشتين خاصة أن الفيلم يُبرز حياتهم المضيئة، ويستدعيهم من الماضي ليكونوا حاضراً يُعلِّم ويُلهم ويُنهض ويُشدِّد الإيمان! أَلاَ تُبرر هذه الغاية النبيلة تجسيد حياة الرب وقديسيه حتى وإن كان مَن يمثلونها بشراً مثلنا تحت الآلام والضعف؟
[لا يمكن رسم الله الذي لا يدرك, وغير المحدود, أما الآن وقد ظهر الله بالجسد وعاش بين البشر, فأنا أرسم المسيح كلمة الله الذي تراه العين فأنا لا أعبد المادة بل خالق المادة الذي صار جسداً محسوساً مادياً لأجلي] القديس يوحنا الدمشقي
[من حيث أنه ولد من الآب غير القابل للوصف, فلا يمكن أن يكون للإبن الكلمة صور, أما من حيث انه ولد من أم عذراء, قابلة للوصف, فله صور تطابق صورة أمه قابلة الوصف] القديس ثيودوروس
وبالطبع ليس في استخدام الصور والأيقونات في الكنيسة كسراً للوصية الأولى من الوصايا العشر «لا تسجد لهن ولا تعبدهن» (خر 20: 5) في وجود مجتمعات محيطة كانت تعبد الأصنام. لكن الصورة في الكنيسة لم تكن ولن تكون للعبادة. ولمس الصور وتقبيلها هو لأنها مُكرَّسة بالميرون الذي يحتوي جانباً من حنوط التكفين، أو للبركة، أو تعبيراً عن الحب.
+ أننا عندما نرسم المسيح نفعل ذلك لا لكي نرسم صورة فقط بل لكي نرسم ذواتنا من خلاله.
+ إننا نكرم المسيح والقديسين لذلك فنحن لا نكرم المادة (الخشب - الحجارة) بل الكائن المرسوم فيها.
+ إن المواد في المسيحية لها معنى ولها رموز وتفيد في تقرُّبنا من الله الحيّ.
+ نحن لا نخلط بين الصورة والأصل ولا نعبد الخشب والألوان والأوراق التى تكون الصورة بل نعبد الله الحى وحده ونكرم أيقونته .
2. طقس الأيقونة :
وقد صارت الأيقونات جزءاً من التقليد الكنسي منذ القرن الرابع، وهي تُرشم بالميرون باعتبارها مُكرَّسة لخدمة الأقداس، وتحتل موقعها على حجاب الكنيسة وجدرانها تجسيداً لحضور القديسين الدائم في الكنيسة، وهم يحيطون بالرب الجالس على عرش مجده في حضن الآب في الهيكل وحوله الملائكة والأربعة وعشرون كاهناً. إن الكنيسة قد احتجزت لهؤلاء الصف الأمامي (حامل الأيقونات) لحضورهم على الدوام. وهم ينظرون للغرب لأنهم لم يعودوا ينتظرون المسيح الآتي مثلنا لأنهم معه كل حين، ووجوههم نحونا كي يُعزونا ويتقبَّلوا توسلاتنا وصلواتنا.. وآتين من الشرق مع المسيح كما فى مجده ومجد أبيه فى المجئ الثانى . وفي أعياد القديسين توضع أيقونة القديس على يمين الهيكل لتوجيه الأنظار على احتفال الكنيسة بعيده وأيضاً إلى سيرته تمثُّلاً بوصية الكتاب: «انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم» (عب 13: 7).
وهكذا يصبح حجاب الكنيسة وجدرانها كتاباً مفتوحاً يحكي قصة الخلاص .
لقد صارت الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار . لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس ... إذ عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه .
لك المجد فى جميع القديسين يا الله .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الاوليات فى حياتنا

ماهي الأوليات " أخبرونا فنجعل عليها قلوبنا" (إش41: 22)

+ سؤال هام: ماهي الأوليات في حياتنا بناء على أمر الله "اذكروا الأوليات" (إش46: 9)؟
+ الأوليات (الأولويات) في حياتنا هي :
1- اطلبوا اولاً ملكوت الله وبره" (مت6: 33).

+ أي أولوية التخطيط للمستقبل الأبدي قبل الأرضي.

+ أولوية العبادة وممارسة كل وسائط النعمة (العشور على رأس قائمة المصروفات والصلاة قبل البدء في العمل).


2-" اذهب أولاً اصطلح مع أخيك" (مت5: 24)

+ لايقبل الله العبادات في حالة خصام الناس لبعضهم.

+ محبة المخطيء كمريض في حاجة لعلاج لاعقاب.

+ إن لم نغفر ونسامح ونصفح، سيعاملنا الله بالمثل.


3-" اخرج أولا الخشبة من عينيك" (مت7: 1)

+ تفتيش النفس لا التحدث عن عيوب الناس.

+ "من منكم بلاخطية فليرمها أولاً بحجر" (يو8: 7)

+ أدرب نفسي أن أقول الحسنى عن كل انسان.

+ قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "لاتقل إني صائم بالماء والملح، وانت تأكل لوحم الناس بالمذمة والإدانة" (مسك السيرة الرديئة)

4- " نق أولاً داخل الكأس والصحفة" (مت23: 26)

+ ضرورة نقاوة الداخل (القلب) قبل نظافة الخارج (الملابس)

+ النقاوة ليس في الإغتسال، وإنما بطهارة القلب من أفكار الشر والحقد والحسد والكراهية والشك وسوء الظن..... إلخ.

+ كرر طلبة صلاة الأجبية، واطلب من الرب "طهر قلوبنا وأفكارنا ونياتنا .... إلخ".

+ تذكر وعد الرب "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت5: 8)
__________________

بالحكمة يبني البيت وبالفهم يثبت

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القدّيس أفرام السوري: منحاه اللاهوتي
سبستيان بروكش

نقله عن الإنكليزية أحد رهبان عائلة الثالوث القدوس

الشاعر كلاهوتيّ
تبدو فكرة الشاعر كلاهوتيّ، لكثيرين، تناقضاً في التعبير: فقد يتعاطى الشعراء الموضوعات اللاهوتيّة، لكننا لا نتوقّع أن يعبّر اللاهوتيّون عن رؤيتهم بالشعر. إذا ما كان من خسارة هنا فنحن الخاسرون لأننا، لقرون خلت درسنا فيها اللاهوت، كثيراً ما ضيّقنا على أنفسنا في ما اعتبرناه طرق البحث اللاهوتي، كما لم نفطن للقول المأثور الذي تفوّه به أحد صغار معاصري القدّيس أفرام، أفاغريوس، الذي كان قدّيسنا ليوافقه الرأي عن طيب خاطر لمّا قال: "إذا كنت لاهوتيّاً فستصلّي بحق، وإذا صليّت بحق فأنت لاهوتيّ". على هذا لا نستغربنّ إذا ما وجدنا لاهوتاً جيّداً في شاعر كأفرام لأنه درج بوضوح على "الصلاة بحقّ".
موقف القدّيس أفرام هو بمثابة ترياق طالما احتجنا إليه، ترياق لذلك النهج الذي انشغل اللاهوتيّون، في إطاره، بالتحديدات اللاهوتيّة، horoi باليونانيّة، أي الحدود. بالنسبة لأفرام، ليست التحديدات اللاهوتيّة خطرة، من حيث الإمكان، وحسب، بل يمكنها أن تكون تجديفاً أيضاً. بإمكانها أن تكون خطرة لأنّها إذا ما وفّرت حدوداً معيّنة، فقد يكون لهذه االحدود تأثير قتّال ومفعول تحجيري fossilizing في فهم الناس لموضوع البحث الذي ليس، في نهاية المطاف، سوى الخبرة الإنسانيّة لله. كذلك بإمكان التحديدات العقديّة، في رأي، أفرام، أن تكون، عمليّاً، بعض تجديف لأنّها تمسّ سمة من سمات الكيان الإلهي. فإذ يحاول المرء أن "يحدّد" الله يكون، فعليّاً، قد سعى إلى احتواء من لا يُحتوى، وأن يَحدَّ من لا يُحدّ.
ولمّا كان أفرام قد عاش في زمنٍ كانت النظرة فيه إلى الآريوسيّة، بمختلف أشكالها، أنها مصدر أولي للخطر على الكنيسة، فإنّ الكثير مما أثاره أفرام حول الموضوع يركّز على ولادة الابن أزليّاً من الآب. فالذين جعلوا هذه الولادة داخل الزمن، وبالتالي لجهتنا نحن من الهوّة الكيانيّة القائمة بين الخالق والمخلوق، أمكنهم أن يعالجوا الموضوع باعتبار أن العقل البشريّ المخلوق قادر على التحقيق فيه. بالنسبة لأفرام، وللأرثوذكس بعامة، هذا تجديفٌ مزدوج: فإنّ الأفرقاء الآريوسيين لم يجعلوا الإبن في الجهة المغلوطة من الهوّة الكيانية وحسب، بل انساقوا، بفعل هذا الضلال الأصلي، إلى محاولة التحديد العقلاني لولادة الابن من الآب.
ولكن إذا ما بدت "التحديدات" الإيمانيّة وكأنّها تحصر الله الذي لا يُحدّ، ضمن حدود معيّنة، فكيف يجب على اللاهوتيّ أن يطرح الموضوع؟ إنّ البحث عن تحديدات لاهوتيّة- وهذا ميراث أُخذ عن الفلسفة اليونانيّة- ليس، بحال، السبيل الوحيد للاستطلاع اللاهوتي. فموقف أفرام، المغاير تماماً لهذا الموقف، يعتمد التخالف Paradoxوالرمزيّة أسلوباً. لذا يبدو الشعر كأداة أوفق من النثر، من حيث أن الشعر أكثر قابليّة على حفظ الديناميّة الأساسيّة والانسياب اللذين يميّزان هذا الموقف اللاهوتيّ.
كيف لا يتحرّك لاهوت التخالف؟ لتمثيل التباين، بطريقة بسيطة، بين ما يمكن تسميته الموقف الفلسفي من اللاهوت، بما في ذلك بحثه عن التحديدات، والموقف الرمزيّ، بإمكان المرء أن يتصوّر دائرة ونقطة في مركز الدائرة تمثّل السمة الإلهيّة موضع البحث. فالموقف الفلسفيّ يهتمّ بإبراز هويّة هذه النقطة ومكانها، بكلام آخر بتحديدها، بإقامة حدود لها. هذا فيما لا يسعى الموقف الرمزيّ إلى شيء من هذا. بالأحرى يمدّنا بسلسة من الأزواج Pairs المتخالفة، واضعاً إيّاها في نقاط متقابلة على خطّ الدائرة. هذا فيما تُترك النقطة المركزيّة من دون تحديد، لكنّ بعضاً من طبيعتها وحركاتها يُستَخلصُ عبر وصل النقاط المتقابلة والتخالفات المتباينة على خط الدائرة. النهج الأوّل يبدو وكأنّه يوفّر فهماً جامداً للنقطة المركزيّة، فيما يعرض لها النهج الأخير فهماً ديناميّاً بصورة أساسيّة.
بين أفضل ما لأفرام من التخالفات Paradoxes كلامه على التجسّد، كمثل المقولات التالية: "العظيم الذي أضحى وضيعاً" . "الغني الذي أضحى فقيراً". "المخفيّ الذي أعلن عن نفسه". دونك مثلاً كيف يحاول أن ينقل بعضاً من سرّ ولادة الكلمة الإلهي من مريم: (أفرام يوجّه كلامه إلى المسيح أوّلاً)
أمّك علّة تعجّب: ولجها السيّد فأضحى عبداً؛ ذاك الذي هو الكلمة دخل فلزم الصمت في داخلها؛ الرعد دخل فيها فلمّا يحدث ضجّة؛ إلى هناك دخل راعي الجميع فأضحى فيها حملاً ثغا لما خرج منها.
حشا أمّك قَلَبَ الأدوار:
فمؤسس الكلّ دخل بكلّ غناه
لكنّه خرج فقيراً؛ المُمجًّد ولجها
لكنّه خرج وديعاً؛ البهيّ حلّ فيها
لكنه طلع منها لابسًا حلة وضيعة.
القدير دخل فلبس انعدام الأمان من حشاها.
مموّن الجميع دخل فاختبر الجوع؛ ذاك الذي يسقي الجميع دخل فاختبر العطش؛ عـريانًا مجردًا أتى منها ذاك الذي يستـر عري الجميع.(الميلاد 6:11-8)
بعض المفاهيم والموضوعات الأساسية
في كتابات أفرام يلقى المرء عددًا من المفاهيم الأساسية والموضوعات المتكررة التي نحتاج لأن نكون على بيّنة من البعض منها منذ البدء لأنها بمثابة مبادئ للغته اللاهوتية.
الخالق والخليقة
يدرك أفرام أن الفصل حاد بين الخالق والخليقة. في أحد أناشيده عن الإيمان(11:69) يتحدث عن هذه الفجوة الكيانية كهوّة، وهو بذلك يعكس التعبير الوارد في مثل لعازر والغني (لوقا 26:16). على امتداد هذه الهوّة "ما هو مصنوع لا يمكنه أن يصل إلى صانعه" (الإيمان 30:2). هذا معناه أنه ليس لدى "الطبائع" المخلوقة ما تقوله بشأن الطبيعة الإلهية.
على أن الوضع المحدد لهذه الهوّة بين الخالق والخليقة كان، في القرن الرابع، كما رأينا، موضع خلاف. يجعل أفرام موضع الكلمة الإلهي في جهة الخالق من هذه الهوة الكيانية، فيما تنتمي الكائنات الملائكية، جنبًا إلى جنب والكائنات الأرضية، إلى جهة الخليقة.
يرتبط بهذا الإدراك بشأن عجز أي من المخلوقات عن عبور هذه الهوّة إلى الخالق تسليم، يشترك فيه أفرام وعدد من الآباء، مؤدّاه أن العقل الذي يقتني معرفة شيءٍ ما ينبغي أن يكون أعظم من مادة معرفته. على أساس هذا الفهم للأمور، كل من يدعي إمكانية معرفة الله، وبالتالي وصفه، فكأنه يقول أن العقل البشري قادر على "احتواء" الله الذي لا يحتويه شيء. من هنا نفور أفرام من محاولات استقصاء (aqqueb) أو تفحص (b s a) طبيعة الله.
كل من كان قادر على استطلاع أمر ما
أضحى حاويًا لما يستطلعه؛
إن معرفة تفضي إلى احتواء الكلي المعرفة
تكون أعظم منه،
لأنها قادرة على قياسه بجملته.
عليه فإن إنسانًا يستطلع الآب والإبن
لهوَ أعظم منهما!
وحاشا أن يكون الأمر كذلك وأناثيما
أن يكون الآب والإبن موضع استطلاع،
فيما يتعظّم التراب والرماد! (الإيمان16:9).
إن تحذيرات أفرام المتكررة من "استقصاء" و"تفحص" التواري الإلهي يجب ألا تسوقنا إلى اعتباره معاديًا لما هو عقلاني. كلا البتة، فالعقل البشري، كما يراه هو، له مجال تحرك واسع في دائرة الخليقة، حيث يتمثل دوره في البحث عن نماذج ورموز ميسرة تعينه على فهم الحقـيقة الإلهية. فقط عندما يسعى العقل إلى عـبور الهوة الكيانية يستأهل الشجب. فالنطاق الموافق للاستطلاع العقلي محدود بالمواضع التي أظهر فيها الله نفـسه في العالم المخلوق، في المعلَنات. من هنا قول أفرام في أحد نشائد الإيمان(9:8)

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اسمَحْ لي أن أكون غير ما تظنّني!

http://www.peregabriel.com/gm/albums...xatvvphev1.jpg



عندما تكون عينُك على نواقص قريبك لا على نواقص نفسك، عندما يرضيك أن تَشهر عيوب إخوتك وتجد، في ذلك، مفخرة لك، حتى لا نقول تخترع عليهم عيوباً، إذ ذاك تكون في الباطل ولا تكون في الحقّ. شهادتك، لدى ربّك، تكون نقيصة وما تدين به إخوتك، عن حقّ أو عن باطل، لا فرق، تُدان عليه.


لا كذلك يسلك خائفو الله.


أحبّة الله، عينهم، بالعكس، على عيوبهم، وقريبُهم مرآةٌ تعكس نقائصهم ومعايبهم ورذائلهم.


عينهم على عيوبهم لأنّهم يعرفون أنفسهم ويهمّهم أن يعرفوا أنفسهم أكثر.

ينطلقون من مسلّمة أنّه ليست فيهم صالحة وما صالح إلاّ الله. يُهمّهم أن يعرفوا المزيد عن أنفسهم لأنّ بُغيتَهم إصلاحُ أنفسهم. ماذا ينتفع الإنسان إذا لاحظ أو عيّر أو عاب، عن حقّ أو عن بهتان، الآخرين؟

ليس فقط لا ينتفع بل يتأذّى لأنّه إذ يلهو عن نفسه ونجاسة نفسه بما للإخوة ينتفخ عليهم وكأنّه خير منهم. هذه تزيده اعتلالاً على اعتلال. تضربه بالعمى، لأن مَن ينشغل بمعاينة معايب الإخوة يعمى عن معاينة معايب نفسه.

وبالعكس، كلّما قصد المرء أن يلاحظ نفسه تعامى عن معايب إخوته. نقول تعامى لا عَمِي لأنّه يعمل، إذ ذاك، على غضّ الطرف عن مساوئ الآخرين.

والحقيقة أنّه يفعل ذلك لأنه يستعظم خطايا نفسه. خطايا الآخرين، إذ ذاك، تكون في عينيه طفيفة.

وليس ذلك وحسب بل كلّما واجه أحدنا خطيئة نفسه، بصدق وواقعية، كلّما استفظعها. وكلّما استفظعها شعر بعجزه إزاءها.

وكلّما شعر بعجزه إزاءها عرف أنّه لا نفاذ له منها إلاّ برحمة من فوق. وكلّما شعر أنّه لا نفاذ له من خطيئته إلاّ برحمة العليّ قارب قريبه، وخطايا قريبِه، بواقعية أكبر ورحمة أشدّ.

إذ ذاك ينعصر قلبه عليه لأنّه بعدما أدرك ما فعلته الخطيئة في نفسه هو بات بإمكانه أن يدرك ما تفعله الخطيئة في الآخرين.

وهذا لا يسعه، من بعد، أن يقابله إلاّ بالرأفة والرحمات لكي يكون له نصيب مع مَن قال: "بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم". لا أحد منّا يخلص بصلاح نفسه بل بصلاح مَن لا صالح سواه.

يخلص الإنسان إذا ما عرف خطيئته ورحم واسترحم. "الحقّ الحقّ أقول لكم إن لم يزد برّكم على الكتبة والفرّيسيّين فلن تدخلوا ملكوت السموات".

ليس فخراً لي أن أظهر أو أتظاهر كأنّي بلا عيب. علاّم القلوب يعلم أن سعياً كهذا باطل. فخري أن أعرف وأعترف بخطيئتي. "أنا قلت أعترف للربّ بذنبي وأنت صفحت عن خباثة قلبي".

فخري أن أعرف أنّه ليس فيّ، أي في جسدي، شيء صالح. ما يقدّمني إلى العليّ أن أكون وطيئاً، متواضع القلب. "القلب الخاشع المتواضع، هذا لا يرذله الله". ما يقدّمني إلى الطبيب أن أعرف أنّي مريض. لعازر، الذي أنا إيّاه، مريض.

ما يمتّعني برحمة ربّي أن أصرخ إليه كغريب: "ارحمني يا سيّد، يا ابن داود". ما يسبغ عليّ راحة من لدنْه أن آتيه كمتعَب وثقيل الأحمال، وتعبي نفسي ونفسي تقلقني وأنا أناجيها أبداً: "لماذا تقلقينني يا نفسي، توكّلي على الله لأنّه خلاص وجهي وإلهي".

ملكوت السموات يؤخذ غِلاباً، يُغتصب اغتصاباً. بكلمة، بنظرة، بحركة قلب، بنأمة تواضع. "أذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك".

أما أنا فبحقّ وعدل أصابني ما أصابني، لكنّك أنت الرحيم! أغتصبُ نفسي إليك بانكسار القلب لا بشيء آخر لأنّك أنت لا تنظر إلاّ للقلب.

كل الناس خير منّي لأن ما أعرفه، وما أُعطي لي أن أعرفه، هو نفسي. الآخرون لست أعرفهم حقّ المعرفة. أعرفهم، بعض المعرفة، من الخارج لا من الداخل، كما أعاني منهم لا كما يعانون هم من أنفسهم.

أنا أعاني من نفسي لذا في وسعي أن أعرف نفسي. لذا قلت الآخرون لست أعرفهم حقّ المعرفة. أعرفهم من خلال هواي وخطيئتي. ولا طاقة لي على معرفتهم إلاّ متى تنقّيت من خطيئتي.

إذ ذاك روحُك فيّ، يقيم فيّ، يملأني ويهبني أن أعرفهم متى تشاء أنت أن أعرفهم، حتى بغير ما يعرفون هم أنفسَهم. أعرفهم، إذ ذاك، بالحب الذي تكون قد أحببتني به وأصير أنا فيهم كما أنّك أنت أيّها الربّ يسوع في أبيك وأبوك فيك.

وحتى ذلك الحين أبقى، وتُبقيني أنت، بالرضى، في الصلاة لأجلهم. مهما عانيت منهم أضع يدي على فمي ولجاماً على فكري وأنزل بالسوط على مشاعري، فقط لأنّه لم يُعطَ لي، بعدُ، أن أعرفهم ولست قادراً على حمل حملهم ولا على رفع أثقالهم. أنتظرُ خلاصك، "وخطيئتي أمامي في كل حين".

لا يحتاج الملكوت للكثير ليُشرى. فقط حركة بسيطة في القلب ثابتة تكفي. قالت لي نفسي وتقول لي نقائصُ الآخرين كل يوم: "لا خلاص له بإلهه". "أما أنت يا ربّ فناصري ومجدي ورافع رأسي". فقط عليّ، في الشواش، أن أثبت ومَن يثبت إلى المنتهى هذا يخلص.

الخطيئة الوحيدة التي لا مغفرة لها، في نهاية المطاف، هي اليأس. كلٌّ برسم الخلاص. لذا أبدأ كل يوم من جديد. أُسامح من جديد. أستسمح من جديد. البارحة مضى. لا أحملنّ حقداً على أحد. الحقد نهايته اليأس.

لماذا لا أتطلّع إلى أخي، كل يوم، جديداً؟ البارحة كان حيثما كان. ما الذي يمنع أن يتغيّر اليوم؟ ألست أنا نفسي أطلب أن أتغيّر؟ لماذا أحمّل الآخرين وزر أمسهم؟ في الأمس نالهم ما نالهم من الجراح.

لماذا أُجرّحهم مرّة بعد مرّة وبما نالهم من جراح الأمس؟ كلٌ بحاجة لأن يتحرّر من أمسه ومن غده أيضاً. لِمَ أُثقِلُ نفسي بأحمال الأمس ولِمَ يُثقل بعضُنا بعضاً؟ ولِمَ أندفع ويدفع بعضُنا بعضاً إلى غدٍ لست أطاله مهما ركضت وراءه لاهثاً؟

لم يُعطَ لي إلاّ اليوم. هذه اللحظة بالذات. كل الخلاص مدّخر فيها. كل الحياة. كل الأبدية. لا يحتاج الخلاص لأكثر من لحظة.

تاريخ المؤمن لحظات. إن لم أعرف السيّد الآن فلست أعرفه. البارحة فات ومات. كل لحظة إضافية تُلغي الماضي. المهم ما أفعله الآن. يؤخذ الإنسان بالحال التي يوجد فيها الآن.

ولو تعبتُ البارحة لا أنتفع شيئاً إن استرخيت في اللحظة التي أنا فيها. مَن كان معافًى البارحة لا يكون معافًى اليوم إذا مرض.

المهم أن أحفظ نفسي اليوم بتوبة، باسترحام، برحمة للإخوة، بالنظر جديداً إليهم. لست ألتمس غير أن أكون حرّاً، من بارحة نفسي ومن غدها. ما أسأت به في الأمس أسأل الصفح عنه ولا أحلام غدٍ لي. يكفيني، سيِّدي، أنّك أعطيتني أن أدخل إليك من الباب الضيِّق، باب اللحظة التي أنا فيها. ما أسأت بالأمس أستسمحك عليه اليوم، وغدي أنت كافله إذا ما أعطيتَه لي.

لا أرغب سوى في أن أكون حرّاً، في أن أحبّ في هذه اللحظة اليوم وغداً. بعد ذلك لا يعنيني أن لي ماضياً ولا أنّه لي حلمُ غدٍ. يكفيني أن أطأ الأبدية الآن ومنذ الآن.

فقط أعنّي على نفسي وأعن إخوتي عليّ أيضاً. كلّنا كغنم شردنا وأنت وحدك راعي نفوسنا. لتكن يا ربّ رحمتك علينا كمثل اتكالنا عليك

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مدارس الألم

http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_11737cx.jpg

لا تخف الرب معك حياه الإنسان كالبحر المتقلب
لا تدوم على حال فدوام الحال من المحال .
مره تعطينا كأسا حلوا ومرات كثيرة تقدم لنا كؤوس الحنظل.
والحياة أصبحت حلقات متنوعه من مسلسل العناية الإلهية . يسمح بها الله لتعمل معا وفق تدبيراته السرمدية وتنتهي بحسب مشيئته كثيرا ما نتصور أن الألام هى مصائب لكن فى حقيقة الأمر هى مواهب يأتمن الله عليها النفوس الكبيرة وكلما كبرت نفس الإنسان كلما زادت ألامه .
قال أحد القديسين العظماء " إن الألم لازم أشد اللزوم للتعمق فى حياه الروح ولإبعاد النظر ولتقويه روح المواساة فى البشر . مساكين هم الذين لم يتعلموا فى مدرسه التجارب والألام . إن الحياه الرغدة الغنية الهادئة الخالية من الصعاب والألام لا تخلق العظماء ولا تشدد وتقوى الأبطال . فالألم لازم وضرورى وله رسالة عظيمه فى حياتنا لو علمناها لشكرنا الله عليه بل لطلبنا المزيد منه " . السؤال الهام جدا جدا جدا ... لماذا يسمح الله بالألم ؟!!
لماذا يسمح بالخسائر ؟
لماذا يسمح لنا بأمال ضائعة ؟
لماذا يسمح لنا بأمراض فتاكة ؟
لماذا يسمح لنا بأزمات خانقه ؟
لماذا يسمح لنا بقر ومجاعات قاتله ؟
لماذا يتألم أطفال أبرياء ؟
لماذا نرى إبرار يتعذبون وأشرار يتنعمون ؟
لماذا يرتفع الظالم فوق الناس ويداس البرئ ؟
لماذا يأخذ الله رب الأسرة فى سن مبكر ؟
لماذا ياخذ الله الأبن الوحيد من والديه؟
لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ .
الألم لغز محير له معضلاته .. لذا نحتاج ان نرفع أصواتنا لنقول " رو33:11 " "يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ! «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟».
لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. " إذا ما هى رسالة الألم فى حياتنا ؟ .
اولا :- الألم يزيدنا إقترابا من الله .
* أمام الألم تسقط اكبرياء الذاتية .
* الألم يوسع مداركنا ويعمق مفاهيمنا .
* الألم يقودنا إلى الخشوع والإتساع .
( 2 أخ 12:33 ) " وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَتَوَاضَعَ جِدّاً أَمَامَ إِلَهِ آبَائِهِ"منسى ".
* الألم يوقفنا أمام محكمه الضمير .
* الألم أرهب تحذير وأرق نداء . " شمشون ".
* الألم رسول الرحمة للإنسان الضال .
* الألم أفضل وسيله علاج للجامحين . " نبوخذ نصر ".
الألم يؤكد عدل الله ورحمته .
" دا25:4 " يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ وَيَبُلُّونَكَ بِنَدَى السَّمَاءِ فَتَمْضِي عَلَيْكَ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ
الألم يجعل المتكبر المتشامخ عبره لغيره .
" دا 20:4 "اَلشَّجَرَةُ الَّتِي رَأَيْتَهَا الَّتِي كَبِرَتْ وَقَوِيَتْ وَبَلَغَ عُلُوُّهَا إِلَى السَّمَاءِ وَمَنْظَرُهَا إِلَى كُلِّ الأَرْضِ . وَأَوْرَاقُهَا جَمِيلَةٌ وَثَمَرُهَا كَثِيرٌ وَفِيهَا طَعَامٌ لِلْجَمِيعِ وَتَحْتَهَا سَكَنَ حَيَوَانُ الْبَرِّ وَفِي أَغْصَانِهَا سَكَنَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ إِنَّمَا هِيَ أَنْتَ يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الَّذِي كَبِرْتَ وَتَقَوَّيْتَ وَعَظَمَتُكَ قَدْ زَادَتْ وَبَلَغَتْ إِلَى السَّمَاءِ وَسُلْطَانُكَ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. وَحَيْثُ رَأَى الْمَلِكُ سَاهِراً وَقُدُّوساً نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: اقْطَعُوا الشَّجَرَةَ وَأَهْلِكُوهَا وَلَكِنِ اتْرُكُوا سَاقَ أَصْلِهَا فِي الأَرْضِ وَبِقَيْدٍ مِنْ حَدِيدٍ وَنُِحَاسٍ فِي عُشْبِ الْحَقْلِ وَلْيَبْتَلَّ بِنَدَى السَّمَاءِ وَلْيَكُنْ نَصِيبُهُ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ حَتَّى تَمْضِيَ عَلَيْهِ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ. فَهَذَا هُوَ التَّعْبِيرُ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَهَذَا هُوَ قَضَاءُ الْعَلِيِّ الَّذِي يَأْتِي عَلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ".
الألم هو الطريق لمعرفه الله


" دا 37:34 " وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ: [ أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ رَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَعَادَ إِلَيَّ جَلاَلُ مَمْلَكَتِي وَمَجْدِي وَبَهَائِي وَطَلَبَنِي مُشِيرِيَّ وَعُظَمَائِي وَتَثَبَّتُّ عَلَى مَمْلَكَتِي وَازْدَادَتْ لِي عَظَمَةٌ كَثِيرَةٌ. فَالآنَ أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ وَمَنْ يَسْلُكُ بِـ/لْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ] ". - " إر18:10 " لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [هَئَنَذَا رَامٍ مِنْ مِقْلاَعٍ سُكَّانَ الأَرْضِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَأُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ لِكَيْ يَشْعُرُوا] "
* الألم يكشف للإنسان حياته على حقيقتها . " الأبن الضال ".
الألم يساعدنا أن نرى الله بصوره اوضح
" يو 4:11 " هذا امرض ليس للموت ولكن ليتمجد الله" لعازر".
ثانيا :- الألم يؤهلنا لمجد أعظم .
فى اى مدرسه من مدارس الألم تلتحق انت ؟.
مدرسه العقوبه = الذى يأخذ فيها الإنسان الجزاء و القصاص لما يرتكب من اثام وفجور .


