منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   تــأملات جميلة وحكم أجمل (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=3595)

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:16 PM

616 - هل تشعر احيانا ً ان الله بعيد ؟ هل تتصوره يجلس على عرشه المجيد في السماء ؟ هو فعلا ً يجلس على عرشه العظيم المجيد في السماء ، لكن السماء بعيدة عن الارض . أحيانا ً ونحن في ضيق او تعب او مأزق او احتياج نرفع رؤوسنا الى السماء ، ونرى السماء عالية ، بعيدة ً جدا ً ، تفصلنا عنها ملايين الاميال ، والله القادر في السماء في المجد والقوة ، ونحن عاجزون في الارض في الضيق والالم . ونصرخ كما صرخ داود النبي في المزمور العاشر : " يَا رَبُّ ، لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيدًا ؟ " والوقوف عدم حركة ، والبعد هجر ٌ وترك ٌ وعدم مبالاة . هل تشعر بذلك احيانا ً ؟ نعم نشعر بذلك حين يلم بنا ضيق ٌ أو شدة أو مرض . نتصوره يتفرج علينا ، لا يتدخل ، بعيـــــد . قال احدهم :
هاجمني هذا الاحساس وانا في غرفة العمليات أجري جراحة ، وقت قاس ٍ مكان ٌ موحش جدا ً . الاطباء حولي ملثمون ، وايديهم مختفية في القفازات . صامتون طبعا ً . الاطباء دائما ً صامتون أو هامسون ، همس ٌ اقسى من الصمت . تحركت أيديهم نحوي ، خفت ُ جدا ً ، شعرت ُ بالوحدة ، شعرت ُ بنفسي متروكة ، والله بعيــــــد ، ليس موجودا ً بالغرفة ، ووعيي يفارقني ، وأنا أغيب في اللاوعي بسبب العقاقير المنومة حتى لا اشعر بالالم ، لكنني اريد ان اشعر بالله قريب مني . طلبت ُ من الاطباء حولي أن يصلّوا معي ، يدعوا الله معي ليقترب مني . اندهشوا طبعا ً ، هذا ليس في برنامج عملهم ، لكنهم تجاوبوا معي ، وصليتُ بالحاح ٍ وأيمان ونمت تحت تأثير المخدر ، لم أرى شيئا ً ، لم أحس بشيء ٍ الا به ، الله ، رأيته قريبا ً ، احسست به بجواري ، وقتها استرحت وبعدها تعافيت لأن الله ، الهي قريب ، ليس بعيدا ً . السماء بعيدة عن الأرض ، لكن الله قريب ٌ مني .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:16 PM

617 - هل تتمنى ان تحصل على شيء ٍ عظيم ، كبير ؟ وتتسائل في نفسك ، هل يمكن ان يهبك الله ذلك الشيء ؟ الله غني ، خزائنه مملوءة بالبركات ، كل البركات . ويدعوك الله اليوم ، ويقول لك كما قال لسليمان النبي : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " وهو على استعداد تام ليعطيك ما تسأل . لا تقلل أو تخفّض طلبتك او تستصعب . "اطْلُبْ : مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ " ( 2 ملوك 2 : 9 ) وهو قادر ان يستجيب طلبتك مهما عظمت ومهما صعبت . ويشجعك ويقول : " اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق " ( اشعياء 7 : 11 ) الله عظيم ٌ ويستجيب الطلبات العظيمة . و " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. " ( يعقوب 5 : 16 ) .
" كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا ، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ" ( يعقوب 5 : 17 ) طلبة ٌ صعبة ، عمل ٌ خارق " فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ." ثم صلّى أن تمطر ، طلبة ٌ صعبة أيضا ً ، عمل ٌ خارق " فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا." الهك قوته خارقة ، فاطلب طلبة ً تتفق وعظمته . ويقول : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) بكل التحدي ، مهما ، أي شيء ، لا يصعب عليه شيء ، اطلب الصعب ، المستحيل ، المستحيل لديه ممكن ، لا تقلل من شأنه واطلب ما تريد " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ." استجابة الله لطلبك تمجيد ٌ لله ، ونحن نمجّد الله بأن نطلب منه ما نشاء .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:16 PM

618 - منذ وطأ الانسان الارض بقدمه وهو يتعب ويعرق . قال الله له : " بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. " ( تكوين 3 : 17 ) وقال له أيضا ً : " بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ " البعض يستنكر ذلك ويشكو ويتذمر ، ويتباكى على مصيره وينعي قدره ، ويتعجب لأصرار الناس على التعب ، ويرى ان الحياة لا تستحق عرقه . يقول الشاعر : ( تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ ..! ) وفي غمرة التعب نتمنى الراحة ، ونتصور الراحة واحة ، نصبو لأن نقضي الحياة فيها . الراحة نعمة ٌ بعض الوقت ، لكنها نقمة ٌ إن زادت وطالت . لتجديد النشاط واستعادة الحيوية ، الراحة نعمة ٌ وبركة . للخمول والكسل وعدم العمل الراحة نقمة ٌ وتعاسة . يقول سليمان الحكيم : " إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ ؟ " ( امثال 6 : 9 ) ويحذر قائلا ً : " قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلاً لِلرُّقُودِ ، فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ." الانسان الذي يعمل ويتعب مثل شجرة ٍ مثمرة ٍ شهية ٍ للنظر ، بهجة للعيون . والانسان الذي لا يعمل ولا يتعب مثل شجرة جرداء جافة تُبطل الارض وتستحق القطع . وكما أن الثمرة زينة للشجرة كذلك التعب والعرق كرامة ٌ وعز ٌ للانسان . التعب والعرق دليل حياة . الذي لا يتعب ولا يعرق عاجز ٌ عاطل ٌ لا حياة فيه . التعب والعرق اثبات ٌ للوجود ، تأكيد ٌ للحياة ، بركة ٌ من الله . العمل والانتاج طبيعة الوجود ، وهدف الحياة ، بركة لك ولمن حولك . وسط التعب ارفع عينيك وانظر الى الله واشكره لأجل التعب . التعب بركة . وسط العرق ، ارفع قلبك وسبّح الله واحمده لأجل العرق ، العرق بركة .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:16 PM

619 - هل خططت ليومك أم تعتمد على الصدفة ؟ هل تحيا وتسلك وتتصرف بعد تفكير ٍ وتدبير ٍ وتخطيط ؟ البعض يترك نفسه للظروف وللصدف تقود مسيرته ، والبعض يرتب خطواته ويفكر فيما سيقوم به من اعمال . ولكل ٍ فلسفة ، هناك من لايدع الظروف تقوده ، هو الذي يقود الظروف ، وهناك من يترك نفسه للظروف ويتصرف تبعا ً لها لحظة بلحظة . الصدف والظروف لها دور في حياتنا ، لا شك في ذلك ، لكن الى اي مدى ، الى اي حد ؟ لو عشنا حياتنا رهنا ً للظروف ، تتحدد خطواتنا تبعا ً لظروف غير محكومة او معروفة ، ولو عشنا وحياتنا خاضعة لخطة ٍ وبرنامج محدد ودقيق ، تتقيد خطواتنا ببنود الخطة . وهذا يقودنا الى الحيرة ، أي الاسلوبين افضل ؟ بنفس المنطق نتحير في تعاملات الله معنا . هل يحدد خطواتنا ومصيرنا ويدفعنا في طريق ٍ يحدده ؟ أم يترك لنا الحبل على الغارب ، نحيا حسب مشيئتنا دون تدخل منه ؟ الله جل جلاله يحترم ارادتنا وحريتنا ، لكنه يوجهنا حسب معرفة ٍ وقصد ٍ ومشيئة ٍ صالحة ٍ لنا ، كالطفل لو تركنا له حريته مطلقة لتردى في مشاكل قاتلة ، ولو قيدناه نقتله . حريته محدودة بنضجه وفهمه وادراكه ووعيه . والله يسمح للصدف ان يكون لها دور في حياتنا ، لكنها صدف مقصودة ، له قصد ٌ فيها ، لا يتركها رعناء تتلاعب بنا . الصدف في يد الله الذي يعرف ويدبر صالحنا ، يحركها في نطاق ارادته ومشيئته وقصده لنا . ويقول بولس الرسول في رسالته الى افسس 2 : 10 : " لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. " لا عشوائية ولا تلقائية ولا غوغائية محددة بصدف غير محكومة بل حسب تدبير ٍ واعداد ٍ حكيم ٍ محكم .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:18 PM

620 - في حياتنا اليومية نخرج من بيوتنا الى خارج ، وندخل من الخارج الى الداخل ، عبر الابواب . الابواب تفصل الخارج عن الداخل . الباب جزء ٌ هام في البيت ، أهم جزء ، بدون الباب لا يكون بيت ، يصبح البيت جزءا ً من الشارع ، من الخارج ، من المشاع . لذلك يهتم اصحاب البيوت بابوابها ، يصنعونها واسعة ً قوية ، جميلة . واسعة لندخل ونخرج منها ، قوية ً لتحمينا من الخارج ، جميلة ً لأنها واجهة البيت . هي المنفذ الوحيد ، الطريق الوحيد للدخول الى البيت والخروج منه . كم بابا ً خرجت منه اليوم ؟ وكم بابا ً دخلت منه ؟ كثيرٌ طبعا ً . قال المسيح : " أَنَا هُوَ الْبَابُ . إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى ." ( يوحنا 10 : 9 ) كان يشبّه نفسه بالراعي ويستخدم في تشبيهه ِ الخراف والحظيرة وباب الخراف . والراعي ينام على باب الحظيرة يحرس الخراف وعصاه ممتدة في فراغ الباب . الداخل الى الحظيرة لا بد ان يعبر الباب والعصا والراعي ، والخارج من الحظيرة كذلك . إن أراد عدو الدخول يجد الباب والعصا والراعي امامه فيبتعد . وإن اراد خروف ٌ أن يضل ويهرب يجد الباب والعصا والراعي أمامه فيتردد . وقال المسيح : " أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ." ( يوحنا 10 : 11 ) إن هاجمها ذئب يقف له في الباب ويصارعه حتى الموت ليحمي الخراف والحظيرة . والراعي الصالح يعرف رعيته ، خاصته ، ورعيته تعرفه ، ويضع نفسه عنها ، هكذا المسيح يعرفنا ويحبنا ويبذل نفسه لأجلنا ، هو الباب وإن دخل به أحد يخلص . لا باب غيره ، لا طريق غيره " وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ " ( اعمال الرسل 4 : 12 ) . ندخل ونخرج منه بحرية " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." ( يوحنا 8 : 36 ) .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:18 PM

