منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 24 - 06 - 2014 11:36 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا تخافوا الارهاب ولا تأيسوا لو ؟

اخوتى واحبائى عندما نواجه الخوف يتشتد فكرنا وننسى ايماننا ولكن لا نعرف بان الرب هو في داخلنا لو امعنا النظر جيدا في ظميرنا من نحن لكي لا نخاف ربما سمعنى كثير من القصص قديمة حول اثبان ايمان من القديسين كانوا حقا امناء في طريق الرب . نحن اليوم نمر بمرحلة هي صعبة جدا لكن مهما تكن هذه المرحلة ليست اقوى او اعنف لاننا نشعر بالارهاب الان ولو رجعنا الى تاريخ المسيحية كانت قد عاشت كل زمانها ونأشاة تحت حكم الارهاب وثمرة تلك الفترة كانت لغير جماعة من المؤمنيين حيث عاشوا بسلام وكثروا ورجعت الحالة الى عادتها القديمة ربما انا اكتب هذه الكلمات ونا متحمس جدا لكي اثبت في الايمان ولا اتززع مهما جرت من الامور حولنا بان اومن بان الذي اؤمن به يخلصنى لا كما اريد انا بل كما يريده هو الرب يسوع نحن في العراق من شماله الى جنوبه بكل اطيافه ونحن المسيحين خاصة نمر بمرحلة صعبة ودقيقة للاثبات الايمان وهنيئأ لمن يصبر الى نهاية المرحلة لانه يجد ما كان ينتظره من الرب المجد ولا ننسى وقوله لنا ياتي يوم يقومون بقتلكم وارهابكم وهذه تعني شتى الوسائل المستخدمة من الذبح وقتل لكي يقربوا حسب اعتقادهم بانهو يقربون القربان لله . لكن اخوتى لا تخافوا ربما تكون كلماتى او كتاباتى في هذا الموقع الرائع نهائية ورما لا حسب مشيئة الرب . لكن ثقتى بالرب هي هي وايماني هو هو ان بقيت او لم ابقى اقول لكم اخوتى لا تخافوا ابدا قول تذكروا قول الرب عند صلبه اذا كان هذا العصة يابس وكيف يكون في عصى اخضر . لا تخافوا لكن اذكرونا في صلاتكم وثقوا بان الرب هو كان معنا قبل الان ويكون معنى الى الابد. لا تفكروا ولا تقولو عندما تسمعون اخبار عن الاخوى غير كنيستكم ولا تهتمون كان من تلك الكنيسة او من كنيسة اخرى لان الرب يقول من ليس منا فهو علينا وانا اترك لكم اختيار الصلاة لكي نتلقى مع الرب المجد لاننا مهاجرين على هذه الارض رب هو كان معنا قبل الان ويكون معنى الى الابد ونقول بايمان ثابت ووثقة صادقة يا صليب الحق خلص جسدي وروحي وخلصنى من عذاباتي وابقى حولي امين .


Mary Naeem 26 - 06 - 2014 04:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اخرجوا منها يا شعبي
https://files.arabchurch.com/upload/i...3059965488.jpg



اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلا تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلا تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا.
لأَنَّ خَطَايَاهَا لَحِقَتِ السَّمَاءَ، وَتَذَكَّرَ اللهُ آثَامَهَا.


يااخي اخرج من خطاياك التي هي نار وسوف تحرقك لاتوبرء نفسك توب و دع الرب هو يبررك كما قال في
اشعياء 43: 25
أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا

اذكر الفريسي والعشار. العشار كان يقرع على صدره قائلاً اللهم ارحمنى انا الخاطي واما الفريسي كان واثق من نفسهي انهو مبرر لاكن العشار خرج مبرراً دون الفريسي

اخي العزيز انا لا اضع مخاوف بل المنضر مخيف و الكلام ليس كلامي هذا كلام الرب يسوع و موجود في اكثر من شاهد في الكتاب المقدس يقول اناااااا قادم.

ان كنت لا تعترف بلكتاب المقدس و تشكك بمصداقية الكتاب المقدس اسئل نفسك اخي العزيز.

هل النبوئاة الموجوده في الكتاب المقدس قد تمت و المعجزات الحاصله بئسم الرب يسوع المسيح.



نعم قد تمت مجيئ الرب يسوع المسيح والولاده العذراويه بلا دنس و الصلب و القيامة من الاموات.



و شواهد كثير في الكتاب المقدس ان كنت ترغب في التئكد من صحت الكلام تستطيع لاكن قف وقفه صادق مع نفسك و ابحث.


اشعياء 13

9- هُوَذَا يَوْمُ الرَّبِّ قَادِمٌ، قَاسِيًا بِسَخَطٍ وَحُمُوِّ غَضَبٍ، لِيَجْعَلَ الأَرْضَ خَرَابًا وَيُبِيدَ مِنْهَا خُطَاتَهَا

10- فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا، وَالْقَمَرُ لاَ يَلْمَعُ بِضَوْئِهِ.
11- وَأُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا، وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ.



الرب يسوع المسيح قادم شئت ام ابيت مهما كان رائيك.
في ذالكه اليوم لاتستطيع ان تقل لم اعرف و لم يخبرني احد ولم ولم.......


أنت بلا عذر أيها الإنسان،


الرب بيحبك ومن عظمت حبه بذل نفسه لتحيا انت
ان كنت تقول انا اعرف الرب يسوع اذاً
لا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم

روميه 12 : 2
للرب كل المجد و الكرامه من الان و الى الابد
امين ثم امين




Mary Naeem 26 - 06 - 2014 04:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الامنا لا تقاس بالام المسيح من اجلنا

مهما مرينا من تجارب صعبة او الام امراض او صعوبات حقيقية او ضيقات اليمة لا تقاس بشوكة واحدة من اكليل الشوك الذي غرس براس رب المجد يسوع المسيح ابان صلبه على عود الصليب ناهيك عن الضرب و الجلد والام المسامير في يديه ورجليه والام تثبيته على عود الصليب والام الصليب الاما جرته للموت صلبا من اجلنا جميعا نحن بني البشر من اجل خلاصنا من عبودية الخطيئة والموت الابدي نحن جميعا بني البشر فتذكر عزيزي المؤمن الامك وان كانت تبدو لك كبيرة ولا يمكن لك تحملها تذكر الام المسيح يسوع على الصليب من اجلك ومن اجل خلاصك واستمد قوة تحملها منه واشكره عليها لانها لا تساوي شيئا ولا تقدر بشئ مما احتمله رب المجد يسوع من اجلك ايها المؤمن

Mary Naeem 26 - 06 - 2014 04:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما احلى ساعة الصلاة

ما احلى ساعات الصلاة اشعر بروحي في محضر روح الله القدوس وهي تسجد وتسبح لخالقها ولربها رب المجد يسوع المسيح وقلبي بيتكلم ويرنم مصليا وعابدا لله خالق المسكونة كلها باشتاق لخلوتي الشخصية معه وانا وياه بتمر الساعات بدون ما احس بمرورها السريع احيانا تستغرق الليل بكامله فيها باحس بحب الرب يسوع لي لانه يجعلني اشعر بسعادة غامرة ما بعدها سعادة وبسلام ما بعده سلام لا يوصفان ولا يمكن للعالم ان يعطيني اياهما مهما كانت امجاده فهي بالنسبة لي باطلة وقبض الريح وزائلة بينما مجد الرب يسوع ازلي ابدي هللويا للاله القادر العلي المخلص الشافي

Mary Naeem 26 - 06 - 2014 04:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رائحة المسيح يسوع الزكية

مثلما يتعطر الانسان بالعطور وتفيح منه رائحة العطر هذا يتعطر المؤمن الحقيقي بالمسيح يسوع برائحته الزكية ان جاز التعبير وهي تتمثل بابتسامته بفرحه بسلامه بتواضعه بنكران ذاته في سبيل خدمة ربه والهه وخالقه رب المجد يسوع المسيح بغفرانه للقريب كلما يخطا بحقه بزرعه وصنعه للسلام اينما ذهب بحله المشاكل وزرعه للحب والوئام حيث الخلاف والخصام ومساعدة القريب في حاجاته ايا كان القريب صديقا ام عدوا وان كان عدوا سيكون مساعدته في حاجاته وصلاته من اجله ومباركته اياه كنزا سماويا روحيا وان يكنز ويعمل جاهدا لروحه وخلاصها وان لا يهتم ما هو للجسد وما في هذا العالم الزائف وان تفيح منه رائحة المسيح الزكية من خلال اقواله وافعاله وتصرفاته مع الاخرين وان يشع منه نور المسيح الزكي اينما ذهب وان يكون ملح في معاملاته مع الاخرين فيرون اعماله الصالحة فيمجدوا ابانا الذي في السموات والمجد لله دائما وابدا امين

Mary Naeem 26 - 06 - 2014 04:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الرب حصن حياتي

الرب حصن حياتي الرب هو ملجاًي
لذا لا لن اخاف لا لا لن اخاف
لان الرب حصن حياتي ملجاًي
الرب ستري المنيع الرب هو منقذي
لذا لا لن اهاب لا لا لن اهاب
لان الرب ستري لمنيع منقذي
الرب ممسك بيميني الرب هو اعضدني
لذا لا لن اخور لا لا لن اخور
لان الرب ممسك بيميني هو اعضدني
الرب نور لسبيلي الرب هو مرشدي
لذا لا لن اقلق لا لا لن اقلق
لان الرب نور لسبيلي مرشدي
الرب هدى لدربي الرب هو سندي
لذا لا لن اضعف لا لا لن اضعف
لان الرب هدى لدربي سندي
الرب سور من نار حولي ومجد في وسطي
لذا لا اتلفت ورائي لا لن اتلفت ورائي
لان الرب سور من نار حولي مجد في وسطي
الرب هو معيني الرب هو رجائي الوحيد
لذا لن ايياًس لا لا لن ايياًس
لان الرب معيني رجائي الوحيد

Mary Naeem 02 - 07 - 2014 10:03 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سرّ الله وسرّ الإنسان

https://files.arabchurch.com/upload/i...7552282600.jpg
س: من أنا ومن أنت ؟ من أين أتينا ؟ إلى أين نذهب ؟
سؤال مطروح للجميع، ومن منا يستطيع أن يجاوب !!!
مَن يعي نفسه ويكتشف حقيقتها يستيقظ فجأة ليرى الحقائق أمام عينيه ساطعة كشمس النهار، ويحيا حياة الهدوء والسلام العميق والسعادة في ملئها، وفي أشد الظروف قسوة يصبر ويعبرها بسلام ونظره مُعَلَّق على مجد القيامة الذي لا يزول متيقن أن وراء الصليب حتماً قيامة...

في أعماقنا – إن دققنا – يوجد حنين جارف وشوق عظيم جداً وجوع لمعرفة الله والقرب منه للشركة معه ...
لذلك - لو كنا أمناء - نظل نفتش ولسان حالنا: أين الطريق وكيف نسير ؟
وأحياناً نُريد أن نعرف أنفسنا ونفهمها ! لأننا نقع في حيرة من أمرنا إذ نجدنا تارة نريد أن نتوب ونقترب من الله جداً، وأحياناً أخرى نسير وراء الشهوة والخطية بكل جموح وعدم انضباط ونصير مثل مجنون مسك سيف وظل يطعن به نفسه !!!؛ وأحياناً أُخرى نبقى في حالة وسط لا نريد خطية ولا برّ، بل في ضيق وقلق دون أن نفهم السرّ، وفي النهاية كلنا في داخلنا صارخين بحزن: ماذا نُريد ؟ وإلى أين نذهب ؟ وكيف نسير ؟ ونأن في أنفسنا ونصرخ كيف نعرف أنفسنا ونفهمها ؟

ولكننا كثيراً ما نشعر بانقسام داخلي بين معرفتين، وهي إما أن نعرف الله فنكره أنفسنا ونبغضها جداً ونصير في خصومه معها لأننا نجدها تحرمنا منه بجموحها وعدم قدرتها على الثبوت في حالة التوبة بالبرّ ومخافة الله !!!...
أو قد نعرف أنفسنا في ذاتها فنبتعد عن الله إذ نجده مانع عظيم أمام طموحنا ورغباتنا وأحلامنا، وقد نتخذ الآية حصن لنا وحجة دامغة على ذلك المفهوم: [ وقال للجميع إن أراد احد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم و يتبعني ] (لوقا 9: 23)
فنجد صعوبة في التوفيق بين المعرفتين، فنجد أنفسنا بين أربعة أمور:
1- إما أن نتخلى عن أنفسنا وأحلامنا ورغباتنا ونعرف الله.
2- أو نتخلى عن معرفة الله ونتنازل عن وصاياه لنعرف أنفسنا ونحقق كل رغباتنا بشتى الطرق وبقدر الإمكان، ونتعمق في أمور هذا الزمان ونأخذ منه على قدر طاقتنا ونغرف من بحور الشهوة، أو حتى ندخل في السعي للغنى بشعف حتى أننا نبيع كل شيء ونُضحي حتى براحتنا وأعز من نملك بل وقد نضحى بصداقتنا وأهلنا من أجل أن نصل لغايتنا.
3- أو نقف في حالة وسط ونحاول أن نوفق بين الأمور ونمسك العصا من المنتصف فتقلق أكثر ونصير في اضطراب عظيم وخلل نفسي فائق...
4- أو نكون في حالة سلبية ولا مبالاة، ولا نتخذ أي قرار ونترك الأمور على ما هي ونتركها للظروف تسير كيفما شاءت !!!
ولكن بعبارة واضحة مختصرة وصريحة يقول القديس الأنبا انطونيوس الكبير: [ من عرف نفسه عرف الله، ومن عرف الله يستحق أن يعبده بالروح والحق ]
وهنا يكمُن سرّ الله وسرّ الإنسان، كيف ؟!!!
[ فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم أنموا وأكثروا واملئوا الأرض .. ] (تكوين 1: 27 - 28 )
قبل السقوط نجد إن الإنسان – بطبيعة تكوينه وصورة الله المخلوق عليها – كان في حالة من الانسجام التام مع الله ومع نفسه، ولا يوجد خصومة أو تعارض بين رغباته وإرادته وإرادة الله، بل هناك انسجام واضح في لقاء حي مع الله والتعلَّم منه ...
ويشرح القديس غريغوريوس النيصي سرّ حنين النفس وشوقها لله قائلاً: [ إذا كان الإنسان قد دُعيَّ للحياة ليكون شريكاً في "الطبيعة الإلهية"، فلا بدَّ أن يكون تكوينه أساساً يؤهَّله لهذه المشاركة ...
كان من الضروري أن شيئاً من المماثلة الإلهية يُمزج بالطبيعة البشرية حتى تجعله هذه العلاقة يميل إلى ما تمُت إليه.. من أجل هذا وهب للإنسان كل السجايا الجديرة باللاهوت، حتى يتوق كل من هذه الفضائل (الحكمة ، البصيرة ... الخ) إلى مثيله في الله. ولأن الأبدية ملازمة للاهوتية على الإطلاق، كان لابُدَّ من أن لا تُحرم منها طبيعتنا، بل أن تُذوَّد بعنصر الخلود.
وبفضل هذه الهبة الممنوحة، نجدها – النفس – مشدودة دائماً إلى ما يفوق قامتها، يحدوها دائماً الحنين إلى الأبدية. هذا ما تُشير إليه رواية خلق الإنسان في عبارة واحدة جامعة شاملة عندما تقول أن " الإنسان عُمل على صورة الله " (تكوين 1: 26 ) ]
والقديس أثناسيوس الرسولي يعلّق على نفس الآية شارحاً معنى صورة الله في الرسالة عن الروح القدس قائلاً: [ يعني أن نفهم الإنسان باعتباره أبناً لله في الابن الحقيقي ]
  • من هنا نستطيع أن نعي، أنهُ ينبغي أن نقوم برحلة، وهي أن نغوص في داخل أنفسنا، ولنصغي لكلمات القديس مقاريوس الكبير: [ إن المسيحيين يعرفون جيداً أن النفس هي أثمن من جميع الأشياء المخلوقة، فإن الإنسان وحده هو الذي صُنع على صورة الله ومثاله... الإنسان هو أعظم قدراً... فهو وحده الذي سُرَّ به الرب... فتأمل في كرامتك وقدرك العظيم، حتى أن الله جعلك فوق الملائكة، لأنه لأجل معونتك وخلاصك جاء هو بنفسه شخصياً إلى الأرض. ] ( عظة 15: 43 )
الحقيقة أن الإنسان موضوع سرور الله وسرّ شبع ربنا يسوع - حسب التدبير - وقد أظهره بمعنى بديع في الكتاب المقدس عند لقاؤه بالسامرية: فقال لها يسوع أعطيني لأشرب، لأن تلاميذه مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً، فبعد لقاء السامرية أتى التلاميذ بالطعام [ ... سأله تلاميذه يا مُعلم كُل. فقال لهم أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم، فقال التلاميذ بعضهم لبعض: ألعل أحد أتاهُ بشيء ليأكل. قال لهم يسوع: طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله ] ( أنظر يوحنا 4: 31 – 34 )
  • فلننتبه لأننا أمام سرّ متبادل عظيم للغاية إن أدركناه بالقلب سنلقي أنفسنا على شخص المسيح الحلو ولن نصدق عدو الخير أو نتمسك بالخطية، بل سنتوب بسهولة ونشبع بلقاء الرب المبدع والمريح للنفس فعلاً وعلى مستوى خبرة اللقاء الحي بشخصه الرائع، فهنا نحن أمام سرّ عظيم متبادل بين طرفين، أي بين الله والإنسان، فالإنسان هو شبع الله وفرح قلبه وموضوع مسرته، والله أيضاً شبع الإنسان الحقيقي وفرح قلبه وسعادته الداخلية، ويُعبَّر عن ذلك القديس أغسطينوس قائلاً [ خلقتنا لأجلك (لذاتك)، وقلوبنا لن تجد راحتها إلا فيك... سأطلبك ربي داعياً إياك، وسأدعوك مؤمناً بك، لأنك لنا كرزت. سيدعوك ربي إيماني؛ إيماني الذي وهبتني إياه، ألهمتني إياه في تجسد ابنك ] (اعترافات القديس أغسطينوس ترجمة برتي شاكر – الطبعة الثالثة ص 7)
من هنا نقدر أن نميز ونعي تمام الوعي، لماذا يُفتش الله عن الإنسان باستمرار وإصرار مهما كانت خطاياه فادحة وعيوبه خطيرة، وهذا ما نلاحظه في جلوسه مع الخطاة والأثمة كما حدث مع المرأة الخاطئة والسامرية وغيرها، ونتحسس موضوعنا وسطهم ... وندرك أيضاً لماذا يُفتش الإنسان عن الله بحنين وشوق داخلي يظهر في كل الديانات !!!
فمنذ السقوط ونسمع قول الله [ آدم أين أنت ] !!! (أنظر تكوين 3: 9)
وأيضاً نجد صوت الإنسان يصرخ في عبادة الله بطرق مختلفة، عله يجد الطريق، وهو يُعبر بطريقة ضعيفة بأنين داخلي [ أين أنت يا الله ]:
[ أين الطريق إلى حيث يسكن النور ] (أيوب 38: 19)

