منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:19 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
العريس آتٍ

صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ، قَافِزًا عَلَى التِّلاَلِ. حَبِيبِي هُوَ شَبِيهٌ بِالظَّبْيِ.. ( نش 2: 8 ، 9)


مع أن سفر نشيد الأنشاد لا يتناول علاقة المسيح بالكنيسة التي كانت سرًا في زمان العهد القديم، لكن الإيمان يمكنه أن يُطبِّق تشبيه العريس والعروس المذكور في هذا السفر على علاقة المسيح مع الكنيسة.

ونحن مدعوون لاستماع صرخة نصف الليل: «هوذا العريس مُقبلٌ» ( مت 25: 6 )، هذا متى كنا متعلمين من الروح. فهلم بنا نخرج للقائه. لقد تناهى الليل، وتقارب النهار، ونحن الآن في آخر لحظات من أيام غربتنا، وبعد قليل جدًا سيأتي الآتي ولا يُبطئ ( عب 10: 37 ). وسنرى ذاك الذي نحبه الآن مع أننا لم نَره. وعلينا الآن أن نقوم ونقف على المرصد وعلى الحصن، لأن مجيء الرب قد اقترب، وخلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا.

إن يوم الحصاد البهيج قريب، وعين الإيمان ترى العلامات. ومتى قرب الربيع يتساقط ورق التين، وتزهر الكروم، ويتعطر الهواء برائحتها. فهل ترانيم تسبيحنا وأناشيد سرورنا توافق قلب ربنا القادم إلينا سريعًا؟ إن نفسه في حنين إلى عروسه، وها نحن سمعنا صوته ينادينا، ورغبة إله الرجاء أن يملأ قلوبنا بالفرح والسلام في الإيمان. لقد طال صبره وهو ينتظر ثمرة تعبه، ولذلك فهو يقول: «قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي» ( نش 2: 10 ، 13).

فنحن أعزاء جدًا على قلب الرب الذي يغمرنا بتعبيرات شوقه ليستنهض حبنا له. وكلما ازدادت خبرتنا به، وتعرَّفنا عليه، وكنا له صادقين، وفي مجده متفرسين بوجه مكشوف، نتغير بالرب الروح من مجدٍ إلى مجد، إلى اليوم الذي سيُغيرنا فيه إلى صورته، ويُعطينا المجد الذي أخذه من الآب، حتى عندما يأتي ليتمجد في قديسيه ويُتعجَّب منه في جميع المؤمنين، سنسطع ببهائه وجمال مجده، وتُصبح ترنيمتنا ترنيمة محبة مستديمة، ويصير تسبيحنا تسبيحًا متصلاً لا انقطاع فيه.

والرب سيحفظنا إلى يوم مجيئه في أمان، ويُخبئنا في محاجئ الصخر، فلا تمتد إلينا يد الأذى ولا ينزل بنا سوء. فما لنا ننحني تحت الهم بينما حياتنا مُستترة مع المسيح في الله، ونفوسنا في ستر المعاقل؟ ليتنا بالإيمان نرفع عيوننا فنُعاين جماله، ونُصغي لنغمات صوته الرخيم، فتشبع نفوسنا كما من شحمٍ ودسم، ويُصبح هو الكل في الكل لنا.

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:20 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
كيف نفرح؟ وبماذا نفرح؟

فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ،..الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا..!..فَقَالَ ..افْرَحُوا ..أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ ( لو 10: 17 - 20)

هذه الكلمات: «افرحوا بالحري أن أسماءكم كُتبت في السماوات»، قالها الرب للسَبعين الذين عيَّنهم وأرسلهُم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضعٍ حيث كان هو مُزمعًا أَن يأتي ( لو 10: 1 ). والرب ـ له كل المجد ـ قصد أن يُعلّمهم لا كيف يفرحون، بل بماذا يفرحون.

أما عن كيف فرحوا، فهذا واضح أنهم فرحوا بنجاح الخدمة الظاهر «يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك!». لقد أخذتهم نشوة النجاح، وهذا أمر خطير، وذلك لأن النجاح في الخدمة أمر غير دائم، ولأن كثيرين من الذين يُخرجون الشياطين باسم الرب، في يوم الدينونة القادم، سيقولون للرب: «يا رب، يا رب! أ ليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟»، وسيصرِّح لهم الرب قائلاً: «إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!» ( مت 7: 22 ، 23). ومَنْ يستطيع أن يُحصي عدد الشياطين التي أخرجها يهوذا الأسخريوطي؟ وكم عدد المعجزات التي صنعها باسم الرب؟ ولكن ماذا كانت نهايته؟ «كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولَد!» ( مت 26: 24 ).

وبالطبع نحن لا نقصد أن كل مَن يخدم الرب ويفرح بالخدمة، هو مثل يهوذا الأسخريوطي، لكن نقصد أن هناك فرح حقيقي وأعمق من ذلك، يُسرّ القلب ويُبهجه، ألا وهو الفرح بالخلاص ”بهجة الخلاص“ ( مز 51: 12 ). إن الفرح بالخلاص هو فرح دائم، حتى وإن تأثر بسبب سقوطنا في خطية ما، لكن عندما نعترف بالخطية ونتوب عنها، فإن الرب يرُّد للمؤمن بهجة خلاصه ( مز 51: 12 ).

والرب لم يمنع السبعين من فرحهم بالنجاح في الخدمة، ولكنه قال: «افرحوا بالحري» ـ أي الأفضل هو أن تفرحوا ـ «أنَّ أسماءكم كُتبت في السماوات». لقد كان يقصد لا كيف نفرح، لكن بماذا نفرح. إن الذي يستحق أن يأخذ اهتمامنا الأول هو الأمور السماوية «أسماءكم كُتبت في السماوات»، وقال الرسول عنهم أيضًا: «الذين أسماؤهم في سفر الحياة» ( في 4: 3 )، وأيضًا «كنيسة أبكار مكتوبين في السماوات» ( عب 12: 23 )، وفي سفر الرؤيا 21: 27 «المكتوبين في سفر حياة الخروف»، ولهم أيضًا وعد الرب «ولن أمحو اسمه من سفر الحياة» ( رؤ 3: 5 ).

عزيزي القارئ: ”كيف تفرح؟“ ”وبماذا تفرح؟“ وقبل فرحك بالخدمة ونتائجها، هل اختبرت فرح وبهجة الخلاص.


sama smsma 12 - 06 - 2012 12:21 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النزول المزدوج

أَمَّا أَنَـا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ ( مز 22: 6 )

إنها مسافة لا تُقاس؛ تلك المسافة التي بين قول الرب قديمًا في خروج 3: 14 «أَهْيَه»، أو «أَنا هو» ( يو 18: 5 ، 6)، وقوله بعد ساعات معدودة في الجلجثة «أنا دودة»! وليمكننا فهم تلك المسافة بصورة أفضل دعنا نقسمها إلى نزولين لا نزول واحد. وما أعظمهما من نزولين نزلهما المسيح من أجلي ومن أجلك!

النزول الأول من السماء إلى الأرض؛ من حضن الآب إلى مذود بيت لحم. وذاك الذي مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ... الأزلي الأبدي ... الذي لا بداية أيام له ولا نهاية حياة، يقول عنه الملاك للرعاة: «تجدون طفلاً». واللابس النور كثوب، يصفه الملاك للرعاة بهذا الوصف: «طفلاً مُقمطًا». والذي يقول عنه سليمان إن السماء وسماء السماوات لا تسَعه، فكم بالأقل البيت الذهبي الذي بناه له!، يقول عنه الملاك: «تجدون طفلاً مُقمطًا مُضجعًا في مذود» ( لو 2: 12 ).

تفكري يا نفسي في أعجوبة الأعاجيب هذه. إنه أمر فوق المدارك أن الله العظيم يُقال عنه «تجدون طفلاً»، واللابس النور يلبس أقمطة كأي طفل صغير، بل ويضجع في المذود، كما لم يحدث مع باقي الأطفال. والذي لا تسَعه السماء وسماء السماوات لم يولد في بيت ذهبي أو حتى ترابي، بل وُلد في مذود إذ لم يكن له موضع في المنزل! فما أعظم هذا الاتضاع «الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16)، «والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا» ( يو 1: 14). لكن هذا كله كان فقط المرحلة الأولى في اتضاعه، وليس كل الاتضاع، فهناك مرحلة ثانية يعبّر عنها هنا بالقول:«أما أنا فدودة لا إنسان».

في خطوة الاتضاع الأولى؛ نزل من السماء إلى الأرض «وُضع قليلاً عن الملائكة»، لكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة وُضع أيضًا قليلاً عن البشر «أما أنا فدودة لا إنسان»، وذلك عندما مضى إلى الجلجثة، وعُلق فوق الصليب.

وعن هذا النزول الثاني، يقول الرسول بولس: «نزل أيضًا أولاً إلى أقسام الأرض السُفلى» ( أف 4: 9) وهذا معناه الموت. فالمسيح لم يتجسد فقط بل إنه مات. ليس فقط ضمه مذود، بل ضمه أيضًا قبر. ليس فقط لفوه بالأقمطة، بل أيضًا لفوه بالأكفان. مُحيى الرميم الذي له وحده عدم الموت سيق للصلبِ واللحد!!



sama smsma 12 - 06 - 2012 12:23 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
لماذا ينبغي أن نُصلي؟

لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ ( في 4: 6 )

منذ بضع سنوات كانت لديَّ ثلاثة احتياجات محددة تضغط على قلبي بشدة، وكلها تتعلَّق بخدمة الرب. كانت مجموعة التزامات شعرت بأنه يتعيَّن علىَّ مواجهتها. ولم أعرف كيف سأتمكن من ذلك في الحال، كما لم أشعر بالارتياح لأن أذكر هذه الاحتياجات لأي شخص آخر سوى الله نفسه.

صلَّيت لمدة أيام وحاولت أن أثق بهدوء في الرب، ولكن زاد ثقل الحِمل. وفي ذات ليلة استيقظت من النوم وبدأت أسأل نفسي: لماذا تأخرت استجابة الصلاة هذه المدة الطويلة؟ ولكن الله الآب أيقظ قلبي، وأوضح لي بروحه القدوس بعض أمور لم أكن فقط مُقصرًا ومُتراخيًا فيها، بل قد أحزنت الأقنوم الإلهي الساكن فيَّ. وبعد فترة الاعتراف وإدانة نفسي صرت قادرًا على الصلاة بحرية من أجل الأمور التي أثقلت كاهلي من قبل. وفي صباح اليوم التالي مباشرة كانت كل الاحتياجات قد سُددت تمامًا، بواسطة شخص من بلاد بعيدة، لا يعرف شيئًا عن ظروف الخدمة في المكان الذي كنت فيه، ومع ذلك فقد كانت خدمة المحبة التي أرسلها تفي بالاحتياجات الثلاثة المحددة التي بسطتها أمام الرب بالضبط. وأعجب من هذا أن ذلك الأخ قد حدد أوجه إنفاق عطيته في ذات الأمور الثلاثة التي طلبت من أجلها. فهل يمكن أن أشك أن الله الحي قد سمع صراخي؟

ربما يعترض معترض فيقول: إن هذا المبلغ كان في طريقه إليك منذ أربعة أيام، وكان لا بد أن يصلك في الصباح سواء صليت أو لم تصلِ، فكيف يبرهن ذلك أن الصلاة قد أُستُجيبت؟ وردًا على ذلك الاعتراض أقول: إنه يبرهن أكثر من ذلك؛ إنه يبرهن على أن الله قد سبق فعلم بالاحتياج، وأعدّ العُدة لتسديده مقدمًا، ولكنه لم يسمح أن تأتي إليَّ المعونة إلا بعد أن أصرخ إليه من أجلها وأنا في حالة إدانة النفس والحكم على الذات.

وهذا ما أريد أن أنبّه إليه القارئ العزيز: أن تتسلَّم الكمية المطلوبة من المعونة بدون صلاة، فإن هذا سوف يملأ قلبك بالفرح إذ تدرك عظمة محبة الآب، ولكن الحصول عليها بهذه الطريقة بعد الصلاة، فإن هذا تدريب روحي عميق قد هز كياني فعلاً، وملأني بالرعدة المقدسة وباليقين الكامل أني من خلال الصلاة أكون في اتصال مباشر مع الله الحي.

فلنثق في وعدِ الآبْ بإيمانٍ راسخينْ
هكذا قال الكتابْ مَن وعَدْ هو أمينْ

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:24 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الإرشاد في الطريق

تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ ( خر 13: 15 )

أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا.أَنْصَحُكَ.. ( مز 32: 8 )


أرشد الرب شعبه في البرية بواسطة ثلاثة أشياء رافقتهم كل الرحلة وهي: (1) التابوت: «فارتحلوا... وتابوت عهد الرب راحل أمامهم مسيرة ثلاثة أيام ليلتمس لهم منزلاً» ( عد 10: 33 ). في الثلاثة الأيام نرى موت الرب يسوع كالراعي الصالح، وقيامته آخذًا مكانه كراعي الخراف العظيم، ليلتمس الراحة لخرافه في الطريق، فهو الذي قال: «وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (متى28).

(2) السحابة: يوم إقامة المسكن غطّته السحابة ( خر 40: 17 -34)، ثم بعد خمسين يومًا ارتفعت عنه، فبدأت الرحلة ( عد 10: 11 ). وهذا يذكِّرنا بحلول الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين، وهكذا بدأت خدمتهم ورحلتهم. «ومتى ارتفعت السحابة عن الخيمة كان بعد ذلك بنو إسرائيل يرتحلون، وفي المكان حيث حلّت السحابة هناك كان بنو إسرائيل ينزلون» ( عد 9: 16 -18). وفي رومية8: 14 نقرأ «لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله»، ولنتخيل الأخطار والعواقب التي يمكن أن تُصيب الشعب إذا تحرَّك والسحابة واقفة، أو إذا انتظر مكانه عند تحركها. بالتأكيد سيتحوَّل نهاره لشمس مُحرقة، وليله لظلمة دامسة. هذا من جهة المسؤولية، أما عن النعمة والرحمة فباقيان للنهاية «مع أنهم عملوا لأنفسهم عجلا مسبوكًا ... وعملوا إهانة عظيمة. أنت برحمتك الكثيرة لم تتركهم في البرية، ولم يزل عنهم عمود السحاب نهارًا لهدايتهم في الطريق» ( نح 9: 18 ، 19).