مدرسه التأديب = الذى يأخذ فيها الإنسان الإصلاح و التقويم .

مدرسه الإمتحان = الذى يأخذ فيها الإنسان كشف حقيقى لقدراته وما يكمن فى اعماقه من ضعف وقوه .
مدرسه التدريب = الذى يأخذ فيها الإنسان سنين طويله من عمره ليقف للحرب . " موسى، يوسف ".
حقائق اساسيه هامه عن الألم :-


(1) الألم هو برنامج للتدريب والتأهيل . " يوسف ". (2) الألم هو برنامج مهدف . " يوسف " .
(3) الألم يسير ببرنامج عنايه ." يوسف " .
(4) الألم برنامج للحلم والوداعه . "موسى " .
(5) الألم برنامج لتذوق المر واتلذذ بالعسل .
(6) الألم برنامج لكشف الكنوز الدفينه . " إستفانوس ".
(7) الألم برنامج لتنقيه الشوائب العالقه بحياتنا .
(8) الألم برنامج المجد " فلكل طريق جلجثه امجاد غير محدوده ".
" لا طعم ولا معنى للحياه بدون ألم "
" رو 28:8 "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ".


Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
همسات روحية
لنيافة الأنبا رافائيل
الاندماج في الحياة الكنسية
"الكنيسة هي خلاصك وملجأك، أنها مرتفعة أكثر من السماء وواسعة أرحب من الأرض أنها لا تقدم ولا تشيخ لكنها دائماً في بهاء"
القديس يوحنا ذهبي الفم
اعتدنا أن نطلق كلمة "كنسي" على من يحب الطقوس أو الألحان أو من يكون مهتماً بترتيب الممارسات داخل الكنيسة، هنا ويصير بين المؤمنين من هو "كنسي" بهذا المعنى ومن هو "غير كنسي"!!
لذلك نفضل هنا أن نقول "كنسية الحياة" أي الحياة التي تحمل طبيعة وسمات الكنيسة. فالكنيسة هي الخلق الجديد للطبيعة البشرية التي سقطت في آدم وتجددت في المسيح وصار هو رأساً لها. وكل الترتيبات والصلوات والطقوس التي تتم داخل الكنيسة إنما هي التعبير عن ممارسة هذه الحياة الجديدة بصورة عملية.
فنوال الخلاص وقبول الحياة الجديدة هو انضمام للكنيسة "كان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع47:2)، وعملية الضم هذا تتم بسر المعمودية "لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد .. وجميعنا سقينا روحاً واحداً" (1كو13:12)، وكان كل الذين ينضمون إلى هذا الكيان الجديد "الكنيسة جسد المسيح" كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع42:2)، وهذا هو سر الافخارستيا أو "القداس الإلهي"، والحياة الجديدة، حياة الخلاص، هي "حياة التسبيح" "سبحوا الرب تسبيحاً جديداً".
لذلك كان كل المنضمين إلى الكنيسة "كل يوم في الهيكل يواظبون بنفس واحدة وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله" (أع46:2).
هنا التسبيح هو التعبير الأساسي عن الحياة الجديدة، وهذا هو ببساطة "طقس التسبحة"، وفي الكنيسة ظهرت خدمة الفقراء "أخوة الرب" إذ أن الأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج(أع45:2)، وفيها ظهرت خدمة الشمامسة ورتبهم (أع6)، وفيها ترتيب الأواشي والصلوات المختلفة لأجل كل الفئات "أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله" (أع5:12)، وكان الرسل يحافظون على الصلوات الليتورجية "صلوات السواعي والأجبية" "صعد بطرس ويوحنا معاً إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة".
الكنيسة إذاً ليست مفهوماً عقلياً مدرسياً وإنما حياة وتطبيق وممارسة، ونحن نصف الحياة داخل الكنيسة بأنها حياة ليتورجية باعتبار أن صاحبها يعيش حياته الجديدة بعضويته الدائمة في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، يحيا حياتها ويمارس أعمالها ويحمل سماتها ويستمد منها خلاصه ونموه وتقواه، ولذلك نحن لا نفرق بين عبادة شخصية وعبادة ليتورجية، توبتي وعبادتي الشخصية تقوي "الكنيسة" وليتورجيات الكنيسة تمدني بالحياة والخلاص والنمو والتقوى.
بركات الحياة الليتورجية

+ تقديس الزمان
هذا الزمان الذي يتآكل، ينقضي، ينصرم، تحوله الكنيسة في دورات ليتورجية إلى زمان الفداء، زمان الأبدية والخلود. فاليوم يصبح يوماً للمسيح، يحمل سمات الحياة الجديدة "صلوات الأجبية"، والأسبوع يصير زماناً للفداء والخلاص "التسبحة اليومية"، والعام كله يصبح زماناً مقدساً "الأعياد السيدية"
هكذا كما اتحد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح القدوس بلا اقتران وبلا امتزاج، هكذا يتحول زماننا الفاني والمائت في المسيح بالليتورجية إلى زمان جديد، لا يحمل للإنسان الشيخوخة والموت والفناء وإنما التجديد والخلاص والفداء.
+ تقديس المادة:
العالم المادي هو حضور الله في حياة الإنسان، إعلان هذا الحضور وهذا الحب يعود من جديد يتقدس بالصلاة وحضور المسيح، بعد أن صار مادياً بسقوط الإنسان الأول يعود يصير روحياً بحضور المسيح فيه وتقديسه، فلا يعود بعد يخص التراب والجسد وإنما يصير إستعلان لمحبة الله، فالماء يتقدس والحنطة تتحول والخمر يتجلى والزيت يسكب النعمة على الإنسان، حتى الحجارة والأخشاب والألوان .. الخ تتدشن بالروح القدس لتعلن هذا الحضور الإلهي في الكون.
+ المنظور الكوني للحياة:
استمع إلى الكنيسة وهي تصلي من أجل البطريرك والأساقفة والقمامصة والقسوس والشمامسة والخدام والبتولين والمتزوجين والرئيس والوزراء والجنود والجيران والمسافرين والمرضى والمنتقلين والذين يقدمون القرابين والفقراء والذين في منصب، ومربي الأولاد والأرملة واليتيم والغريب والضيف والزروع والهواء والمياه والبهائم والوحوش والشيوخ والأطفال والأعشاب ونبات الحقل والأشجار والنيل ... الخ.
أنها الكنيسة الكونية بل قل أنها الكون الجديد، الخميرة التي تخمر العجين كله، أنها وضعت في العالم "إسرائيل الجديد" تحمل في حياتها وقلبها العالم كله وتحييه بحياتها الجديدة.
+ البعد السماوي للحياة:
"حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم"، "هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذي يحمل خطية العالم .. الذي يقف أمامه جميع الطغمات السمائية" صلاة القسمة.
لا أحد في الكنيسة يموت! لذلك خلال الليتورجيا يحضر المسيح القدوس مع ملائكته ومع القديسين الذين انتقلوا إلى السماء، هل تحضر السماء عينها إلى الكنيسة؟ أم ترتفع الكنيسة نفسها إلى السماء؟!
النتيجة واحدة هي هذه السمة السماوية التي تغلف حياة الكنيسة، وهذا الفكر السماوي الذي تعيش به، وهذه الطبيعة السماوية التي تميزها عن العالم، أن الكنيسة في الليتورجية تسبح تسبحة السمائيين كما وضعها لنا يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا "قدوس قدوس قدوس رب الجنود السماء والأرض مملؤتان من مجدك الأقدس"
أخيراً نحتاج في حياتنا داخل الكنيسة إلى:
- الوعي: بما نمارسه ونتممه، الوعي بمعناه ومركزه في علاقتنا بالمسيح

- المشاركة: فنحن لسنا مشاهدين نراقب ونحلل وإنما مشاركين نتغذى وننمو.

- الجدية والاهتمام: فنحن نشعر بحضور الله بمقدار ما نعطي لهذا الحضور معنى وقيمة في حياتنا.

- الإيمان: بأن هذا كله قد صار لنا.
هكذا تنقلنا الحياة الليتورجية من صحراء العقل إلى فردوس الاختبار،
من رخاوة العاطفة إلى قوة الإيمان.
فالدعوة إلى الحياة الليتورجية هي دعوة يسوع لأندراوس ويوحنا
"تعاليا وانظرا، فأتيا ونظرا أين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم" (يو39:1)




Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المناولات المتواترة ما لها وما عليها





http://www.peregabriel.com/gm/albums...XvTcWpI_ph.jpg

درجت خلال السنوات الثلاثين الفائتة عندنا المناولات بتواتر. قبل ذلك كانت المناولات عزيزة. الناس يتناولون في المناسبات الكبرى، مرّة إلى أربع مرّات في السنة.

وبين الأتقياء لا مناولة إلاّ بعد اعتراف وصوم كامل حتى إلى ثلاثة أيام. الكأس المقدّسة كانت بعيدة عن المؤمنين والمؤمنون بعيدون عن الكأس المقدّسة.

غربة الكأس عن الناس جعلتها في نظر المغالين أقدس من أن يَقرُبها العاديون، لأنّهم خطأة (!) ولدى البعض الآخر غير ضرورية، مجرّد بند زائد يُستغنى عنه من بنود القدّاس الإلهي وعملياً ساقط.

بركة "البروتي"، أي ما يفضل من القرابين المستعملة لإعداد الذبيحة كانت، في نظر هؤلاء، كافية. فلا عجب إذا ما سرت العادة أن يُوزَّع "البروتي" في كنائس الرعايا قبل عرض الكأس:

"بخوف الله وإيمان ومحبّة تقدّموا".

الإنحطاط في تعاطي الكأس المقدّسة في وجدان قوم بلغ حدّاً كان بعض الكهنة معه لا يجد لزوماً أن يعدّ الذبيحة على الإطلاق. مرّة خرج كاهن بالكأس فتقدّم أحدهم يودّ مساهمة القدسات فقلب الكاهن الكأس ليقول له أن ليس فيه شيء. طبعاً كان هذا منتهى الجهل والإنحطاط في إطار الواقع الكنسي المعيش يومذاك.

ثمّ إثر أخذ المعرفة التراثية في الشيوع أخذ العارفون الجدد يضغطون، هنا وثمّة، ويطالبون. ردّدوا قولة القدّيس باسيليوس الكبير وسواه أنّه كان يساهم القدسات أربع مرّات في الأسبوع.

بعض هؤلاء العارفين ما لبث أن شقّ طريقه إلى الكهنوت فأخذت الأمور تتغيّر. والتغيير زاد إثر بلوغ منفتحين يعلَمون سدّةَ الأسقفية. على هذا أخذ الحال يتغيّر حتى بتنا نشهد إقبالاً على القدسات عارماً. بعض المؤمنين أنصفهم التدبير الجديد ولا شكّ لأنّهم كانوا أتقياء مستنيرين.

ولكن، أكان ما جرى، على الصعيد الجماهيري، دليل عافية؟ دليل نهضة؟ هذا ما يظنّه العديدون. لكن استباحة القدسات ولو بدت علاجاً لممارسة شذّت، وطويلاً، إلاّ أنّها كانت مجتزأة وتالياً مشوِّهة. القدسات لا تُتعاطى في ذاتها بل في ارتباطها بحالة إيمانية محدّدة:

العلاقة بالله والإخوة. أولاً الكأس الواحدة علامة اشتراك المؤمنين في الإيمان الواحد المسلَّم مرّة للقدّيسين.

ثانياً الكأس الواحدة دخول في سرّ الله ميسّر لمن يتعاطون حفظ الوصيّة من صوم وصلاة وتوبة واعتراف وسلوك في الفضيلة.

وثالثاً الكأس الواحدة صَهرٌ، في حياة الله، لمن يدخلون في سرّ الإخوة، أي في سرّ المحبّة إذ يكون كل شيء بينهم مشتركاً.

ما أحدثته الممارسة الراهنة أنّها قصَرت الهمّ بالأكثر على الشكل الخارجي لسرّ الله والإخوة فدهرنته، أي جعلته من بنات هذا الدهر. ماذا يعني ذلك؟ لقد بتنا نتعاطى القدسات كمعطى وثني أي كمعطى أهوائي، نُسقط عليها المعاني التي توحي لنا بها أهواؤنا. هذا فسح في المجال واسعاً للمناولات النفسانية والاجتماعية التي لا محتوى روحياً أصيلاً لها. كيف نعرف أنّه لا محتوى روحياً لها؟

من ثمار أصحابها! السيرة الروحية النقيّة تكون نقيّة في مستوى القصد العميق، رغم مرور أصحابها بحالات الضعف، لكنّها لا تقبل الخلطة حيث لا شركة في الإرادة لديها بين النور والظلمة، بين الله وبليعال.

فحين لا ترى تمسّكاً بالإيمان القويم ولا غيرة على سيرة القداسة ولا وحدة قلب ويد بين المؤمنين ولا غيرة على خلاص مَن هم في الخارج، فمعنى ذلك أنّك لست على أرض كنيسة المسيح. وهذا، بعامة حاصل. كل هذا يأتي بنا إلى حالة من الفراغ الروحي، من الغربة الروحية، من تعاطي الإلهيات بروح العالم، من الوثنية الجديدة.

إذا كنا قد خرجنا من الممارسة الإنحطاطية التي غرّبت المؤمنين عن الكأس المشتركة طويلاً فقد دخلنا اليوم، بكل أسف، في ممارسة أشد انحطاطاً تُغرِّبنا عن روحية الكأس المشتركة رغم تعاطينا هذه الكأس. وفي ذلك كذب وتمظهر إبليسي. لا شكّ أننا بتنا في مأزق لاهوتي قانوني رعائي.


لا يمكننا العودة إلى الوراء ووضعنا الراهن أقسى من أن نحيط به، وأصعب من أن يكون في طاقتنا تقويمه إلاّ لماماً، هنا وثمّة، لا سيما والإحساس باستقامة المسرى آخذ في التضاؤل رغم مظاهر العمران والنشاط الإجتماعي في بعض الرعايا وازدياد حجم التأليف والترجمة والنشر. الوجدان الأرثوذكسي، بعامة، في أزمة تآكل.

لقد باتت كيفية تعاطينا الكأس المقدّسة مؤشّراً على جمّ من الأمراض الكنسية التي أصابت وتُصيب جسم المؤمنين اليوم. ما العمل؟ كيف نستعيد سلامة المسير؟ هذا لا يُرتجَل ولا يُختزل.

المسألة، في كل حال، مسألة توبة على غرار توبة نينوى. أول الغيث أن نعود إلى ذواتنا في خط القول المزموري: "طالت غربتي على نفسي. سالمت مبغضي السلام. ولمّا كلّمتهم به ناهضوني بلا سبب"! المهم ألاّ يفضي التغاضي عن التماس الحقّ الإنجيلي إلى عنادٍ في الشطط، إذاً لمات الحسّ وانتفت التوبة. الانفتاح على الحقّ، تحسّس الحقّ شرط. إذ ذاك يقولون: "تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم"!

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 12:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا تتضايق إن تأخرت استجابة الله لك
http://mechristian.files.wordpress.c...rth_world2.jpg أنه يختار الوقت المناسب لإتمام طلباتك فهو يحبك أكثر مما تحب نفسك أتكل عليه ولا تيأس أو تتوانى في الإلحاح حتى يعطيك .
أقرن دائماً طلباتك بصلاة " لتكن مشيئتك " ولأنه يحبك يختار لك ما يناسبك
وقد يعمل عكس رغبتك لفترة ثم يستجيب لك ، واعلم أنه يفرح بصلواتك ويكافئك في السماء بأمجاد ليس لها مثيل .

لاتنظر إلى الأبواب المغلقة ولكن أنظر إلى المفتاح الذى فى يد الله حتى لوتأخر الله فى حل المشكلة "لكل شئ زمان ولكل أمر تحت السموات وقت"
لاتقل لتكن مشيئتك اذا كنت لاتقبلها عندما تكون مؤلمة
كن واقعيا فكر فى حل مشاكلك ولا تركز على الاكتئاب
وإن لم تجد حلا لمشكلتك انتظر الرب أو احتمل وعش فى واقعك

لا تخاف من قسوة الظروف مهما بدت صعبة فالله له طرق كثيرة لحلها لأن الله قادر على كل شى
الحكمه هى ان تنظر للامور لكن بعين الله
فهو الذي سمح بها وهو القادر أن يرفعها إذا أراد
الذين تركوا كل شئ في يد الله ,
اعتادوا أن يروا يد الله في كل شئ

لا تتعجب من تدبير الله لحياتنا ، فهو ضابط الكل و في نفس الوقت هو محب البشر يدبر كل صغيرة وكبيرة في حياتنا .
قد لا تفهم الآن حكمته في ترتيب حياتك ،
لكن تأكد إن الله أشد حنانا عليك من نفسك ، فقط سلم له حياتك انة

قادر أن يفعل أكثر مما نطلب أو نفتكر و قادر أن يمنحنا أكثر مما نحلم
حينما لا توجد حلول بشرية تبصر يد اللة تعمل
الصلاة الحقيقية هي المفتاح الوحيد لكل الأبواب المغلقة
إن أقوى الصلوات هى التى تقدم فى ساعة الضيق
و ثق أن الله لا يسمح بضيقة فوق الطاقة و لابد أن يتدخل و لو فى أخر لحظة ليخلص أولاده فلا تضيع صلواتك هباء
لا يستطيع

الشيطان ان يسيج حولنا بالتجارب والضيقات من كل ناحية فيقيم حولنا اربعة حوائط ولا يدع فيها بابا او شباكااو اى منفذ ولكن
امرا واحدا لا يستطيع ان يعمله
وهو
ان يضع لهذا البناء سقفا يمنع اتصالنا بالسماء واذ نرفع وجوهنا الى فوق نجد (السموات مفتوحة)وهذا هو المنفذ المبارك لنفوسنا فى كل تجارب الحياة

فالصلاة هى المنفذ من تجارب العدو .

لا تفكر فى الحلول لمشكلتك , فعندما تعجز تماماً يرسل الله حلاً لا تتوقعه. + اتركه يعتنى بك بحسب مشيئته و تدبيره الخاص لك فهو يرسل ملائكته و قديسيه لخدمتك خاصة عندما يجد إيمانك وصداقتك لهم قوية ,
فلا تترك فرصة إلا وتنتهزها لترفع صلواتك و خاصة من أجل أحتياجاتك الروحية قبل الجسدية

الرب فوق كل الظروف ...
إنه المتحكم فى كل شئ وضع للبحر حدااا

مهما عجت الأمواج فهى مقيدة تتحرك فى حدود ،
لن يسمح لها أن تؤذيك بل سيجعلها تعمل لخيرك ..

هو يعلم المدة التى يجب أن تبقى فيها العاصفة

و إلى أى درجة يجب أن يصل عنفها حتى تحقق القصد الحسن منها ....
ربما كانت إعدادآ لك لمهام عظيمة تنتظرك ،

و ربما لتنقيك أو لتعليمك دروسآ هامة ....

لكنه فى أمانته لن يسمح لها قط أن تطول أو تشتد
فى الغد...
ترى يد الله تمتد اليك لكى تريحك ..فى الغد ترى حلولا كثيرة لمشاكلك..
أن كان اليوم مظلمآ فان الغد يفتح أمامك طاقات من نور ..

من أقوال البابا شنودة

يارب خلصنى وعلمنى أن أصنع مشيئك

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حول الانفصال عن الله: مختارات من البوق الإنجيلي
مكاريوس معلّم باتموس
http://www.peregabriel.com/gm/albums...10002/1God.jpg
نقله إلى العربية الراهب أثناسيوس الدمشقي
إنني قد طالعت كتاب أعمال الرسل فوجدت فيه كلاماً مسطراً عن بولس المطوّب. أنّه لما عزم على السفر من كورنثوس، سبّب للمؤمنين تأسفاً على فراقه وتحسراً عظيماً، وجلب عليهم غماً وألماً جسيماً.
حتى أنهم انطرحوا منكبّين على عنقه، وطفقوا يطلبون إليه ببكاء جزيل وعبرات غزيرة، ألاّ يدعهم خائبين من مشاهدته. فوعدهم بحضوره لعندهم. فبالنسبة إلى هذا الأمر اعتبر حالَك أيها الخاطئ التعيس المنكود حظه.
يا ليت شعري إذا كان فراق أحد الرسل قد أضرم في قلوب المؤمنين نيران الحزن والغم بهذا المقدار، فكيف تكون حالتك إذا انفصلتَ، ونأيتَ، ولا أعني بقولي عن انفصالك من أهلك وأقاربك، ولا عن افتراقك من خلانك وجيرانك، ولا عن مفارقتك للملاك الحافظ نفسك، ولا عن ابتعادك من بقية الطغمات الملائكية، ولا عن انفصالك من مرافقة جمهور الأنبياء،
ولا عن فقدك معاشرة محفل رؤساء الآباء الصديقين، ولا زمرة الرسل القديسين، ولا مواكب الشهداء والمعترفين، ولا عن ابتعادك من السماء نفسها، ولا عن افتراقك من الفردوس، ولا عن بقية سعادة الصديقين. بل إنما أقول لك عن انفصالك من الآب السماوي فقط.
لأن بقية العذابات وسائر العقوبات كالنار الأبدية، والظلمة القصوى، وصريف الأسنان وغيرها من العذابات المختلفة الأنواع، إذا قسّمتها بالنسبة إلى انفصالك من الله تعالى فتجدها كَلا شيء
. فقل لي إذاً كيف تقدر أن تحتمل هذا الأمر، وهو أن تكون منفصلاً من هذه الأحضان الأبوية، أحضان خالقك وسيدك ومولاك؟ أيّ يأسٍ وقنوط يشملك؟ وأي بحرٍ من الحزن يغمرك؟
وأي نهرٍ ناري من الغمّ والكآبة ينسكب على نفسك الشقية، إذا ما انفصلت من هذا السيد الحليم الجزيل الوداعة ونزحت عن هذا الإله اللطيف العطوف جداً؟ ألا تعلم أن هذا الانفصال يوليك الفضيحة والخزي؟ صدقني أن هذا أمضٌ من نيران العذاب. هذا مقدمة مصيبتك وخاتمتها.

وإن شئتَ أن تتحقق ذلك وتتأكده، فافتكرْ بما جرى في العصر القديم، عندما قطع هيرودس المنافق رأس يوحنا السابق. وكان ربنا له المجد على الأرض بالجسد. فأيّ تأديب وقصاص جلب على أولئك القوم الذين تجاسروا على هذا الصنيع عندما بلغه خبر صنيعهم.

إن الإنجيلي المتأله اللبّ لم يقل في هذا الصدد شيئاً سوى "أن يسوع لما سمع ذلك تحوّل ماضياً من هناك إلى مكان قفر". لأنه لم يجد تأديباً يؤدّبهم به وقصاصاً ينزلُه بهم أعظم من هذا التأديب والقصاص العظيم جداً، وهو انفصالُه منهم وانصرافه عنهم.
ولعمري أنّ هذا الأمر نفسه تفهمُك إياه الظلمة التي صارت على الأرض كلّها في حين صلب الربّ. لأنه من حيث أن ذلك التجاسر كان مستغرباً لا قياس له، وما من شيء من الأعمال الأثيمة يشابهه أصلاً، فلذلك حلّ بهم التأديب والقصاص العظيم الذي ما من شيء يوازيه ليوضح لهم أنّ انفصاله منهم سيكون لهم عذاباً شديداً وانتقاماً مريعاً أشدّ من كلّ عذابٍ وانتقام.
وهاك قياساً صحيحاً سأورده لك كفيلاً بأن يفهمك. وهو: أنّ الله تعالى هو العلة الأولى لكلّ خير. والذي يكون منفصلاً من ينبوع النور والضياء أي نورٍ يبقى له؟

والذي يكون منفصلاً من أبي كلّ سلوةٍ وعزاء، أي أثرٍ من الفرح والسرور يبقى له؟ فالناتج إذاً أنّ الإنسان الذي ينفصل من الله تعالى، جلّت آلاؤه، يبقى على هذه الصورة مظلماً مقتماً وخالياً من كلّ خيرٍ وصلاح.
كتب أوريجانس في مؤلّفاته أنّه حينما كان مغلقاً على نوح البار داخل السفينة، كانت الأرض عقيمةً وغير مولِّدة، ولم يونع فيها نباتٌ أصلاً، ولا ظهر على وجه الأرض زهرٌ ولا ثمرُ أبداً، لأن الشمس لم تكن تطلع على الأرض في ذلك الحين.

فإذا كان فقدان هذه الشمس الحسّية صار سبباً لتلاف الأرض وبوارها، وعلةً لعظم الجدب والمُحْل الذي أصابها، فماذا نستنتج عن الإنسان الشقي المسكين، إذا بقي منفصلاً من الله الجواد العظيم العطايا خالقِه وجابله؟ أيّ تعاسةٍ تشمله؟ وأيّة مصيبة تدهمه؟ وفي أية حالة شقية يكون؟
كان المعلمون الجهابذة يتباحثون في أمر شمشون بعداوة عظيمة حتى الموت، فلما قبضوا عليه لِمَ لم يحلقوا شعر رأسه ثانية، ما دامت قوته الأولى تعود إليه أيضاً إذا نبت شعره؟

لم يفعلوا ذلك بسبب إهمالهم وكسلهم أم بسبب جهلهم وعدم معرفتهم؟ ويجيبون قائلين في حل هذا المشكل هكذا: إن الفلسطنيين لم يعبئوا بذلك لعلمهم أنّ الرب قد ابتعد عنه،
ولم يخشوا بأسهُ أيضاً لأن انفصال الله تعالى عن شمشون منحهم ثقةً وعشماً حتى شدوا ذلك البطل الصنديد الذائع الصيت وربطوه إلى حجر الرحى كحيوانٍ فاقد النطق. ولعمري أن هذه الداهية نفسها بل أعظم منها بما لا يقاس تدهمك أنت أيضاً أيها الخاطي غير التائب بعد انفصالك عن الله.
ولا يبقى لك فيما بعد أثرٌ من السلوة والتعزية أصلاً، ولا خيال من الفرح والسرور أبداً، لا من تلك التسلية التي يمنحها ضوء الشمس والقمر للكواكب، ولا من ذلك الانتعاش الذي يُستمد من لطف النسيم.
لكنك تُسلَب كل سلوة وعزاء حتى أن العناصر التي بها يتعزّى بقية الناس ويتسلّون تصير أعداءً لك، وجماهير القديسين أنفسهم يعادونك، والسيدة البتول الطاهرة تبتعد عنك، والسماء بجملتها ترفضك.
وإنما يصير هؤلاء جميعهم أعداء لك لأنك جعلت وسائلهم وشفاعاتهم التي كانوا يقدمونها من أجلك فيما سلف باطلةً لا تجدي نفعاً. وما لي أقول أن الأقرباء والقديسين يكونون أعداء لك ومبغضين ولا أقول أن آدم ابن الله الطاهر نفسه، والصليب الكريم الحامل الظفر بعينه، يكونان لك عدوين ومبغضين ومقاتلَين لنفسك الشقية المستوجبة النوح والبكاء.
إنني أعرف أين تعلّقٌ أمَلَك أيها الخاطئ غير التائب. أفلستَ واثقاً أيضاً بلجة تحنن الله تعالى؟ والحال أنك من أجل هذا يجب أن تخشى وترتعد أكثر، لأنك ستكابد حرَّ نار العذاب الأبدي بأوفر المضض والألم من جراء عظم خيانتك، وقلّة شكرك، وعدم وفائك الذي أظهرتَه نحو السيد الكريم المفضال العظيم المواهب.