621 - حينما نمر في تجارب وتحيط بنا الصعوبات ونعبر في ضيقات ، نسعى الى الله ، نلتفت اليه ، نطلب عونه وفرجه وخلاصه . نرفع قلوبنا وصلواتنا اليه . نشكو ضيقاتنا ونصرخ ألامنا اليه . كأنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس بما نعانيه . يعلو صراخنا لنلفت نظره ، ونطلب تدخله بسرعة ، نستعجله ، نطلب النجاة بسرعة . ساعات التجربة ثقيلة قاسية ، نستحث الله ليختصرها وينهيها في اسرع وقت . حين كان التلاميذ بالسفينة وسط العاصفة والامواج تضرب جدران السفينة تكاد تحطمها ، شعروا بالخطر ، خافوا أن تغلبهم العاصفة ، وكان المسيح في المؤخرة على وسادة ٍ نائما ً ، لم توقظه الريح ولا الموج ولا صخب البحر الهائج ، فايقظوه هم وقالوا له : " يَا مُعَلِّمُ ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ ؟ " ( مرقس 4 : 32 ) وسط خوف الموت لم يدركوا ماذا يقولون . طبعا ً يهمه سلامتهم . تصوروه نائما ً لا يبالي ، لكنه ليس نائما ً ، هو يبالي وكان لا بد أن يتدخل وينقذهم . وتدخل " فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ ، وَقَالَ لِلْبَحْر ِ: اسْكُتْ ! اِبْكَمْ . فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ : مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَ ا ؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ ؟ " ونحن نمر في عواصف الحياة ، ننشغل بالعواصف ، نحاول مواجهتها ، نقاومها لكننا فجأة نتذكر الله ، نتصوره نائما ً لا يبالي ولا يهتم . وحين نصرخ له يُسرع لنجدتنا ويسكّن الريح ويُسكت العاصفة . نحن في خوفنا نعجّله ونستعجله ليتدخل سريعا ً . وهو يرى ذلك عدم ايمان به . نصرخ مع داود النبي ونقول : " يَا رَبُّ ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ." ( مزمور 70 : 1 ) ويسرع الرب ، لا ينتظر حتى ينفذ صبرنا وتنهار مقاومتنا ويتحطم رجائنا . يقول داود النبي في المزمور 30 : 5 " عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ. " ساعات الالم لن تطول ، الزمن ملكه والوقت في يده ، وهو يُسرع الى معونتنا .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:19 PM

622 - حين تُهاجم ويُعتدى عليك ، تغضب وتثور وترد الهجوم والاعتداء طبعا ً ، ويزداد غضبك وتتصاعد ثورتك اذا كان الهجوم ظالما ً والاعتداء مجحفا ً . وهذا طبيعي ، رد فعل ٍ غريزي في الانسان . والحيوان ؟ ألا يتقاتل الحيوان هكذا ؟ هذا صحيح ، لكن الانسان يتميز بالادراك والقدرة على السيطرة على غرائزه ِ . لذلك فالانسان مطالب بالتحكم في غضبه والتأني في انتقامه . وكلما زاد تحكمه ُ في غرائزه ِ ، كلما ابتعد عن الحيوانية واقترب الى الانسانية . التماسك وقت الغضب قوة ، رباطة الجأش قدرة وشجاعة . حين كان المسيح يحاكم امام رئيس الكهنة ، لطمه واحد من الخدام . خادم ٌ يلطم ابن الله ، ملك الملوك ورب الارباب . لم يثأر المسيح ، لم يغضب لكرامته ، لم ينتقم منه ، بالعكس ، كلمه بكل العقل والمنطق وقال : " إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي ؟ " ( يوحنا 18 : 23 ) صبر ٌ نادر ، وطول أناة ٍ عجيبة . البعض يتصورها ضعفا ً . الضعف هو السقوط في الغضب والتردي في دائرة الانتقام . في كل وقت المحاكمة امام الكهنة وامام بيلاطس وهيرودس كان المسيح صامتا ً. صمت ٌ قوي ايجابي ، صمت اقوى من اي صخب او ضجة . يقول القديس بولس الرسول في رسالته لاهل رومية 12 : 19 " لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. " الانتقام للشر الذي يحل بنا عمل الله . الله لا يتغاضى ، لا يتهاون ، لا يتركنا فريسة للظلم . ولا يريدنا ان نقاوم الظلم بانفسنا ، بايدينا وحدنا . بالعكس هو يطالبنا بأن نُطعم عدونا اذا جاع ونسقيه اذا عطش . ويوصينا ويقول : " لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." ( رومية 12 : 21 ) وحين نفعل ذلك ، حين نقاوم الشر بالخير ونترك له مهمة الانتقام ، ينصفنا ، يرد لنا حقوقنا ، يحفظ لنا كرامتنا .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:19 PM

623 - يقضي الانسان حياته يبحث عن العلم ويسعى الى المعرفة ، ومنذ بداية الخليقة وهو يتسابق للوصول الى ذلك ، وحتى اليوم لم يصل الا الى قبضة كف منه بعد . وقف عالم فيلسوف على الشاطئ يوما ً يرقب طفلا ً يملأ كفيه من ماء المحيط ويجري يفرغها في حفرة وسط الرمال ، اقترب منه الفيلسوف وسأله : ماذا تفعل يا بني ؟ اجابه : احاول ان انقل مياه المحيط تلك الى حفرتي هذه . وضحك العالم منه وضحك من نفسه ايضا ً وهو يسعى لأن يُدرك ويفهم كنه الخليقة والخالق ، ويحتوي ذلك كله في عقله ، كل مياه المحيط في حفرة رمل ! . مهما تقدم الانسان في العلم والمعرفة ، مهما طال عوده ووصل الى الاكتشافات العلمية الكبيرة ، فما يزال افقه وادراكه لا يتعدى حفرة رمل . الله وحده الذي يعلم كل العلم . قال المسيح : " لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ " ( متى 6 : 32 ) أبانا السماوي يعلم كل شيء ، يعلم الماضي والحاضر والمستقبل ، الكل مكشوف ٌ أمامه . يعلم كل ما يختص بخلائقه جميعها ، هي صنع يديه ، يعلم داخل اجسادنا كما يقول داود النبي : " رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي " ( مزمور 139 : 13 ) يعلم داخل عقولنا ، يقول الوحي الالهي : " فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ." الله ، الهنا يعرف ، يعرف قلوبنا فيشبع اشواقنا ، يعرف طرقنا فيقودنا ويهدينا ويرشد مسارنا . علمه غير محدود او محصور او قاصر . في علمه خيرنا وكفايتنا وشبعنا . الحمد لله ان ابانا يعلم .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:19 PM

624 - حين نتلفت حولنا نجد بالناس عيوبا ً واخطاء ً وانحرافات تصدم العين وتعكر المزاج وتثير النفس . وحين نوجه لهم النقد والتوجيه واللوم يغضبون . وبدلا ً من السماحة ورحابة الصدر ، يهاجمون ويتهجمون . يقول المسيح لنا وللناس : " لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ . وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا ؟ " ( متى 7 : 3 ) العلاقات الانسانية متشابكة . ونحن نعيش في العالم جيرانا ً متقاربين ، كلنا سواء ، خُلقنا من أصل ٍ واحد ونعيش في عالم واحد مهما اختلفت الاقطار وتباينت اللغات . نحن اخوة في الشكل والخلق والملامح والسمات . مهما كانت اختلافاتنا نتنفس نفس الهواء ويجري في عروقنا نفس الدم . مهما تعددت اجناسنا نفرح ونحزن ونغضب ونصفو وندين ونُدان ، ويوصينا الله ان لا نََدين لاننا سنُدان ، والا نَنتقد لأننا سنُنتقد . ويوضح لنا انه بالكيل الذي نكيل به يُكال لنا والقذى الذي في عيون الغير موجود كخشبة ٍ في عيوننا . وانه لا يجب أن نُنفق الحياة والعمر ندين الغير ونحاول ان نخرج القذى من عيونهم . يقول المسيح : " كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ : دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ ؟ يَا مُرَائِي ، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ ! " المعاملات بين البشر والعلاقات بين الاخوة والناس كصدى الصوت يرتد لمرسله . الخير يرتد خيرا ً والشر يرتد شرا ً والنقد يرتد نقدا ً . الله يريدنا ان نصلح عيوننا لنرى جيدا ً ونتعامل جيدا ً مع اخوتنا . هكذا نعيش ونتعايش معا ً في سلام ٍ وراحة وتفاهم وتكامل .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:21 PM

" كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ "

http://alaberoon.com/images/7.jpg
خلق الله الانسان وتوّج به خليقته ، ميزه عن كل ما خلق ، جعله سيدا ً على الخلائق ، جعله يتسلط على كل شيء . وضع فيه روحه وخصه بعقل ٍ يدرك وارادة ٍ حرة . يقول المسيح : " الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ : انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ ." ( متى 17 : 20 ) ويقول ايضا ً : " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " ( مرقس 9 : 23 ) كل شيء ، لا شيء لا يقدر عليه المؤمن . ليس بقوة الانسان بل بقوة الله الذي يؤمن به الانسان . قال المسيح ايضا ً لتلاميذه : " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا " ( يوحنا 14 : 12 ) وعد عظيم ٌ باعمال عظيمة من الله العظيم للأنسان المؤمن . حتى في وادي ظل الموت حين تغلق قوى الخير وتجف الارض يشبع المؤمن بالله ويرتوي برحمته . المؤمن يتسلح بقوة الله ويلبس قدرة الله ، فلا يقف في وجهه صعب ولا يعوق حياته عائق . كل موارد الله له ، كل خزائن السماء في متناول يده . يعد الله المؤمنين باتاحة كل شيء لهم . يقول المسيح للمؤمنين : " مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) لا لامتياز لنا وفضل فينا وصلاح وبر وعمل صالح ، بل كما يقول المسيح : " لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ " .

" كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ "


Mary Naeem 16 - 05 - 2012 05:47 PM

626 - كل ما به حياة ينمو ، يتقدم ، يكمل . الجماد وحده يتجمد ، أما كل حي ، نبات أو حيوان أو انسان فينمو ويتقدم نحو الكمال ، لأن بكل حي حياة ، والحياة تقدم ونمو . يقول الكتاب المقدس : " لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ " ( عبرانيين 6 : 1 ) التقدم دائما ً الى الامام ، الى اعلى ، الى الكمال . ويوصينا الله ، كأولاد الله الحي ، أن نتقدم الى الكمال ، والكمال كمال الله وحده ، وتقدمنا يكون نحو الله الكامل . لا يوجد انسان كامل الا المسيح . يقول القديس بولس الرسول : " لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ ..... إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ ..... إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل . إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ . " ( افسس 4 : 12 ، 13 ) هذه هي الدعوة الى التقدم الى الكمال . ومقياس الكمال قياس قامة ملء المسيح . وما دام الله الكامل فينا فنحن نتقدم الى الكمال . يقول المسيح : " فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ ." ( متى 5 : 48 ) ولا نتقدم الى الكمال بالوقوف على اصابع اقدامنا ، نشب ونتطاول ونرفع قامتنا . لا بجهدنا ننمو ، لا بقوتنا نكمل بل بالحياة التي فينا ، بالله الحي فينا . يقول القديس بولس الرسول : " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ . فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ " ( غلاطية 2 : 20 ) حياة الايمان هذه ترفعني ، تقدمني ، تدفعني الى الكمال . الله يريدنا كاملين كما هو كامل ، ويحيا بروحه الكامل فينا ، فيحركنا نحو الكمال ، وذلك ليس بقوتنا بل بقوته ، ولا بحياتنا بل بحياته ، بقوته وبحياته نتقدم الى الكمال .

Mary Naeem 18 - 05 - 2012 07:33 PM

627 - الشك اعدى أعداء الانسان . الشك يخلق القلق . والقلق يقود الى التردد والخوف والاحجام والتجمد . اليقين بعكس ذلك ، يدفع الى الشجاعة والاقدام والحركة والتطور ، المسيحية ديانة يقين ، ديانة ايمان وثقة وتأكد ، لا تتعامل مع ربما ، وليت ، ولعل ، وحبذا ، وأظن . المسيحية صخرة ايمان واثق لأنها مبنية على شخص المسيح ذاته . و" الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. " . المسيحية ليست مجموعة شرائع وتنظيمات ، ليست فلسفة ، ليست علما ً . المسيحية لا تعتمد على اشياء بل على شخص الرب يسوع المسيح . يقول القديس بولس الرسول : " لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ " ( 2 تيموثاوس 1 : 12 ) بمن آمن به ، بالمسيح نفسه . ويضيف قائلا ً : " وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ . " اليوم الذي تنتهي فيه ايامي هنا ، ويبدأ يومي هناك في السماء ، حيث يوجد هو ، من أؤمن به . قال ووعد تلاميذه ويقول لنا ويعدنا : " حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " ( يوحنا 14 : 3 ) فذلك اليوم لنا ليس رهيبا ، مخيفا ً بل رائعا ً مباركا ً ، ننتظره بلهفة وشوق . في يقين وثقة يؤكد بولس الرسول : " أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ ( الزائل ، العرضة للسقوط والانهيار والهدم ، لكن ) ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ ، أَبَدِيٌّ " ( 2 كورنثوس 5 : 1 ) ابدي ثابت دائم من الله ، لنا نحن المؤمنين به . البيت رمز اطمئنان واستقرار وضمان ، وهو يضمن لنا ذلك البيت ، ونحن نثق ونؤمن به ، لهذا نعيش اليقين في المسيح الذي نبني عليه ايماننا ورجائنا ، لا نخشى المستقبل ، مستقبلنا معه ، عنده . فنحيا اليوم يقين الغد . اليوم له ، والغد له .

Mary Naeem 20 - 05 - 2012 09:17 AM

628 - نواجه كل يوم اعمالا ً علينا ان نعملها ، بعضها نقدر عليه وبعضها لا نقدر عليه . نكافح ونجاهد لنعمل ما هو في استطاعتنا ، ونبحث عن من يعيننا لنعمل ما ليس في استطاعتنا . ونتوجه الى الناس ، ونتوجه الى الله . قد لا نجد العون عند الناس ، لكن الله لديه كل العون ، كل المقدرة ، لا يصعب عليه شيء ، " كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ ." ( مرقس 10 : 27 ) . " غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ. " ( لوقا 18 : 27 ) والمؤمن ، " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " ( مرقس 9 : 23 ) . حين يطلب المعونة من الله ، حين يصلي ، حين يدعوه ويقول : أعنّي يا رب ، يستجيب الله ويعين المؤمن على عمل ما لا يستطيع ان يعمله وحده . فالمستطاع عند الله ، وكل شيء مستطاع عنده ، مستطاع للمؤمن إن صلى بايمان وطلب معونته . يقول القديس بولس الرسول : ان الله هو " الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ " ( افسس 3 : 20 ) . حين نصلي يعمل الله كل شيء ، وحين لا نصلي نعمل نحن كل شيء ، وشتّان بين عمل الله وعملنا ، لا يصعب عليه شيء ، ونحن يصعب علينا الكثير . الصلاة بايمان تحرك يد الله القادرة أن تنقل الجبال ، ويصبح المستحيل سهلا ً ممكنا ً. الله قادر ان يفعل كل شيء لنا . يقول المسيح : " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ." ( يوحنا 14 : 13 ) تذكر حين تصلي يعمل الله كل شيء ، وحين لا تصلي تعمل انت كل شيء .

Mary Naeem 21 - 05 - 2012 05:18 PM

629 - الانسان دائما يبحث عن الخير ، ينام يحلم به ، ويستيقظ يسعى اليه ، احيانا ً ينجح ويجده وكثيرا ً يفشل ويتوه عنه ، لكنه لا يكف ولا يكل بحثا ً عن الخير . ويقول الله لك على لسان اشعياء النبي : " قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ " ( اشعياء 3 : 10 ) الخير في متناول يد الصدّيق ، ليس في متناول يده فقط بل هو يتبعه ، الخير يتبع الصدّيق . يقول داود النبي : " إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي " ( مزمور 23 : 6 ) الخير يتبعك . يتبع الصدّيق ، كل من يؤمن بالله ويحبه . برغم سيادة الشر على العالم لكن كل الاشياء للمؤمن خير . يحول الله شر العالم الذي حولك الى خير . يقول القديس بولس الرسول : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. " ( رومية 8 : 28 ) يؤكد بولس الرسول ذلك بصيغة اليقين ( نحن نعلم ) هو يعلم ، ونحن ايضا ً نعلم أن الاشياء جميعها معا ً تتجمع وتتفق ، تتكاتف وتعمل لخيرنا ولخير كل من يحبون الله ، لكل المؤمنين المدعوين حسب قصده ، فالخير حولنا ، كل الخير ، في كل الاشياء ، الاشياء التي تبدو شرا ً هي خير ٌ لنا . خيرنا لا يعتمد على الظروف حولنا ، ولا على الناس بل على الله . على الله الذي يحبنا الذي يقول لنا : خير ، خير ، خير . ويدفع الخير ويسوقه ليتبعنا كل ايام حياتنا . فلا تبحث عن الخير ، الخير يتبعك ، مع كل خطوة ِ يُغدق الله خيره عليك . وفي كل شيء ، كل شيء يعمل لخيرك . تمتع وانعم بالخير اليوم وكل يوم .

Mary Naeem 22 - 05 - 2012 05:13 PM

630 - شفانا الرب ، فهذه كلماته لنا : " أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ " . فلماذا لا تأتي الى الشافي وتطلب منه ان يشفيك من مرضك مهما كان ، فاذا كنت مريض روحيا وتعاني من خطايا وقيود اصرخ له : اشفيني .
واذا كانت نفسك عليلة ارميها بحضن من شفاها فهو يعرف دواها . وإن كان جسدك مريضا ً سقيما ً ، فلن يعسر على الله أمر ، فهو الرب شافيك ، اصرخ له : اشفيني ، اشفيني ، اشفيني .