(3) الأبواق: نرى في البوقين من فضة كلمة الرب ( مز 12: 6 ). وكانت تُستخدم للضرب في مناسبتين وهما: الاجتماع، والأفراح. وللهتاف في مناسبتين وهما: الارتحال والحرب ( عد 10: 1 -10). ولكل بوق نغمَة معينة يسمعها الشعب فتولِّد فيهم الرغبة والرهبة واليقظة والخضوع. وكلمة الرب تُعلِّمنا متى وكيف تكون اجتماعاتنا ( عب 10: 25 )، وأفراحنا ( في 4: 4 )، وارتحالنا ( 1بط 1: 17 )، وحروبنا ( أف 6: 12 ). وفي الأبواق نرى أيضًا إعلان الشهادة للرب في كل المناسبات. وهنا لا ننسي مسؤولية الكهنة حاملي الأبواق في قيادة إخوتهم في الطريق الصحيح، بتوصيل النغمة المناسبة في الوقت المناسب. وقريبًا ستنتهي رحلتنا عندما نسمع هتاف الرب، وصوت البوق ( 1تس 4: 16 -17). فليتنا نُسلِّم قيادة مسيرتنا للرب، ولنعطِ الروح القدس مجاله في حياتنا واجتماعاتنا ليرشدنا كما يريد، ولتكن كلمة الله هي دستورنا.


sama smsma 12 - 06 - 2012 12:25 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
إبراهيم ... خليل الله

وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ ( تك 18: 1 )

في قصة إبراهيم نجد الله يتجه نحو إبراهيم من قبل أن يتجه إبراهيم إلى الله، ويظهر له وهو ساكن في ما بين النهرين، ليُقيم شركة معه وصداقة حُبية. وهذا كله في وقت كانت الأرض كلها غارقةً في جهل ونجاسة وشراسة الوثنية.

والسؤال الهام والجدير بالاحترام والتفكر في إجابته: لماذا يبحث الله عن الإنسان، على الرغم من شرور وفساد وعناد قلبه؟ الجواب ببساطة في عبارة واحدة صغيرة: لأن الله يحب الإنسان جدًا، ولذته فيه.

إن ما يشد أوتار القلب جدًا، ويُدهش العقل كثيرًا، ليس في اتجاه الله ناحية إبراهيم فقط، ولكن في التقدير العجيب والفائق من الله لصداقته مع عبده، والذي نلمحه ونلمسه من القول المتكرر في المكتوب: «إبراهيم خليلي» ( 2أخ 20: 7 ؛ إش41: 8؛ يع2: 23).

ذهب أحدهم لزيارة مريض في كوخه المتواضع، فسأله الزائر: هل زارك أحدٌ اليوم؟ فأجاب الرجل الفقير المسكين، نعم زارني جلادستون. وكان جلادستون في ذلك الوقت رئيس وزراء بريطانيا، حين كانت بريطانيا الإمبراطورية التى لا تغرب الشمس عنها. وكان إذ سمع الزائر هذا الكلام، انتابته الدهشة ولم يصدق، وخرج من كوخ الرجل يضرب كفًا على كف، وهو يقول: لقد ذهب عقل الرجل ... ذهب عقل الرجل! ولكن هذه كانت الحقيقة، ولم يكن عقل الرجل قد جُن كما ظن الزائر، بل كان ينطق بكلمات الصدق والصحو. فقد تعوَّد رئيس الوزراء أن يرى الرجل المسكين الفقير كل صباح، وكان يُحيه وهو يكنس الشارع، وإذ لاحظ جلادستون غيابه سأل عنه، وإذ علم أنه مريض، ذهب ليزوره في كوخه الصغير والحقير.

إن هذه اللفتة الجميلة من جلادستون لا بد وأن تُقابل بالاحترام والإجلال، وذلك للفارق الكبير والشاسع بين الزائر والمُزَار. ولكن كم يكون الأثر أعمق وأجلّ وأعظم إذا ما حدث هذا بين الله وعبده إبراهيم، أو مع أي واحد منا نحن المساكين البسطاء!

أيها الأحباء: أن نعتز جدًا بصداقة الله لنا هذا شيء طبيعي، مع أنه عجيب وفائق، لكن أن يتنازل الله العظيم والجليل والمهوب، ويقترب منا ويصادقنا، وبعد ذلك يفتخر هو بهذه الصداقة معنا ويُقدّرها، هذا الأمر فوق كل عقل وإدراك وفكر، وأغرب من الخيال، فيا ليت نفوسنا تقدِّر وتَعي.


sama smsma 12 - 06 - 2012 12:26 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
اُذْكُرُوا امرأة لوط!

نَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ ( تك 19: 26 )

العمود هو نصبٌ تذكاري، وبالفعل إن امرأة لوط أصبحت نصبًا تذكاريًا يحكي عن خطورة تعلُّق قلب الإنسان بالعالم وبريقه وإغرائه وفساده. وقد قال السَّيد: «اذكروا امرأة لوط!» ( لو 17: 32 )، فإن قصتها والقضاء عليها أمرٌ يستحق الاهتمام، إذ صارتْ عِبرةً لكل الأجيال. والعمود أيضًا يتكلَّم عن الشهادة، ولكن أيَّة شهادة تلك التي حملتها امرأة لوط؟

إن المؤمن هو ملح للأرض ونور للعالم، والملح قادر على الحفظ من الفساد، وفي الوقت ذاته، المؤمن نور وشهادة تهدي الآخرين. وكان المفروض أن يكون لوط البار كذلك، لكنه بالأسف قد فسد الملح، وانطفأ النور، فلم يمنع انتشار الفساد في سدوم، ولم يُعَطِّش النفوس إلى الله، ولم يهدِ أحدًا إلى معرفته، ولم يُؤثر حتى على أفراد بيته. أما امرأته فلم تكن من الأصل ملحًا ولا نورًا في حياتها بسبب عدم إيمانها، لذلك وقع عليها القضاء وأدركها الهلاك الفوري.

إن هذه المرأة هي أوضح مثال لإنسان كان من الممكن أن يخلُص لكنه هلك. لقد هلكتْ بالرغم من ثلاثة أمور هامة:

1- هلكت بالرغم أنها كانت متزوجة من رجل بار. لقد ارتبطت بلوط البار لسنواتٍ طويلة، لكنها لم تتجاوب مع ما كان يؤمن به، ولم تعرف الله الحي الحقيقي. إن ارتباطها بهذا الرجل لم يؤثر فيها، ولم يُغيِّر فيها شيئًا، وظلَّت في ظلام ذهنها وقلبها إلى النهاية.

2- هلكت رغم أنها تمتَّعت بشفاعة إبراهيم خليل الله. لقد تشفَّع إبراهيم من أجل المدينة، لأنه كان أمامه لوط وزوجته وابنتيه. وبالرغم من أن رجلاً تقيًا جدًّا قد صلَّى من أجلها، إلا أنها هلكتْ بسبب إصرارها على محبة العالم، ورفضها طريق البر. فكل الصلوات والتضرعات المرفوعة من الأتقياء لن تفيد، بل ستكون شاهدة علينا إذ لم نرجع إلى الرب ونتوب.

3- هلكت بالرغم من أن الملاكين أَمْسَكَا بِيدها هي ولوط عندما توانى، ووضعاهما خارج المدينة ومجال الخطر،ِ وبالرغم من ذلك هلكت. فعندما يكون القلب مُغلقًا والشيطان قد أعمى الذهن أمام معرفة الله، فإن كل محاولات أعمال العناية ستذهب هباء حتى لو كان التدخُّل فيها بواسطة الملائكة. فلا بديل عن الإيمان القلبي، وسماع صوت الرب والتوبة، فهذا هو الطريق الوحيد للخلاص.

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:32 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
نضوب المعوان

كَيْفَ أَعَنْتَ مَنْ لاَ قُوَّةَ لَهُ، وَخَلَّصْتَ ذِرَاعًا لاَ عِزَّ لَهَا؟ ( أي 26: 2 )

لقد دقت ساعةُ لا الحزنِ بل الأحزان، وألَّمت بالمُبتلى لا النائبةُ بل النائبات. أ هو انفلاتٌ أمنيٌّ، أطلقَ زِمام السبئيين والكلدانيين؟ أم هو انقلابٌ كونيٌّ تواكبَت فيه نارُ الله مع الريح الشديدة فالتهَمت اليابس والأخضر، بل وهلك فلذاتُ الأكبادِ العشرة؟ أ هو قُرحٌ ردي جعل الشريفَ وسط المزبلةِ؟ أم هو همسٌ شيطانيٌّ أهاب بالتقي إلى التجديفِ؟ تُرى هل الوافدون معزّون أم مُستفِزُّون نابغون في استثارة مَن له سلطانٌ على روحِه؟ وا حسرتاه! لقد وقَعَ الكل.

وعندما تحينُ ساعةُ الخطر، بل ويَنصَّبُ علينا الضرر. عندما تقذف السماءُ وابلَ نيرانٍ لا مطر، كثيرًا ما نتوقع المعونة من مواردِها المشروعة. ولكن بالرغمِ من قانونيتها، كثيرًا ما تحفر مدرسةُ الألمِ في عميق وجدانِنا درسًا عنوانه: نضوب نفوذ المعوان.

راح أيوب ينفُض يدَه من دوائر المعونة المُتعارف عليها:

1- معونة الأم: «لِمَ لم أمُت من الرحم؟ ... لماذا أعانتني الرُّكَب، ولِمَ الثدي حتى أرضع؟» ( أي 3: 12 ،11). أَ يُعلِّمنا الكتاب أن معونة الأم لا نفع لها؟ كلاَّ، لكنها قاصرة وليست مقصِّرة.

2- معونة من ذاتِه: «ألا إنه ليست فيَّ معونتي، والمساعدة مطرودة عني!» ( أي 6: 13 ). آه! متى ننتهي من ذواتِنا فنتعلم أن المعونة ليست كائِنة بإمكانياتِنا.

3- معونة أصحابِهِ: «كيف أعنتَ مَن لا قوةَ له، وخلَّصتَ ذراعًا لا عزَّ لها؟» ( أي 26: 2 ). كثيرون يتحدثون بهذهِ الكلمات إلى الربِ، ظنًا منهم أنها تحمِلُ معنىً إيجابيًا، متأملين في خلاصِهِ ومعونتِهِ لهم. ولكن معنى الآية على العكس تمامًا. ففيها أيوب يتكلم لا إلى الربِ بل إلى بلدد صديقِهِ فيقول له متهكمًا: ”أنا شخصٌ مسلوبُ القوى، وأحاديثُكَ هذهِ لم تنجح في إعانتي“.

ممن ننتظر المعونةَ إذًا؟ قال أحدُهم: «اصنع معي آية للخير، فيرى ذلك مُبغضيَّ فيخزوا، لأنك أنت يا ربُّ أعنتني وعزَّيتني» ( مز 86: 17 ). وقال آخر:«لولا أن الربَّ مُعيني، لسكَنَت نفسي سريعًا أرض السكوت» ( مز 94: 17 ). وأقر بولس أمام أغريباس: «فإذ حصلتُ على معونة من الله، بقيتُ إلى هذا اليوم، شاهدًا للصغير والكبير» ( أع 26: 22 ).

لا نَفْعَ يُرجى سَيِّدي مِن عَوْنِ إنسانِ
خُذ بيدي يا مُنجِديْ يا خيرَ مِعوانِ

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:33 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
التجربة والانتصار

وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا .... ( تك 39: 10 )


في تكوين 38 نرى قصة الشهوة المُفزعة وشرّ يهوذا، وهو واحد من إخوة يوسف. قصة شنيعة لكنَّها تكشف لنا بدون أي تنميق، عمَّا يمكن أنْ يفعله الإنسان. وهذا هو جمال الكتاب المقدس. فالله يُخبرنا بالحقيقة، الحقيقة كاملة، عن خطية الإنسان وحماقته، وبهذا يُرينا كيف تزداد نعمته عندما تكثر الخطية. فمَن كان يظن أنَّ فارص ( تك 38: 29 ) يمكن أنْ يكون في سلسلة نَسَب المسيح؟ ولكن هذا ما حدث ( مت 1: 3 ).

أحيانًا يهاجم الناس الكتاب المقدس قائلين: ”انظروا ما يسجله الكتاب المقدس!“ والسبب في ذلك واضح وبسيط، فالله يرسم الإنسان كما هو، ليس كما يحب أنْ يظهر. فلقد سجَّل لنا ما هو الإنسان وما يمكنه أنْ يفعل بدون أي تلطيف. فالكتاب يُخبرنا بالحق سواء أراده الإنسان أم لا. كثير من القارئين الآن لن يحبوا أن تُكتب حياتهم وتُقرأ علانية. فأي شخص عنده ضمير سوف يقول: ”لا تسمح يا الله أنْ تُعلَن تفاصيل حياتي“. وأنا أوافقه. والدرس الذي نستخلصه من ذلك هو: عِش حياتك بحيث لا تخجل من أنْ تُنشر بأكملها. هكذا كان يوسف. لم يُفكِّر يهوذا مطلقًا أنَّ كل خطاياه مع كنَّته سوف تُنشر.

أعتقد أنَّ الله سجَّل لنا تكوين 38 لأنَّه على النقيض تمامًا من تكوين 39. فيوسف وهو ما زال شابًّا، نراه تحت التجربة في أبشع صورها، إذ تعرَّض لضغوط شديدة من زوجة سيده ليسلك في طريق يهوذا. ولكن دعونا نرى كيف هرب من الفخ الذي أُعدَّ لرجليه.

قال الشاب التقي وهو مُجرَّب، لامرأة فوطيفار: «هوذا سيدي ... لم يُمسِك عني شيئًا غيركِ لأنكِ امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟». كم عدد الشباب اليوم الذي يمكن أن تكون هذه هي إجابتهم؟ آه يا صديقي، قد يستصغر ”العالم الحديث“ الآن هذه الخطية. لكن لا تنسَ أنَّه مكتوب: «وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزُّناة والسَّحرة وعبَدَة الأوثان وجميع الكَذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني» ( رؤ 21: 8 ). يا له من وضع تَعِس أنْ تقضي الأبدية في ظلام وانفصال عن الله! بائس هو الإنسان الذي في هذه القائمة، ويا لسعادة مَن ليس فيها!

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:34 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
لكنه أخلى نفسه

لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ ( في 2: 7 )

كم تنحني هاماتنا وقلوبنا لشخص ربنا يسوع المسيح. فهو ابن ـ كان في الأزل أو جاء في ملء الزمان «هو صورة الله غيرالمنظور» ( كو 1: 15 ). فعندما سأله أحد تلاميذه في شوقٍ شديد لأن يرى الآب، قال له يسوع: «أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني قد رأى الآب» ( يو 14: 9 ). لذلك قال يوحنا: «الله لم يَرَه أحدٌ قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1: 18 ). وقد كان حري بالملاك أن يقول ليوسف خطيب العذراء «هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا» ( في 2: 8 ). لقد كان مستحيلاً أن يصل الإنسان الساقط إلى الله، ولم يكن مستحيلاً أن يتنازل هو مُخليًا نفسه آتيًا إلينا في صورة عبد. لقد ارتضى ذلك طواعيةً وحبًا. لكنه أيضًا عاش كالمحرقة الحقيقية مُمجدًا أبيه حتى وصل إلى أعلى قياس في طاعته لله في موته على الصليب ( 2كو 8: 9 ). كما كان افتقاره أيضًا لأجلنا حينما رُفع فوق الصليب (2كو8: 9) لا لكي يعد لنا فقط طريق الخلاص الأبدي، بل لإثراء حياتنا فنستغني نحن بفقره العميق وهو فوق الصليب.

