![]() |
المحبة الإلهية http://i259.photobucket.com/albums/h...iteq/a_436.jpg لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ ...نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً ( 1يو 4: 18 ، 19) ألا ترى معي يا عزيزي أننا فقراء جدًا في إدراك عُمق محبة الله لنا. نعم، كم نحتاج أن ننهل من هذا النبع الذي لا ينضب، بل ونسبَح في هذا اليَّم الذي لا يُعبَر! كم نحتاج أن نغوص عميقًا لندرك شيئًا من سموَّها! إنها محبة المسيح الفائقة المعرفة. إنها إهانة بالغة لقلبه المُحب وصلاحه غير المحدود أن نخاف على أنفسنا ونحن في طريق خدمته، بل إني أتعجب من هذا الفكر! فكيف أخاف على نفسي وأنا أراها بين يدي هذا المُحب الذي بذل نفسه على الصليب لأجلها، والآن هو حي في السماء لأجلها؟ إني أرى نفسي الآن بين يدي هذا الجالس على عرش الله وكل شيء مُخضع تحت قدميه، وأتساءل متعجبًا: كيف يمكن أن يخرج شيء ما من تحت قدميه ليؤذي ما بين يديه؟! نعم إن «المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج». وكلما تعمّقت في إدراك محبته لي، سأحبه أكثر. وكلما أرى من جديد كيف قادته محبته لبذل نفسه لأجلي، سأمضي قدمًا في طريق بذل نفسي لأجله، وعندئذٍ لن يكون هناك خوف من الآلام في طريق الخدمة في مواجهة الصعاب والمشقات. لقد بدأ اختبار بولس من هذه النقطة البديعة «ابن الله، الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 )، وكانت النتيجة أن الآلام لم تُخِفْه، بل والموت لم يُعِقْه. يقول لإخوته: «إن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلاً: إن وُثُقًا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله» ( أع 20: 23 ، 24). والرب يا عزيزي رحيمٌ جدًا بنا، وصالح جدًا من جهتنا، والخوف من الآلام التي تأتي من يديه لتجهزنا لخدمته، هو نوع من الشك في صلاحه وأمانته. فهو يعرف جبلتنا، ويذكر أننا تراب نحن، لذلك يعرف جيدًا طاقة احتمالنا. إنه لا يتركنا نتألم كيفما اتفق، لكن كل شيء عنده بحساب. ثم انظر ما أعظم هذا الذي أعطاه لبولس أثناء الآلام. لقد أعطاه ليس نعمة بل نعمته، ونعمته كانت كافية لتجعل بولس يُسرّ بالآلام وكأنها هدايا جميلة لا بلايا ثقيلة ( 2كو 12: 9 ، 10). |
لا نجهَل أفكاره https://files.arabchurch.com/upload/i.../789477002.jpg لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ ( 2كو 2: 11 ) كان قد صُدم في حياته بخسارة مادية ونفسية جسيمة، فانجرف بكل طاقاته وإمكانياته وأهوائه إلى فعل الشر، شاعرًا بلذة حسية وقتية يجنيها من الإنغماس في الشر وارتكاب الرذيلة، ولكنه أبدًا لم يشعر بفرح حقيقي وسلام عميق، ولو للحظة واحدة. بالعكس، كان يشعر بغصةٍ في حلقهِ دائمة المرار، وخوفٍ ينتابه بين الحين والآخر، فيهرب منه مرة أخرى إلى فعل الشر لعله يرتشف منه ما يُسكره عن حقيقة ما هو فيه من ضياع. وكان قوله دائمًا: ”بعيدًا عن الخطية ضياعٌ بلا لذة، أما مع الخطية فضياعٌ تصحبه اللذة“. كان هذا هو مَنطِقه وطريقة تفكيره التي بها يُسكِّن نفسه التعوبة. دعاه أحد الإخوة المؤمنين لحضور اجتماع كرازي، وبعد محاولات كثيرة وافق. بدأ المتكلّم حديثه بالآية التي في صدر مقالنا، ثم قال: شاهدت ذات يوم قطيعًا من الخنازير يتبعون رجلاً دون انحرافٍ أو مقاومةٍ، وهو يقودهم إلى السلخانة ليذبحهم. تعجبتُ جدًا، فالمعروف أن الخنازير من أكثر الحيوانات صعوبة في قيادتهم، فكيف يقودهم هو بهذه السهولة والبساطة؟ اقتربت إلى الرجل وسألته عن السر في خضوع الخنازير له واتباعهم إياه بلا مقاومة. أجاب الرجل مبتسمًا: ألا ترى هذه الحقيبة المملوءة بالفول في يدي؟ إن الخنازير تعشق الفول، ولذا فأنا ألقي إليها ببعض حبّات الفول أثناء سيري، وأنا على يقين تام بأنها سوف تتبعني دون مقاومة، فهي لا تعلم إنني إنما أقودها إلى الذبح. ومن بين جميع الحاضرين، أشار الخادم إليه، قائلاً له: وأنت أيضًا إنما يقودك الشيطان إلى الذبح والهلاك. إنه يعرف كيف يستدرجك ويلهيك بما تلتذ به وقتيًا. إن حبّاته الصغيرة تستهويك وتسعدك وقتيًا، وستظل تسير وراءه حتى آخر حبة، عندما تفتح الهاوية أبوابها لتدخل أنت، ثم تغلقها خلفك إلى الأبد. فجأة، ظهرت الصورة على حقيقتها أمام عيني ذلك الشاب، فانفتحت عيناه وأدرك ما هو فيه من خطرٍ شديد. وفي مكانه صرخَ صرخةً مُرّة من قلبه؛ صرخة لم يسمعها غير الرب، طالبًا منه أن ينقذه من حيلة الشيطان، ومن شِباكهِ، ويستلم قلبه وكيانه ومشاعره، ويخلق منه إنسانًا جديدًا في المسيح. وهكذا انتقل ذلك الشاب من الموتِ إلى الحياة، ومن الظلمة إلى النور، ومن عبودية إبليس إلى حرية النعمة. وأنت ـ عزيزي القاريء ـ ماذا عنك؟ هل انفتحت عيناك؟ |
بطرس .. ظن أنه شديد! https://files.arabchurch.com/upload/i.../196499535.jpg فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ! ( لو 22: 33 ) حذَّر الرب بطرس بالقول: «الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة!» ، وأعتقد أن التحذير عينه، بالأولى، هو لنا جميعًا. وهي حقيقة مع تسليمنا بها إلا أننا ننساها سريعًا، وحري بنا أن نحفرها في أذهاننا؛ أننا في حرب شعواء مع عدو مفترس يجول ملتمسًا ابتلاعنا، ولولا أن الرب لنا لابتلعنا بالفعل، ولولا شفاعته لأجلنا لفنى إيماننا أجمعين. ماذا كان رَّد فعل بطرس؟ لقد انفعل واندفع ـ كعادته، وكثيرون يشاركونه إياها ـ قائلاً: «يا رب، إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت!». ولعل قارئي العزيز يشاركني الاعتقاد بصدق دوافع بطرس هنا، وحسبي دليلاً أنه بالفعل مات من أجل الرب كما أنبأه الرب في يوحنا 21، وكما يحكي التاريخ. لم تكن المشكلة في رغبته، بل في الإمكانية. لم يكن يدرك أنه لا يستطيع بإمكانياته أن يفعل ذلك، ففعل العكس!! ومثله الكثيرون منا الآن ـ إن لم نكن جميعًا ـ في رغبة صادقة لإكرام الرب، ربما انفعالاً بخدمة أو موقف ما، أو اندفاعًا وراء حماسة تولَّدت، نسعى بإمكانياتنا لنفعل ذلك. فنحاول ونحاول، ونَعِد الرب ونعاهده، ونجدِّد العهود، ونجاهد، ونبكي، ونسأل، ونجرِّب طرقًا كثيرة، ونضع على أنفسنا أحمالاً لا قِبَل لنا بها. ثم تكون الصدمة، أنه بدلاً من أن ننجح في مسعَانـا، نفعل العكس (ارجع إلى رومية7)!! والدرس الذي يجب أن يصل إلينا هنا، هو ما لخَّصه السيد في قوله البليغ: «لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» ( يو 15: 5 ). نعم، لا نقدر فعل أي شيء بدونه، وأؤكد تعبير ”أي شيء“. في حين أن فيه يستطيع كل منا أن يهتف «أستطيع كل شيء في المسيح» ( في 4: 13 )، ودعني أضع هنا للمباينة التعبير ”كل شيء“. وليتحقق ذلك عمليًا، أحتاج أن أفهم وأوقن أنني «مع المسيح صُلبت» ( غل 2: 20 )! وليتنا نعلم أن الله، في الصليب، قد شطب على الإنسان تمامًا! وأنه ـ تبارك اسمه ـ لا يتوقع من الإنسان أي صلاح. والوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تنشئ فيَّ أي صلاح هي «فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ». إن «الله هو العامل فيكم أن تُريدوا»؛ فهو مُنشئ الإرادة والأشواق فينا لأي عمل صالح. ولكن لندرك أنه أيضًا العامل فينا لكي «تعملوا من أجل المسرة» ( في 2: 13 )، ووحده مَنْ يمكنه أن يعطينا الإمكانية لذلك. |
الحديد يطفو! https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Love-To-Us.gif وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ.. فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: أَيْنَ سَقَطَ؟ فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ ( 2مل 6: 5 ، 6) ينتقل بنا الروح القدس في قصة أليشع من الملوك والعظماء إلى منظر عادي بسيط يتعلق ببناء مكان لسكن بني الأنبياء. وهذه الحادثة توضح لنا بكل بساطة حياة الوداعة والتواضع التي كان يحياها رجل الله. فمن ناحية نراه يعمل لإزالة مِحنة تعرَّض لها ملوك وقواد (2مل3)، ومن ناحية أخرى نراه مهتمًا بقطع الخشب وبناء مسكن لبني الأنبياء. هكذا الرسول بولس، من ناحية كان مهتمًا بجميع الكنائس، ومن ناحية أخرى كان يصنع خيامًا؛ اُستُخدم في خلاص كثيرين من الغرق في الماء، كما خرج ليجمع بعض القضبان ليضعها على النار في الجزيرة التي تُدعى مليطة. وفي الواقع لم يكن أليشع وبولس سوى آنيتين لإظهار روح سيدهما وربهما العظيم، الذي وهو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، يحتضن ولدًا صغيرًا بين ذراعيه، والذي وهو دائمًا في حضن الآب، كان يدخل بيت رجل صياد. وبينما يوجد رجال الله في أبسط الأعمال، نرى قوة الله تعمل لحسابهم؛ فبينما كان الرسول بولس يجمع القضبان ويضعها على النار، خرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده، لكنه نفض هذا الوحش إلى النار، ولم يتضرر بشيء رديء ( أع 28: 1 -5). «وقع الحديد في الماء ... فقال رجل الله: أين سقط؟ فأراه الموضع، فقطع عودًا وألقاه هناك، فطفا الحديد». وعلى خلاف نواميس الطبيعة صارت الفأس تطفو فوق الماء. لقد أُوقفت نواميس الطبيعة لكي يتعزى الرجل الذي استعار هذه الفأس التي سقطت منه في الماء بينما كان يقطع خشبًا. الله الذي هو خالق النواميس التي تحكم الخليقة، هو وحده الذي يستطيع أن يُغيِّر هذه النواميس لكي يُظهر قدرته؛ القدرة التي جعلت بطرس يمشي على الماء، كما جعلت الحديد يطفو فوق الماء. إن الطريقة التي بها صار الحديد يطفو فوق الماء أظهرت قدرة الله بلا شك، لأنه لا علاقة مُطلقًا بين السبب والنتيجة، بين إلقاء عود من الخشب وبين حديد يطفو. ألا نرى في هذا العمل حقيقة روحية عميقة؟ نعم نحن نرى أن عودًا من الخشب أُلقي في الماء فقهر قوة النهر، والأردن رمز للموت. إذًا نرى من خلال الحادثة: أولاً: الصليب وقد قهر الموت، وأيضًا نرى بيت الله يُبنى بهذا الذي خرج من الموت، الذي له كل المجد. |