Mary Naeem 22 - 05 - 2012 05:14 PM

631 - الحياة تتغير ، تتجدد ، تتطور . والانسان يتغير ، يتجدد ، يتطور مع الحياة . اليوم يختلف عن الامس ، والغد سيختلف عن اليوم . عدم التغيير تجمد ، والتجمد موت . والانسان يحب التغيير ، يفضّل الانتقال من حال الى حال ، ينتقل من الجهل الى العلم ، ومن المرض الى الصحة ، ومن الفقر الى الغنى ، ويحب دائما ً الانتقال من الادنى الى الاعلى . يتقدم ، يتطور ، ينمو ، يسير الى الامام ، حتى يصل الى نقطة النهاية ، حين ينتقل من الحياة الى الموت ، آخر نقلة ، أسوأ نقلة . لكننا نحن المؤمنين انتقلنا نقلة عكسية ، من الموت الى الحياة . هكذا يقول القديس يوحنا الرسول : " نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ " ( 1 يوحنا 3 : 14 ) كنا امواتا ً ، أمواتا ً بالخطايا ، الخطية موت . ويقول بولس الرسول : " وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ " ( افسس 2 : 5 ) هذا هو التغيير العجيب ، النقلة الغريبة من الموت الى الحياة . عادة تقود الحياة الانسان الى الموت ، لكن المسيح قلب العادة ، غلب الموت ، قام من الموت وبقيامته نقوم ، بحياته نحيا . يقول الكتاب المقدس انه : " بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ " ( رومية 5 : 12 ) هذا الانسان هو آدم ابو البشرية . " لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." ( رومية 6 : 23 ) الحياة الابدية في المسيح يسوع مخلّص البشرية . الذي يؤمن بالمسيح يحيا ، ينتقل من الموت الى الحياة " مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ " يؤكد ذلك يوحنا الرسول ويكتبه : " كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً " ( 1 يوحنا 5 : 13 ) فالمؤمن ينتقل من الموت الى الحياة ، الحياة الابدية .

Mary Naeem 23 - 05 - 2012 01:04 PM

632 - ما هو اخشى ما يخشاه الانسان ؟ الموت طبعا ً ، اخشى ما يخشاه الانسان هو الموت . اشجع الشجعان يخاف الموت ، يخشاه . كل ما يفعله هو مغالبة خوفه من الموت فيكون شجاعا ً ، لكنه ما ان يلتقي به ويواجهه حتى يرتعب ويرتعد خوفا ً ، ويموت خوفا ً من الموت . البعض يعلل ذلك بعدم معرفتنا بما سنلاقيه بعد الموت . المخيف هو ما يقود اليه الموت . لو عرف مصيره المجهول بعد الموت لخفّت حدة خوفه من الموت ، أليس كذلك ؟ للموت رهبة ، الموت مخيف . المسيحية تمنح الطمأنينة للمؤمن بالحياة الابدية الموعودة . المسيح يمنح سلاما ً للمؤمن عند الموت . يقول القديس بولس الرسول : " لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا." ( فيلبي 1 : 23 ) لا خوف ، رغبة ٌ واشتهاء للانطلاق لأنه سيكون مع المسيح ، ذلك افضل من الحياة هنا . ما اعظم وامجد ذلك . يحيا هنا مع الناس ، هناك مع المسيح . لهذا يستعجل الانطلاق اليه . امسك اليهود بالقديس اسْتِفَانُوسَ ، حاكموه وادانوه بالتجديف . اخذوه خارج المدينة ليرجموه ، أول شهيد ِ للمسيحية . وبينما هو ملقى ً على الأرض والحجارة تتهاوى فوقه ، رأى مجد الله ويسوع المسيح ، وكان وجهه كأنه وجه ملاك . شخص الى السماء وقال : " أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي " ( اعمال الرسل 7 : 59 ) لم يخشى الموت ، لم يرتعب ، لم يصرخ ، لم يستعطف قاتليه ، بالعكس صلّى لأجلهم وقال : " يَا رَبُّ ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ " هكذا المؤمن عند الموت ، يرى المسيح على الشاطئ الآخر ينتظره فلا يخاف ، لا يخاف الموت . المسيح يمنح سلاما ً للمؤمن عند الموت ، وهذا اروع ما في المسيحية ، عدم الخوف من الموت .

Mary Naeem 23 - 05 - 2012 07:46 PM

633 -
* اصنع كل الخير
إصنع كل الخير الذي تستطيع ، بكل الطرق التي تستطيع ، مستخدماً كل الوسائل التي تستطيع ، في كل الأماكن التي تستطيع ، في كل الأوقات التي تستطيع ، لكل الناس الذين تستطيع ، لأطول وقت تستطيع ، قائلاً : «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» ( فيلبي 4 : 13 ) .

* ايمان وعمل
العمل الجيّد أفضل بكثير من الكلام الجيّد." أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي." (يعقوب 2: 18 )


* آمن فقط !
الفهم ليس من شروط الايمان لكنه من مكافآت الايمان. لا تفتش عن المعرفة لكي تؤمن. آمن لكي تحصل على المعرفة.

* لتصديق شيء هو حقيقة قابعة في العقل ، امّا الايمان فهو نار تتأجج في القلب .

Mary Naeem 24 - 05 - 2012 04:42 PM

634 - تحيط بنا ظروف ٌ سيئة ، ضارة ، يحولها الله لصالحنا . يُخرج من الباطن المر حلاوة . يقول الكتاب المقدس انه : يخرج من الآكل أكلا ً ومن الجافي حلاوة . الآكل الشرس المتوحش المفترس ، يُخرج منه أُكلا ً . بدلا ً من أن يأكل يؤكل ، ويُخرج من الجيفة النتنة الميتة حلاوة ، هو القادر على كل شيء ، يعمل كل شيء ٍ لصالحنا ، كل شيء ٍ في يده ، كل الخيوط بين اصابعه ، نحن محفوظون في قبضته . الظالم مهما تجبّر يحوّل الله ظلمه لفائدتنا . الباغي مهما تنمّر يبدّل الله بغيه لنصرتنا . الطريق ليس دائما ً سهلا ً سويا ً تحت اقدامنا ، لكن الله يعبّد الطريق ويجعلنا نعبر فوق وعورته . جاع ايليا النبي ولم يكن لديه طعام ٌ يأكله ، فارسل الله له الطعام محمولا ً بمنقار غراب . الغراب الذي يخطف الطعام حمل الخبز واللحم وقدمه لايليا النبي ! اختار الله غرابا ً لا حمامة لانه قادر ان يجعل الغراب في رقة الحمامة ، فجّر من قلب الصخر الاصم ينبوع ماء ليرتوي الشعب حين عطش . أسقط من الفضاء منّا ً وسلوى ليُطعم الجوعى في البريّة . جعل السحابة مظلة نهارا ً ، وحولها الى منارة ليلا ً . لا يصعب عليه شيء ، يطوّع كل شيء ٍ لخيرنا وصالحنا وخدمتنا . لا تخشى الظلم ، الله وسط الظلمة نور ، الله يجعل الظلام نورا ً . ولا تخشى العاصفة ، الله يحرك العاصفة ويبدلها بردا ً وسلاما ً . ولا تخف الموت ، الله يعبر وادي ظلال الموت بجوارك . لا ترتعب من الشيطان ، الله يحميك ويحفظك ويصونك . الآكل جعله لك أُكلا ً ، والجافي جعل في قلبه لك حلاوة . الظروف السيئة يبدلها صالحة . الصعوبات القاسية يجعلها سهلة .

Mary Naeem 25 - 05 - 2012 08:20 PM

635 - الشيطان لا يكل ولا يتعب ، يحوم حولنا ، يدور ويدور ، لا يهمد . يزأر ، يعلو زئيره ويدوّي عاليا ً . يوصينا القديس بطرس الرسول فيقول : " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." ( 1 بطرس 5 : 8 ) زئير الاسد مخيف ، يرعب ....
الاسد الذي يزأر لا يرعب . الزئير يرعب طبعا ً ، لكن الاسد الذي يزأر لا يرعب ، ليس هو الذي ينقض على الفريسة
فمن هو الذي ينقض عليها اذن ؟
الاسود الاخرى الصغيرة الشابة ، الاسد الذي يزأر هو الاسد العجوز . الاسد العجوز ضعيف ، تكسرت انيابه وترهلت عضلاته ، لا يبقى له الا الزئير ، فيزأر ويصخب ليرعب الفريسة ، تهرب منه ، تجري بعيدا ً عنه ، يتابعها بزئيره ويدفعها نحو الاسود الشابة القوية المتربصة لها ، ما ان تقترب منها حتى تنقض عليها وتقتلها . والاسد العجوز الزائر يكون له نصيب ، يبقى له ما تتركه الاسود القوية . فهو لا يخيف ، زئيره فقط هو الذي يخيف . وهذا يعطينا الاطمئنان ان الشيطان مهما تجبر فهو عجوز ٌ ضعيف ٌ ، مهزوم ، تمت هزيمته تحت الصليب ، وكل ما يستطيعه هو الزئير ، زئير يخيفنا به حتى نسقط خوفا ً . لذلك يبادر القديس بطرس فيقول : " فَقَاوِمُوهُ ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ " ونحن نقدر ان نقاومه بقوة الايمان بالله ، راسخين ، ثابتين ، لا يهزنا زئيره ولا يرعبنا صوته . لا يتعدى ان يكون مثل اسد السيرك ، صوت ٌ عال ٍ فقط . يستعرض قوته وصوته ، يخيف الصغار فقط ويضحك الكبار . لا نخشاه ، فقاوموه . قاموا ابليس فيهرب منكم .

Mary Naeem 25 - 05 - 2012 08:24 PM

636 - * كثيرين يحصلون على النّصيحة ، وقليلون فقط هم الذين يستفيدون منها.
إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. ( يعقوب 1 : 5 )


* الثمر وحياتك
إن بقيت حياتك باستمرار لا تحمل الثمر, فإن الله سوف يتدخل لينقيك لتحمل الثمر «كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ» ( يوحنا 15 : 2 ) .