لكن أين مقامه الآن؟ لقد رفَّعه الله وأعطاه اسمًا فوق كل اسم ( في 2: 9 )، وسيأتي اليوم الذي فيه يأتي إلينا مخلِّصًا ( في 3: 20 ) إذ ننتظر مجيئه ليغيِّر أجسادنا الترابية الوضيعة التي تخضع لعوامل الانحلال والموت، لكي تكون على صورة جسد مجده ـ أي على صورة جسده المجيد الذي قام به من الأموات، وعندئذٍ يتحقق خلاصنا النهائي الشامل والكامل لنكون مثله، وأيضًا لنكون معه تحقيقًا لطِلبته من أبيه إذ قال: «أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا» ( يو 17: 24 ). كما أيضًا إتمامًا لوعده لنا إذ قال: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ).

ربنا يسوع: يا مَن أحببتنا، وأخليت نفسك لأجلنا لكي تأتي بنا إلى بيت أبينا مُمجدين مثلك. لك سجودنا .. لك حمدنا .. لك إكرامنا إلى أبد الآبدين.

أخليتَ نفسكَ وأنتَ مَنْ سَمَـا
وجُلتَ في الدنيـا تحتملُ العنا
وأنا ماذا يا تُرى تركتُ من أجلك؟

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:35 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
مَنْ الأصم؟

هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ ( إش 59: 1 )

اشتكى رجل لأحد الأطباء بأن زوجته بدأت تعاني من الصمم، فأشار عليه الطبيب بإجراء اختبار معيَّن لمعرفة مدى قصور السمع لدى زوجته. عاد الرجل إلى منزله، وبحسب وصية الطبيب، نادى زوجته بصوت متوسط الارتفاع وهو عند مدخل باب منزله: - ماري ... هل أعددتِ طعام الغذاء؟ - .......

نادى ثانية وهو في الممشى المؤدي إلى المطبخ:

- ماري هل أعددتِ طعام الغذاء؟ - .......

وصل الرجل إلى المطبخ، ووقف وراء زوجته وسألها:

- ماري هل أعددتِ طعام الغذاء؟ وفي الحال جاءته الإجابة واضحة وقوية: ”للمرة الثالثة أقول لك نعم أعددته“.

فوجئ الرجل بالإجابة، وعرف أن المشكلة ليست عند زوجته، وإنما عنده هو.

هذا ما حدث مع الشعب قديمًا في علاقته بالله، وهو ما يحدث معنا اليوم؛ لقد حذر النبي إشعياء الشعب من عصيان الرب وعدم طاعته، ولكن الشعب لم يسمع ولم يلتفت «ولم يشاءوا أن يسلكوا في طُرقه، ولم يسمعوا لشريعته» ( إش 42: 24 ). لقد وضَّح لهم إشعياء النبي لماذا بَدَا الله لهم وكأنه لا يسمع «ها إن يد الرب لم تَقصُر عن أن تُخلِّص، ولم تَثقل أُذنه عن أن تسمع. بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع» ( إش 59: 1 ، 2). ومن أهم الأسباب التي تمنعنا من سماع إجابة الله وكلماته لنا، هو أن تُسَدُّ آذاننا بالخطية. ليتنا نفحص أنفسنا جيدًا لئلا تكون آذاننا قد بدأت تعاني الصمم فلا نسمع قول الرب. ويا لخطورة الصمم في حياة المؤمن «لو سمع لي شعبي .. سريعًا كنت أُخضع أعداءهم، وعلى مضايقيهم كنت أردُّ يدي .. وكان أطعمه من شحم الحنطة، ومن الصخرة كنت أُشبعك عسلاً» ( مز 81: 13 -15). ولكنهم وقعوا تحت قضاء مرير لأنهم لم يسمعوا لقول الرب.

لا شيء يفصلني عن الرب الحبيب من كل شائبة ومن فعلٍ مَعيب
إذ أفحص قلبي ولُبي والضمير في ضوء قوله المُنير

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:36 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
درس من العصفور

اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ:إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ..وَلا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا.أَ لَسْتُمْ..بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ ( مت 6: 26 )

عندما غادرنا الاجتماع المسائي في أول يوم من مؤتمر الكتاب المقدس في بنسلفانيا، لاحظ بعضنا ما بَدَا لنا أنه مئات الخفافيش تدور فوق رؤوسنا وتتجه إلى مَبيتها في أعلى وأكبر مدخنة قريبة.

وخلال الأسبوع، في كل ليلة، كان هذا المنظر المُدهش يجتذب أعدادًا أكبر من المشاهدين الذين أخذوا يراقبون المنظر متسائلين عما تكون هذه الطيور، هل هي خفافيش، أم عصافير؟ ولماذا يتجهون إلى هذه المدخنة بالذات؟ ولماذا يدخلونها بنظامٍ، ومن ناحية واحدة فقط.

بعد انتهاء المؤتمر شرحتُ هذه الظاهرة لإحدى الدارسات لأنواع الطيور، وبعد عدة أسئلة أجابت: ”بالتأكيد هذه الطيور ليست خفافيش. فالخفافيش تهجر مَبيتها في المساء لتبحث عن غذائها من الحشرات التي تخرج من مكانها في المساء. إنها عصافير مهاجرة تستخدم هذه المدخنة كمكان تستريح فيه أثناء رحلتها“.

ـ ولكن لماذا لا تدخلها إلا مع غروب الشمس؟

ـ لأن الله زوَّدها بأرجل تستطيع أن تتعلق بالنتوءات الخشنة على الجدار الداخلي للمدخنة وهكذا تستطيع أن تنام في راحةٍ تامة.

ـ ولماذا إذًا يدخلونها من اتجاه واحد؟

ـ لأن الله أيضًا زوَّدها بغريزة الخوف من التجمهر والتزاحم، وهكذا يدخلونها بنظام، ويستقرون داخلها في صفوف من القاع إلى القمة.

ـ حسنًا. ولماذا لا يستخدمون المدخنة الأخرى؟

ـ إن هذه المدخنة مزوَّدة بغطاء. وهذا هو السبب. لقد احتمت الطيور من المطر المنهمر خلال الأسبوع الماضي، إذ اختارت هذه المدخنة بالذات.

بعد انتهاء المحادثة شعرت برغبة شديدة في السجود لهذا الخالق العظيم الذي يعتني بخلائقه. إن كان يهتم بالعصفور إلى هذا الحد، فكم بالأولى يعتني بي ويهتم بدقائق أموري. إنني أفضل من عصافير كثيرة. كم يحفزني هذا الحق أن أعيش لمجد اسمه! وكيف يتحقق هذا في حياتي؟ إنه يتحقق بأن أضع نفسي ومواهبي بين يديه ليستخدمني كما يشاء، ولا أحمل همًا على كتفيّ لأنه هو بنفسه يعتني بي.

إنه يهمس في أذني: ”يا قليل الإيمان ألا أهتم بك أكثر من اهتمامي بالعصافير. أَ لست أنت أفضل منها؟“



sama smsma 12 - 06 - 2012 12:42 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
عَطِيَّة اللَّه

أَجَابَ يَسُوعُ..لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ.. ( يو 4: 10 )

جلس شخص مُتعَب على بئر يعقوب بعد أن ترك أرض الفريسيين، وكان هذا الإنسان هو الرب يسوع الذي جاء إلى خاصته ولكنهم لم يقبلوه. جلس يسوع هكذا على بئر يعقوب مُتعبًا، وكان ذلك نحو الساعة السادسة من النهار.

أتت إلى البئر امرأة ومعها جرتها؛ امرأة يحتقرها الفريسيون المتكبرون. لم تكن تلك المرأة مرذولة فقط، بل بائسة وعائشة في خطية عَلَنية. لم تكن لتدرك وهي ذاهبة إلى البئر أنها أصبحت على وشك أن توجد في حضرة مَنْ رأى كل ما عملته. وصلت هذه المرأة إلى البئر، ودُهشت لأن يسوع وهو يهودي يطلب منها أن تعطيه ليشرب. «أجاب يسوع وقال لها: لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا». لم يَقُل لها لو لم تكن خطاياكِ بهذا المقدار. لم يَقُل لها لو أصلحتِ نفسك وأصبحت امرأة مقدسة، لأعطيتك الماء الحي. كلا. لقد بيَّن لها أنه يعلم جميع ما عملته، وفي الوقت نفسه أظهر لها الرأفة والمحبة والنعمة التي مكَّنته من أن يملك قلبها، لا بل ويجدد نفسها. أعلن المسيح شخصه لها فتركت جرتها ودخلت المدينة والمسيح يملأ قلبها لدرجة أنها نسيت ما يُصيبها شخصيًا من العار، ونادت قائلة: «هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. أَ لعلَّ هذا هو المسيح؟».

أيها القارئ العزيز: أَ يمكنك أن تواجه ذلك الشخص الذي عيناه تَريان كل أفكار قلبك منذ الطفولة، وجميع ما فعلته عريان ومكشوف لعينيه؟ هل تستطيع أن تقول بأنك لست خاطئًا؟ ولكن تأمل! إن الرب يسوع لم يرفض هذه الخاطئة البائسة. تأمل فيما تعنيه هذه الكلمات «لو كنتِ تعلمين عطية الله ...». هل كان هذا هو الشيء الوحيد الذي تحتاجه هذه الخاطئة؟ نعم. ليس من شك في ذلك، لأن الرب يسوع هو الذي قال هكذا. فمهما كانت حالتك أيها القارئ العزيز فإن أول ما تحتاج إليه ليس هو مجهودات منك في طريق إصلاح نفسك، بل أن تعرف عطية الله. إن عطية الله هي نفس الشخص الذي قابل تلك المرأة السامرية الخاطئة، يسوع المسيح ابن الله. ليت الله يعلنه لنفسك، فتقبله مُخلّصًا شخصيًا.

فاقبله تُقبل في السما في مجدهِ الأرفعْ
تبقَ سعيدًا دائمًا مع شعبِـهِ أجـمـعْ

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:43 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الذِي ارتفعَ سيأتي

مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا.. ( أع 1: 11 )

من هذه العبارة الجميلة نرى أن الرب يسوع الذي ترك هذه الأرض وصعد إلى السماء على مرأى من جماعة من الشهود الأُمناء، سيأتي هكذا كما رأوه منطلقًا إلى السماء. ولكن كيف انطلق؟ لقد صعد فعلاً نفس الشخص الذي سبق أن عاش معهم ورأته عيونهم وسمعته آذانهم ولمسته أيديهم وأكل معهم، لا بل «أراهم أيضًا نفسه حيًا ببراهين كثيرة» ( أع 1: 3 ) نعم، سيدنا المبارك هذا «سيأتِي أَيْضًا» ( يو 14: 3 ).

ويمكننا أن نسأل هنا، مَن الذي رأى الرب عندما صعد؟ هل رآه العالم، كلا. إن شخصًا من غير المؤمنين الحقيقيين لم يَره منذ أن وُضع في القبر. فالنظرة الأخيرة التي وقعت من العالم عليه كانت وهو معلّق على الصليب، منظرًا للناس والملائكة والشياطين. والنظرة التالية التي ستقع عليه من العالم هي عندما يرجع ليُجري الدينونة والنقمة المريعة. عندما يدوس معصرة غضب الله القدير، وما أرهب هذا الفكر!

إن خاصة الرب، الذين تمتعوا وحدهم برؤيته عند قيامته، هم، دون غيرهم، الذين رأوه وهو صاعدًا. وقبل أن يتركهم مكث معهم أربعين يومًا، يثبِّت قلوبهم ويعزيهم ويقويهم ويشجعهم بطرق كثيرة. وعندما قصد أن يفارقهم «أخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأُصِعدَ إلى السماء» ( لو 24: 50 ، 51) وفيما كانوا يشخَصون إلى ذلك المنظر الرائع، أرسل إليهم هذه الشهادة الثمينة بواسطة الملاكين اللذين قالا لهم: «يسوع هذا» ـ ليس غيره، ولا مَنْ يُشبهه، بل يسوع نفسه، مُحبّهم العطوف المُنعم غير المتغير «يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء» ( أع 11: 1 ).

إن هذين الرجلين، بلباسٍ أبيض، إما أن يكونا شاهدي زور، وإما أن ربنا يسوع سيأتي ثانيةً بنفس الكيفية التي صعد بها إلى السماء، ولا ثالث لهذين الأمرين على الإطلاق. إننا نقرأ في كلمة الله القول: «على فم شاهدين وثلاثة تقوم كل كلمة» ( 2كو 13: 1 )، وهكذا من فم الرسولين السماويين، اللابسين لباسًا أبيض، اللذين أتيا من دوائر النور والحق، من فمهما نقبل الكلمة الثابتة عن مجيء ربنا يسوع المسيح ثانية، مجيئه بصورة مجسَّمة، لتراه عيون خاصته، دون عيون سواهم. «يقول الشاهد بهذا: نعم! أنا آتي سريعًا. آمين. تعال أيها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ).



sama smsma 12 - 06 - 2012 12:44 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
مُرسَلٌ مِن اللـه

كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ ( يو 1: 6 )

إن للرب قصدًا في حياة كل مؤمن. إذ هو موجود في هذا العالم في إرسالية خاصة. نعم. إنك لم تولد بطريق الصدفة أيها الأخ العزيز، فعليك إذًا أن تعرف إرساليتك جيدًا. قد تقول إن الذين جاءوا إلى هذا العالم وكانت لكل منهم إرسالية خاصة هم أفراد قلائل مثل موسى ويوحنا المعمدان وبولس وغيرهم، أما أنا فلست كذلك، فلم يحدث أن رأيت الرب، ولم أسمع صوته يناديني ولو مرة واحدة. ولم يظهر لي إعلان سماوي واضح يُحدِّد لي مهمتي أو إرساليتي كما حصل مع هؤلاء. ولكن مع هذا فأنت من غير شك مُرْسَلٌ من الله لمهمة خاصة، كما كان موسى ويوحنا وبولس وغيرهم تمامًا. ومن الضروري لك جدًا أن تعلم إرساليتك، وإذا كنت لم تستطع أن تعرف بعد لماذا أرسلك الرب إلى هذا العالم، فإنك في حاجة قصوى أن تصلي وأن تتذلل أمام الرب قائلاً: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟». وحينئذ يكشف لك الرب مهمتك، ويعلن لك إرساليتك.

والواقع أنك كمؤمن حقيقي لم تقبل الإيمان إلا بعد أن أضاء لك الرب طريق الخلاص بدمه وأنار قلبك بروحه القدوس فوُلِدت الولادة الثانية، فأنت إذًا تحمل في نفسك نورًا مصدره الرب يسوع، وتستطيع أن تعكس هذا النور على الآخرين فيرون فيك ما يجذبهم إلى مصدره الحقيقي، وهكذا تكون واسطة لتُخبر الناس بكم صنع الرب بك ورحمك. فإرسالية كل مسيحي في هذا العالم هي ليشهد للنور كما كان يوحنا.