الذي عَظَّمهُ الملك https://files.arabchurch.com/upload/i...1322304903.jpg عَظَمَةِ مُرْدَخَايَ الَّذِي عَظَّمَهُ الْمَلِكُ ... ثَانِىَ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ، وَعَظِيمًا بَيْنَ الْيَهُودِ ... ( أس 10: 2 ، 3) إن «عظمة مردخاي الذي عظَّمه الملك» تذكِّرنا بذاك الذي صار إنسانًا ليتألم عن الخطية، ولكنه الآن كإنسان قد مجَّده الآب «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا، وأخضع كل شيءٍ تحت قدميه، وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء» ( أف 1: 21 ، 22). هذه هي عظمة مردخاي الحقيقي، الرب يسوع المسيح، الذي من أجل اتضاعه هنا وطاعته حتى الموت موت الصليب، هو الآن مُمجَّد أعلى من السماوات، وإليه دُفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض ( مت 28: 18 )، وقد حصل على هذا المركز كالإنسان المُمجَّد بتنازله إلى أقل مكان وبموته موت الصليب. «ثاني الملك»... يُمكننا أن نرى في ذلك ما يُشير إلى المسيح كعبد يهوة الكامل عندما تنازل إلى هذا العالم ليصنع مشيئة الآب، والأمين في مشهد انعدمت فيه الأمانة لله، حتى إنه وجد فيه كل سروره. وحتى في المستقبل، وهو على العرش، سيكون خادم الآب أيضًا كما كان هنا على الأرض. و1كورنثوس15: 24-28 يصوِّره لنا كمَن سيملك حتى يضع أعداءه تحت قدميه، وحينئذٍ كالقائد المِقدام الذي وكَّل إليه سيده أمر إخماد ثورة في مملكته، وإذ يتمم هذه الخدمة يقدِّم تقاريره للملك بإتمامها. وعلى ذلك نقرأ في 1كورنثوس15: 28 أنه بعد أن يُخضع كل شيء لله، حينئذٍ ربنا يسوع المسيح ـ كإنسان ـ سيخضع لله. بعد أن يتم نهائيًا قوله: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» ( يو 17: 4 ). هذه هي النهاية؛ نهاية إتمام العمل الذي لأجله صار إنسانًا. «عظيمًا ... ومقبولاً عند كثرة إخوته» ... يا له من تغيير سيشمل البقية الأمينة عندما يكون الرب لهم كما كان لهم مردخاي هنا! ويا له من تغيير سيتم بنفس النظام أيضًا! فإن توبتهم وتجديدهم سيكونان بعد اجتيازهم «ضيقة يعقوب» التي نرى ظلالها في سفر أستير ( زك 12: 10 -14؛ 13: 1؛ إر30: 7). «طالبًا الخير لشعبه ومتكلمًا بالسلام لكل نسله». وهذا يُعيد إلى ذاكرتنا قصة يوسف، وبالأخص الكلمة المذكورة قي تكوين50: 21 «فالآن لا تخافوا. أنا أعولكم وأولادكم. فعزاهم وطيَّب قلوبهم». وكما كان الأمر مع يوسف وإخوته، هكذا سيكون مع المسيح وإخوته حسب الجسد عندما يجتمعون مرة أخرى تحت حُكمه، ويسكنون في ملء السلام والنجاة والبركة. |
كيفية مواجهة الشر https://files.arabchurch.com/upload/i.../643893095.jpg تَكَلَّمْ بِهَذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ ( تي 2: 15 ) هذه العبارة يوجهها بولس إلى ابنه في الإيمان وشريكه في الخدمة تيطس، وفيها ملخَّص خدمة تيطس في جزيرة كريت. ولا ننسى ما كان عليه جنس الكريتيين الأشرار من صفات ذميمة، وصفها «واحدٌ منهم ـ وهو نبيٌ لهم خاصٌ» ـ عاش قبل المسيح بما لا يقل عن 600 سنة، وهو الفيلسوف ”ابيمانيد“، أنهم: «الكريتيون دائمًا كذَّابون. وحوش ردية. بطون بطَّالة». أي أنهم بحسب وصف واحد من أُدبائهم وفلاسفتهم اشتهروا بالكذب والوحشية والشراهة. وفي أيام الرسول بولس كانت ما زالت هذه الصفات فيهم، لذلك قال: «هذه الشهادة صادقة» أي أن ذلك الفيلسوف قال الصدق عن مواطنيه ( تي 1: 12 ، 13). لذلك كان لا بد لخدمة تيطس بين هؤلاء القوم أن تتميز بالسلطان. وهناك حالات يكون فيها استعمال السلطان، بحسب الله بيد مَنْ أقامهم لصيانة الترتيب في بيت الله، هو الوسيلة الوحيدة لصد تيار الشر. غير أن هذا ليس معناه أن ”التوبيخ“ هو دائمًا الوسيلة الوحيدة أو الرئيسية. لأن اللطف والنعمة والتشجيع والاحتمال والمحبة ـ جميع هذه الوسائل تكسب القلوب وتبني الآخرين. لكننا نريد أن نقول: إنه في بعض الحالات تكون الشدة لازمة لوقف الشر والحد منه. إن الرب نفسه تكلَّم بسلطان إلى البحر الهائج، ووبَّخ بسلطان الأرواح الشريرة. ولكن هذه لم تكن الناحية الجوهرية من نشاطه، ولا كانت كذلك الناحية الجوهرية من خدمة تيطس مندوب الرسول في كريت. قال الرب عن نفسه: «تعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب» ( مت 11: 29 ). إنه كما «بزجرته ينشِّف البحر»، أيضًا بكلمة تشجيع فيها عطف ومحبة كان «يُغيث المُعيي بكلمة» ( إش 50: 2 ، 4). أما تيطس فكان السلطان لازمًا له أولاً لأن البيئة التي دُعيَ للخدمة فيها كانت منحطة أدبيًا. وثانيًا لأنه كان حديث السن. لذلك كان لازمًا له أن يتصرف بكيفية تجعله لا يتعرَّض لأي احتقار، لأن كرامته من كرامة كلمة الله التي كان ينادي بها. وكل إهانة تلحقه إنما كانت تمس كرامة هذه الكلمة التي أؤتمن عليها. ولذلك يقول له الرسول: «لا يَستَهِن بكَ أحدٌ»، وهكذا قال أيضًا لتيموثاوس ( 1تي 4: 12 )، لأن تيموثاوس كان مثل تيطس حديث السن. |
رفقة المُعيَّنة https://files.arabchurch.com/upload/i...1258567723.jpg .. أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِك ( تك 24: 14 ) لم تكن مُهمة العبد في أور الكلدانيين هي أن يجد فتاة مناسبة لإسحاق؛ فالمُناسِبَات كن كثيرات، ولكن كانت مهمته هي أن يجد العروس المُعيَّنة لإسحاق، ورفقة كانت معروفة ومُعيَّنة سابقًا ( تك 22: 23 ). فليست أية فتاة مؤمنة هي الفتاة المعيَّنة من الله للمؤمن كزوجة ( تك 2: 18 ؛ عا3: 3). ونحن نتذكَّر أن مراسيم الزواج الأول تمت في جنة عدن لراحة آدم وسعادته. وفي الوقت الذي أخضع الرب كل شيء لإرادة آدم ولسعادته، إلا أنه ظلَّ وحيدًا، وفي حاجة إلى رفيق ليملأ الفراغ، لهذا «قال الرب الإله: ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له مُعينًا نظيره» ( تك 2: 18 ). ولاحظ دقة التعبير «مُعينًا نظيره (شريكًا)»، والكلمة ترد في هامش ترجمة داربي «Partenar or Counterpart»، أي ”الجزء المُكمِّل“ أو ”الجزء المُتمِّم“. ويُستخدم هذا التعبير لوصف آلة مكونة من قطعتين؛ كل قطعة هي الجزء المُكمِّل للآخر بحيث لا يمكن أن تعمل الآلة بفاعلية إلا بوجود القطعتين متَّحدتين وملتّصقتين معًا. وبالتأكيد لا يصلح أي جزء من أي آلة ليُكمِّل جزء من آلة أخرى. عزيزي الشاب .. ربما تسألني: وكيف أعرف المُعيَّنة لي من بين كل المؤمنات اللواتي أعرفهن؟! وإجابتي: في قصة تكوين 24 نرى قيمة وفاعلية الصلاة وبخاصة ”الصلاة في الروح“. فإن إرشاد الروح القدس وقيادته هو مُميز أبناء الله في يوم الروح القدس. فما أن رفع العبد قلبه في صلاة، حتى استجابها الله «وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام، إذا رفقة التي وُلدت لبتوئيل ابن مِلكة امرأة ناحور أخي إبراهيم، خارجة وجرَّتها على كتفها» (ع15، 45)، الأمر الذي جعله يتفرَّس في الفتاة صامتًا (ع21). أخي المحبوب ... لا تخطو خطوة واحدة، خصوصًا في تلك الأمور التي لا يمكن نقضها أو الرجوع فيها، دون رفع صلاة حارة لكي يكون الاختيار لله، دون أن يكون لك دخل فيه على الإطلاق، ولكي يحفظك من كل الأخطار، ولكي يُعلن لك إرادته. ولتكف الفتيات المسيحيات عن التفكير في جذب الانتباه نحوهن، ولتسكِّن الفتاة قلبها كفطيم، ولتترك الأمر لله لكي يختار لها الشاب الذي يزيد جمالها، ويحمي ضعفها، ويبادلها محبتها. |
كرامة الخدمة الحقيقية https://files.arabchurch.com/upload/i...1249733783.jpg إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ ( يو 12: 26 ) من الأمور المهمة التي ينبغي أن نعرفها جيدًا أنه من الممكن أن يكون هناك ”شغل“ كثير دون أن تكون هناك أية خدمة. والخادم الحقيقي هو الذي يصنع مشيئة سيده ومسرته. فقد يخدم خادم من الصباح إلى المساء في كد وتعب، ولكن ليس كما يريد سيده ولا حسب مسرة قلبه. فهل هذا يُحْسَب خادمًا؟ هل تعبه هذا يُحْسَب خدمة؟ إن المطلوب في الخادم، قبل كل شيء، هو أن يكون في خضوع، فلا يمارس إرادته الذاتية واستحسانه البشري في الخدمة، وأن يكون صاحيًا واعيًا لا يتخلَّف بعدم فهم عن ما هي إرادة الله الصالحة، وأن يكون نشيطًا فيؤدي الخدمة بغيرة متوقدة متوثبة. وعلى كل هذه أن يكون مُحبًا؛ بالمحبة يَخدم، ومن نبع المحبة تفيض خدمته. تأمل أصحاب داود الثلاثة الذين شقُّوا المَحَلَّة، واستقوا ماء من بئر في قبضة الأعداء ( 2صم 23: 14 -17)، لقد فهموا مشيئة مسيح الرب، وبالمحبة المضحية في خضوع ووعي وغيرة خدموه مُخاطرين بأنفسهم، فأُكْرِمُوا. لقد جاءوا بخدمتهم إلى سيدهم فرحين بعملهم خدمةً له تُشبع قلبه. إنهم لم يعلنوا عنها ولم يطبِّلوا ويزمِّروا مفتخرين بما عملوا، بل كان فرحهم في أنهم صنعوا مسرة داود. والرب يسوع يقول: «إن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي» ( يو 12: 26 )، فهل نحن على استعداد لأن نتبعه في الطريق الذي انتهى به إلى الرفض، وحَملِْ العار خارج المَحَلَّة؟ ويجب أن ندرك تمام الإدراك أنه من المُلذ لقلب الرب وأكثر بركة لقلوبنا أن نكون «في شركة معه». هذا أفضل من أن نخدمه مجرَّد خدمة. ونحن نقرأ عن البعض أنهم «تركوا كل شيء وتبعوه» هذه هي روح الخدمة الحقيقية. ويا لها من بركة عظيمة عندما يستحوذ الروح القدس على القلب، ويكشف عن جمال وكمال وصفات «ابن الله»، حتى يشبع به القلب، ويزدري بكل شيء عَداه! لأنه لا يوجد شيء يمكنه أن يطرد العالم من قلوبنا غير حلول المسيح فيها. ليتنا نجتهد أن نكون مرضيين عنده ونصنع مرضاته. هذه هي الخدمة الأعظم التي نؤديها لسيدنا. وشرف هذه الخدمة يمكن أن يكون من نصيب أي مؤمن؛ الصغير والضعيف مثل الكبير والموهوب، الجميع يمكنهم ذلك إن جنَّدوا الإرادة لإشباع محبته. |
سوداء وجميلة https://files.arabchurch.com/upload/i...5841942941.jpg أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ ... لاَتَنْظُرْنَ إليَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأنَّ الشَّمْسَ قَدْ لوَّحَتْنيِ ( نش 1: 5 ، 6) يمكننا أن نرى في فعل حرارة الشمس التي لوَّحت العروس إشارة إلى تأثير معاملات الله معنا وتدريباته لنا بالآلام، فإنه علاوة على معاملاته الحُبية الحلوة معنا، هناك طرق وتدريبات إلهية مُذللة لنفوسنا، وهذه جوهرية ولازمة لنا كتلك أيضًا. إن كل طرق الله وتدريباته وإن كانت مُذلة لنفوسنا، وتجعلنا ندرك حقارتنا في ذواتنا، إلا أنها تُجمِّل حياتنا بسجايا وفضائل روحية جليلة القدْر. نعم إن التأديب، وإن كان أليمًا ولكنه «أخيرًا يعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام» لأنه «لأجل المنفعة، لكي نشترك في قداسته» ( عب 12: 10 ، 11). إن ما جعل الرسول بولس وضيعًا في عيني نفسه كما في عيون آخرين أيضًا كان في الواقع ربحًا روحيًا له، فقد استطاع مقاوموه أن يقولوا عنه بأن «حضور الجسد ضعيف، والكلام حقير» ( 2كو 10: 10 )، ولكنه إذ كان ضعيفًا فقد حلَّت عليه قوة المسيح. فإن كان السواد ظاهرًا فيه، فإن الجمال كان باهرًا أيضًا إذ اجتذب قلوب المؤمنين لأنهم رأوا فيه جمال المسيح يسوع ( غل 4: 14 ). فإذا كانت طرق الله وتدريباته أليمة ومُذلة، إلا أنها تنقي حياتنا من كل ما هو من الجسد ومن كل ما لا يليق بالعروس، بل بالحري تُكسب النفس جمالاً روحيًا مقدسًا. إن كل جمال يزيِّن حياة العروس إنما هو من الوجه الواحد نتيجة لمعاملات المسيح الحُبية الحلوة، ومن الوجه الآخر نتيجة لمعاملات الله التأديبية المؤلمة، وإن ما يذللنا ويحقِّرنا في أعين ذواتنا، يمهّد السبيل للتمتع بغنى نعمة المسيح. لقد اختبر أيوب قديمًا كيف أن شمس التجارب قد لوَّحته فقال: «حَرِش جلدي عليَّ وعظامي احترَّت من الحرارة فيَّ» ( أي 30: 30 )، وقد كان هذا لازمًا له لتنقيته من الاعتماد على بره الذاتي، وإزالة ما كان في نفسه من زهو. كان لازمًا أن تحرقه الشمس بحرارتها اللافحة حتى يذبل «لأن الشمس أشرقت بالحرّ، فيبَّست العُشب، فسقط زهره وفَنيَ جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضًا في طُرقه»، وماذا تكون نتيجة هذه التدريبات؟ «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكَّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه» ( يع 1: 11 ، 12). |