وذلك على نحو وفور غنى المواهب والنعم التي نلتها من لجة تحننه تعالى. وعلى نحو ما أظهر من الهمة الوافرة والنشاط الكامل في إصلاحك وتقويمك سوف يوبّخك ويبّكتك بأشد القساوة لأنك أضحيت خائناً منافقاً، وعديم الخضوع والإذعان وفاقد التصوّر والإدراك.
فقل إذاً بماذا تؤمل مطمئناً. أتؤمل بحكمة قاضيك وحاكمك؟ والحال أنه من أجل هذا أيضاً يجب أن ترهب وترتعب بالأكثر. لأن الحق ذاته سوف يكون دياناً لأعمالك وشاهداً عليها.
كما يقول إرميا النبي "إنني أنا شاهد وقاضٍ". فبماذا إذاً تثق متعشماً؟ أأنت واثق بقدرته الكلية؟ والحال أنه من أجل هذا يجب أن ترتعد وتفرق أكثر لأنك عندما تكون واقفاً في تلك الدينونة لا يمكنك أن تقاوم، ولا تجد مكاناً تختفي فيه لتهرب من أمام قوته الكلية القادرة على كلّ شيء.
فبماذا تتعشّم طامعاً؟ أتتعشّم بعدله الإلهي؟ والحال أنه من أجل هذا ينبغي لك أن تخاف وتهلع أكثر. لأن الله تعالى لا يدع خطيئةً من خطاياك بلا قصاص وعقاب.
وأعظم من ذلك أيضاً أنه عزّ اسمه قد بذل ابنه الوحيد المساوي له في الجوهر وأسلمه إلى الجلد والسياط والآلام والصلب. وذلك كلّه لأنه كان لابساً صورة خطيئتك لا غير.
فعليك إذاً أن تحكم حكماً عادلاً في هذا اليوم الذي هو يوم المحاكمة. واعطِ الله تعالى حقّه الواجب عليك. وأفرز له نفسَك وجسمَك وحواسَك كلها بما أنّك خِلقته وجبلة يديه.
واعرف ضعفك وعجزك وافهم دناءتك وخسّتك، وكُف من الآن فصاعداً عن معاندة هذا السيد الكلي القدرة، ومقاومة هذا القاضي الديان الكلي الحكمة. ميّز تمييزاً حميداً واحكم على ذاتك. أنه من الواجب واللائق أن تكشف خفايا قلبك ومكنوناته لدى أحد الأطباء قبل أن يدركك ذلك اليوم الرهيب وتشهر خفاياك ومكتوماتك تجاه أعين السماء والأرض، قدام الملائكة والبشر.
ميّز بعقلك أنه واجب عليك أن تحرق خطاياك ومآثمك بانسحاق القلب لكي لا تقع في تلك النار الجهنمية وتحترق احتراقاً مؤبداً فذلك ربح عظيم وكسبٌ جسيم لك.
قد قال علماء الطبيعيات وعلى الخصوص بلوتارخس الحكيم، أن الصاعقة حيثما وقعت سحقت الأشياء الصلبة القاسية وطحنتها. وأما الأشياء الليّنة الرخوة فلا تضرّها ولا تؤذيها.

والحال أنّ هذا الأمر بعينه يكون في الدينونة الرهيبة التي يقضي بها هذا القاضي العادل فإنه يدقّ الخطأة القساة غير التائبين ويطحنهم ويطرحهم في النار المؤبدة. وأما المتواضعون والتائبون فيرّق لهم ويرحمهم.
فإذاً حتّام أيها النفس الشقية غير التائبة تلبثين مصرةً على فظاظتك وقساوتك وعلى عدم الخضوع لشرائع إلهك وخالقك، وعلى عصيان نواميسه الإلهية وأوامره الخلاصية؟

إلامَ تحتملين أن تعرفي ذاتكِ أنكِ من الذين سيسمعونه تعالى قائلاً لهم بصوت مهول وغضب شديد "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار المؤبدة" ولا تتوبين نادمة على خطاياك؟
نعم إنه من الواجب علينا ألاّ نضيّع وقت هذه التجارة الحميدة. لأنّ هذا القاضي المقسط هو الذي وهبنا هذه الحياة إجلالاً لهذا الربح وهذه الفائدة الجميلة. أي لكي نجعل ذواتنا أهلاً لحزب اليمين وننجو من حزب الشمال.
وقد أبقانا أحياء إلى هذه الأيام وأوصلنا إلى هذا التذكار تذكار دينونته الرهيبة. لكي نتصالح متسالمين مع القاضي الديّان ونطرح عنا أعمال الشجب والهلاك ونلبس أعمال البرّ والعدل.
لأنه من يعرف إن كنا نسمع أيضاً فصل إنجيل هذا اليوم الرهيب متلواً في مثل هذا اليوم من العام المقبل؟ ومن يقدر أن يعرف مَن منا يكون فوق الأرض ومن يكون تحت الأرض؟
فالجدير بنا إذاً أن نخمد غضب الديان العادل ونطفئه بزيت الرحمة والصدقة، أو بهطل جداول الدموع والعبرات الحارة. يا ليت شعري إلى أية ساعةٍ نخبئ دموعنا ونتحفّظ عليها؟

من لنا أعزّ وأكرم من ذواتنا لنبكي عليه؟ ما لي أراك يا هذا تذرف سواقي من الدموع في موت أبيك، أو أمك، أو ابنتك، وأما في موت نفسك فلا تبكي عليها ولا تندبها؟ أنه من الواجب أن نبكي على نفوسنا في هذا اليوم بكاءً وقتياً.
لكي ننجو من تلك الدموع المؤبدة التي لا تجدينا نفعاً. والخليق بنا أن نتنهد الآن تنهداً زمنياً لكي نسلم ناجين من تلك التنهدات الأبدية التي نسأله تعالى أن ينجينا منها برحمته التي لا تقدّر ولا تحدّ.
له المجد والعزة والسجود إلى أبد الدهور التي لا تحول ولا تزول آمين

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الدموع
+ الدموع ام الصلاه :
حينما نقف لنتراءى امام الله فى بدء حياتنا الروحيه تصطدم نفوسنا المحمله بالشرور والاثام بلهيب قداسة الله فتنفتح
العيون لاول مره لتسكب فيضا من الدموع وهكذا نغسل بدموعنا اعضائنا التى تدنست بفعل الشهوه والخطيه وحينئذ نستطيع

ان نتقدم للصلاه . ولكن ليست دموع التوبه مقصوره على فتره معينه فى حياتنا فهى ينبوعنا الدائم الذى نجد فيه شفاء نفوسنا .
+ الدموع بنت الصلاه :
سعيد ذلك الانسان الذى تفتقده النعمه اثناء تضرعه فى الصلاه الباكيه . فبينما تكون دموع الالم والندم منحدره من
عينيه بمراره إذ بنور المسيح ينسكب فى قلبه الداخلى وتشمله فرحه سريه عجيبه فتمتزج دموعه بابتسامه حلوه فتنهمر
دموع الفرح . هذه الدموع السعيده هى احدى هبات الصلاه المنسحقه وكل من تذوق لذة الدموع يطلبها باستمرار.
كلنا يبكى ويستطيع ان يذرف الدموع ولكن القليل من يستطيع ان يوجه هذه الدموع لتدخل زق الله . اما الدموع
التى تنسكب بعيدا عن زق الله فهى محسوبه عليك . فحينما تبكى افحص دموعك لئلا يكون الدافع لها محبه جسدانيه . ان الذين تمرنوا على
حياة الصلاه يعرفون كيف يحولون مثل هذه الدموع لتدخل امام الله .
ولكن احترس من ثلاثة امور اذا استؤمنت على دموع التعذيه :
1.لا تلهيك الدموع عن واهبها .
2.لا تظن ان هذه الدموع هى لاستحقاقك : بل هى لتشجيعك للنمو فى محبة الله .
3.ان الدموع لا تميزك عن الاخرين .
المكانه الصحيحه للدموع فى اللاهوت النسكى عند الاباء الاولين :
نلخص مبادئ الاب اسحق كالآتى :
1.تعتبر الدموع تعبيرا ملازما للدوافع الصحيحه للصلاه التى تنبثق من اعماق النفس وتملأها سرور.
2.لانه توجد دوافع كثيره للصلاه فبالضروره اصبح يوجد انواع كثيره للدموع .
3.توجد خمسة انواع للدموع وهى صحيه ومثمره وهى :
أ‌.دموع الشعور بنخص الخطايا
ب‌.دموع الرعبه من جهنم .
ت‌.دموع التأمل فى صلاح الله والامجاد المعده لنا .
ث‌.دموع على الاخرين وهى شديدة الكآبه .
ج‌.دموع الضيقه التى يعانيها مساكين الله .
4.هذه الانواع يربطها صفتان :
1.دوافعها صحيحه
2.لا تمارس بتغصب فهى دموع تلقائيه .
5.يوجد نوع واحد من الدموع ليس تلقائيا يحاول الانسان ويجاهد ان يزرف فيه الدموع وهو للمبتدئين .
6.هناك نوع خطير من الناس وهم الذين يذرفون الدموع رغبة فى ذرف الدموع كإنها هبه وضروره وهذا النوع مفسد وعقيم .
لان نخس الضمير هو الدافع الصحيح للدموع .
مبادئ مار اسحق :
1.وضع الدموع فى الحياه النسكيه :
إن لم يؤهل الانسان لنعمة الدموع يكون ذلك دليل على انه لا يزال يعيش من اجل الانسان الترابى . على انه بمقدار
ما يتقدم فى السيره بمقدار ما يزداد حظه فى الدموع .
2.تشكل الدموع بشكل المراحل النسكيه : والدموع نوعان :
1.دموع من اجل تذكر الخطايا وهى دموع مؤلمه .
2.دمو تفيض من جراء دخول العقل فى افهام روحانيه ينعم بها الله على الانسان .
3.القيمه النسكيه للدموع فى حد ذاتها ومما تنجح :
1.البكاء بحد ذاته عازل يعزل النفس عن اسقام الخطيه .
2.إذا سئلت مما ينشأ وكيف يدوم اقول لك ان المملوء جراحات كيف يسكت ؟
3.إهدأ الى نفسك وأصمت وتعلم السكوت وأصبر على ضيقتك . حينئذ يأتيك البكاء ويلازمك .
4.نحن محتاجون قبلكل شئ ان نضع الله امامنا وفى فكرنا بإستمرار وهو يهبنا الدموع .
5.إذا ظفرنا بنعمة الدموع فهى توصلنا الى الطهاره .
6.كل القديسين بتوسط الدموع انفتح امامهم باب العزاء فدخلوا فى الاستعلان وساروا وراء الله .
7.الدموع تتولد من الهذيذ الحقيقى الذى يكون بغير طياشه .
8.على قدر ما يتغذى الانسان بالروح من الداخل على قدر ما تكون زيارة الدموع .
الدموع ليست حتميه فى الحياه النسكيه :
1.بالنسبه لبداية الطريق :
لقمع حركات الخطيه إذا كان الانسان غير قادر على البكاء فهناك ما يساوى الدموع تفريغ القلب من محبة الخطيه ومداومة الصلاه .
2.بالنسبة لنهاية الطريق :
فى الوقت الذى تكون فيه قد بلغت الى الاتضاع وانت عمال فى السكون وتكون نفسك قد قربت من الخروج من الظلام تكون الدموع
وحرارة القلب وعدم اشتهاء ما فى العالم هى العلامه .
ماذا تعنى الدموع
1.الدموع دليل على ان النفس البشريه قد حظت بالرحمه الالهيه .
توجد دموع تأتى جزئيا للعمالين بالروح واخرى لا تكف نهارا وليلا .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حبّذا لو نتمسّك بالقِيم والمضامين الروحيّة للأعياد،
ونبتعد عن المظاهر الصبيانيّة الفارغة!

الأب إبراهيم داود
بعد أقل من اسبوعين يحتفل العالم المسيحي بعيد التجسُّد الإلهي، الميلاد المجيد..وتسبق حلولهُ الإعلاناتُ الملوّنة الكبيرة في الصحف، مُعلِنة وصول كمّيات جديدة ومتنوّعة من زينة شجرة الميلاد، وأشخاص بابا ناويل لتزيين الأشجار والمنازل...
وكما في كل عام، يبدأ "المؤمنون" يندفعون نحو المتاجر لاقتناء أدوات غالية الثمن، بذريعة أن عيد الميلاد هو " عيد الأطفال"، وبالتالي فإنهم لا يبخلون على أطفالهم بشيء، إذا كان هذا ما يُدخِل الفرح والسّعادة إلى نفوسهم!
وفي غمرة هذه الاندفاعات والمقتنيات، لا يتساءل احدٌ عن معنى نشوء وتكاثر هذه المتاجر والدكاكين المزيّنة قُبيلَ شهرٍ أو اثنين من موعد حلول العيد!
إنها تبدأ بالتكاثر في كل بلدة " ليمسك التجار سعرًا" كما يقولون، ويتمكّنوا من بيع بضاعتهم " الميلادية" البرّاقة، ويزيدوا أرباحهم.. والحقيقة انه ليس لي شخصيًّا أي شيء ضدّ التجار. جلّ ما يعنيني في هذا الشأن هو تصرف الأهل والشباب، بشأن الاحتفال بميلاد السيد المسيح، له المجد...
إلى جانب " الشجرة وأغراضها"، فالأهل أيضا يقتنون الهدايا لأولادهم وأولاد أقاربهم. فالعيد أيضا " عيد الهدايا"، كما يقولون!..والجديد في هذا الخصوص، انه منذ عدة سنوات، نشأت في الكثير من القرى والمدن عادة تسليم الهدايا،أو حتى تسليم النقود، لبعض الحركات الشبابية ليقتنوا هم بأنفسهم الهدايا،
ثم يقومون مساءً بتوزيعها على الأطفال بواسطة شخص متنكّر بملابس "بابا ناويل" يحضر برفقة مجموعة من الشباب يقومون بالتنقل من بيت لآخر بالسيارات، يقودونها بسرعة ويُطلِقون العنان لزمّاراتها المتنوعة والمزعجة الأصوات!!
إذًا ، عيد الأطفال.. وعيد الهدايا..وعيد بابا ناويل.. وعيد الشجرة!!...
وتجد الكثيرين ممّن"يهمّهم الأمر"، يُطلقون التفسيرات والتأويلات حول هذه "المفاهيم"!
وتفتّش أنت عن صاحب العيد الحقيقي،السيد المسيح،فلا تجد له أثرا أو ذِكرًا ذا قيمة، ضمن هذه التفسيرات والتأويلات
+++

وحتى لا نطيل، تعالوا بنا نتحدث في المهم...
المهمّ الأهم هو أن عيد الميلاد المجيد، كما يؤمن المسيحيون، هو حدثٌ عجائبيّ سنويّ يدعونا بشكل خاص إلى التأملّ في محبّة الله غير المتناهية للبشر، لدرجة انه تنازل وتواضع وتجسّد في أحشاء عذراء من الناصرة، ثمّ وُلد من هذه العذراء في مغارة للبهائم في بيت لحم.

هذا الحدث الإلهيّ العجيب، هو رسالة إلهية لنا نحن البشر، في ثبات الله وأمانته على محبته لنا، بالرغم من ابتعادنا عن طرقه، ورفضنا لتعاليمه النيّرة، وهو رسالة لنا في التواضع واحترام المهمّشين بيننا، علّنا نقتدي ونتمثّل!
"هلمّ يا مؤمنون، لننظر أين يولد المسيح. ولنتّبع إذًا الكوكب إلى حيث يسير، مع المجوسِ ملوكِ المشرق.فهنالك رعاة يسهرون،وملائكة يسبّحون، هاتفين بغير فتور،بتسبحة لائقة:
المجد لله في العلى، الذي وُلد اليومَ في مغارةٍ من البتول والدة الإله، في بيت لحم اليهودية"{من صلاة سحر العيد}.
هذا الحدث العظيم في قيمته، على مُختلف الرؤى والأصعدة، لا يجوز تصغيره في أعين الناس، ولا يجوز جعله يتقلّص لشجرة مزيّنة، أو لهدايا يحملها شخص يرتدي الزيَّ التقليدي لبابا ناويل!..
مِثلُ هذا النهج، في رأيي، وبالرغم من كل ما يمكن أن يقال عن النوايا الحسنة والتقوى الشعبية التي تكمن وراءه، لا يبرّر إهمال صاحب العيد، ولا قِيَم العيد، ولا روحانية العيد..لقد أضحى، للأسف ميلادُ السيد المسيح، وهو الحدثُ الأهم الذي وقع في التاريخ والزمن وقسّمها إلى ما قبْل وما بعد، أضحى عيد الهدايا، أو عيد الأطفال ،أو عيد الشجرة، وأكثرهم يعرفونه بعيد بابا ناويل!! وهذا لعمري، بالإضافة إلى كونه جهلا، فإنّ فيه إهانة ربّما غير مقصودة، للوافد من السماء لأجل خلاصنا!

+ + +

لذلك ليس فقط نُحْسٍنُ صنعا، بل هو من أهم واجباتنا الروحية والتربوية في هذه المناسبة العظيمة، أن نستفيد من قيم الميلاد في ما نقتني لأغراض التزيين والمظاهر الخارجية، ونستغني كليًا عن خدمات " بابا ناويل" الصبيانية المزعجة ..فالميلاد يكتمل بلا شجرة وبلا أدوات زينة، وبلا أضواء كهربائية، وبلا بابا ناويل وأجراسه وسياراته، وبلا كل المظاهر التجارية البرّاقة!!
كم يحسُنُ بنا في هذا العيد المجيد، أن نقرا إنجيل الميلاد بتمعّنٍ، وان نستمع أو نرتّل قطع الصلوات الميلادية الرائعة، وان نتعمّق في التأمّل بأيقونة الميلاد البيزنطية الشهيرة، هذه الأيقونة المكرّمة.. وطبيعي أنّ هذه القيم لا تُتَوّج إلا بالذهاب إلى الكنيسة والاشتراك الفعلي في الذبيحة الإلهيّة المقدّسة..
"ميلادك أيها المسيح إلهنا قد اظهر نور المعرفة للعالم. لانَّ الساجدين للكواكب، فيه تعلّموا منَ الكوكب السجود لك يا شمسَ العدل. وعرفوا انّك المشرق الذي من العلاء، يا ربُّ المجد لك" {طروبارية عيد الميلاد المجيد}.
+ + +

ميلاد السيد المسيح، يا كلّ محبّي المسيح، ليس عيدًا بشريا نحتفل به كما نحتفل بأعياد ميلاد البشر. انه ليس مناسبة للأكل والشرب واللهو والمظاهر! انه مناسبة روحية للتأمل في علاقة الله بالإنسان، وفي محبته وتواضعه وتكريمه لأضعف الخلائق وابسطها.. هذا الكلام لا يعني أن نمتنع عن المأكل والمشرب والملبَس، لكن أن نختصر ونتواضع ونوفّر حتى نستطيع أن نمكّن غيرنا من إخوتنا المحتاجين، أن يسمعوا كلمة الله، وان يشاركونا ما نأكل وما نشرب ..
وحبّذا يا مؤمنون، لو طرحنا جانبا كلّ المفاهيم البشرية الصبيانية التي ذكرنا بعضها في ما سبق، وتمسّكنا نحن وأفراد عائلاتنا، بالمضامين والمفاهيم والقِيم الروحيّة الأصليّة لعيد الميلاد المجيد، بل لكلّ عيد.

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المجامع كعيادات لطبّ النفس - 4



http://www.peregabriel.com/gm/albums...7uoZohm_ph.jpg

الأب يوحنا رومانيدس


نقلها إلى العربية الأب أفرام كرياكوس

نظرية أوغسطين الخاطئة

لقد أخطأ أوغسطين في اعتقاده أن الأريوسيين وحدهم وحدّوا بين الكلمة وملاك الرب في العهد القديم. ولم يعرف من القديس أمبروسيوس الأسقف، الذي يدّعي أوغسطين أنه فتح عقله المانيخي عن العهد القديم وعمّده، أنّ الآباء كلهم كانوا كذلك (يوحّدون بين المسيح وملاك المجد في العهد القديم).

كان الأريوسيين والأفنوميانيون يدّعون بأن البرهان على أن الكلمة كان مخلوقاً هو ظهوره للأنبياء بينما الآب وحده غيرُ منظور. لم يفهم أوغسطين خبرة الاستنارة والمجد في العهد القديم، تلك الخبرة التي خلط بينها وبين الاستنارة والانخطاف عند الأفلاطونيين الجدد.

كان يعيد التمجّد (أو التأله) إلى ما بعد الموت ويوحّده مع رؤية الطبيعة أو الجوهر الإلهي التي تملأ رغبة الإنسان في السعادة المطلقة. مفهومه النفعي للحبّ جعل حال دون فهم المحبة غير الأنانية التي في حالة المجد في هذه الحياة. من هذه الناحية لم يفترق عن الآريوسيين الذين كان يهاجمهم.

بهذه الافتراضات الأفلاطونية الحديثة حلّ أوغسطين المشكلة أمامه عن طريق التفسير التالي: الأشخاص الثلاثة في الثالوث الأقدس الذين لا يُرَون يعلنون عن أنفسهم وعن رسائلهم للأنبياء عن طريق خلائق متنوعة يأتون بها إلى الوجود لتصبح منظورة ومسموعة وبعدها يعيدونها إلى العدم على مثال المجد، الغيمة، النار، العليقة الملتهبة الخ... هكذا، يصبح الله منظوراً في طبيعة ابنه البشرية التي عن طريقها ينقل الرسائل والأفكار

ومن المفترض أن الله يستمر في نقل الرؤى والرسائل عن طريق وسائل مخلوقة يخلقها من العدم إلى الوجود حسب الحاجة كما في الحمامة عند معمودية المسيح والألسنة النارية عند العنصرة، المجد، النور، الملك لله معلنة عند التجلي، السحابة-المجد التي عليها ارتفع المسيح إلى السماء، صوتُ الآب الذي عن طريقه أعلن الله عن مسرّته بابنه، نار الجحيم...

هكذا، حسب أوغسطين، العبارات الرمزية التي استخدمها كتاب العهد القديم والجديد للتعبير عن الاستنارة والمجد اقتصرت على أشياء وعجائب لا تُصدَّق. هذا هو التقليد الذي يعود إليه اللاتين والبروتستانت على السواء. وعليه، فإن "ملكوت الله" يشير إلى ملك الله غير المخلوق وليس إلى مملكة أرضية مخلوقة يحكم الله عليها (بحسب المفهوم الأرثوذكسي).

ك- لا تطفئوا الروح

الروح القدس الذي يشفع في قلب الإنسان "بأنّات لا ينطق بها" (رو8: 26) هذا الروح ليس بحدّ ذاته العضوية في جسد المسيح. على كلّ واحد أن يتجاوب، بصلاته الخاصة المستمرّة، صلاة روحه الخاص، حتى يشهد روح الله روحنا "بأننا أبناء الله ووارثين مع المسيح إن كنا نتألم معه لكي نتمجّد أيضاً معه" (رو8: 16-17). هذا الجواب من عندنا، ومع ذلك هو هبة من الله.

هذا بالضبط ما كان يفترضه بولس الرسول بقوله "صلوا بلا انقطاع... لا تطفئوا الروح. لا تحتقروا النبؤات" (1تسا5: 17-19). هنا يقول لنا بولس أن ننتبه إلى أن نبقى هياكل للروح القدس بالحفاظ على الصلاة المستمرّة، صلاة روحنا في القلب حتى نصبح أنبياء عن طريق المجد. هذا أيضاً يفسّر قول القديس يوحنا الذهبي الفم: "لا نظننّ أننا أصبحنا أعضاء في الجسد مرّة وعلى طول".

المعمودية بالماء لمغفرة الخطايا سرّ لا بد منه لأن مغفرة الله على ضعفنا هو الهبة الأولى لبداية عملية الشفاء. لكن معمودية الروح ليست عطاءً مجانياً لأن الإنسان يمكنه أن يكون صاحب صلاة مستمرّة، أن لا تكون له صلاة، أو أن يضيعها في قلبه. هل يتجاوب الإنسان للروح القدس وشفاعته في القلب أم لا هو أيضاً سؤال، هل يؤمن بالمسيح أم لا. بعبارة أخرى الله يدعو الجميعَ على السواء ولكن ليس الجميعُ يتجاوبون.

الذين لا يتجاوبون لا يستطيعون أن يتصوّروا أنفسهم هياكل للروح القدس وأعضاء في جسد المسيح... الذين في حالة الاستنارة يصلّون معاً في الليتورجيا كهياكل للروح القدس وأعضاء لجسد المسيح من أجل أن يصبح غيرُ الأعضاء أعضاء والأعضاء قبلاً أعضاءَ من جديد طالما أن هذا لم يكن محققاً بمعموديتهم بالماء لغفران الخطايا.

ل- موهبة الترجمة

في وقت من تاريخ الكنيسة الأولى ظهرت موهبة ترجمة المزامير والصلوات من القلب إلى الذهن من أجل الصلوات المشتركة لإفادة الأفراد المؤمنين. هذه الموهبة استُعيض عنها ببعض النصوص الليتورجية المكتوبة مع نقاط محدّدة حتى يجيب الأفراد آمين، يا رب ارحم الخ... وكذلك الصلاة في القلب اقتصرت على صلاة صغيرة "أيها الرب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطىء"، أو عبارة من المزامير (ما نقله القديس كاسيان إلى الغرب) والمواهب الأخرى بقيت نفسها.

غريغوريوسde Tours الغربي يصف عملية الصلاة المستمرّة وحالة المجد ويراها على أنها عجائب وطرق غريبة.

هذا العجب والخلط وارد عند أوغسطين الذي رأى في الاستنارة والتمجّد نسكاً من الأفلاطونية الحديثة

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
السعادة الحقيقية
ولكن ما هي هذه السعادة التي نقصدها؟
أهي الأطعمة التي تدخل الفم وتصل إلى المعدة وتخرج وتنتهي؟
أهذه العطية وهبت لجنس البشر بإحسانات الله، لكى تكون هناك معدة ممتلئة وجسم ممتلئ صحة، وشهوات وقتية؟
أهذا هو ما لا نستطيع أن نعبر عنه بالكلمات؟
هل السعادة الحقيقية هي أن نتكبر بقسوة ونطلب أن نسّمن أجسادنا، ونغرق نفوسنا في ارتكاب الخطايا والشهوات؟
لابد أن نعرف أن هذه كلها، هي بعيد...ة تماما عن السعادة، وبعيدة عن المعنى الذي من أجلها خلقها الله.
إذن ما هو نوع هذه السعادة التي تتفق مع الفضيلة والقداسة، ومع قصد الخالق العظيم ؟ .
في الفردوس تجد هناك الجموع الكثيرة من الملائكة الأطهار القديسين، وهناك الأساس المتين لكل الفضائل الروحية، هناك التسبيح الدائم وثماره النقاوة والطهارة، وهناك نهر ماء الحياة، نهر الله، الذي من عرشه تنبع المياه التي تبهج مدينة الله، التي صنعت وشيدت بالله
"نهرا صافياً من ماء حياة، لامعا كبلور، خارجاً من عرش الله والخروف"
( رؤ 22: 1 ).
هذا النهر هو الذي ينبع من عدن ( السعادة الحقيقية ) ويروى الفردوس "وكان نهر يخرج من عدن ليسقى الجنة" ( تك 2: 10 )،
هذا هو نهر التمتع الدائم برؤيا الله، والشبع الكامل بالتأمل في مجد المسيح وجماله، وفى سلامنا الدائم من أجل تواجدنا في حضرته.
هذه كلها أرشدت القديسين، ولابد لكل المؤمنين أن يقوموا بتداريب روحية صارمة، حتى يصلوا إلى حياة الكمال، هذه التي أرادها الله لكل سكان الفردوس.
عندما تفكر في هذا،
ستشكر الله صانعها الذي خلق كل هذا لأجل سرورك، وبذل كل جهد حتى يجعلك مستحقا لها.
وعندما تتجه إليه، حينئذ سيستنير عقلك وستفهم أساس خلقتنا، ومصير آخرتنا، له المجد إلى الأبد أمين.

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مصارعة يعقوب مع الملاك
(تك 32: 24-32)
ورد في الكتاب المقدس مثل رائع للتغيُّر، وهو مصارعة يعقوب مع الملاك.
وهذا المثل فيه توضيح بديع للطريق الذي يضعه لنا الإنجيل، أَلاَ وهو الدخول في معركة داخلية مع الذات بغرض نوال المصالحة وتغيُّر القلب.
فيعقوب وعيسو توأمان تصارعا أولاً في بطن رفقة (تك 25: 22)،

ثم «كبر الغلامان. وكان عيسو إنساناً يعرف الصيد، إنسان البرية؛ ويعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام» (تك 25: 27). وبعد ذلك أخذ يعقوب مكان عيسو حينما سلبه حق البكورية والبركة الأبوية.
+ ففي المرحلة الأولى، نجد أن عيسو قد عاد من الحقل وهو مجهد جداً وقد قَبـِلَ أن يبيع حقه في البكورية ليعقوب مقابل أكلة عدس.
+ وفي المرحلة الثانية، نجد أن يعقوب قد سرق البركة الأبوية التي كان إسحق ينوي منحها لعيسو، الأمر الذي جعل عيسو يمتلئ بالكراهية تجاه أخيه ويضمر الانتقام لنفسه (تك 27: 41).
بدء التغيُّر: إقصاء القوة التدميرية في الإنسان:
+ وبناءً على نصيحة رفقة، هرب يعقوب من وجه أخيه إلى لابان الذي استعبده لمدة 20 سنة، بعدها أراد يعقوب أن يرجع إلى بيته إلاَّ أنه لم يكن بعد قد حصَّل شيئاً يُذكر.