[ صارت لي دموعي خبزا نهاراً وليلاً إذ قيل لي كل يوم أين إلهك ] (مزمور 42: 3)
[ ثم ذكر الأيام القديمة موسى وشعبه أين الذي أصعدهم من البحر مع راعي غنمه أين الذي جعل في وسطهم روح قدسه ] (أشعياء 63: 11)
[ تطلع من السماوات وانظر من مسكن قدسك ومجدك أين غيرتك وجبروتك، زفير أحشائك ومراحمك نحوي (هل) امتنعت !!! ] (أشعياء 63: 15)
  • وفي قمة صراخ الإنسان وعوزه نجد ما يذهلنا جداً، ففي وسط التفتيش المتبادل بين الله والإنسان، وفي صميم فشل الإنسان الأكيد للوصول إلى الله ومعرفته الحقيقية في حياة الشركة وعلى مستوى المعاينة بالرؤية، ربط الله بملء محبته المتدفقة نحو محبوبة الإنسان مصيره بمصيرنا، ليحدث اللقاء، فنجد الله، أو بمعنى أدق الله يجدنا، ويلتقي بنا مثل ما فعل مع السامرية: [ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون لهُ الحياة الأبدية ] (يوحنا 3: 16)
نستطيع الآن أن نفهم ما هو سرّ المرض الإنساني على ضوء ما شرحناه سابقاً: فالإنسان المريض روحياً والمتعب في داخله – وهذا التعب ينعكس على كل أعماله التي تظهر قلق قلبه المستتر – هو إنسان تاهت منه نفسه وقد انغلقت على نفسها – انعزلت – وأخفت سرها، فتاه معها حل مشكلته الحقيقية المخفية فيه !!!
  • ويقول القديس مقاريوس الكبير [ أن العالم الذي تراه من حولك، ابتداءً من الملك حتى الشحات جميعهم في حيره واضطراب وفتنة، وليس أحد منهم يعرف السبب في ذلك، مع أن السبب هو ظهور الشرّ الذي دخل الإنسان ... وأعني به شوكة الموت ] (عظة 15: 49)
لقد تشتتنا في هذا العالم المضطرب وعيشنا الجسدي، وحملنا كل هم وغم في أنفسنا، وانطمست المعالم الإلهية فينا، والموت أصبح يسري في داخلنا بسبب سلطان الأهواء الذي يعمل في أعماق قلوبنا من الداخل، حتى صارت ثمارنا فاسدة [ كذب ونفاق وذات وكبرياء وتعصب... وغيرها من الأمور الناتجة من سلطان الخطية والموت ]...
إننا نجد الإنسان بتاريخه الطويل والمتعب، قد انغمس في هموم الدنيا والخطية والشهوة وتعظم المعيشة، وتعظيم الذات التي أصابته بالعمى ولهته عن التفتيش الدائم عن الله القدوس مُحيي النفس، فقد نسى الإنسان نفسه ولم يعرف حقيقتها ولم يعرف مصيره: [ أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب. وأما أنتم فلا تعلمون من أين آتي ولا إلى أين أذهب ] (يوحنا 8: 14)
لقد ضاعت كرامة الإنسان وإنسانيته التي لن يقدر على تحقيقها إلا في الله، وضاعت في التشتت والتفتت والانقسام، وصار صراخه عبر التاريخ الإنساني كله: ما هو الحل ؟!!!

Mary Naeem 02 - 07 - 2014 10:30 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما الذى يدفع المسيحيين لاحتمال أهوال العذابات ؟؟
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...86690913_n.jpg


[1] قدمت المسيحية مفهوماً جديداً للألم
فلم يعد الألم أمراً يتعلق بالجسد ،

ولكنه فى المسيحية له مفهوم روحى يرتبط بالحب – محبة المسيح !!


لقد تغيرمذاق الألم ، وأصبح صليب الألم شعار المجد والغلبة والنصرة ،


بل الواسطة إليها ...


فى المسيحية ننظر إلى الصليب على أنه

علامة الحب الذى غلب الموت وقهر الهاوية ،



لقد أصبح احتمال الألم من أجل المسيح هبة روحية ...


" لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله ." (فى1: 29) .



وهكذا تبدلت صورة الألم ومذاقه فأرتفع إلى مستوى ...

الهبة الروحية !!.



وأصبح لنا شركة مع الرب فى آلامه :


" ان كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " (رو8: 17) ...


" لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته . " (فى3: 10)

وإذا كانت المسيحية هى الحب ،فالموت فى سبيلها هو قمة الحب والبذل

بحسب تعبير القديس اكليمنضس الاسكندرى :

( الاستشهاد ليس مجرد سفك دم ،

ولا هو مجرد اعتراف شفهى بالسيد المسيح ،

لكنه ممارسة كمال الحب )

Mary Naeem 02 - 07 - 2014 10:31 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيحية تُعلمنا أن الانسان مخلوق سماوى


https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...86690913_n.jpg

ولذلك فالسماء بالنسبة للإنسان السماوى

  • هى الهدف الأسمى ، والغرض المقدس ،
  • هى الكنز الحقيقى الذى يطلبه ويقتنيه
  • هى وطنة الأصلى

  • هى مستقرة النهائى .
  • هى الوجود الدائم مع الله .
  • هى كل شئ بالنسبة له ،



فبداية الإنسان يوم خُلق كانت فى السماء ،

وسوف تكون فيها نهايته حينما يعود إليها ...

ومن هنا أحس الإنسان بغربته فى العالم .


هذا العالم الفانى الذى سوف يمضى وشهوته معه .



ولذلك جعل كل أشواقه أن يعود إلى وطنه الأول السماء ..


وأكدت أسفار العهد الجديد هذه الحقيقة ...



فيذكر معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين قائلاً:


" فى الايمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض . " (عب11: 23) .


ويكتب إلى أهل كورنثوس ...

" فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون فى الجسد فنحن متغربون عن الرب ...
فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب . " (2كو5: 6،8) .

Mary Naeem 03 - 07 - 2014 06:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ويمكث يسوع في قلبك وفي بيتك!

فاجأ الرب يسوع زكا رئيس العشارين، بقراره ان يمكث في بيته وبإعلانه عن خلاص اهل بيته.... كان زكا رئيس للعشارين الذين يجبون الضرائب من الشعب اليهودي للسلطة الرومانية، فكان زكا
مكروها من الشعب، لكنه صار غنيا ومعروفا من الجميع..
وكان قد سمع عن يسوع وعن تعليمه وكلامه وعجائبه، وعن موقف الشعب منه اي من يسوع، فشده حب استطلاعه الى امنية ان يرى يسوع يوما ما.. ولما ذاع الخبر ان يسوع مارّا من مدينة اريحا، انفعل زكا وفرح وعمل المستحيل لكي يرى يسوع معجبا بشخصيته ومستغربا من رفض الناس له.. كان رفض الناس لزكا، دافعا قويا له ليتعرف بذلك الشخص العجيب، المرفوض من الجميع... وصل يسوع بموكب غفير الى مركز مدينة اريحا، فاحتار زكا واراد بكل قلبه ان يغتنم الفرصة االذهبية ويكون لقاءا تاريخيا بينه وبين يسوع... لكن الامر صده ببضعة الموانع والمعطلات، فالجمع غفير ومن الصعب وصول زكا الى يسوع، ثم ايضا كان زكا قصير القامة مما يمنعه من رؤية يسوع من على بعد. وبالاضافة الى ذلك، لا بد ان زكا كان واعيا من الخجل امام الناس لسبب الحقيقة ان رئيس العشارين المرفوض من الناس، يريد ان يرى يسوع... لكن زكا امام هذه المعطلات، صمم وأصر على مقابلة يسوع لانه اشتاق الى تغيير جذري لحياته، وعرف في قرارة نفسه ان الجوع الروحي في قلبه لا يشبعه مال ولا جاه ولا مركز اجتماعي.... فلقاء يسوع بالنسبة لزكا، لم يكن اختيارا وامنية وشوقا فحسب، بل حاجة ماسة وملحة وجاذبية داخلية عميقة وقوية نحو يسوع، وعلم زكا انه لو اضاع هذه الفرصة، لضاعت الى الابد....
كثيرون اليوم لا يلتقون بالرب يسوع الحي، لانهم لا يؤمنون ان يسوع قادر ان يغيّرهم، او انهم يريدون تغييرا، لكن ليس بشكل ملح وضروري، فيعتقدون خطأً انه يمكنهم العيش بسلام ونجاح من دون يسوع، وكثيرون يريدون يسوع، لكن خجلهم من الجمع المزدحم، يمنعهم من الوصول الى الرب.. فالرأي العام وحكم المجتمع بالنسبة لهم هما المقرران لحياتهم... فجلّ همّهم هو دائما ما سيقوله الناس من موقفهم، فهم لا ينطقون الا بما يعجب الناس، ولا يهتفون الا بما يلقى مديح المجتمع، ولا يخطون خطوة حتى ولو مصيرية الا بما يتناسب مع الرأي العام..... فكم من ناس هلكت، ارضاءا لاهل بيتهم، ونزولا عند رغبة الناس من حولهم.. لكن زكا كان بطلا، وقد اعجب موقفه يسوع، مما جعل يسوع ينادي بصوت عال: "زكا انزل لانه ينبغي ان يمكث في بيتك"....
رغم ان زكا كان بالغا، اي ليس صغير السن، لكنه لم يبال بتعليقات الناس الذين يزحمون يسوع، وانت ايضا لكي تنال قبول يسوع لك، عليك ان لا تأبه لكلام العالم المسيحي الذي يزحم المسيح ولا يؤمن به، ينادي بإسم المسيح ويعيّد للمسيح من دون ان يحصل على خلاص وحياة ابدية منه..... فرغم المعطلات من حول زكا، اي الجمع الذي يمنع زكا من الوصول الى المسيح، ورغم المعطلات الداخلية فقد كان زكا قصير القامة، ورغم معطلات الماضي فقد كانت سمعته سيئة، لكن زكا أصرّ على رؤية يسوع مما اعماه عن رؤية اي معطل، بل سد أذنيه عن كل كلام او تعليق من الهالكين الذين يتبعون يسوع شكليا وصوريا وخارجيا، وفي نفس الوقت يعطّلون الكثيرين من الوصول الى يسوع الحقيقي...
لكل زكا، يرسل الله جميزة، فلكل واحد يريد يسوع، وامامه الكثير من المعطلات، الجميزة موجودة ليتسلق عليها ويرى يسوع، ولا يبالي بسخرية احد، وهو يراه مختبأ بين اوراق شجرة الجميزة... احيانا نخسر الكثير من البركات بسبب مشغوليتنا بما سيقوله الناس، وننسى ان الناس الذين بسببهم نخسر الابدية، هم هالكون، يتبعون يسوع شكليا بدافع حب الاستطلاع، لا هم يدخلون ولا يريدون احد ان يدخل الى دائرة البركات السماوية.. لكن زكا تخطّى نظرات الناس، ولم ير الا يسوع، فاعتراه فرح لا ينطق به بسبب اكتفائه برؤية يسوع، وسجّل الانجيل موقف زكا الخاص، اما الالاف الذين احاطوا يسوع، فتجاهلهم الانجيل ولم يذكر اي منهم وانتهوا وكأنهم لم يكونوا.... لا تدع الجموع الضالة والضائعة، تحدّد مصيرك، او تؤثر في قراراتك، لانك اذا هلكت او تحطمت، لا يهم الجموع امرك، بل احيانا يشمتون بسقوطك...
لماذا كتبت قصة زكا في الكتاب المقدس؟؟؟ اولا لان موقف زكا يعبّر عن ايمانه الخاص، وايضا فقصته تنطبق على كل انسان يريد يسوع.. فكل قصص الانجيل تنطبق على موقف الايمان الصحيح في كل مكان وزمان.. فزكا يمثّل كل انسان يريد يسوع بجدية، ولا يهمّه المعطلات الداخلية والخارجية، ولا يبالي بآراء الناس، بل كل همّه ارضاء خالقه، لان في ارضاء القدير، حياة وبركة الانسان.... ومعنى اسم زكا الطاهر او البريء او المستقيم، فكل انسان يظن نفسه طاهرا وبارا، ولا يريد ان يرى ذنوبه، بل دائما يبرر ذاته، لكن الله لن يقبل انسانا يعتاد تبرير ذاته، بل بداية اي لقاء بين الانسان وربه هي الاعتراف بحالة الانسان واكتشاف ذاته انه خاطئ، والتوقف عن تبرير ذاته.... اكتشف زكا الذي ظن دائما انه على حق، انه خاطئ وانه يحتاج الى يسوع، فبدأ يرى الامور بشكل مختلف، عما اعتاد هو والناس من حوله ان يروها... وانا وانت لكي نكسب رضى الرب علينا ان نخرج مما اعتاد عليه الناس، وهو تبرير ذواتهم.. بل اكتشف زكا انه ليس مزكّى امام الله، بل خاطي يحتاج الى مخلّص... صعد زكا الى اعلى الجميزة، ومن هناك، نظر الى يسوع فرأه وفرح، وتبادلا النظرات... والجميزة شجرة عالية وضخمة تشبه شجرة التين لكنها اكبر وثمارها اصغر، وهي رمز للتدين الشكلي واتباع المسيح الظاهري,, ومع انها تشبه التين الا انها ليست شجرة التين، فتدين اتباع المسيح ليس كتديّن التقليديين، لكنه ما دام خارجي وظاهري فلا يشبع القلب.. بسبب قصر قامته صعد الى اعلى الجميزة، لكن الصعود الى الجميزة لم يكف، بل من بين اغصانها، نظر الى يسوع... احيانا نريد يسوع فنلتجئ الى التديّن واتباع المسيح شكليا وظاهريا، وسرعان ما نكتشف ان التدين الشكلي واتباع المسيح خارجيا والانشغال بالكلمة والمعرفة الكتابية السطحية والصلاة والصوم، كل هذا لا يكفي، بل حتى في خضم المشغولية الدينية، نحتاج الى الرب يسوع بشكل حي وملموس وعملي.... وحظيَ زكا بلقاء حي مع الرب، لانه كان مستعدا لكل شيء من اجل الالتقاء بيسوع بشكل حي وحقيقي.... وسط المجوع المزاحمة، صرخ يسوع ونادى زكا، ولم يخجل يسوع برئيس العشارين، لانه اعترف انه اول الخطاة، فدعاه للنزول عن التدين بسبب فراغه، واعلمه انه اي يسوع، ينبغي ان يمكث في بيته.... منح يسوع الخلاص والحياة الابدية لزكا، فتذمّر الجموع.. فالناس لا تريد ان تخلص، ولا تريد الخلاص لاحد ولا يريدون التنازل عن اتباع يسوع التقليدي والشكلي.... وصرح يسوع انه حصل خلاص كامل لبيت زكا، بعد ان اعلن زكا عن اصلاح الماضي، بردّ كل ما ظلم به الاخرين وباعطاء المحتاجين من امواله..
وختاما اريد ان اتطرق لكلمة اريحا التي تعني شهوات وملذات، وهي مدينة ملعونة بحسب الكتاب المقدس، واريحا في هذه الحادثة رمز للعالم الذي نعيش فيه، فهو سوق للشهوات والملذّات، وهو مكان للعنة.. ولكي نحصل على البركة الالهية، علينا ان نفضّل يسوع على الشهوات، ونطلب الرب اكثر من الملذات المؤقتة، والتمسّك بالمسيح وسط رياح الشهوة من كل جانب.. واريحا هي اخفض مكان في العالم، فعالمنا ادبيا هو منخفض، ويتميز بالانحطاط الادبي والاخلاقي... ليت الرب يخلّصنا من روح زكا، اي تبرير الذات وظلم الاخرين وحياة الانانية والانشغال بالتديّن واتّباع المسيح الشكلي، بل نتمثّل بزكا الذين طلب يسوع بكل قلبه ولم يكتف باتّباع يسوع الخارجي ولم يبال بالجموع، بل صمم على الخروج من ارض الشهوات والتمسك بالرب يسوع، عندها نتمتع بالخلاص لنا ولبيوتنا ولكل مَن نحتك بهم من حولنا... وكم من بيوت ينقصها السلام والهدوء والانسجام والبركة والتمتع بالخلاص وبحضور يسوع الدائم والمبارك....

Mary Naeem 03 - 07 - 2014 06:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صراخ نصف الليل