الفرصة الضائعة https://files.arabchurch.com/upload/i...7607077904.jpg اذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ ( أع 24: 25 ) فيلكس الوالي رغم شره الواضح، إلا أن نعمة الله أتاحت له أن يتعامل مع الرسول بولس ويسمع منه كلامًا هامًا عن خلاص نفسه، فكان كلام بولس معه مُركِّزًا على مستقبله الأبدي، وعن موقع حياته من الرب يسوع، الأمور التي كان هذا الوالي يتجاهلها ولم تكن في حساباته قط. كلَّمه بولس عن البر وعن التعفف وأخيرًا عن الدينونة ورهبتها حيث النار التي لا تُطفأ والدود الذي لا يموت. تأثر فيلكس بالكلام وارتعد، لكنه للأسف أجَّل أخطر قرار وقال لبولس: «اذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك». ولم يُخبرنا الكتاب أنه حصل على وقت، والآن هو في أشد الندم في الهاوية على هذه الفرصة الثمينة التي أهدرها ليس برفضه لها بل بتأجيله لقبولها. فقد كان عنده وقت لأمور كثيرة لن يتوقف عليها خلاصه الأبدي، ولكن أهم وأخطر شيء لم يكن عنده وقت له. عزيزي .. ربما سمعت عظات كثيرة لكثير من الخدَّام، آسف أن أخبرك أن سماعك للوعظ فقط ليس كافٍيًا. ربما في سماعك لبعض العظات تأثرت لكن هذا التأثر بدون أخذ قرار رجوعك للرب ليس كافٍيًا. ربما اقتنعت أنه يجب أن يكون لك رجوع حقيقي للرب ولكن ليس الآن بل غدًا، لكن اقتناعك هذا لن يفيد طالما لم ترجع إلى الرب بعد. فها شخص كان له كل هذا، ومع ذلك هلك، رغم أنه تأثر، وذلك لأنه لم يعطِ لأمور الله وقتًا وأجّل أخطر قرار. ولأنه لم يسمع لقول الكتاب الذي يعرِّفنا أن وقت الخلاص ليس غدًا ولا حتى بعد ساعات، بل «الآن» ... «هوذا الآن وقت مقبولٌ. هوذا اليوم يوم خلاصٍ» ( 2كو 2: 6 و3). فهل تأتي قبل فوات الأوان؟ http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif |
أمجاد الصليب https://files.arabchurch.com/upload/i...9561295225.jpg ﭐلآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ ( يو 13: 31 ) انظر كيف تمجد الله في الصليب: هل الله بار وعادل في دينونته للخطية؟ لقد أظهر الصليب ذلك بأجلى بيان. هل الله محبة كاملة للخاطئ المسكين؟ لقد أظهر الصليب ذلك بكل جلاء. هل كان جلال الله يقتضي أن يتبرر ضد الخطية العاصية؟ لقد فعل الصليب ذلك مع تبرئة الخاطئ الأثيم. هل الله حق، وقد قال إن الموت يتبع الخطية، في حين قال الشيطان ـ ولا زال يقول ـ غير ذلك؟ فأين تجد الشهادة قوية أكيدة على صدق قول الله كما تجدها في الصليب حيث مات ابن الله المبارك كإنسان؟ ومع ذلك فقد حصّل لنا بموته ـ تبارك اسمه ـ حياة بعيدة عن متناول الموت والدينونة. وهل كانت خطاياي تضغط عليَّ حتى لم أكن أجرؤ على رفع رأسي؟ لقد رُفعت عني جميعها، بحيث أستطيع أن أرى الله في النور بلا خوف. لقد برهن على محبته، وأستطيع أنا بدوري أن أتمتع بهذه المحبة. ففي الوقت الذي فيه أظهر الإنسان بغضه الشديد لله بقتل ابنه، أظهر الله كامل محبته للإنسان ببذل ابنه ليرفع الخطية البادية في قتله! ثم أين ظهرت الطاعة كما ظهرت على الصليب؟ وأين بانت المحبة لنا كما بانت على الصليب؟ وأين تجلَّت رغبته في تمجيد أبيه كما تجلَّت هناك؟ وهكذا تمجد الابن، وتمجد الله فيه في كل ناحية من نواحي طبيعته، أي في محبته وبره وحقه وجلاله. الكل ظهر وتجلى على الصليب بصورة مجيدة باهرة. وماذا كانت النتيجة؟ لقد أبطل سلطان الموت وخوفه من جهة المؤمن. فالموت ما هو إلا طريق المؤمن إلى الفردوس. والخطايا التي كان يخشاها، لأن في أعقابها الدينونة، قد رُفعت ومُحيت، وهو يعلم أن الله يحبه ـ يحبه هكذا حتى بذل ابنه نيابة عنه لينقذه من الهلاك. إنه يعلم أن الله ليس عنده شيء يحسبه عليه لأن المسيح قد حمل الكل، ويعلم أن الله أمين وعادل حتى يغفر جميع خطاياه. ومع ذلك، فهل الخطية شيء هيِّن لدى الشخص الذي له هذا السلام التام مع إله المحبة؟ إنه بسببها مات ابن الله. لقد حصل المؤمن على كل البركات والمزايا العظمى والثمينة بفضل ذلك العمل الذي يجعل الخطية أبغض شيء لنفسه، والذي يربط قلبه بالرب يسوع الذي رضيَ أن يتألم هكذا لكي يبطل الخطية بذبيحة نفسه. |
أليصابات https://files.arabchurch.com/upload/i...2324179862.jpg فَلَمَّا سَمِعَتْ أليِصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنيِنُ فيِ بَطْنِهَا..وَصَرخَتْ: مُبَارَكَةٌ أَنْتِ..، وَمُبَارَكَةٌ هيَ ثمرة بَطنِكِ ( لو 1: 41 ، 42) إن ارتباط كل من زكريا وأليصابات ويوحنا له دلالات روحية هامة. فمعنى اسم «زكريا» ”الرب يذكر“، و«أليصابات» معناه ”قسم الرب“، و«يوحنا» معناه ”الرب حنَّان“. وها هو الرب يذكر قسَمه الذي أعطاه لإبراهيم، حيث في نسله (أي المسيح) تجيء البركة، وها هو على مبدأ النعمة يعطيهم يوحنا المعمدان الذي يهيئ الطريق أمام المسيا؛ الرب يسوع المسيح. وعندما بدأ حَبَلها، أخفَت أليصابات نفسها خمسة أشهر قائلة: «هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إليَّ، لينزع عاري بين الناس» (ع25). وبالتأكيد ـ خلال هذه الأشهر الخمسة ـ كانت أليصابات تعظم نعمة الله التي اتجهت إليها. وفي الشهر السادس من حَبَلها زارتها العذراء مريم، وعندما دخلت العذراء وسلَّمت عليها، حدث هذا الأمر العجيب؛ أن يوحنا المعمدان الذي كان له ستة أشهر جنينًا، ارتكض بابتهاج في بطن أمه، أي أنه قفز وكأنه انحنى ليقدِّم السجود للرب يسوع الذي كان في بطن العذراء. ومن هنا، وبفم وقلب ممتلئان بالروح القدس، صرخت أليصابات بصوتٍ عظيم، ونطقت بتسبحتها العظيمة. وأول عبارة نطقت بها أليصابات للعذراء هي: «مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك!» (ع42). ولنلاحظ جيدًا قولها: «مباركة أنتِ في النساء»، وليس ”على النساء“. وهنا نجد الفرق بين التطويب والسجود، فالسجود هو للرب وحده فقط، أما التطويب فيخص كل المؤمنين ( مت 5: 3 - 12). كان تواضع العذراء عجيبًا كونها ذهبت إلى أليصابات، ولكن تواضع أليصابات أعجب، فقد تعجبت ـ في تواضعها ـ عن كيف تنازلت العذراء حتى تأتي لزيارتها، وهي التي شرَّفها الرب أن تكون والدة المسيا الملك، من نسل داود (ع43). لقد تميَّزت أليصابات بفهم روحي عميق، فقد أدركت أن ذلك الشخص العجيب المحمول في بطن العذراء هو ربها وسيدها، الذي لم يكف لحظة واحدة أن يكون «حاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته» ( عب 1: 3 )، فنطقت بتلك العبارة العجيبة: «مِن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟» (ع43). وفي ختام تسبحتها طوَّبت أليصابات مريم لإيمانها أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب (ع45). |
عودة اليقين والسلام https://files.arabchurch.com/upload/i...1220203675.jpg ثم قال لتوما هات اصبعك إلى هنا ... ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً ( يو 20: 27 ) في هذه الحادثة نجد أن توما يمثل الأقوال التي قالها بطرس: "لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر ..." ( 2بط 1: 9 ) حيث نجد في توما عدم التصديق والشك في شهادة التلاميذ عن الرب المُقام في ذلك الاجتماع الذي تغيب عنه توما، وعبثاً حاول التلاميذ إقناعه، لكنه لم يقتنع ليس لأن المشكلة في التلاميذ بل المشكلة في توما ذاته. وإن جوابه "إن لم أُبصر في يديه أثر المسامير ... لا أومن". ومن كلمات توما نجد ليس فقط عدم التصديق، بل التمسك برأيه ووضع شروط عديدة يريد أن يتحقق منها أولاً ثم يؤمن. فهو يقول أولاً: أريد أن أرى يديه ومن ثم أرى أثر المسامير. فنسأل توما: هل يكفيك هذا؟ قال لا، بل أريد وضع أصبعي في أثر المسامير. وإن افترضنا أنك وضعت أصبعك في أثر المسامير، هل يجعلك هذا تؤمن؟ قال لا، أريد أن أضع يدي في جنبه وعندها أومن. وهكذا استمر توما ثمانية أيام في حالة الشك والضعف. وربما أنت أيها القارئ نظير توما، لكن ليس لمدة ثمانية أيام، بل ثمانية شهور أو أكثر! لكننا نقرأ أنه بعد ثمانية أيام جاء يسوع إلى التلاميذ وتوما معهم. وهنا نجد بداية العلاج إذ كان توما حاضراً معهم، والسؤال كيف اقتنع توما أن يحضر هذا الاجتماع؟ لا ندري، لكن المهم أنه جاء للمكان الصحيح وهذه أول خطوة في العلاج. وقد حضر الرب خصيصاً لتوما حيث قال له هات اصبعك إلى هنا وابصر، حيث كان توما في وضع كأنه أعمى وقصير البصر ليس له وسيلة لرؤية الأشياء إلا عن طريق اللمس باليد نظير الأعمى، أو قصير البصر الذي يتعرف على الأشياء من خلال اللمس. ثم قال له الرب هات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. وهنا صدّق توما دون أن يضع أصبعه أو يده بل اكتشف أنه أمام الرب القدير الذي كان سامعاً أقواله، وما نطق به من كلمات الشك، فصرخ ربي وإلهي! والرب يقول لك هات آخر ما عندك من ذرة الإيمان، وهات أصغر ما عندك - أصبعك أو يدك، وتعال أبصر محبتي لكي تعود إلى حالة اليقين والسلام. |