ولكنه بعدما سمع صوت الله قائلاً له: «ارجع إلى أرض آبائك وإلى عشيرتك فأكون معك» (تك 31: 3)، قرر أن يعود إلى عائلته، الأمر الذي يُحتِّم عليه المواجهة مع غضب أخيه. وهنا وجدت عناية الله الفرصة مواتية لتغيير قلب يعقوب عن طريق منحه بركة إلهية تتمثل في إقصاء قوته الذاتية، وهذا الإقصاء تمَّ بطريقة مُدهشة بواسطة الملاك الذي صارعه حتى مطلع الفجر، حيث ضربه على حُقِّ فخذه.

ولكنه في النهاية منحه تلك البركة العظيمة والتي بها تحوَّل قلبه تماماً، فمات فيه العتيق يعقوب، ووُلد إنسان آخر جديد هو إسرائيل.

لذلك قال له الله: «لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل.» (تك 32: 28)
إمكانية تحوُّل القلب:
لقد تقابل يعقوب مع القوة التدميرية الكامنة بداخله، وذلك من خلال تقابله مع الله وجهاً لوجه? (تك 32: 30)، وهذا التقابُل حرَّر يعقوب من الخوف المسيطر عليه حتى أنه ذهب لملاقاة أخيه: «وسجد إلى الأرض سبع مرات.» (تك 33: 3)
هذه الفقرة من الكتاب المقدس ذات مغزى واضح، إذ أنها تتعرَّض لعملية تحوُّل القلب، كما أنها تُظهر لنا وبقوة أن عدونا ليس خارجياً، وإنما هو كامن في داخل نفوسنا.

فالحرب، إذن، ليست هي التحرُّر من الخارجي، ولكن بالأحرى من الداخلي. وتحوُّل القلب هو تحوُّل في النظرة، فيعقوب لم يَعُدْ يرى في عيسو شخصاً قاتلاً، وإنما رأى فيه شخصاً حاملاً لصورة الله (قارن تك 33: 10).

ويعقوب الذي قَبـِلَ عمل الله في قلبه أصبح الآن معتمداً على البركة الإلهية، وأصبح لديه اليقين بأنه مُبارَكٌ ومحبوب من قِبَل الله. ولذلك تقدَّم في ثقة ومحبة ليتقابل مع عيسو.
أثر تحوُّل قلبنا في تحوُّل قلب الآخر أيضاً:
أما بالنسبة لعيسو فقد تجرَّد من وحشيته نتيجةً لاتضاع يعقوب الذي سجد أمامه على الأرض.
فتحوُّل يعقوب، إذن، تبعه تحوُّل أيضاً في فكر عيسو حتى أنه ترك غضبه «وركض للقائه وعانقه ووقع على عنقه، وبكيا.» (تك 33: 4)
الوداعة نتيجة التحوُّل:
واتضاع يعقوب يتفق مع معنى الوداعة الذي ورد في التطويبات. فالوداعة هي حنوٌّ على كل الخليقة، وهو ما تم التعبير عنه في الحوار الذي دار بين الأخوين المتصالحين.

فبعدما قَبـِلَ عيسو هدايا يعقوب، قال له: «لنَرْحَل ونذهب وأذهب أنا قدَّامك. فقال له (يعقوب): سيدي عالمٌ أن الأولاد رخصة والغنم والبقر التي عندي مُرضِعة، فإن استكدُّوها يوماً واحداً ماتت كل الغنم» (تك 33: 12و13). فيعقوب قد دخل أرض الأحياء لأنه واجه ضعفات نفسه، واجه هشاشة موقفه، فأصبح حسَّاساً لضعف الآخر.

لذلك سار مع الضعفاء من عشيرته لكي يكون سنداً لهم وقت الضيق.
للخدَّام: الخدمة يجب أن تكون مصحوبة بالوداعة:
وهذا الموقف السابق، موقف يعقوب من الضعفاء، يوضح أن الخدمة يجب أن تكون مصحوبة بالوداعة أي بالحنوِّ على المخدومين، وعلى هذا الأساس قامت الرهبنة في العصور الأولى واستمرت إلى الآن.

فالراهب هو مَن يضع نفسه عن البشرية كلها في وداعة حقيقية. وعلى هذا فمَن أراد أن يقوم بخدمة أيًّا كان نوعها، فليتحلَّ بالوداعة.
في الوداعة، لا مكان للغضب والكراهية والانتقام:
ومن جهة أخرى يمكن القول بأن مَن دخل في المفهوم الإنجيلي للوداعة يكون بالطبع خالياً من سيطرة الغضب والكراهية والانتقام على حياته.

فلأنه يضع ثقته بين يديِّ الله، لم يَعُدْ له الغرض في أن يكون، بل في قبول ما هو كائن. وهذا الوضع الروحي يلزمه بالطبع يقظة روحية لكي يستطيع الإنسان أن يحتفظ بوداعته،
لأن الشهوات والميول تبقى كامنة داخل النفس تنتظر الوقت الذي تتحرر فيه من عقال الوداعة لتعاود السيطرة على النفس مرة أخرى.
الوديع هو الشخص القريب من كل أحد:
لقد لمست محبة الله قلب يعقوب فجعلته يتعامل مع الآخر من منطلق هذه المحبة، أي أن يعقوب أصبح وديعاً وقريباً من كل أحد، أصبح يرى الآخر من منظار الله.

لذلك أصبح يفرح بالمواهب التي حَبَا الله بها هذا الآخر.
ويُعلِّق القديس غريغوريوس النيسي على قول داود في (مز 27: 13): «... أرى جود الرب في أرض الأحياء»، بأن جنة عدن قائمة في كل وقت، إن اكتشفنا نحن الخيرات الموجودة من حولنا وفرحنا بما وهبه الله لإخوتنا.
الوداعة تقود الإنسان إلى معرفة مقاصد الله:
فالنفوس الوديعة فقط هي التي تكتشف أن الكل هو هبة من الله.

وهذه النفوس تمتلكها الدهشة والفرح معاً كلما تأملت عطايا الخالق لخليقته. فبالحقيقة إنها ترث الأرض - كما جاء في التطويبات - لأنها عرفت كيف تتعامل مع الخليقة كهبة إلهية، عرفت كيف ترى الجمال ببساطة إنجيلية، عرفت كيف ترى في الأحداث العارضة معنىً عميقاً وتجديداً لصالح الكنيسة.

لهذا، فبساطة القلب التي مصدرها الوداعة - وليس الجهل - تصل بالإنسان إلى أن يكون حكيماً حقيقياً من خلال تأملاته في مقاصد الله من الأحداث صغيرها وكبيرها، لأن الشخص حينئذ يكون مشدوهاً بتسيير الله العجيب للكون بما فيه، حتى أنه يُفسِّر كل الأشياء، ليس من خلال رؤيته الشخصية، ولكن بإرجاعها إلى مقاصد الله التي تقود الكل في طريق الكمال.
فالنفس الوديعة تصبح مع الوقت مُعَلِّماً يستطيع أن يستخلص من الحوادث المادية رؤية صحيحة تمنع الناس من التخبُّط يميناً ويساراً في تفسير الأحداث المحيطة بنا.

ولسان حال النفس الوديعة هو التسبيح بغرض تمجيد الله على حضوره في كل شيء. فأرض الأحياء، إذن، هي مكان التأمُّل في محبة الله وعنايته، ومكانها هو حيث يوجد الودعاء


Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأيقونة والعبادة

http://www.peregabriel.com/gm/albums...rmal_5%7E1.jpg



للدكتور جورج عوض


الأيقونة هى تعبير عن عقيدة الكنيسة ومفتاح لفهم العقائد الكنسية. الأيقونة ليست مجرد فقط تبسيط للإعلان الإلهى، وجعل الإيمان شعبيًا في متناول البسطاء أو الجهلاء.

إنها سر وهى طريقة لاهوتية تهدف إلى تناول الحقائق الكنسية.إنها تصوير صادق للمعجزة التي مازالت هى سرًا: ألا وهى إخلاء الله وارتفاع الإنسان.


فرديًا مستقلاً لكنه فن كنسى. لأن هذا الرسم، لا يُعبّر عن أفكار وآراء دينية، وخيال عقيدى وإبداع لفنان لكنه يُصوّر ويُظهر الإيمان الشامل للكنيسة.

إن رسم الأيقونات في الأرثوذكسية ليس مجرد فن "دينى"، أو محاولة الإنسان المتدين لأن يُعبّر فنيًا عن موضوع إبداع دينى. إنه فن لاهوتى، فهو فن يعبر عن الحقيقة اللاهوتية، والحياة الجامعة والتعاليم الأخلاقية الكنسية، المتعلقة بالعقيدة والتعاليم الروحية والعبادة. إنه فن يعتمد على الخبرة اللاهوتية وتقليد الكنيسة[1].

أن رسم الأيقونة هو بمثابة خروج من عالم معتم ومكتفى بذاته، فالأيقونة نافذة تطل من الواقع البشرى والأرضى على الإمكانيات غير المحدودة لسر الله والعالم السماوى: فإنها تظهر حضور المجد غير الموصوف للأبدية العتيدة في حاضرنا على الأرض، تصور ظهور المسيح والكنيسة السماوية وسط المجتمع البشرى.

تصور حقيقة ملكوت الله والخليقة الجديدة بطريقة واضحة وتقدم عالم التجلى والتأله، والنور غير المخلوق وتعلن عن شفافية وتجلى المادة بواسطة اتحاد المخلوق مع غير المخلوق. والرسام في هذا الاطار يجعل ذاته خادمًا لله، إذ ينمو في جذور التقليد الكنسى، إذ هو يخضع أفكاره للإعلان الإلهى ولكل تطلع نحو الكمال السماوى الأخير وهو يضع عمله في خدمة الكنيسة واحتياجاتها.


الفنان العادى الذي يتناول موضوعات دينية يعبر فقط عن مشاعره وهو يستخدم المادة التي في متناول يديه لكى يكشف ما في ذاته. ومهما كان مدى قانونية تعبيره في التكوين الإبداعى الفنى، فلا يمكن أن يكون له أى موضع في عبادة الكنيسة. أما رسام الأيقونة فهو مثل الكاهن أمام المذبح، يجب أن يقدم كل كيانه في خدمة الله، ومثل الكاهن لا ينبغى أن يفرض شخصيته أو يستخدم فنه كوسيلة ليعبر عن فرديته. رسم الأيقونة هو دياكونية (خدمة كنسية) تتطلب من الخادم أن يتقدس. إن رسالة وخدمة الرسام تتشابه مع رسالة وخدمة الكاهن: " الواحد يقدس لإظهار جسد المسيح ودمه والآخر يصوّره "[2].


هكذا يوجد اختلاف كبير بين الرسام الدينى ورسام الأيقونات في الكنيسة الأرثوذكسية فيما يتعلق بالمفهوم والهدف: " الرسم الدينى يظهر العالم الذي نشعر به بمشاعرنا وانطباعاتنا، أى يشعر بالله بحسب تصور الإنسان، في هذه الحالة لم تعد الكنيسة (بتقليدها) هى التي تعلم المؤمنين، بل شخصية الرسام البشرية هى التي تفرض الآراء الفردية. لكن رسم الأيقونة لا يهدف إلى التأثير العاطفى، لكنه يُغير الإحساس والشعور البشرى ويسمو به"[3].


الأيقونة لها ملمح ليتورجى، فإن فن الأيقونة مثل أى فن في الكنيسة هو فن ليتورجى، " الفن الكنسى والليتورجيا هما واحد في محتواهما وفي الرموز التي يعبران عنها.

الأيقونة، والإبصلمودية ليس لكل واحد منهما طريق خاص، لكن تعبران معًا عن الفكرة العامة للكنيسة التي هى المسكونة المتجلية، والتصوير المسبق للسلام العتيد أن يأتى "[4].


الرسم الأرثوذكسى للأيقونة هو فن كنسى والأيقونات المقدسة لها ليتورجية كنسية، أى لها مكان في الحياة الليتورجية. فالأيقونة ليست مجرد لوحة دينية أو مجرد إبداع لفنان عبقرى لكن ثمرة الحياة الليتورجية. الأيقونة تعمل كـ " شهادة للحياة الليتورجية وللاتحاد الإلهى "[5].

الأيقونة تُفسر المحتوى الديناميكى للإفخارستيا: سر خلاص العالم في المسيح. الأيقونة نفسها هى حضور لسر الخلاص، وشهادة لانتصار رئيس الحياة على الموت، إنها تقدمة حياة وقداسة[6]


لأنه في الأيقونة: " ليس لدينا أصالة تاريخية خاصة، لكن تحول ديناميكى ليتورجى. فحوادث الخلاص في الأيقونة لا تُفسر تاريخيًا لكن سرائريًا وتتحد بنا ليتورجيًا وتصير هذه الحوادث شهادة "للحياة الأخرى" التي اقتحمت حدود الفساد. إنها تدعونا لوليمة روحية، الآن هنا"[7].


الأيقونة الأرثوذكسية [ تمثل جزءً أساسيًا في الليتورجيا لأن الله المتجسد يسمع الكلمة (الصلاة) التي تُقدم أمام الأيقونة... وذاك الذي يقوله لنا الكتاب بالكلمة، تخبرنا عنه الأيقونة منظورًا وتجعله حاضرًا ][8].


فالأيقونة تجعل ما يتم في العبادة يصير محسوسًا وتجعله حاضرًا. الأيقونة تهدف إلى أن يكون ـ بطرق منظورة واختبارية ـ سر التدبير الإلهى قريبًا من الروح البشرية للمؤمن، سر التدبير هذا الذي هو مركز العبادة الأرثوذكسية[9].

الأيقونة هى طريقة للحضور الإلهى مملوءة من النعمة الإلهية[10]

هى [ نظام رؤيوى يفرض ويشدد على الحوادث الروحية التي تمثل أساسيات المسيرة الليتورجية أى سر المسيح.

الأيقونة هى فن ليتورجى، أى إنها واحدة من الوسائل التي توصل إلى المؤمنين حقيقة التجسد والتجلى، إنها واحدة من الوسائل التي بها يأتى المؤمن إلى الحالة الروحية المناسبة لاختبار غاية الليتورجية وذروتها التي هى سر الإفخارستيا، قلب السر المسيحى كله][11].


1 انظر خريستوس ياناراس، الفن الحديث في المجال الليتورجى، مجلة سينور، رقم32 (1964)، ص237 (الترجمة اليونانية).

1 ل. أوسبنسكى، الأيقونة، أثينا 1952، ص38 (الترجمة اليونانية).

1 المرجع السابق، ص33.

2 المرجع السابق ص29.

3 الأرشمندريت باسيليوس، الدخول، أثينا ص131 (الترجمة اليونانية).

4 المرجع السابق ص 138.

5 المرجع السابق، ص125.

1 بول افدوكيموف، سر المحبة، ص8 (الترجمة اليونانية).

2 ك. كالوكيرس، رسم الأيقونة، موسوعة QHE، مجلد 5، ص373.

3 يوحنا الدمشقى، باترولوجيا مينى 130:94.

4 فيليب شِرارد، فن الأيقونة، ص17 (الترجمة اليونانية).

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
البساطة والاستقامة
باسم الآب والابن والروح القدس امين
ايها الاحباء: في هذا اليوم المبارك قرأنا مقطع من انجيل متى البشير وفيه يتحدث عن الكمال الذي يجب ان يكتمل به كل مؤمن كي يحصل على الملكوت والخلاص.
فاول شروط للدخول في الحياة مع الله هو صفاء النية والاخلاص والاستقامة ، استقامة الحياة واستقامة الضمير. فالعين الصحيحةالبسيطة هي القلب المتواضع والمحب البعيد عن كل غش وكذب ورياء.
اذا العين في لغة الكتاب المقدس هي القلب فان كان بسيطا ،وكلمة بسيط عند بولس الرسول تعني سخي . ولذلك فعندما يتأثر القلب بسخاء وببساطة ويعمل الصلاح والخير والمحبة فانه يرشد صاحبه الى الاعمال المسيحية
وتصير كل تصرفاته مملوءة نورا "جسدك كله يكون نيرا" اي مملوءا نورا اي مملوءا من الادلة التي تشهد للمسيحية الحقيقية تلك الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب كما يقول يعقوب الرسول في رسالته.
مملوءا نورا اي مملوءا بالاعمال الحسنة التي هي نورنا الذي يضيء قدام الناس.
اما ان كان القلب شريرا طماعا قاسيا حسودا حقودا هذا ما يقصد عادة بالعين الشريرة . فالجسد كله يكون مظلما وتكون كل التصرفات بعيدة عن المسيحية
العين هي الادراك هي القوة التمييز . العين الصحيحة هي الضمير الذي هو بالنسبة لقوى النفس عند الانسان هي بمثابة العين في الجسد لارشادها في كل حركاتها.ان كانت العين بسيطة اي انها تحكم بالحق والاستقامة وتميز الامور من بعضها البعض .
اما ان كانت العين الشريرة فاسدة بدلا من ان ترشد القوى النفس الاخرى في الانسان فانها تنعطف وراء الشر وتنحرف بسببها اي بسبب العين الشريرة ،ان كانت تخدع القلب بل الحياة كلها تكون مظلمة والتصرفات كلها فاسدة.
لذلك علينا ان ننتبه من الرياء والغش ومحبة العالم في اختيار السيد الذي نخدمه . لا يقدر احد ان يخدم سيدين لان خدمة السيدين تتنافى مع العين البسيطة.
هنا يكشف المسيح القناع عن الخداع الذي يخدع به المراؤون انفسهم اذ يظنون بانهم يستطيعون ان يجمعوا بين الله والعالم. ان يكنزوا كنزا على الارض وكنزا في السماء في وقت واحد ، ان يرضوا الله ويرضوا البشر في نفس الوقت .اما المسيح فيجيبهم قائلا كلا لا تتوهموا بان التقوى تجارة ( 1 تي 6: 5)
لا تقدرون ان تخدموا الله والمال . وكلمة المال في اللغات القديمة للكتاب المقدس تأتي بمعنى الربح ، ولذلك فالمقصود بالمال هنا كل ما نحسبه في هذا العالم ربحا.
المال هو ما في العالم شهوة الجسد شهوة السلطة ، يجعل البعض الههم ملذاتهم ويعبدون هذا الاله، والبعض يجعلون كرامتهم وكبرياءهم الههم ويعبدون هذا الاله ، مثل الفريسين كان الههم مدح الناس وثناءهم.
بالاختصار ان محبة الذات والانا هي الاله الذي لا يمكن ان يعبد مع الله .
انتبهوا يا احبائي لا يقول المسيح انكم يجب ان لا تعبدوا الله والمال بل لا تقدرون ان تعبدوا الله والمال . لا نقدر ان نحبهم معا او نتمسك بهم معا لانهما يتعارضان الواحد مع الاخر .
فالله يقول يايني اعطني قلبك والمال يقول اعطني له. الله يقول اكتفوا بما عندكم والمال يقول اسعوا لجمع المال بوسائل شريفة او غير شريفة . الله يقول لا تخدع احدا ولا تكذب كن امينا وصادقا في كل معاملاتك والمال يقول اخدع اباك ان وجدت في ذلك ربحا.
الله يقول كن مسامحا والمال يقول احتفظ بما عندك لماذا تخرب نفسك . الله يقول لا تهتموا بشيء والمال يقول اهتموا بكل شيء. يقول الله قدسوا يوم الرب المال يقول انتفع بهذا اليوم مثل باقي الايام .
هكذا نجد ان اوامر الله والمال لا يمكن ان تتفق حتى اننا لا نقدر ان نخدم كليهما.
في هذا النص الانجيلي يا احبائي ينصحنا يسوع ان لا نهتم بامور هذا العالم ( اقول لكم ) انه يقول لنا هذا القول كواهب الشريعة انه يقوله كمعزينا ومؤازر لسرونا وفرحنا .
وما الذي يقوله هو هذا ومن له اذان للسمع فيسمع ، لا تهتموا لحياتكم ولا جسادكم اي لا ترتبكوا ولا ترتكبوا هما ، وكما يحذرنا المسيح من الكذب والغش ثلاث مرات في هذا النص يكرر التحذير من الاهتمامات العالمية ثلاث مرات ايضا .
من هنا يتبين كيف يفرح المسيح بان يرانا نعيش بلا هم وكيف ان ذلك واجب علينا .
الا ان هناك اهتمام بامور هذه الحياة ليس فقط من باب الشرعية بل من باب الواجب ، هذا الاهتمام نراه عند بولس الرسول من خلال اهتمامه بالكنائس وفقراءها واهتمامه بحالة نفوس المؤمنين.
هذا يعني ان مطالب الحياة الحاضرة فانه يجوز استعمال كل الطرق المشروعة للحصول عليها والا فاننا نجرب الله. يجب ان نكون مجتهدين ومجديين في اعمالنا العالمية حكماء في كل تصرفاتنا وايضا يجب ان نصلي من اجل خبزنا اليومي وان نطلب المساعدة ممن يستطيع تقديمها .
اما عن المستقبل فيجب ان نلقى على الرب همنا ولا نهتم لان الاهتمام هو يمثابة الغيرة من الله الذي يعرف ان يعطي ما نحتاج اليه عندما لا نعرف نحن كيف نحصل عليه.
لان لنا ما هو اعظم لنتهم به وهو الحياة الروح وسعادة الابدية، هذا هو الامر الذي يستدعي منا كل الاهتمام وكل التفكير والذي اصبح مهملا من كل القلوب التي تسيطر عليها الاهتمامات العالمية.
لو كنا اكثر عناية واهتمام بما يرضي الله ونعمل من اجل خلاصنا ونيل الحياة الابدية لقل اهتمامنا بارضاء انفسنا.
ان اعظم علاج للاهتمام بالعالم هو الاهتمام بارواحنا لان لنا طريق اضمن واسهل للحصول على ضروريات هذه الحياة بان نطلب ملكوت الله وبره ويكون هذا شغلنا الشاغل .
ان تكون السماء غايتنا والقداسة طريقنا وان نطلب دائما ونسعى بالحاح نحو تعزيات الملكوت، نحن لا ننتفع شيئا من مسيحيتنا ان لم تؤد بنا الى القداسة .
اذا علينا يا احباء: ان نبدأ حياتنا بداية حسنة نبدأها بالله . عندما نبذل كل جهدنا لنضمن لانفسنا ملكوت الله وبره . فان الرب الذي هو هو يدبر لنا كل امور هذه الحياة حسبما يراه لنا، بل يعطينا ما لم نكن نفكر فيه . فلنصلي معا ونقول: " فلنودع ذواتنا وبعضنا بعضا وكل حياتنا المسيح الاله . آمين
نقلا عن موقع " السراج الارثوذكسي"

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
البشريّة المريضة

بيت الداء وحقيقة الدواء(2)

http://www.peregabriel.com/gm/albums..._5180744_n.jpg

خلق الله الإنسان، في البدء، حسناً جداً (تك 1: 31). لم يكن ناقصاً في شيء. طبعاً لم يكن خالداً لأنّ الخلود ليس من مزايا الطبيعة البشريّة بل هو هبة الله.

وهذه تُعطى له متى نما في طاعة الله ومحبّته. جنّة عدن، التي هي صورة عِشرَة الإنسان لله، كان مفترضاً بآدم أن "يعملها ويحفظها" (تك 2: 15). إذاً لم تكن ناجزة لديه.

روحياً، كان الإنسان طفلاً. كان عليه أن يصير "فلاّحاً للعبادة الحسنة" (قنداق عيد القدّيس جاورجيوس اللابس الظفر) حتى يحظى بنعمة الحياة الأبدية. حالُ آدم وحوّاء، قبل السقوط، كان كحال الحديد والنار.

الحديد، في ذاته، قابل للفساد والانحلال، ولكنْ إذا لزم النار انحفظ. هكذا كان آدم وحوّاء. طالما بقيا في كنف الله ? وهذا رهن لا بمشيئة الله وحده بل بإرادتهما أيضاً ? كانا محفوظَين بالنعمة، ولكنْ لمّا نجح الشيطان المتلبِّس بالحيّة في خداعهما سقط آدم وحوّاء من روح الله.

أُخرِجا من جنّة عدن (تك 3: 23). طُردا منها طرداً ولم يعدْ لهما إمكان عودة إليها بنفسيهما (تك 3: 24).

كان السقوطُ سقوطاً من حال إلى حال: من الطاعة إلى الخطيئة، من عِشْرة الله إلى استعباد الشيطان، من عدم الفساد إلى الفساد. الخطيئة هي التعدّي (1 يو 3: 4) والإثمُ الذي هو معارضةُ الله ومقاومتُه بعناد. "إنسان الخطيّة ابن الهلاك"، في الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي، هو "المقاوِم والمرتفِع على كل ما يُدعى إلهاً أو معبوداً حتى إنّه يجلس في هيكل الله (كإله) مظهراً نفسه أنّه إله" (3: 4).

الخطيئة هي الحيدان عن الحقّ. في اليونانية، من معاني الخطيئة (أمارتيا) الإخفاق في إصابة الهدف. فَشِلَ آدم وحوّاء في تحقيق قصد الله لهما فسقطا وصارا في الخطيئة.

تعبير "في الخطيئة"، كما في رو 6: 1، يشير إلى الحال الجديدة التي آل إليها الإنسان إثر السقوط، إلى الواقع الناجم عن المعصية. من الحال الكيانية الاختلالية هذه للخطيئة، انبثّ، في الإنسان، ما يُعرَف بـ "الأهواء" التي هي منابت الخطايا، أو جذورها.

الأهواء، في ذاتها، ليست خطايا بل هي ينبوع الخطيئة مغروساً في طبيعتنا. الأهواء هي الأصنام الداخلية وما عبّرت عنه كل الأصنام في تاريخ البشريّة منذ السقوط.

كل الأصنام الحجرية والفكرية والعاطفية ذات الصلة بالمال وشهوة البطن والزنى والمجد الباطل وأمثالها، في أي من مجالات الحياة الفردية والجماعية، كل هذه الأصنام مصدرها واحد: الأهواء! بالأهواء صار الإنسان مائلاً إلى مراكز اهتمام أخرى غير الله.

هذه حلّت، في الإنسان، أسياداً محلّ سيّد السماوات والأرض، وصار الإنسان، بصورة تلقائية، متّجهاً، كيانياً، إلى تلبيتها، عبادياً، كما لو كان له فيها ملء الوجود، كإنسان ناهد إلى الألوهة.

ولكنْ كلُّ سعي الإنسان، مهما فعل، في هذا الإتجاه، كان باطلاً لأنّه اتجاه خاطئ، لأنّ الإنسان بات مقيماً في الخطيئة، في الكذب، في الضلال، في الضياع، في الوهم.

على هذا استبانت خدعة الشيطان لآدم وحوّاء، بدءاً، مستمرة في الأهواء/ الأصنام التي انزرعت في الطبيعة البشريّة بعدما سقط الجدّان الأوّلان في المعصية. الخديعة قائمة في أهواء الناس. الخطيئة، دائماً، وعد يؤول إلى خيبة، غيم بلا ماء.

فلا عَجب إن قال آباؤنا إنّ وراء كل خطيئة روحٌ غريب حتى لَيُماهونها وهذا الروح الغريب عينه.

الغريب، في الحقيقة، كان إيّاه الشيطان وأبالستُه ذوو الاختصاص في شتّى الأهواء والخطايا. بهم دخلت الخطيئة إلى العالم. طبعاً لا بالشيطان وحده بل بقبول الإنسان أيضاً لإيحاء الشيطان، لمنطق الروح الغريب، وتعاون الإنسان معه.

"شعبي عمل شرَّين. تركوني أنا ينبوعَ المياه الحيّة لينقروا لأنفسهم آباراً آباراً مشقَّقة لا تضبط ماء" (إر 2: 13)!

نجح الشيطان، بالحيلة، في إقناع آدم وحوّاء بأنّ الله كاذب. قال الله لآدم: "يوم تأكل من... [شجرة معرفة الخير والشرّ] موتاً تموت" (تك 2: 17)، وقالت الحيّة للمرأة: "لن تموتا" (تك 3: 4).

نجح الشيطان، بالحيلة، في إقناع آدم وحوّاء بأنّ الله يمنعهما من الشجرة عن قصد غير قويم، لأنّه يريد لهما أن يبقيا جاهِلَين قاصرَين، وفي ذلك ظلم وتَعَدٍّ على حرّية الإنسان وحرمانٌ لهما من امتياز عظيم هو من حقّهما وهو في متناول أيديهما.

بتعبير الحيّة: "الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارِفَين الخير والشرّ" (تك 3: 5).

هكذا بثّ الشيطان الشكّ في صِدقية الله من جهة الإنسان. ولأنّ الإنسان كان قاصراً في معرفته العميقة لحقيقة الأمور، تمكّن الشيطان من ضرب إيمان آدم وحوّاء في الصميم. جعل إسفيناً ما بين الإنسان وربّه.

نجح الشيطانُ في تحويل انتباههما من وصيّة الله إلى شهوة نفسيهما، "فرأت المرأة أنّ الشجرة جيِّدة للأكل وأنّها بهجة للعيون وأنّ الشجرة شهيّة للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجُلها أيضاً معها فأكل" (تك 3: 6).

تبنّى الإنسان منطق الشيطان، المنطق الذي جعله شيطاناً بعدما كان ملاكاً مقرَّباً جداً من العليّ.