* المؤمن السعيد
المؤمن السعيد هو من يدرك أن أعظم هدف في الحياة هو ان يعطي وليس ان يأخذ وان يَخدم وليس ان يُخدم.


* " الرَّبُّ قَرِيبٌ" هذا هو الحق الذي يجب ان نضعه امامنا دائما فيؤثر على حياتنا العملية فيقدسها ويطهرها ايضا.
" هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي " ( رؤيا 22: 12 )

Mary Naeem 27 - 05 - 2012 04:06 PM

637 - العالم يسعى للسلام ، لأن كل مكان بالارض مشحون بالحرب . حرب ٌ بين الدول ، دول ٌ متجاورة تتحارب ، وحرب ٌ داخل الدول ، في الدولة الواحدة فرق ٌ تتصارع . وحرب ٌ داخل البيوت ، في البيت الواحد افراد ٌ يتشاحنون . وكلما علا صوت الحرب ، كلما ارتفعت الاصوات التي تدعو للسلام . والسلام نادر ٌ لا يتحقق ، مفاوضات ، مشاورات ، كل ما يصل اليه المتحاربون اتفاق ٌ على وقف اطلاق النار لفترات ٍ قصيرة يستردون فيها انفاسهم ويجددون سلاحهم ويجمعون ذخيرتهم ويحاربون . منذ دخلت الخطية جوف الانسان وهو يتقاتل " لَيْسَ سَلاَمٌ ، قَالَ إِلهِي ، لِلأَشْرَارِ." ( اشعياء 57 : 21 ) السلام ينبع من الداخل . السلام من الله . سلامنا يعتمد على الله . وعدنا المسيح بالسلام ، سلام الله لا سلام العالم . قال : " سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ . سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ . لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا . لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ." ( يوحنا 14 : 27 ) السلام من الله الخالق لا المخلوق . لو كان السلام من المخلوق ، من الانسان الآخر ، لما تحقق السلام ابدا ً . يكون هذا السلام مرتبط ٌ ومتصل ٌ بهذا الانسان الآخر . اكون سالما ً حين يريد هو لي السلام ، غير سالم حين لا يريد لي السلام . سلامي الحقيقي هو الذي يأتي لي من الله . لن اشعر بالسلام ولن احس بالسلامة ِ الا به . يصورون السلام بحمامة وديعة بفمها غصن زيتون . كانت رسول السلام والامان بعد انحسار ماء الطوفان عن الارض وظهور شجرة الزيتون . والحمامة ضعيفة ، والصقور الجارحة تطاردها ، ويتعثر السلام . من اجمل الصور التي تعبّر عن السلام ، صورة عاصفة عاتية وفي وسط الصورة صخرة ٌ صامدة بها حفرة ، بنى فيها عصفور ٌ عشه ُ ونام ، نام مطمئنا ً . وسط العاصفة أمان ٌ وسلام من الله ، سلام ٌ جعل العصفور ينام مطمئنا ً . هذا هو السلام الحقيقي ، السلام الذي من الله .

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 06:49 PM

638 - العالم اصبح صغيرا ً ، بكل اتساعه ، بكل قاراته ، بكل محيطاته وبحاره صغير يمكن ان نلف حوله في ساعات او ايام معدودة . الطائرات السريعة جعلت السفر بين البلاد سهلا ً متاحا ً . بعض الاجراءات واسافر الى اي بلد وادخلها وازورها . مال ٌ يغطي ثمن التذكرة وجواز سفر وتأشيرة دخول ٍ للبلد ، بعض الملابس في الحقيبة ، والى هناك . دخول اي بلد من بلاد العالم سهل ، لا صعوبة . ودخول السماء وملكوت الله اسهل ، لا اجراءات ، لا جهد ، لا تحتاج الى مال ولا تذكرة ، ولا تحتاج الى تأشيرة دخول ولا ملابس ولا متاع . دخول السماء لا يعتمد على ما نعمله بل على عمل الله لنا . حين جاء نيقوديموس الى المسيح ليلا ً يسأله عن ملكوت السماوات ، قال له المسيح : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ . " ( يوحنا 3 : 3 ) وهذا الذي لا يقدر عليه الانسان في قدرة الله .
" لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." ( يوحنا 3 : 16 ) دخول ملكوت السماوات بالميلاد ، الميلاد الروحي " اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." ( يوحنا 3 : 6 ) والميلاد الروحي هو عمل الله نحصل عليه بالايمان ، الايمان بالمسيح . يقول يوحنا الرسول : " كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ " ( 1 يوحنا 5 : 1 )
" وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَد ٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل ، بَلْ مِنَ اللهِ." ( يوحنا 1 : 12 ، 13 ) .
اولاد الله هؤلاء لهم الحق في ملكوت الله . لا حاجة لهم لدخول السماء الى اي اجراءات . دخولهم السماء اسهل من دخول اي بلد في العالم .

Mary Naeem 30 - 05 - 2012 07:02 PM

639 - جاء الرجل بابنه الذي به روح اخرس وقدمه للمسيح وقال له بكل ما بقلبه من لوعة على ابنه الذي صرعه الروح امامه : " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا ." .
واجابه يسوع : " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ . كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " .
وقال الرجل : " أُومِنُ يَا سَيِّد ُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي " .
وشُفي الصبي . الايمان يصنع المعجزات . حين جاء المسيح الى قبر لعازر وطلب ان يرفعوا الحجر ، ارتعبت مرثا وقالت : " يَا سَيِّدُ ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ . " .
فقال يسوع : " إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ " وآمنت ، وخرج لعازر من القبر حيا ً . فبالايمان اقام المسيح الميت . نعم الايمان يصنع المعجزات ، الايمان نفسه معجزة . ان تثق بما يرجى و توقن بامور لا ترى معجزة . بدون ايمان لا يمكن ان نرضي الله . آمن نوح وبنى الفُلك وعاش وعمّر العالم بعد الطوفان . آمن ابراهيم وقدم ابنه ذبيحة ً لله وحُسب له برٌ . آمن موسى واختار أن يُذل مع شعب الله على ان يُدعى ابن ابنة فرعون . بالايمان خطى افراد الشعب الى البحر الاحمر .

Mary Naeem 30 - 05 - 2012 07:05 PM

640 - الحق خط ٌ مستقيم لا ينحني ولا يتعرج ولا يلتوي . كالسيف باترٌ ، حاد ٌ ، مباشر . الحق حق لنا وعلينا لا مساومة فيه ولا مهادنة . احيانا ً نريد الحق يلتوي لصالحنا ، لا يكون حقا ً ، الحق حق ، مستقيم . واحيانا ً نحلل ما نشاء لانفسنا ونحرّم ما نشاء على غيرنا . لا يكون حقا ً ، الحق حق ، واضح . واحيانا ً نجعل الباطل حقا ً . لا يكون حقا ً ، الحق لا يتوارى ، يشع . نؤكده ونحلف لندعمه . لا يكون حقا ً ، الحق لا يحتاج الى دعم ، شامخ . قال المسيح : " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ " ( يوحنا 14 : 6 ) كان يؤكد كلامه دائما ً بالقول : " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ " لم يحتج الى تأكيد قوله بحلف أو قسم ، بالعكس قال : " لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ " ( متى 5 : 34 ، 35 ) قال : " لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ : نَعَمْ نَعَمْ ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ." الذي يستخدم القسم يعرف انك لا تصدقه ، وإن اقسمت انت لتؤكد كلامك تعرف انهم لا يصدقونك . قل الحق بدون قسم ، نعم نعم ، لا لا ، فالحق خط ٌ مستقيم ، اجعل اقوالك تسير في خط ٍ مستقيم . إن التوى الحق التوت الحياة وعشنا في شك وفوضى وعبودية . قال المسيح : " إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ " ( يوحنا 8 : 31 ، 32 ) .
" لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا." ( يوحنا 1 : 17 ) فاتبع الحق ، تسر طريقا ً مستقيما ً .

Mary Naeem 31 - 05 - 2012 06:46 PM

461 - قلنا إن الحق خط ٌٌ مستقيم ، لا ينحني أو يتعرج أو يلتوي ، الشيطان لا يحب الحق : " لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ " ( يوحنا 8 : 44 ) يريد الخط ملتويا ً لكنه يعرف اننا بالطبيعة لا نحب الالتواء ، فيحاول ان يزخرف ويشكّل الخط الملتوي في شكل ٍ مقبول . يجعله هلالا ً أو دائرة أو رسما ً هندسيا ً . لا يريد ان نكتشف ونكشف كذبه فنهرب منه ، يجرنا ورائه ، يقول بعض الحق ، لا كل الحق . فنسير مقادين بالحق الذي قاله حتى يجرفنا الى الخطية . يجرنا من اقتناع الى اقتناع الى الهاوية . حين جاء الى آدم وحواء مزج قليلا ً من الحق بكثير ٍ من الكذب ، فخدعهما ، من عدم الاكل من شجرة الى عدم الاكل من كل شجر الجنة . سلماه سمعهما لأنه فيما يقول بعض الحق . ثم انتقل الى الكذبة ، الكذبة التي يحبان أن يسمعاها ، قال لهما : " لَنْ تَمُوتَا " ( تكوين 3 : 4 ) بل تنفتح عيونكما وتعرفان الخير و الشر . ورمى اليهما الطعم : " وَتَكُونَانِ كَاللهِ " وصدّقا ، صدّقا القليل من الحق والكثير من الكذب . وسقطا واسقطانا جميعا ً معهما . مهما جمّل الخط الملتوي لا تقبل الا الخط المستقيم . مهما قال لك بعض الحق ، اطلب كل الحق ، ولا شيء غير الحق . يقول داود النبي : " حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى الأَبَدِ يُحْفَظُونَ . " ( مزمور 37 : 27 ، 28 ) ويقول ايضا ً : " طَرِيقَ الْكَذِبِ أَبْعِدْ عَنِّي ..... اخْتَرْتُ طَرِيقَ الْحَقِّ. جَعَلْتُ أَحْكَامَكَ قُدَّامِي." ( مزمور 119 : 29 ، 30 ) بهذا تهزم الشيطان ، بالحق ، لأن سلاحه هو الكذب ، حتى لو استخدم بعض الحق ليجرّك خلفه الى الخداع والكذب .