إنك تستطيع أن تُخبر الآخرين عن اختبارك في الرب. إن أي إنسان مريض يذهب إلى طبيب، وبعد أن يُشفى تمامًا من مرضه لا يَفتُر أن يتحدث عن هذا الطبيب أمام أصدقائه وأترابه. فكم بالحري أنت يا مَنْ نجوت من الهلاك الأبدي وصرت من أولاد الله الوارثين مع المسيح!

إن أقل ما يجب أن تفعله هو أن تحدِّث الآخرين عن الرب، وتأتي بالخطاة إليه ليمنحهم غفرانًا وخلاصًا، وحينئذ تكون قد حقَّقت قصد الله فيك، وتكون قد قمت بمهام إرساليتك التي أرسلك الرب لأجلها. إن هذا هو واجب كل مؤمن، وقد يكون للرب فوق هذا قصد آخر في حياتك فصلِّ للرب في تواضع وانكسار ليُعلنه لك.

فاحيا له ليلَ نـهـارْ كُنْ صادقًا ونفوعْ
قُدْ غيرَك نحو المنارْ دعْ غيـرك يرى يسوعْ

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:45 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح متروكًا من الله

وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ ..قَائِلاً:إِلُوِي، إِلُوِي،لِمَا شَبَقْتَنِي؟ اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ:إِلَهِي،إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ( مر 15: 34 )

الكلمات السابقة لا يمكن أن تكون اختبار داود أو غير داود، لأن داود نفسه ذكر في مزمور37: 25 «كنت فتىً وقد شخت، ولم أرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عنهُ». فالله لا يتخلى عن البار، ولا يُحوِّل عنه عينيه ( أي 36: 7)، كما أنه لم يترك شخصًا طلبه، ولهذا تغنى له المرنم بالقول: «ويتكل عليك العارفون اسمك، لأنك لم تترك طالبيك يا رب» ( مز 9: 10).

وليس فقط الرب لا يترك البار، بل حتى الأشرار هو الآن ليس بعيدًا عنهم. فحتى هذه اللحظة ورغم أنهم بالفعل دائمًا، وبالفم أحيانًا «يقولون لله: ابعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَرّ» ( أي 21: 14)، إلا أنه ما زال قريبًا ( إش 55: 7 ). وآه عندما يمسكهم الرب من كلامهم ويقول لهم: «تباعدوا عني يا جميع فاعِلي الظلم!» ( لو 13: 27). لعلنا نتذكر كيف أن الملك شاول عندما علم أن الرب قد فارقه ورفضه؛ انتحر. إن الناس في غباوتهم يقولون لله «ابعُد عنَّا»، وهم لا يدركون أية حالة مُرعبة سيكونون عليها إذا حدث ذلك.

لكننا حتى هذه اللحظة، ونحن نعيش في زمن النعمة، الرب ليس بعيدًا حتى عن الأشرار، وهذا ما قاله الرسول بولس أمام حكماء أثينا الجهلاء! ( أع 17: 23-28). يقول الرسول بولس لهم: «فالذي تتقونه وأنتم تجهلونه، هذا أنا أُنادي لكم به». ثم يستطرد: «مع أنه عن كل واحدٍ منا ليس بعيدًا. لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد» ( أع 17: 23-28).

لكن مع ذلك يوجد شخص واحد فريد، يُسجل الكتاب المقدس عنه 11 مرة أنه بار، بل أقول إنه ليس مجرد بار كأولئك الذين وصفهم الكتاب المقدس هكذا، بل هو مُطلق البر، ومع ذلك نسمعه يصرخ من فوق الصليب: «إلُوي، إلُوي، لمَا شبَقتني؟ الذي تفسيره: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟».

يقول العارفون إن الكلمة الأرامية التي قالها الرب في صرخته لإلهه «لمَا شبَقتني؟» تعني حرفيًا لماذا سبقتني؟ لقد كانا معًا في رحلة رائعة بهيجة ( مز 22: 9 -11)، وبلغة الرمز كما قيل عن إبراهيم وإسحق: «فذهبا كلاهما معًا» ( تك 22: 6،8)، يمكن أن يُقال أيضًا وبصورة أعظم عن الآب والابن. لكنه الآن تركه خلفه وسبقه، فانقطعت الشركة السعيدة، وحل الظلام الرهيب! لهذا صرخ المسيح صرخة الفزع هذه.

فهل هناك الله قد تركَكَ وعن صراخِكَ بعيدًا قد غَدا
فالآن في الوجه الذي قد أُفسدَ نقرأُ مجدَ الله فائقًا بَدا

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:46 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
صَنعوا لـه هناك عشَاءً

فَصَنَعُوا لَهُ ..عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ،وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ..فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ ..طِيبِ..فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ ( يو 12: 2 ، 3)

يا لها من عائلة عظيمة كانت في بيت عنيا! ويُخبرنا التلميذ الذي أحبه يسوع أن يسوع أحبّ مرثا وأُختها ولعازر ( يو 11: 5 ). وعندما مرض لعازر، أرسلت أختاه إلى يسوع قائلتين: «يا سيد، هوذا الذي تحبه مريض» ( يو 11: 3 ). والرب في محبته أقام لعازر من الأموات، لذلك صنعوا له عشاء.

هل فعل الله معك شيئًا مُماثلاً؟ هل أقام شخصًا في عائلتك من موته الروحي، وهو أخطر كثيرًا من الموت الجسدي؟ إن نعم، فهل ترغب في أن تصنع له عشاءً؟ تأكد إنه لن يرفض دعوتك، فهو يحب أن يسكن وسط شعبه. والبيت المسيحي الحقيقي هو مكان يتوق الرب أن يُشرِّفه بحضوره.

ولكن الآن دعونا في عجالة نرى ماذا كان يعمل كل فرد من هذه العائلة:

1- مرثا خدمت. كلمتان تستحقان مجلدات لنكتب عنهما. وداعًا للكسل! لقد وعد المسيح مَنْ يخدمه بأن يُكرمه الآب «إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يُكرمه الآب» ( يو 12: 26 ).

2- لعازر جلس على المائدة معه. يا له من امتياز! آخرون كان لهم اختبار مُماثل. قال داود: «ترتب قدامي مائدةً تُجاه مضايقيَّ» ( مز 23: 5 ). ليتنا جميعًا نتعلَّم ماذا يعني أن نجلس معه إلى المائدة. العروس في سفر نشيد الأنشاد كان لها هذه الرغبة فناجت محبوبها: «أخبرني يا مَن تُحبه نفسي، أين ترعى، أين تُربض عند الظهيرة (أين تُطعم قطيعك)؟» ( نش 1: 7 ).

3- وماذا عن مريم؟ آه ليتنا نتعلَّم منها الدرس الذي وعَته! لقد سجدت .. لقد سكبت مريم الكل عند قدمي السيد: قلبها، ونفسها، وثروتها، ومجدها.

أكرر مرة أخرى .. يا لها من عائلة! لعل ذلك كان السبب أن يسوع قبل الفصح بستة أيام أتى إلى بيت عنيا، ثم بعد ذلك صعد إلى السماء من ذات البقعة: بيت عنيا ( لو 24: 50 ، 51). ليت كل بيت من بيوتنا يكون بيت عنيا! آمِينَ.

ما أسعَدَ البيتَ الذي قد حَلَّ فيهِ ابنُ العَلي
حيثُ المسيحُ المُفْتَدِي أضْحَى رئيسَ المَنزِلِ

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:48 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
آسَا .. بداية مجيدة ونهاية حزينة!

أَيُّهَا الرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقًا عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ الْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ اتَّكَلْنَا ( 2أخ 14: 11 )

كان آسَا من ذوي البداية الحسنة والإنجازات الروحية الطيبة «وعمل آسا ما هو صالح ومستقيم في عيني إلهه». وهو صاحب الصلاة الشهيرة التي تُعلن أفضل اتكال على الرب ( 2أخ 14: 11 ). على أن الحال لم يستمر هكذا بكل أسف!! فبعد سنوات من الانتصار التاريخي على جيش زارح، وقوامه مليون جندي مدججين بالمعدات الحربية، تعرَّض آسَا لمناوشات من جاره بعشا ملك إسرائيل (2أخ16). ولعلنا كنا نتوقع أن يلجأ لذات الملجأ الذي لا يخيب. لكن العجب أن هذا الذي لجأ للرب عند التحدي الرهيب، لجأ للبشر عندما كان الأمر أبسط بكثير!! ولذلك نسمع تقدير الرب لفعلة آسَا «قد حَمقت (تصرفت بحماقة) في هذا». ونرى الأمر يتدهور بآسَا؛ فإذ به يرفض التوبيخ مُعاندًا الرب، ويضايق الشعب، ثم إذ يمرض مرضًا تأديبيًا يستمر مُعاندًا رافضًا الرجوع إلى الرب!

ودعونا نلتقط بعض الدروس عن أسباب سقوطه:

(1) الاتكال على غير الرب، آفة كفيلة بتدمير حياة المؤمن. فاتكالك على شخص ما، أو شيء ما، أو واسطة، أو حيلة، أو إمكانية، أو على أي شيء في نفسك؛ يعلن بشكل ما رفضك للحماية الإلهية، ومحاولتك نفض السِتر الإلهي من فوقك.

(2) كثيرًا ما ننسى أن العدو لا يحاربنا في نقاط فشلنا فقط، بل أيضًا يحاربنا في نقاط انتصرنا فيها. ولقد سقط آسَا في نفس نقطة نجاحه السابقة؛ الاتكال على الرب.

(3) المأساة الكبيرة أن آسَا لكي يتمم خطته بالاعتماد على البشر أخرج فضة وذهبًا من خزائن بيت الرب ليدفع لمتكله ثمن اتكاله عليه ( 2أخ 16: 2 ). وهكذا الاتكال على غير الرب يصاحبه تقديم تنازلات في أمور إلهية روحية.

(4) وبالإضافة إلى ما تقدَّم، فقد خسر آسَا فرص الانتصار على أرام مستقبلاً «من أجل أنك استندت على ملك أرام ولم تستند على الرب إلهك، لذلك قد نجا جيش ملك أرام من يدك» (ع8)، وهذا ما حدث تاريخيًا بالفعل. وأي مُتَّكل نتكل عليه في الأغلب سيتحول يومًا إلى عدو لنا، وإذا سبقنا واتكلنا عليه، فمن غير المتوقع أن نستطيع الانتصار عليه.

ليتنا لا ننسى هذا القول الكريم: «لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» (ع9). فليت قلوبنا بالكامل تكون نحوه، لا ترجو غيره.

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:49 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
آدم: أين أنتَ؟

فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟ ( تك 3: 9 )

ما أجمل هذه الكلمات التي تُظهر النعمة الإلهية. ليس هذا صوت رجل الشرطة، لكنه نداء المحبة والحنان. ومهما كانت الخلفية سوداء ومُعتمة، لكنها تعمل على إظهار لمعان وغنى نعمة الله. إن النِعَم التي أنعم بها الله على أبوينا الأوّلين كانت بلا حدود. كان لهما كل ما تشتهيه النفس، ولم تكن هناك سوى وصية واحدة تحدّ من حريتهما، هذه الوصية كانت لأجل اختبار مدى إخلاصهما وأمانتهما لله الخالق، ولذلك كان سقوطهما عظيمًا وخطيتهما شنيعة! وإذا كان غضب الله قد أفناهما ما كان ذلك يدعو للعجب، وما اُعتُبر ذلك قساوة زائدة، بل كان ذلك عين العدل. لقد كانا مستحقين العقاب، لكن ذلك لم يحدث. فالله في تنازله العجيب، وفي رحمته الغنية ذهب وراء الضال، وجاء إلى جنة عدن ينادي: «آدم: أين أنت؟».

ويُمكننا أن نلخِّص مغزى هذا النداء في هذه الكلمات: إن نداء الله لآدم لا يزال يتردد في أُذن كل خاطئ «أين أنت؟». إنه نداء العدل الإلهي الذي لا يستطيع أن يتغاضى عن الخطية. وهو أيضًا نداء الحزن الإلهي الذي يتألم لأجل الخاطئ. كما أنه نداء المحبة الإلهية التي تقدم الفداء من الخطية. ولكل واحد منا يتكرر النداء: «أين أنتَ؟».

ولم يكن آدم هو الذي بحث عن الله، لكن الله هو الذي سعى وراء آدم. ولم يَزَل هذا هو الشائع والمألوف، لأنه «ليس مَن يفهم. ليس مَن يطلب الله» ( رو 3: 11 ). فالله هو الذي سعى وراء إبراهيم ودعاه وهو بعد وثني. والله هو الذي طلب يعقوب في بيت إيل وهو هارب من وجه عيسو أخيه. وكان الله هو الذي طلب موسى إذ كان هاربًا في برية مديان. والمسيح هو الذي دعا الرسل إذ كانوا منشغلين بصيد السمك، ولأجل ذلك قال لهم: «ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم» ( يو 15: 16 ). والمسيح في محبته هو الذي «جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هَلك» ( لو 19: 10 ). إنه الراعي الذي يبحث عن الخراف، وليست الخراف هي التي تبحث عن الراعي. وما أصدق هذه الكلمات: «نحن نحبُّه لأنه هو أحبنا أولاً» ( 1يو 4: 19 ).

آه لو استطعنا أن نُدرك التنازل العجيب لله أن يأتي متضعًا ويُظهر اهتمامه بالبحث عن مخلوقات مسكينة نظيرنا.



sama smsma 12 - 06 - 2012 12:50 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
هؤُلاء ليسَ لهُم أَصلٌ

وَﭐلَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهَؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ.. ( لو 8: 13 )


نفسي ... ليتكِ يا نفسي تفحصين اليوم ما بداخلك في ضوء هذا القول. لقد قبلتِ الكلمة بفرح، وانتعشَت مشاعِرك وتأثرتِ كثيرًا، ولكن تذكَّري، إنّ سرورك بالكلمة وقبولها في أُذنيك شيءٌ، وقبولك المسيح في قلبك وأعماقك شيءٌ آخر.

كثيرًا ما ترتبط المشاعر والتأثيرات العاطفية السطحية في الخارج بجمود القلب وقساوته في الداخل. إن التأثيرات التي تُداعب مشاعرنا وتُثيرها ليست تأثيرات دائمة في معظم الأحيان.

في مَثَل الزارع حدث أن وقعت بعض البذور على الصخر المُغطى بطبقة رقيقة من التربة، وعندما بدأ النبات في النمو عاقته الصخور عن النمو داخل التربة، فماذا حدث؟ بدلاً من أن يمتد في أعماق الأرض رفع عوده إلى فوق بقدر ما يستطيع. ولكن من أين يأتي بالغذاء اللازم لنموه وهو ما يستمده من التربة الغنية بالسماد؟ وهكذا ـ للأسف الشديد ـ ضمر وذبل.

هل هذه هي حالي؟ أخشى أن تكون هي بالفعل حالتي رغم قبولي للمسيح مخلِّصًا وفاديًا. فلربما أستمع إلى كلمات تحريض قوية عن التكريس فأنفعل وأتجاوب وتشتعل فيَّ مشاعري، وأظهر بمظهر رائع لمؤمنٍ كله حماس وتأثر، ومع ذلك فالحقيقة أنه لم يكن هناك قرار صادق عميق بالتخلي عن رغباتي وشهواتي ووضعها على مذبح التكريس مهما كانت الكُلفة.