شبّه يسوع ملكوت الله بأمور مختلفة في سبعة امثال في انجيل متى 13، اما في متى 25، فيقول ان ملكوت السماء سوف يشبه، اذ قال "حينئذ"، ويقصد ما ستكون عليه المسيحية في آخر الايام..
ويؤكد يسوع بشكل نبوي على ما ستكون عليه المسيحية في الختام، ويشبهها بعشرة عذارى تنتظر العريس الذي سيعود ويأخذ الذين ينتظرونه... والفكرة السريعة الاولى باستخدام كلمة "عذارى ينتظرن العريس"، هي ان العلاقة بين الرب يسوع والمؤمنين به، هي علاقة عريس بخطيبته العذراء، اي انهاعلاقة محبة، وليست علاقة خارجية شكلية دينية. وهم عذارى، اي ان اهم ما يميزهن هو الامانة والولاء والاخلاص للعريس زمان غيابه... واللقاء بين كليهما هو لقاء فرح واحتفال وبهجة ابدية... لكن العريس عندما وصل، لم يأخذ جميع العذارى، بل ادخل الى العرس فقط خمسة منهن.. وعودة العريس المفاجئة وغير المتوقعة تؤكد على ولاء العذراء الدائم والمستمر، مع انها لا تعلم متى يعود عريسها..
ومع ان جميعهن عذارى وكن في انتظار العريس، لكن نصفهن لم يدخلن مع العريس، فليس جميع الذين ادّعين انهن ينتظرنه، قبلهنّ العريس، بل رفض بعضهن بشكل قاطع ونهائي... والكتاب يؤكّد ان جميعهن نعسن ونمنن اي ان جميع المسيحيين ضعفن وابتعدن عن الانجيل بسبب الليل الحالك .. ففترة غياب المسيح هي ليل، والليل كل مرة يزداد سوادا وظلاما من الناحية الادبية.. واليوم نحن نعاصر الليل في اشد لحظات ظلامه من الناحية الاخلاقية، فالمسيحية نامت وابتعدت عن المسيح، مع ان الجميع ما زال يتبعه بشكل خارجي .... وفي نصف الليل، اي في هذه الايام، حدث صراخ شديد " العريس مقبل! هلم اخرجن للقائه".... وهكذا نهض الجميع، واليوم نشهد انتفاضة روحية في كل ارجاء العالم المسيحي، الانجيلي والتقليدي، لكن بقي ويبقى الحد الفاصل بين مجموعتين متميزتين، قبِلَ يسوع احداها، ورفض الاخرى، رغم التشابه الكبير بينهن...
والان دعنا ننبّر عن اوجه الشبه واوجه الخلاف بين المجموعتين، ولماذا رفض يسوع قسماً، وقبِلَ الآخر؟!!.... تتشابه المجموعتان، في ان كلتيهما تتبعان المسيح، واسم المسيح كان على جميعهن.. فمن الناحية الشكلية الخارجية، لا يوجد اي فرق بين المجموعتين، فكلتاهما نامتا، وكلتاهما نهضتا عند الصراخ، وكلتاهما حملتا المصابيح، اي الشهادة الخارجية انهما من اتباع المسيح... فكلتا المجموعتين تحملان الشهادة المسيحية، وجميعهن ينادين بالمسيح، ويتكلّمن عن المسيح، ويستخدمن الانجيل، ويواظبن على الكنائس وينادين بالامانة للمسيح!!...
لكن الفرق هو داخلي فقط، وقرار المسيح برفض احدى المجموعتين، يعني ان المسيح هو الذي سيقرر، وهو لا يهمه كثيرا المنظر والمظهر والشكل والتدين التقليدي، وممارسة المسيحيين من الناحية الخارجية، والمعرفة الكتابية لا تكفي، ولا يهمه الانتماء الديني والتسمية الاجتماعية.. بل قرار يسوع الجدي والحاسم، مرة والى الابد، لخطير جدا، وقد قال يسوع هذا المثل كتحذير وتنبيه، لئلا يعتمد اتباعه على الشكل الخارجي ويكتفون بالمظهر الديني... والفرق بين المجموعتين كان فقط في الزيت في داخل المصباح، فاحدى المجموعتين، اكتفت بالمظهر بحمل االمصباح واقنعت ذاتها ومَن حولها ان ذلك كان كافيا للقبول الالهي... لكن قول يسوع يدعو الجميع ان الى الفحص الجدي لحقيقة اتّباعهم للمسيح، فأول علامة للذين سوف يرفضهم، هي انهم لا يفحصون ذواتهم في ضوء كلمة الله، بل هم مطمئنون من خلاصهم، مع ان المسيح دعانا الى تفتيش الكتاب المقدس لئلا نظن اننا نملك الحياة الابدية بشكل تلقائي وعفوي (يو 5). والمؤسف ان كل جماعة او كنيسة اليوم تبدي اليقين والتأكيد على حصولها على الحياة الابدية، وهي غير مستعدة لاعادة فحص ذاتها وافكارها وتعليمها في ضوء كلمة الله.... وانا ارى خطورة بالغة في ذلك، واني لعلى يقين ان كل جماعة لا تدعو اتباعها الى اعادة الفحص بكل جدية، لا بد ان تكون من االمخادعين الذين يخدعون الناس ويطمئنون الناس طمأنينة كاذبة...
ان الفرق هو فقط في امتلاك الزيت، لان المصباح او القنديل لا يمكن ان ينير في الظلمة الحالكة الا بوجود الزيت واشتعاله، والزيت هو ليس جزءا من الانسان، بل على الانسان امتلاكه وشراؤه، وهو ليس ذاتي، فالذي لا يفحص ذاته في نور كلمة الله، لا بد مخدوع، والذي يظن ان له حياة ابدية معتمدا على اعماله وطيب قلبه ونقاوة داخله، لا بد ان يكون مرفوضا من الله، بل علينا الذهاب الى الكتاب المقدس كلمة الله الحية، وامتلاك الزيت، والا فلن يفيد شيئا من الممارسات الدينية، حتى ولو كان الشخص واعظا رنّانا... ومن اسوأ الافكار الشائعة، ما قاله وكتبه احدهم ان الكتاب المقدس ليس المعتمد الوحيد للمسيحية، وهو ليس المرجع الكافي والوافي للمسيحيين. لا بد ان هذه الفكرة شيطانية ومضلة....
والزيت هو المحك الوحيد والفاصل الاكيد والبرهان الوطيد للقبول الالهي للانسان، اما باقي الامور لا شك انها ثانوية وغير اساسية.. والزيت بحسب الفكر الالهي هو الروح القدس في قلب الانسان، الذي يسكن في اعماق الانسان التائب والذي يطلب المسيح بكل قلبه وبكامل وعيه وبقرار شخصي حقيقي... والزيت هو طلب الانسان للامر الالهي اي ان الانسان الذي جُلّ غايته ايّ امر عالمي وجسدي، وليس الالهي، لا بد انه مرفوض في المحكمة الالهية... والزيت هو نتاج عصر الزيتون، ان اننا نحصل على الروح القدس، فقط من معصرة الزيت وليس من ذواتنا... وكلمة جتسيماني اي بستان الصليب تعني في اللغة العبرية معصرة الزيت وهي بلا شك الصليب... اي ان الانسان بكل بساطة وصدق، يشعر ويقتنع بحاجته المسيح، اي الى الزيت لينير في الظلمة، فيلجأ الى الصليب، ويتأمل في عصر المسيح المصلوب بالالام، بديلا عنه.. وعند اكتشافه مدى الام المسيح لاجله لان يسوع قدوس وكامل ولم يخطئ بل مات بديلا عنا لكي يفدينا ويخلصنا، هذا اللقاء الحي بين الشخص وبين المصلوب، ان كان حقيقيا، لا بد ان يسيل زيت الروح القدس الى قلبه ويملأ حياته وقلبه وعقله ومشاعره بالانارة الروحية والحب للمسيح والامانة لمَن مات لاجله وقام...واختار يسوع الرقم خمسة لانه رقم النعمة ورقم المسئولية... فالخلاص والحياة الابدية يتمّان باجتماع النعمة الالهية ومسؤولية الانسان لطلب تلك النعمة، وموقف الانسان يحدّد دخوله الى فرح سيده، ام اغلاق الباب في وجهه الى الابد... فمَن يكتفي بحمل المصباح في منتصف الليل من دون زيت الروح القدس المنسال من حول معصرة الصليب، لا بد انه قد حدّد مصيره الابدي، ولكن سيصاب بالصدمة الابدية..
لا بد ان المسيح نطق بهذا المثل ليوقظنا وليجنّبنا الصدمة، وليدعونا الى الفحص الصادق الذاتي، واعطاء المجال لكلمة الله، كنور كاشف لنسلطه على قلوبنا وحياتنا.. لا بد ان العريس يريد العشرة العذارى معه في الفرح الابدي، لكنه سيضطر الى رفض البعض، لانهم اكتفوا بأفكارهم، ولم يكونوا مستعدين بتواضع ووداعة الى اعادة فحص ذواتهم وتغيير مسار حياتهم...

Mary Naeem 03 - 07 - 2014 06:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
النمو والنضوج والبلوغ

لا يولد أحد رجلا بالغا، بل جميعنا نولد اطفالا، ثم أولادا ثم أحداثا ثم شبابا ثم كهولا ثم رجالا وأخيرا شيوخا مسنين.... فالحياة نمو متواصل ومستمر إلى أن نبلغ مرحلة النضوج...
كما النباتات أيضا بذار ثم نبتة ثم أشجار شاهقة.... والنمو والنضوح هو جسماني وعاطفي وعقلاني إدراكي وأيضا نضوج روحي ونضوج إجتماعي...
كلنا نحب الاطفال والاولاد، لكن لا احد يقبل ان يبقى الاولاد صغارا غير ناضجين كل الوقت، بل نريدهم ان ينموا إلى يصلوا مرحلة البلوغ، فنفتخر بهم كثمار زواجنا.... والحياة بصعوباتها وتحدياتها وازماتها تعمل لدفع البشر من مرحلة إلى اخرى اكثر نضوجا وبلوغا... لا شك ان التوقف عن النمو وعدم الوصول إلى مرحلة النضوج كلاهما يشكّلان ازمة جدية للانسان، فليس من الطبيعي ان يبقى الانسان طفلا وطفيليا، معتمدا على غيره في كل احتياجاته... فالانسان الذي بعد اربعين عاما، ما زالا طفلا في التفكير والتصرف، لا بد ان يكون معاقا وغير طبيعي، ويدعو إلى القلق والتفكير والمعالجة....
ويمكننا ان نصنّف النضوج الروحي كالاهم في حياة البشر، ويمكن وضعه في اعلى سلم الاولويات... فالجانب الروحي للانسان هو الاسمى والاكثر اهمية، فليس العلم واللباس كل شيء.. ويأتي بعد النضوج الروحي، النضوع العقلي والادراكي والفهمي، وبعده يأتي النضوج العاطفي والشعوري، واخيرا النضوج الجسدي والجسماني في اسفل سلم الاولويات، وكل هذا يقود إلى النضوج الاجتماعي، اي المقدرة على التعايش مع الاخرين وامكانية التعامل والتكيف في حياة المجموعة، سواء كانت المجتمع او الكنيسة او اية جماعة يعيش فيها الفرد...
والنمو الجسماني لاجسادنا ينتقل من مرحلة الطفولة، التي فيها يحتاج الطفل إلى الاخرين خاصة امه واخواته، في تتميم كل مهام حياته وتسديد حاجاته اليومية، إلى ان يعبر إلى مرحلة الشباب، التي تبدأ في جيل المراهقة، التي فيها يشعر الانسان بتغييرات في جسمه.. وبعد ذلك يصل إلى مرحلة الرجولة اي النضوج المتكامل للجسم، ليتمكن من الاعتماد على نفسه والاتكال على ذاته.....وفي مرحلة المراهقة التي هي مرحلة تتوسط بين الطفولة والرجولة، يتخبط الانسان ليكوّن هويته الخاصة به، إلى ان يكوّن شخصيته التي يؤثر عليها التغييرات الجسمانية سواء كان شابا او فتاة... وفي هذه المرحلة يتكامل الجسم جنسيا، مما يؤهله للزواج وبناء عائلة مستقلة به...والنمو العقلاني او الادراكي يبنيه على اساس المعرفة المتزايدة من خلال الكتب وارشاد الاهل والمدرسة والكنيسة، مما يطوّر امكانياته وقدراته العقلية، لادراك اكثر واستيعاب اوسع.. اما النضوج العاطفي فينتقل الانسان من التعلق العاطفي باهله خاصة بامه واخوته واصدقائه إلى الاستقلال العاطفي الكامل والانفصال عاطفيا عن الاخرين، فيتمكن من الاستقرار العاطفي والهدوء النفسي، فتقل وتضعف الحاجة العاطفية القوية للاخرين...
واخيرا النضوج الروحي اي البلوغ إلى مرحلة من الفهم الروحي للعالم غير المنظور والاستقرار الروحي، وتكوين شخصية روحية قادرة، ليس فقط على الاخذ بل على العطاء والتضحية ومساعدة الاخرين وخاصة انجاز مشروع الهي وخطة سماوية في هذا العالم.... وكما نولد اطفالا في هذا العالم، هكذا من الناحية الروحية، نولد اطفالا. في البداية نحتاج إلى اللبن العقلي اي إلى كلمة الله التي تبنينا روحيا. وكما نجتاز مرحلة الطفولة ونصل إلى جيل المراهقة، هكذا نصل روحيا من مرحلة الطفولة الروحية المعتمدة على الاخرين إلى مرحلة المراهقة التي فيها نتخبط روحيا ونواجه صراعات عنيفة وشرسة بين الاهواء العالمية والميول الدنيوية من جهة، وبين الطموحات الروحية والحياة المرضية لله من جهة اخرى.. وعندما نخرج من مرحلة المراهقة، نكون قد كوّنّا شخصية روحية مستقلة تتسم بالهدوء الداخلي والاستقرار الروحي والنضوج الروحي التي فيها نكون قد تبنينا الرزانة والوقار والاكتمال الروحي.. لا نعني اننا صرنا كاملين بل مكتملي النضوج.... وعندما نكون ناضجين جسمانيا وعاطفيا وادراكيا وروحيا، نكون مؤهّلين واكفاء للتعايش مع الاخرين، ونكون اعضاء مساهمين لبنيان المجتمع وبنيان الكنيسة...... وكم تحتاج الكنائس خاصة، والمجتمعات عامة إلى اناس ناضجين وبالغين ومستقلّين عاطفيا وعقليا وروحيا....
لا شك اننا نتفق ان في هذه الايام المجتمعات تتخبط وتهتز وتسير بين الامواج والعواصف من كل جانب، ولا يمكن ان نخفي أيضا ان الكنائس أيضا تعاني من الاهتزاز والتخبط والتشويش والصراعات... نظرة فاحصة سريعة تثبت بشكل دامغ انه لو كان البشر افرادا ناضجين بكل معنى الكلمة، لما تخبطت المجموعات...والمجتمع سواء كان الكنيسة او المجتمع العام مكوّن من اناس من مختلف مراحل النضوج، ففيها الرجال الناضجون والشباب في مرحلة النمو وأيضا الاطفال غير الناضجين. لكن تصوّروا معي، لو كانت الكنيسة مكوّنة فقط من اطفال غير ناضجين روحيا ولا ناضجين عاطفيا ولا فكريا ... ماذا يحدث لمجتمع كله اطفال؟؟... تخيل لو انك ترى فقط اطفالا غير ناضجين في المدارس والبيوت والمصانع والكنائس وفي كل مكان!.... ماذا يحدث لمجتمع كل افراده من الاطفال الحلوين، لكن غير الناضجين؟.. رغم الجانب الايجابي، لكنهم حتما سيقودون المجتمع إلى الدمار والضياع او على الاقل إلى التيهان وعدم انتاج اي شيء حتى ولو سادت النوايا الجيدة.... لو كان الجميع اطفالا، لاختلفوا على كل شيء وتخاصموا على كل امر، وتنازعوا بخصوص كل فكرة، وتصادموا لاتفه الاسباب وتشاجروا لاسخف الامور، ولامتلأت المستشفيات بالمصابين ولما انجزوا اي انجاز ولما حققوا اي مشروع.....رغم الدوافع النقية والنوايا الصالحة، لكن لنعترف ان المجتمعات عامة بما فيها الكنائس تعيش التخبط اليومي، مما يدل على ان معظم اعضاءها وقسم لا بأس به من القادة، هم من الاطفال غير الناضجين، فلا يعلمون كيف يتصرفون في مختلف المواقف، فهذا يقترح شيئا وذلك يقترح امرا اخرا، ويبدو ان كثيرين ما زالوا في مرحلة المراهقة، فمعظمهم غير ناضجين روحيا فليس لهم التمييز الروحي للحكم الصحيح والتشخيص السليم للامور، وليسوا ناضجين عاطفيا، فهم ما زالوا متعلّقين عاطفيا بالماضي وبالاخرين، فالرعب يسيطر على قلوبهم والخوف يعتريهم خاصة عند اتخاذ القرارات المتنوعة. وكثيرون ليسوا ناضجين ادراكيا، فمعرفتهم محدودة، رغم انهم ربما يكونون ناضجين جسمانيا..... ففي الظاهر ترى رجالا ونساءا، وليس اولادا واطفالا، ولكن عند الكلام والتحليل والتفكير والتصرف والمواقف وردود الفعل، لا تجد امامك الا اطفالا في التفكير، واولادا في المسؤولية واولادا في القيادة، فالوعظ بدائي والصلوات لا تتغير والتفاهم والتعايش مع الاخرين شبه معدوم، فأقل الامور تسبب الخصومات، ومعظم الناس يركضون كالاطفال باحثين عن منبر للظهور والتباهي، فهدف الكلام اناني وهدف الخدمة والوعظ ذاتيان وهدف كل التحركات تافه لا معنى له.... فكثيرون يركضون ويعملون، والنشاطات في اوجها والتحركات في غايتها، لكن الانجاز معدوم، فلا نصل الي شيء... بل نبقى قعودا في نفس المكان، وفي احس الاحوال نستمر في الدوران حول نفس الموضوع سنوات طويلة...
من اهم سمات النضوج الروحي، الاستعداد لمواجه الواقع والمقدرة على تحمّل مسؤولية ما يحدث، والجرأة على اكتشاف ذواتنا، والشجاعة على الاعتراف اننا اطفال، نحتاج إلى رحمة الهية لكي لا نبقى بعد اطفالا، بل ننضج عاطفيا وروحيا... واليوم نواجه تحديات تاريخية ومصيرية اساسية وهامة، ولا يقدر الاطفال على مواجهتها، وربما يدّعي الطفل الكثير، وانه قادر على كل شيء، لكن عند بزوغ اول ازمة، تراه يقبع في زاوية الغرفة، ويلجأ إلى العويل والنحيب والبكاء، ويهرب صارخا طالبا النجدة. اما الناضجون فيواجهون كل الازمات برباطة جأش وهدوء ورزانة واتّزان، ويكونون كالاسود لا يخشون شيئا، واثقين ان القدير إلى يمينهم والعلي معهم... العالم اليوم يتخبط اكثر من اي وقت مضى، ولا يحتاج إلى كنيسة مكوّنة من اطفال غير ناضجين، بل يحتاج إلى رجال في الايمان، مستعدين ان يواجهوا التحديات بحكمة وهدوء، ويعرفون كيف يتصرفون في كل ظرف، ويحققون المأمورية الروحية العظمى للتأثير على المجتمع من حولهم.... الرب قادر على شيء وهو قادر ان يحوّل الاطفال إلى رجال بالغين وناضجين، لا يخشون جيل المراهقة، بل يجتازونها بنجاح، واثقين بالرب الههم، ثقة الاولاد بآبائهم وامهاتهم...

Mary Naeem 04 - 07 - 2014 09:49 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العودة للنفس ومعرفة الله
https://scontent-a-mad.xx.fbcdn.net/...17435605_n.jpg

من المستحيل على أي إنسان مهما كانت إمكانياته ومهما ما بلغ من مقدرة ومعرفة، بعد أن تشتت وانقسم على ذاته أن يقدر على أن يعود إلى نفسه ويتعرف على الله المنعكس على قلبه بحسب خلقته التي خُلق عليها، لأن الإنسان هو الوحيد الذي نال نفخة الله، لأن الخليقة كلها خُلقت بأمر من الله [ كن فكان ] أما الإنسان هو الوحيد، والوحيد فقط، لم يخلقه الله بأمر بل أخذ تراباً من الأرض ونفخ فيه فصار الإنسان نفساً حية ... وبعد السقوط وخبرة أوجاع الخطية اختفى سرّ الإنسان وطُمست فيه ملامح الله وتاهت نفسه عن مصدر وجوده وحياته لأن الخطية أعمت عينيه، لذلك حينما نُخطئ وعلى مستوى الخبرة نجدنا نُتمم شهوة الجسد، فتسود علينا الخطية فتعمينا عن الحق ونفقد توازننا النفسي وكأننا بلا عقل فنتورط فيها أكثر وأكثر حتى تفقدنا معرفة الله بالتمام، ولا نستطيع أن نُبصره أو نرى حنانه ورأفته، فنبتعد أكثر ونصير أشد تيهاً مما كنا عليه، لأن الخطية تطرح النفس بعيداً في صحراء جفاف الموت إذ تُعمي البصيرة، فأن لم تستفيق النفس سريعاً وتنال من الأعالي لمسة الله المُحيية، فحتماً ستصير كجيفة الجثة الميتة التي بلا روح، وكما قالت مريم عن لعازر الميت [ قد أنتن ] فتخرج منها رائحة الفساد والموت...