Mary Naeem 02 - 06 - 2012 07:09 PM

462 - حين نبحث عن الحكمة ، نبحث عنها عند الحكماء . كل علمنا نحصل عليه من العلماء . النبي سليمان الحكيم احكم الحكماء ، حين ظهر الله له في حلم وقال له : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " ( 1 ملوك 3 : 5 ) طلب من الله قلبا ً فهيما ً ، فقال له الله : " هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ." ليس من هو اجدر منه يعلّمنا الحكمة . قال : " رَأَيْتُ كُلَّ الأَعْمَالِ الَّتِي عُمِلَتْ تَحْتَ الشَّمْسِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ." ( جامعة 1 : 14 ) .
" بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ ، الْكُلُّ بَاطِلٌ." ( جامعة 1 : 2 )
كل ما حصل عليه من غنى ً وقوة ٍ وعظمة ٍ وسلطان ، برغم حصوله على كل ما اشتهته نفسه وكل المجد الذي حققه ، برغم ذلك يقول : " الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ. " ( جامعة 2 : 11 ) كل شيء ٍ بلا قيمة ، باطل ، بلا منفعة . كل ما حصل عليه زائل ، قبض الريح . ويرى ان كل شيء يعود الى الله ، الله سبحانه وحده . يقول : " لَيْسَ لِلإِنْسَانِ خَيْرٌ .... رَأَيْتُ هذَا أَيْضًا أَنَّهُ مِنْ يَدِ اللهِ." وايضا ً يقول : " أَيْضًا كُلُّ إِنْسَانٍ أَعْطَاهُ اللهُ غِنًى وَمَالاً وَسَلَّطَهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْكُلَ مِنْهُ ، وَيَأْخُذَ نَصِيبَهُ ، وَيَفْرَحَ بِتَعَبِهِ ، فَهذَا هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ " ) جامعة 5 : 19 ) . ثم يلخّص كل حكمته قائلا ً : " فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ: لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ . " ( جامعة 12 : 1 ) اذكر خالقك الآن ، اذكر الله الآن ايام شبابك . اذكرالله واحمده وسبّحه في شبابك وصحتك وقوتك . هذا وحده الذي له قيمة ٌ في الحياة ، هذا وحده هو الباقي لك بعد ان تمضي الحياة . هذا اعظم عمل واحكم عمل ، قاله احكم الحكماء ، لكل الايام .

Mary Naeem 04 - 06 - 2012 08:00 PM

463 - وانت تسير في الطريق اليوم هل تسير وحدك أم في رفقة احد ؟ إن كان لك رفيق فانتما تتجاذبان الحديث ، تقتلان سأم الطريق . وإن كنت تسير وحدك فيجري داخلك حوار وتنتاب عقلك افكار ، تسمع اصوات الذكريا ت الماضية وتعلو اصداء رؤى مستقبلة . اصوات ٌ واضحة تصدح لها صدى ، لها رنين ، لها نغم ، وتسمع احيانا ً صوت المسيح يكلمك ، وصوت المسيح له نبرة خاصة مميزة ، نبرة ٌ رفيقة ، رقيقة تتهدب حبا ً . يعبر صوته السنين وهو يقول : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي " ونبرة ٌ رخيمة رحيمة تختلج عطفا ً . يعلو صوته الجلي الغني ويقول : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ ............. لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ......... اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. " ونبرة ٌ قوية عفية تدوّي عونا ً ، وبصوت له سلطان وقدرة يملأ السماء والارض ، يملأ الزمن كله ، الازل والابد ، يقول : " أَنَا هُو َ. لاَ تَخَافُوا " ونبرة ٌ دائبة دائمة تتدرج تلازما ً ، يمد امامنا وجوده ووعوده ، يفرش تحت اقدامنا بساطا ً لا نهاية له ، يقول : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" صوت المسيح ، صوت الحبيب معك وفيك ولك بكل نبراته . صوته اليوم رقيق ٌ يدعوك ، لتقبله وتتبعه ، صوته ُ حبيب ، وصوته فيما بعد صارم ٌ يحاسبك ويعاقبك ، صوته رهيب .

Mary Naeem 04 - 06 - 2012 08:03 PM

464 - جلس صديق ٌ على مائدة صديقه الفيلسوف ، سأله : ماذا تريد ان تأكل ؟ قال : أحلى شيء . أحضر له لسانا ً مطبوخا ً . ومرة اخرى سأله : ماذا تريد ان تأكل ؟ قال : اقبح شيء . فاحضر له لسانا ً مطبوخا ً ايضا ً . اللسان عضو ٌ خطير في جسد الانسان ، يتجمع فيه كل الخير ويتجمع فيه كل الشر . يقول يعقوب الرسول :
" مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ " .
" بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ " .
ويقول ايضا ً عن اللسان : " هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّمًا. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ "
فاللسان نار . هكذا جُعل في اعضائنا اللسان الذي يدنس الجسم كله . واللسان يعبر عن ما يملأ القلب وينطق به الفم . قال المسيح للجمع : " اسْمَعُوا وَافْهَمُوا . لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ " ( متى 15 : 10 ، 11 ) ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر وذلك ينجس الانسان ." لِسَانُ الصِّدِّيقِ فِضَّةٌ مُخْتَارَةٌ " كما يقول سليمان الحكيم . ولسان الشرير " سَهْمٌ قَتَّالٌ " كما يقول إرميا النبي ، ومن فضلة القلب يتكلم اللسان ، القلب الشرير يخرج شرا ً ، والقلب البار يخرج برا ً . ويقول داود النبي : " لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي ، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا." ( مزمور 139 : 4 ) الله يعرف خفايا القلب والكلمات المنقوشة على اللسان . ويدعو داود الله ويطلب منه تطهير قلبه وافكاره . يقول : " اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي . امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي . وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا. " ( مزمور 139 : 23 ، 24 )
" قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي." ( مزمور 51 : 10 ) . حين يتنقى القلب ، يتنقى اللسان . وحين تستقيم الروح يستقيم اللسان ، فاللسان مرآة الداخل ، لا يتكلم من نفسه بل مما في القلب والروح . فاحفظ داخلك طاهرا ً يُصبح لسانك طاهرا ً .

Mary Naeem 05 - 06 - 2012 06:18 PM

465 - الجو اليوم حار . جو بلادنا تغلب عليه الحرارة ، افضل من الجو البارد . الحرارة تؤدي الى الشعور بالاختناق . والبرودة تؤدي الى التجمد . الحر احيانا ً يقتل . والبرد ايضا ً يقتل احيانا ً . ما اجمل الشمس . الشمس مصدر الحياة ، والحرارة دليل الحياة . حتى في الحياة الروحية ، الحرارة دليل الحياة الروحية . يقول القديس بولس الرسول في رومية 12 : 11 " حَارِّينَ فِي الرُّوحِ ، عَابِدِينَ الرَّبَّ " الحرارة في الروح مظهر وانعكاس للحياة المسيحية . الروح يلهب القلب ، يجعله يغلي حياتا ً وحيوية . وجود المسيح في قلب المؤمن يملئه بالحرارة الروحية . في رفقة المسيح ، قرب المسيح تلتهب قلوبنا وتمتلئ دفئا ً وحرارة . بعد قيامته اقترب المسيح من تلميذين كانا في طريقهما الى عمواس ، سار معهما ، وبعد فترة على الطريق دخل معهما ، وعند كسر الخبز فارقهما ، واختفى عنهما ، وقال بعضهما لبعض : " أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ ؟ " ( لوقا 24 : 32 ) وجوده معهما في الطريق الهب قلبيهما . والكتب ايضا ً ، كلمة الله " كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ " ( عبرانيين 4 : 12 ) المسيح فينا حي ، المسيح فينا يتكلم بكلام الله الحي ، فيمتلئ القلب حياة وحرارة . شمس البر ، نور العالم ، يبعث فينا حرارة ً ونورا ً .تحتاج الى الحرارة الروحية " حَارِّينَ فِي الرُّوحِ ، عَابِدِينَ الرَّبَّ " اقترب منه ، سر معه ، اجعله رفيق طريقك ، يلتهب قلبك ، تمتلئ بالحرارة والحيوية والحياة .