أرضعوهم لبن الكلمة https://files.arabchurch.com/upload/i...5789976599.jpg وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا..عَلى قَلبِكَ، وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ، وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ... ( تث 6: 6 ، 7) أعظم الأعمال التي يمكن أن نعملها في هذا العالم هي التي تؤول إلى منفعة أبدية. ولا شيء تحت الشمس يثبت ويدوم إلا ما له علاقة بالفداء الذي صنعه ربنا يسوع المسيح. كل مكسب وكل غنيمة وكل فرح وكل شبع تحت الشمس لا بد يُسدل عليه ستار الختام وينتهي خبره مهما طال أمده. أما كل ما له علاقة بالفداء الذي صنعه الرب يسوع المسيح بدمه، كل زرع من الله بالروح القدس لا بد يثبت ويدوم. من أجل ذلك إن كنا بالغريزة نحب أولادنا ونحب خيرهم فليس أكثر خيرًا وأوفر ثمرًا من أن نراهم وقد حصلوا على الحياة الأبدية والخلاص من دينونة الله المُعلنة على جنس آدم الساقط. هذا هو المكسب الأبدي والنصيب الذي لا يُنزع أبدًا. هذا هو فكر الله من القديم وقد عبَّر عنه حين قال لموسى: «ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقُصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم» ( تث 6: 6 ، 7). وإذا كنا نهمل تربية أولادنا على مبادئ الكلمة الإلهية، ولا نكلِّف أنفسنا أي جهد في سبيل توصيلها إليهم بقدر ما يعطينا الرب من نعمة، فكيف نضمن حصولهم على أغلى بركة نرجوها لهم؟ إن رجالاً ونساء خدموا الله خدمات مباركة جدًا وربحوا أجرًا جزيلاً جدًا بسبب الجلسات العائلية المباركة حول الرب لدراسة الكلمة وللصلاة. وفي بيوت كثيرة مباركة يمثل المذبح العائلي ركنًا مقدسًا لأجل بركة الأولاد والوالدين على السواء. إن ”سبرجن“ الرجل الذي خدم سيده وربح آلاف النفوس بمواهبه التبشيرية والتعليمية يقول إنه مديون لأُمه التقية التي علَّمته منذ نعومة أظفاره طريق المكتوب. كانت تعلِّمه قراءة آيات الكتاب المقدس، وكانت تصلي مع أفراد العائلة. وفي ختام الجلسة كانت تسأل كل واحد منهم عن مدى الوقت الذي سوف يمر قبل أن يتعرف بالرب ويقبل خلاص الله من يده المُحبة. وكان ”سبرجن“ حتى في شيخوخته يذكر كلمات أُمه، ويذكر ترنيمتها المفضَّلة التي كانت ترنمها كثيرًا بعد كل جلسة مباركة مع أولادها، وفيها تقول: ما أعظم العملْ ما أكرم الهدفْ تستصغر الجهودْ يُستعذب التعبْ إذ تجمع الخرافْ إلى الراعي العظيمْ ويسكـن البنونْ منازل النعيـمْ |
الظهور بالمجد https://files.arabchurch.com/upload/i...8351055863.jpg وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ.. وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ، ...وَكَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً ( أس 8: 15 ) في المشهد الذي يصفه هذان العددان ( أس 8: 15 ) نرى صورة في غاية الجمال لربنا يسوع في مجيئه لخلاص شعبه الأرضي من ضيقتهم الأخيرة. تأمل ذلك الرجل الذي أُعدَّت له الخشبة لكي يُصلَب عليها. وانظر التغيير العجيب الذي تم في ظروفه؛ إنه الآن يلبس اللباس الملكي، وتاج الذهب على رأسه! ”مردخاي“ معناه ”الرجل الوضيع“، وهو من هذه الناحية يضع أمامنا ذاك الذي مع أنه الله، ولكنه بالنعمة تنازل ليصير إنسانًا «الذي إذ كان في صورة الله، لم يَحسِب خُلسةً أن يكن مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبدٍ، صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب» ( في 2: 6 -8). كان ذلك عندما حجب قوته وستر مجده واستطاع أن يقول: «أما أنا فدودةٌ لا إنسان» ( مز 22: 6 )، حتى إن أعداءه لم يقدِّروه أقل تقدير، وباعه يهوذا بالثمن الذي يُباع به عبد. إنه بملء النعمة تنازل ليكون بالتمام كما كان مردخاي، وضيعًا في عيني الإنسان، «محتقرٌ ومَخذولٌ من الناس». ولكن كما رُفّعَ مردخاي اليهودي من مكان الاتضاع إلى ذروة المجد، هكذا نقرأ عن ذلك المُحْتَقَر والمَخْذُول من الناس: «لذلك رَفَّعَهُ الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل رُكبة ممن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» ( في 2: 9 -11). فكما أنه تواضع أكثر من أي إنسان، بل وصل إل أعمق مكان في الاتضاع، هكذا رُفع إلى أعلى مكان؛ إلى يمين عرش الله. وكما كان الصوت المرتفع أمام مردخاي، وهو في موكب نُصرته في شوارع المدينة، بأمر الملك هو: «هكذا يُصنَع للرجل الذي يُسرُّ الملك بأن يُكرمه»، هكذا إرادة الله الآن أن: «يُكرِم الجميع الابن كما يُكرمون الآب» ( يو 5: 23 ). والذين يرفضون ذلك الآن، سيعترفون في المستقبل «أنَّ يسوع المسيح هو ربٌ»، وليس هنا في الأرض فقط، حيث لا يزال مرفوضًا، ولكن حتى الذين فارقوا مشهد هذا العالم، وهم الآن في الهاوية، سيعترفون به ويجثون أمامه كرب. نعم، سيأتي سريعًا من السماء ذاك ”المُستتر في الله“، ويُستعلن بقوة ومجد كثير، وفي نفس مشهد عاره وآلامه وموته، سيتمجَّد من الجميع. |
الله هو الذي يُبرِّر https://files.arabchurch.com/upload/i...8417155672.jpg مَنْ سَيَشْتكَيِ عَلَى مُخْتاَرِي الله؟ الله هُوَ الَّذِي يُبرِّرُ ( رو 8: 33 ) إن أعظم حقيقة تحت الشمس هي أن الله بواسطة دم المسيح يستطيع أن يُبرِّر الفاجر. والتبرير الذي يعطيه الله لا يمكن أن ينزعه أحد. إذا حكم القاضي ببراءتي، فمَن له سلطان أن يدينني بعد؟ إن بررني الله، فمَن يستطيع أن يشتكي عليَّ؟ «مَن سيشتكي على مُختاري الله؟ الله هو الذي يُبرِّر». إن تبرير الله هو الجواب الكافي للضمير المُتعب. بهذا التبرير نستطيع أن نقف ضد هجمات الشيطان والأشرار. بهذا التبرير نقابل الموت في هدوء. بهذا التبرير سنقوم (لو دخلنا القبر) في غلبة. بهذا التبرير سندخل بيت الآب ونوجد إلى الأبد. أيها العزيز .. إن الرب يستطيع أن يمحو كل خطاياك، حتى ولو كنت قد غرقت في الخطية إلى هامة رأسك فإنه يستطيع بكلمة واحدة أن ينتزع الإثم ويقول لك «أريد فاطهر». إن الرب غافر عظيم. إني أؤمن بغفران الخطايا. فهل تؤمن أنت كذلك؟ إن الرب يستطيع الآن أن يقول لك: «مغفورة لك خطاياك. اذهب بسلام». وإذا فعل ذلك فلا قوة في السماء أو على الأرض أو تحت الأرض تستطيع أن تضعك تحت شُبهة، ومن باب أولى تحت غضب. لا تشك في قوة محبة العلي. قد لا تستطيع أن تسامح صديقك إذا أخطأ إليك خطأً بسيطًا بالنسبة لما تُخطئ أنت به إلى الله. ولكن يجب ألاّ تكيل قمح الله بكيلتك. إن أفكاره وطرقه تعلو فوق أفكارك وطرقك أكثر من علو السماء فوق الأرض. تقول: ”إنه لمعجزة عظيمة أن يسامحني الله“. نعم الأمر هكذا هي معجزة سامية، ولذلك هو يعملها لأنه الله الذي يعمل الأعمال العظيمة الفائقة الإدراك والمعرفة التي لا ننتظرها نحن. عندما كان ينظر الذين لدغتهم الحية إلى تلك الحية المُحرقة المعلَّقة على الراية، كانوا يُشفون على الفور، وهكذا الحال مع كل شخص ينظر إلى المسيح المصلوب. يقول الرب: «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15). ليتك تؤمن أيها القارئ العزيز بكلام الرب هذا فتختبر صدقه عمليًا في نفسك.http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif |
بصلئيل وأهوليآب https://files.arabchurch.com/upload/i...8868834995.jpg اُنْظُرْ. قَدْ دَعَوْتُ بَصَلْئِيلَ بْنَ أُورِي.. بِاسْمِهِ .. لِيَعْمَلَ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ. وَهَا أَنَا قَدْ جَعَلْتُ مَعَهُ أُهُولِيآبَ ( خر 31: 1 - 6) في اختيار الرب لبَصَلْئِيلَ وأهُولِياب للخدمة، نجد ثلاثة أمور هامة: أولاً: الدعوة بالاسم: فيقول الرب: «انظر. قد دعوت بصلئيل بن أُوري بن حور... باسمه». وأيضًا «وها أنا قد جعلت معه أُهوليآب بن أَخيساماك»، من ذلك نفهم أن الخادم لا بد أن يدعوه الرب باسمه ولا يخرج من تلقاء نفسه. ثانيًا: إعداد الخادم للقيام بالخدمة فيقول الرب: قد ملأته من: 1- روح الحكمة: لقد ملأه الرب من هذه الحكمة التي من فوق ( يع 3: 17 ). والعبد الذي يقوم بالخدمة داخل البيت يجب أن يكون أمينًا حكيمًا، ليُعطي العبيد رفقاءهُ الطعام في حينه ( مت 24: 45 ). 2- روح الفهم: إن الرب يعطي فهمًا للعاملين معه، وكما يوصي الرسول ابنه تيموثاوس، يقول له: «افهم ما أقول. فليُعطِكَ الرب فهمًا في كل شيء» ( 2تي 2: 7 ). 3- روح المعرفة: المعرفة تعني الاستنارة والبصيرة الروحية لكل مَن يستخدمه الرب. ويقول الوحي في أفسس1: 17، 18 «كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته، مُستنيرة عيون أذهانكم». ثالثًا: تحديد نوع الخدمة التي يقوم بها الخادم ( خر 31: 4 ، 5). فيقول له الرب: «لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس، ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب. ليعمل في كل صنعة» ( خر 31: 4 ، 5). ويقول الوحي: «ليكن كلُّ واحدٍ بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضًا، كوُكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة» ( 1بط 4: 10 ). مما سبق نفهم أن الرب أعطى بصلئيل وأهوليآب ثلاثة أمور لكي يخدما: وهي روح الحكمة، روح الفهم، المعرفة. لكن أعظم خادم وطأت قدماه أرضنا؛ الرب يسوع، يقول عنه الروح القدس في إشعياء11: 1، 2 «ويخرج قضيبٌ من جذع يسى، وينبت غصنٌ من أُصوله، ويحل عليه روحُ الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب». يحِلُّ عليهِ، ليس فقط روح الحكمة والفهم والمعرفة، لا ثلاثة خصال وفضائل فقط، بل سبعة، إذ إنه الكامل وحده. |
الصلاة في الروح https://files.arabchurch.com/upload/i...5671736947.jpg مُصَلّيِنَ فيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ ( يه 1: 20 ) 1ـ من البديهي أن يكون المُصلي في الروح قد نال سُكنى الروح القدس لسبب إيمانه القلبي بالمسيح كالمخلِّص الوحيد والغافر لكل خطاياه غفرانًا أبديًا. 2ـ إن الصلاة في الروح هي أن يكون للروح القدس السيادة الكاملة على أفكار وعواطف وإرادة المُصلي أثناء الصلاة. 3- وبالتالي يكون المُصلي مُعبرًا عن كل ما يتوافق مع فكر الله ومشيئته، فنصلي بما يريد أن يصنعه ويتممه الرب لحياتنا وخدمتنا. 4- إن الصلاة في الروح تعني أن نصلي في إطار كلمة الله والفهم الصحيح لها، بحيث لا يوجد تعارض بين ما تُعلنه كلمة الله وبين ما نطلبه في صلواتنا. 5- إن الصلاة في الروح تعني في المقام الأول الاهتمام بما يختص بالأمور الروحية والإلهية لأن هذه الأمور لها الأولوية في اهتمامات الروح القدس. 6- إن صلاتنا لأجل أنفسنا وذواتنا ليست لإضافة المزيد لِما نرغبه أو نتمناه، بل إننا نصلي لأجل احتياجاتنا الحقيقية في ظروفنا الحاضرة. 7- وبالتالي، فإن الصلاة في الروح ليست هي محاولة تسخير الله وقدرته ليعمل لنا ما نريده. فليست الصلاة في الروح مجالاً لاستعراض عضلاتنا الروحية أمام أنفسنا أو أمام الآخرين. 8- إن الصلاة في الروح تُخرجنا من دائرة الاهتمام والمشغوليات بذواتنا، بل إنها تقودنا للاهتمام بأحوال وظروف المؤمنين من حولنا. 9- إن الصلاة في الروح تُنير وتوضح لنا الطريق التي نسلكها والقرارات التي يجب علينا أن نتخذها بشأن أمور حياتنا وخدمتنا. 10- إن الصلاة في الروح تهَبنا قدرات إيمانية لفهم وتمييز طرق وأساليب إبليس، ومن ثم القدرة على مقاومته وتحقيق الغلبة والنُصرة عليه. 11- إن الصلاة في الروح تمنحنا الثقة واليقين التام بأن الرب مُستمع لصلواتنا ويستجيب لطلباتنا في الوقت المناسب، وبالطريقة والأسلوب الذي يمجِّد الرب. 12- إن الصلاة في الروح ليست حالة مؤقتة نمارسها بين الحين والآخر أو في ظروف خاصة، بل يجب أن تكون هي الطابع الذي تتميز به حياتنا الروحية. |