إن النمو الحقيقي هو الذي يأخذ الاتجاهين، أعلى وأسفل، في ذات الوقت. ينبغي أن تكون التربة صالحة أولاً حتى تستقبل البذرة الجيدة فتُثمر نباتًا جيدًا.

عندما أقترب إلى كلمة الله بكل خشوع وبقلب خاضع لسلطان الكلمة الإلهية، فإن الروح القدس يعمل عمله في تربة قلبي فيحرثها ويقلِّبها ويجهزها لتكون صالحة جيدة. أما إذا رفضت الخضوع للكلمة ولسلطانها مع ما في ذلك من انسحاق حقيقي وحكم على الذات، فالله له طرقه التي بها يتعامل مع قلبي، والتي بها يحرث قلبي بمحراثه الإلهي حتى ولو أدى هذا إلى إلزامي بالدخول إلى السفينة التي تعذبها الأمواج، أو إلى العبور بوادي البكاء والأنين.

نفسي .. ليتك يا نفسي تستيقظين من خداع المشاعر السطحية الوهمية، وتطيلين الجلوس في محضر الله، وتَرين كل أمورك بعين الله الفاحصة، وتأخذين قرارات صادقة عملية وحقيقية من القلب، لتكوني أرضًا جيدة تقع عليها بذار جيدة وتنتج زرعًا جيدًا لمجد الله.


sama smsma 12 - 06 - 2012 12:51 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
كل الأشياء

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، ... ( رو 8: 28 )

هذه العبارة هي مَعين لا ينضب يفيض بالتعزية والتشجيع في وقت التجربة وامتحان الإيمان. فالرسول يقول إن كل شيء، سواء كان مقبولاً أو غير مقبول حسب الظاهر، لا بد أخيرًا يتحول للخير وفق مخطط الله الكُلي الصلاح، المُهيمن والمُمسك بزمام الأمور. صحيح عندما تحلّ الأحزان والكوارث، يصعب على الإنسان أن يدرك ويثق أنها تعمل معًا للخير، لكن هل هذا يغيّر شيئًا من الحقيقة؟

هذا القول موجّه «للذين يحبون الله»، «الذين هم مدعوون حسب قصده». فهو خاص بأولاد الله؛ الله «الذي لم يُشفق على ابنهِ بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟». ليهتف كل مؤمن محبوب من الله الآب، مهما كانت أبعاد الأعماق التي يحيا فيها مع أثقال الحياة وعبئها قائلاً: «ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله».

إن الأحداث اليومية بكل تفاصيلها، هي التي من خلالها يتمم الله خطته، ولا تستطيع أية ظروف أخرى أن تجلب لك الخير الأفضل حسب قصد الله الحكيم الذي لا يخطئ، أحسن من الظروف التي تُحيط بك الآن، فاقبل بسرور أن يتمم الله مشيئته الصالحة، فتستقر الحياة، ويسود السلام ويمتلئ القلب بالراحة والفرح والسرور.

إن حوادث الحياة مترابطة وممتزجة معًا كوصفة طبيب ماهر وخبير، وقد وردت هذه العبارة في إحدى الترجمات ”ونحن نعلم أن الله يمزج كل الأشياء للخير للذين يحبون الله“.

ما أكثر ما حكمنا في الماضي على أمور كانت تُرى ـ حسب الظاهر ـ أنها بلايا ومصائب ستُنهي الحياة، وتقطع كل أمل ورجاء، وإذا بمرور الزمن ثبت أن الله كان يختزن لنا من ورائها الخير الجزيل. فيوسف الذي لاحقته المتاعب والمصاعب، الذي بيع عبدًا وأُلقيَ به في السجن وهو بريء، لم يكن من السهل عليه أن يرى في ذلك ما هو لخيره، ولكن الأيام تمرّ، وبعد وقت طويل إذ يذكر هذه الأحداث التي مرَّت به، يقول لإخوته «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا» ( تك 50: 20 ).

إن لله في أحداث الحياة قصدًا لائقًا به يعرفه هو نفسه، أما نحن فمِن أمس ولا نعلم. فحري بنا أن نثق فيه وفي محبته، وفي هدوء وصبر ننتظره.

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:52 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
كونُوا قدِّيسين

..أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ،لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَلاَ تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَبِيبٍ..عَلَى الأَرْضِ ( لا 11: 44 )

منذ ثلاثة آلاف سنة أُعطيت هذه الكلمات إلى شعب الله الأرضي، ولكنها إلى هذا اليوم تحتفظ بطبيعتها كمبدأ واجب التطبيق على حياة المؤمن في هذه الأيام كما نرى في الإشارة التي أوردها بطرس قائلاً: «بل نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة. لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأني أنا قدوس» ( 1بط 1: 15 ، 16) وكان بطرس طبعًا يشير إلى هذه الوصية. فما يردده رسول العهد الجديد إنما هو وصية إلهية إلى جميع أولاد الله في كل زمان. وجوهر هذه الوصية أن الله القدوس يطلب القداسة. وما هي القداسة؟ يمكن تعريفها بكل بساطة بأنها: الانفصال والافتراز؛ الانفصال عن الخطية والشر في جميع أشكالهما، الانفصال عن كل شر أدبي أو روحي من أي نوع كان. إن القداسة الحقيقية ليست هي مجرد المظاهر التقوية ولا هي مجرد قداسة كلامية، لأن كثيرين جدًا يتكلمون بلغة مقدسة في حين أن حياتهم العملية تختلف جدًا عن لغتهم. كما أن القداسة الحقيقية ليست مسألة ممارسات دينية شكلية. إن الذهاب إلى اجتماعات العبادة أمر ضروري ولازم، لكنه في ذاته ليس هو القداسة. إن القداسة الحقيقية هي الابتعاد عن الخطية وليس أقل من ذلك. إنها الانفصال عن الشر أولاً بالقلب والذهن، وثانيًا بالحياة العملية.

والقداسة ليست وصية إلهية فقط، بل هي أيضا جوهر لازم لكل حياة مسيحية. وكاتب الرسالة إلى العبرانيين يعبِّر عن ذلك بقوله الخطير: «القداسة التي بدونها لن يرى أحدٌ الرب» ( عب 12: 14 ). لقد هيأ الله وسيلة لإسرائيل قديمًا ليكونوا شعبًا مُفترزًا مقدسًا بواسطة الذبائح والتقدمات. هكذا ربنا يسوع المسيح قد صار لعنة لأجلنا وحُسب خطية لكي يقبلنا الله فيـه كأبرار وقديسين «لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ). إن قداستنا ليست في أنفسنا بل في المسيح. لقد قبلنا الآب كقديسين في المسيح وبالتبعية ينبغي أن نعيش منفصلين. والانفصال معناه الابتعاد عن كل ما هو خطية وعن كل ما ينجس، وعن كل ما يضاد مشيئة الله. هذه القداسة العملية من عمل الروح القدس الساكن فينا وتتحقق عن طريق الخضوع له. وأن نكون قديسين معناه أن نكون قدسًا للرب.

يا ربُّ كرِّسني وكنْ ممتلكًا إرادتي
درِّبْ حياتي سيدي في منهـج القداسةِ

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:53 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المحبة الفائقة
إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى ( يو 13: 1 )
محبة المسيح! إن القلب ليعجز عن التعبير عن محبة ربنا المبارك العزيز، هذه المحبة التي لا تُحد ولا مثيل لها. وكل قديسي الله الذين تكلَّموا أو كتبوا عن محبة المسيح، لم يبينوا قط كمالها واتساعها، علوها وعمقها، فهي «محبة المسيح الفائقة المعرفة» ( أف 3: 19 ). ومع هذا فنحن فعلاً نعرف محبة المسيح، ومع أننا لا نستطيع أن ندرك هذه المحبة العظيمة الأبدية إدراكًا كاملاً، إلا أن قلوبنا تستطيع أن تتمتع بها، ونستطيع أن ننمو في معرفتها. والرب نفسه، الذي اتجهت إلينا محبته، يريد منا أن نشرب على الدوام من نهر محبته غير المتغيرة، ونقبل دلائل جديدة ولمحات جديدة خاصة بهذه المحبة. إن الروح القدس يتوق دائمًا أن يُعرِّف قلوبنا الضعيفة ويسكب فيها محبة المسيح.

إن محبة سيدنا محبة أزلية. إنها ليست حادثة في الزمان، بل تسبق تأسيس العالم. فعين نعمته قد تطلعت إلينا، ومحبته اتجهت نحونا من قبل وجودنا. عرف شرنا وعداوتنا وفسادنا، وفي محبة فائقة المعرفة تطلع إلى الأمام، إلى الوقت الذي فيه يُظهر محبته لنا، نحن خلائقه الساقطة.

إن المحبة هي التي أتت به من المجد. وما أعظم المحبة التي جعلته ينزل إلى هذه الأرض المظلمة المضروبة بالخطية، المملوءة بالأعداء! ما أعظم المحبة التي جعلته يُخلي نفسه، ويأخذ صورة عبد. حقًا إنها محبة فائقة المعرفة.

وما أعظم المحبة التي نراها في كل خطوة من ذلك الطريق الموحش! ما أعظم العطف الذي نكتشفه في كل عمل وفي كل كلمة. أينما نظرنا نجد المحبة، وبها أحاط الفقراء والخطاة والمنكسري القلب والمظلومين والمطرودين. لقد حملت المحبة أولئك الضعاف والساقطين من التلاميذ الذين آمنوا به.

ولقد بيَّن محبته لخاصته بخدمته لهم. لم يُرضِ نفسه، بل أتى ليَخدِم. «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المُنتهى». اتَّزَرَ بمِنشَفة وابتدأ يغسل أَرجُل التّلاميذ، وكان هذا ثمر المحبة. وما عمله كانت المحبة هي الدافع له. محبته كانت مستمرة مضحية محتملة لا تعرف الملَل. ومحبة الذات التي أظهرها تلاميذه لم تُطفئ هذه المحبة. لم يستطع أي شيء أن يُطفئ محبته لخاصته، ولن يستطيع إلى الأبد.

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:55 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النور والمحبة لكل الأجيال

الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ اَلْحَقِيقيّ اَلآنَ يُضِيءُ … مَنْ يُحبُّ أخَاهُ يَثْبتُ في النُّور ( 1يو 2: 8 ، 9)

أحبائي، من المعروف أن الله نور كما أن الله محبة. فهيا بنا لنُطعَم على مزيج عجيب من المحبة والنور يتمشى على الأرض في شخص المسيح؛ تلك المحبة النورانية التي لم تتساهل إطلاقًا مع خطية. والقداسة المُحبة التي لم ينفر منها حتى العشارين.

ـ في مذود بيت لحم تجدنا نتعجب من المحبة التي ألبست القوة الأزلية رداء الضعف والاتكال. وكم تؤخذ قلوبنا بالنور الذي في بيت الناصرة الذي وهو في تمام الخضوع للمطوَّبة ويوسف، كان عليه في ذات الوقت أن يكون فيما لأبيه ( لو 2: 49 ، 51). ما أجمله!!

ـ ولو جلسنا بجواره على بئر سوخار (يو4) سنرهب أمام النور الذي سطع في ضمير امرأة سامرية مسكينة، وسنسجد لمحبته التي قدمت لها عطية الله والماء الحي الذي ينبع إلى حياة أبدية .. ما أجوده!!

ـ ويوم موت لعازر أعلنت محبته لمرثا أنه القيامة والحياة، كما سارت (ذات المحبة) مع مريم خطوة بخطوة إلى قبر أخيها مشاركة إياها دموعها. بينما لمع نور الحياة في حَزمه الشديد مع عدم الإيمان «أَ لم أقُل لكِ إن آمنتِ ترين مجد الله؟» ( يو 11: 25 - 44). ما أمجده وكله مشتهيات!!

كم نخشع أمام النور الذي اخترق ضمائر الكتَبة الذين اشتكوا على المرأة الزانية! ( يو 8: 1 - 11)، بينما المحبة صرفتها مُبكتَّة غير مُعاقبة، مُعطية إياها قوة لعدم الخطية: «اذهبي ولا تخطئي». ما أقوى نعمته المُحررة!!

إننا نتعبد له عندما نتذكَّر كيف عاتب النور المطوَّبة عند تدخلها غير الواعي، وكيف أن المحبة أثناء أمرّ ساعات آلامه قسوة، فكَّرت في هذه الأم المثالية.

إننا نقف بهيبة في حضرة نور ذاك الذي كشف ما في قلب سمعان الفريسي ( لو 7: 36 - 50) ووَّبخه على مائدته. والمحبة التي منحت الغفران والسلام والضمان لامرأة خاطئة، غسلت رجليه بدموعها. ما أرهبه، وما أعظم اتضاعه!!

إخوتي المباركين .. هذه لمحة سريعة من محبة السيد الفياضة ونوره الكشاف. فليتنا نسجد لمحبته ونتعلم كيف نعامل إخوتنا بمحبة نظير محبته. ولنَدَع نور محضره ينقي قلوبنا ويفتح عيوننا على عظمة شخصه، بل يقود سفن حياتنا، هذا هو امتيازنا عن الشعوب حولنا: ” نوره ومحبته“.


sama smsma 12 - 06 - 2012 12:56 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
لكي تعرف إجادة الرب

يَا شَعْبِي اذْكُرْ بِمَاذَا تَآمَرَ بَالاَقُ..وَبِمَاذَا أَجَابَهُ بَلْعَامُ .. مِنْ شِطِّيمَ إِلَى الْجِلْجَالِ، لِكي تَعْرِفَ إِجَادَةَ الرَّبِّ ( مي 6: 5 )

أ يحتاج بزوغ الشمس إلى إثبات؟ أم تَشُكُّ يا عزيزي، فهِمتَ أم لم تفهم، كثيرًا أم قليلاً من الخلفيات العلمية، في حقيقة وجودها؟ فَوَ إن شككتَ خطأً في ذلك، فاحذر من أن تُمسَك عيناك من أن ترى جود الرب.

«لتعرف إجادة الرب» أ ليس عن هذا المورد الغني، أقصد ”جود الرب“ تَغنى داود وسط جباب الحرمان «إن أبي وأمي قد تركاني» ( مز 27: 10 )، ومضاييق الأزمان «واهدني في سبيل مستقيم بسبب أعدائي» ( مز 27: 11 )، وبطش العدوان «لأنه قد قام عليَّ شهود زور ونافث ظلم» ( مز 27: 12 ) ولكنه تغنى بلغة الإيمان، مُستشعرًا فيه فيض الأمان، «لولا أنني آمنت بأن أرى جُود الرب في أرض الأحياء» ( مز 27: 13 )

كثيرًا ما تعكس لنا الأراضي المُمهدة جود الرب، وهذا حسن، ولكن الأحسن منه، أن لا نُحرَم من استشعاره حتى عندما يضيق بنا الطريق، أو تهوي بنا المركبات فيه، فنبيتُ مُعَرْقلين ”فَوَ إن بادَ عنا المَنَاص“ تظل لنا ”كأس الخلاص“ فائضةً بإجادة السيد، فنستقي منها «مياهًا بفرح من ينابيع الخلاص» ( إش 12: 3 ).