Mary Naeem 06 - 06 - 2012 07:27 PM

466 - الانسان يحب النور ، النور يُظهر الاشياء ، يوضحها ، يلونها . كل انسان يسعى الى النور ليرى ويميز ويتمتع بما حوله . لا يكره النور الا من يعمل في الظلام . ومن يعمل في الظلام يعمل اشياء لا يحب ان يكشفها النور . الذي يعمل في الظلام يعمل اعمال الظلام . قال المسيح : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ . ( يوحنا 8 : 12 ) ومن له نور الحياة لا يحب الظلام ولا اعمال الظلام . احيانا ً يصيب العين مرض فتتألم من النور ، واحيانا ً يشوب الرؤيا خلل فتفقد التمييز في الرؤيا ولا ترى بجلاء ووضوح ، ولا بد من علاج المرض والا زاد فقاد الى العمى ، الى الظلام . والظلام موت ، الظلمة موت . يدعونا الله بقول بولس الرسول الى الاستنارة ، استنارة العيون ، والى استنارة الاذهان . بعض المكفوفين مفتوحو العيون ، يبدون كأنهم يبصرون . وبعض المكفوفين مغلقو العيون لكنهم وعيونهم مغلقة يميزون ، بصيرتهم تعوض نقص بصرهم ، ورغم انهم في ظلمة البصر فهم يعيشون نور البصيرة . يقول يوحنا الرسول : " وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ " ( 1 يوحنا 5 : 20 ) هو نور العالم ، إن اردت نور بصر ٍ وبصيرة ، المسيح هو نور البصر ونور البصيرة ، ومن يتبعه لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة .

Mary Naeem 08 - 06 - 2012 06:47 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
467 - احيانا ً نبحث عن الاشياء في غير مكانها ، ولا نجدها طبعا ً . كثيرا ً ما يبحث الناس عن المسيح في غير مكانه ولا يجدونه ، يظلون يبحثون عنه دون جدوى . حين وُلد جاء المجوس يبحثون عنه ، بحثوا عنه حيث يولد الملوك ، بحثوا عنه في القصر ، قصر هيرودس ولم يجدوه لأنه جاء ملكا ً روحيا ً على القلوب . وُلد في مذود بقر . وحين شب صبيا ً وذهب الى الهيكل في اورشليم وبقى بالهيكل واكتشفوا غيابه ، بحثوا عنه بين الاقرباء والمعارف ولم يجدوه . لم يكن وسط الزحام ، كان في الهيكل جالسا ً بين المعلمين يسمعهم ويسألهم ، ولما سألوه أين كان قال : " يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي " ( لوقا 2 : 49 ) . وحين كانوا في السفينة معذبين وسط العاصفة ، بحثوا عنه حولهم في السفينة ولم يجدوه ، كان في مكان آخر ، جائهم ماشيا ً على البحر . وحين حسبوه في القبر بعد ان صلبوه ، جائت المريمات يبحثن عنه في القبر ولم يكن بالقبر . القبر ليس مكان المسيح . قال الملاك : " لَيْسَ هُوَ ههُنَا ، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ " ( متى 28 : 6 ) . هل تعرف مكان المسيح بالنسبة لك ؟ أين مكانه في حياتك ؟ خارج القلب ، خارج الحياة ، أم داخل القلب وداخل الحياة ؟ إن عرفت مكانه بالنسبة لك الآن ، ستعرف مكانه بالنسبة لك في الابدية . إن كان في قلبك وفي حياتك ، ستكون في رفقته هناك ، وإن كان بعيدا ً عنك وعن حياتك الآن ، سيكون بعيدا ً عنك هناك . ابحث عنه جيدا ً واعرف مكانه الآن ، وافتح قلبك وحياتك له ، تكن معه هناك .

Mary Naeem 09 - 06 - 2012 07:51 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
468 - الحياة الآن سريعة ، الناس تجري ، تتسابق . الوقت لا يسمح للناس بالتأني ، بالتروي ، بالتعمق . والناس ليس لديها صبر ، ليس لديها اهتمام للوصول الى العمق ، فيأخذون من الحياة ضحالتها ، رغوتها الفارغة ، اتفه وادنى ما بها . الصياد الماهر يدخل الى العمق يصطاد السمك الكبير . الزارع الماهر يلقي بذاره في ارض ٍ لها عمق تنبت شجرا ً كبيرا ً . خرج الزارع ليزرع وليلقي بذاره في الارض ، سقط بعضٌ على ارض لم تكن لها تربة كثيرة فنبت حالا ً إذ لم يكن له عمق ارض ، ولكن لما اشرقت الشمس احترق . وإذ لم يكن له اصل ٌ جف . هكذا قال المسيح في مثاله ليصور الانسان السطحي العاطفي الضحل ، سريعا ً يتأثر بما يرى ويسمع ويجري مندفعا ً خلف عواطفه الجامحة . وما ان تشتد حرارة الشمس وترتفع العقبات امامه حتى يتعثر ويسقط . أما الانسان المتعمق فهو كالبذرة التي سقطت على الارض الجيدة ، العميقة ، فاعطت ثمرا ً ، ثمرا ً كثيرا ً ، جذورها اخترقت عمق الارض فنمت . هكذا الانسان صاحب الهدف يعرف الى اين يذهب ، ويذهب . الذي يعرف اعماق الحياة ، مقاصد الله لنا في الحياة . يسعى لما هو ابعد من الحاضر ، يتطلع الى المستقبل . لا يحيا حياة ً بلا عمق بل يصبو الى الحياة الاعمق . لا يطلب رغوة حياة سرعان ما تخبو ، بل يطلب حياة ً ابدية باقية لا تنتهي . لهؤلاء يقول المسيح : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ " وكل ما عدا ذلك حياة ٌ وشهوات ٌ بلا عمق ارض . ادخل الى العمق ، ازرع في العمق ، تحصل على الغالي والثمين ، وتحصد الشهي الوفير .

Mary Naeem 12 - 06 - 2012 08:17 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
469 - حين اعتلى الملك سليمان ملكه " تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلا ً، وَقَالَ اللهُ : اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ ." ( 1 ملوك 3 : 5 ) عرض ٌ خطير ، ماذا يطلب وهو يسمع الله يعرض عليه أي شيء ٍ يطلبه ؟ خطير ٌ ومحير . كان له الغِنى ، غِنى العالم كله لو طلبه . وكان له القوة والسلطان والقدرة ، كل العالم يصبح تحت قدميه . لكن سليمان ، سليمان الحكيم طلب من الله حكمة وفهما ً ومعرفة . واعطاه الله الحكمة والغِنى والقوة . والله يعرض على كل منا نفس العرض : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " ونتردد ونتحير ونرتبك ونسأل اشياء صغيــــرة ، زائلة ، حقيرة . والله لا يُسر بالطلبة الصغيرة ، الله يُسر بالطلبات الكبيرة . يقول الله لنا كما قال في سفر اشعياء النبي 7 : 11 " اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق " الطلبة العظيمة تعظيم ٌ لله العظيم . الطلبة الصغيرة تقليل من شأن الله . فاطلب ما هو عظيم وكبير . كأن نلجأ الى ملك أو رئيس أو أمير ونطلب منه قطعة حلوى . قطعة حلوى من الملك أو الرئيس ! قطعة الحلوى نجدها عند ادنى شخص أما العظائم فعند العظماء فقط . طلبتنا من الله العظيم نجعلها عظيمة تناسب عظمته . فحين يسألك الله : " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " فعمق طلبك ، رفّعه الى فوق ليسمو مع سمو الله . نعيش حقراء والهنا غني لأننا لا نطلب منه ما يغنينا . نعيش ضعفاء والهنا قوي لأننا لا نطلب منه ما يقوينا . نعيش بؤساء والهنا يريدنا سعداء ، فرحين ، مبتهجين . الله يعطي " بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ " بغِنى ً ولا يقصّر . قال المسيح : " تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." ( يوحنا 15 : 7 ) .

Mary Naeem 12 - 06 - 2012 08:19 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
470 - طريق الحياة احيانا ً سهل ٌ مستو ٍ تقفز خطواتنا عليه طروبة ً راقصة ، واحيانا ً يكون وعرا ً تتعثر اقدامنا في حفره وتصطدم بعقباته . ويلتوي منا الطريق ويطول ويتعرج . ونتسائل في حيرة : كيف ولماذا ؟ لماذا يا رب ؟ لماذا نعيش محمولين على تيار ٍ لا سلطان لنا عليه ؟ لماذا يا رب ، لماذا نعيش محوطين بغيوم مجهول ٍ لا معرفة لنا به ؟ ويثقل السؤال ويصعب الجواب ، وتصرخ الحيرة ويتصاعد الضباب . ووسط غبار الشك نسمع صوت الله يقول على لسان القديس بولس الرسول : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ الله َ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. " ( رومية 8 : 28 ) كل الاشياء ، كلها الابيض منها والاسود ، الظاهر منها والخفي ، الكبير منها والصغير ، كلها تعمل معا ً في نسيج واحد ، مغزولة ً منسوجة ً معا ً كصناعة السجاد . الخيوط من كل لون وطول ٍ وسمك تتداخل معا ً في تكوين ٍ واحد لتصنع تصميما ً ورسما ً ولوحة ً فنية ً رائعة ً جميلة تُسعد وتُفرح وتُبهر . هكذا كل الاشياء تعمل معا ً ، تتداخل في تكوين ٍ واحد ، كلها للخير ، استواء الطريق ووعورته ، سهولته وصعوبته ، حفره ، عقباته ، التوائاته وتعرجه ، كلها للخير للذين يحبون الله . كل الاشياء بيده ، كل الخيوط في كفه ، لا يفلت من يده خيط ، يده كبيرة قادرة ، وقلبه متسع ٌ محب ، فيجعل الاشياء كلها تعمل معا ً لخيرنا ، لخيرك .
https://4.bp.blogspot.com/_cd9B7G-ZDa...issionaria.jpg