هو قد فعل https://files.arabchurch.com/upload/i...8334647789.gif يَأْتُونَ وَيُخْبِرُونَ بِبِرِّهِ شَعْبًا سَيُولَدُ بِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ ( مز 22: 31 ) «قد فعل» ( مز 22: 31 ). عندما تُرجمت هذه العبارة في الترجمة السبعينية، تُرجمت بذات الكلمة التي وردت في يوحنا 30:19 “تتلستاي Tetelestai” وتعني «قد أُكمل»، وهي تلك العبارة التي نطق بها المسيح قبل أن يُنهي حياته على الأرض. ونلاحظ أن المسيح لم يَقُل أنا انتهيت، بل أنا أنهيت. نعم لقد أكمل العمل. ولم تكن كلمته هذه قبل أن يُسلم الروح، صرخة يأس أو أنّة تحسر، كالتي ختم بها كثير من عظماء الرجال حياتهم، بل هي صيحة ظَفر، وصرخة انتصار. يقول العارفون إن هذه العبارة على عهد المسيح كان يقولها العامل والتاجر والقائد والفنان. فعندما ينهي العبد عمله كان يخبر سيده بأنه أنجز المأمورية التي كلَّفه بها، مستخدمًا هذه الكلمة بعينها “تتلستاي”. وكذلك كان يقولها التاجر عندما يسدد الحساب الذي يلزمه سداده، ويقولها القائد العسكري عندما يسير في موكب الانتصار، ويقولها الفنان عندما ينهي عمله الفني ويضع لمساته الأخيرة عليه. والمسيح كان هو العبد الكامل الذي مسرة الرب بيده نجحت ( إش 53: 10)، وهو التاجر الذي سدَّد كل ديون مفدييه، كما كان هو القائد الذي هزم الشيطان وسحق رأس الحية، وكان هو الفنان الذي أبدع عمل الخلاص العظيم. ولذلك فليس عجيبًا أن يقول وهو فوق الصليب: «قد أُكمل». والله عندما يعمل عملاً فحتمًا سيكون هذا العمل كاملاً. فالله ليس كالبشر الذين عادةً عندما يعملون عملاً لا يكملونه، أو على أقل تقدير لا يهتمون “بتشطيبه”. وما أكثر المشاريع العظيمة والكبيرة التي أنجزها الناس ثم تركوها دون اللمسات الأخيرة. أما المسيح فإن الإنجيل الذي يتكلم عن لاهوته (إنجيل يوحنا) يسجل شهادة ثلاثية عن إكماله العمل. ففي بدايته يَرِد قول المسيح: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمَلَهُ» (4: 34)، ثم قبل مضيه إلى الصليب، وبلغة الثقة قال لأبيه: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (17: 4)، ثم من فوق الصليب قال: «قد أُكمل» (19: 30). عند دخول المسيح إلى العالم يقول «هَنَذا أجيءُ ... لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 5-9)، وفي ختام حياته قال: قد أكملـت! وليس فقط أن المسيح أكمل العمل الذي كُلِّف به، بل إن لاهوته أعطى قيمة غير محدودة لعمله. ولو لم يكن المسيح هو الله، لَمَا أمكنه أن يعمل العمل الكامل على الصليب. http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif |
شريك الخدمة https://files.arabchurch.com/upload/i...3907142542.jpg لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا ( في 2: 4 ) قبل أن يُعلّم الرسول بولس الأحباء في فيلبي هذا المبدأ الراقي، سبق وعمل بها هو شخصيًا. فها هو بولس الرسول يضع خادمًا شابًا في الصورة معه! بكل اتضاع وحب. دعونا نتأمل كم من المرات التي امتدح فيها تيموثاوس، ذلك الخادم الناشئ، في رسائله! كيف أكرمه واعتبره كأنه ند له. لنلاحظ كيف شجعه وقرر أن يأخذه معه: ليكون شريكًا له في خدمة سيده المحبوب. نقرأ هذه الأقوال المُعبِّرة والمؤثرة «فأراد بولس أن يخرج هذا معه، فأخذه» ( أع 16: 3 ). لماذا اختاره بولس؟ لم ينجذب إليه بسبب موهبة متميزة أو شخصية قوية ولا فصاحة فذة، بل لكونه قد التمس فيه إخلاصًا وإيمانًا عديم الرياء وسيرة عطرة، إذ «كان مشهودًا له من الإخوة الذين في لِسترة وإيقونية». أنظروا كيف يصف شخصه: حيث نفهم أن تيموثاوس كان أكثر الناس إدراكًا لتوجهات وطريقة بولس في الخدمة «فأطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي. لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس، الذي هو ابني الحبيب والأمين في الرب، الذي يذكِّركم بطُرقي في المسيح كما أُعلِّم في كل مكان، في كل كنيسة» ( 1كو 4: 16 ، 17). تأملوا كيف يصف خدمته، بأنها عمل الرب: «ثم إن أتى تيموثاوس، فانظروا أن يكون عندكم بلا خوفٍ، لأنه يعمل عمل الرب كما أنا أيضًا» ( 1كو 16: 10 ). اسمعوا، كيف يُلقّبه ويقدمه للقديسين: «فأرسلنا تيموثاوس أخانا، وخادم الله، والعامل معنا في إنجيل المسيح، حتى يثبِّتكم ويَعظكم لأجل إيمانكم» ( 1تس 3: 2 ). دعونا نرى كيف يمتدح إخلاصه للرب ولشعب الرب ولخادم الرب: «لأن ليس لي أحدٌ آخر نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص، إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح. وأما اختباره فأنتم تعرفون أنه كولدٍ مع أب خدَمَ معي لأجل الإنجيل» (فيلبي2: 20، 21) أَ ليس هذا سلوكًا مسيحيًا رائعًا وراقيًا أن نقدم بعضنا بعضًا في الكرامة؟ ألا نتوق أن يعود النموذج الذي رسمه سيدنا لنراه في حقل الخدمة؟ أ لم يُرسلهم اثنين اثنين؟ ألا يحتاج الخادم لشريك معه يرافقه، يشجعه ويصلي معه؟ خادمان يحملان النير معًا في خدمة السيد العظيم بحب وبساطة واتضاع. |
البئر عميقة https://files.arabchurch.com/upload/i...5813126373.jpg لاَ دَلْوَ لَكَ، وَالْبئرُ عَمِيقَةٌ، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ المْاَءُ الْحَيُّ؟ ( يو 4: 11 ) ربما كانت هذه الكلمات هي أصدق ما قالته السامرية أثناء حديثها مع الرب يسوع له كل المجد، وبالطبع هي كانت تقصد بئر يعقوب التي كان الرب جالس عليها أثناء حديثه معها، لكن الروح القدس قصد أن يدوِّنها لنا؛ ليشير إلى الفراغ العميق الذي تعاني منه كل نفس بشرية لم ترتوِ بعد من الماء الحي، ولم تشبع بعد من الخبز النازل من السماء - ربنا الغالي يسوع المسيح - فعطش النفس البشرية عميق جدًا ولا يملؤه إلا الله وحده، هذا العطش هو الذي جعل مارك توين يقول: ”من المهد إلى اللحد لا يعمل الإنسان شيئًا إلا بهدف واحد، وهو أن يحصل على سلام العقل والراحة الروحية“. كما قال عنه فيشر المؤرخ الشهير: ”هناك صرخة في النفس لا تجد لها استجابة في العالم“. إنه الفراغ الذي جعل زكا يطلب أن يرى يسوع ( لوقا 19: 3 ). وهو ذات الفراغ الذي جعل نازفة الدم لما سمعت بيسوع جاءت إليه (مرقس5: 27)، وجعل المرأة الخاطئة تأتي باكية عند قدميه من شدة الاحتياج وعمق الفراغ والعطش. القارئ العزيز: كن صادقًا مع نفسك في هذه اللحظات، ربما تشعر بالفراغ يملأ نفسك وأنك تحيا حياة بلا طعم ولا هدف ولا معنى، وربما تكون قد أضعت سنوات من حياتك في البحث عن معنى السعادة وطريق الراحة والسلام ولم تجده، وربما جرَّبت شرورًا كثيرة باحثًا عن لحظات للنشوة والسعادة فاكتشفت أنها تزيدك تعاسة وحزنًا وفراغًا. أشير عليك أن تأتي الآن للمسيح مُعلنًا ومعترفًا أن البئر عميقة وأن الفراغ والعطش يملآن قلبك، طالبًا منه غفرانًا لخطاياك واثقًا أن في صليبه كل الكفاية لك، وفي دمه كل التطهير لخطاياك السالفة، واعلم «أنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت» (رومية10: 9). |
دعوة أليشع https://files.arabchurch.com/upload/i...5712094567.jpg قَامَ وَمَضَى وَرَاءَ إيلِيَّا وَكَانَ يَخْدُمُهُ ( 1مل 19: 21 ) أليشع معناه: ”الله المخلِّص“، وعجيب أن نرى أليشع، بخلاف جميع أنبياء العهد القديم، يُستخدم لإظهار نعمة الله المطلقة، ورحمته لشعب مُذنب، ليكون في هذه الحالة ظلاً لربنا يسوع الذي لما جاء إلى هذا العالم كان يجول يصنع خيرًا. كانت نتيجة خدمة إيليا أن أظهرت الخراب الكامل، والعجز المُطلق في قيام الشعب بمسؤوليته نحو الله، وفشلت كل مساعيه في وسط شعب غارق في عبادة الأوثان. وعوضًا عن أن يوقع الله القضاء على هذا الشعب، نراه يُظهر له النعمة المطلقة، وكان أليشع هو الإناء المُختار لذلك. أول إشارة تَرِد عن أليشع نجدها في رد الرب على إيليا يوم أن كان يائسًا من عدم نجاح خدمته، وبناء على ذلك طلب منه الله أن يمسح أليشع بن شافاط نبيًا عوضًا عنه. وإطاعةً للرب مسح إيليا الشخص الذي اختاره الرب عوضًا عنه. الله لا يحابي بالوجوه، وفي اختيار خدامه لا يتقيد بالعظماء. قد يأخذ صبيًا صغيرًا من وراء الغنم ليرعى شعبه، وقد يستخدم فتاة صغيرة لتكون سبب بركة لرجل عظيم، وهنا يختار الرجل الفلاح ـ أليشع ـ الذي كان وراء المِحراث ليكون نبي عصره. ونلاحظ أيضًا أن الله لا يدعو لخدمته الأشخاص الكسالى، فأليشع لما دُعي كان «يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه، وهو مع الثاني عشر» ( 1مل 19: 19 ). وداود لما مُسح ملكًا، كان يرعى غنم أبيه، وكذلك تلاميذ المسيح لما دُعوا، كانوا يلقون شباكهم في البحر. على هذا الرجل العامل ألقى إيليا رداءه، ومعنى إلقاء الرداء هو أن الشخص الذي أُلقيَ عليه الرداء سيأخذ مكان الشخص الذي ألقى الرداء عليه ليعمل عمله. هكذا فهم أليشع الرجل المُستنير الذهن، فهم الغرض من ذلك إذ نقرأ «فترك البقر وركض وراء إيليا». لكننا نلاحظ أنه وإن كان الاستعداد الإلهي الذي أُعطِيَ من الله لأليشع متوفرًا في قلبه لاتباع إيليا، إلا أن عوامل طبيعية كانت في قلبه من شأنها أن تُعيقه عن اتباع إيليا في الحال. وهذا واضح من قوله: «دعني أقبِّل أبي وأمي وأسير وراءك»، فأجابه إيليا إجابة يُستَدل منها على مسؤولية أليشع وحده ـ دون سواه ـ عن تلبية دعوة الله له، إذ قال له: «اذهب راجعًا، لأني ماذا فعلت لك؟»، فمن عمل أليشع نفهم أنه لم ينظر إلى الوراء بل ضحى بما له أيضًا، إذ نقرأ: «ثم قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه». |