مَنْ منا لا يخشى الظلام؟ بل ومَنْ منا لا يعبأ بالسهام؟ ولكن ماذا إذا طارت السهام في حدقة الظلام؟ أقصد: ماذا إذا قصد العدو المؤامرة، وأخفاها قصيرًا أو طويلاً ليحيكها بحبكةٍ فنيةٍ، ثم ينفثها في خريطةٍ مختارةٍ في عربات موآب؟ ولا تنسَ أن العدو هو ”بالاق ملك موآب“ وطالما انتسب إلى هذا الأصل الذميم، فجنون الجسد ليس له روادع، ولا إن نطق حمارُ حليفِهِ، بحديث العاقل الفهيم، ولكن دعني أفصِحُ لك يا عزيزي، عما من شأنِهِ أن يجعل الموقف أكثر تعقُدًا وحَرَجًا: فماذا لو كان الشعب المُشتكى عليه، موفورَ العارِ، ووسط محلتهِ، كذلك مؤخرتها لا تقص إلا عن ماضٍ وحاضرٍ وخيم؟ فهذا هو المُشتكي، وهؤلاء هم المُشتكَى عليهم، فمن أين لنا بالمناظرِ المُضيئة؟ أ ليست من جودِ الرب؟

إن واحدة من المواقف التي تجعلنا نعرف إجادة الرب، هي مؤامرات الأعداء: فأستير كما مردخاي، كما الشعب في هذه الحادثة، كما نحن تمامًا نتغنى مع مَنْ تغنى: «مَن سيشتكي على مُختاري الله؟ الله هو الذي يُبرر!» ( رو 8: 33 ).

وإن تُزمجرُ العِدى ضدي في أي آنْ
ليرعبوني فأنا بالرب في أمانْ

sama smsma 12 - 06 - 2012 12:58 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
يوسف وسر نجاحه

فكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ و َأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟ ( تك 39: 9 )

إن الأسلوب الرائع الذي استخدمه يوسف للتعبير عن استنكاره لعمل الخطية، والوارد في قوله: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟»، ليسترعي انتباهنا ويأخذ بمجامع قلوبنا، فهو يدل على:

أولاً: وجود يوسف في حالة الإدراك الحقيقي لمركزه كأحد قديسي العلي، فهؤلاء يترفعون عن عمل الخطية، لأنها لا تتناسب مع مركزهم السماوي. فلسان حالهم دائمًا أبدًا: «نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعدُ فيها؟» ( رو 6: 2 ).

ثانيًا: عدم تفكيره في النجاسة من قبل: لو كان يوسف يفكر في النجاسة أو يشتهيها من قبل لكان قد ضعف أمام امرأة فوطيفار واستجاب لرغبتها الأثيمة. ولكن ما أبدَاه من شمم وإباء من جهة عمل الفحشاء، دليل قاطع على أنه كان يعيش في كل حين في جو القداسة. وهكذا يكون الحال معنا، إذا عشنا في هذا الجو مثله.

ثالثًا: فداحة النجاسة: إن كثيرين يلهون بالنجاسة دون وعي أو إدراك، ولكن الذين يعيشون في حضرة الله ينظرون إليها بذات النظرة التي ينظر بها الله إليها، فيرونها كما رآها يوسف؛ شرًا عظيمًا. فعندما تراءى الله لإشعياء النبي قديمًا، صرخ هذا لساعته قائلاً: «ويلٌ لي! إني هلكت، لأني إنسانٌ نجسُ الشفتين» ( إش 6: 5 ). فنجاسة الشفتين (أو مجرد استخدامهما في نطق كلام لا يليق بجلال الله وقداسته)، التي كان يراها إشعياء فيما سبق شيئًا عاديًا، رآها في نور الله شيئًا خطيرًا يستحق عقابًا أبديًا. وهكذا الحال معنا، فعندما ندرِّب نفوسنا على الوجود في حضرة الله، نفزع من الخطية، ولا نفكر في إتيانها.

رابعًا: عظمة يوسف: نعلم من التاريخ أن يوسف لم يُتوَّج حاكمًا في مصر إلا بعد 14 سنة تقريبًا من انتصاره على الأهواء الجسدية في بيت فوطيفار. لكن ألا ترى معي أن يوسف عندما قال لهذه المرأة: «كيف أصنع هذا الشر العظيم؟»، كان يلبس تاجًا روحيًا أبهى من التاج الذهبي الذي لبسه فيما بعد، عندما اعتلى عرش مصر! نعم فالتاج الروحي أبهى من التاج الذهبي بما لا يُقاس. فالأول مجد سماوي يضعه الله على هامة القديسين، ويظل عليها إلى الأبد. بينما الثاني مصنوع من معدن من الأرض، ويضعه الناس على شخص معيّن إلى حين، مع أن هذا الشخص قد يكون في باطنه دنيئًا، لا يستحق سوى الاحتقار والازدراء.



sama smsma 12 - 06 - 2012 01:08 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
فرصة جديدة .. ربما الأخيرة

كُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ! ( مت 22: 4 )

أيها القارئ العزيز: لقد أحاطك الله بعنايته وأدخلك بسلام إلى العام الجديد. وهو بذلك قد أتاح لك فرصة جديدة لكي تُقبل إليه بالتوبة والإيمان فتنال خلاص نفسك الثمينة.

إن الله يحبك، بالرغم من كل ما ارتكبته من الشرور والآثام، وما أهنته به من المعاصي والذنوب، وما زال يُطيل أناته عليك مترقبًا رجوعك إليه. لقد أعد لك خلاصًا أبديًا بموت الرب يسوع المسيح على الصليب لأجلك، وهو يريد من كل قلبه أنك تمد يد الإيمان لتنال هذا الخلاص الثمين لنفسك الآن.

فقف لحظة أيها العزيز في مُستهل هذا العام الجديد، وتفكّر في نفسك الخالدة ومصيرها الأبدي. كيف تهتم بمستقبلك الأرضي الزائل، وتغفل أمر أبديتك التي لا تنتهي؟ «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسِرَ نفسه؟» ( مت 16: 26 ).

نرجو أن تصغي بكل انتباه إلى قول الكتاب المقدس «وُضِعَ للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة» ( عب 9: 27 ) وأيضًا «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» ( يو 3: 36 ) ويا لهول الدينونة! ويا لشدة غضب الله! ولكن اسمع قول المسيح المُفرح: «إن مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة» ( يو 5: 24 ). فالله قد أعدّ خلاصًا كاملاً مجانيًا لكل الخطاة، وهو ينادي قائلاً: «كل شيءٍ مُعدٌّ. تعالوا إلى العُرس!» ( مت 22: 4 ). فهلا تسمع صوته وتقبل دعوته الآن؟

أيها القارئ العزيز، إننا نناشدك بمحبة الله العظيمة لك، وبصليب المسيح وآلامه لأجلك، وبنداء الروح القدس لقلبك، وبقيمة نفسك الثمينة الخالدة، وبجميع أفراح السماء، وبجميع أهوال بحيرة النار المتقدة ـ بهذه كلها نناشدك أن تسلِّم قلبك للمسيح بالتوبة والإيمان الآن في هذه اللحظة. لا تؤجل ولا تناقش، بل تعالَ كما أنت بكل خطاياك وأحمالك الثقيلة، تجد قلبه مُحبًا مُرحبًا لأنه قال: «مَن يُقبل إليَّ لا أُخرجه خارجًا» ( يو 6: 37 ). إنه يغفر لك خطاياك ويطهرك من كل آثامك، ويمنحك سلامًا كاملاً وفرحًا أبديًا.

أيها العزيز، لا تتردد. لا تهمل هذا الخلاص العظيم. لا ترفض هذه الهبة المجانية الثمينة «هوذا الآن وقتٌ مقبول. هوذا الآن يومُ خلاص» ( 2كو 6: 2 )، وبعد قليل جدًا سيأتي المسيح حسب وعده، ويأخذ مفدييه إلى أمجاد السماء ليكونوا معه إلى الأبد. وستكون معهم إذا قبلته بالإيمان القلبي الآن.



sama smsma 12 - 06 - 2012 01:10 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أربع مَرَاسٍ

ابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ ..مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ.. وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوع.. ( يه 1: 20 ، 21)

لكي ما نبقى محفوظين أثناء ليل الارتداد المُظلم، فإننا نحتاج أربع مراسِ لكي ما تبقى نفوسنا راسية وثابتة بها. ورسالة يهوذا التي تُصوِّر لنا ظلمة الأيام الأخيرة للمسيحية، تُعطينا ما يتجاوب مع الأربع مراس في أعمال27: 29. فبعد أن تحدَّث عن الارتداد المُريع والشر، فإن يهوذا يتحوَّل إلى المؤمنين، ويُخبرهم أن يفعلوا أربعة أمور:

فأولاً: يجب أن نبني أنفسنا على إيماننا الأقدس. ونحتاج أن نلتصق بالحق في كل قوة تقديسه وحفظه، وألا نقلل من مستوى الحق جزئية واحدة. إنها كلمة الله التي تبنينا وتجعلنا أقوياء وثابتين. ويلزمنا أن نتغذى عليها، ونعمل بها، ونبني أنفسنا على أساس إيماننا الأقدس. هذه مرساة حقيقية لنفوسنا.

وثانيًا: نحتاج إلى مرساة الصلاة «مُصَلِّين فِي الرُّوحِ القدسِ». إن الصلاة في الروح هي التوازن الضروري للتغذي على الكلمة، وحفظ النفس منتعشة أمام الله، وفي شركة معه. والصلاة في الروح تتطلب سلوكًا في الروح، وتدريبًا في الحكم على الذات. والصلاة هي المورد ومصدر القوة في كل الأوقات.

وثالثًا: نحتاج أن تُحفظ أنفسنا في محبة الله. إنه ليس هنا أننا نُحب الله، مع أن هذا ما يجب أن نفعله بالتأكيد، بل أننا نحفظ أنفسنا في التمتع بمحبته. وهذا يعني أنه يجب أن يكون لنا دائمًا إيمان بالله، وألا نشك في محبته. ولا يهم الظروف والتجارب التي نمرّ بها. فلا شيء يُمكن أن يُبدل محبته من نحونا، ولا حتى فشلنا. إن الشيطان يسعى دائمًا لكي يُشككنا في محبة الله. ولكن إذ نحفظ أنفسنا لتغوص في محبة الله التي لا تفشل ولا تتغير، فإنها تُصبح كمِرساة لنفوسنا ثابتة ضد كل عواصف الشيطان وأمواجه.

أما المرساة الرابعة، فإننا نُحرَّض لكي نكون «منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية». وهذا هو التوقع الواضح ـ رحمة ربنا طوال الطريق حتى تتحقق النهاية ـ وهو مجيئه لنا. إن مجيئه سيُصبح إنقاذًا ورحمة لخاصته من كل أشكال خراب المسيحية الاسمية، وأيضًا من الشر المُحيط بها. إن نهار مجيئه هو الرجاء والتوقع المُشرق للكنيسة الحقيقية.

إن الأربع المراسي السابقة ستحفظنا غير متزعزعين من جرّاء كل ريح زوبعية أثناء ليل غياب المسيح.


sama smsma 12 - 06 - 2012 01:13 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
عبدٌ ليسوع المسيح

بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيح ( رو 1: 1 )

الحقيقة التي ترتكز عليها كل خدمة بولس وتكريس حياته هي كونه عبدًا ليسوع المسيح.

«عَبدٌ لِيسوع المسِيحِ» ... تعني أنه لا يحسب نفسه شيئًا، أو أن فيه شيءٌ يستوجب المديح أو الإكرام. «لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ» ( غل 2: 20 )، قالها وبرهنها عمليًا. كان ناكرًا لذاته وامتيازاته وإنجازاته.

وفي رسالته إلى القديسين في فيلبي والتي ساقه الروح القدس فيها أن يكتب فيها عن سَيِّده المجيد أنه أخذ صورة العبد، لم يجسر أن يضع لقبًا آخر له كما فعل في الرسائل الأخرى، بل وجد أن أليق ما يصف به نفسه هو أنه عبد لذلك السيد الذي ارتضى في اتضاعه أن يأخذ صورة العبد ( في 1: 1 ).

«عَبدٌ ليسوع المسيح» .. أي أنه لا يعمل شيئًا إلا ما يطلبه سَيِّده، وإلا ما يُرضي ويُمجد سَيِّده الوحيد. هذا هو مفتاح خدمة بولس، ذلك الخادم الذي أخلص لسَيِّده؛ لم تكن تحركه قوة الموهبة ولا شدة الاحتياج، بل المحرك الأول هو اعتبارات مجد المسيح. ما أتعس الخادم الذي يحاول أن يُرضي الناس والرب في آنٍ واحد، الأمر الذي كان يثير غيرة بولس «أَ فأستعطف الآن الناس أم الله؟ أم أطلب أن أُرضي الناس؟ فلو كنت بعد أُرضي الناس، لم أكن عبدًا للمسيح» ( غل 1: 10 ).

لم يكن فقط طائعًا وخاضعًا لكل ما كلَّفه به سَيِّده، بل كان قانعًا راضيًا. لقد قَبِلَ أن يحمل نير المسيح، ومحبته الشديدة لسَيِّده جعلت ذلك النير هينًا، فصارت الآلام من أجل المسيح هِبة وامتيازًا، فحمل عار المسيح بكل إعزاز، لم يستحِ بإنجيله، ولم يستعفِ عن حمل نيره طوال حياته.

«عَبدٌ لِيسوع المسِيحِ» ... لقد كان يفتخر بانتسابه لهذا السَيِّد العظيم. وهذا الأمر جعل بولس يتعب كثيرًا في خدمته، مستعدًا أن يتألم من أجله، لأنه يعلم أن تعبه ليس باطلاً. كان متيقنًا أن الرب العادل سيهَبه إكليل البر بعد إكمال سعيه. فبقدر عظمة وغنى السَيِّد الذي يخدمه، سينال إكرامه والمديح من فمه. فيا مَنْ تخدم ذات السَيِّد الجليل، ألا تدرك عظمة امتياز أن تكون خادمًا له؟ إن ربطت نفسك بالناس قد يخذلونك، وإن اتكلت على إخوتك قد تخيب توقعاتك، لكن إن سرت وراء الرب لن يخيب رجاؤك أبدًا.



sama smsma 12 - 06 - 2012 01:15 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الراعي العظيم

وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ ( عب 13: 20 )

إذًا يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حينٍ، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب ( 1كو 15: 58 )
تكلم العهد الجديد عن المسيح كالراعي مستخدمًا ثلاثة ألقاب هي: الراعي الصالح، والراعي العظيم، ورئيس الرعاة. ففي إنجيل يوحنا نقرأ قول المسيح عن نفسه: «أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» ( يو 10: 11 ). كما يقول الرسول بولس: «وإله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الأبدي» ( عب 13: 20 ). ويختم الرسول بطرس هذه الثلاثية مُشيرًا إلى ظهور المسيح بالمجد والقوة، فيقول: «ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى» ( 1بط 5: 4 ).