Mary Naeem 12 - 06 - 2012 08:22 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
471 - وسط الحياة والاحداث حولنا ، تحوطنا ، تعصرنا ، تعتصرنا ، ونحن نحارب ونصارع ونقاوم حين تزداد علينا الضغوط ، حين نشعر بالارهاق ، بالانهيار ، حين نبدأ نخور ونضعف ، نتصور ان الله قد تركنا ، نسينا ، لا يهتم بنا . نغوص وسط الصراع ، نضيع وسط العواصف ، تنهار مقاومتنا مع انهيار قوتنا ، نغرق وسط الامواج العاتية ، بينما هو معنا ، بجوارنا وسط العاصفة . مثل التلاميذ حين كانوا في السفينة وسط البحر وهاج البحر وارتفع الموج وامتلئت السفينة بالماء ، قاوموا ، صارعوا ، واجهوا العاصفة بكل قوتهم . وكان المسيح معهم في مؤخرة السفينة على وسادة ٍ نائما ً . ايقظوه وقالوا له : " يَا مُعَلِّمُ ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ ؟ " ( مرقس 4 : 38 ) طبعا ً يهمه . قام وانتهر الريح ، واسكت البحر " وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ : مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا ؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ ؟ " كان معهم في نفس السفينة ، يواجه نفس المصير . لم يتذكروه ، لم يطلبوا معونته . لم يحسبوا انه يقدر ان يصنع شيئا ً أكثر مما هم صانعون . هم صيادون لهم خبرة ودراية وفهم بغدر البحر وعنف العاصفة ، لكنه هو ، له قدرة ٌ وقوة ٌ وسلطان على الريح والبحر والموج . وبعد ان قام وانتهر الريح واسكت البحر ، استيقظ ايمانهم ، أفاقوا ، رأوه شامخا ً اقوى من العواصف والبحر والموج . لا تحصر نظرك فيما حولك من عواصف ، ارفع نظرك اليه ، اسمع صوته يعلو فوق كل العواصف ويقول : لا تخف ، كيف لا ايمان لك ؟

Mary Naeem 15 - 06 - 2012 07:30 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
472 - هل تشعر احيانا ً بالحزن ؟ ومن ينجو منه ، اشياء كثيرة تحل بنا تجر خلفها الحزن الاسود . رحيل عزيز لنا ، الاصابة بمرض ، خسارة مال ، فشل ٌ ، احباط ٌ ، ضياع أمل . ويغزو الحزن قلوبنا ويحتلها ، وتجف نضارة الحياة ويشيخ وجه الارض ويصمت تغريد الطيور ، تظلم اشعة الشمس ، يخبو الضوء ويحل الظلام ، تفيض الدموع ، تطفح العيون ، تتحول الى ينابيع لا تنضب ، يضغط على الانفاس جليد ، يسقط على الجسد جبل . الحزن قاس ٍ ، قاتل ، يُشعل النار في الضلوع . وسط ذلك الظلام الكريه يعلو صوت بولس الرسول ويقول : " اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ ، وَأَقُولُ أَيْضًا : افْرَحُوا." ( فيلبي 4 : 4 ) الفرح لا يحدده زمن ، لا يحصره وقت . في الفرح ننسى الزمن ، الزمن القبيح . الفرح لا يسببه حدث ، لا يجلبه شيء . في الفرح نغلب الظروف ، الظرف الاليم ، لأن الفرح في الرب ، لهذا نفرح ُ كل حين . نفرح بالرب الذي بداخلنا فيخرج الفرح من مسام ارواحنا . نفرح بالرب الذي يوجد معنا فيحوط الفرح حياتنا ووجودنا . ونمضي في الحياة لا يغزونا حزن ولا يسودنا ألم . يثبت فرحه ُ فينا ويكمل فرحنا . ويعود تغريد الطيور ، وتكون الشمس اكثر اشراقا ً ، وينفجر الضوء ويعلو . وتجف الدموع ، ويذوب الجليد ، ويصلب الجسد عوده . ونسير حياتنا بلا حزن ، بلا هموم ، بلا ضجر . لا يشوب فرحنا غمام ، لا يغلب الزمان فرحنا . ولا يشوه فرحنا مكان ، لا يغلب المكان فرحنا . لا يفرق فرحنا انسان ، لا يغلب انسان فرحنا . لأن فرحنا هو في الرب . والرب أقوى من الزمان ومن المكان ومن الانسان .

Mary Naeem 15 - 06 - 2012 07:34 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
473 - خلق الله آدم ووضعه بالجنة ليعملها ويحفظها . واحاطه بكل ما هو جميل ، بنبات وحيوان . ضباب ٌ يطلع من الارض ويسقي كل وجه الارض " وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ " ( تكوين 2 : 9 ) وامتلئت الجنة بكل انواع الحيوان والاسماك والطيور والدبابات . " وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. " وكان يسود الجنة حب ٌ غلفها بغلالة رقيقة رائعة . احب الله الانسان واحب الانسان الله . احب الانسان المخلوقات الاخرى واحبته المخلوقات الاخرى . حب ٌ جعل الجنة ، جنة . وكان ذلك في نظر الله حسنا ً جدا ً ، حتى دخلت الخطية الى الجنة فاوجدت معها العداوة . وكانت اقسى عداوة بين الانسان والشيطان ، الحية . قال الله للحية : " مَلْعُونَةٌ أَنْتِ .... عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ . " ولم يكن جو العداوة والكراهية مناسبا ً للجنة ، فخرج الانسان منها . واستمرت العداوة لكن محبة الله لم تتوقف للانسان . وعد الله الانسان ان نسل المرأة الرب يسوع المسيح يسحق رأس الحية . وجاء المسيح وبموته على الصليب وقيامته امات الموت وحطم رأس الحية . وما يزال الله حتى اليوم والى نهاية العالم يسحق الخطية والشيطان عنا . يقول بولس الرسول في رومية 16 : 20 " وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. " الله هو الذي يحارب عنا وبنا وفينا ويسحقه تحت اقدامنا . وكما يؤكد وعد الله لنا ( سريعا ً ) لا تأن ٍ ولا تأجيل . معركتنا مع الشيطان قصيرة مداها حياتنا هنا ، وهناك تكون النصرة مع اله السلام الى الابد .

Mary Naeem 20 - 06 - 2012 06:24 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
474 - تتراكم السُحب وتُخفي زرقة السماء وتجعلها داكنة ًَ سوداء . تُخفي وجه الشمس وتحجب نورها . الا ان ّ الشمس تعود تفرض سيطرتها . السُحب الداكنة لا تقتل الشمس ، تخفيها الى حين ، ثم تستعيد الشمس قوتها وتُرسل اشعتها القوية فتذيب السحب وتسقطها مطرا ً . وتسيل دموع السحب المهزومة وتسقط على الارض منسحقة ً صريعة . ويتحول قتامها خيرا ً وبركة على الارض وخيرا ً للانسان . يقول الله في سفر الجامعة 11 : 3 " إِذَا امْتَلأَتِ السُّحُبُ مَطَرًا تُرِيقُهُ عَلَى الأَرْضِ." السحب السوداء القاتمة تأتي بالخير والبركة ، يحول الله لونها الاسود الى خضرة ٍ وثمر ٍ متعدد الالوان ، ومهما اختفت الشمس خلف السحاب وغابت ، لا بد أن تعود بكل القوة وتُسقط منها المطر ، وتتربع في السماء ، تُرسل اشعتها الدافئة ونورها الساطع ليعم الارض . السحب السوداء تحمل لنا مطرا ً وخيرا ً ، والمتاعب السوداء تجلب لنا بركة ً ونعمة . فحين ترى السحاب يتجمع ويتراكم لا تفزع بل افرح . فالشمس خلف الغيوم والسحاب قوية ٌ مشرقة ٌ قادرة ، تحول السحب مطرا ً . وحين ترى غيوم المتاعب وسحبها تتجمع وتتراكم لا تجزع بل افرح ، فالله يمسك بزمام الاحداث بقوة ٍ وقدرة ٍ وسلطان ، ويحول المتاعب رحمة . فاهلا ً بالسحب فهي تحمل المطر ، واهلا ً بالمتاعب ففي اعماقها رحمة .

Mary Naeem 20 - 06 - 2012 06:26 PM

رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
 
475 - في عصرنا هذا ، الغني المملوء بكل مباهج الحياة ومتعها وحضارتها ، ما نزال نجد الفقر والجوع والمرض يفتك بالالوف . ويدعونا الله ويوصينا ان نهتم بالمساكين ، فيقول داود النبي في مزمور 41 : 1 " طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ . فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. " ويحفّزنا الله على مساعدة المساكين ، ويعدنا أن ينجّينا ويساعدنا عند احتياجنا للمساعدة . يقول يعقوب الرسول : " اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ : افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ " ( يعقوب 1 : 27 ) ويقول القديس يوحنا الرسول في رسالته الاولى 3 : 17 " مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا ، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ ؟ " كيف تجد للطعام مذاقا ً وبجوارك جائع ٌ يتلوى جوفه ؟ كيف تتمتع بالحياة ونعمها وامامك بائس ٌ محروم ٌ تعس ؟ يُعلن المسيح ان المساكين اخوته الأصاغر ، ويصور يوم الحساب عند مكافئة الابرار ومعاقبة الاشرار ، يقول في انجيل متى 25 ان الله سيضع الابرار عن يمينه ويقول لهم : " تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ . لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي . عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي . كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي . عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي . مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي . مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ . " وحين يسألونه : متى يا رب ؟ فيجيبهم : " بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ . " ويضع الاشرار عن يساره ويقول لهم : " اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ ، لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي . كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي . عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي . مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي." وحين يسألونه : متى رأيناك كذلك ؟ ويجيبهم قائلا ً : " بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. " هكذا يكافئ الله من يساعد المسكين ، وهكذا يعاقب من لا يساعده . ما تفعله بالمحتاجين هنا له عقاب ٌ أو ثواب ٌ هناك ، فهم اخوة الرب الاصاغر .


الساعة الآن 04:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025