سؤال واحد ورؤيتان https://files.arabchurch.com/upload/i.../185132641.jpg وَسَأَلَهُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ ( مر 8: 23 ، 24) في معجزة شفاء الأعمى التي انفرد مرقس البشير بذكرها ( مر 8: 22 -26)، وهَبَ الرب بركة البصَر للأعمى، ثم سأله: «هل أبصر شيئًا؟». وإجابة الرجل أظهرت أنه كان يرى الأشياء على غير حقيقتها، وأكبر من حجمها الطبيعي «أُبصر الناس كأشجار يمشون»، الأمر الذي استلزم بركة ثانية من الرب «وضع يديه أيضًا على عينيه، وجعله يتطلع. فعادَ صحيحًا، وأبصرَ كل إنسان جليًّا». لقد مرَّ هذا الأعمى في حالة وسَطْ بين عدم الرؤية على الإطلاق، وبين رؤية كل شيء جليًا. وهناك كثير من المؤمنين يُعانون من هذه الحالة؛ عدم وضوح الرؤية، وعدم القدرة على التمييز. هم ليسوا عميانًا، لأنهم يبصرون، ولكن المشكلة كما يصفها الرسول بطرس: «هو أعمى قصير البصر» ( 2بط 1: 9 ). وهذه الحالة تحتاج إلى العلاج الذي لا يوجد إلا عند واهب بَركة البصر الحقيقي، والذي يستطيع أيضًا أن يَهَب بركة البصيرة الحقيقية لنميّز الأشياء التي نبصرها، والتي هي استنارة الذهن الداخلي أو القلب «مُستنيرة عيون أذهانكم (قلوبكم)، لتعلموا ...» ( أف 1: 18 ). لقد لمس الرب هذا الرجل «فعادَ صحيحًا، وأبصرَ كل إنسان جليًا». ونفس السؤال سأله الرب قديمًا لإرميا: «ماذا أنتَ راءٍ يا إرميا؟». وكانت الإجابة: «أنا راءٍ قضيب لوز»، فقال الرب له: «أحسنت الرؤية» ( إر 1: 11 ، 12). ومن «عصا هارون التي أفرخت .. وأنضجت لوزًا» ( عد 17: 7 ، 8)، نفهم أن ”قضِيب اللَوْز“ يرمز إلى ”إله القيامة“ «المسيح ... الذي مات، بل بالحري قام أيضًا، الذي هو أيضًا عن يمين الله، الذي أيضًا يشفع فينا!» ( رو 8: 34 ). وما أحسنها رؤية! إنها رؤية مصحوبة بالتمييز الصحيح. أما عن مظاهر الرؤية الصحيحة والتمييز الروحي، فنقول: (1) أول ما نرى، نرى أنفسنا على حقيقتها، ونعرف كم نحن ضعفاء في ذواتنا، وكم أن الجسد الذي فينا فاسد ( رو 7: 18 ). (2) نرى الرب يسوع بكل أمجاده وكمالاته المتنوعة في المجد «نراه مُكللاً بالمجد والكرامة» ( عب 2: 12 ). (3) نرى ما لنا من أمجاد مستقبلة تنتظرنا. لقد تمتع إبراهيم بالبصيرة الروحية فكان «بالإيمان ... ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله » ( عب 11: 9 ، 10). ليت الرب الذي وهَبنا بركة البصَر الروحي، يهَبنا أيضًا بركة البصيرة الروحية حتى ”نميِّز الأمور المتخالفة“ (الممتازة والسامية). |
دم المسيح http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...Tx3WehCIDs5pxk فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا.. ( عب 10: 29 ) يا له من موضوع! مَنْ يستطيع تقدير دم المسيح أو يدرك نتائج سفكه؟ إن كل ما نحن عليه كمؤمنين، وكل ما سنكون عليه. كل ما لنا، وكل ما سيكون لنا، إنما ترتب كله على الدم الذي سُفك على صليب الجلجثة. هذا الدم قد باعد إلى الأبد بين جميع الذين وثقوا فيه وبين فوهات جحيم أبدي، وفتح لهم أبواب بيت الآب بمنازله الكثيرة إلى الأبد. هذا الدم جعلنا أبيض من الثلج وقرَّبنا من الله. إن ثياب الربوات الكثيرة من الملائكة في هذا الكون العريض، قد تشع كالبرق اللامع، لكن ثياب مفديي الله المُبيَّضة في الدم وهَّاجة بدرجة أعظم، ولمَّاعة بمجد أكثر من ثياب رئيس الملائكة. فلا اللسان يستطيع أن يصف، ولا القلم يستطيع أن يكتب عن نتائج سفك ذلك الدم، وعن الثمر العجيب الذي نتج عن تلك الذبيحة الواحدة. نتائج تخص الله، ونتائج تخص الإنسان، متنوعة وفي تنوعها لا تُحَد. إن قيمة ذلك الدم الثمينة والعظيمة قد وفّت إلى التمام وبالكمال جميع مطاليب الله: كل مطلب للناموس، وكل عَوز للإنسان. إنها قد وضعت أساسًا أو بالحري هي أساس استعلان مجد الله الكامل في كل الأبدية، وأساس بركة شعب الله إلى الأبد. إن فضل دم المسيح يمس أقصى أعالي السَّماوات، وقيمته لها تقديرها هناك بدرجة نعجز عن إدراكها هنا. لكن في الوقت المعين ستُستعلن قوة ذلك الدم في كل العالم. إن كل ورقة خضراء، وكل زهرة متفتحة، والحملان المَرحة والأسد الأليف، ومُلك السلام والرخاء المبسوط على كل الخليقة في يوم المجد الألفي؛ كل هذه سوف تعلن القوة الفادية لدم الصليب. ومن الجهة الأخرى فإن العواقب التعيسة للخطاة المحتقرِين لهذا الدم الكريم ستأتي حتمًا بأهوالها وسينوءون بحملها. كل هذا صحيح، وهوذا النصف لم يُخبَر به، فإن الأبدية ذاتها لن تكفي لاستكشاف ما عمله الدم، عندما نكون في محضره المجيد، مُتغيّرين إلى صورته، له المجد، سنواجه مجدنا الدائم اللانهائي، وحينئذٍ نبتدئ نتحقق ـ بصورة مختلفة ـ قيمة ذلك الدم. ولكن ما أروعه أمرًا أن نتفكَّر في الآلاف العديدة من المسيحيين بالاسم الذين لم ينتفعوا بهذا الدم شيئًا. آلاف من هؤلاء يتبعون طريق قايين؛ أول مَنْ قدَّم ذبيحة بلا دم ورفض طريق الله للخلاص. ليتنا نصلي نحن من أجل خلاصهم، ونسعى إلى توصيلهم لمعرفة إنجيل المسيح. |
علامات مجيء المسيح https://files.arabchurch.com/upload/i...5939586716.jpg وَفيِمَا هُوَ جَالِسٌ..تَقَدَّمَ إلَيْهِ التَّلاَميِذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هيَ عَلَامَةُ مَجِيئِك،وَانقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ ( مت 24: 3 ) حديث الرب الوارد في متى 24؛ 25 هو أكمل وأروع حديث عن نهاية العالم. ولا نهاية لحديث الناس عن هذا الموضوع الخطير. علماء في الفلك، وعلماء في الطبيعة، وعلماء في اللاهوت يكتبون عن نهاية العالم، ولا قيمة تُذكر لِما يكتبون، فهم يتخبطون خبط عشواء؛ وأما الكتاب المقدس فليس كذلك. إنه «الكلمة النبوية» ( 2بط 1: 19 )، ونحو ثلثه نبوات تتحدث عن المستقبل بكلام في منتهى الدقة. الكتب الأخرى تحدثنا عما تم في الماضي، وتتفاوت في دقتها بعضها عن بعض. أما الكتاب الوحيد الذي يحدثنا عن المستقبل فهو الكتاب المقدس، وذلك لأنه كتاب الله، ولا فرق عند الله بين الماضي والحاضر والمستقبل. والرب بهذه النبوة الجامعة أنهى خدمته كنبي، وكان عتيدًا أن يمضي إلى الصليب ليمارس عمله الكهنوتي، ثم بعد القيامة يصعد إلى السماء ليواصل خدمته الكهنوتية لأحبائه المؤمنين في الأقداس السماوية، وهو ذكر هنا أنه سيعود في نهاية الدهر ليؤسس ملكوته السعيد. وبذلك هو يتمم وظائفه الثلاث التي لأجلها مُسِح: أن يكون هو صوت الله الأخير للبشر، ثم أن يقوم بعمل الفداء وعمل الشفاعة، وأخيرًا أن يملك مُلك البر والسلام على كل العالم. وأسئلة التلاميذ هنا لها علاقة معًا، ولها علاقة بما قاله المسيح في ختام الأصحاح السابق: «لا ترون وجهي حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب». ولهذا كان سؤالهم، إن كنت ستأتي ثانيةً فما هي علامة مجيئك؟ لقد كان مجيئه الأول على وشك أن يُختم بصليبه. لكن المسيح أشار إلى مجيئه ثانية، وفي هذا المجيء سيجلس كالملك على كرسي مجده، فتنتهي فترة الملكوت السري، وبالتالي ينتهي الدهر الحاضر، ليبدأ الدهر الآتي. ونتعلم من بقية أجزاء العهد الجديد أن مجيء الرب سيكون على مرحلتين: الأولى هي الاختطاف، وهو سري، ولأحبائه فقط ليأخذهم إلى بيت الآب ( يو 14: 1 -3؛ 1كو15: 51، 52)؛ والمرحلة الثانية هي الظهور، وهو علني، وستراه كل عين، حيث سيأتي لكي يملك على كل الأرض ( رؤ 1: ). عزيزي: هل أنت مستعد لمجيء المسيح الذي قد يحدث في أية لحظة. إن المسيح في هذا الحديث لم يكتفِ بإنارة أذهان تلاميذه من جهة الأحداث المرتبطة بمجيئه، لكن في مرات كثيرة أكد على ضرورة السهر، حيث إنه سيأتي في لحظة لا يتوقعونها. |
أُمَّة تشبعت بالإنجيل https://files.arabchurch.com/upload/i...7648432347.jpg أَ لَكُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُونَ، وَلَكُمْ آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُونَ، وَلاَ تَذْكُرُونَ؟ ( مر 8: 18 ) قرأت مؤخرًا مقالاً في مجلة مسيحية كان يُشير إلى أمريكا باعتبارها دولة قد تشبعت بالإنجيل، وذلك لأن تقريبًا كل شخص فيها لديه إمكانية الوصول إلى أخبار الخلاص السارة بسهولة، إما عن طريق الراديو أو التليفزيون، أو الكرازة في الكنائس. وحين قرأت هذا المقال لم أتفق مع الكاتب، لكني لم أعرف وقتها لماذا. هناك شيء ما مفقود لكني لم أستطع أن أضع أصبعي عليه. وفي صباح اليوم التالي، وفي اجتماع لدراسة الكتاب المقدس مع بعض رجال الأعمال المؤمنين، عرفت ما هو هذا الشيء المفقود. فبينما كنا نناقش الآية التي في صدر المقال، قال أحد الرجال إنه لمدة سنين كانت لديه أُذنين لكنه لم يكن يسمع الأمور الروحية. فبالرغم من أنه قد وُلد ونشأ في بيت مسيحي، وكان يحضر الاجتماعات بانتظام، ويواظب على الشركة مع الشباب، ويحضر المؤتمرات، إلا أنه لم يفكر من قبل في الأمور الأبدية حتى أعطاه أحدهم نبذة بعنوان ”كيف تخلُص“. ربما كان الوسَط المحيط به مُشبعًا بالأخبار السارة لسنوات، لكن الآن فقط بدأت هذه الأخبار تغوص بداخله. وحين تحدَّث إلى والديه قالا له: بكل تأكيد أنت مُخلَّص لأننا عائلة مسيحية. وحين تكلَّم مع راعي كنيسته كانت نفس الإجابة: طالما أنت من جماعتي فأنت مُخلَّص. لكن بالرغم من كل هذه التأكيدات من الآخرين كان يعرف في قرارة نفسه أنه هالك لأنه لم يحدث له أن حسب نفسه ميتًا عن الخطية، ولم يسبق له أن صرخ للمسيح ليخلِّصه. وخلال كل هذه السنوات كانت له الآذان التي تستبعد الله ولا تستمع لصوته. وحين سمعت شهادته أدركت الخطأ في المقال الذي قرأته. إذ إن النتيجة التي توصَّل إليها خاطئة؛ فقد استنتج أنه طالما أن الأخبار السارة في متناول الجميع فلا داعي أن نوجهها لكل شخص بمفرده. غير أن إتاحتها للجميع لا تضمن أن تُسمَع وتُطبَّق بشكل شخصي. فكونك في عائلة مسيحية أو كنيسة تعرف الحق وتنادي به، أو تعيش في مجتمع يخاف الله، ولك أصدقاء مؤمنين، فهذا لا يعني أنك أنت أيضًا مسيحي بالحق. فالشيء الوحيد الذي يجعلك مسيحيًا ويُخلِّصك في الأبدية هو العلاقة الشخصية الحية مع الرب يسوع المسيح. فهل لك عزيزي القارئ هذه العلاقة؟ |
المجدلية ومحبَّتها https://files.arabchurch.com/upload/i...3275045687.jpg وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظّلاَمُ بَاقٍ ( يو 20: 1 ) لم يكن الاثنا عشر تلميذًا هم وحدهم الذين رافقوا الرب يسوع في سني خدمته على الأرض، بل كانت هناك نساء أيضًا رافقته في تجواله وكن يخدمنه، ولعل أكثرهن التصاقًا به كانت مريم المجدلية. كانت من قرية مجدَل على بحر الجليل، في الناحية التي كان الرب يسوع مُعتادًا أن يُعلِّم فيها، وهناك صنع قوات كثيرة. ولكننا نعلم أنه ليس بسبب أنها رأت عجائبه ومعجزاته قد التصقت به مريم، بل لأنها كانت امرأة تعيسة في قبضة الشيطان، ولاقاها الرب يسوع المسيح، وحررها بإخراج سبعة شياطين منها. فهل من عَجَب إن كانت مريم في ـ محبتها وفي اعترافها بالجميل ـ تتبع مخلِّصها وتخدمه؟ لقد دخلت في زُمرة تلاميذه واستخدمت ما بين يديها من مال لخدمة أعوازه. وبكل تأكيد نحن قد أخذنا الشيء الكثير جدًا ـ أكثر مما أخذت مريم ـ حتى يدفعنا إلى الالتصاق بالرب. لقد أحبنا وأسلَم نفسه لأجلنا. لقد حصلنا منه على غفران خطايانا، وسلام وفرح قلوبنا. فهل مثل مريم استودعنا أنفسنا وما بين أيدينا للرب؟ إن في مريم مثالاً يُخجلنا. إن إخلاص مريم يلمع جدًا عند الصليب، وعند القبر. فقد وقفت ترقب منظر الصليب الرهيب إلى نهايته، ورأت يوسف الرامي يُنزل جسده من على الصليب ويضعه في قبره الجديد. وفي الصباح الباكر جدًا - قبل الفجر - في أول الأسبوع، كانت مريم عند القبر تفتش عن ذلك الجسد العزيز الكريم. لكن القبر كان فارغًا. قد يرى آخرون القبر فارغًا فيمضون من حيث جاءوا. لكن ليس هكذا مع مريم. كان العالم قفرًا بالنسبة لها بدون الرب. هناك حول القبر كانت مريم تبكي، وسألت مَنْ ظنت أنه البستاني لكي يدلها على مكانه، ولم تُقِم وزنًا للصعوبات ما دامت في النهاية تجد غرض قلبها وعواطفها. ونحن نقرأ في الإنجيل أنه عندما قام من الأموات «ظهر أولاً لمريم المجدلية» ( مر 16: 9 )، وبمجرد أن نطق بكلمة واحدة: «يا مريم» انفتحت عيناها فقالت له: «ربُّوني! الذي تفسيره يا مُعلِّم» ( يو 20: 16 ). ليتنا نُكرم الرب في قلوبنا وفي عواطفنا. إنه يُحب أن يُشبع عواطفنا المشتاقة إليه «لأنه أشبع نفسًا مُشتهية، وملأ نفسًا جائعة خيرًا» ( مز 107: 9 ). |