فإنّ الإنسان، إذ تحوَّل عن الله، أَكَلَ طُعْمَ الشيطان له، تبنّى خبرته، وقع في فخّه. سلك الإنسان في شهوة نفسه. اعتزل عن الله. صار يقيس الأمور على رغبته الخاصة.

التزم إرادته الذاتية معياراً لكل شيء. بكلام آخر تشيطن الإنسان في الخُلُق لمّا وقع في حبّ الذات، من حيث إنّ الشيطان معلّم عشق الذات بامتياز. صار حبّ الذات لدى الإنسان هو، عينه، الألوهة محقَّقة، صنمَ الأصنام، إلهَ الآلهة، مصدرَ ومآلَ كلِّ عبادة. انكفأ الإنسان على نفسه بعدما كان ممتدّاً صوب ربّه.

لم يعدْ بحاجة إلى ما هو أو مَن هو خارج نفسه ليتألّه. صار إلهاً في ذاته، في عين نفسه. هكذا تمثَّل السقوطُ من حالٍ كان الإنسان فيها ينمو في محبّة الله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل القدرة إلى حال فيها ينمو، في عشق الذات، من كل القلب ومن كل النفس ومن كل القدرة.

هكذا كان سقوط الإنسان من حال الكمال الإلهي، المتنامي إلى حياة أبدية، إلى حال الكمال الشيطاني المزعوم، المتنامي إلى هلاك أبدي.

مَلَك الشيطان على الإنسان. بدا له صديقاً. أقنعه بأن يعبد نفسه من دون الله وأقام هو في التواري! لم يكن تسلّطُه عليه خارجياً. زرع كلمته في قلبه.

أراد أن يملك عليه من الداخل، بإرادة الإنسان عينه، إذ طعّم إرادته بمفسدته. والإنسان، في غباء خطيئته، من حيث إنّ الخطيئة تجعل الإنسان غبيّاً (!)، أسلم قيادَه للشيطان وفي ظنّه أنّه، بذلك، يحقِّق ذاته حرّاً من كل تأثير خارجي عليه، من الله ومن الشيطان سواء بسواء.

هكذا دلف الإنسان من عدم الفساد إلى الفساد، من حرّية النعمة الإلهية إلى عبودية الخطيئة، من الحياة إلى الموت. استعبد الشيطان الإنسان بالإقناع فأدخله الدائرة المفرَغة للموت والخوف والخطيئة.

هذه لم يعدْ له فكاك منها، وتالياً من ربقة الشيطان عليه. هكذا اعتلَّت الطبيعة البشريّة.

بكلام القدّيس كيرلّس الإسكندري: "لمّا سقط الإنسان في الخطيئة وزلق في الفساد، هاجمت الملذّاتُ والنجاسةُ طبيعةَ الجسد، وانقشع، في أعضائنا، ناموس وحشي. أضحت، إذ ذاك، طبيعتنا موبوءة بالخطيئة عبر معصية الواحد، الذي هو آدم. به أضحى الجميع خطأة لا لكونهم شاركوا في التعدّي مع آدم، وهو ما لم يفعلوه البتّة، بل لكونهم من طبيعته، خاضعين لناموس الخطيئة... الطبيعة البشريّة، في آدم، اعتلّت وخضعت للفساد، بالمعصية، وبذا وطئتها الأهواء".



Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
"جئتُ لألقي ناراً على الأرض..." (لو 12، 49)
المطران بولس يازجي
من كتاب "السّائحان بين الأرض والسماء"- الله والإنسان
الجزء الثاني
شخصُ يسوع يقلب القديم، ويلتصق اسمه بالجديد والتجديد.
لقد جاء "لتكون الحياةُ لنا أفضل".
الحياة المسيحية جِدَّةٌ كالثورة. يسوع ثورةٌ هبطت من السماء كالصّاعقة. تلك النار اشتعلت وعصفت بالمنزل يوم العنصرة، جذوتها على الأرض في قلب كلّ من يطالع أو يسمع الكلمة، أمّا لسانها فيدرك السماء.
نارٌ مطهّرة تنقّي الطين وتجعل من الإنسان إلهاً. لقد قلبتْ هذه النارُ كلَّ المعايير:
سقط الله، الله السيّد المتربع على العرش حاكماً وديّاناً، في الأديان الوثنية.
بَطُلَ إله الفلاسفة المغبوط النائم في سعادته في بطن الأفكار البشرية. الله محبّة، محبّة تطلب المحبوب وتتحرّك نحوه.
محبّة تجعل الله والإنسان في علاقة، فيتبادلان الحبّ في الخليقة.
هذه العلاقة تُبطل البعد الفاصل: بين السماء والأرض، بين الجسد والنفس، بين الكلام والصمت، بين المادة والرّوح وبين الله والإنسان.
لم يعد الإنسان مجرّد كائنٍ جاءت به الصدفة وتقوده الأقدار، ولا هو حيوانٌ مرجعيته الأرض، ولا حتى كائن اجتماعي مرجعيته الشرائع، بل الإنسان هو وليد المحبّة الإلهية وخليلها! وجه البشر صار من نورٍ وليس من طين.
الإنسان إلهٌ يتخطّر على الأرض بمسؤولية وليس حيواناً يتسلّط على ما فيها. سلطة الإنسان هي الخدمة وليست الاستهلاك. صارتْ حياةُ الإنسان عجيبةً وصار اللهُ عجيباً في قديسيه.
التراب الآن يُسبِّح الرّب وهناك في الجحيم من يحمده! مهما بدا ذلك عجيباً إلاّ أنّه واقع، أنّ الله خلق من التراب آلهة.
فصرتَ ترى في الشيوخ وداعة الأطفال وفي الأطفال حكمة الشيوخ وعند الاثنين إبداعاً وجرأةَ قرارٍ عجيبٍ ببذل الذّات حبّاً ليجدوها!
لم يعد قتلٌ أن تسفك دماً بل مجرّد أن تهدر محبّة، فالحقد قتلٌ والغضب مثله والكلمة القاسية أيضاً.
لم يعد فعل الزنى فقط هو المدان، بل مجرّد النظر بشهوة.
لم يعد العطاء إحساناً بمقدار، بل من طلب منك ثوباً أعطه الرداء أيضاً.
لم يعد ما هو خارجي وعرضةٌ للفريسيّة كافياً بل أصبحت مطلوبة أيضاً النقاوة الداخلية، التي هي ابنة الحبّ الحقيقي ولا يفسدها رياءٌ في الشدة بل تنمّيها المحبّة في التجارب.
لا تُطلب من الإنسان أعمالٌ وحسب بل "يا بنيّ أعطني قلبك"، وعندها نعمة الله في ضعف البشر تكمل. الويل لمن يعمل عمل الرّب بمواربة. عمل الرّب فعل المحبّة.
والمواربة أن تحبّ ذاتك بدل الآخر.
فالويل للحكماء بأعين أنفسهم، والويل لمن يريد أن يربح لذاته لأنّه سيفقدها. الضمير لا يحيا حين يفكّر بذاته. الإنسانية تنمو بخدمة الآخرين.
سقطت أقنعةُ البرّ الذّاتي التي يبنيها الناس ببعض الشرائع. لهذا الحرف يقتل والرّوح يحيي. أعطني من كلّ فعلٍ ما فيه من محبّةٍ وارمِ الباقي إلى الفريسيّة والرياء.
أفعال المحبّة تمنع الفصل بين الدّين والحياة وتربط وجه الله بوجه القريب، وتجعل عبادة الله تتم في حياة القريب. مذبح القرابين هو حياة المحتاجين
سرّ الشكر غير ممكن بدون سرّ القريب. لذلك فالذبيحة لله هي الرحمة.
الإنسان روحي حتى اللّحم ولحمي حتى الرّوح. ما من حياة روحية معزولة عن الحياة الجسدية ولا حتى حياة جسدية ليس فيها روحُ الله. كلا الوجهين زيف.
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"
معيارٌ دقيق يؤكِّد على ثنائية البنية البشرية التي تحتاج للطعام وللكلمة معاً. بمقدار ما طعامي هو مسألةٌ جسديةٌ من أجل حياتي الرّوحية فإنّ طعام أخي مسألة روحية من أجل حياته الجسدية.
الإنسان دون أخيه الإنسان هو جثّة متحركة لا حياة لها. الآخر هو حياتي. الروابط الإنسانية حقيقية. العداوة والتمييز والعنصرية وكلّ ما يفصل إنساناً عن إنسانٍ هو زيف وعليه أن يبطل.
لقد غلب التواضعُ العنفَ. المسامحة مبدأ الحياة الجماعية. وتنطلق من تركيز الأهمية على المستقبل دون الوقوف عند أخطاء الماضي.
لهذا فالمهم هو التوبة وليس القضاء.
الإنسان ليس بما يملك بل بما يعمل، ليس بما "له" بل بما "هو". وبمقدار ما تحبّ ما لَكَ بمقدار ما تفقد ما أنت، وبمقدار ما تبذل ما لَكَ بمقدار ما تحقق ما أنتَ.
كلّ موجود هو للخدمة وليس للتملّك؛ تملكه تفسده، تخدم بهِ توجده.
باتت الخليقةُ بيتَ الله العام مفتوحاً لكلّ البشر. الخليقة مائدة ممدودة لكلّ إنسان، تكفي الجميع إذا تقاسموها بحسب حاجاتهم وتنقص الجميع إذا جَشِعَ بها ولو واحدٌ.
انقلبت المعايير: السلطةُ من الحقيقة وليست الحقيقةُ في السلطة. السلطة دون الحقيقة رياء يحقِّر الإنسان ويخضعه للنـزوات.
الحقيقة ليست من الأكثرية أو الأقلّية، ولا من الكبار أو الصغار، بل من أنقياء القلوب والعطاش إلى البرّ. لهذا الودعاء سيتسلّطون على الأرض.
خيرُ كلِّ شيء نسبيّ، والمعيار هو الإنسان. كلّ شيء أُوجد من أجل الإنسان:
الشريعة، المال، المجتمع، الدين والخليقةُ كلّها، لا يحقّ لأيّ منها أن يسمو على قيمة الإنسان.
الإنسان هو السيّد وكلّ ما سبق خدّام. لهذا لا يُصنَّفُ الناس بمعايير كتلك: شرائعيّة، أو طبقيّة، أو دينيّة... والإنسانية ليست معنىً مجرّداً ومواصفاتٍ خُلقيةً، بل هي القيمة المحددة والثمينة لكلّ حياةٍ بشرية في أيّ إنسان على وجهِهِ مسحةُ الله الذي خلقه.
انقلابات فظيعة: يستلمُ أسمى الشؤون البسطاءُ، بطرس يفوق أفلاطون ولصّ اليمين يخزي بيلاطس. خشبة صليبٍ ترمي إمبراطورية! أين القوة التي تجعل لمثل هذا الضعف سلطاناً كهذا؟
إنّها الحقيقة التي إذا ما نشبت في قلبٍ امتدتْ إلى كلّ القلوب.
القلوب عطشى إلى الحقيقة مهما خافت من السلطة، ولا سلطة بالنهاية إلاّ للحقيقة. لذلك لم يكن ضرورياً ليسوع أن يدخل أورشليم على أسدٍ بل دخلها على حمار، السلام أقوى من السلاح.
تهوي التراتبيّات الاجتماعية وتسقط الطبقيات لتتسلسَلَ الأمورُ بحسب قوة الرّوح ومواهبه، فالأول هو الأخير والسيّد هو الخادم، والخدمة الأفضل التي فيها بذلٌ أكثر.

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا كالأطفال؟

http://www.peregabriel.com/gm/albums...ldren-1006.jpg
ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات.
فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السموات.
متى 18 : 3
ما من احد منا لم يتمن بحرقة في وقت من الاوقات ، ولو في سره ، " ان يعود الشباب يوماً" ، ربما ليس لنخبره بما فعله بنا المشيب ، بل لنتمسك به ونسترجع نشوة الطاقة والعنفوان ومقدرة التحدي.
ولكن ان نرجع مثل الاطفال ، فلا احد يرغب حقاً في البقاء في ذلك المكان ، لانه لا حضور فيه للأنا ولا سلطة. وما ان نبدأ نعي اننا اطفال ، حتى نستعجل العبور الى عالم الكبار ، والتأكد من ان يقال اننا كبار .
وتصبح ذروة الحلم ان نصبح الاكبر في عالم الكبار." ان لم ترجعوا وثصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات". لماذا الاطفال؟
السنا نقدر ان نعي اكثر من هو الله وما تقوله كلمته ونحن كبار ، فتكون قراراتنا وافعالنا وخياراتنا مسؤولة ومرضية امامه؟
لعل الجواب الابسط انه لا يمكن ان يرضي الله متكبر" مكرهة الرب كل متشامخ القلب " امثال 16 : 5 . ووحدهم الاطفال في عيني الله متواضعون.
في التواضع تذلل وتخاشع . وفي التذلل خضوع وانقياد وسهولة ولين. وفي التخاشع طأطأة للرأس .
والاطفال في كل ذلك لا يبتذلون ولا يتصنعون. الاطفال يخضعون ، ينقادون ، ويطأطؤن الرأس بسهولة ولين. هم يصدقون بسهولة . يثقون بسهولة .
يقولون ما في قلوبهم دون خوف او تردد ، لانهم لم يختبروا الغش والخداع بعد.
يضحكون من العمق ، حتى لو كانت دموعهم تملأ الخدين ، لان الألم لم يتجذر فيهم بعد.
يمارسون الغفران العفوي ، لان الايام لم تحفر فيهم بعد مكباً لسموم الحقد والضغينة والمرارة.


http://www.peregabriel.com/gm/albums...ldren-1013.jpg


الاطفال يلقونك ، كلما يلقونك ، بقلب فرح وروح مبتسمة وبضمير صفحته بيضاء ، لانهم لم يعرفوا نار النقمة ورغبة الانتقام. الاطفال لا يغضبون . وهم اذا اصطنعوا التجهم على وجوههم ، يضعون ابتسامة اكبر على شفتيك ، لانك لا تقرأ في غضبهم الا دعوة الى عناق فوري .
وغضبهم يقول احب ان تحبوني ، فاحبوني اكثر.
الاطفال ، ان ضحكت لهم يصدقون محبتك .
الاطفال لا يزدرون عطاياك مهما صغر شأنها .
الاطفال لا يعرفون الكبرياء لانهم لم يذوقوا بعد طعم التفرد ، ولم يصبحوا احدا في عيون انفسهم بعد ، ولانهم لم يختبروا عنجهية الانا حين تتشامخ متناسية حقيقة كيانها.
والاطفال ايضاً لا يعرفون انفسهم الا من خلال ابائهم. الطفل يرجع الى والده ايا كانت شكواه . يؤمن ان والده يقدر ان يفعل كل شيء . عنده جواب لكل سؤال .
ويؤمن ان والده لن يتأخر عنه بشيء ، وانه سينصفه من الاخرين اياً كان شأنهم. الطفل لا بطل في عينيه الا والده. والده هو الاقوى ايا كان الخصم . الاطفال بكل بساطة بسطاء الروح .
وكلنا نخشى ان نرجع ونصير بسطاء الروح ، لان بسطاء الروح في قاموس الكبار مساكين لا يحسب لهم حساب .
وكلنا نخشى العدم في عيون الاخرين ، متناسين ان وحدهم البسطاء في الروح ، المساكين ، سيجلسون يوماً عن يمين الملك في ملك ابدي :
" طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات" متى 5 : 3
طوبى للذي في قلبه لم ينس بعد كيف يكون طفلاً في عيني الرب.
طوبى للذي ان نسي وصار كبيراً ، يعرف ان يرجع ويصير مثل الاطفال، يحب مثل الاطفال، يستيقظ نظيف القلب مثل الاطفال ، وينام مطمئناً الى الغد مثل الاطفال ، ليس لانه لا يعرف المسؤولية بعد ،
ولكن لانه مطمئن الى اب محب سيتبدر امر الغد مهما كان شأنه.

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قواعد الحياة التقيّة

أفلاطون رئيس أساقفة كوستروما
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
أَلزِم نفسك بالنهوض باكراً وعلى ميعاد محدد. ما أن تستيقظ، وجّه فكرك نحو الله: ارسم إشارة الصليب واشكره على الليلة التي مرَّت وعلى كل مراحمه نحوك. اطلب منه أن يقود كل أفكارك وأحاسيسك ورغباتك، حتى يأتي كل ما تقوله أو تفعله مرضياً له.
فيما تلبس، تذكَّر حضور الله وملاكك الحارس. اسأل الرب يسوع أن يضع عليك ثوب الخلاص. بعد أن تغتسل ابدأ بصلوات الصباح. صلِّ راكعاً بتركيز وتوقير واتضاع، كما يليق أمام عيني الكلي الاقتدار. اسأله أن يعطيك الإيمان والرجاء والمحبة بالإضافة إلى القوة الهادئة لتقبل كل ما قد يجلبه إليك النهار الآتي من الصعوبات والمشاكل. اطلب منه أن يبارك أعمالك. اطلب المعونة: لإتمام بعض الأعمال الخاصة التي تواجهك وأيضاً لتسلك بوضوح بعيداً عن كلّ خطيئة.
إن استطعتَ اقرأ شيئاً من الإنجيل، خاصةً من العهد الجديد والمزامير. اقرأ بنية أن تحصل على بعض الاستنارة الروحية، محرّكاً قلبك نحو الندامة. بعد أن تقرأ بعض الشيء، استرِح وافتكِر بما قرأت، من ثمّ تقدّم منصتاً لما يوحي به الله لقلبك. حاول أن تكرّس ما لا يقل عن خمس عشرة دقيقة لتتأمّل روحياً بتعاليم الإيمان وما قد تكتسبه روحك ممّا قرأت. اشكر الرب دوماً لأنّه لم يتركك تهلك في خطاياك، لكنه يعتني بك ويقودك بكل السبل المُتاحة إلى الملكوت السماوي. ابدأ كلّ صباح بقرارك أن تكون مسيحياً وأن تحيا بحسب وصايا الله.
عند دخولك إلى وظيفتك، كافح لأن تقوم بكل شيء لمجد الله. لا تبدأ أيّ شيء بلا صلاة لأن كل ما تفعله من دون صلاة يتحوّل لاحقاً إلى تافه ومضرّ. كلمة السيد صحيحة: "بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً". تمثّل بمخلصنا الذي عمل ليساعد يوسف وأمه الفائقة الطهارة. فيما تعمل حافظ على روح طيبة متّكلاً دوماً على معونة السيد. أنه لأمر حسن أن تكرر بلا توقف صلاة: "يا ربي يسوع المسيح يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ". إذا كانت أعمالك ناجحة إعطِ شكراً لله. وإن لم تكن، ضعْ نفسَك في تصرفه لأنه يهتم بنا ويوجّه كل شيء نحو الأفضل. تقبّل كل الصعوبات ككفارة عن خطاياك بروح الطاعة والاتضاع.
قبل كل وجبة، صلِّ لأن يبارك الله الطعام والشراب، وبعد الوجبة اشكر الله واسأله ألاّ يحرمك من البركات الروحية. إنه لَحَسَن أن تترك المائدة وأنت تشعر ببعض الجوع. في كل شيء، تلافَ الإفراط. اتبع مثال المسيحيين القدامى وصمْ أيام الأربعاء والجمعة. لا تكن طمّاعاً. كنْ راضياً بأن عندك طعام وكساء، متمثلاً بالمسيح الذي افتقر من أجلنا. جاهد أن ترضي الرب في كل شيء حتى لا يؤنبك ضميرك. تذكّر أن الله يراك دائماً، وهكذا كنْ يقظاً باحتراس في ما يتعلّق بأحاسيس قلبك وأفكاره ورغباته.
تلافَ أيضاً الهفوات الصغيرة حتى لا تقع في أكبر منها. أخرِج من قلبك كل فكر أو مخطط يبعدك عن الرب. جاهد خاصةً ضد الشهوات النجسة طارداً إياها من قلبك مثل شرارة محرقة تقع على معطفك. إن أردت ألا تزعجك الشهوات الشريرة، تقبّل الإذلال من الآخرين بصبر. لا تتكلّم كثيراً، تذكّر أننا سوف نعطي حساباً أمام الله عن كل كلمة نقولها. أن تسمع خير من أن تحكي: من المستحيل تلافي الخطيئة في الإسهاب. لا تكن فضولياً لسماع الأخبار التي تسلّي الروح وتلهيها. لا تُدِنْ أحداً واعتبر نفسك أقل من جميع الباقين. مَن يدين غيره يأخذ خطاياهم على نفسه. من الأفضل أن تحزن على الخاطئ وأن تصلي إلى الله ليصلحه على طريقته. إن لم يصغِ البعض إلى نصيحتك لا تجادله. وإذا كانت أعماله معثرة للآخرين، اتّخذ ما يناسب، لأن حسنات الناس، وهي كثيرة، لها وزن أكبر من خطايا الشاب. لا تحاجج ولا تختلق أعذاراً. كن لطيفاً، تحمَّل كل شيء على مثال يسوع. هو لن يزعجك بصليب يفوق قدرتَك، بل سوف يساعدك في حمل صليبك.
اسأل الرب أن يعطيك النعمة لإتمام وصاياه المقدسة بغض النظر عن كم تبدو صعبة. إذ تفعل خيراً لا تنتظر عرفان الجميل بل التجربة: لأن محبة الله تُمتَحَن بالعقبات. لا تأمل في أن تكتسب أي فضيلة من دون أحزان مؤلمة. في وسط التجارب لا تيأس، بل توجَّه إلى الله بصلوات قصيرة: "يا رب، أعِنني... علّمني... لا تتركني... احفظني..." يسمح الرب بالأهواء والتجارب ولكنه يعطي القوة لتخطيها.
أطلب من الرب أن يخلصك من كل ما يغذّي كبرياءك، حتى ولو كان مراً. تحاشَ أن تكون فظّاً، عابساً، متذمّراً، سيء الظن، شكاكاً أو مرائياً، وتحاشَ المنافسة. كنْ صادقاً وبسيطاً في تصرفك. تقبّل لوم الآخرين بضعة، حتى ولو كنتَ أكثر حكمة وخبرة. لا تفعل ما لا تريد الآخرين أن يفعلوه لك. على العكس، اصنع معهم ما تتمنى أن يصنعوه لك. إذا زارك أحد ما، كن لطيفاً معه، متواضعاً، حكيماً وأحياناً، بحسب الظروف، كن أيضاً أعمى وأصماً.
إذا أحسست بالارتخاء أو ببعض الفتور، لا تترك النظام المعتاد الذي وطدته من الصلوات والممارسات التقية. كل ما تقوم به باسم الرب يسوع، حتى أصغر الأشياء وأقلها أهمية، يصبح عمل تقوى. إذا رغبت بإيجاد السلام، أودِع نفسَك كلياً لله. سوف لن تجد سلاماً حتى تهدأ بالله وتحبه وحده. من وقت لآخر اعزل نفسك، على مثال يسوع، للصلاة والتأمّل بالله. تأمّل محبة ربنا يسوع المسيح غير المتناهية، وآلامه وموته وقيامته ومجيئه الثاني والدينونة الأخيرة.
اذهبْ إلى الكنيسة أكثر ما تستطيع. اعترف دائماً وتناول القدسات. بهذا تصمد في الله لأن هذا هو أعلى البركات. خلال الاعتراف، تُبْ واعترف بكل خطاياك بصراحة وندامة، لأن الخطايا التي لا يُعترَف بها تقود إلى الموت. خصّص الآحاد لأعمال المحبة والرحمة، مثلاً قمْ بزيارة بعض المرضى، عزِّ المحزونين، وساعد التائهين. إذا ساعد بعضنا مَن تاه لأن يتحوّل إلى الله فسوف يكون له مكافأة عظيمة في هذه الحياة وفي الآتية. شجّع أصدقاءك على قراءة الأدب المسيحي الروحي والاشتراك في مناقشة الأمور الروحية.
دعْ الرب يسوع المسيح يكون معلمك في كلّ شيء. توجّه إليه بشكل ثابت عن طريق تحويل فكرك إليه. اسألْه عن ماذا تفعل في مثل هذه الظروف؟
قبل أن تذهب إلى النوم، صلِّ حقّاً ومن كل قلبك، تأمّل بدقة في خطاياك خلال اليوم المنصرم. عليك أن تلزِم نفسك دوماً بأن تتوب بقلب نادم، بألم ودموع، لئلا تكرّر خطاياك. عند ذهابك إلى السرير ارسم إشارة الصليب وقبّل الصليب وسلّم نفسك إلى الله الرب الذي هو راعٍ صالح. تفكّر في أنك هذه الليلة قد تقف أمامه. تذكّر محبة السيد لك وأحبّه من كل قلبك وكل نفسك وكل فكرك.
بتصرفك بهذه الطريقة سوف تبلغ الحياة المباركة في مملكة النور الأبدي. نعمة ربنا يسوع المسيح لتكن معك. آمين

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حاملات الطيب

صورة عن التماس الرب
من كتاب القديس ثيوفان الحبيس
وكيف يسعكن ألا تذهبْنَ في التماسه؟ فمن أبهى حُسناً من الرب؟ زَيَّنته الفضيلة أكثر من سائر بني البشر. وسيم هو، ليس بالصباحة الإلهية وحدها، بل كذلك بجمال الطبيعة البشرية،
لأنه يجمع في ذات أسمى ما فُطر عليه الإنسان من كمالات. فالذين يتأملون هذا الجمال ينجذبون إلى الرب، والرب بدوره يفيض من جماله على جميع محبيه.
كيف هي عيناه؟ أشَعُّ ضياءً من الشمس التي تخترق الحُجب كضوء النهار.

نظر نظرة واحدة إلى امرأة خاطئة فأحالها عفيفة.

نظر إلى العشار فأحاله رسولاً.
نظر إلى بطرس ففجّر وابل الدموع من عينيه.. يجذب الناس إليه برمية مقلتيه فيمدّهم بقوة المشاهدة ليخترقوا بها السموات يشاهدوا جليّاً ما يُرى وما لا يُرى.
وكيف حديثه؟ كلمة واحدة وجّهها إلى الصيادين فتركوا الشباك.

ألقى عظة وإذ بالذين أتوا ليمسكوه يميلون إليه آذاناً صاغية، وترحل الشياطين ويُشفى المرضى ويقوم الأموات. بمثل تلك الكلمات يجتذب الناس إليه فيمنحهم قوة كلام سوف يعيرها الله سمعه وتنصت إليها الملائكة ويتعزّى بها البشر.
غني هو الرب ويُغني، قوي هو ويَهب قوةً لا تقهر، حكيم هو ويمنح الحكمة، قدوس هو ويُقدس، لأن كل عطية يُعطيها إلى الذين يجدّون في السعي خلفه هي صالحة، وكل موهبة هي كاملة.
لذلك التمسن أنتن مثل هذا الرب. ابحثن عنه متوارياً في ترتيب الصلاة الإلهي وفي النشاطات الكنسية، كأنه بين غياض كثيفة زكية العرف.
وسوف تبصره كما أبصرته مريم المجدلية في البستان والعروس في نشيد الأنشاد، حينما شاهدت صورة عروسها الوضّاحة بين الزهور لمّا لفظ النهار نسمته الأخيرة وتحركت الخيالات (نش 2 : 14-17).
التمسنه في عقائد الإيمان بيقين في حقيقتها لا يتزعزع، وفي الوصايا بالحماسة في إتمامها وفي طرائق الحياة كافةً بالصبر والتعبد له.
وسوف يظهر ويدعكنّ تلمسنه كما سمح للتلاميذ في عشية ما بعد القيامة، وستهتفْنَ مع توما: ربي وإلهي!
التمسنه في كل مكان من غير أن تسقط الهمة.
اعملن على حفظ الرب في أنفسكن.
احفظنه بالتفكير فيه بلا انقطاع، والحديث معه عقلياً بلا توقف. ففيه خلاصنا على الدوام. احفظنه بسعي قلوبكن إليه وحده، غير فاسحات المجال لقلوبكن بالتعلق بأي أمر آخر، صغيراً كان أم كبيراً.
احفظنه بإسلام نفوسكنّ إلى يمين عنايته من خلال تكريس سجيّة القلب لله والصلاة المستمرة.

احفظنه بإتقان الطاعة غير المرائية التي يفرضها قانون الرهبان، وبالوداعة والسلام والخضوع المتبادل، والتعاون وعدم الانتقاد والاتضاع، وعدم التعلق لا بالأشياء ولا بالبشر ولا بالعادات الدنيوية، بل بالخلوة ومحبة العمل والجهاد، وعدم توفير لراحة للجسد، وبالذكر الدائم للرحيل عن هذه الحياة، وبانتظار الثواب في الحياة الآتية.
فالنسوة حاملات الطيب كنَّ إلى جنب الرب لما راح يزحمهن الذين صلبوا المسيح. وأنتن كذلك، لا تنظرن إلى ما ليس في داخلكن.
فليرتفع صراخ العالم ولتُرغي وتزبد خرافاته الحمقاء، ولتتصاعد النكبات: أنتن امضين في سبيلكن ولا تنظرن إلى الخلف أو إلى هذه الجهة أو تلك. لا تُطِلْنَ النظر في ما حولكن ولا يطرق مسامعكن حديثاً بطالاً.
لا تنظرن إلا إلى ما تحت أقدامكن، وثبتن هذه الأقدام في الوصايا المحدّدة، وارفعن النظر إلى ضميركن إذا تلقّى إشارةً من عَلُ. لأنه في العالم أيضاً نساء مُجدّات في سبل المناقب الحميدة، يطلبن الرب أيضاً ويَسعَين بغيرة إلى إدراكه.
حذار لئلا تلفَيْنَ أنفسكن دونهن. نشكر الله إن لاحظت عيناه ما بين العلمانيات راهبات حقيقيات. لكن لا تدعنه يلحظ بينكن امرأة دنيوية بثياب راهبة.