وواضح هنا الارتباط الوثيق بين هذه الثلاثية. فمجيء المسيح بالنعمة ليفدي البشر، ذلك المجيء الذي انتهى بموت الصليب، يحدثنا عن الراعي الصالح. لكنه بعد الموت قام وصعد إلى السماء مُمجَّدًا، وهو هناك يخدمنا باعتباره راعي الخراف العظيم. وأخيرًا سيأتي إلينا مرة ثانية مُستعلنًا بالمجد والقوة، ليعطي الأجرة لعبيده الأُمناء، وذلك باعتباره رئيس الرعاة.

هذه الأفكار الثلاثة نجدها بنفس هذا الترتيب في مزامير الراعي؛ مزمور22، 23، 24. ففي مزمور 22 نجد الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه الغالية، وفى مزمور 23 نجد الراعي العظيم المعتني بكل خروف من قطيعه العزيز، والذي يحفظهم خلال هذا العالم المليء بالمخاطر والتجارب، ويرعاهم خلال الحياة المليئة بالاحتياجات والإعوازات. وفى مزمور 24 نجد رئيس الرعاة، الذي هو نفسه «ملك المجد» عندما يظهر ليكافئ كل الخدام الأُمناء الذين اعتنوا بقطيعه العزيز على قلبه.

هذه الثلاثية الجميلة تغطى الماضي والحاضر والمستقبل. فبالنسبة للأمس نذكر تجسد المسيح باعتباره الراعي الذي أتى من السماء إلى الأرض لكي يفتش عن الغنم، ولكي ما يذهب وراء الضال حتى يجده، ثم مضى إلى الصليب كالراعي الصالح ليبذل نفسه عن الخراف. وهو ما يحدثنا به مزمور22. لكن الصليب لم يكن النهاية، ونفس المزمور الذي يكلمنا أساسًا عن الصليب، يُشير أيضًا إلى القيامة. وبعد القيامة نرى خدمة أخرى للمسيح؛ كراعي الخراف العظيم المُقام من الأموات. مَنْ فينا حتى بعد إيمانه يستغني عن هذا الراعي العظيم؟! لكن سوف تنتهي هذه الحياة الحاضرة عندما يأتي الرب، لندخل معه إلى الأبدية السعيدة.



sama smsma 18 - 06 - 2012 02:33 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ابن الله الفريد
« الله ... كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه » (عب1:1، 2)
إذ ينطق الرسول بكلمة « الابن » فإنه يرى نفسه قد وصل إلى قمة عالية (نظير الفسجة التي وصل إليها موسى ليرى كنعان) ومن هناك تُكشف أمام عينيه آفاق بعيدة ومشاهد عجيبة. وقد عوَّدنا الرسول بولس في كل رسائله أن يصعد بنا بأجنحة الإيمان والمحبة القوية إلى قمم عالية ومن هناك يُرينا أرض عمانوئيل العجيبة، أرض البركات التي لا حصر لها، أرض الجمال والحلاوة، أرض الحصاد الدائم والثمر الوفير.

هذا ما يفعله في رسالة أفسس. فهو يستهلها بتقديم الشكر لله الآب الذي « باركنا بكل بركة روحية.. في المسيح ». وبعد أن يطلعنا على هذا المقام العجيب الذي لنا « في المسيح في السماويات »، يتقدم فيُرينا الأزلية قبل تأسيس العالم عندما اختارنا الله فيه. وبعد ذلك يوجه أبصارنا إلى الدهور الآتية عندما يتمجد الله في المسيح يسوع وفى الكنيسة.

وهكذا الحال أيضاً في رسالة كولوسي
(ص14:1-29) . ففي اللحظة التي فيها يتكلم عن الفداء الذي لنا بالإيمان بدم يسوع، يكشف لنا في الحال عن مجد الرب يسوع الذي مات لأجلنا. ويرجع بنا إلى البدء عندما خُلق به وله كل شئ. ثم يقودنا إلى النهاية عندما يجمع فيه كل شئ. فأبدية الله قد صارت مقرنا، وكل الأشياء هي لنا لأننا في يسوع نرى ابن الله.

ولكن عوّد نفسك دائماً كلما سمعت عن يسوع، أن تفكّر فيه كإله وإنسان - طبيعتان في شخص واحد. فعندما تسمع عن ابن الله، فكّر في ذاك الشخص المجيد الـمُحب الذي ولد من العذراء مريم، الذي عاش على الأرض ثلاثة وثلاثين عاماً في حالة الفقر والاتضاع، الذى مات على خشبة اللعنة والعار، الذي قام بنفس الجسد من القبر وظهر لتلاميذه وتحدث إليهم وأكل معهم سمكاً مشوياً وشهداً، والذي صعد بجسده الممجد إلى السماء والذي سيأتي هكذا مرة ثانية - الإنسان يسوع المسيح، ابن الله، ليملك على عرش أبيه داود ويعلن مجد الله ومحبته لكل خليقته.

إن الرسول يكلمنا عن ابن الله المتجسد، وإذ يُرينا مجده يقودنا (أولاً) إلى نهاية الأزمنة. فهو قد تعيَّن الوارث لكل شئ. و (ثانياً) إلى بداءة الأزمنة. ففيه قد خلق الله كل شئ. ثم (ثالثاً) إلى ما قبل الأزمنة. فهو بهاء مجده ورسم جوهره. ثم (رابعاً) خلال الأزمنة حيث هو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته.



sama smsma 18 - 06 - 2012 02:38 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ابنك ... الذي تحبه

خُذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق واذهب إلى أرض المُريا واصعده هناك مُحرقة على أحد الجبال الذي أقول لك (تك22: 2)

قام إبراهيم، الرجل الأمين، مبكراً، وشد على حماره وأخذ إسحاق والحطب إلى الموضع الذي قال له الرب. ولمدة ثلاثة أيام ظل سائراً في طريقه مع ابنه الطائع « وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد » (تك22: 4)، أبصر إبراهيم الجبل الذي كان سيُصعد عليه ابنه إسحاق مُحرقة لله. وإسحاق هو النسل الموعود به، وهو رمز لنسل المرأة، ومن هنا نرى أن الذبيحة التي طُلبت من إبراهيم تُشير إلى محبة الله الذي لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين (رو8: 32).

إن إسحاق وهو موضوع فوق المذبح، كما وهو مأخوذ أيضاً من فوق المذبح، له معناه الرمزي والنبوي. فالموت والحياة على جبل المُريا يشيران إلى موت وقيامة ربنا يسوع المسيح، الحَمَل الذي أعده « يهوه يرأه » (تك22: 14). فعندما يوضع إسحاق طواعية على المذبح وكنعجة صامتة لا يفتح فاه، وعندما تُرفع السكين فوقه في يد الأب الشيخ؛ إنما هذا يعادل تماماً موته عند إبراهيم. ولما أخذه إبراهيم حياً من على المذبح، إنما أخذه كمن أُقيم من الأموات إلى الحياة (عب11: 19).

ولا ننسَ، بعد هذا المنظر العجيب، حقيقتين سُجلتا عن إسحاق: الأولى أن إسحاق بقى إلى جوار أبيه، والثانية أن إبراهيم جعل إسحاق وارثاً لكل شيء « وأعطى إبراهيم إسحاق كل ما كان له. وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقاً إلى أرض المشرق وهو بعد حي » (تك25: 5،6). وذاك الذي مات وأُقيم في اليوم الثالث من الأموات، الابن الوحيد الذي صار بكراً من الأموات، هو الآن عن يمين الآب والمعيَّن وارثاً لكل شيء
» (عب1: 2).

وفي تكوين24 نجد أيضاً صورة جميلة لعبد أمين يذهب باحثاً عن عروس للابن الذي اجتاز الموت والقيامة في مثال، ويا لها من صورة مؤثرة لدعوة وقيادة الروح القدس للكنيسة وهي سائرة لمُلاقاة عريسها السماوي. ومهما طالت مدة السفر، فإن الذي وعد قائلاً: « ها أنا آتي سريعا » لا بد أن يتمم الوعد. ولسان حال المؤمنين الآن:


ألفانِ ولَّتْ
ولا زلنا على سفرِ يا ضامنَ العهدِ
أين غاية السفرِ؟

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:40 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أتؤمن بابن الله ؟

فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له: أتؤمن بابن الله؟ ... فقال أومن يا سيد. وسجد له (يو9: 35-38)

لقد قابل ذلك الرجل بعد شفائه مضايقات كثيرة من رجال الدين، لكن نفس هذه المضايقات والمقاومات التي قابلته، ساعدته على النمو في معرفة ربنا يسوع المسيح. وبينما ازداد ظلام الجهل والكراهية من حوله، ازداد النور في داخل قلبه.

إن عدم الإيمان في الفريسيين قادهم إلى أسئلة رباعية كلها تدور حول الاستفهام كيف: كيف انفتحت عيناك؟ (ع10). كيف أبصر؟ (ع15). كيف يبصر الآن؟ (ع19). كيف فتح عينيك؟ (ع26). وهي أسئلة كلها تدل على عدم الإيمان. فمع أن الشافي عمانوئيل وسطهم، ولقد سبق له أن فتَّح أعين عميان كثيرين، لكن كانت الأمة كلها بالأسف في حالة العمى الروحي، فلم تبصر شافيها وفاديها وقد أتى لنجدتهم.

على العكس من ذلك: كان إدراك الرجل، الذي كان أعمى فأبصر، يزداد: فأولاً عرف أنه « إنسان يُقال له يسوع » (ع11)، لكن سرعان ما نما في النعمة والمعرفة، وأدرك أنه « نبي » (ع17)، ثم ثالثاً أدرك أنه « من الله: (ع33) وأخيراً أعلن المسيح ذاته له بأنه « ابن الله » (ع35).

وعندما أعلن المسيح ذاته له وسأله: « أتؤمن بابن الله؟ »، فإن ذلك الرجل الذي كان أسداً أمام قادة الدين العميان، نراه في وداعة الحملان يسأل الرب: « مَنْ هو يا سيد لأومن به؟ ». نعم لقد كان في تواضع ووداعة الحملان، وتم فيه القول الذي قاله المسيح في الأصحاح التالي: « خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني » (يو10: 27).

ويمكن عقد المقارنة بين هذا التدرج في الإدراك وبين أغطية المسكن الرباعية التي في خيمة الاجتماع.

فأولاً: « إنسان يُقال له يسوع » (ع11): هنا نرى جلود التُخس.

لكنه أيضاً « يتقي الله » (ع31)، وهو إنسان « من الله » (ع33)، أو بالحري رجل الله: هنا نرى جلود الكباش المُحمَّرة ..

كما « إنه نبي » (ع17): هنا نرى شعر المعزى.

ورابعاً وأخيراً، هو ابن الله الذي يُقدَّم له السجود (ع35-38). وهنا نرى الشقق الجميلة.


sama smsma 18 - 06 - 2012 02:42 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أحبه أكثر

وأما إسرائيل فأحب يوسف أكثر من سائر بنيه (تك37: 3)

إذا كانت صفات يوسف فصلته عن اخوته؛ فإن محبة أبيه أعطته مكاناً متميزاً عن كل إخوته، وقد عبَّر عن هذه المكانة المميَّزة بأن ألبسه قميصاً ملوناً، شهادة علنية عن سرور الأب بابنه. وفي الحال ينتقل فكرنا من يوسف إلى المسيح، وإلى المكان الفريد الذي له في قلب الآب، وإلى سرور الآب في أن يعلن مسرّته بابنه. فنجد نفس الإصحاح الذي يخبرنا بأنه « هكذا أحب الله العالم »، يخبرنا أيضاً أن « الآب يحب الابن ». فمع أن محبة الله للعالم غير محدودة، إلا أن الروح القدس يعطى لها قياساً هنا. ولكن لا يوجد قياس، ولا يمكن أن يكون هناك قياس، لمحبة الآب للابن. هذا التصريح يقف منفرداً في عظمته « الآب يحب الابن »، والإيمان يقبله بسرور. ولكن إن كان الآب لا يعطى أي قياس لهذه المحبة، فإنه يشهد ويعلن عن هذه المحبة.

إن قميص يوسف الملون وما فيه من شهادة علنية عن محبة أبيه؛ نجد ما يقابله في العهد الجديد في السماوات المفتوحة. فلم تُفتح السماء لغير المسيح، وكلما فُتحت كانت تعطى شهادة جديدة عن مسرة الآب بأمجاد المسيح المتنوعة. فما أن أخذ المسيح مكانه كعبد يهوه على الأرض حتى « فُتحت له السماوات »، حتى يستطيع أن ينظر جميع سكان السماء إلى أسفل إلى الأرض لكي يروا إنساناً على الأرض أمكن أن يقول الآب عنه « هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت » (مت16:3، 17). وبعد ذلك بفترة قليلة فُتحت السماوات مرة ثانية حتى يستطيع إنسان على الأرض أن ينظر إلى أعلى ويشهد لنا عن « ابن الإنسان » في السماء (أع55:7،56). ومرة أخرى، ليست ببعيدة، سوف تفتح السماوات لكي يظهر منها ابن الإنسان في مجد كالمنتصر « ملك الملوك ورب الأرباب » (رؤ11:19-16). وبعد أن يأتي كملك الملوك، فإن السماوات ستُفتح مرة أخرى حتى أن ملائكة السماء يصعدون وينزلون حاملين الشهادة لابن الإنسان الذي يملك بمجد على الأرض (يو51:1).

في كل هذه المناسبات المجيدة نرى ربنا يسوع المسيح لابساً القميص الملون، بكلمات أخرى: نرى في السماوات المفتوحة مسرة الآب في المسيح؛ كابنه الحبيب وهو في حالة الاتضاع، وكابن الإنسان الممجَّد في السماء، وأيضاً كملك الملوك ورب الأرباب آتياً ليملك على الأرض، وكابن الإنسان في سمو سلطانه ومجده.


sama smsma 18 - 06 - 2012 02:43 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
إسحاق كرمز للمسيح

فأخذ إبراهيم حطب المُحرقة ووضعه على إسحاق ابنه وأخذ بيده النار والسكين. فذهبا كلاهما معاً.. فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني (تك22: 6،8)

ربما لا توجد صورة رمزية مُعبرة ومؤثرة مثل صورة إبراهيم ذاهباً مع ابنه إسحاق إلى جبل المُريا. ومع أن يد إبراهيم المرفوعة بالسكين قد أمسكت، ومع أن الضربة القاضية لم تقع فعلاً على إسحاق، إلا أن الصورة واضحة المعالم جداً وتعبر عن أن « الله لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين » (رو8:32).