مخاوف تساورنا ولا تحدث أبدًا https://files.arabchurch.com/upload/i...8123519518.jpg وَقَالَ دَاوُدُ فيِ قَلْبِهِ: إِنّي سَأَهْلِكُ يَوْمًا بِيَدِ شَاوُلَ ( 1صم 27: 1 ) إنه درس عميق الأثر نتعلمه من هاتين الآيتين الخاصتين بداود إذ نضعهما جنبًا إلى جنب. فنلاحظ أولاً أن ما كان يخشاه داود ويرهبه لم يحدث على الإطلاق. ولو كنا نحن في موقف داود ربما خشينا الموت على يد شاول كما فعل هو. فقد عاش داود كهارب زمنًا طويلاً، وفي كل يوم كان شاول يضيِّق عليه الخناق أكثر فاكثر، ففكَّر أنه قد يُقبض عليه بواسطة كمين أو خيانة، أو يُقتل بيد مغتال أجير، كانت تلك المخاوف واحتمال حدوثها بين لحظة وأخرى تقلق داود ليلاً ونهارًا. وكثيرًا ما كانت تلك المخاوف تدفعه إلى الصلاة وعندئذٍ يتشجع ويتقوى وينتظر تداخل الله في الأمر. ولكن في هذه المرة استشار داود نفسه في مسألة نجاته، وفي حالة اليأس التي وجد نفسه فيها، قال في قلبه: «إني سأهلك يومًا بيد شاول». وفي نوبة القنوط هذه خُيّل إليه أن الظروف قد اجتمعت ضده وأن تقلبات الزمن قد تشابكت حوله، فلا محالة من وقوعه في يد شاول الذي سيقضي عليه في النهاية. ولكن على عكس ذلك؛ عاش داود سنين عديدة بعد موت شاول، وخلَفَه في المُلك، وتمتع بحكم مزدهر، ومات بشيبة صالحة وقد شبع أيامًا وغنىً وكرامةً ( 1أخ 29: 28 ). وما كان يخشاه داود لم يحدث إطلاقًا. والحقيقة أن أكثر الأشياء التي نخشاها في حياتنا لا تحدث، وإن خوفنا من أشياء رديئة كثيرة نتصور أنها لا بد أن تحدث لنا، هو مجرد غباء نعذب أنفسنا به. والشيء الثاني الذي نلاحظه هو أن قلق داود الناتج عن عدم ثقته، جلب عليه متاعب لم يكن في حاجة إليها. فإن القلق الناشئ من عدم الثقة بالله يمكن أن يسبب لنا المتاعب، وسوف يحدث كذلك إن لم نحرز النصر ثانيةً بالرجوع في هدوء إلى الرب يسوع المسيح وفيه نجد الراحة والطمأنينة. فماذا نفعل إذًا بمخاوفنا وقلقنا من جهة المستقبل؟ إن أفضل شيء ينبغي أن نفعله دائمًا هو أن نضع الله بين ذواتنا وبين الشيء الذي نخافه. وقُل لنفسك دائمًا «الرب نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الرب حصنُ حياتي ممن أرتعب؟» ( مز 27: 1 ). وعندما يستحوذ عليك الخوف والقلق، ارجع في الحال إلى الله بالإيمان والصلاة. |
مغزى الصليب https://files.arabchurch.com/upload/i...2424282426.jpg لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ هَهُنَا ( يو 14: 30 ، 31) إذا كان الله بارًا ويدين الخطية، فهل يستطيع أن يمارس محبته في كل ملئها نحونا نحن الخطاة؟ هنا يدخل موت المسيح وكفارته. فالرب يسوع قد أخذ طوعًا هذه المهمة على عاتقه، وهي أن يمجِّد الله تمجيدًا كاملاً ويؤكد المحبة اللانهائية لنا، وفي الوقت نفسه يصون بر الله الكامل. لقد حمل خطايانا وجُعل خطيةً لأجلنا. تجرَّع، له المجد، كأس الموت والدينونة المرير؛ الكأس الذي ملأته خطايانا. بذل نفسه لأجلنا ... سُحق لأجل آثامنا وجُرح لأجل معاصينا. أ لم تكن هذه محبة؟ نعم، ومع ذلك فإن دينونة الله العادلة ضد الخطية قد صينت إلى أقصى حد، حتى إن ما أراه هناك لم يكن فيه أي تسامح من جهة الخطية على الإطلاق. والواقع ماذا كان يمكن أن يُبيِّن مدى دينونة الله للخطية مثل موت ابن الله عندما جُعل خطية لأجلنا؟ أ لم يكن ممكنًا أن يُعفى عنه؟ كلا. فكيف يمكن والحالة هذه أن يُعفى عن أي إنسان يتمادى في رفض الرحمة المُقدمة له على حساب عمل المسيح الكفاري؟ أ كان ممكنًا أن تعبر هذه الكأس دون أن يشربها؟ كلا. فعمَّن يمكن أن تعبر إن لم يكن قد شربها هو عوضًا عنا؟ ثم انظر كيف أن فكرة مجرد الموت تحت أيدي الناس الأشرار تهدم كل مجد الصليب. مكتوب أن المسيح بذل نفسه، أي قدّم نفسه. وهنا أجد كمال نفسه المقدس ظاهرًا بكيفية لا يستطيع غير الصليب أن يُظهره هكذا. فيا لها من محبة! ويا له من تكريس! ويا له من بذل في سبيل مجد الآب! «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» ( يو 10: 18 ). ستقول كيف يمكن أن هذا يمجِّد الآب، أن يقدِّم نفسه لموت قاس، وغضب شنيع مثل هذا؟ الجواب: لأن خطاياك جعلت ذلك أمرًا لا بد منه. فإذا كان لا بد أن تظهر تلك المحبة، فلم تكن هناك غير هذه الطريقة: ضرورة صيانة قداسة الله، أو بعبارة أخرى استحالة السماح بالخطية. فأنت (إذا كنت بالنعمة مؤمنًا) لن تُستبَعد من أمام وجه الله بسبب خطاياك لأنه بدلاً من ذلك قد استُبعدَت خطاياك جميعها، لكي تبقى أنت في سلام أمام وجه الله وتعرفه في كامل محبته. «الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). |
أَرجل أَتقيائه يحرس http://www.peregabriel.com/gm/albums...mal_a3ma~0.jpg للر ب أعمدة الأرض، وقد وضع عليها المسكونة. أرجل أتقيائه يحرس ( 1صم 2: 8 ، 9) لقد اختبرت حَنة في يومها، كيف أن الرب قادر على التعويض وقت الحرمان. فهو لا يملأ الاحتياج فقط بحسب غناه في المجد، وذلك في وقته المعين، لكنه قادر على أن يملأ الفراغ بشخصه، حيث يعجز الأحباء المُقرّبون كزوجها، والقادة الروحيون كعالي الكاهن. لقد حفظها الرب من الفشل، وهي قد اتكلت عليه، فلم تَخزَ. فما كان منها إلا أن سجلت هذا التقرير البديع عن ذلك الإله الرائع: «أرجل أتقيائه يحرس». 1ـ يحرسها من الفشل: مثلما حدث مع حنة نفسها. إن أية امرأة في مكانها ـ نقول إنسانيًا وطبيعيًا ـ تهوي في قاع اليأس وتنزلق قدماها في بحر الفشل، لكنه «أرجل أتقيائه يحرس» (1صم1). ... 2ـ يحرسها من الزلل: مثلما حدث مع آساف، الذي تحوّل عن مقادس الله إلى مناظر العالم وأحوال البشر، فسجل اختباره قائلاً: «أما أنا فكادت تزل قدماي. لولا قليل لزَلَقت خطواتي». ولكن مَنْ سواه يحرس أرجلنا في مثل هذه الأحوال، فنهتف مع المرنم: «أمسكت بيدي اليُمنى. برأيك تهديني، وبعد إلى مجدٍ تأخذني» (مز73). 3ـ يحرسها من الكلل: وعندما تعلو أرجلنا أتربة البرية، ونحتاج إلى خدمة الإنعاش، نراه يفعل معنا ما فعله مع تلاميذه قديمًا، إذ غسل أرجلهم بنفسه (يو13). وهو اليوم يفعل ذلك معنا بكلمته (أف5). 4ـ يحرسها من العَوَز: ولأنه في حين أن أعظم أمورنا صغيرة أمام قدرته، فإن أبسط وأصغر أمورنا كبيرة أمام محبته، لذا فنعلا بطرس لهما قيمة عند الرب. حتى أن الرب لا يسمح بخروجه من سجنه، بدونهما، في ليلة قدَّر البشر أنها ليلته الأخيرة! (أع12). 5ـ يحرسها من الخطر: ولأن الطريق مليء بالمخاطر من كل حدب وصوب، والعدو وأجناده متربصون بنا، فإنه يحفظ أرجلنا حتى لا تَزل «لا يَدَع رجلك تَزِل. لا ينعس حافظك» ( مز 121: 3 )، ويحرس أقدامنا «لئلا تَصدم بحجرٍ رجلك» ( مز 91: 12 )، بل «على الأسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس» ( مز 91: 13 ). طوباك يا نفسي إذًا! فها الرب يحرس رجليك، ويحفظ نفسك، ويحصي شعر رأسك «مَنْ مثلك يا شعبًا منصورًا بالرب»؟ نشكره لاجل حفظنا من الزلل والكلل والعوز والخطر والفشل اخى هل انت من المحفوظين والمحروسين ليسوع المسيح ليتك تطلب منه قائلا اجعلنى من احبائك يارب قل للمسيح غيرنى يارب من فضلك . |
غضب الله http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...Zdd48OfNXTgkRg تعودنا ان نقرأ عن محبة اللة ، غفران اللة و لطف اللة . لكن هل فكرت يوما فى غضب اللة … وهل حقا اللة يغضب !!!!! و الاجابة ببساطة نعم ….اقرأ الآية التالية "لأن غضب اللة معلن من السماء علي جميع فجور الناس و اثمهم الذين يحجزون الحق بألأثم ." نحن نريد أن نطمئن أنفسنا بأن اللة رؤوف و رحيم و كثير الرأفة ، نعم هو كذلك ، لكن أ نظر ماذا يقول الكتا ب في رسالة رومية : "أم تستهين بغني لطفة إمهالة غير عالم أن لطف اللة انما يقتادك الي التوبة !!! لكنك من اجل قساوتك و قلبك غير التائب تذخر ،اي تدخر ،لنفسك غضب فى يوم الغضب ." يعنى فية غضب و فية كمان يوم الغضب … هل لاحظت ما هو سبب دخول الانسان في هذا اليوم ؟؟؟ نعم اجابة صحيحة …قساوتك و قلبك غير التائب هناك بحيرة متقدة بالنار و الكبريت …اخى أختي جهنم ليست قصة نرعب بها الاطفال ، لكن حقيقه ُمُرة تنتظر كل من يسوف و يؤجل في طلب خلاصة ….أنظر ماذا يقول الوحي المقد س : "فكيف ننجو نحن إن اهملنا خلاصًاُ هذا مقدارة قد إبتدأ الرب بالتكلم به …." وإيضاً "مخيف هو الوقوع فى يدي الله الحى" "كما وضع للناس إن يموتوا مره ثم بعد ذلك الدينونه" هل انت مستعد ليوم الدينونه ؟؟؟ "و كل من لم يوجد مكتوبا فى سفر الحياه طرح فى بحيره النار ." رؤيا 20 :15 هل اسمك و إسمك مكتوب فى سفر الحياه ؟؟؟ أن الله كامل في صفاته و كمال صفاته يستدعى وجود الغضب . و ياتى السوأل ….هل من مخرج ؟؟؟؟؟ نعم قال الرب يسوع بفمه الطاهر : من يُقبل اليٌ لا اخرجه خارجا … و تعالوا اليً يا جميع المتعبين و ثقيلي الاحمال و انا أريحكم . و اما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة و يكون لهم افضل أن اعترفنا بخطايانا فهو [يسوع] أمين و عادل حتي يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم . يعني الموضوع سهل ، كل المطلوب منك و منك هو ان تأتي الي يسوع و تطلب منه أن يسامحك على كل خطيه فعلتها و تطلب منه ان فيه و به تكون لك حياة لا تزول أي أبدية و تصدق انه آمين و عادل وبيسمع الصلاه اللي من القلب ….خلي بالك ….من القلب مش من الشفتين .. بعد الكلام دة أوعي تهلك كما هو مكتوب : أنت بلا عذ ر إيها الأنسان . اصلي من قلبي أن لأ يستهين احد بهذا الكلام بل أن يؤخذ مأخذ الجد بل و كل الجد ، لحسن الرب قرب يجي تانى و ستنظرة كل عين و لن يهرب أحد من الدينونه ….أوعي من القلب القاسي …أوعي خلاصك يبقي قريب منك و تفوت الفرصه …اليوم يوم خلاص والوقت وقت قبول و الرب فاتح ذراعيه لأستقبالك كما في مثل الابن الضال..آمين |
ربي والهي سيدي يسوع