فالنفس تدخل في هذه الحالة إلى قبر الشهوة وتفقد كل شعور بالحياة ولا تدرك قيمتها ووضعها السليم والصحيح، لأن الشيطان ضحك عليها وأفقدها توازنها وجعلها تحت سلطانه التي يجعلها تخاف على الخروج منه لأنها تعيش في وهم اسمه الخطية والموت ورفض الله: [ فدعي اسم ذلك الموضع قبروت هتأوة (أي قبور الشهوة) لأنهم هناك دفنوا القوم الذين اشتهوا ] (عدد 11: 34)

وحينما يشعر الإنسان بأنين تحت ثقل سُلطان الخطية المُدمر للنفس، يحاول أن يخرج منها ويتحرر من سطوتها، فيُصيغ لنفسه معرفة خاصة ليتخلص من ثقل الخطية التي يحملها، فينشأ لنفسه منهج تدريبي شخصي ليتخلص من ثقل الضمير وتعب الخطية المتسلط على نفسه ويظن أن هذه هي طريق الخلاص، وتنشأ عنده توبة مريضة تدخله يا إما في الكبرياء لو كانت إرادته قوية وانتصر على ذاته وكف عن فعل الشر، يا إما تدخله في حزن ضميره الإنساني الذي يصل به إلى الفشل واليأس من رحمة الله وحنانه الفائق !!!
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: [ لأن كل من يدير ظهره مبتعداً عن "كلمة" الله الكائن والموجود (في العالم) ويُصيغ لنفسه معرفة أخرى هي في الحقيقة ليست كائنة، فإنه يسقط حتماً إلى العدم ]
  • والسؤال الذي سيُطرح ما هو المطلوب من الإنسان لكي يدخل في سر معرفة الله الحقيقية ويتخلص من الموت الذي ساد عليه بالخطية ؟!!!
في الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع ان يتعرف على وجهه ومدى اتساخه إلا في النور واقفاً أمام المرآة، لأن الأعمى والسالك في الظلمة لا يستطيع أحد منهم أن يعرف مدى اتساخه بل حتى أنه لا يعرف شكل وجهه، وبالمثل فأننا لن نعرف الله ولن نتحرر من الخطية إلا إذا التقينا معه شخصياً فيفتح أعيننا ونراه حاضراً معنا، وأن أردنا أن نرى الله حقاً، فلابدَّ من أن نراه حيث يكون سكناه ولا نبحث عنه بعيداً !!!؛ وأين يا تُرى مكان سكنى الله !!!
في الحقيقة الله لا يسكن إلا في هيكله الخاص والذي هو صنعة يديه لا صنعة إنسان، لأنه لا يسكن في هياكل مصنوعة بيد بشر: [ الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه، هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ] (أعمال 17: 24)، فنحن صنعة يديه ومقرّ سُكناه الحقيقي الذي شوهته الخطية وأفسدته، ووضعت غشاوة على أعيننا فلم نعد نُبصر الله ولا نشعره حتى لو كان قريب منا جداً، ولكننا نَحِنْ إليه ونشعر أن هناك شيء عظيم جداً ينقصنا في داخلنا، لذلك نظل في قلق واضطراب عظيم كل أيام عُمرنا ولا يُشبعنا شيء في هذا العالم من مال أو جاه أو شهوة أو حتى خير نصنعه وأعمال حسنة نسلكها، أو تجربة حب نعيشها، لأننا نشعر أن كل هذا ناقص وغير مُشبع لأنفُسنا بل هو جوع لنا أكثر ويُسبب حزن لنا عظيم مع كل اضطراب وعدم راحة، لأننا لم نجد سرّ شِبعنا الحقيقي وراحة نفوسنا الذي هو الرب وحده !!!

وكيف يُمكننا أن نرى الله إن لم يُزال عن أعيُننا الغشاوة أو البرقع الحاجز للنور !!! وكيف يُمكننا أن نلتقي مع الله إذا لم نفتح قلبنا لاستقباله !!! لأن القلب هو مكان اللقاء الحقيقي، وقد دلنا الرب يسوع بفمه الطاهر على الطريق لمعاينته ورؤيته الحقيقية حين قال: [ طوبى لأنقياء القلب فأنهم يُعاينون الله ] (متى 5: 8)
  • ومن منا لم يحاول وسعى بكل قوته أن يُنقي قلبه بكل طريقة يراها ممكنه ولم يفشل !!!
لقد حاول الإنسان عَبر التاريخ الإنساني كله، أن يعود إلى نفسه ويُنقي قلبه، لكي تعود له الصورة الأولى من البراءة والحُرية الحقيقية، ولكنه ضلَّ وصار من تيه لتيه، ومن ضعف لموت، إذ أنه حينما عاد إلى نفسه، عاد بمعزل عن الله، وحاول أن يصلح نفسه بنفسه بكثير من الأعمال الحسنة لكي يُرضي الله الذي وضع معرفته في قلبه حسب ما توصل إليه من معلومات وأفكار، فسار إلى ضلالٍ أشد، لأن ما يجمعه الإنسان عن الله ويضع له صورة في عقله لكي يصل إليها ويحياها، فأن هذه هي الوثنية عينها، لأنه يحاول أن يصل للإله المصنوع في فكره الشخصي حسب رأيه ومعلوماته وأفكاره ومعتقداته هوَّ وليس الله الحي الذي يُعلن عن ذاته بنفسه، لذلك حاول الإنسان جاهداً أن يعود لله [ بعمل ] شخصي يقوم به، ففشل فشل شديد [ فكل أعماله وتقواه مرفوضة أمام الله، لأنها ليست على المستوى الإلهي الفائق ] فكان يستحيل على الإنسان - مهما ما صنع - أن يصل لله الحي: [ اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب ] (عبرانيين 12: 14)

لأن النفس الميتة لا تستطيع أن تقوم من تلقاء ذاتها بعمل الأحياء، فهل رأينا ميت يموت ويفسد ثم يقوم من تلقاء ذاته ويعمل الأعمال التي تليف بالأحياء!!! هذا بالطبع مستحيل مهما ما صنعنا له، بل ومهما ما وضعنا عليه أغلى العطور وأثمنها، بل وحتى لو تم تحنيطه في ناووس من الذهب والفضة والحجارة الكريمة، وهكذا هي أعمالنا، لأنها هي التابوت الخارجي الجميل الذي يحوي ممات نفوسنا الشقية في داخله، كقبور مُبيَّضة من الخارج ومن الداخل مملوءة عفونة وعظام نخرة يأكلها السوس !!!

ولكن الحل الحقيقي أتانا من فوق مُتجسداً [ والكلمة صار جسداً وحل فينا (حسب النص اليوناني) ] (يوحنا 1: 14)، لقد عَبَرَ المسيح كلمة الله المتجسد الفرقة والعُزلة التي بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والله، فقد وَحَدَّ الكل في نفسه مع الله، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: [ أنهُ منذ التجسد الإلهي لم يعُد الإنسان يُعرف بمعزل عن الله، ولا الله بمعزل عن الإنسان، لأن الكلمة صار جسداً]
وهذه الحقيقة التي يقولها القديس أثناسيوس الرسولي ليست فكرة نفرح بها ولكنها تحتاج لأن تتحقق فينا ونتذوقها على المستوى العملي بقبولنا لسرّ التجسد الإلهي على مستوى الخبرة !!!

  • وقبول تجسد الرب ليس هو فقط مجرد الإقرار به، بل هو:
* قبول تحولنا إلى صورة الابن بالروح القدس الذي يعمل في داخلنا سراً حتى به نعمل كل شيء صالح إذ يغرس فينا كلمته فتثمر فينا حسب قصده.
* وأيضاً هو قبولنا لمعمودية الرب وتحقيقها فينا بمعموديتنا التي تتجدد فينا بالتوبة، ومعموديتنا هي قبولنا مسحة يسوع لكي نصير مسيحيين ولكي يقودنا الروح القدس إلى البرية، وإلى الجلجثة، بل وإلى القبر لنموت مع المسيح الرب عن إنسانيتنا القديمة، وندخل في سرّ القيامة معه، وهي قيامة النفس التي هي القيامة الأولى، التي تجعلنا ننتظر - طبيعياً - بسهر دائم على حياتنا خاضعين للنعمة مستعدين للقيامة الثانية والأخيرة، قيامة الجسد وتمجيده.


ومن صميم هذه العلاقة الجديدة في المسيح الرب نتذوق حضور الله في القلب، ومن هُنا نُدرك سرّ كرامتنا في المسيح، ويقول القديس مقاريوس الكبير: [ أعرف أيها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله، لكونك أخاً للمسيح (من جهة أنه اتخذ بشريتنا)، وصديقاً للملك، وعروساً للعريس السماوي، لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فأنه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت، وبذلك ينسحق ويتضع أكثر.. ] (عظة 27: 1)



Mary Naeem 05 - 07 - 2014 04:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما هو إذن صلاح الإنسان؟

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...84038917_n.jpg
صلاح الإنسان لا يكمن في الغنى حتى نخاف الفقر، ولا في الصحة البدنية فنرهب المرض، ولا في نظرة الناس إليك حتى تحذر ما يقوله الناس عنك بشرٍ، ولا في الحياة هنا في ذاتها حتى ترتعب من الموت... إنما يكمن صلاحه في التمسك بالتعاليم الحقيقية، والاستقامة في الحياة، الأمر الذي لا يستطيع أحد، حتى الشيطان نفسه، أن يسلب الإنسان إياه طالما كان حريصًا عليه كما ينبغي.



وهذا الأمر يدركه تمامًا حتى أخبث الشياطين وأشدهم.

لهذا جرد الشيطان أيوب من مادياته لا ليجعله فقيرًا، إنما ليلزمه أن ينطق بكلمة تجديف على الله.

وعذب جسده لا ليذله بالمرض، بل ليحبط صلاح نفسه.

لكنه عندما نفذ كل حيله، وجعل هذا الغني فقيرًا... وحرمه من أبنائه... ومزق جسده بوحشية لا يقدر الجلادون أن يفعلوها، لأن أدوات التعذيب لا تقدر أن تمزق كل جانب من جوانب الجسد كما يفعل الدود الذي كان في جسده، وأفسد الشيطان سمعته حتى أعلن أصدقاؤه الحاضرون معه أن هذا جزاء له عن خطاياه التي يستحقها، موجهين ضده اتهامات كثيرة، وطرده من مدينته وبيته لا إلى مدينة أخرى، بل صارت مزبلة مدينته بيته...

كل هذا لم يؤذِ أيوب بل بالعكس تمجد بالأكثر على حساب هذه المكائد التي صبها ضده.

لقد أخذ الشيطان منه كثيرًا لكنه لم يسلبه شيئًا من صلاحه. بل دفعه بالأكثر لتزداد قوة صلاحه. لأنه بعد ما حدثت له هذه الأمور تمتع بثقة أعظم بقدر ما حاربه خصم قوي.

والآن إن كان الذي كابد آلامًا مثل هذه، التي ليست من عمل إنسان، بل من عمل الشيطان الأكثر شرًا من كل البشرية، هذا لم يصبه أي ضرر، فهل تقول أنت بأن إنسانًا ما قد أضرك أو حطمك...

إن كان الشيطان، المملوء مكرًا عظيمًا هذا مقداره، بعدما صب كل ما في حقيبته، واستخدم كل أسلحته، وصب كل شروره ضد إنسان ذي مركز سامٍ عائليًا، وبار، ومع هذا لم يسبب له أذى، بل بالحري كما قلت إنه أفاده، فكيف تقدر أن تتهم إنسانًا أو آخر أنه يحمل في يديه ضررًا، لغيره، وليس لنفسه؟!

القديس يوحنا الذهبي الفم

Mary Naeem 05 - 07 - 2014 04:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عندما نتناول جسد ودم ربنا يسوع المسيح

هل نحن بالصدفة نذهب للكنيسة ايام احاد معينة ولا نذهب ايام احاد اخرى لانشغالنا بامور العالم لتناول جسد ودم ربنا يسوع المسيح له كل المجد هل تشتاق نفوسنا وارواحنا اليه كما يشتاق الظبي الى عين المياه في الصحراء هل ذابت احشائنا ونحن في الكنيسة للقاء بخالقها وتناول جسده ودمه الاقدسين بخشوع وسجود هل عندما نتناولهما نتغير ويضئ المسيح الذي فينا في وجوهنا ويملئ وجوهنا سلامه الروحي وتنبعث من اجسادنا رائحته الزكية ام ندخل الكنيسة ونخرج مثلما دخلناها ولا شئ يتغير فينا هل تتجدد فينا روح الله القدوس كلما تنناول جسده ودمه الاقدسين هل نذهب للكنيسة للقاء فلان وعلان او لاظهار ملابسنا واناقتها للاخرين ام نذهب للقاء ربنا يسوع المسيح في بيته كنيسته والتمتع بسر الافخارستيا اي رتبة التناول

Mary Naeem 05 - 07 - 2014 04:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما هي الولادة الجديدة ؟


https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...84038917_n.jpg

ما معنى كلمات الرب يسوع لنيقوديموس: ".... إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".؟ (يوحنا 3: 5).

إن الرب يسوع هنا كان يتكلم مع نيقوديموس عن الميلاد وليس عن العماد. لأن المعمودية لا ترمز إلى الولادة بل إلى الدفن. (رومية 6: 4 وكولوسي 2: 12). والمعمودية هي ليست من الماء بل بالماء... ويوضح لنا يوحنا الرسول عن الولادة الروحية بقوله: "كلّ من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله،..." (1 يوحنا 5: 1) ثم يقول بولس الرسول: "...، لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (1 كورنثوس 4: 15) ثم يقول أيضاً "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 3: 26). ثم يقول الرسول يوحنا عن المسيح "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 1: 11 _ 13).

ففي اللحظة التي يتوب فيها الخاطئ ويقبل المسيح مخلصاً لنفسه ورباً على حياته ينال بذلك غفراناً لخطاياه ويصير ابناً لله إذ يولد من الله بالإيمان ميلاداً ثانياً.

فالولادة من الماء لا يمكن أن تعني المعمودية لأن الماء يشير إلى كلمة الله كما ورد في الكتاب المقدس في الآيات التالية:

"لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له". (أشعيا 55: 10 _ 11).

"شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" (يعقوب 1: 18)

"مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد. لأن كل جسد كعشب وكل مجد انسان كزهر عشبٍ، العشب يبس وزهره سقط، وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد، وهذه هي الكلمة التي بشرتم بها". (1 بطرس 1: 23 _ 24).

"أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة واسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة". (أفسس 5: 25 _ 26).

"أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به". (يوحنا 15: 3).

"والله العارف القلوب شهد لهم معطياً لهم الروح القدس كما لنا أيضاً، ولم يميز بيننا وبينهم بشيء إذ طهر بالإيمان قلوبهم". (أعمال 15: 8 _ 9).

"أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه.... استمعوا لي استماعاً... أميلوا آذانكم وهلموا إليّ، اسمعوا فتحيا أنفسكم...." (أشعيا 55: 1_ 3).

"لأني أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة، اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك، فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجاري المياه". (أشعيا 44: 3_ 4).

لقد نفى بولس الرسول نفياً باتا بأن المعمودية هي وسيلة الميلاد الثاني بقوله: "اشكر الله أني لم أعمد أحداً منكم الأكريسبس وغايس حتى لا يقول أحد أني عمّدت باسمي. وعمدت أيضاً بيت استفانوس، عدا ذلك لست أعلم هل عمدت أحداً آخر. لأن المسيح لم يرسلني لأعمّد بل لا بشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح". (1 كورنثوس 1: 14 _ 17) وقال لهم أيضاً: ".... لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (1 كورنثوس 4: 15) ويعرف الإنجيل بقوله: "واعرفكم أيها الخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضاً تخلصون... فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب". (1 كورنثوس 15: 1_ 4).

Mary Naeem 05 - 07 - 2014 04:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فى الألم أعذرونى ... وفى الفرح أذكرونى !!!

https://2.bp.blogspot.com/_HoE109gEog...2a36187383.jpg
وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي . وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا . وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ . وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ . ( رو 8 : 26 – 28 )

* التعب في الحياة مؤلم ... والنجاح فيها فرح

* عمل الخبز أمام نار الفرن مؤلم ... ولكن الشبع به بعد الجوع فرح

* طرق الحديد مؤلم ... ولكن تشكيله كما يحلو لنا فرح

* تسخين الذهب والفضة مؤلم ... ولكن لمعانهم وبريقهم للعين فرح

* الحقن بالإبرة مؤلم ... والشفاء بسبب دوائها فرح

* الإبرة مؤلمة ... والثوب الجديد فرح

* النار مؤلمة ... والطعام اللذيذ فرح

* النظام مؤلم ... ونجاح العمل به فرح

* الفراق مؤلم ... ونجاح العزيز فراقه فرح

* السفر مؤلم ... والوصول لنهاية الرحله فرح

* الجهاد فى الحياه الروحية مؤلم ... وثماره فرح

* التجربة مؤلمة ... ويد الله خلالها وعبورها فرح

* المرض مؤلم ... تزكيته بسبب الشكر فى السماء فرح

* الموت مؤلم ... ولكن العشرة مع المسيح للأبد فرح

♡♤♡♤♡♤

فالروح القدس الساكن فينا نفسه يعلم ما هو إحتياج الروح ... فكل نعمة من السماء تعتبر زيارة غير عادية هى عطية تفوق إمكانياتنا لعمل اشياء لا يعتاد عليها الشخص تفوق طبيعته وتوقعاته ... ولكن دائما مع زيارة النعمة بأفكارها العفيفة السلامية يتبعها محن بأفكارها النجسة الوحشية لئلا يتفاخر الإنسان ويتعظم ويظن أن النعم من ذاته ... ولكن لن نحصل على سلام وفرح النعمة إلا بعد أن نتذكى بألم وحزن المحنة ... فثق أن يد الله عادلة وسخية لبنى البشر فلو ذادت النعمة لتكبر البشر وإن نقصت لتذمروا ... ولكى نشعر بحلاوة عطية الله وإهتمامه بنا لابد أن نشعر باﻷلم فعندما نذوق الفرح نشعر بقيمته وغلاوته ﻷننا نعرف كيف أتى وهذه حكمة من الله ... فهكذا الحال أيضا مع الخطية فهى لذيدة جدا ومذاقها جميل ولكن نهايتها وعاقبتها الموت الأبدى فما نتيجة لذتها إذن وفرحتها ... وزيارة النعمة أشكال وألوان فقد تكون فى الصلاة أو فى عمل الخير أو فى خدمة الفقراء والمساكين والأرامل أو إحتمال الظلم والإهانة ... وزيارة النعمة تكون كالمنهج الدراسى أى حسب المستوى فمثلا طالب أولى إبتدائى لا يأخذ منهج ثانويه عامه فهكذا ايضا النعمة تتعامل معنا بحسب مستوانا لندركها ونفرح بها وهذه حكمة الله .

فهل أختار الألم بالتجربة لنوال النعمة وأفرح بها أفضل ... أم أختار الخطية وفرحها لننال مجازاتها الحزن الأبدى .

فلكى يا نفسى حرية الإختيار إما طريق الألم لنوال النعم ... أو طريق البذخ والترف الوهمى ونوال الندم ...