ومكتوب أيضاً أن ابن الله ربنا يسوع المسيح « بذل نفسه لأجل خطايانا » (غل1: 4). كان هذا على صليب الجلجثة. هناك ذُبح بالفعل إسحاق الحقيقي الذي لم يكن إسحاق ابن إبراهيم إلا ظلاً ضعيفاً له. على صليب الجلجثة انهالت ضربات العدل الإلهي على حَمَل الله الوديع.

كان المسيح، بسبب كماله الشخصي، هو حَمَل الله الكُفء لأن يحمل دينونة العدل الإلهي ضد الخطية والخطايا بكيفية رائعة تكفي وتوفي وتزيد على كل مطاليب العدل الإلهي، حتى أن قداسة الله بدلاً من أن تقف ضد الخاطئ الذي يؤمن بكفاية موت المسيح، تتحول لتقف إلى جانبه، وهذا هو معنى التبرير.

كانت مشيئة الله الآب أن يقدم ابنه الحبيب مبذولاً على الصليب لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به. واتفقت مشيئة الابن المبارك في هذا الفكر الأزلي لإتمام هذا القصد الإلهي. إنه قصد المحبة العميقة في الله من نحو الإنسان المسكين.

كانت النية في قلب إبراهيم حاسمة من جهة تقديم إسحاق. وذهب وفي يده الحطب والنار والسكين. وكانت الطاعة مُطلقة وعميقة في قلب إسحاق، فقدم نفسه في تسليم كامل بكل خضوع لمشيئة أبيه. هذه هي الصورة الرمزية وهي رائعة وعجيبة حقاً حسب المقاييس البشرية. لكن الأروع والأعجب هي الحقيقة المرموز إليها في قلب الله الآب وفي الإنسان يسوع المسيح « الذي بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب » (عب9: 14). إنه « بالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد (أي الذي ليس من هذه الخليقة) وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديا » (عب9: 11).

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:44 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أسلم نفسه لأجلها

أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أف5: 25)

كثيراً ما أذكر قصة تلك السفينة الهولندية التي كادت تغرق وقد وقف الناس على الشاطئ يشاهدونها وهى تتأرجح بفعل الأمواج الشديدة العالية، ولم يجرؤ أحد أن يأخذ قوارب النجاة لمحاولة إنقاذ طاقمها. وفجأة اندفع شخص من القرية وصرخ « ابني في السفينة، أنا سأنزل لأنقذه، فهل يأتي أحد معي؟ » ولأن الناس كانوا يعرفون ذلك الشخص ويقدِّرونه، فقد نزل بعضهم معه ونجحوا في إنقاذ كل مَنْ كان على السفينة. لكنهم تجرأوا وفعلوا ذلك بسبب الابن المحبوب من أبيه. وما لم يكن ذلك الصبي في السفينة، ما كان الآب ليخاطر بنفسه أمام تلك الأمواج.

أفليس هذه صورة مناسبة لموضوعنا؟ فكل مَنْ خلص في العهد القديم، قد خلص بعمل الرب يسوع على الصليب، لأنه بهذا الاسم يخلص كل إنسان كما نقرأ في أعمال4: 12. وهكذا الحال أيضاً مع كل الذين سيخلصون بعد اختطاف الكنيسة، إذ سوف يُنقذون من عذاب الجحيم بدم الرب يسوع.

وتُخبرنا كل من رسالة كولوسي1: 20؛ ويوحنا1: 29 أن المسيح هو حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم. فبموت الرب يسوع سوف يتطهر الكون كله وسوف يُزال منه كل شر، حتى يعود الكل متوافقاً مع الطبيعة الإلهية.

لكن المسيح مات على الصليب لأنه أحب الكنيسة. وهذا يُظهر لنا عُظم محبة الرب لكنيسته. وفي متى13 نجد هذه المحبة في ع45 « يُشبه ملكوت السماوات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها ». فأية قيمة ثمينة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للتاجر حتى أنه باع كل شيء ليشتريها! هل تستطيع أن تُدرك مشاعر التاجر نحو تلك اللؤلؤة؟ تصوَّر إنساناً مستعداً لبيع كل شيء ليشتري لؤلؤة واحدة! فأية قيمة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للرب!

وفي تشبيه التاجر واللؤلؤة نرى صورة للرب يسوع وكنيسته، مما يذكّرنا بالآية العجيبة في 2كورنثوس8: 9 « فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره ». لكن أفسس5 تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث لا نقرأ فقط أن الرب يسوع كان مستعداً أن يبيع كل شيء ليمتلك الكنيسة، بل « أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ». إن هذا لهو أكثر بكثير من مجرد بيع كل شيء. فأن تعطي نفسك أغلى جداً من أن تبيع كل شيء.





sama smsma 18 - 06 - 2012 02:45 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أشياء أراها في المسيح بالإيمان

فشكراً لله على عطيته التي لا يُعبَّر عنها (2كو9: 15)

في المسيح الموعود به: أرى غرض الله في أن يمجد ذاته في شخص « إنسان » بصرف النظر عن السقوط، وليبارك الإنسان بالرغم من شره الذي يستوجب القضاء.

في المسيح الظاهر في الجسد: أرى لأول مرة على الأرض إنساناً قدوساً بدون خطية، الإنسان الذي يقدر الله أن يجد فيه السرور التام ورضى قلبه، الإنسان الذي سُرَّ في إتمام إرادة الله حتى الموت « حقاً كان هذا ابن الله ».

في المسيح المصلوب: أرى الله مُمجَّداً إلى التمام في المشهد الذي فيه كان مُحتقراً، وأرى الشيطان قد قُهر بواسطة من صُلب من ضعف، وأرى الخطية قد أُبطلت مرة واحدة وإلى الأبد.

في المسيح المدفون: أراه بمشورة الله قد ذهب لفترة قليلة إلى أقسام الأرض السُفلى ليسلب من القبر نُصرته، ويبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت.

في المسيح المُقام: أرى العدو قد هُزم، وفي ميدان سلطانه ثبتت هزيمته العُظمى، والنتيجة تبرير المؤمن وخلاصه الكامل المضمون إلى أبد الآبدين.

في المسيح الممجد: أرى استجابة الله لموت ابنه، الإنسان يسوع المسيح وُضِع في أعلى مجد سماوي، ليكون برهاناً للناس والملائكة على تقديره لشخص ابنه ولعمله.

في المسيح الجالس والمتوَّج: أراه يستريح من العمل الذي أكمله وحده على الصليب مرة وإلى الأبد، العمل الكامل الذي لا يحتاج إلى أية إضافة.

في المسيح الآتي لخاصته: أرى تحقيق الرجاء المجيد والمؤكد لقلب كل مؤمن إنجازاً لقصد الله في المسيح قبل كون العالم، وتتميماً لمواعيده الثمينة.

في المسيح الظاهر بالمجد؛ كملك الملوك ورب الأرباب: أرى أيضاً الوفاء لكل مواعيد الله بالنسبة لمُلكه ومباركته الخليقة كلها ـ العاقلة وغير العاقلة.

في تسليم المسيح المُلك في النهاية إلى الله: أرى الإنجاز المجيد غير المحدود لكل مشوراته غير المتغيرة وغير القابلة للفحص: أغراضه، خططه، المُعلنة وغير المُعلنة، بره الدائم الذي يسكن في مشهد راحة الله غير المحدودة.

« فشكراً لله على عطيته التي لا يُعبَّر عنها ».



sama smsma 18 - 06 - 2012 02:47 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أغوار آلام الجلجثة

« إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي » (مر1:22)
ماذا تعنيه تلك الصرخة القوية التي صدرت، لا من اللصين عن جانبي الصليب، بل من المسيا المرفوض المعلق بينهما؟ « إلهي إلهي لماذا تركتني ». إن أقسى مرارة في تلك الآلام التي لا مثيل لها هي هذه: العبد البار المحبوب، متروكاً من إلهه في الوقت الذي كان فيه مرفوضاً من شعبه، مُستهزأ به من الأمم، مهجوراً من تلاميذه، أي نعم لماذا؟

بعد أن ظل الرب طوال خطوات طريقه في التجربة والأحزان متمتعاً بضياء وجه الله بلا انقطاع. لماذا يحجب عنه ذلك الضياء، في الوقت الذي كان فيه أشد حاجة إلى إشراقه وتعزياته؟

لقد كان الرب يعرف السبب جيداً، ولكنه ترك الجواب للإيمان يستخرجه من قلوب أولئك الذين كانوا أمواتاً ولكنهم استطاعوا الآن بفضل ذلك الذي حَمَل هو نفسه خطاياهم في جسده على الخشبة ، أن يعترفوا بأنه لم يكن لديهم سوى خطاياهم.

حقاً ما كان أعمق إثمنا! ولكن أعمق منه بكثير كانت محبة الله الذي أرسل ابنه فقط كحياة للأموات، بل كفارة لخطايانا مهما كان الثمن. وقد كان أعظم من أن يُقاس: تعييرات، وازدراء، وضحك، واستهزاء، وسهام سخرية تطعنه من كل جانب، من رجال الدين والسياسة والجندية، بل حتى من ذينك المجرمين المصلوبين، ثيران كثيرة، أقوياء باشان اكتنفته، كلاب وجماعة من الأشرار أحاطت به، آلام بدنية زاده إحساساً بها ولم يخفف وقعها عليه، كماله الشخصي، حينما انسكب كالماء وانفصلت كل عظامه، ذاب قلبه كالشمع ويبست مثل شقفة قوته ولصق لسانه بحنكه.

ولكن ما هذا كله مجتمعاً بالمقابلة مع تركه من إلهه كما أحس هو واعترف به تبارك اسمه؟

لقد لاقى الكثيرون من قديسيه آلاماً بدنية مُبرحة من الأمم ومن اليهود، وكانوا في ذلك العناء الثقيل مملوئين صبراً وسروراً، أما سيدنا فهو وحده الذي يعترف بفمه أن الله تركه، ويعترف بذلك لله في شدة أوجاع الصليب وأهواله العنيفة باعتباره أعمق وأقسى وَبَل جازت فيه نفسه، ويعترف به بصوت عظيم وصرخة داوية حتى يسمعها الأعداء ولو أنهم لم يدركوا من معنى تلك الصرخة وذلك الاعتراف أكثر مما أدركه أحباؤه، إلى أن أوضح الرب الـمُقام كل شيء وأيده بعد ذلك الروح القدس بقوة لسلام المؤمنين والشهادة للجميع.





sama smsma 18 - 06 - 2012 02:48 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
افتقار المسيح

فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، الذي من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره (2كو8: 9)

يمكننا تتبع سبع درجات افتقار لذلك المسكين الذي ليس له نظير:

1 ـ البداية في مذود: لقد بدأ المسيح حياته في مذود، « إذ لم يكن لهما موضع في المنزل » (لو2: 7).

2 ـ تقدمة الفقراء: يقول الكتاب إنه لما تمت أيام تطهير المطوَّبة مريم، وأرادوا أن يقدموا المولود للرب حسب الشريعة، قدموا تقدمة الفقراء « زوج يمام أو فرخي حمام: (لو2: 22ـ24 قارن مع لا12).

3 ـ نجار الناصرة: لقد تربى المسيح في الناصرة (لو4: 16)، وهي بلدة مُحتقرة، وعُرف في وطنه بأنه « النجار » (مر6: 3)، و« ابن النجار » (مت13: 55).

4 ـ بلا مأوى: عندما قال له كاتب: « يا معلم أتبعك أينما تمضي. قال له يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه » (مت8: 20).

5 ـ بلا نقود: لقد كانت النساء يَعُلنه، وقد خدمنه من أموالهن (لو8: 3). ولقد قال للذين أرادوا أن يجربوه « أروني معاملة الجزية » (مت22: 19)، ولم يكن معه الدرهمين، هذا المبلغ الزهيد (مت17: 24-27).

6 ـ بلا ثياب: عند الصليب كانت ثيابه هي كل ما يمتلك، فجرّدوه منها واقتسموها بينهم أمام عينيه، كل هذا قبل أن يسلم الروح، وهكذا خرج من العالم بلا شيء ولا حتى الثياب!

7 ـ القبر المُستعار: وانتهت حياته بأن دُفن في قبر مُستعار، ظل فيه ثلاثة أيام وثلاث ليالِ. وفي اليوم الثالث قام تاركاً القبر والأكفان. ومع أن له الكل، إلا أنه كما دخل العالم بلا شيء، فقد خرج منه بلا شيء!

آه أيها الأحباء، يذوب القلب فينا ونحن نتكلم عن ذاك المجيد « العلي المرتفع ساكن الأبد » وكيف افتقر لأجلنا وصار مسكيناً!!

sama smsma 18 - 06 - 2012 02:49 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أفراح في مواجهة الصليب

لذلك فرح قلبي، وابتهجت روحي. جسدي أيضاً يسكن مطمئناً. (مز16: 9)

لا شك أن المسيح رنم كثيراً في حياته، لكن لا يُذكر عن المسيح في كل حياته على الأرض أنه سبَّح سوى مرة واحدة فقط، والعجيب أن هذه المرة كانت بمناسبة ذهابه إلى الصليب، حيث يقول: « حينئذ سبّحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون » (مت30:26)!! لقد كان يعلم بهول الكأس الرهيبة المزمع أن يشربها، ومع ذلك « تهلل لسانه » (أع2: 26) لماذا؟ ع8 يعطينا سبباً من الماضي فيقول: « جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع لذلك فرح قلبي، (وتهلل لساني) ». ثم ع10 يعطينا سبباً مما كان في المستقبل « فرح قلبي وابتهجت روحي ... لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادا ».

لقد دُفِنَ المسيح، لكن جسده لم يرَ فساداً. هذا واضح تماماً من رموز العهد القديم، كما من تسجيل أحداث صلب المسيح في البشائر. ففي الرمز قديماً كان رماد ذبيحة الخطية يخرج خارج المحلة إلى مكان طاهر. وفي البشائر يؤكد الوحي على الكتان النقي الذي اشتراه يوسف ولفَّ به جسد يسوع (مت27: 59؛ مر27: 59)، وعلى القبر الجديد المنحوت في الصخر الذي لم يُدفن فيه أحد قط، الذي دُفِنَ فيه جسده القدوس (مت27: 60؛ مر15: 46؛ لو23: 53؛ يو19: 41). كما يؤكد أنه لم يلمس جسده بعد الموت أيدي دنسة؛ فالذي أنزل الجسد هو يوسف (مر15: 46؛ لو53:23)، والذي أخذ الجسد هو يوسف (مت 59:27)، والذي قام بالعمل هو يوسف ومعه نيقوديموس (مت27: 59، 60؛ مر15: 46؛ لو23: 53؛ يو19: 40، 42).

لكن ليس فقط جسده القدوس لم يرَ فساداً، بل أيضاً بعد قيامة المسيح من الأموات تم الصعود إلى يمين الآب حيث نقرأ قول المسيح « تعرفني سُبُل الحياة » (ع10). هذه هي الحياة في ملئها وغمرها هناك في قمة المجد المجيد. ويمكن القول إن أسمى قمة في سرور المسيح ليس المجد في ذاته، بل محضر الله!



الساعة الآن 05:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025