http://up3.up-images.com/up//uploads...58e77665d2.gif هبنى فهما وادراكا لقوة صليبك , واشعرنى عندما اكون فى شدة العالم وضد مبادئ العالم انى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك .. ربى يسوع ان عطشك لا يرويه الماء ولا الخل بل ترويه توبتى ورجوعى بك تحت اقدام الصليب حيث تبقى هناك عطشانا .. اتامل كيف بصقوا على وجهك وارى انى انا الذى استحق هذه البصقات لان عينى الشاردة هى المتسببه فى هذه البصقات .. ايها الرب يسوع ان الصليب كان الوسيله الوحيدة للقاء اللص معك ما اسعدها لحظه وما امتعه صليب .. ربى يسوع اعطنى روحك المملوء حبا الذى قال لصالبيه : يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون . لان هذه الصلاة هى التى اوقعت اللص القاتل اسيرا فى احضان محبتك .. ربى يسوع جبينى المملوء بالافكار هو الذى يستحق اكليل الشوق , فاربط فكرى باشواكك المقدسه , واعطنى فكر المسيح .. الهى عرفت جيدا معنى قولك لى ان احمل صليبى كل يوم كما حملت صليبك انت .. صليبى هو جهادى ضد الخطيه , وصليبك هو خطيتى التى فشلت انا فى مقاومتها .. ربى يسوع انا لا اطلب صليبا معينا .. ولكن الذى تختارة مشيئتك لى ,وانا لا اريد ان اعرض عليك خدماتى .. بل ان تستخدمنى انت فيها .. ربى يسوع انى اتاملك مصلوبا وقلبى كالصخر , ماهذا الجفاف الروحى ؟ يارب افض فى ينبوع دموع .. ياربى يسوع اضرب الصخرة فتفيض دموعا .. ربى يسوع اعنى ان احمل صليبى بقوة وشجاعه وحب للحق وتمثلا بك وبفرح وسعادة للشهادة لك فى عالم مخادع .. ربى يسوع انت الذى تعطى الماء الحى الذى يشرب منه لا يعطش الى الابد , ثم بعد ذلك تعطش الى .. سبحانك ربى . ! .. يالمحبتك لى انا الساقط ! يا ابتاه الان اعطنى ان اقرا فى كل حركه طول يومى , ماهى مشيئتك واتممها باسرع مايكون , وبفرح كبير . عندئذ سارى من حيث لا ادرى انى فى حضن ابى .. يا ابتاه اعطنى ان اكون سريع الاستجابه لالهامات روحك القدوس فى عن طريق الصلاة .. ان حياتى ستظل بلا معنى ولا طعم ولا فائدة ان لم تعلن مشيئتك فى لاتممها يارب انت ترشدنا , ولكننا نتركك ونبحث عن ارشاد العالم وتعزيته , ثم نفشل فنجدك كما كنت . عندئذ نحس بخطئنا نحوك انت يا الهى اب كلك حبك للبشريه وسكبت روح حبك في , وهذا هو الطريق الوحيد لمعرفتك والحياه معك ربى اعطنى ان ابكى على خطيه اخى مثلما ابكى على خطيتى لان كلاهما جرحاك ياحبيبى يسوع .. يا نفسى اهتمى بداخلك لتعجبى يسوع , العريس السماوى لا يهمه نوع الموضه بل يهمه الجمال الداخلى للنفس . اعطنى يارب ان انظر لصليبك وارى ذراعيك الممدودتان لتنتشلنى من العالم بل اتذكر ايضا كلامك ( شمالك تحت راسى ويمينك تعاقنى ) بل تبعدنى عن العالم والتصق بك وحدك ياقدوس |
والحياة الفردوسية الأولى http://img525.imageshack.us/img525/8...tb21th6iq4.gif خاصة وأن آباءنا حينما نظّموا هذه الصيامات. كان في فكرهم الآتي: أن آدم في الفردوس كان يأكل أكلاً نباتيًا فقط.. ولم يُسمح للإنسان أن يأكل مأكولات حيوانية إلا بعد الطوفان.. وكأن الكنيسة تعود بنا في أيام الصوم إلى الحياة الفردوسية الأولى: "من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً" (تك 2: 16). أن الأكل النباتي يدل على النُسك والاكتفاء بأنواع بسيطة من الأكل غير مُرهقة للجسد في عملية الهضم. أن بعض الذين ذُكر نظام صومهم في الكتاب المقدس كانوا يأكلون نباتات مثل: دانيال: "فليُعطُونا القَطانيَّ لنأكل، وماءً لنشرب" (دا 1: 12). وحزقيال النبي: "وخُذ أنتَ لنفسكَ قمحًا وشعيرًا وفولاً وعدسًا ودُخنًا وكَرسَنَّة وضعها في وعاء واحد، واصنعها لنفسكَ خُبزًا كعددِ الأيامِ التي تتكئُ فيها على جنبك. ثلاث مئة يومٍ وتسعين يومًا تأكله. وطعامُك الذي تأكُلُه يكون بالوزن… وتشرب الماء بالكيل، سُدس الهِينِ، من وقتٍ إلى وقتٍ تشربه. وتأكل كعكًا من الشعير" (حز 4: 9 - 12). الانبا رافائيل الاسقف العام |
الروح القدس أنر عقولنا
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...24812196_n.jpg الروح القدس أنر عقولنا ، ثبتنا على محبة الله ، قوي ايماننا بمسيحيتنا .. أرسل إلينا مواهبك ، لكي تنير حياتنا من ظلمة هذا العالم امنحنا السلام والطمأنينة لكي نستطيع إجتياز هذا العالم ونسير بخطوة ثابتة ، نحو ملكوت الله ، أمين |
يا رب أنت تعلم ما في القلوب من أحزان
http://files.maas1.com/images_cache/...154351tREP.gif https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...33099419_n.jpg يا رب .. أنت تعلم ما في القلوب من أحزان .. فكل واحد منا لا يعرف طريقة للخروج من كل ما يضايقه ، ويعرقل مسيرة حياته وحدك يا رب تعرف ، ووحدك القادر على مساعدتنا في حل كل أمورنا .. فنرجوك يا أبانا ساعدنا فنحن أولادك الضعفاء ، ولم نعد نستطيع مجابهة مشاكلنا فأنت هو من نلتجئ إليه في فرحنا ، وفي أحزاننا فلا تتركنا ، أمين |
يا يسوع .. أنت هو البداية و النهاية
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...68073602_n.jpg يا يسوع .. أنت هو البداية و النهاية أنت هو إبن الله الحي أنت هو الراعي الصالح والمصلوب لأجل خطايانا وبموتك قهرت الموت ، و بقيامتك وهبت لنا الحياة . إرحمنا يا يسوع وأشفق علينا ، فنحن أولادك الخطأة |
يا رب بارك شعبك
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...92944411_n.jpg يا رب .. أنت هو اليد الخفية في حياتنا ، التي تحفظنا وتحمينا أنت هو النور المتدفق في أرواحنا وقلوبنا فنورك يا رب هو المضيء على المسكونة كلها .. بارك شعبك وأبعد عنا ظلمة الحياة القاسية .. وكن السبيل الذي نرتوي منه جميعاً ، أمين |
ماذا ينفع الإنسان أن يربح العالم كله ويخسر نفسه http://www.terezia.org/thumb.php?s=2...ff919e9e0d.jpg هناك حقيقتان، الواحدة منظورة والثانية غير منظورة ذلك لأنك أيها الإِنسان لست عبارة عن ستين أو سبعين كيلوغرامًا من اللحم والعظم فقط، بل أنت بالأحرى شخص معين. نعم إن باستطاعتك أن تزيد أو تنقص من وزنك. من عمرك ومن قامتك، ولكنك ستبقى أنت سواء كنت طفلاً أم مراهقًا أم شابًا أم راشدًا. وإذا ضربت صفحًا عما في داخلك، سواء أكنت طفلاً أم مراهقًا أم شابًا أم رجلاً راشدًا، فإنك دائمًا واجد جوهرك ذاته. كل ما حولك، أو ما في داخلك، كل شيء يمكن أن يتغير أو يتطور: التجارب، المعارف، الأفكار، الأحكام وحتى العقائد ذاتها، اما أنت فإنك على العكس غير قابل للتغيير ويبقى جوهرك هو هو... إذًا ما هو بالنتيجة هذا (الأنا)؟ تكون أنت إذن؟ تقول: انا أرى وأسمع... ومع هذا كله فلست عينًا ولا أذنًا، ولا لمسًا ولا إحدى الحواس المعروفة. لو كنت عينًا لما استطعت السماع، أو كنت أذنًا لما تمكنت من الرؤية والمشاهدة أو كنت لمسًا لما قدرت أن تستعمل الحاستين السابقتين، والواقع أن كيانك يظهر بواسطة البصر والسمع واللمس والدم، وبواسطة القلب والحواس والدماغ... ولكنك مع هذا لا يمكنك أن تكون إحدى هذه الحواس، بصورة خاصة، من الممكن أن تفقد حاسة البصر أو السمع ذراعك، ولكن هذا لا يعني أنك خسرت كيانك كله. إنك موجود في جميع اقسام جسدك، رغم أنك لست قسمًا واحدًا منها فقط. نعم إنك في الجسم ولكن بست أنت ذاك الجسم. أنت موجود في كل زمان، وأنت موجود خارج الزمان، تمر الأيام ولكنك انت قائم أبدًا، وتهرب السنون ولكنك أنت تبقى ذات الشخص، أنت موجود في جميع الأشياء وموجود في اللامكان... عندما تسافر غالبًا ما يبقى قلبك. وعندما أراك جامدًا لا تتحرك فهذا دليل على أن فكرك سائح في عوالم أخرى. قد يكون تركيب جسمك نتيجة لتجمع بعض ذرات الرمال بينما حبك أوسع من البحر. قد يكون جسدك قصبة سريعة العطب، بينما إرادتك أصلب من الحديد، في داخل ذاتك. انت السيد الوحيد. يمكن للناس أن يقيدوا يديك ولكنهم لا يستطيعون بشكل من الأشكال وضع القيود لشخصيتك. قد يجبرونك أن تطوي سلسلة ظهرك الفقرية ولكنهم لا يستطيعون أن يسيطروا على دواخلك. إذًا فماذا ومن انت؟ هل أنت قائم على هامش الزمان بدون تحديد، وعلى هامش الفضاء بدون حدود؟ إنك بالواقع أوسع من السماوات وأقوى من الموت.. يا نفسي إنك أثمن من الذهب واللحم والدم، وأكثر حلاوة من الملذات المادية وثمنك يفوق الجواهر واللآلىء، إنك محبوبة أكثر من أية هدية وأوفر ضمانة من البسمة وأشد إشراقًا وأوفر غنى من تاج مرصع. يا نفسي انت الكنز المضمون، والميراث الخالد... والحق ان فقدان أي شيء آخر وليس شيئًا إذا كان يهدف الى خلاصك انت. ذلك أن جميع الأشياء تزول ما عداك أنت.. |
الوجود مع الله
http://img211.imageshack.us/img211/1...e14a6aeok1.jpg كن شديداً فى الضيقة . لا تجعل الضيقة .تحطمك ، إنما حطمها أنت بإيمانك . إن الزجاجة إذا وقعت على صخرة ، لا تحطم الصخرة ، وإنما تتحطم الزجاجة .كن إذن صخرة.. إن حوربت بأن الله ليس معك ، قل لنفسك : كلا ، إنه معى ، ولكننى أنا الذى لا أدرك وجوده ، كما حدث مع المجدلية .. العيب إذن فينا ، وليس فى عدم وجوده. لا تتضايق إن كان إدراكك ضعيفاً لوجود الله فى حياتك . إنما عليك إن تصلى وتقول [أعن يارب ضعف إيمانى ] وثق أن قوته فى الضعف تكمل (2كو12:9). لا يكفى بأن يكون الله معك ،، إنما كن أنت أيضاً معه ، بكل القلب والفكر والحواس والإرادة . إفتح قلبك لله ، وهو يملؤه حباً . وافتح ذهنك له ، وهو يضع فيه أجمل الأحاديث . عش معه بكايانك ، يفض عليك من مواهبه ونعمه وقوته وقت الضيق ، هو وقت الإحتياج إلى الله . وفيه تشعر بوجود الله ، أكثر مما تشعر فى وقت الراحة أو المتعة . تشعر فى الضيقة بيد الله كيف تتدخل وتعمل وتنقذ.. اننا نتمتع بوجود الله فى وقت الضيقة .. ونحس وجوده ونطلب وجوده ونلمس جوده .. أنت لا تدرى متى يطرق الله على بابك . كل ما تدريه أنك أن سمعت صوته لا تقسى قلبك ، بل تفتح بابك مباشرة ، وتقول له فى حب : تعال أيها الرب يسوع . هل أنت تشعر بوجود الله فى حياتك ، وجوداً يلهب قلبك بالحب ، فتتقد عاطفتك نحو الله باستمرار..؟ إن الذى يحب الله ، ويحب أن يوجد دواماً معه، لا يكون الله بالنسبة إليه هو إله مناسبات ..! إن المسيحية فيها الكثير من المبادئ والقيم ، والفضائل السامية جداً ، والعقائد الروحية السليمة العميقة . ولكن أجمل ما فى المسيحية هو شخص المسيح نفسه . الذى يحب الرب ، يحب الوجود معه ، والذى يوجد معه يحبه .. ويشعر بفرح لا ينطق به لوجوده مع الله . إننا لا نفكر فى الضيقة ، بل فى الله الذى يحلها . أما الذى يركز فى الضيقات ، ناسياً وجود الله ، فإنه يتعب . ما أجمل الوجود مع الله . إنه متعة الروح هنا على الأرض . وهو أيضاً نعيمها الأبدي فى السماء . |
ياملكه السماء كم احبك
http://www.baqofa.com/forum/upload/2..._226844880.gifhttp://dc02.arabsh.com/i/00093/ejwkcw2i2s3n.gifhttp://dc02.arabsh.com/i/00093/ejwkcw2i2s3n.gif |
الساعة الآن 04:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025