فهل سنعذر الألم إذن ثم نذكر الفرح ؟؟؟؟

Mary Naeem 05 - 07 - 2014 04:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله موجود

لو كنت وحيدا ولو وحدتك خانقاك ولو البيت لا تحس به الراحة والجو فيه خانقك ولو العمل مش مرتاح فيه فلا تخف في كل هذه الظروف فان الله موجود معاك يرافقك كظلك حتى لو انت مش حاسس بيه وبوجوده في حياتك وحاسس بيك وبالامك وبمعاناتك وبمشاعرك فهو اغلى رفيق واوفى صديق ليك لا يتركك ولا للحظة ولو الناس عاملة ليك اوجاع وتزيد صراعاتها معاك وتحاربك اينما تذهب فلا تخف فان الله موجود معاك حتى في هذه الظروف يحارب عنك بطرقه الخاصة لا تحس به وهو يحارب عنك يخفف الامك واحزانك ويلطفها لك ويجعلها لك قابلة لتحملك لها ولو كنت مريض والدكاترة قالوا انك حتظل طول عمرك مريض ولو قالوا انه مفيش امل في شفائك لا تخف فان شفائك بيد الله هو شافيك هو صديقك هو ابوك السماوي معه لا تحتاج انسانا او رفيقا او طبيبا هو خالقك السماوي عارف بيك وبظروفك كلها يحبك محبة ابدية كما انت وناقش اسمك على كفيه وشايلك على كفيه وحافظك في نن عينيه واللي يمسك يمسه هو بشخصه لانك ابنه وموصي ملائكته بيك يحملوك على ايديهم طوال حياتك يحفظوك في تجاربك ولا يطلب منك ازاء كل هذه النعم سوى قلبك الصغير فافتحه له ليعيش فيه وتكون انت ملكا ليه ويكون جسدك هيكلا لروحه القدوس ان كان هو الله مركز حياتك وهدفها الرئيسي وان تعيش انت لتكسب رضاه عنك وان تكنز لك كنوزا في ملكوته الابدي هو يريد خلاصك وتمتعك بنعمه في غربتك كما في ملكوته السماوي والمجد لله دائما وابدا امين




Mary Naeem 07 - 07 - 2014 12:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
+ ماذا نفعل بالتحديد +
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...26664844_n.jpg



يقول القديس أغسطينوس: [
عُد إلى نفسك مما هو خارج عنها، ثم سلِّم نفسك إلى خالقك الذي بحث عنك ضائعاً، ووجدك ضالاً، وردك إليه... عُد إلى نفسك وكمل سيرك إلى خالقك ] وهنا يلزمنا شيئين:

  • أولاً العودة إلى النفس مما هو خارج عنها:
أي ما هو ليس من طبعها الأصلي، أي كل ما هو دخيل عليها وغريب عنها، وهناك مثل قوي يشرح لنا هذه الحقيقة وهو مثل الابن الضال، الذي عاد إلى نفسه بعد أن رأى المزلة التي يعيشها بعد ما أفلس من كل ما كان له من أبيه، ويقول الشيخ الروحاني القديس يوحنا سابا: [ لا يقدر إنسان أن ينظُر الحُسن الذي داخله، قبل أن يُهين ويرذل كل حُسن (باطل) خارجه. ولا يُمكنه التمتع بالله قبل أن يحتقر العالم كله (طبعاً يقصد الشر والفساد وكل رغبة في غناه الزائل والاعتماد عليه) ]
ويقول القديس مقاريوس الكبير: [ إن الكتاب المقدس يقول: " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته "، وذلك من أجل حفظ كيان المحبة الجسدية، فكم يكون علينا إذا أردنا أن نشترك مع الله في حياة الحب الإلهي والعِشرة معه، يتحتم علينا أن نتجرد من كل حب العالم وكل الأمور الخارجية المنظورة ]
ولنصغي لوصية القديس الأنبا أنطونيوس الكبير: [ وأنا أطلب إليكم باسم ربنا يسوع المسيح أن لا تتوانوا عن حياتكم وخلاصكم، ولا تَدعوا هذا الزمان الزائل يسرق منكم الحياة الأبدية، ولا هذا الجسد اللحمي الفاني يُبعدكم عن المملكة النورانية. ولا هذا الكرسي الفاني (المراكز العالمية) الهالك يُنزلكم عن كراسي محفل الملائكة. بالحقيقة يا أولادي إن نفسي لمندهشة، وروحي مُنزعجة، لأننا أُعطينا كُلنا الحرية أن نكون قديسين، ونحن بعمانا سكرنا بأوجاع هذا العالم ]

فبالرغم من دعوتنا للقداسة في المسيح، ومع ذلك نحن لا نهتم بها ونشرب من كأس خمر العالم الذي يتسبب في الأوجاع الداخلية للنفس ويُدمرها تماماً حتى تصير حِطاماً مثل الجيفة التي لا حياة فيها، لأننا نمس فيه كل رجس ونجس وننجرف بتيار الفساد والشرّ ونشرب من نبع الغم ونحمل الهم والقلق ونحيا بالاضطراب في عدم سلام…


لذلك واجب علينا أولاً أن نعرف حالنا تمام المعرفة بفحص أنفسنا بأمانة وإخلاص أمام مرآة الوصية، ونواجه أنفسنا بكل شجاعة تامة معترفين بهول مشكلتنا أمام محبة الله وحده، وهذا يقودنا للشيء الثاني الذي ينبغي أن نعمله…
  • ثانياً: أو الشيء الثاني كما قال القديس أغسطينوس: [ سَلِم نفسك إلى خالقك ]:
أي يستودع الإنسان نفسه في يد خالقه، أي يعطي نفسه ويقدمها لخالقه، أي بمعنى أدق بتسليم ذاته لله، أي يستسلم كاملاً لإرادة الله ويخضع له، أولاً يتركها (يترك نفسه) ليعمل الله فيها، متكلاً عليه طالباً أن يتدخل في حياته ليُصلحها ويقيمه إنساناً جديداً روحياً، ويثق فيه ثقة تامة (ثقة إيمان حي) مستودعاً نفسه في يد خالقه الأمين، قابلاً كل شيء من عنده، مطمئناً وغير قلق مما حدث وفيما سيحدث في حياته وما حوله، ويحيا دون قلق أو تزمر أو يأس مكتفياً بما عنده لأن الذي معه اقوى من الذي عليه، لا بمعنى أن يُبطل جهاده لحل المشاكل ودفع الأضرار بقدر إمكانه، بحسب ما وهبه الله من حكمة وفطنة ومعالجة الأمراض وحسم المواقف بمشيئة روحية يقظة مستمدة من الله الحي بإلهام الروح وحكمة عقل واعي مستنير…

عموماً القصد الحقيقي للاستسلام لإرادة الله هو: [ الرضا بكل النتائج النهائية – مهما كانت – بعد أن يبذل الإنسان قصارى جهده حسب حكمة الله باستنارة الفكر وتحكيم العقل، على أن يتحقق دائماً وباستمرار من إن إرادته وفق إرادة الله، ولا يعمل شيئاً بكبرياء أو حماقة أو تسرع واندفاع بمشيئته الخاصة، بدون معرفة مشيئة الله ]، أما إن كان هُناك جهل بمشيئة الله وإرادته، فعلاجه في الإنجيل والصلاة المستمرة
  • ثالثاً: أو الشيء الثالث كما قال القديس أغسطينوس: [ كمل سيرك إلى خالقك ]:
الإنسان عموماً حينما يبدأ يعي نفسه يُدرك أنه مرتبط بالله لأنه منه وبه وله خُلق، لذلك تظل نفسه في حالة قلق واضطراب إلى أن يجد راحته فيه، وبذلك يبدأ المسيرة نحو الله، وكل يوم يحيا مُشابهاً له حينما يتطلع لنور وجهه في كلمته، فتُغرس فيه بالنعمة وهو يسقيها بالصلاة مهتماً بالتعليم الإلهي لكي يكون سماد قلبه القوي لتنمو الكلمة وتأتي بالثمر المطلوب وتنطبع فيه ملامح خالقه في داخله، وهذه مسيرة تحتاج أن تُكتمل، لذلك ففي النهاية لازم يحيا في هذه المسيرة بلا توقف إلى القبر، لذلك اكتمال المسيرة هي نتيجة ما قبلها - كما سبق وقلنا في النقاط السابقة - وعليها تعتمد، لأن بدون أن يسير وفق الخطوات التي سبق ذكرها فأنه لن يستطيع أن يسير نحو خالقه، وبذلك تتعطل حياته كلها ويخسر نفسه...

  • ملحوظة مهمة للغاية:
الخضوع لله والتسليم الكامل لمشيئته وتدبيره، هو في الواقع هبة ونعمة، لذلك فهو يحتاج إلى صلاة وتوسل مع ثقة الإيمان في نوال هذه الموهبة

+ كلمة في الختام +

عموماً إذا أردنا فعلاً أن نصل لهذه النتيجة، يلزمنا أولاً أن نعرف أنفسنا المُزيفة لنرفضها، أي لا بُدَّ أولاً من مواجهة النفس وكشف ضعفها وجهلها وفقرها الروحي واللاهوتي من جهة الخبرة وليس المعرفة وأيضاً مقدار عماها الداخلي وتورطها في الفساد الذي في العالم بالشهوة، وبعد أن نعرف هذا كله نقرّ بذلك معترفين أمام الله دون خوف من هول ما قد نكتشفه، ولنصغي لقول الله في هذه الحالة: [ لا تخف يا دودة يعقوب، يا شرذمة إسرائيل، أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل ] (إشعياء 21: 14)
ولننظر للابن الضال وكيف عاقبه أبوه: عوض العقوبة = أعطاه قبله [ رآه أبوه فتحنن، ووقع على عنقه وقبله ] (لوقا 15: 20)
وعوض الفرقة = فتح له حضنه واحتضنه
يقول القديس مقاريوس الكبير: [ فلنقبل إذاً إلهنا وربنا – الشافي الحقيقي – الذي يستطيع وحده أن يأتي ويشفي نفوسنا... فأن طعامه وكساءه ومأواه وراحته، هي في نفوسنا، لذلك فأنه دائماً يقرع طالباً الدخول إلينا. فلنقبله إذن وندخله إلى داخل نفوسنا، لأنه هو طعامنا وشرابنا وحياتنا الأبدية ] (عظة 30: 9)

وبذلك نستطيع أن نحيا في مسيرة مقدسة، لأن الطريق الإلهي لا ينتهي، بل هو مسيرة النفس المُحبة لله، والإنسان الذي يتوقف سعيه نحو إلهه الحي، تتوقف مسيرته، وأي توقف كفيل أن يُصيب الإنسان بالشلل الروحي التام، وبخاصة لو اعتاد على حالة الجمود، لأن التوقف يعني الجمود، والجمود هو موت روحي يصيب النفس بالعطب، فتتعطل مسيرتها وتظل تفكر في الماضي وتنسى الحاضر ولا تتطلع لمستقبلها الأبدي، واستمرارها في هذه الحالة يجعلها تفقد كل شيء حتى نفسها فتتغرب عن الله، وقد تصل لحد المرض النفسي حتى تصل لليأس وتبتعد عن الله تماماً، وهذه هي مشكلة الكثيرين في الطريق الروحي، وهو حالة الجمود والشلل التام والاعتماد على المضي فقط بدون استكمال المسيرة والاكتفاء بالذي كان عنده، مثل من افلس وعايش في قصر وظل لا يسعى لكي يعمل ليغتني مرة أخرى، فيصير لحالٍ أردأ، لأن بعد ذلك بسبب الإهمال سيصير القصر في حالة من الفوضى ويمتلئ من الحشرات الضارة ثم الروائح الكريهة.. الخ، ويصبح جحيماً لا يُطاق... لذلك علينا أن نحذر يا إخوتي من اي توقف أو جمود ونستمر في مسيرتنا، وحتى لو كنا سقطنا فلنذكر من أين سقطتنا ولنتب ونعود لنبدأ مسيرتنا مرة أخرى بلا توقف...

Mary Naeem 09 - 07 - 2014 10:54 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ا تثقلوا على الراجعين من الأمم


https://www.light-dark.net/photosuplo...d3d71d0ea1.jpg
في حديث لقداسة البابا شنودة الثالث بخصوص برامج مدارس التربية الكنسية، وكان في مدينة لوس أنجيلوس، في مايو عام 1997 روى القصة التالية:



أثناء خدمته وهو شاب في التربية الكنسية تعرف على شابٍ بعيدٍ كل البعد عن معرفة اللَّه؛ لا يحب الحديث عن اللَّه، ولا عن الكنيسة، ولا عن الحياة الأبدية.



بدأ معه بتكوين علاقة صداقة قوية؛ واجتذبه بالحب، نحو اللقاء مع اللَّه والتمتع بالخلاص والشركة في العبادة الكنسية. وكان الشاب متهللًا وصار له أصدقاء يتسمون بالروحانية.



فجأة لاحظ غياب الشاب عن اجتماع الشباب وانقطاعه عن الكنيسة، وإذ افتقده قال له:



"لا أستطيع العودة إلى الكنيسة.



لقد جلس معي الخادم (فلان) وتحدث معي، فأحسست بأن كل ما أصنعه خطأ.



إنني لا أستطيع أن أكون معكم، ولا أن أصير مثلكم.



لكم طريقكم ولي طريقي".



بمحبة بدأ الأستاذ نظير جيد (قداسة البابا) يتحدث معه عن بساطة الإيمان، وعذوبة الطريق الروحي.. وبدأ معه الطريق من جديد بعد أن أعثره هذا الخادم الذي أراد أن يلقي عليه بأثقال فوق حمله.



علق قداسة البابا على هذه القصة التي حدثت معه، مطالبًا الخدام أن يترفقوا بالغير، خاصة حديثي المعرفة باللَّه .. إذ ينبغي ألا نثقل على الراجعين من الأمم!



طريقك مفرح يا مخلصي!



تدعوني لأسير معك في الطريق الضيق،



لكنني أراك تحمل معي الصليب.



فأنسى ضيق الطريق وانشغل بك!



هب لي ألا أثقل على أخوتي،



بل بالحب والرحمة أحملهم إليك،



يا من بحبك تحمل العالم كله!

Mary Naeem 09 - 07 - 2014 06:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما هو الفداء؟

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...06-150x150.jpg
لا سبيل للحصول على الغفران أو التمتع باللّه إلا إذا تم أولاً إيفاء مطالب عدالته وقداسته بوسيلة ما.

لكن الذين لا يدركون هذه الحقيقة، أو يدركونها لكن يتغاضون عنها لعدم معرفتهم بكيفية إتمامها، يريحون ضمائرهم من جهة الغفران والتمتع باللّه، بترك الأمر إلى رحمته. ونحن وإن كنا نعتز برحمة اللّه كل الاعتزاز، ونؤمن أنه لا حد لها على الإطلاق، وأنها وحدها هي الكفيلة بالإتيان إلينا بالصفح والغفران، لكن لكيلا يكون الاعتماد عليها مؤسساً على مجرد الأمل، بل على الحق والواقع نقول:
لنفرض أن قضية رُفعت إلى قاض مشهور بالرحمة والرأفة، لكنه إلى ذلك يقدّس العدل ولا يفرّط في حق، فهل يجوز للمذنب أن يُطمْئِن نفسَه بأن هذا القاضي سيبرئ ساحته لأن قلبه الرحيم الرؤوف لا يرضى بتوقيع العقوبة القانونية عليه؟ (الجواب) طبعاً لا. وعلى هذا النسق تماماً نقول: بما أن اللّه كما أنه رحيم رؤوف هو عادل وقدوس أيضاً، إذاً لا يجوز أن نُطَمْئِن نفوسنا بما هو عليه من رحمة ورأفة، قبل أن نعرف الوسيلة التي تؤهلنا للتمتع بها دون الإجحاف بمطالب عدالته وقداسته، فما هي الوسيلة يا ترى؟
الجواب: بما أننا لا نستطيع بالصلاة والصوم والتوبة والأعمال الصالحة أن نفي مطالب عدالة اللّه وقداسته التي لا حد لها.. وبما أن عدالة اللّه وقداسته لا تقلان في شيء عن رحمته ومحبته، بسبب كماله المطلق وتوافُق كل صفاته معاً كما ذكرنا. إذاً إن كان هناك مجال للتمتع بالغفران والقبول أمام اللّه (ومن المؤكد أن يكون هناك مجال للتمتع بهما، لأن صفتي الرحمة والمحبة في اللّه لا يمكن أن تكونا بلا عمل) ، لا بد من الفداء أو التعويض، أو بالحري لا بد من إيفاء مطالب عدالة اللّه وقداسته بواسطة كائن عوضاً عنا. وإيفاء هذه المطالب يستلزم طبعاً من هذا الكائن أن يقبل على نفسه القصاص الذي نستحقه بسبب خطايانا تنفيذاً لمطالب عدالة اللّه، وأن يهبنا أيضاً طبيعة روحية تجعلنا أهلاً للتوافق مع اللّه في صفاته الأدبية السامية تنفيذاً لمطالب قداسته.
أما الفداء في اللغة العبرية فهو الترضية وإزالة الأحقاد بعد دفع التعويض. وفي اللغة العربية هو الإنقاذ وليس بدون مقابل، بل بعد تقديم التضحية اللازمة. وقد تكون هذه التضحية مالاً أو غير مال. جاء في القاموس المحيط فداه أي دفع شيئاً فأنقذه، ويكون قد اشتراه ثانية. أما في اللغات الأوروبية فيُراد بالفداء أربعة أمور:
  • استرداد الشرف المُعتدَى عليه
  • إطلاق سراح الأسير
  • استعادة الشيء المرهون
  • إنقاذ شخص من أزمة أو موت. وكل ذلك بواسطة تضحية أو مجهود ما.