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 01:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
انقسام البشر ..
عن كتاب زاد الأرثوذكسية
ما إن سقط الانسان حتى بدأ مغامرته الكبرى فالمحبة التي كانت تربطه بالله وبسائر الخليقة انفصمت وانقسم كل شيء في داخلها والانسان نفسه تجزأ وبعدم رجوعه الى الله صار كائناً أنانياً فالطفل الصغير يجلب الآلام لأمه عند ولادته والمرأة تخضع كلياً لسلطة لزوجها
( تك 3 : 6)
والملفت في الأمر هو تبرير آدم لنفسه واتهامه لحواء متنصلاً من مسؤوليته عنها كأنها غريبة عنه تماماً : ((والمرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الثمر فأكلت)) (تك 3 :12)
كم يختلف هذا الكلام عما قاله آدم نفسه لما رأى حواء للمرة الأولى قبل السقوط: ((هذه عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تسمى امرأة لأنها من امرئ أخذت )) (تك 2 :23)
انفصمت الوحدة الكاملة التي سادت بين البشر قبل السقوط والتي كانت صورة حياة اقانيم الثالوث القدوس الثلاثة وماعاد آدم يعترف بأن حواء ((عظم من عظامي ولحم من لحمي)).
وأخيراً وصلت الغربة بالإنسان إلى حد قتل أخيه كما يظهر من حديث الله مع قايين.
فعندما سأله: ((أين أخوك؟)) كان يريد أن يذكره بانقطاع الرباط الأخوي وتدمير المحبة لكن قايين لم يستعد رشده ولم يسع إلى البحث مجدداً عن العيش في رباط المحبة الأخوية,
بل أظهر غربته الكاملة عن أخيه وكأنها أمر مفروغ منه فأجاب :
((لا أدري وهل أنا حارس لأخي؟)) ( تك 4 :9)
لا شك أن كل شيء أساسي في الانسان قد تغير بعد السقوط
فأخذ الرجل يرى في المرأة كياناً مناقضأ له
وراح الأخ يرى في أخيه كياناً غريباً عنه ومعادياً له.

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 02:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لكي تتجدّد الأرض !
قدس الأرشمندريت توما (بيطار)
فيما تفسد، اليوم، الأرض وتنحلّ نفوس الناس بسرعة فائقة نتطلّع إلى مصدر آخر للطاقة يقينا حالة الضمور التي يؤول مصيرنا إليها.
أعظم قوّة في الكون كانت ولا زالت قوّة الصلاة. إذا كانت "طلبة البارّ تقتدر كثيراً في فعلها"، فـ "كلّ شيء مستطاع للمؤمن". لذا ليس شيء مستحيلاً على المؤمن المصلّي.
الصلاة هي النعمة التي أعطاها الربّ الإله للإنسان حتى يكون، أولاً، على صلة به، ثمّ حتى يكون، بالله، سيّداً على الخليقة مجدِّداً لها. لا يسود الإنسان على العالم بالعقل - هذا تزوير للتاريخ - بل بالصلاة.
سيادة العقل من الخطيئة وهي قهّارة تملّكيّة تُفكّك العالم فيما سيادة الصلاة من الله وهي محبّيّة خدماتيّة لا تطلب ما لنفسها بل مَن وما تسود عليه، لذا تحفظ تماسك العالم وتنميه وتجدّده.
بالمناسبة، المؤمن المصلّي لا يطلب ما لنفسه، لا يطلب شيئاً. فقط يطلب ملكوت السموات، أي يطلب أن يقيم فيه روح الله.
إذا كان جائعاً لا يطلب طعاماً، وإذا كان مريضاً لا يطلب صحّة، وإذا كان فقيراً لا يطلب غنى. يطلب ما يساعده على اقتناء روح الربّ. يطلب صبراً. يطلب أن يعلّمه الربّ الإله كيف يعمل رضاه.
يطلب كلّ فضيلة لأنّه ليست فضيلة إلاّ بالله. أما حاجاتنا، في هذا الدهر، فتُعطى لنا بلا سؤال، تعطى لنا مجّاناً، زيادة، إذا ما طلبنا ملكوت السموات أولاً.
لذا القدّيسون، بعض القدّيسين، كان يطعم الجياع لكنّه كان يبقى جائعاً. وكم من قدّيس كان مريضاً لكنّه كان يشفي المرضى. الفكرة هي أنّ الإنسان بالإيمان والمحبّة يطعم الإنسان ويشفي الإنسان ويرى لحاجات أخيه الإنسان، أما هو فالله يطعمه، إذا كان ذلك مفيداً له، بطرق هو يعرفها، ويشفيه أيضاً ويرى لحاجاته.
الله روح. لذا القدّيس أو المؤمن أو الإنسان الروحيّ، كلّ شيء لديه مركّز على ما ينفع القلب، على ما ينعش الروح، على ما ينمي الكيان وفق القول السيّدي:
"اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبديّة الذي يعطيكم ابن الإنسان لأنّ هذا الله الآب قد ختمه" (يو 6: 27). لذا الهمّ الأساسي للإنسان أن ينمو فيما لروح الربّ. كلّ ما عدا ذلك يأتي في أوانه وبالكمّ اللازم وفق ما يرى الربّ الإله مناسباً.
قدّيسو الله يعتبرونه فعلَ عدم إيمان بالله ومسيئاً لهم أن يطلبوا شيئاً مما أُعطي لهم قبل الطلب ومن دون طلب.
إذاً لا يسود الإنسان على العالم بالعقل بل بالصلاة لأنّ القول السيّدي هو هذا: "رؤساء الأمم يسودونهم وعظماؤهم يتسلّطون عليهم، أما أنتم فلا يكن فيكم هكذا بل... مَن أراد أن يكون فيكم سيّداً فليكن لكم عبداً" (مت 20: 25 ? 27).
و "لم يأت ابن الإنسان ليُخدَم بل ليَخدم" (مت 20: 28).
سيادة العقل بديل عن سيادة الروح وهي تتأتّى من ظلمة النفس، لذا كانت نتاجَ السقوط من قربى الله.
العقل، في محضر النعمة، يندرج في خدمتها، فإذا ما انحرم الإنسان من النعمة عمل العقل من دونها فكان أداة خطيئة وتفكّك وانحلال.
ليس شيء مستحيلاً على الصلاة. يشوع بن نون أوقف الشمس في كبد السماء. وبطرس أقام من الموت طابيثا اليافيّة. ويوحنّا الديلمي نقل الدير من أعلى الجبل وجعله بقرب النهر من غير أن ينتقص منه شيء.
بصلاة بائيسيوس الكبير أُخرجت نفس إنسان زان من الجحيم.
إبراهيم اللصّ صار بارّاً.
ومريم، فاجرة الإسكندرية، صارت معلّمة للعفّة.
وبطرس البخيل صار رحيماً.
الصلاة تغيِّر الدنيا وتغيِّر قلوب الناس.
لا فقط الأبرار والقدّيسون تفعل الصلاة بهم. لهؤلاء دالة عند الله؟ بلا شكّ! ولكن ليس وحدهم.
كلّ قلب يتوب ويتغيَّر، ولو في لحظة، له دالة عند الله. في سيرة القدّيس ثيودوروس الرهّاوي أنّ أمّاً، في حرقة قلبها، حملت وليدها، وهو بين حيّ وميت، وأخذت تجول سائلة مَن تلتقيه الصلاةَ من أجله.
فلما بلغت زانيةً تسبّبت في هلاك الكثيرين طرحته في حضنها عن غير وعي منها وألحّت عليها أن تسأل الله في شفائه. فانذهلت الزانية وصدمتها المفاجأة. وبعد تردّد وارتباك، عادت إلى نفسها وشعرت بكثرة خطاياها وانعدام دالتها عند الله فحطّت الطفل أرضاً وسجدت مقابله وصلّت بما جعله الربّ الإله في قلبها، فعادت روح الصبيّ إليه.
ليس برّ الإنسان ما يجعل الصلاة فاعلة وقوّية بل شعوره العميق بانعدام برّه ودالته وكثرة خطاياه وعدميّته. عجيب الله في قدّيسيه! لا يحتاج الإنسان إلى أعمال صالحة ليصير قدّيساً.
يحتاج إلى توبة من القلب. والأعمال تتبع. هو الله الفاعل فينا، في كلّ حال، أن نريد وأن نعمل من أجل المسرّة. إنما الحاجة من جهتنا هي إلى معرفة أنفسنا على حقيقتها.
وراء كل خطيئةٍ كبرياء. والكبرياء هي أن يحسب المرء نفسه كبيراً وهو صغير، شريفاً وهو حقير، شيئاً وهو لا شيء.
الكبرياء، في نهاية المطاف، وهمٌ نتعاطاه كأنّه الحقيقة وحقيقة نتعاطاها كأنّها الوهم.
لكي تُزال الخطيئة، أي لكي لا يعود هناك فاصل بيننا وبين الله، نحتاج إلى التواضع أي إلى ما هو عكس الكبرياء.
التواضع يجعلنا واقعيّين. نرى أنفسنا على حقيقتها. نعرف ذواتنا. فلأنّ المرء، في هذه الحال، يرى ما في نفسه ولا يرى ما في نفوس الآخرين فإنّه يجعل نفسه دون الآخرين ويرى الآخرين خيراً منه.
لهذا قال الرسول بولس إنّ المسيح جاء ليخلّص الخطأة "الذين أنا أوّلهم" على حدّ تعبيره. هذا ما يقوله مَن يعرف نفسه كما هي. الخطيئة تفكّك النفس والعالم.
الخطيئة شيء ثقيل وغريب ولا أثقل ولا أغرب على الإنسان، فإن صحا ووعى وعرف نفسه استبانت الخطيئة على حقيقتها في عينه الداخليّة عبئاً ووجعاً ليس مثله عبء ولا وجع، وإن لم يصحُ ولم يعِ ولم يعرف نفسه استبانت الخطيئة في حسّه الضامر خفيفة كأنّه من الطبيعة ومن الله.
هكذا خاطب الربّ الإله إسرائيل الآثمة: "ارجعي أيّتها العاصية... لا أوقع غضبي بكم لأنّي رؤوف... اعرفي فقط إثمك أنّك إلى الربّ إلهك أذنبت" (إرميا 3).
فإن عاد المرء إلى نفسه، وتالياً إلى ربّه، ونبذ الخطيئة من إرادته، من قلبه، فإنّ نعمة الله تجدِّده، تجعله ملِكاً على نفسه وتالياً على الخليقة بأسرها.
لا تلحّ الخطيئة علينا ولا تستأسرنا ما لم نستحلِها، ما لم يكن لها مطرح فينا، ما لم نُردْها. فإن أقصيناها من إرادتنا، إن كرهناها فإنّها لا تقوى علينا بعدُ.
نحن لا نملك غير إرادة بإزاء الخطيئة. لا يمكننا أن نقاومها متى اعتدنا عليها. فقط إن قرّرنا وأصررنا على رفضها تنزل علينا نعمة الله لتؤازرنا وتشدّدنا وتجدّدنا.
وعلى هذا النحو نقوى بإرادتنا وقوّة الله على الخطيئة مهما كانت الخطيئة والفساد متحكّمَين بنا.
ومَن يقوى على نفسه، بنعمة الله، هذا يقوى على كلّ ما في العالم. لا شيء بعد ذلك يستأسره، وإن صرخ إلى الربّ الإله أجابه. يصير ابناً للعليّ. هذا ما حقّقه يسوع وختمه ومدّه للذين يؤمنون به ويحبّونه لما قال:
"إنّ كلّ ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً" (يو 16: 23 ? 24).
خلق الربّ الإله الإنسان ملِكاً وسيِّداً على الخليقة، فلما بَعُدَ عنه بالخطيئة فقدَ الملوكيّة وصار عبداً لأهوائه وتالياً تحت سلطان إبليس. فلما أطلقه يسوع في الحرّيّة من جديد، بالتوبة والإيمان به، عاد ملِكاً وسيِّداً على نفسه وتالياً على الخليقة بالحبّ الكبير والصلاة.
كلّ شيء صار مستطاعاً له لأنّ كلّ شيء مستطاع للمؤمن.
"ويكون أنّي قبلما يدعون
يقول الربّ، "أنا أُجيب وفيما هم يتكلّمون بعد أنا أسمع" (إش 65: 24).
فإن منتظِري الربّ يُجدِّدون قوّة ويرفعون أجنحةً كالنسور ويمشون ولا يعيُون(إش 40: 31).

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 02:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ارضاء الله




" اعملوا مرّضاة الله " ( عزرا 10 : 11 )
http://i13.photobucket.com/albums/a2...k/G1/TCB-1.gif
+ نصيحة هامة لنا هذا اليوم ، لكى نسعى دائماً لكى نعمل ما يُرضى الله ، لا ما يُرضى الشيطان ، أو أهل العالم ، ويُغضب الرب ،
كما كان يفعله بنو إسرائيل ، مما كان يثير الخالق ضدهم ، ويجلب عليهم التجارب الصعبة ، لتأديبهم بإستمرار ، جزاء عصيانهم .


+ وما أجمل دعوة الآباء المباركين : " الله يرضى عنك يا إبنى" ( 2 صم 24 : 23 ) .

فاطلب منهم هذا الدعاء دائماً .

+ وقال أحد القديسين للرب : " لا تأخذنى فى ساعة غفلة ، خذنى فى ساعة رضاك " .

+ وأخنوخ أَرضى الرب ، فأخذه بسرعة عنده ، من وسط الأشرار . ( تك 5 : 24 ) .

+ وقيل عن ذبيحة نوح البار : " تنسم (بها ) الرب رائحة الرضا " ( تك 8 : 2 ) ،
وليت الرب يرّضى عن صلواتك وعطاياك وخدمتك ( جا 9 : 7 ) ، فتجد سعادتك على الأرض وفى السماء .


+ وقد حدد الوحى المقدس ما يُرضى الله ، وما لا يُرضيه ، كالآتى :

· التقوى والأستقامة : " يرضى الرب بأتقيائه" ( مز 147 : 11 ) ، " وبين المستقيمين رضى
" ( أم 14 : 9 ) .


· مخافة الله : " يعمل رضا خائفيه ، ويسمع تضرعهم فيُخلصهم" ( مز 145 : 19 ) .

· المواظبة على الذهاب إلى بيت الرب : " فى جبل قدسى ( بيت الله ) هناك أرضى عنهم"
( حز 20 : 40 ) .

· البعد عن الغش والخداع : " موازين غش مكرهة الرب ، والوزن الصحيح رضاه
" ( أم 11 : 1 ) .

· الصدق وعدم الكذب : " كراهة الرب شفتا الكذب ، أما العاملون بالصدق فيرضى عنهم
" ( أم 12 : 22 ) .

· المواظبة على العطاء : " أنت تعمل مرضاتى ، بإعطائك طعاماً ( عشوراً + بكوراً + نذوراً ) لبيتى " ( 1 مل 5 : 9 ) .

· الخدمة :" من خدم المسيح ، فهو مرضى عند الله "( رو 14 : 18 ) .

· طاعة الوالدين : " أطيعوا والديكم ، لأن هذا مرضى فى الرب " ( كو 3 : 20 ) .

· حياة الأيمان : " بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه " ( عب 11 : 6 ) .

+ وقد ذكر الكتاب المقدس أمثلة من شخصيات روحية حكيمة ، رضى الله عن أعمالهم ، مثل : أيوب ويوسف ، وصموئيل ، وداود ودانيال ونحميا ، و أم النور ، ولم يرض الله عن العُصاة ( تث 28 : 49 - 50 ) ، ( يش 11 : 20 ) ، ( مز 109 : 12 ) ، وبالتالى لا ينالون عطاياه ( إش 26 : 10 ، 11 ، 27 ) ، ( إر 16 : 13 ) .

+ وقد أوضح الرب أنه يرضى عن قديسيه ( أم 12 : 2 ) وبه يتمم إنتصارهم وحمايتهم وقوتهم وهيبتهم ( مز 5 : 12 ) ، ( مز 30 : 7 ) ، ( مز 44 : 3 ) ، ( أى 10 : 12 ) .

+ وتذكر وعد الرب بهذا الأمر : " إن أرضت الرب طرق إنسان ، جعل أعداءه يسالمونه
" ( أم 16 : 7 ) .

+ لذلك ( يا أخى / يا أختى ) يجب أن ترضى الرب بأعمالك ، وتطلب رضاه فى صلاتك
( أى 33 : 26 ) ، ( مز 106 : 4 ) ، ( خر 33 : 13 ) ، (عدد 11 : 15 ) ، فهل تفعل ؟! .

+ ولا تُغضب الرب بعمل أحمق ، وبتصرف لا يُرضى الله ، حتى لا يحرمك من عطاياه ، فى دنياه وسماه ، كما يحدث لكل الخطاة ، الغير تائبين حتى الموت ، والمحرومين من الملكوت !! .

+ وأعمل دائماً على أن تدفع الآخرين ، إلى إرضاء الله أيضاً ، بالإرشاد السليم ، والموعظة الحكيمة ، موضحاً القيمة العظيمة لكل شئ يُرضى الله ، وأعلن أنه لابُد أنه سيُكافئ عليه ، فى دنياه وسماه .

+ وكن أنت المثال ، للأبناء والأصدقاء والزملاء ، فى الحب والبذل والعطاء ، حتى ترضى السماء ، وتنال خير جزاء .

+ وحاول أن ترضى بوضعك الحالى ، وتشكر الله عليه ، لكى يرضى عنك ، ويُحسن حالك .


Mary Naeem 06 - 08 - 2014 02:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
همسات روحية
لنيافة الأنبا رافائيل
السيد المسيح يشهد للعهد القديم
أولاً: شخصيات من العهد القديم يشهد السيد المسيح لوجودها تاريخيًا
(1) هابيل وزكريا:
V "لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت23: 35).
(2) نوح:
V "وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضًا مجيء ابن الإنسان" (مت24: 37).
(3) إبراهيم وإسحاق ويعقوب:
V "وأما من جهة قيامة الأموات، أفما قرأتم ما قيل لكم من قِبَل الله القائل: أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب؟ ليس الله إله أموات بل إله أحياء" (مت22: 31، 32).
V "وأقول لكم: إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات" (مت8: 11).
V "اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن إبراهيم" (لو19: 9).
V "متى رأيتم إبراهيم وإسحاق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله، وأنتم مطروحون خارجًا" (لو13: 28).
V "فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم" (لو16: 22).
V "أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم. لكنكم تطلبون أن تقتلوني لأن كلامي لا موضع له فيكم. أنا أتكلم بما رأيت عند أبي، وأنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم. أجابوا وقالوا له: أبونا هو إبراهيم. قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم! ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله إبراهيم" (يو8: 37-40).
V "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح. فقال له اليهود: ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم؟ قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 56-58).
(4) لوط:
V "كما كان في أيام لوط: كانوا يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون. ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم، أمطر نارًا وكبريتًا من السماء فأهلك الجميع. هكذا يكون في اليوم الذي فيه يُظهَر ابن الإنسان" (لو17: 28-30).
V "اذكروا امرأة لوط" (لو17: 32).
(5) موسى:
V "فلماذا أوصى موسى أن يُعطى كتاب طلاق فتطلَّق؟ قال لهم: إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكن أن تُطلقوا نساءكم" (مت19: 7، 8).
V "ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لو24: 27).
V "على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوا وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون" (مت23: 2، 3).
V "لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو24: 44).
V "قال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، ليسمعوا منهم. فقال: لا، يا أبي إبراهيم، بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون. فقال له: إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحد من الأموات يُصدقون" (لو16: 29-31).
V "لا تظنوا أني أشكوكم إلى الآب. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى، الذي عليه رجاؤكم. لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كَتَبَ عني. فإن كنتم لستم تصدقون كُتُبَ ذاك، فكيف تصدقون كلامي؟" (يو5: 45-47).
V "أليس موسى قد أعطاكم الناموس؟ وليس أحد منكم يعمل الناموس!" (يو7: 19).
V "لهذا أعطاكم موسى الختان، ليس أنه من موسى، بل من الآباء. ففي السبت تختنون الإنسان. فإن كان الإنسان يقبل الختان في السبت، لئلا يُنقض ناموس موسى، أفتسخطون عليَّ لأني شفيت إنسانًا كله في السبت" (يو7: 22، 23).
(6) موسى وإيليا في حادثة التجلي:
V "وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه" (مت17: 3).
(7) داود:
V "ماذا تظنون في المسيح؟ ابن مَنْ هو؟ قالوا له : ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا؟ قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك. فإن كان داود يدعوه ربًا، فكيف يكون ابنه؟" (مت22: 42-45).
(8) سليمان:
V "ولكن أقول لكم: إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها" (مت6: 29).
V "ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه، لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهوذا أعظم من سليمان ههنا!" (مت12: 42).
(9) إيليا:
V "وإن أردتم أن تقبلوا، فهذا هو إيليا المُزمع أن يأتي" (مت11: 14).
V "فلماذا يقول الكتبة: إن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً؟ فأجاب يسوع وقال لهم: إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شيء. ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا" (مت17: 10-12).
V "وأما الباقون فقالوا: أترك. لنرى هل يأتي إيليا يُخلصه!" (مت27: 49).
V "وبالحق أقول لكم: إن أرامل كثيرة كُنَّ في إسرائيل في أيام إيليا حين أُغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر، لما كان جوع عظيم في الأرض كلها، ولم يُرسَل إيليا إلى واحدة منها، إلا إلى امرأة أرملة، إلى صرفة صيداء" (لو4: 25، 26).
(10) أليشع:
V "وبرص كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان أليشع النبي، ولم يُطهَّر واحد منهم إلا نُعمان السرياني" (لو4: 27).
(11) مجموعة:
V "فقالوا: قوم: يوحنا المعمدان، وآخرون: إيليا، وآخرون: إرميا أو واحد من الأنبياء" (مت16: 14).
(12) يونان:
V "جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال. رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا" (مت12: 39-41).
V "جبل شرير وفاسق يلتمس آية، ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي" (مت16: 4).
(13) دانيال:
V "فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس"(مت24: 15).

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 02:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الزُهد



http://www.peregabriel.com/gm/albums...ormal_1600.jpg

الأب بسّام آشجي


الزُهْدُ هو وجهٌ لعيش الفقر الروحي الإنجيلي. هو عدم الرغبة في التملّك من أجل الله. هو أن نقول لله: كل شيءٍ لا قيمة له أمام حضورك، لأنك أنت الثمين، أنت الكنز، من أجلك نتخلّى عن كل شيء.. ليس لأنّ الأشياء سيئة بحدّ ذاتها، ولا لأن التملّك شرّ، ولكنَّ الزاهد هو من أراد أن يقول: "الله وحده يكفي".


الزهد هو التحرّر من كل ما يُعيق النموّ في الحياة بالله، شيئاً كان أم شخصاً أم الذات نفسها. وهو تالياً، لا يخصُّ النساك والمتصوفين وحسب، وإن كانوا هم السبّاقين في السعي إليه، بل إنه موقف داخلي إنجيلي يدعو كلّ مسيحي التحلي به متشبّهاً بالله نفسه.


زُهْد الله في خلق الإنسان!..


الله فقيرٌ.. زاهِدٌ.. غريبٌ عن التملّك.. "ليس لله أيّ شيء، لأنه كل شيء، فالذي هو كلّ شيء لا شيء له"..


إن الله منذ أن خلق الإنسان زَهِدَ بجميع ما خلق لصالح الإنسان، افتقر من أجل من ميّزه عن الخليقة بإبداعه له على صورته ومثاله. الله لا شيء له، لأن كيفية وجوده هي في العطاء الكامل، في فرح "إخلاء الذات".

الله بخلقه الإنسان يفتقر بوجهين: الأول في فعل خلق الإنسان بحدّ ذاته، عندما يخلقه حرّاً على صورته ومثاله، أي يهبه كيانه. والثاني، عندما يُقدّم له الخليقةَ بأسرها هدّية مجانيّة: "تسلّط على سمك البحر وطير السماء.. انموا واكثروا واملئوا الأرض وأخضعوها"..


يميّز الآباء القديسون في هذه القراءة بين "الصورة" و"المثال"، فيقول باسيليوس الكبير (القرن الرابع): "نحن قد نلنا الصورة بالخلق، ولكننا نحصل على المثال بالإرادة.. بإرادتنا نتشبّه بالله، نصبح مثاله"..


هل يعني أننا مدعوون إلى التشبّه بالله في زهده؟!.. كيف يمكن للإنسان أن يختبر الزهد تشبّهاً بالله؟!.. كيف يمكن أن يكون لا شيء له، لأنه كل شيء؟.. أن يكون "فقيراً وهو يغني كثيرين" (2كور6/10)؟!..


يقول أوريجانس المغبوط (القرن الثالث): "لقد اقتبل الإنسان في خلقه الأول كرامة الصورة، لكنَّ كمال المثال محفوظ للنهاية. أي أنه ينبغي على الإنسان أن يكتسبه بنفسه، بجهوده الخاصة التي يبذلها كي يتمثّل بالله".

ويقول إكلمنضس الإسكندري (القرن الثالث): "الإنسان يصير صورة الله.. الإنسان يؤازر الله في صيرورة الإنسان"..

أما إيرناوس أسقف ليون (القرن الثاني) فيقول: "إن تجلي مجد الله هو الإنسان الممتلئ بالحياة"، و"الامتلاء" من الحياة لا يتحقّق إلا بالتشبّه بالله في "إخلاء الذات" والنموّ في هذا التشبّه، وهذا النمو يستغرق حياة الإنسان كلّها إلى أن يستقرّ نهائياً في الله. الله لا يغتني إلا بالإنسان.. والإنسان أيضاً، لا يغتني إلا بالله. من هنا ضرورة تلازم الزُهدَين وإلا صار خلق الإنسان كارثة، وزهد الإنسان مرضاً.


زُهْد الله في شخص يسوع..


لقد كشف الله عن زهده، بشكل كامل ونموذجي، في شخص يسوع المسيح، آدم الجديد. يقول حبيب بن خدمة أبو رائطة التكريتي (825م)، وهو لاهوتي عربي: "إن قالوا: وما الذي دعا الله (سبحانه) إلى أن يتجسّد ويصير إنساناً؟.. يقال لهم: إن الذي دعاه (سبحانه) في البدء إلى أن يخلق آدم وذريته من التراب، بعد أن لم يكن شيئاً، فنفخ فيه من روحه ، ومن مَلَكَة تصرف فعاله، وجلب إليه جميع حالاته، وخوّله ما في البحر والبر والهواء، وأمره بمنافعه ونهاه وحذّره مضارّه، وأسكنه جنّته، وأوعده ملكوته، هو الذي دعاه إلى التجسد والتأنس، التماساً بذلك إنقاذه وذرّيته، وتخليصهم من ضلالة تسلّطت عليهم بتضعُّفهم أنفسهم بطول أُلفَتهم بها، وإنهاضهم من صرعتهم، وردهم إلى مرتبتهم الأولى. فإن قالوا: وما الذي دعاه إلى أن يخلق آدم وذريته؟

يقال لهم: الذي دعاه إلى ذلك صلاحه وتفضله!.. فالذي دعاه إلى أن يتطأطأ إلى ما ليس بموجود، لا عبثاً ولا غرضاً، فيصيّره شيئاً ذا قدر وخطر، هو دعاه إلى أن يجدّد خلْقَتَهُ لما أخْلَقَتْهُ الخطيئة، وأعاد بريّته إلى حالها الأولى، كسابق علمه (له الحمد لم يزَل!) "

إن التجّسد، كما في خلق الإنسان، يكشف زهد الله. لم يولد يسوع كما يولد الملوك، ولم تكن حياته في الناصرة كحياة العظماء، ولم يكن لديه، في حياته العلنية، "موضع يسند إليه رأسه" (مت 8/20).. يبلغ إلى الصليب، وكنزه الوحيد هو ذاته، وذاته ليست سوى انتماؤه إلى الله أبيه.. وعندما قام من بين الأموات لم يظهر لعظماءٍ يعوّضون له ما تخلّى عنه، بل كعادته يخلي ذاته لكي يتلقاها مجدّداً من الله أبيه.

لذلك نجد بولس الرسول يجد في فعل "زهد يسوع" برنامجاً للتشبّه به: "ليكن فيكم ما هو في المسيح يسوع، فمع أنه في صورة الله، لم يعدّ مساواته لله غنيمةً. بل أخلى ذاته آخذا صورة عبد وصار على مثال البشر. وظهر في هيئة إنسان. فوضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب. لذلك رفعه الله إلى العُلى، ووهب له الاسم الذي يفوق جميع الأسماء، كيما تجثو لاسم يسوع كلّ ركبة في السموات وفي الأرض وتحت الأرض، ويشهد كلّ لسان أن يسوع المسيح هو الرب تمجيداً لله الآب" (فيل 2/5-11)..