نشأة الفداء
أن آدم عندما أكل من الشجرة المنهي عنها ومات موتاً أخلاقياً، لم ينفذ اللّه فيه وقتها حكم الموت الجسدي الذي أنذره به في حالة العصيان، كما أنقذه من الموت الأبدي الذي هو العقاب الذي كان سيتعرض له في العالم الآخر، وذلك بتوقيع الموت على حيوان عوضاً عنه. وإن كانت هذه الذبيحة الحيوانية في حدّ ذاتها غير كافية للفداء، لكن لأنها كانت رمزاً إلى ذبيحة عظمى في نظر اللّه، لذلك اكتسبت وقتئذ شرعاً قوة الفداء. ولبيان هذا نقول:
سجَّل الوحي أن اللّه بعدما اقتاد آدم وحواء للاعتراف بعصيانهما والندم عليه، صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما (تكوين ٣: ٢١) . وبما أن كل كلمة موحى بها تُستعمل في معناها الصحيح، لذلك لا بدّ أن اللّه لم يخلق هذه الأقمصة من العدم بل صنعها. ولما كانت صناعتها تستلزم وجود جلد وقتئذ تُصنع منه، واللّه لم يخلق جلداً بمفرده، بل خلق حيوانات يكسوها الجلد، إذاً فمن المؤكد أنه بوسيلة ما تمَّ ذبح حيوانين، ومن جلدهما صُنعت هذه الأقمصة.
فإذا تأملنا الظروف المحيطة بهذا الموضوع، يتضح لنا أن الغرض من ذبح الحيوانين المذكورين لم يكن لمجرد الحصول على الجلد، بل للتكفير بهما (أو بالحري التعويض بهما) عن آدم وزوجته. وذلك للأسباب الآتية:

  • لم يكن عسيراً على اللّه الذي خلق العالمين بكلمة، أن يخلق أقمصة من الجلد بكلمة أيضاً، بدلاً من ذبح حيوانين لاستخدام جلدهما في صنع الأقمصة المذكورة.
  • لم ينتفع آدم وحواء بلحم هذين الحيوانين في شيء، فلم يكن هناك مبرر لذبحهما لولا أن اللّه قصد به أول فدية عن آدم وامرأته. أما أول من أكل اللحم فهو نوح وأولاده (تكوين ٩: ٣) ، ولكن من سبقوهم من البشر كانوا يأكلون النباتات فحسب. ويؤكد علماء التاريخ الطبيعي هذه الحقيقة ويقولون إن الإِنسان لم يعرف أكل اللحوم إلا بعد فترة طويلة من وجوده على الأرض.
  • قدم هابيل بن آدم عن نفسه ذبيحة حيوانية للّه، وطبعاً لم يكن ممكناً له أن يعرف كيفية تقديمها أو ضرورة تقديمها من تلقاء ذاته، لأنه لم يكن يأكل لحماً حتى يعرف كيفية ذبح الحيوان، أو يدرك استحقاقه للموت بسبب أي خطية يرتكبها، حتى يقدم هذا الحيوان كفارة عن نفسه. فلا بد أنه عرف هذين الأمرين من أبيه. وطبعاً لم يكن ممكناً لأبيه أن يعرفهما لولا أنه أدرك أن اللّه قصد بذبح الحيوانين اللذين لم ينتفع هو بشيء منهما سوى الجلد، أن يكونا كفارة عنه وعن امرأته.
مما تقدم يتضح لنا:

  • أن الموت الذي كان يجب أن يحل بآدم وحواء بسبب عصيانهما حلَّ بحيوانين بريئين عوضاً عنهما، وذلك بترتيبٍ إلهي، رحمةً بآدم وحواء من جهة، وإيفاءً لمطالب عدالة اللّه على النحو الذي ارتضاه من جهة أخرى.
  • ستر اللّه عري آدم وحواء الذي ترتَّب على عصيانهما، وغطى نتائج خطيتهما، بجلد هذين الحيوانين، فيكون اللّه قد جعل الفداء أساس الخلاص من قصاص الخطية ونتائجها السيئة، التي كان يُشار إليها بالعري وقتئذ.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 08:12 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
دعوة للتفكير.. المسيح هو الله الظاهر بالجسد
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.n...0db2da1a4922ff

قد يعترض البعض على هذه العقيدة ولكننا نؤكد أنها ليست من وحي أفكارنا الخاصة! بل بشهادة كتابنا المقدس نؤمن أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد.
وإن اعترض البعض بأن العهد الجديد تم تحريفه فيستحيل أن يكون العهد القديم تم تحريفه لأن اليهود اضطهدوا المسيحيين بلا سبب فكم يكون اضطهادهم أشد قسوة لو أن المسيحيين حرفوا التوراة؟! وما السبب الذي يجعلهم يقبلون التوراة وهى محرّفة ولا يدافعون عنها؟! وحتى الآن لم نسمع من اليهود أننا حرَّفنا التورارة... بل يقولون أن المسيح لم يأتِ حتى الآن.
إذن عندما تتحق نبوة في العهد القديم فلابد وأن تكون صحيحة وفيما يخص تجسد الله تنبأ إشعياء النبي قائلاً: " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً و تكون الرياسة على كتفه و يدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام " (سفر إشعياء النبي9 : 6).
وقد أكد معلمنا بولس الرسول حقيقة التجسد بقوله: " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (رسالة بولس الرسول الأولي 3 : 16)
والسؤال الحائر: هل يستطيع الله القادر على كل شيء أن يتجسد أم لا؟ من قال لا ينسب الضعف إلى الله!!







Mary Naeem 12 - 07 - 2014 05:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الوصول للهدف

تستطيع ان تربح السباق حتى اذا كنت الاسرع, اذا كنت تسير في الاتجاه المعاكس.


الله لا يستجيب كل طلباتنا, لكنه يحقق كل وعوده.

الله لم يعدنا برحلة هادئة, لكن ضمن لنا الوصول للهدف.

النعمة لا يحصل عليها الانسان عن طريق الشراء او لانه يستحقها, النعمة هي عطية مجانية من الله للبشر.

من المهم ان يحدد هدفنا الطريق, لا الطريق من يحدد الهدف.

اشواقنا نحو الرب يسوع هي ما يحدد مصيرنا الابدي.

بين الامور الكبيرة التي لا نستطيع ان نفعلها وبين الامور الصغيرة التي لا نفعلها, يكمن الخطر بان لا نفعل اي شيء.

الكذب هو طريق الجبان للخروج من المآزق.

افقر انسان هو من كان كل غناه المال.

اذا كنت لا تستطيع عمل اشياء كبيرة, فافعل اصغر الاشياء باكبر الطرق.

بالإمكان تجنب اكثر الخطايا, اذا ما تجنبنا المواقف التي تقود الى الخطيئة.

الاعتراف بالذنب لا يجعل الانسان اقل قيمة.

Mary Naeem 12 - 07 - 2014 05:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الفتور الروحى
++++++++++++
حينما خاطب السيد المسيح تلاميذه المكرمين عن الروح القدس قال "واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" ( يو 14 : 26 )، فالتعليم و التذكير من وظائف الروح القدس داخلنا. و لذلك فهو كالمنخاس داخل كل واحد منا و يبكتنا حينما نخطئ، و يرشدنا دائماً للطريق الصحيح. و فى ذلك يقول رب المجد عن الروح القدس "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة" ( يو 16 : 8 ). و الروح القدس الذى يحل على كل إنسان مسيحى فى سر اليرون يعمل داخله دائماً. و لذلك فوظائف الروح القدس تشتعل داخلنا و نستطيع أن نجملها فى التعزية، و التذكير، و التبكيت، و التعليم. و نحن قد صرنا أولاداً لله بحلول الروح القدس فينا "لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" ( رو 5 : 5 ).

و لكن المشكلة تكمن فينا حينما نخطئ لأننا بهذا نقاوم عمل الروح القدس فينا الذى يرشدنا للصلاح بينما نذهب نحن لنخطئ، فيخاطبنا لنا سفر الأعمال قائلاً "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان انتم دائما تقاومون الروح القدس" ( أع 7 : 51 ). و الخطية هى إهانة لهيكل الله و روحه القدوس الساكن فينا كقول الوحى الإلهى "ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم" ( 1 كو 6 : 19 ). و الروح القدس لا يفتر أن يرشدنا و يبكتنا و يعملنا و يذكرنا بكل تعاليم الكتاب المقدس و لكن نحن الذين نقسى قلوبنا و نصم آذاننا عن سماع صوته، و لذلك يقول الكتاب "لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم" ( عب 3 : 7 ، 8 ).

و كثرة صم آذاننا يخلق داخلنا قساوة قلب تجاه عمل الروح القدس، فالانسان قد يستصعب أول مرة يخرج لفظاً شريراً من فمه، و لكنه حينما يبدأ فى ترديد هذا الكلام الشرير يصبح فى فمه كالماء. و كذلك فاللص حينما يسرق لأول مرة تكون أصهب سرقة و يكون تبكيت ضميره له شديداً و لكن مع التكرار تصبح السرقة مثل الأكل فى سهولته. و خطية الزنا فى أول مرة تكون صعبة و مرة على النفس جداً، و لكن بالتكرار تصبح كالهواء الذى لا يتنفسه الانسان بلا أى صعوبة. و قد يصل الحال ببعض الناس أنهم يتباهون بخطاياهم أيضاً دون أن يشعروا بأى تبكيت من الروح القدس داخلهم. و هؤلاء الناس قد أطفأوا عمل الروح القدس داخلهم و لذلك يقول الكتاب "لا تطفئوا الروح" ( 1 تس 5 : 19 ). و ما بين إشتعال الروح القدس يوم حلوله فى سر الميرون، و إنطفاؤه داخلنا يمر الانسان بمرحلة الفتور الروحى.

فما هو الفتور الروحى؟!
يقول يوحنا كاسيان "الفاتر هو المتردد بين الفضيلة والرذيلة، يريد الفضيلة لكن يجبن عن الجهاد، ويكره التعب من أجلها"، و يقول الأسقف فيكتورينوس عن الفاتر روحياً "إنه ليس بغير مؤمن ولا مؤمن، بل هو كل شيء لكل أحد". و أيضاً يقول القديس أغسطينوس "أنني أتجاسر فأقول أنه خير للمتكبرين أن يسقطوا في عصيان واضح مشهور حتى يحزنوا في نفوسهم لأن سقوطهم هو بسبب فرحهم بذواتهم. فبطرس كان في حال أفضل حين بكى وهو غير مكتفٍ بذاته عما كان عليه حين كان متجاسرًا معتدًا بذاته". و كمثال تطبيقى فى الكتاب المقدس عن الفتور الروحى يذكر لنا سفر الرؤيا ملاك كنيسة لاودوكية و الذى خاطبه الله قائلاً "أنا عارف أعمالك، أنك لست باردًا ولا حارًا. ليتك كنت باردًا أو حارٌا. هكذا لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" ( رؤ 3 : 15 ، 16 ). و هنا العقاب الإلهى شديداً إذ إنه سيتقيأ الفاتر روحياً من فمه - أى سيطرده من أمامه و يرفضه. فالله لا يقبل هذا الوضع الفاتر الذى لا هو بالحار روحياً و لا البارد المبتعد صراحة عن الله. إن مثل الفاتر روحيا يمكن أن يكون يعيش كإنسان مسيحى و لكن فى مظهره فقط الذين يقول عنهم بولس الرسول "لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها" ( 2 تى 3 : 5 ). فقد يكون الفاتر روحياً واعظاً فى الكنيسة مشهود له بالحكمة، و قد يكون كاتب هذه السطور، و لكنه كما قال عنه الكتاب "نحاسا يطن او صنجا يرن " ( 1 كو 13 : 1 ). و المصيبة الكبرى فى الفتور الروحى أن علاجه صعب و هو أقرب لحالة البرود الروحى - الذى يقود لإنطفاء الروح - منه لحراراة التوبة، و يقول فى هذا يوحنا كاسيان "رأينا كثيرين من الباردين رهبانًا وعلمانيين تحولوا إلى حرارة روحية، لكننا لم نرى فاترين صاروا حارين". و من خطورة الفتور الروحى يقول القديس أيرونيموس "بينما لا يشاء الله موت الخاطئ بل أن يتوب ويحيا فإنه يبغض الفاترين ويسببون له قيئًا سريعًا".

و علاج الفتور الروحى يتم بعدة خطوات:
1- الوقوف مع النفس وقفة صريحة لمعرفة أين أنا من الله فعلياً و ليس ظاهرياً.
2- محاسبة النفس بتدقيق.
3- الاتضاع فلا يقنع الانسان نفسه بأنه أقرب ما يكون من القديسين حينما يقارن نفسه بالخطاة، بل أن يقتنع بأنه خاطئ و لا يستحق أن يكون إبناً لله حينما يقارن نفسه بالقديسين.
4- إشعال الروح القدس داخلنا و ذلك بالسماع إلى صوته حينما يذكرنا و يعلمنا أقوال الكتاب المقدس، و يبكتنا على كل خطية.
5- الاعتراف الذى نفضح و ندين فيه أنفسنا أمام أب الاعتراف فلا يدخلنا ذلك الفكر المتكبر الذى يقنعنا بما نحن فيه.
6- السعى دائماً لما هو قدام و عد الاكتفاء بالحالة الروحية التى نحن فيها. فالنار إن لم نزدها إشتعالاً لن تبق على ما هى عليه، بل ستخبو حتى تنطفئ.
7- ممارسة كل ما هو نافع لإشعال الروح من وسائط النعمة كالتناول و الاعتراف و التوبة و الأعمال الصالحة و قراءة الكتاب المقدس.
8- قراءة سير القديسين كثيراً حتى نعرف أين نقف نحن الآن.
9- اليقظة الروحية.

Mary Naeem 14 - 07 - 2014 06:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من أنت أيها الكائن الفريد؟
==============


ولدت من عذراء دون أن تعرف رجلاً وهذا لم يحدث لأحد من البشر!
علَّمت تعاليم جديدة لم يعلّمها أحد من البشر!
صنعت معجزات باهرة لم يصنعها أحد من الأنبياء!...

عشت حياتك دون أن تفعل خطية واحدة! كيف ونحن نولد وفي داخلنا جرثومة الخطية؟!
مت وقمت قبل أن يقوم البشر!
وفي يوم الدينونة سوف تدين البشر!

قولوا لنا من هو هذا الكائن الفريد؟! هل مجرد إنسان ولد وعاش وأخيراً قد مات؟ أم فقط معلم قدّم لنا تعاليم جديدة؟ أم مجرد نبي حمل لنا رسالة إلهية؟ أم أنت هو الله الذي ظهر في الجسد ولا يحق أن نشبهك بأحد من البشر؟!

Mary Naeem 14 - 07 - 2014 06:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأربعة الكائنات الحية الحاملة عرش الله (سفر حزقيال 1: 10).
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...ca69ed541d79d9
هى ترمز إلى الأربعة أناجيل أو المسيح كما جاء في الأربعة أناجيل
ولها وجوه تعبر عنها فالأول له وجه إنسان والثانى وجه أسد والثالث وجه ثور والرابع له وجه نسر
...

الذي له وجه كوجه إنسان يرمز لانجيل معلمنا متى لأنه أكثر من تكلم عن التجسد والمسيح كابن للإنسان وذكر سلسلة أنساب المسيح.

وإنجيل مرقس مهتم بإبراز قوة المسيح للرومان ولهذا يُرمز لانجيله بوجه الأسد ولهذا بدأ إنجيله بعبارة: صوت صارخ في البرية.

ويُرمز لإنجيل لوقا بوجه الثور لأن لوقا البشير تحدث عن المسيح خادم البشرية ولهذا يبدأ إنجيله بالكهنوت، كهنوت زكريا الذي ظهر له الملاك عند مذبح البخور يبشره بميلاد يوحنا المعمدان بعد أن قدم ذبيحته علي مذبح المحرقة.

وإنجيل يوحنا يُرمز له بوجه النسر إذ يحدثنا عن لاهوت المسيح لأن النسر يرمز للصعود والتحليق في الأعالي والقديس يوحنا ذكر لاهوت المسيح أكثر من غيره وافتتح الانجيل بعبارة: في البدء كان الكلمة.

Mary Naeem 15 - 07 - 2014 05:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التجارة بأجساد القديسين _ أثناسيوس الرسولي

أطلب إليكم أن تحتملوني إذا نبَّهت بكلمات قليلة لأنني حقاً أغار عليكم غيرة الله ...

عندما سقط المتملِّقون والمتطفِّلون على هرطقتهم من الميليتيين في هذه الأفكار، صاروا بؤساء، ليس فقط لأنهم استبدلوا اسم الرب يسوع المسيح باسم أريوس، وصاروا أريوسيين بدلاً من أن يكونوا مسيحيين، كما سبق وقلتُ، لكن لأنَّهم، كالوثنيين، يعبدون المخلوق بدلاً من الله خالق كل شيء، قائلين لإن ابن الله الوحيد مخلوق. لأنَّ أفعالهم تشبه أقوالهم، مثل الجاهل الذي تكلَّم عنه المرتل قائلاً: "قال الجاهل في قلبه: ليس إله. فسدوا ورَجسوا في تعدياتهم" (مز 53: 1).

لأنهم عندما يردِّدون أباطيل، مثل بيلاطس وهيرودس في ذلك الزمن، تجرَّؤوا هم أيضاً أن يقاوموا الرب ويزدروا بالقديسين الذين رقدوا في اسمه، كما لو أنهم حانقون أنَّ مَن ينكرونه هم قد اعترف به هؤلاء. لأنَّ أجساد الشهداء الذين جاهدوا حسناً لم يدفنوها في الأرض، بل يشرعون في وضعها في توابيت وعلى محفات خشبية لكي يراها مَن يريد.

وهم يفعلون هذا بشكلٍ كما لو أنه من أجل كرامة الشهداء، لكنَّ الأمر في الحقيقة هو ازدراء بالشهداء. وهم يفعلون ذلك بسبب أمر مشينٍ، لأنه على الرغم من أنهم ليس عندهم أجساد شهداء في مدينتهم، ولا يعرفون ما هو الشهيد، تآمروا على سرقة أجسادهم وأخذها من جبَّانات الكنيسة الجامعة. وهم يستولون على أجساد الشهداء الذين دُفِنوا بالفعل وينقلونها لكي يجدوا الوسيلة بواسطة أجسادهم ليخدعوا هؤلاء الذين أضلُّوهم.

لكن نصيب إسرائيل ليس هو ضلال، ولم يسلِّمنا آباؤنا هذا، لكنهم حسبوا عملاً مثل هذا تَعَدٍّ للناموس. في الزمن القديم قرَّر الله على آدم يحُكمٍ قائلاً: "أنت تراب وإلى التراب تعود". وسَرَت هذه الكلمة على الجميع، سَرَت على كلِّ واحدٍ في آدم. وكُّل الذين يموتون في كل مكان يُدفَنون. هكذا فعل إبراهيم واشترى المغارة من عفرون، وهناك دفن زوجته سارة. بعد ذلك دَفَنَ إسحق إبراهيم، وفي المغارة نفسها دُفِنَ جسد يعقوب. أمَّا يوسف وهو يموت، فأوصى من أجل عظامه ودُفِنَ في ذلك المكان.

وكذلك مكتوب عن كل واحدٍ من الذين فارقوا أجسادهم أنَّهم دُفِنوا في مقابر. وقد تكلَّمت الأسفار المقدسة عن الأنبياء في موضعَين أنهم دُفِنوا، قائلة: "ويل لكم، أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء، وتزيِّنون مدافن الصدّيقين". وكل هؤلاء قبورهم موجودة عندنا إلى هذا اليوم، مثلما رأينا قبور بطرس وبولس في المدينة العُظمى روما، وقبر يوحنا في أفسس، وقبور آخرين في كل مكان حيثما رقدوا. لذلك، لن نتعجَّب والمكان الخارجي سيشهد عن جسد الربِّ أنَّه وُضِعَ في قبرٍ، وأيضاً أنَّ القبور تفتَّحت وقام كثيرٌ من أجساد القدِّيسين الذين رقدوا، وبعد أن قاموا دخلوا المدينة وظهروا لكثيرين".

... من ذا الذي سيقدر أن يقول أنه شاهد جسد بولس أو بطرس أو آخرين من القدِّيسين غير مدفونين؟ هؤلاء المتهورين في كل أمر فليقولوا إن كانوا قد رأوا جسد اسطفانوس أوَّل الشهداء، لكنهم لن يستطيعوا أن يقولوا. لقد سبق وتكلَّمنا عن قبورهم. لذلك، يمكن للواحد أن يسمِّى مثل هؤلاء بأي اسم إلآَّ اسم المسيحيين، لأنهم أغاظوا الرب، وصاروا أنجاساً أمام الشهداء، وقاوَموا الكتاب المقدس. لأنهم صاروا عُصاةً للصوت القائل: "لا تَمَسُّوا مُسَحَائي ولا تُسِيئوا إلى أنبيائي" (مز 15:105).