فقراء الروح زهّاد من أجل الله:


من هم فقراء الروح.. الزهّاد من أجل الله؟


عمّن أتكلّم؟.. عن القديسين أم عن المتصوفين؟.. عن مريم أم عن يوحنا المعمدان؟ عن يوحنا الذهبي الفم أم عن أفرام السرياني أم عن سمعان العمودي؟ عن فرنسيس الأسيزي أم عن تيريزيا الطفل يسوع أم عن جرجي بيطار أم عن الأم تيريزا ؟


أيُّ زهد عاشته مريم في بشارة الملاك لها عندما قالت: "ها أنا أمة للرب، فليكن لي كقولك" (لو 1/37)؟.. الزهد هنا هو قفزة في المجهول، ضمانته الوحيدة هي شخص الله الذي يرافق ويرعى، وبرنامجه الأكيد هو كلمة الله: "ليكن لي كقولك". أي زهد صمتت مريم عنده في حياة يسوع في الناصرة؟.. أليس هو ابن الله، لماذا لم يفعل شيئاً طيلة ثلاثين سنة، سوى انه، وفي مراهقته، احتج على أبويه لما افتقداه في الهيكل. أي زهد عاشته مريم من تعاليم يسوع خصوصاً لما كان ينتقد كبار عصره (لو6/24)..

وأمام معجزاته (لو4/22).. وأمام تصرفاته ومواقفه (لو8/19-21)، وهي التي ولدته وربّته وعرفته عن قرب. أي زهد عصر قلبها حين اخترقه سيفٌ قويٌ لما ارتفع ابنها على الصليب بعد أيام من دخوله المدينة المقدسة دخول الفاتحين..


الصمت زهد!.. تسليم الذات زهد!.. الصليب زهد!.. والشجاعة أيضاً زهد!.. لقد كان يوحنا المعمدان قويّاً لأنه كان زاهداً، كذلك كان إيليا والأنبياء.. لا يمكن للقويّ أن يكون قوياً بالحق، إلا إذا كان زاهداً!.. لأن الزاهد لا شيء عنده يخاف عليه سوى الحق. سئل أحد الزهاد: ماذا تريد من زهدك؟ أجاب: لا أريد إلا الله!.. هكذا كان كبار القديسين..


كان بولس يعيش في الضيق كما في البحبوحة (فيل 4/12). ويخسر كل شيءٍ ليربح المسيح (فيل 3/8) ولا شيء يفصله عن محبة المسيح (رو 8/35)..


الطفولة الروحية أيضاً وجه من وجوه الزهد، تقول تيريزيا الطفل يسوع: "لستُ في حاجةٍ لأن أكبر، بل بالعكس، لابدَّ لي من أن أظلّ صغيرة، وصغيرة جداً، وأن أصغر أكثر فأكثر.. سوف أبقى أبداً طفلةً، ابنة سنتين أمامه تعالى كي يضاعف اهتمامه بي.. فالطفل يرتضي بصغره وضعفه، ويقبل أن يكون بحاجة إلى المعونة.. سأتوكَّل على الله أبي في كلِّ شيء، وأطلب إليه كلَّ شيء، وأرجو منه كلَّ شيء. سأترك له الماضي مع ما فيه من المتاعب والمآثم ليغفرها.. وسأقبل الحاضر والمستقبل منه مسبقاً كما تشاء يده الحنون أن تنسجها لي.. سوف أبقى أبداً طفلةً أمامه، وأحاول دوماً أن أرتفع إليه بالرغم من ضعفي ووهَني.. الطفل الصغير يستطيع المرور بكلِّ مكان لصغره.. إن أصغر لحظة حب خالص، لأكثر فائدة لها ، من جميع ما عداها من نشاطات مجتمعة.."

الزواج زهدٌ عندما يكون عبوراً مستمّراً من الأنانيّة إلى الآخرية، وكذلك يكون الحب!.. يقول فاريون: "إن فقر الروح هو في صميم المحبة. (والمحبة هي مختصر وملء تعليم يسوع)، فالمحبة بدون الفقر ليست بشيء (وهذا غير مفهوم إن لم تختبروه).. وبالتالي ترك الحرية للآخر فينا، وبذات الوقت هو حاجتنا للآخر. وبتعبير بسيط هو أن نقول للآخر: "إني أثق بك"، وهذا هو معنى الإيمان. ونقول له أيضاً: "إني أعهد إليك بسعادتي"، وهذا هو معنى الرجاء. فإن استند الفقير إلى الإيمان والرجاء، عاش في المحبة.. وأصبح محرّراً من العقبات. إن تطويبة الفقر تسود الإنجيل كلّه. فلو لم يكن الله نفسه فقيراً، أي غريباً عن التملّك على الإطلاق، لكانت تطويبة الفقر غير معقولة.

مشاركة الآخرين وجهٌ من وجوه الزهد.. يقول هرماس (القرن الثاني): "لا تتناول في يوم صيامك، سوى خبز وماء. ثم احسب مبلغ ما كنت أنفقته في ذلك اليوم على قوتك، وأعطه أرملةً أو يتيماً أو معوزاً. هكذا تحرم نفسك كي يستفيد آخر من حرمانك ليشبع ويسأل الرب من أجلك"..


الزهد مشاركة، وإبداعٌ من أجل الآخر.. ولد جرجي بيطار في دمشق سنة 1840، وذاع صيته في العشرين من عمره. فقد ابتكر المهنة الدمشقية المعروفة، وهي تطعيم الخشب بالفسيفساء. لم يكن هدفه من ذلك الشهرة، أو الفن، بل تجميع الفقراء والعاطلين عن العمل حول مهنة شريفة سبقه إليها يسوع النجار. أحب الفقراء بجدية وهمّة.


لبّى جرجي دعوة الحياة المشتركة، فتزوّج، وأسّس "كنيسة بيتية"، حسب تعبير يوحنا الذهبي الفم في الزواج، وها هي شهادة أحد أبناءه عن هذه الكنيسة البيتية: ".. أما أحاديثه معنا، فكان أهم مواضيعها الفقراء، ومحبة الفقراء، حتى أصبحت تراثاً انتقل إلينا وإلى أولادنا..".


أصبح بيته مضافة للغرباء، ومأوى للمحرومين ومشفى للمرضى. يعمل بيده في تعليم المهنة والتطبيب والرعاية. وكان كل يوم يدعو من في البيت إلى صلوات الصباح والمساء البيتية، دون أن يبخل على نفسه وعلى ذويه في المشاركة اليومية بالافخارستيا. يسميه أهل قريتي معرّة ومعرونة الدمشقيتين بـ"الإشبين" لأنّ البطريرك لمّا عيّنه وكيلاً للأوقاف فيهما، حمل معظم أطفال هاتين القريتين في رتبة العماد، لكي يتكفل أبوّتهم الروحية في تنشئتهم وذويهم روحياً ومعنوياً ومادياً.

لم تكن زوجته أقل زهدٍ منه. فلم يكفِها الاهتمام بضيوف زوجها، وقد أصبحوا أهل البيت، بل دأبت هي الأخرى على الاهتمام بالفتيات والنساء، خصوصاً مَنْ مرضن، أو شردن، أو ابتلين بوهن الجسد أو الروح. ولقد شهد هذا البيت الكنيسة خلاص الكثيرات، فأصبحن أيضاً من أهل البيت.


لكلٍّ طريقته في الزهد، أما الزهد من أجل الفقراء فهو دعوة للكل!..


"نحن الذين يحيط بهم هذا الجمّ الغفير من الشهود، فلنلقِ عنا كل عبءٍ وما يساورنا من خطيئة، ولنخُض بثباتٍ ذلك الصراع المعروض علينا، محدقين إلى مبدئ إيماننا ومتمّمه، يسوع الذي، في سبيل الفرح المعروض عليه، تحمّل الصليب مستخفاً بالعار، ثم جلس عن يمين عرش الله" (عب12/1-2)

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 02:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل قواعد الرهبنة من تعاليم السيّد أو من تعاليم الكنيسة لاحقاً؟
الأب جورج فلوروفسكي
نقلها الى العربية الأب أنطوان ملكي
غالباً ما يتّهم البروتستانت، على اختلافهم، الرهبنةَ الأرثوذكسية بأنها "انحراف" عن تعاليم سيّدنا يسوع المسيح. لكن تعاليم السيّد تظهر عكس ذلك تماماً.
الكمال، أعمال الرحمة، الصلاة، الصوم والعفّة
"الكمال" كعبارة وفكرة، موجود بكثرة في الأدب الرهباني والنسكي منذ الأزمنة المسيحية الباكرة. يسعى الراهب إلى الكمال. يرغب الراهب في أن يثبت على الطريق المؤدّية إلى الكمال.
لكن، أهذا من نتاج الرهبنة؟ أليست الميول الرهبانية والنسكية في المسيحية في أزمنتها الأولى هي التي تقدّم فكرة الكمال التي تقدّم بدورها فكرة الجهاد الروحي والكفاح؟
إن ربّنا، وليس الرهبان، هو مَن بثّ الكمال كهدف في نسيج فكر الأزمنة المسيحية الأولى. في إنجيل متّى (48:5) يوصي ربّنا:
"فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ".
الحياة الرهبانية والنسكية التقليدية تضمنّت بين أعمالها الصدقة، الصلاة والصوم. هل فُرِضَت هذه الممارسات على المسيحية الأصيلة من الرهبنة أم هي أُدمِجَت بالحياة الرهبانية والنسكية من المسيحية الأصلية؟
في إنجيل متّى نجد أن سيدنا ومخلّصنا هو مَن استهلّ الصدقة والصلاة والصوم.
لقد كان بإمكانه محو هذه الممارسات بسهولة. لكن بدل محوها، طهّرها وأعطاها منزلتها الصحيحة ضمن الحياة الروحية، وهي القيام بهذه الأعمال من دون أن يلصق بها أي ظهور أو رياء أو تفاخر. إن ما يوصي به السيّد هو المنظور الروحي الصحيح:
"اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" (2:6-4).
والصلاة مطلوبٌ القيام بها بالطريقة نفسها للحفاظ على طبيعتها الروحية.
عند هذه النقطة الحاسمة، بطلب السيد من أتباعه استعمال "الصلاة الربّية"، وهي صلاة بسيطة ولكن عميقة، تحمل في طياتها تمجيد اسم الله، وتوسّل مجيء ملكوت الله، صلاة تعترف بأن مشيئة الله هي بداية كل شيء ومن غير يتوه الإنسان.
إنها صلاة تواضع لأنها لا تطلب أكثر من القوت اليومي. إنها صلاة تكافل الناس في المغفرة، لأنها تطلب من الله أن يغفر لنا كما نغفر للآخرين، وفي هذا تصوير لحقيقة عميقة في الحياة الروحية، وهي الحياة التي توحّد الإنسان مع الله بتوحّده مع الأشخاص الآخرين، مع البشرية، في المغفرة.
ومن ثمّ هناك الصلاة للحفظ من التجربة، وإذا ما وقع إنسان فيها، هناك الصلاة للتخلّص منها.
إنها صلوات قصيرة جداً وبسيطة جداً، لكنها ذات عمق مهم على المستويين الشخصي والكوني. أتكون الرهبنة تحريفاً للمسيحية الأصيلة لأن الرهبان يردّدون الصلاة الربية بحسب وصية السيّد وتعليمه؟
لو أن الرهبنة استعملت صلاة حرّة عفوية لكان ممكناً تعييبها بعدم "اتّباع" وصية الرب. لكن الحال غير ذلك. ربّنا كان محدداً: متّى صليّتم صلّوا هكذا. إنه لا يستثني صلوات أخرى بل يعطي التقدّم والأولوية للصلاة الربيّة. بالواقع، غريب أن يحدّد الرب تكرار الصلاة، "التكرار الباطل"، "وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ".
بالواقع هذا الكلام يختلف بالجوهر عن نية ربّنا. وهو إلى هذا يضيف في هذا الموضوع المهمّ لديه، إذ يذكر، في إنجيل متى (15:9)، أنّه عندما يرتفع هو يصوم تلاميذه. في متى 21:17 يشرح لتلاميذه أنّهم عجزوا عن طرد الشيطان لأن
"هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم".
صحيح أنّ هذه الآية غير موجودة في كل المخطوطات القديمة، لكنها موجودة في عدد من المخطوطات، كافٍ لاعتبارها صحيحة، كما أنها موجودة في إنجيل مرقس (29:9). جليّ أن ربنا يعلّق أهمية روحية خاصّة على الصلاة والصوم.
العفّة هدف رهباني ونسكي
ليست العفة عذرية خارجية بل عفة فكرٍ داخلية. أهي أيضاً أمر فرضه نوع من التفكير الهلّيني على المسيحية الأصيلة الأصلية، أم هي موجودة ضمن الوديعة الأصلية التي للمسيحية الرسولية والكتابية.
مرّة أخرى، ربنا هو مَن رسم طريق البتولية والعفة. في إنجيل متى (10:19-12) يسأل التلاميذُ الربَّ عمّا إذا كان من الملائم الزواج:
"لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ".
إن الغاية الرهبانية النسكية "تتبع" تعليم الرب وحسب. المسيحية الأصلية لا تفرض البتولية. فالبتولية، بالتحديد كما عيّن الرب، هي فقط للذين أُعطيت لهم، فقط للقادرين على تقبّل هذه الطريق. لكن الطريق هي الطريق الموثوقة للروحانية المسيحية كما وضعها ربنا.
حتّى الكهنة والأساقفة لم يكن التبتّل مطلوباً منهم يوماً في المسيحية الشرقية كشرط للكهنوت.
خيار الزواج أو التبتّل ينبغي أخذه قبل السيامة. إذا تزوّج أحدهم قبل السيامة، يكون عليه أن يبقى عازباً ولو كانت الكنيسة قد شهدت استثناءات في الماضي. الكثلكة، وليس الكنيسة الأرثوذكسية، هي مَن توسّعت في شرط تبتّل الكهنة ومرّت بأوقات صعبة في محاولة فرضه عبر الأجيال.
لا يمكن فرض أي شكا من أشكال الروحانية على الإنسان وتوقّع نتيجة مثمرة روحياً. إن كلمات سيدنا تدوّي بالحكمة:
"للذين أُعطي لهم
أي للقادرين على عيش هذا الشكل من الروحانية.

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حين يحاصرك الظلام

https://images.chjoy.com//uploads/im...d948150388.jpg

احيانا ً يحل بارضنا جفاف ، لا تمطر السماء ويحل بارضنا قحط ٌ وبوار ، تمر الايام ثقيلة ً تجر خلفها فقرا ً وجوعا ً وحاجة ، وتخلو المخازن من الغلال . نتصور ان السماء قد نضبت مواردها ، جفت يانبيعها وانقطع خيرها . نتصور ان الله قد نسينا ، أغمض عينيه عنا . قبض يديه علينا ، ونحزن ونبكي ونكتئب ولا نجد حولنا الا اياما ً عجافا ً وخرابا ً وجفافا ً، ويطير فوق رؤوسنا عصفور ، عصفور ٌ دقيق صغير يشدو ويغني ويغرد ونتأمل جناحيه المصفقين ونسمع شدوه الفرح وقفزاته الراقصة على الغصن . هو لا يزرع ، لا يحرث ولا يروي ولا يلقي بالارض بذورا ً ، لا يزرع ولا يحصد . من أين يجيء طعامه ؟ من المخازن ؟ هو لا يجمع و يكوّم في المخازن ، ليس له شيء لكنه يأكل ويشبع ، يأكل يوما ً بيوم ، خبزه كفافه يأتي اليه حيث هو . ويصلي حبقوق النبي فيقول : " فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ . يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي .اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي ، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِل ِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي ." ( حبقوق 3 : 17 – 19 ) . وسط اليأس ، وسط الفقر التين لا يُزهر ، الكروم لا تُثمر ، الحقول جدباء لا تعطي طعام لا غنم ولا بقر ، وسط ذلك كله ايمان ورجاء ، انتظار للرب وثقة ٌ فيه ، ايمان ٌ قوي ٌ راسخ . لو فقدتُ كل غال ٍ وثمين ، لو هاجمني الجوع والعطش ، لو لم اجد ما اسد به رمقي ، لو اصبح بيتي خرابا ً ، لو زال عزي ومجدي وبهائي ، لو ضاعت اموالي وفقدتُ ثروتي ، لكنني افرح بالرب هو طعامي وشرابي ، هو عزي ومجدي ، هو غناي َ وكفايتي . في كربي وضيقي أهرع الى الرب وأجد عنده الفرج والراحة والسعادة . في ظلمتي وعسر حالي ارتمي على صدره وأجد عنده الفرح والمحبة والبهجة والنصرة . حين تمر وسط حقولك وتجدها جافة خربة ، حين لا تجد زرعا ً ولا ثمرا ً . حين تفرغ مخازنك ، حين يجف ماء ينبوعك تأمل طيور السماء وتعلّم . حين تسير في وادي الحزن ، حين يحاصرك الظلام ، حين تنهمر الدموع ، حين تحيط بك الخطوب ، حين تهاجمك الشدائد تأمل زنابق الحقل وتعلّم . حين يتركك الاصدقاء ويهجرك المحبون ، حين تجد نفسك وحيدا ً ، حين تجد الفراغ حولك حين لا تجد أحد بجوارك أنظر اليه هو قريب ٌ منك ، ابتهج بالرب هو قريب ٌ ويداه مملوئتان خيرا ً ، ابتهج بالرب هو معك يؤنس وحدتك .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حين تهاجمنا احزان

https://images.chjoy.com//uploads/im...915af5300e.jpg
وصل الى علم المسيح وهو بين تلاميذه والجماهير ملتفة حوله خبر مرض لعازر وكانت مرثا ومريم هما اللتان ارسلتا الى يسوع تستنجدان به وتطلبانه ، ولم يهرع المسيح الى لعازر ، لم يترك الجموع والتلاميذ ويهرول الى بيت عنيا ، بعكس ذلك يكتب يوحنا البشير ويقول " فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ." ( يوحنا 11 : 6 ) . يومان كاملان مكثهما المسيح حيث كان برغم ما سمع عن مرض لعازر . يومان كاملان ترك فيهما مرثا ومريم تنتظران ويا له من انتظار ثقيل . سمع التلاميذ خبر مرض لعازر واندهشوا لتباطؤ المسيح وتأنيه في الذهاب الى لعازر ، وبقيت الاختان في البيت بجوار فراش المريض تراقبان حركة النهار وتنتظران . ويكتب يوحنا الرسول في بشارته قائلا ً " وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ." ( يوحنا 11 : 5 ) . التأخير ليس لنقص المحبة بالعكس نرى ان التأخير كان بدافع المحبة . الله في هذا يريد ان يعلّمنا ان كل معاملات الله معنا ترتكز على محبته لنا . حين تهاجمنا احزان ، حين تتحطم قلوبنا ، حين تدمع عيوننا ، حين تنكسر نفوسنا ، نجد الله في كل ذلك يحبنا ، يسمح بالحزن ان يحل بحياتنا لا لنقص محبة ٍ بل بدافع محبة . حين تواجهنا آلام وتنحني ظهورنا وتئن قلوبنا وتتحطم قوانا نجد الله يسمح بكل ذلك لأنه يحبنا ، يسمح بالالم والتعب والمشقة لا لنقص المحبة بل بدافع المحبة . حين تعكّر صفو حياتنا مصائب ، حين تنزل بنا نوازل ، حين تزلزل سلامنا زلازل نجد الله خلف ذلك كله لأنه يحبنا يسمح بالمصائب والمتاعب لا لنقص المحبة بل بدافع المحبة . الله يعرف ويسمح بما يحدث لمجده ولصالحنا ، الله يوجد في ذلك كله ويراقبه بدقة ، ولما سمع بخبر مرض لعازر قال : " هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ " ( يوحنا 11 : 4 ) . برغم انتظار الاختين القاسي ، برغم المرارة التي شعرتا بها والساعات تمر والموت يحل ، برغم ذلك لم تشكا بمحبة المسيح لهما ولاخيهما ، لم تشكا في مجيئه ، لم تيأسا . بعد ان اغمض لعازر عينيه ، بعد ان رحل عن الحياة ، بعد ان رحل وكفناه ، بعد ان حمله الرجال وذهبوا به خارج البيت ، بعد ان دفنوه ودحرجوا الحجر ، كانتا تنتظران يسوع ، كانتا تعرفان انه قادم لا محالة ، لا بد انه سيجيء . لكن المسيح لم يسرع الى بيت احبائه ليشفي المريض ويكفكف دموع الاختين ، لم يفعل ذلك بالعكس ، لما سمع انه مريض مكث في الموضع الذي كان فيه يومين ، هذه هي محبة الله التي تتأنى حتى في اشد ساعات الحياة خطرا ً ، انتظر ، انتظره فهو يحبك ، تأكد ، تأكد من مجيئه فهو يحبك .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

هل حصلت على الايمان الحي ؟


https://images.chjoy.com//uploads/im...7dc0cddfbe.jpg

برغم معرفتنا اننا اولاد الله لنا كل الحق في بركات الحياة ومباهجها . برغم مكانتنا لدى الله ومكاننا في قلبه ، برغم معرفتنا بحبه الشديد لنا ، تفزع قلوبنا ويهتز يقيننا وترتجف نفوسنا حينما نمر في تجربة ٍ مظلمة . حين تغرب شمس النهار ، حين ينسحب النور ويتراجع امام جحافل الظلام نرتعب . لا احد يسعد بالظلام ، لا احد يحب الليل لكن في الليل تتجمع قطرات الندى الرطبة ، في الليل ، في السكون ، بعد رحيل الشمس واختفاء النور يصنع الله الندى . يرنم بنو قورح ويقولون " طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ . عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ . يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ . " ( مزمور 84 : 5 ) . في وادي البكاء يعبرون ، قطرات الدموع تتراكم وتتجمع وتصبح ينبوعا ً ، هكذا الله ، أبونا الذي يغزل من متاعب الحياة بساطا ً حريريا ً نعبر عليه ، الذي يحول الشوك الذي تحت اقدامنا كفوف راحة ترفعنا ، هو تعزيتنا ، هو عزنا ، نتعزى به ونفرح ونستريح وتبتهج قلوبنا ، يتحول انكسار القلب الى فرحة ، يتحول دمع العين الى ينبوع يتفجر بهجة ، يتحول الالم راحة والفشل نجاحا ً والهزيمة ُ نصرة ً والضعف قوة ، وحين نفرح نحمل بشارة الفرح للآخرين ، حين نتعزى نعزي الآخرين . نستطيع ان نعزي الآخرين بالتعزية التي بها نتعزى ، نتعزى ونعزي . في وسط النهار والشمس ترسل اشعتها تلسع الوجوه والابدان حملت المرأة السامرية جرتها وذهبت الى بئر الماء تستقي وتملأ الجرة . ارادت ان تهرب من انظار قومها العدوانية وتعليقاتهم القاسية لكنها وجدت غريبا ً جالسا ً على البئر ، لم يهاجمها أو يسيء اليها ، طلب منها ماء ً ليشرب وفي ترددها ودهشتها عرض عليها ماء ً حيا ً ، وفي لهفتها للحصول على ذلك الماء الحي نسيت كل الناس ، طلبته لنفسها فقط ، لكنها ما ان عرفت ان مصدر هذا الماء الحي هو المسيح الذي ينتظرونه ، ما ان عرفت ذلك حتى تركت جرتها وذهبت الى المدينة تصرخ في الناس ، صاحت فيهم : هلموا انظروا ، تعالوا معي الى المسيح مشتهى وانتظار الدهور . حملت لهم ما حصلت عليه ، آمنت وارادتهم ان يشاركوها في الايمان به . هل حصلت على الايمان الحي ؟ هل تذوقته ؟ هل ارتويت منه ؟ هل اكتفيت ومن حولك الا تريد ان يشاركوك الارتواء منه ؟ هل عبرت في وادي البكاء ؟ هل اختبرت الينبوع ، ينبوع الماء الحي ؟ إن كنت عبرت واختبرت إن كنت قد عرفت وذقت وجربت ، إن كنت قد تعزيت فعليك ان تعزي الآخرين بالتعزية التي بها تعزيت ، هذه مسؤوليتك . نحن لا نأخذ فقط ، نحن نعطي أيضا ً مما أخذنا . نحن لا نرتوي فقط ، نحن نقدم الارتواء

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

تجربة ٌ تحتاج الى حكمة

https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg

نعيش حياتنا كلها نواجه تحديات وتجارب واختبارات كثيرة متنوعة . والله لا يسمح ان نواجه ما لا نستطيع ان نواجهه او نجرَّب بما هو فوق طاقتنا ، وإن كانت التجربة كبيرة صعبة والاختبار شديدا ً يوفر لنا رجاء ً وقوة ً مناسبة ، تجربة ٌ تحتاج الى قوة وقوتنا غير كافية . نصارع وتبدأ مقاومتنا في التهاوي ، حيويتنا تخبو وارادتنا تتخاذل وايدينا تخور وركبنا تتخلع واقدامنا تترنح ، ويوفر لنا قدرته ، يمدنا بقوة ٍ من لدنه ، نرفع وجوهنا الى فوق ، اليه ، فندرك عظمة قدرته الفائقة ِ نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته ، ونتماسك ونجمع قوانا قبل ان تزول ونتشدد في شدة قدرته وقوته ونواجه التجربة ونصمد امامها ونصد هجماتها وبقوته ندحرها وننتصر ، تجربة ٌ تحتاج الى حكمة ، الى تعقل ٍ وفهم وادراك وحسن تصرف ذهني ، وتقف عقولنا عاجزة ً لا تفهم وادراكنا قاصرا ً لا يعي ولا يفطن ، وفي وسط حيرتنا وترددنا وتردينا في الظلام نرفع وجوهنا الى فوق ٍ اليه ، ويسرع الهنا ويعطينا روح الحكمة والاعلان في معرفته ِ وينير عيون اذهاننا ويقود عقولنا ويفتح عيون وعينا ونواجه التجربة بحسب غنى حكمته ، دائما ً وفي كل وقت يوفر لنا القوة ، يوفر لنا الحكمة بسخاء ٍ بلا حدود ، يوفر لنا القدرة والصحة والحيوية ، يوفر لنا الغنى بكثرة ٍ بلا حساب ، لا من قوته بل بحسب قوته ، لا من غناه بل بحسب غناه ، لا بقدر ما نحتاج من قوة ٍ لمواجهة التجربة ، قوة ٌ بقدر التجربة ، لا بقدر ما نحتاج من حكمة ٍ لمواجهة التجربة ، حكمة ٌ بقدر التجربة ، لا بقدر ما نحتاج من غِنى لمواجهة التجربة ، غِنى ً بقدر التجربة . قوة ٌ بحسب قدرته ، وحكمة ٌ بحسب حكمته ، وغٍنى ً بحسب غِنى مجده فهو يعطي بحسب ذاته هو ، يعطي ما يتفق وعظمته هو ، يُعطي بحسب غٍنى مجده ِ ويؤيدنا بروحه ، بالروح القدس ، " اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ " ( 2 تيموثاوس 1 : 7 ) . ويملئنا بروحه ، الروح القدس الذي ننال قوة كل القوة حين يحل الروح القدس علينا . حين يحل المسيح بالايمان في قلبك يحل فيك بكل ما بالمسيح من قدرات ، تحل فيك محبة المسيح ، تمتلئ بمحبته فتحب جميع الناس ، الاصدقاء والاعداء . تمتلئ بقوته فتحرك الجبال وتصنع المعجزات وتعمل ُ اعظم الاعمال . تمتلئ بحكمته فتتكلم كمن له سلطان ، تتكلم كلمات النعمة ، تمتلئ بملئه وتصل الى الكمال الى كل ملء الله . هل فيكَ روح الله ؟ هل يحل ُّ فيك َ المسيح ؟ فليحل المسيح بالايمان في قلبك الآن والى آخر الحياة .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ

https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg

في وسط الهيكل رأى النبي اشعياء السيد الرب جالسا ً على كرسي عال ٍ ومرتفع ، رأى السرافيم يغطون أعينهم ووجوههم ويصرخون : قدوس قدوس قدوس ، وبالمقارنة رأى نفسه انسانا ً نجس الشفتين ساكنا ً بين شعب ٍ نجس الشفتين ، رأى الملك رب الجنود ، رأى السيد ، سيد كل الارض ، رأى القدوس سيد السماء ، فارتمى على وجهه يصرخ : " وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ " ... شاول القوي صاحب السلطان لدى رؤساء الكهنة وهو يحمل رسائل الادانة ، رسائل حكم بالقتل على اتباع المسيح ، يسير بطريقه الى دمشق بكل قوة ، فوق جواده يسير في الطريق مختالا ً وبجواره حرس ٌ اشداء يصاحبونه ، في وسط الطريق ابرق حوله نور ، نور ٌ شديد قوي اسقطه على الارض . ارتمى وسط التراب ، طار من على كتفيه ردائه ، هوى على ركبتيه ، صفعته الكلمات : " شَاوُلُ ، شَاوُلُ ...... أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ " . ارتعب امام قوة الصوت وارتجف . من وسط التراب رفع وجهه وفي ترجي واستعطاف سأل : " يَارَبُّ ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ " . امام قوة الله ظهرت قوته ضعفا ً ، تبدد غروره ، سقط على ركبتيه امامه . وفي رسالته الى افسس يقول : " بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " . امام قداسة الله كل ُ قداسة الانسان نجاسة ، امام قوة الله كلُّ قوة الانسان ضعف . وهناك في البستان وسط الظلام بعيدا ً عن التلاميذ خرّ المسيح على وجه ( متى 26 : 39 ) بكل الخضوع والانكسار ، بكل التبجيل والاحترام ركع المسيح في البستان ، ركع وسجد واحنى ركبتيه امام ملك الملوك ورب الارباب سيد السماء والارض . أمام جلال المسيح المقام وهو في وسط التلاميذ يظهر لهم ويكشف يديه لتوما وصرخ التلميذ الامين من كل قلبه بكل ايمان ٍ وتصديق ٍ وقال " رَبِّي وَإِلهِي " . وانت ترى قدرة الله حولك في مخلوقاته التي صنعها بيده بكل القوة لا تمنع نفسك ان تحني قلبك وركبتيك وتصرخ بايمان : ربي والهي . وانت تمر في تجربة وترى الضغوط حولك تحاصرك وتتراكم فوقك ، يتقدم الله نحوك ويمد يده ويرفع الضغوط ويحمل الاثقال عنك فلا تمنع نفسك من ان تحني قلبك وركبتيك وتصرخ بايمان : ربي والهي . وانت تجد نفسك ناجحا ً في عملك رابحا ً في تجارتك سعيدا ً في اسرتك ، تجد قلبك ينحني وركبتيك تركعان وانت تصرخ بايمان : ربي والهي . هو يستحق كل التمجيد والتقديس والشكر والتكريم والخضوع والخشوع امامه . نحن نعبده حبا ً ، نسبّح له ونسجد اعترافا ً به ربا ً والها ً