لأنه إثمٌ صارخٌ التسوُّل وسرقة مقابر الشهداء، وألاَّ يُدفَنوا مثل القديسين - وقبل كل أحد مثل الرب - وأن يتشبَّهوا هم أنفسهم بالأنبياء الكَذبة. لأنَّ مثل هؤلاء الناس، هم وأتباعهم، سيصيرون مطروحين على الطرقات أمام السيف والجوع، ولن يكون هناك من يدفنهم ،كما قال إرميا النبي. وعن الذين أخطأوا من الشعب قال: "لن يُندَبوا ولن يُدفَنوا، ويكونون عِبرَة على وجه الأرض". أمَّا عن يهوياقيم، ملك يهوذا، هذا الذي أكثر الخطيئة، فقال: "لن يندبوه قائلين: آه يا أخي، ولن يبكوا عليه قائلين: الويل لي يا سيِّد، الويل لي يا أخي. سيُدفَن دَفنَة حمارٍ، ويتحلَّل، ويُلقى خارج بوابة أورشليم" (إر 22).

مَن سيقدر أن يمقت الهراطقة كاستحقاقهم؟ مَن سيرغب في أن يقابلهم وهم يهينون أجساد القديسين مثل الأنبياء الكذبة؟ مَن شاهد أجساد الشهداء والأنبياء مطروحةً ومكشوفةً دون أن يرتعد؟ هذا ليس من شيم المسيحيين. لم يسلِّمنا بولس هذا. لم يفعل البطاركة ولا الأنبياء هذا في أي زمنٍ، ولكنهم الميليتيون الذين تآمروا على هذا بسبب التجارة. لأنَّ هذا نوعٌ من احتيال يربعام، هذا الذي كان يبيع الحمام ويقوم بالصرافة في بيت الله، كما هو مكتوب. لكن الأمر ظاهرٌ دون ارتيابٍ، أنَّ الرب قال للذين تعدوا الناموس في ذلك الزمان وطُردوا بالسوط: "لا تجعلوا بيتَ أبي موضعَ تجارةٍ". هؤلاء أيضاً سيسمعونه بالتأكيد قائلاً: "لا تبيعوا أجساد الشهداء، ولا تجعلوا اعترافهم الحسن تجارةً من أجل محبة المال". لأنَّ من سيقترفون مثل هذه الآثام حتماً سينالون هذا القصاص عنه.



Mary Naeem 15 - 07 - 2014 05:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
دفن الاجساد أم وضعها في مزارات للتبرك بها ؟



وجدير بالذكر أن أقص عليكم كيف كان موته لكي تسمعوا هذا كرغبتكم. لأن نهايته هذه تستحق الإقتداء بها. فإنه كعادته زار الرهبان في الجبل الخارجي، وإذ عرف من العناية الإلهية أن نهايته قد اقتربت، قال للأخوة: "هذه آخر زيارة أقوم بها لكم، وإن رأينا بعضنا بعضاً مرة أخرى في هذه الحياة كان ذلك مثار للدهشة. أخيرا قد قرب وقت ارتحالي، لأنني أشرفت علي المائة وخمسة أعوام".
وعندما سمعوا هذا بكوا وعانقوا الشيخ وقبلوه. أما هو فتكلم بفرح. كأنه مسافر من مدينة غريبة إلى وطنه. ونصحهم بأن لا يتكاسلوا في عملهم، ولا يخوروا في تدريبهم، بل ليعيشوا كأنهم مماتون كل يوم، وكما قال لهم سابقا يجب أن يحرصوا كل الحرص علي حفظ النفس من الأفكار الدنسة، وأن يقتدوا بالقديسين بكل نشاط ، ولا تكون لهم أية خلطة "بالمانيين"[139]المنشقين، لأنكم تعرفون أخلاقهم الشريرة الفاسدة. ولا تكن لكم أية شركة مع الأريوسيين لأن كفرهم واضح للجميع ولا تنزعجوا إن رأيتم القضاة يحمونهم، لأن دفاعهم عنهم له نهاية. وعظمتهم زائلة ولمدة قصيرة، لذلك ابذلوا حرصا أوفر لحفظ أنفسكم بلا دنس منهم، ولا حظوا تقاليد الآباء سيما الإيمان المقدس بربنا يسوع المسيح الذى تعلمتموه من الكتب ، والذى طالما ذكرتكم به.
90. ولما ألح الأخوة ليمكث معهم ويموت هناك رفض لأسباب كثيرة كان ينم عنها التزامه الصمت، وكان أخصها هذا السبب: أن المصريين معتادون إكرام أجساد الصالحين ـ سيما أجساد الشهداء ـ بالخدمات الجنائزية، ولفها بالأقمشة الكتانية عند الموت، وعدم دفنها تحت الأرض بل وضعها علي أرائك، وحفظها في منازلهم، ظانين أنهم بهذا يكرمون الراحلين.
وطالما حث أنطونيوس الأساقفة لأعطاء النصائح للشعب في هذه الناحية. كذلك علم العلمانيين ووبخ النساء قائلا: "إن هذا الأمر لا هو شرعي ولا هو مقدس علي الإطلاق ، لأن أجساد الأباء البطاركة الأولين والأنبياء محفوظة إلى الآن في مقابر. ونفس جسد الرب أودع قبراً وضع عليه حجر، وبقي مختبئا إلى أن قام في اليوم الثالث.[140] وإذ قال هذا بين لهم أن من لم يدفن أجساد الموتى بعد الموت تعدى الوصية حتى وأن كانت الأجساد مقدسة، لأنه أي جسد أعظم أو أكثر قداسة من جسد الرب؟ ولما سمع هذا الكثيرون دفنوا الموتى منذ ذلك الوقت تحت الأرض. وشكروا الرب إذ تلقوا التعليم الصحيح.
91. أما هو، فإذ كان يعرف العادة، ويخشى أن يعامل جسده بتلك الطريقة، أسرع بدخول الجبل الداخلي الذى أعتاد الإقامة فيه، بعد أن ودع الرهبان في الجبل الخارجي. وبعد شهور قليلة حل به المرض. فدعا الراهبين اللذين كانا قد بقيا في الجبل خمسة عشر عاماً يمارسان النسك، ويخدمان أنطونيوس بسبب تقدمه في السن، وقال لهما: "إنني كما هو مكتوب[141] ذاهب في طريق الآباء، لأنني أرى أنني دعيت من الرب. فكونوا ساهرين، ولا تفسدوا نسككم الطويل، بل كأنكم مبتدئون الآن حافظوا علي عزمكم بغيرة، لأنكم تعلمون خداع الشياطين وكيف أنها متوحشة ولكنها قليلة القوة. لذلك لا تخافوها، بل بالحرى تنسموا المسيح دواماً، وثقوا فيه، عيشوا كأنكم تموتون كل يوم، التفتوا إلى أنفسكم، تذكروا النصائح التى سمعتموها منى. لا تكن لكم شركة مع المنشقين، ولا أية خلطة علي الإطلاق مع الأريوسيين الهراطقة لأنكم تعلمون كيف أنني تجنبتهم بسبب عداوتهم للمسيح وتعاليم هرطقاتهم الغريبة. لذلك كونوا أكثر غيره علي الدوام لأتباع الله أولا ، ثم التمثل بالقديسين، حتى يقبلونكم أيضاً بعد الموت كأصدقاء معروفين ، في المظال الأبدية، تأملوا في هذه الأمور وفكروا فيها. وإن كنتم تحترمونني وتهتمون بي كأب فلا تسمحوا لأى شخص يأخذ جسدى إلى مصر، لئلا يضعوني في البيوت، لأنني دخلت الجبال وأتيت هنا لأتفادى هذا.
" أنتم تعرفون كيف أنني كنت دواما أوبخ من تمسكوا بهذه العادة ونصحتهم ليكفوا عنها، لذلك ادفنوا جسدى، وخبئوه تحت الأرض بأنفسكم وحافظوا علي كلمتي حتى لا يعرف المكان أحد سواكما. لأنني في قيامة الأموات سأتقبله بلا فساد من المخلص. ووزعوا ثيابي، لأثناسيوس الأسقف أعطوا جلد خروف والرداء الذى أنا مضطجع عليه، والذى أعطانيه هو جديدا، ولكنه عتق معي، ولسابيون الأسقف أعطوا الجلد الآخر، واحتفظوا لنفسكم بالثوب المصنوع من الشعر[142] أما الباقي فخذاه يا ولدى. لأن أنطونيوس راحل ولن يبقى معكما فيما بعد".
92. وإذ قال هذا قبلاه، ثم رفع رجليه، وكأنه رأى أصدقاء قادمين إليه وفرح بهم، لأنه إذ رقد بدت طلعته باشة، وعندئذ مات وضم إلى الآباء. أما هما فبناء علي وصيته لفاه ودفناه مخبئين جسده تحت الأرض، ولا يعرف أحد حتى اليوم أين دفن سوى هذين الاثنين والذى تقبل جلد الغنم من المغبوط أنطونيوس، والذى تقبل الثوب الذى كان يلبسه، حسبا ذلك كنزا نفيساً، لأن مجرد التطلع إلى هذين الرداءين كان يعتبر تطلعا إلى أنطونيوس. وكل من لبسهما كان يبدوا كأنه حامل نصائحه بفرح.
93. هذه هي نهاية حياة أنطونيوس في الجسد. أما الوصف الذى تقدم فهو لمحة عن نسكه، وأن كان هذا الوصف أقل مما يستحقه. فإنك بهذا يمكنك أن تدرك كيف كان أنطونيوس رجل الله عظيما. ذاك الذى منذ شبابه إلى سن متقدمة كهذه، احتفظ بغيرة ثابتة نحو النسك، ولم ينغلب بسبب تقدم سنة من شهوة الأطعمة الفاخرة، ولا غير طريقة ملابسه بسبب ضعف جسمه. ومع ذلك ظل سليما من كل أذى، لأن عينيه لم تظلما، بل بقيت سليمتين تماما، وكان يرى بوضوح، أما أسنانه فلم يفقد واحدة منا، بل زادتها شيخوخته ثباتا من اللثة. وظل قوى اليدين والقدمين. وبينما كان كل الناس يستعملون أطعمه منوعة وثيابا متعددة كان هو يبدو أكثر انشراحا وأوفر قوة
(ببساطة طعامه وملبسه).

أما ذيوع شهرته في كل مكان، واحترام الجميع له بإعجاب، واشتاق الذين لم يروه لمشاهدته، فكل هذا برهان واضح علي فضيلته ومحبه الله لنفسه. لأن أنطونيوس لم يشتهر بسبب كتاباته أو بسبب أية حكمة عالمية أو أي فن ، بل بسبب تقواه نحو الله فقط. وليس من ينكر أن هذه كانت موهبة من الله لأنه من أين كان ممكنا أن يسمع عن ذلك الرجل في أسبانيا وبلاد الغال. فى روما وأفريقيا، لولا الله الذى يجعل أخصاءه معروفين في كل مكان، والذى وعد أيضا أنطونيوس بهذا في البداية؟ لأنهم حتى إن عملوا في الخفاء، وأرادوا أن يبقوا متوارين، إلا أن الرب يظهرهم كمصابيح لإناره الجميع لكي يعرف كل من يسمعون أن وصايا الله قادرة علي أن تقود الناس إلى النجاح، فيزدادوا غيرة في طريق الفضيلة.
94. لذلك إقرأوا هذه الكلمات لسائر الأخوة لكي يعرفوا ماذا يجب أن تكون عليه حياة الرهبان، ولكي يؤمنوا أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح يمجد الذين يمجدونه، ويقود الذين يخدمونه إلى النهاية، ليس فقط إلى الملكوت، بل هنا أيضا يجعلهم ظاهرين (حتى ولو خبئوا أنفسهم وأرادوا الاعتزال عن العالم) ومعروفين تمام المعرفة في كل مكان، بسبب فضيلتهم والمساعدات التى يقدمونها للآخرين. وإن لزم الأمر إقرأوا هذا بين الوثنيين، حتى يعرفوا أن ربنا يسوع المسيح ليس فقط إلهاً وابن الله، بل أيضا أن المسيحيين الذين يخدمونه بالحق ويؤمنون به عمليا لا يبرهنون فقط علي عدم ألوهية الشياطين التى يظنها الوثنيون أنفسهم آلهة، بل أيضا يدوسونها تحت أقدامهم، ويطاردونها كمضللة ومفسدة للبشر.
وذلك بيسوع المسيح ربنا الذى له المجد إلى ابد الآبدين أمين.
-----------




[139] أنظر الحاشية رقم 115 ---- كو 12 – 2

[140] يو 19 : 41 ، مت 27 : 60

[141] يش 23: 14

[142] قال جيروم أن أنطونيوس تقبل من بولس الطيبى (نسبة إلى طيبة ) بدله كهنوتية مصنوعة من أوراق النخيل، وكان يلبسها دواما في الأعياد، فلو كان لهذه التركة وجود وهى الأثمن من أرجوان الملوك لما كان قد غفل عنها أنطونيوس في الوصية بممتلكاته العالمية. ولذلك فإن عدم ذكر شئ عن هذه الحلة الكهنوتية في هذا الكتاب قد يلقى الشك علي رواية جيروم.

حياة أنطونيوس بقلم أثناسيوس الرسولي
(ترجمة القس مرقص داود فصل ٩٠)



Mary Naeem 15 - 07 - 2014 05:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا ياًس في المسيحية فربنا موجود

مهما كانت الظروف صعبة او بدت لا تطاق بمشاكلها وصعوباتها ومهما بدا المشهد ظلام حولك ففي امل وفي رجاء لينا في المسيح يسوع ربنا له كل المجد فلا تياًسوا اطلاقا لانه هو الطريق والحق والحياة وسيحل مشاكلك مهما كانت تبدو لك صعبة فحساباتك ليست كحسابات الله ومنطقك المحدود ليس كمنطق الله اللامحدود والفرج سياتي قريبا لان الله في المسيحية معانا يرافقنا كظلنا ولا يسمح لمحبيه ولمتقيه ان يبقوا وحدهم في صعابهم بل يهرع ويحارب عنهم وحتى ان لم يطلبوا منه ذلك لانه يحبنا ومحبته لنا لامتناهية وغير محدودة وغير مشروطة ووتجسد محبته بانه لم يشفق على ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح بل بذله لنا من اجل احبائه ولانه احبنا للمنتهى مات المسيح من اجلنا وهذا دليل على حبه العظيم لنا وانه لن يتركنا يتامى بل سيفرج عنا مشاكلنا في حينها لان روحه المعزي يعزينا ويملانا فرح وسلام واطمئنان ويطرد روح الخوف والياًس والقلق والفشل خارجا فمن يؤمن بالرب يسوع المسيح يمنحه الرب يسوع روحه المعزي الذي يسيج من حوالينا بسور من نار لا يستطيع ابليس اختراقه وايذائنا فليكن ايماننا بالرب يسوع قويا ولا نترك للياًس مكانا في حياتنا ولنثق بوعود الله لينا في الكتاب المقدس وانا ستحقق لينا بشخصه وسيتمم الله مواعيده لينا اكيد ولكن في حينه اي في وقته الالهي لنكن صابرين ويملانا الرجاء والايمان بالذي سيتحقق مستقبلا لمصلحتنا ولخيرنا حيث ان الله هو هو امسا واليوم والى الابد ومثلما اجرى معجزات عند مجيئه الينا في شخص الرب يسوع المسيح سيعمل معنا معجزات ايضا فثبتوا انظاركم عليه وافكاركم فيه وهو اله امين وعادل ورحوم وحنون ومحب للغاية لا يهون عليه اذيتنا فهو يتالم لالمنا ويئن معنا في ائنينا لان قلبه حنون ورحوم ويرثي ايضا لضعفاتنا فلا تياًسوا ابدا من رحمة الله الواسعة التي تسع كل خاطئ وكل خطيئة ان تاب عنها واعترف بها لله سيغفرها له الله وسينساها وسيبعدها عنه كبعد مشرق الارض عن مغربها وسيمتعه بخيراته وبركاته فهو الذي قال كل شئ هو لكم لغنى التمتع فلنثق به مهما حصل متاكدين انه سيتجيب طلباتنا في حينه ان كانت تسير ضمن ارادة الله في حياتنا والمجد لله دائما وابدا امين

Mary Naeem 15 - 07 - 2014 05:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الصليب والمحبة
الأب انطونيوس مقار ابراهيم

المحبة الحقيقية والصافية، الشفافة والنقية، هي المحبة التي تدخل القلب وتحترق بنار الصليب والالآم. تماماً كمحبة يسوع للانسان على عود الصليب "احبنا حتى الموت موت الصليب".
إذاً كي يعرف الانسان ذاته أن يحب حقيقة ام لا؟ عليه أن يدخل في اختبار الالام مع الرب المتألم على الصليب وتصبح المحبة الحقيقة هي في قمة الصليب وتعليق الذات حُباً بالأخرين، والمقصود بتعليق الذات أي تعليق الأنانية والطلبات والرغبات التى تعوق التقدم والسير نحو الرب في حمل الصليب بشكرٍ وفرح، وهنا تكون الدعوة الى أن يكون الحب من دون قيود ولا شروط وللنظر الى المسيح القائل لنا "ها أن اعطيتكم المثل، أفعلوا انتم أيضاً بعضكم ببعض، أحبوا بعضكم بعض كما أنا أحببتكم"، فيسوع دعانا الى أن نحب اعداءنا، ونصلي لأجل من أساء الينا، ولنبارك مضطهدينا. وقال لنا تعلموا مني أنا الوديع المتواضع القلب، فهو قد أحب الأنسان الى المنتهى وقد أحب بشكل خاص كل مَن أهانه، وضربه وبصق عليه، وجلده، لذا علينا اخوتي كي نشفى تماماً من جراحنا أن ننظر إلى المسيح يسوع المسحوق لأجل آثامنا والمسحوق لأجل معاصينا.

نحن بطبعنا البشري ميالون الى الأنانية والكبرياء والبخل في عطاء الذات، والشك واليأس أما هو فقد بذل ذاته وسفك دمه "هذا هو دمي الذي يسفك عنكم وعن الناس أجمعين. يُعطى لمغفرة الخطايا وللحياة الابدية". من منا وقف أمام الرب وقال له يارب أختبربني واعرف قلبي، إفحصني، ونجني من ذاتي، قليلون هم من تميزوا بهذه الشجاعة وطلبوا بارداتهم أن يدخلوا الى إلامتحان، وما أصعب لحظات الأمتحان كم هى قاسية؟ وتوحي بالفشل والارتباك وإلاضطراب وإلانزعاج،لإن في الامتحان أظهار للحقيقة والمقدرة وكشف عن الذات.

للنجاح في الامتحان عليك أن تستعد وتبني ذاتك من الداخل على أسس قوية ومتينة. كمن يبني بيته على الصخرة لذا العذراء مريم تقول لنا ابنوا محبَتكم على صليبكم اليومي. المحبّة التي بدون ألم هي محبَّة زائفة. لأن المحبَّة لا تطلب ما لنفسها المحبة تعطي وتبذل ذاتها وتطرح الخوف خارجاً ترفق وتتأنى، محبة فائقة الحدود وتعطي دون قيود ودون شروط، محبة مبذولة لأجل الأخر، يمكن في الامر صعوبة ولكن عيشه يتم بالتمرس في الصلاة والتأمل والإرتواء من نبع المحبة الحقيقية ومن رحمته، وفهو قد قال لي "أريد رحمة لا ذبيحة" وفي قلب المحبة الصافية هنال الرحمة والمغفرة، فتعلّموا أن ترحموا، وتغفروا، "إغفروا يغفر لكم"، كونوا رحماء بعضكم تجاه بعض، إفرحوا ولا تحزنوا روح الله فيكم فتنالون الشفاء الحقيقي والمسامحة على جميع افعالكم. بصلاة المسبحة يمكنكم المثابرة وعيش المحبَّة ونزع الانانية، والشهوات والرغبات والطمع والجشع والتخلق بفكر المسيح.