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اتخذه عونا ً لك


https://images.chjoy.com//uploads/im...7e5178f79b.jpg
قال الله لعبده ابراهيم : " أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ . سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً ، فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَأُكَثِّرَكَ كَثِيرًا جِدًّا ...... وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ " . ومرت السنوات متتابعة وما تزال سارة عاقرا ً وابراهيم ليس له ولد ، وشاخ ابراهيم وجف ينبوع سارة ولم ينسى ابراهيم عهد الله ومواعيده ، وحين حل الموعد ُ حقق الله وعده وولدت سارة اسحق ابن الموعد متمم عهد الله . ترك يعقوب بيته وهرب من وجه اخيه وفي وسط البرية توسد حجرا ً ونام ورأى حلما ً وسلما ً بين السماء والارض وملائكة الله صاعدة ً ونازلة ً عليه ، وقال الله لعبده يعقوب " أَنَا الرَّبُّ .... الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ ..... وَهَا أَنَا مَعَكَ ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ " . وتغرب يعقوب في في ارض خاله لابان وعاش سنوات طوال في خدمته ولم يشك في وعود الله ومواعيده وعاد الى الارض وتملكها هو واولاده . عند جبل حوريب ووراء البرية ظهر الله لعبده موسى وهو يرعى الغنم ، ظهر له في عليقة كنار ٍ مشتعلة ، العليقة لا تحترق ونادى الله موسى من العليقة ، امره ان يخلع حذائه لأن الموضع الذي يقف عليه ارض ٌ مقدسة فخلع حذائه وكلفه الله ان يذهب الى ارض مصر ليحرر شعبه من يد فرعون ومن عبوديته وقال موسى للرب : " لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ .... أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ . " فقال الرب لموسى : انا هو الرب " اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " وذهب موسى حسب وعد الله وتكلم مع فرعون واستطاع اخيرا ً ان يخرج الشعب من مصر . الله وهب لك ولي ولكل مؤمن ٍ به مواعيد عظمى وثمينة لنحيا عليها ونتمسك بها ، مواعيد وعهودا ً كبيرة عظيمة ، منذ صرنا اولاد الله ولنا هذه المواعيد نرتكز عليها . قد يبدو العالم حولك قاتما ً مظلما ً . قد ترتفع الحروب حولك وتحيط بك . قد تعلو الامواج وتلطم سفينة حياتك . قد ترعد السماء وتنهمر السيول . وسط ذلك كله تقف مواعيد الرب لك وعهوده ووعوده اطواق نجاة ، تمسك بها بكلتا يديك ، الق ِ بكل ثقلك عليها ، ضع كل ايمانك فيها ، لا تخف ، لا تهتز ولا تشك . الله وعد وهو يحفظ وعده لك . مواعيد الله العظمى والثمينة قد وهبها لنا بالمجد والفضيلة ، وهبها لنا لنحيا عليها ونعتمد بالكامل عليها لا لنعتبرها حلية ولعبة ً وتحفة . الله يعد ُ ويفي ، الله يقول وينفّذ ، الله يحافظ على كلامه ، اتخذه عونا ً لك ، اجعل مواعيده اسلحة ً تحارب بها الاعداء وتنتصر

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا تخشى الهموم

https://images.chjoy.com//uploads/im...0cc866b219.jpg

الحياة مليئة بالهموم ونواجه متاعب وشدائد فيها ، منذ سقوط آدم والمتاعب تحل بنا ونحاول قدر استطاعتنا ان ننفض عنا تلك الهموم ونلقي بها بعيدا ً ونسعى لكي نتخلص من تلك المتاعب ونرميها من على اكتافنا بعيدا ً لكن البعض منها يظل ممسكا ً بنا او نظل نحن ممسكين به لا نتركه وبعد ان يستقر الهم في القلب او يستوي التعب و الشدة على الكتف تبدأ هموم ٌ اخرى تسقط على الهموم القديمة وتبدأ متاعب جديدة تستقر علينا ، وتتراكم الهموم وتتكاثر وتتزايد المتاعب وتتفاقم وتتضاعف وكلما حاولنا ان ننفض الهموم فشلنا وقد كثرت والمتاعب ايضا ً ثقلت فيهاجمنا اليأس ويغزو حياتنا الفشل وتزداد معيشتنا قسوة ً وشقاء وكثيرٌ من الناس يهربون من ذلك بالهروب من الحياة ، يقتلون انفسهم وينتحرون ، وبعض المهمومين تضغط الهموم على عقولهم فتضيع ويفقدون عقولهم ويجنّون . المؤمن المحروس بعناية الله يواجه الهموم المتراكمة بالايمان بالله والاعتماد عليه ، اذا فشل في نفضها عنه يأتي بها الى الله وانشاء الله رفعها عنه أو رفعه فوقها . قد يمد الله يده ويأخذ عنه اثقاله ويحملها او يضع يده تحت كتفه ويقويه على حملها . المؤمن لا يخشى سقوط الهموم عليه فهناك عند الله له مخرجا ً منها . يقول سليمان الحكيم في سفرالجامعة 11 : 3 " إِذَا امْتَلأَتِ السُّحُبُ مَطَرًا تُرِيقُهُ عَلَى الأَرْضِ ." .
قد لا يريد الله ان يحمل عنك همك ، قد يرى ان لا يرفع عنك ثقلك ، قد يسمح بأن تتساقط الهموم وتتجمع وقد لا يمانع في ان تكبر الاثقال وتتزايد وبعد ذلك يجعل من همومك سلما ً تصعد عليه الى مرتفعات البهجة وبعد ذلك يجعل من اثقالك رافعة ً ترفعك الى اعلى ، الى المجد والرفعة . كلما تكاثرت السحب ، كلما أسود ْ لونها ، كلما ثَقُلَ حملها اراقته مطرا ً . الذرات الثقيلة على عاتق السحب ، الذرات السوداء تسقط مطرا ً وخيرا ً ، تروي الارض ، تغذي الزرع ، تأتي بالزهور والورود والثمار . لا تخشى الهموم ، لا تخشى المتاعب والصعاب ، لا تخشى الغيوم السوداء . في طيات الهموم فرح ، في داخل المتاعب نصرة ، في قلب الغيوم مطر . ما اقرب الله لك وقت الحزن ، هو بجوارك دائما ً وقت الضيق . افحص الهموم والمتاعب التي تسقط في طريقك تجد يد الله تتحرك معها . كل غيم ٍ ينقشع ، كل سواد ٍ يبتعد ، كل هذا يختفي . الشمس الساطعة الدافئة هناك وراء السحب ، المطر الوفير المملوء بالخير دائما ً فوق الغيوم .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
انظر حولك



https://images.chjoy.com//uploads/im...f4b1b9ae57.jpg

هل ترى الطبيعة حولك ؟ لوحة ٌ زاهية رائعة ُ اللون . اسمع الاصوات ، اتسمع معزوفة الطبيعة التي تصدح وتملأ الجو بالالحان ؟ ما اعظم خليقة الله ، ما اروعها " مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ." ( مزمور 104 : 24 ) " لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ . بِنُورِكَ نَرَى نُورًا." ( مزمور 36 : 9 ) . مهما كانت مشاعرك اليوم ، مهما كانت مشاغلك ، مهما كانت افكارك ، اذا نظرت حولك اذا اصغت السمع تدخل السعادة الى قلبك والبهجة ُ الى حياتك . كثيرون يسيرون مغمضي العيون ، مسدودي الاذان ، بؤساء مساكين . الله خلق العالم بفن ٍ وعمل الخلائق بحكمة وانشأ الوجود بجمال ٍ خارق . يقول غوته الشاعر الالماني : ان الطبيعة هي ثوب الله نسجته اصابع الله في منسج الزمن . العالم بشمسه ِ المشرقة ، العالم بنجومه المتألقة ، العالم باقماره اللامعة ، العالم باشجاره الباسقة ، العالم بزهوره الفائحة ، العالم بحدائقه الغنّاء ، العالم بجباله الشاهقة ، العالم ببحوره الممتدة ، العالم بوديانه الغائرة ، العالم هذا بكل ما فيه ، بكل من فيه ، العالم بكل خلائقه هو عالم الله . هذا العالم عالم الله " اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ." ( مزمور 19 : 1 ) . هذا العالم الجميل هو عالم الآب السماوي ، عالم ٌ خلقه الله للانسان ليتمتع به . واذا كانت الخطية والشر قد دخلا العالم وافسداه وجعلاه يُنبت شوكا ً وحسكا ً لكن الخليقة حسب وعد الله " سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ " ( رومية 8 : 21 ) . تفاعل مع الخليقة الجميلة حولك ، ابحث عن خليقة الله التي خلقها لك ، تمتع بها ، اجعلها تعيش داخلك طاهرة ً نقية جيدة ً صالحة جميلة . تعلّم منها ، تناسق معها ، حاكيها وقلّبها . كن رقيقا ً كالنسيم مثمرا ً كالكرمة . كن صافي القلب كالسماء متسع الرحمة كالبحر هادئا ً كالقمر وديعا ً كالطير . تناسق وتجاوب معها ، تعرف الله اكثر ، تحب الله اكثر ، تشكر الله اكثر . تأمل عطاء الوردة تعطي رائحتها لجميع من حولها ، رائحة ً دائمة ، يا لعطاء الله . تأمل عمق البحر ممتلئ دائم بالماء ، ازرق صاف ٍ عميق ، يا لعمق محبة الله . ابحث عن الخليقة حولك ، ابحث في خليقة الله التي ابدعتها يديه . تعلّم من الخليقة ، ذُب فيها تنبع داخلك ينابيع سعادة حية . انظر الى الطبيعة وانبهر بها . انصت اليها وهي تتكلم وتتحدث بصوت عال ٍ . اختبر مجد الله واعرف محبة الله وتعلّم عناية الله .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل تعرف نفسك ؟

https://images.chjoy.com//uploads/im...9a8620977b.jpg

هل تعرف نفسك جيدا ً ؟ هل تعرف قيمة نفسك ؟ قد تزيد من قدر نفسك ، تتصور نفسك اكثر من واقعها فتتكبر وتتعالى وتتشامخ ، وقد تقلل من قدر نفسك ، تتصور نفسك اقل من واقعها فتتضع وتتدانى وتتصاغر . المقياس الحقيقي لنفسك ليس انت ولا الناس ، المقياس الحق هو الله . يقول داود النبي : إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا ، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ ؟ وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ. تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ " مزمور 8 : 3 –6 ) . الله ذكر الانسان ، ميزه عن كل الخلائق ، سلطه على كل ما عمله . وضع فيه العقل والارادة ، جعله موضوع حبه ، جاء لاجله ومات وقام . جعل الله في الانسان قدرات خارقة كامنة ، سلحهُ باسلحة ٍ خاصة جسدا ً وعقلا ً وروحا ً . الانسان الناجح هو الذي يسعى ليكتشف نفسه ويعرف ويستخدم قدراته . الطاقة ُ موجودة ٌ في العالم منذ ُ الخليقة وعاش الانسان عصورا ً في الظلام . لم يخلق الانسان الطاقة ليدير المحركات ويضيء الظلام ويغير ملامح الحياة ، لم يخلقها لكنه اكتشفها واستغلها لخدمته وراحته ورفاهيته وسعادته . كثيرون منا يعيشون تعساء ودواخلهم ينابيع من السعادة لم تنفجر بعد . يعيشون في ضعف ٍ وهزيمة وعجز ٍ وضعة ويداخلهم قوة ٌ وقدرة لم تظهر بعد . السعادة ُ موجودة ٌ داخل الانسان وضعها الله فيه منذ ان قال : كن ، فكان . الفرح والبهجة والانتصار والعزة ُ داخلك ، اكتشفها ثم استخدمها . الله يتيح لنا ذلك كله بالنسمة التي نفخها فينا ، نسمة الحياة التي جعلتنا احياء . كثيرا ً ما نركز لنعرف انفسنا على مظهرنا الخارجي ، على بنياننا الجسدي ، وهذا الشكل ُ المادي برغم اعجازه وصعوبة فهمه لكنه امام العلم معلوم ، اما الروح ، روح الله الذي بداخلنا فهذا هو الاحق بالفهم والادراك . وقف حزقيال النبي وسط واد ٍ سحيق مملوء ٌ بالعظام الجافة اليابسة وقال الله له : " يَا ابْنَ آدَمَ ، أَتَحْيَا هذِهِ الْعِظَامُ ؟ " وتحير حزقيال وقال الله : " تَنَبَّأْ عَلَى هذِهِ الْعِظَامِ " وتنبأ وارتعشت العظام وتقاربت وتجمعت واكتست بالعصب واللحم والجلد . ثم امره الله بأن يتنبأ ليحل فيها الروح فدخل فيها الروح وحيت وقامت جيشا ً عظيما ً . يقول الله : " هأَنَذَا أُدْخِلُ فِيكُمْ رُوحًا فَتَحْيَوْنَ." ( حزقيال 37 : 5 ) . نحن ُ نحيا بروح الله ، هذا الروح ، روح الله الذي يجعل لك قيمة ً ووزنا ً وقدرا ً . الروح القدس يحل في المؤمن بدخول المسيح في قلبه عند الولادة الجديدة . حين يحل الروح القدس في الانسان يصبح هيكلا ً لسكنى الله . نعم روح الله يسكن فيك فانت ابن الله ، ابن الله الحي .

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ابتسم فالغيوم حالا ً تنقشع


https://images.chjoy.com//uploads/im...07f8bab3a8.jpg
تمر بنا احداث تجلب الينا الاكتئاب والى قلوبنا الحزن والأسى ، وللاسف يطول الحزن ويستمر الاكتئاب ولا يتركنا بيسر ٍ وسهولة . كثيرون في بلادنا يصابون بعقدة الحزن ، نميل الى الحزن اكثر من الفرح ، يتصورون ان الجدية هي العبوس وان الابتسامة ُ خلاعة ٌ ومجون . افراحنا تتبخر بسرعة ، لا تطول ، احزاننا تستقر طويلا ً ، تركن وتبقى . نهتم بمجاملات الاحزان ، لا تفوتنا جنازة أو واجب عزاء ، نعيش ذكريات الحزن ، ولا نبالي كثيرا ً أو نحتفل ُ بمناسبات الافراح ، احيانا ً نبتعد عنها ونهرب منها ونتصور ان التدين عبوس الملامح ، مسوح ٌ وغطاء رأس ، كأبة ٌ وتقطيب وجه . الله انار لنا بالانجيل الحياة َ والخلود : " ثَمَرُ الرُّوحِ .... مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ ...... لُطْفٌ صَلاَحٌ " ( غلاطية 5 : 22 ) . يقول سليمان الحكيم في سفر الامثال 15 : 13 " اَلْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يَجْعَلُ الْوَجْهَ طَلِقًا " مبتسما ً ضاحكا ً ، ويقول ايضا ً : " الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ ، وَالرُّوحُ الْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ الْعَظْمَ " ( امثال 17 : 22 ) . الله يريدنا ان نفرح " افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ " ( مزمور 32 : 11 ) . " أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اِكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. ....... عِيشُوا بِالسَّلاَمِ ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ " ( 2 كورنثوس 13 : 11 ) . " اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ " ( مزمور 48 : 4 ) . " اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ . ادْخُلُوا إِلَى حَضْرَتِهِ بِتَرَنُّمٍ " ( مزمور 100 : 2 ) . لكننا نبخل على انفسنا بالفرح والضحك والابتسام ، اغانينا وترانيمنا يشوبها حزن ٌ وشجن ، الحان افراحنا بطيئة ٌ باكية ، لماذا نحزن والله يطلب منا ان نكون فرحين في الرجاء . الابتسام يُسعد كل من حولك ويشع من وجهك نورا ً يضيء ويرطب ويفرح . البسمة ُ نسمة من السماء تحط على وجوه البشر لتسعدهم وتسعد العالم حولهم . البسمة ُ تعبير ٌ عما يكنه القلب من فرح . الفرح يحرك الوجه والشفتين فتبتسم . لا بد ان تجد في حياتك ما يُفرح . اطلق الفرحة َ التي بداخلك ، اخرجها من قلبك . هناك اشياء كثيرة تدعوك الى الابتسام والسرور ، فكر في ذلك وابتسم ، ابتسم فالبسمة ُ ستقودك الى الفرحة ، الى الصفاء ، الى الوجه الطلق . ينابيع السعادة داخلك دعها تنطلق وتخرج ، سوف تنسكب فرحا ً على كل من حولك . الابتسامة ُ لا تسعدك انت وحدك ، الابتسامة تسعد الآخرين حولك . الابتسامة لا تقف مكانها على وجهك بل تنطلق الى وجوه الآخرين فيبتسمون . العالم به ما يكفي من احزان ، لا تستسلم لاحزان العالم ، اسعى للفرح . العالم به من العبوس ما يكفي ، افرح واضحك وابتسم للدنيا تفرح وتضحك وتبتسم لك . ابتسم ، غني فالغيوم حالا ً تنقشع فغنائك الجميل يطرد الغيوم . ابتسم فالغيوم حالا ً تنقشع . ابتسامك الجميل يطرد الغيوم . هكذا يعم الفرح وينتشر الابتسام ويحل الابتهاج .


Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل خنقتك الحياة بهمومها ؟

https://images.chjoy.com//uploads/im...bbaee08c89.jpg

هل فقدت الامل بفجر ٍ جديد ؟ لا تخف فوعد الرب لك : " هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ " ( اشعياء 43 : 19 ) . "
لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ " ( عبرانيين 12 : 12 ) ، ثبتوها لأن " الرَّبُّ إِلهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ. يُخَلِّصُ " ( صفنيا 3 : 17 ) .


* لا لم يتأخر الوقت بعد
بدأ بطرس في الغرق الا انه في اللحظة الحرجة الاخيرة صرخ الى الرب مستغيثا ً : " يا رب نجني " . لا لم يتأخر الوقت بعد ، مد يسوع يده وامسك به . لا تقل لقد تعقدت الامور جدا ً وليس من امل للنجاة . لا تقل ان الاخطار عديدة ومن المستحيل ان انجو منها . لا تصدق ابليس ان قال لك : ليس لك رجاء . لا لم يتأخر الوقت ُ بعد . ارفع قلبك اليه واصرخ بكل ثقة : يا رب نجني ، حتما ً سترى يد الرب تمتد اليك وتصنع الانقاذ مثلما فعل لبطرس . لا لم يتأخر الوقت ُ بعد .



* قال احد الحكماء : إن كنت َ ترد ُ الشر بالخير فأنت صاحب ُ صفةًٍ الهية ، وان كنت ترد ُ الخير َ بالخير فانت صاحب ُ صفةًٍ انسانية ، وان كنت َ ترد الشر بالشر فانت صاحب ُ صفة ٍ حيوانية ، وانت كنت َ ترد ُ الخير بالشر فانت صاحب ُ صفة ٍ شيطانية . وما اجمل ما قاله رسول المسيحية بولس : " لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ.إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ.لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ .لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." ( رومية 12 : 17 – 21 ) .

* اذا واجهتك مشكلة لا تقف محملقا ً فيها فهذا لن يحلها ولا حتى يخفف ثقلها . حول عينيك عنها لمن هو الاقدر عليها . انظر الى صليب يسوع وهو يحلها .


* ايها الخاطئ : هل ما زلت ضالا ً بعيدا ً عن الراعي الصالح ؟ هل رجعت يوما ً الى نفسك وصممت ان تترك حياة البعد ِ عن الرب وتأتي اليه تائبا ً ومصمما ً على اتباعه وعلى طاعته . هل تعلم ان الرب يسوع يفتش عليك كما يفتش الراعي على خروفه الضال ؟ هل تعرف ان الرب رغم بغضه الشديد للخطية يحب الخاطئ محبة ً شديدة ويتوقع توبته ؟ هل تعرف ان توبتك انت تسبب فرحا ً عظيما ً في السماء ؟ هل تعرف انه عندما تعود الى الراعي الصالح لن يؤنبك بل سيحملك بكل رفق ٍ على منكبيه ثم يأتي بك الى حظيرته كي تتمتع بالسلام والامان ؟ هل تعرف ان الرب يسوع يفتش عنك بطرق ٍ متعددة فأرجو ان تتجاوب مع نداءات محبته وتُقبل اليه بكل قلبك .



* لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. ( رومية 12 : 19 ) .
مما لا شك فيه اننا جميعا ً معرضين لأن نحقد على كل من يحقد علينا ، هذه هي الطبيعة البشرية لكن كلمة الله تنبهنا بأن لا ننتقم نحن بل نسلم لمن يقضي بعدل . ان الرب يسوع علّم تعاليم لم يعلّمها أحد مثله ليس فقط لانه يختلف عن الآخرين بل لأنه يريد ايضا ً ان اتباعه أيضا ً يختلفون عن الآخرين لذا يقول لنا في انجيل متى 5 : 44 " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم ْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ . أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " . إن تطبيق هذا التعليم الرفيع ليس صعبا ً فقط لكنه مستحيل بشريا ً لذلك يحتاج الانسان الى قوة الله والى عمل روحه القدوس في حياته

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل خنقتك الحياة بهمومها ؟

https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg

اغلب المشاكل التي تحدث بين الافراد ترجع الى غياب الكلمة الحلوة . كثير من الخلافات التي تظهر بين افراد الاسرة سببها عدم وجود الكلمة الحلوة . يصور سليمان الحكيم ذلك بقوله : " اَلْكَلاَمُ الْحَسَنُ شَهْدُ عَسَل ، حُلْوٌ لِلنَّفْسِ وَشِفَاءٌ لِلْعِظَامِ " ( امثال 16 : 24 ) .الفرق بين الكلمة الحلوة والكلمة الخشنة كبير كالفرق بين الحياة والموت لذلك يقول الحكيم " اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ " ( امثال 18 : 21 ) . هناك كلمات ٌ تطعن كالحربة ، تُدمي وتجرح وتمزق وتفتك وتقتل وهناك كلمات كشهد العسل تُشفي وتفرّح ، ترطب وتُسعد وتُحيي . الكلام الجيد مقبول ومحبوب . الكلام الجيد يجعل للحياة طعما ً جميلا ً . يقول بولس الرسول : " لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ " ( كولوسي 4 : 6 ) . الطعام الخالي من الملح غير مستساغ يرفضه الفم وترفضه المعدة والطعام المملح طيب تنفتح له النفس ويشتهيه الانسان ويشبع منه . الكلمة الحلوة تسحر النفوس وتطيّب الخوطر وتسبي القلوب وتفتح الابواب . قد يكون لديك مطلب ٌ عند صاحب كلمة حلوة وقد لا تحصل على مطلبك لكنك تخرج من عنده سعيدا ً حتى بالرفض لأن كلامه الحلو أسعدك . كلماتك التي تنطق بها بذار ٌ تنثرها اينما حللت تنبت لك ما بذرت منها فإن بذرت شوكا ً أدمى قدميك وإن بذرت وردا ً تمتعت برائحته وفرحت .الذين يعيشون في خلافات وصراعات وقلاقل غالبا ً ما زرعوها بانفسهم . ما نسمعه من الفاظ حسنة ً كانت أم نابية هي صدى لما نطقناه نحن . الق ِ على الناس كلمة ً حلوة تعد اليك نسيما ً جميلا ً منعشا ً حلوا ً ينعش نفسك . القِ على الناس كلمة ً سيئة تعد اليك ريحا ً عاتية تجرح ُ مشاعرك . قال الحكيم : " لِلإِنْسَانِ فَرَحٌ بِجَوَابِ فَمِهِ " ( امثال 15 : 23 ) . الفرح نتاج الكلمة الحلوة . الكلام الحسن يفتح القلوب المغلقة وهو المدخل الى المشاعر النبيلة الجميلة . حين يتوتر الجو ويتأزم الموقف ويتراشق الكلام كالقنابل المدمرة ، الكلمة الحلوة تفك التوتر وتعيد السلام وتفتح ابواب الحب والرضا . قال سليمان الحكيم : " اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ " ( امثال 15 : 1 ) . حين يتصاعد الغضب ويزمجر ، حين يعلو الصوت وتخرج الكلمات الصاخبة ، الكلمة ُ الرقيقة تُطفئ الغضب ، الصوت الهادئ يغلب الصخب " اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا " ( 1 كورنثوس 13 : 8 ) . تنافست الشمس والريح عمن الاقوى واختارا رجلا ً بعباءة ٍ مجالا ً لتنافسهما ، الذي يجعله ينزع عبائته يكسب هاجت الر يح وزمجرت وعصفت بشدة فتمسك الرجل بعبائته . أخذت الشمس تُرسل اشعتها برفق ، دبّت الحرارة في اوصال الرجل فخلع عبائته وسار فرحا ً سعيدا ً بدفئها . الكلمة الحلوة تسري في الجسد فتملئه دفئا ً . الكلمة الحلوة تدخل النفس فتُشبعها حبا

Mary Naeem 06 - 08 - 2014 03:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العمل كرامة

https://images.chjoy.com//uploads/im...b5a83739e7.jpg

غالبية الناس تشكو وتتذمر ، تتضجر من الاعمال التي يقومون بها ، البعض يرى ان اعمالهم مرهقة ، متعبة يبذلون فيها جهدا ً مضنيا ً ، والبعض يرى ان اعمالهم روتينية مملة تبعث على السأم كآلة تدور دائما ً ، وبعض الاعمال تُرهق ، ترهق والذهن والفكر والاعصاب بجوار الارهاق البدني طبعا ً ، وبعض الناس لا يجدون عملا ً ويعانون من البطالة ، الكل يشكو ، هكذا ألف الناس ان ينظروا الى العمل كمسؤولية ٍ ثقيلة ولعنة ٍ حلّت بهم . منذ آدم حين اصدر الله الحكم عليه وقال : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ . بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ . وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ . بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ " ( تكوين 3 : 17 – 19 ) . منذ ُ ذلك الوقت والعمل للبعض لعنة ، هذا لأن الانسان ينظر الى العمل كمصدر رزقه والطريق الى لقمة العيش . لقمة العيش سنحصل عليها فالله الذي يُطعم العصافير قادر ٌ أن يُطعمنا ايضا ً . العمل هو خطة الله للانسان ، لكل واحد منا رسالة اعدها الله لنا لنحملها ، والعمل رسالة ٌ لكل ٍ منا ، هد ف ٌ لوجودنا ومحقق ٌ لذواتنا وجزء ٌ من خطة الله للعالم ، ولكي تتلذذ بعملك وتُقبل عليه بحماس ٍ ونشاط إعلم ان لك دورا ً في قصد الله . أنت تعمل لا لنفسك فقط بل للغير ، للآخرين ، عملك يسدد احتياجات الغير و " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ " ، مغبوط ٌ من يعمل لاجل الغير وانت تعمل لأجل الناس ، تعمل لتُرضي الله لا لترضي الناس . ارضاء الناس فقط ليس هدفنا كمسيحيين . هدفنا ارضاء الله كما يقول بولس الرسول : " لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ ، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ ، لَيْسَ لِلنَّاسِ عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ " ( افسس 6 : 6 – 8 ) . مكافأة العمل من الرب ، انتظر الجزاء من الله هو صاحب العمل ، هو رب العمل ، اجرك من الرب . العمل كرامة ٌٌ للانسان ، الكسل خطية ، الكسل مرتع ٌ يصول فيه الشيطان ويجول . قال المسيح : " أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ " ( يوحنا 5 : 17 ) . العمل كرامة يحقق شخصية الانسان كي يخدم مجتمعه . في مثال الوزنات نرى السيد يوزع الوزنات على عبيده حسب طاقاتهم ، اعطى واحدا ً خمس وزنات والآخر وزنتين والثالث اعطاه وزنة ً واحدة وتاجر الأول وربح خمس وزنات اخرى والثاني ربح وزنتين اخريين اما الثالث فطمر وزنته ورقد فوقها وجاء السيد وأثاب الذين عملا وربحا اما العبد البطال فامرهم ان يطرحوه الى الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الاسنان . لذة العمل في الجهاد " لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ " ( عبرانيين 12 : 1 ، 2 ) .


الساعة الآن 08:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025