انظروا دائماً الى يسوع المملؤة بالحب والشفقة والرحمة انتم يامن تدعونه وتطلبون منه قائلين "يارب اجعل قلبنا مثل قلبك" إذا إخوتي لاتهتموا بشيء ولا تطلبوا شيء ولا تفكروا في شيء سوى عيش المحبة كي نستحق الدخول الى قلب يسوع الذي هو الرحمة بعينيها لنستقي منها ونغرفها ونغوص في أعماقها كي تولد فينا الثقة الكاملة والإيمان الراسخ والثابت الغير متزعزع. فعندما نقول "يا رب أننا نثق بك"، هل ننظر إلى أنفسنا، ونثق فيه وفي رحمته الامتناهية؟ الرب يريد منا الثقة الواثقة في ذاتها الثقة الكاملة لأن بها نستطيع أن نربح نفوسنا فهو قد أعطنا سر السماء حينما قال لنا "لا تخافوا ثقوا أنا هو، لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم أعطاكم الملكوت" تعالوا اليه وإرتموا في حضنه وهو قادر أن يشفيكم، "تعالوا إلي ياجميع المتعبين وأنا أريحكم"، إذا اخوتي المهم في بناء علاقة صحيحة مع يسوع، لابد من الثقة، والحب، والرحمة، والايمان والصلاة، وكشف الذات امامه أي فحص الضمير.

أناجيل الشفاءات، تظهر لنا أناساً مرضى، يعرفون مرضهم، وبالتالي يطلبون الشفاء.إشفني يارب فإن عظامي قد جفت، وإن المرارة في حلقي، ومفسي إضطربت جداً. هل نحن متواضعين لمواجهة المنطقة المظلمة في داخلنا، ونعترف بمرضنا؟ كفاية لنتجرّئ النظر إلى داخلنا في نواحيها المظلمة، فنعترف أننا مرضى، وإننا لا شيء ولا نملك شيئاً سوى الخطيئة؟ أم لا نبصر سوى الخير الذي فينا لنفتخر به، والشر الذي في قريبنا لنحتقره وندينه، فنزيد ظلامنا ظلاماً بفعل كبريائنا وقساوة قلوبنا؟ كنظرة الفريسي لذاته ونظرته الى العشار.

1. هل نبصر أمراضنا على ضوء نور الله (كلمة الحياة)، أم لا نبصر سوى أمراض الآخرين؟ كالفريسيين؟
2. هل أنا متكبر، فأسعى لتجاهل أمراضي، لأنها تواضعني وتزعجني؟
3. بعد أن أتواضع وأعترف بأمراضي العديدة، هل أثق بالرحمة الإلهية التي تشفي نفسي وجسدي وروحي؟

"يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبي مثل قلبك".

"أيها الدم والماء الذين تدفقا من قلب يسوع كنبع رحمة لنا، إننا نثق بكما"!، إن الله يأتي إلي دوماً، وهو قربي وفيَّ.. دائما يعطيني قلبه.

هل أنا أفتح له قلبي على مصراعيه وأقول له " إفعل بي ما تشاء".

هل أدعه يعمل فيَّ، ما أتى من أجله؟

صلاتي ليسوع:

يا ربنا وإلهنا ومخلصنا وحبيبنا يسوع المسيح إبن الله الحي، نرفع إليك نحن البشر كأخوة بعضنا لبعض صلاتنا المشتركة لأجل سلامة نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا ،ولأجل حفظنا في الايمان الواحد. ومع اخوتي في الايمان أقول لك: أظهر لي عن عظم محبتك فكم أن بحاجة للغوص فيها أكثر. أقدّم لك قلبي، وأخصصه مكاناً لسكناك يخرج منه كل روح فاسد وشرير. أقصد بكل عزيمة ثابتة للإخلاص لحبك الإلهي وأن لا أعود لإهناتك مجدداً بسبب خطاياي.

• يا يسوع، أنا ضعيف وأنت والقوي فامحني قوتك.

• يا يسوع، أنا فقير وأنتَ الغني ولديك كل الكنوز فهبني أن اغتني بك.

• يا يسوع، أنا مريض، وأنت طبيبُ الشافي والقادر فامنحتي الصحة والعافية.

• يا يسوع، أنا جائع، وأنت خبز الحياة فأعطني نعمة التقدم من مائدتك المقدسة.

• يا يسوع، أنا عطشان وأنت الماء الحيّ فإروني بماء محبّتك الذي لاينضب.

• يا يسوع، أنا خاطئ وأنت الغافر، فإغفر لي خطاياي.

• يا يسوع، أنا العبد وانت المحرر، فحررني من عبوديتي لذاتي والاستعباد للأخرين.

• يا يسوع، أنا واحد من القطيع ،وانت الراعي فضمني الى حظيرتك.

• يا يسوع، أنا المتكبر، وانت المتواضع فهبني من تواضعك.

• يا يسوع، أنا التائه والضائع وانت الطريق والحق والحياة فسيرني على دربك.

تعال الآن ياربنا وأملك على حياتنا، فإننا نوكل الى دم الطاهر وقلبك الأقدس عائلاتنا وجماعتنا، وندعوك أن تفعل فينا ما يؤهلنا للاشتراك في الحياة الابدية.

Mary Naeem 19 - 07 - 2014 05:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
محبة الأعداء: مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg
ما معني قول الرب في الإنجيل " أحبوا اعداءكم " ( متي 5: 44) ؟.. وكيف يمكن تنفيذ ذلك ؟

محبة الصديق شئ عادي يمكن أن يتصف به حتى المثني و الملحد .. أما محبة العدو ، فهي الخلق السامي النبيل الذي يريده الرب لنا أنه يريدنا أن نكره الشر وليس الأشرار … نكره الخطأ وليس الخطأ وليس من يخطئ … فالمخطئون هم مجرد ضحايا للفهم الخاطئ أو الشيطان ، علينا أن نحبهم ونصلي لأجلهم ، لكي يتركوا ما هم فيه . اما كيف ننفذ ذلك ، فيكون باتباع النقاط الآتية :
لا نحمل في قلبنا كراهية لأحد مهما أخطأ إلينا فالقلب الذي يسكنه الحب ، لا يجوز أن تسكنه الكراهية أيضاً .
لا نفرح مطلقاً بأي سوء يصيب من يسئ إلينا وكما يقول الكتاب: " المحبة لا تفرح بالأثم "( 1كو 13: 6) بل نحزن أن أصاب عدونا ضرر .
علينا أن نرد الكراهية بالحب وبالأحسان فنغير بذلك مشاعر المسيء إلينا وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم :" هناك طريق تتخلص بها من عدوك ، وهي أن تحول ذلك العدو إلي صديق ".
مقابلة العداوه تزيدها اشتعالاً والسكوت علي العداوه قد يبقيها حيث هي بلا زيادة أما مقابلة العداوة بالمحبة ، فإنه يعالجها ويزيلها .
لذلك لا تتكلم بالسوء علي عدوك ، لئلا تزيد قلبه عداوة ومن الناحية العكسية إن وجدت فيه شيئاً صالحاً امتدحه فهذا يساعد علي تغيير شعوره من نحوك .
أن وقع عدوك في ضائقة تقدم لمساعدته فالكتاب يقول :" أن جاع عدوك فاطعمه ، وأن عطش فاسقه "( رو 12: 20).
يقول الكتاب أيضاً :" لا يغلبنك الشر ، بل اغلب الشر الخير "( رو 12: 21) .. أنك إن قابلت العداوه بعداوة ، يكون الشر قد غلبك .. أما إن قابلتها بالحب فحينئذ تكون قد غلبت الشر بالخير .

هل نصلي من أجل الشيطان ؟

سمعت هذا السؤال أثناء رحلتي إلى رومانيا ، من أحد الاباء :
هل يجوز أن نصلي من أجل الشيطان ، من واقع قول السيد المسيح " أحبوا أعداءكم .. احسنوا إلى مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم " ( مت5 : 44 ) ولكي لا يكون في قلبنا حقد ضد أحد ، ولا حتى الشيطان .. !

أولاً : ما هو الهدف من هذه الصلاة ؟ هل هي لأجل خص الشيطان ؟ هل لا يمكن أن يكون . لأن الرب قد حكم بهلاكه . إذ يقول سفر الرؤيا " وإبليس الذي كان يضلهم ، طرح في بحيرة النار والكبريت ، حيث الوحش والنبي الكذاب ، وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين " ( رؤ20 : 10 ) . وقد قال السيد الرب " رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء " ( لو10 : 18 ) .
*أم الصلاة هي لهداية الشيطان . وهو لن يتوب ولن يهتدي . ولن يكف عن محاربة الله وملكوته . حتى إن سفر الرؤيا يقول عن الشيطان بعد أن يحل من سجنه " ثم متي تمت الألف سنة ، يحل الشيطان من سجنه ، ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض .. " ( رؤ20 : 7 ، 8 ) .
*ويقول أيضاً " وحدثت حرب في السماء : ميخائيل وملائكته حاربوا التنين ، وحارب التنين وملائكته . ولم يقووا . فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء . فطرح التنين العظيم ، الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان ، الذي يضل العالم كله . طرح إلى الأرض ، وطرحت معه ملائكته ( رؤ12 : 7 ـ 9 )
*كذلك خطيئة الشيطان ليست للغفران ، لأنها خطيئة للموت . وعنها وعن أمثالها من خطايا أتباعه والخاضعين له ، قال القديس يوحنا الرسول " توجد خطية للموت ليس لأجل هذه أقول أن يطلب " ( 1يو5 : 16 ) .
*حقاً يمكنك أن تحب أعداءك . ولكن لا تحب أعداء الله . والشيطان عدو لله . وإن كان الرب قد قال " من أحب أباً وأماً أكثر مني فلا يستحقني " ( مت10 : 37 ) وهي محبة طبيعية . فكم بالأولي الشيطان ؟! لا يمكن أن نحبه ولا أن نصلي لأجله .
*لو صلينا لأجل الشيطان ؟! لا يمكن صلواتنا مشيئة الله ، الذي قرر هلاكه ، إذ قام بتخريب في ملكوته لا يحصي . ونحن في صلواتنا نقول لله " لتكن مشيئتك " .
*ولو صلينا لأجل الشيطان ، لصرنا منكرين لأيقونة رئيس الملائكة ميخائيل ، وهو يطعن الشيطان بالحربة ، وقد داسه بقدميه ، وأمسك ميزان العدل الإلهي الذي يحكم بهلاك الشيطان .
*ولو صلينا لأجل الشيطان ، لكنا ضد طقس جحد الشيطان الذي نقوم به في المعمودية . ونقول فيه " أجحدك أيها الشيطان ، وكل أعمالك الشريرة ، وكل حيلك الرديئة والمضلة ، وكل جيشك وكل سلطانك .. أجحدك أجحدك ..
*إذن نفهم وصية السيد المسيح بمفهومها السليم ، ونفهم المحبة بمفهومها السليم ، داخل محبة الله وداخل مشيئته ...

Mary Naeem 19 - 07 - 2014 05:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رسالة لكل اليائسين من الرب يسوع المسيح

رسالة شخصية لكل اليائسين والذين يفكرون في الانتحار المحرم نتيجة ظروفهم الغير مطاقة او نتيجة تطور حالتهم النفسية او اكتئابهم الذي يتطور الى الياًس وهذ كلها افكار ومشاعر من ابليس يزرعها في عقل الانسان لهدمه ولمنعه من خلاصه بالايمان برب المجد يسوع وهي تقول ان الله اي الرب يسوع المسيح قد قال في الكتاب المقدس بانه خطبك ايها اليائس ويا ايتها اليائسة عروسا له ليس فقط شرفكما بجعلكما من خاصته بل خطبكما عروسا له من محبته من عشقه الالهي لك ايها الانسان اليائس
في سفر نشيد الانشاد سفر العرس السماوي :
إذ نتحدث عن "العرس" أو "الزواج" يليق بنا ألا نحبس أفكارنا في نطاق الجسد، فالزواج هو اتحاد سري داخلي عميق يحمل حبًا فوق حدود الجسديات... هذا عن الحياة الزوجية بين بني البشر، فماذا نقول عن الزوجية الروحية التي فيها تقبل النفس ربها كعريس لها، يضمها إليه لتكون واحدًا معه!.
ففي العهد القديم فهم الأنبياء العهد الذي بين الله وشعبه كعهد زوجي فيقول إشعياء النبي مثلاً: "لأن الرب يُسرّ بك... كفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك..." (62: 4-5). ويقول هوشع النبي: "ويكون في ذلك اليوم يقول الرب أنك تدعيني "رجُلّي"... وأخطبك لنفسي إلى الأبد، وأخطبك لنفسي بالعدل والحق والأحسان والمراحم، اخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب" (2: 14-20). وهكذا جاءت عبارات مماثلة في سفر الخروج (45) وإرميا (2: 2)، حزقيال (16: 7-14).
هذا الاتحاد الزوجي الذي عبر عنه الأنبياء، كان رمزًا لاتحاد أكمل حققه "الكلمة الإلهي" أو "اللوغوس" في ملء الزمان.
فسفر النشيد هو سفر العريس السماوي، فيه تتحقق إرادة الله الأزلية نحو الإنسان... هو نبوة لسرّ الزفاف الاسخاتولوجي (الاخروي)، فيه تزف الكنيسة الواحدة، الممتدة من آدم إلى آخر الدهور، عروسًا مقدسة.
هذا العرس تطلع إليه يوحنا المعمدان حين قال: "من له العروس فهو العريس" (يو 3: 19). وهو غاية كرازة الرسل، إذ يقول الرسول: "فأني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2)، "هذا السرّ العظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة".
ويقول القديس يوحنا: "رأيت المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة، نازلة من عند الله كعروس مزينة لرجلها" (رؤ 21: 2).
"قد ملك الرب الإله... لأن عرس الخروف قد جاء، وامرأته هيأت نفسها، وأعطيت أن تلبس بزا نقيًا بهيًا..." (رؤ 19: 6-8). "الروح والعروس يقولان تعال"[15] (رؤ 22: 17).
نستطيع الآن أن نقول أنه خلال نشيد الأناشيد يمكننا العبور إلى الأبدية وممارسة لغة الحب السماوي، إذ يحوي حوارًا بين المسيا العريس وكنيسته الجامعة الرسولية العروس، أو بينه وبين كل نفس اتحدت به كعضو حيّ في كنيسته.
يكشف هذا الحوار الروحي عن الحب المشترك من الجانبين: الله والإنسان، والبحث المشترك من جانب كل منهما نحو الآخر، وينتهي بالراحة الحقيقية خلال الملكية المشتركة التي يقدمها كل منهما للآخر.
سفر الأسرار الكنسية[16] :
يحمل هذا السفر في مجمله نبوة صادقة عن عمل الله السرائري القدسي في كنيسته، وقد فسره آباء الكنيسة الأولى تفسيرًا سرائريًا Sacramental خلاله نتفهم الأسرار.
فعندما يتحدث السفر عن الدخول في "حجال الملك"، إنما يتكلم سريًا عن دخول الوعوظ في جرن المعمودية، ليرتبط بالعريس السماوي، يدفن معه، ويصلب معه، ويقوم معه، حاملاً في داخله الخليقة الجديدة على مثال المسيا.
سرّ المعمودية هو سرّ الزوجية الروحية مع المسيا المصلوب القائم من الأموات، والذي يتم بالروح القدس، فيرى القديس كيرلس الأورشليمي أن جرن المعمودية هو "حجال العريس"[17]". ويقول القديس ديديموس الضرير: [الذي خلق لنا النفس، يتقبلها عروسًا له في جرن المعمودية[18]]، كما يحدث القديس غريغوريوس النزينزي طالبي العماد، قائلاً:
[بقي ليّ أن أبشركم بأمر واحد، أن الحال الذي تصيرون عليه بعد عمادكم قدام الهيكل العظيم إنما هو مثال للمجد العتيد أن يكون:
التسبيح الذي يستقبلونكم به إنما هو تمهيد لتسبيح السماء!
المشاعل التي تضيئونها هي سرّ الاستنارة الذي تستقبلون به العريس![19]].
إذ تدخل النفس إلى سرّ الزوجية الروحية في المعمودية، يراها الملائكة في ثياب العرس الداخلي فيترنمون قائلين: "من هذه الصاعدة التي صارت بيضاء؟!" (نش 8: 5) (الترجمة السبعينية).
وفي هذا السفر نجد دعوة إلهية للتمتع بسـرّ الافخارستيا، وليمة العرس، وكما
يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [يهب السيد المسيح أبناء الحجرة الزوجية أن يتمتعوا بجسده ودمه].
وفي هذا السفر أيضًا يمكن أن نتفهم "سرّ الميرون" حيث يطبع العريس بختمه على قلب عروسه وساعدها، لكي تتهيأ بالروح القدس للعرس الأبدي.
سفر البتولية :
لما كان هذا السفر هو سفر الزوجية الروحية التي تربط السيد المسيح البتول بكنيسته البتول رباطًا روحيًا، لهذا رأي بعض الآباء الأولين في هذا السفر أنه "سفر سرّ البتولية"، حيث تشبع النفس البتول بعريسها البتول، فلا تحتاج إلى شيء... حتى ولا إلى الزوجية الزمنية. وهي في هذا لا تحتقر الزواج لكنها تُريد زواجًا على مستوى أعظم وأبدي!
وقد استخدم كثير من الآباء بعض عبارات السفر في مدح البتولية والبتوليين. وأنني أقتطف هنا عينة بسيطة من كلمات القديس جيروم ضد جوفينانوس محتقر البتولية. فقد أعلن القديس كرامة البتولية مستشهدًا بالكتاب المقدس، ولما جاء إلى سفر النشيد رآه "سفر البتولية"، فقد ربط بين الإنجيل والبتولية كما ربط بين الناموس الموسوي وعفة الزواج، ففي رأيه أن هذا السفر قد أعلن أن وقت الشتاء قد مضى، أي كمل زمان الناموس الذي يحث على العفة خلال الزواج المقدس وجاء وقت الربيع حيث تظهر زهور البتولية كثمر من ثمار الإنجيل... وقد حسب القديس السفر كله يؤكد البتولية ويمدحها، إذ يقول[20]: [إني أعبر إلى نشيد الأناشيد]، فقد ظن خصمنا أن هذا السفر يتحدث بكليته عن الزواج، لكنني أوضح كيف حوى أسرار البتولية.
لنسمع ماذا قيل للعروس قبل مجيء العريس على الأرض وتألمه ونزوله إلى العالم السفلي وقيامته: "نصغ لك شبه ذهب مع حلي من الفضة، مادام الملك على مائدته" (1: 10-12)، فإنه لم يكن للكنيسة ذهب (البتولية) قبل قيامة الرب وأشراق الإنجيل، بل كان لها شبه ذهب (الزواج العفيف)... كان لها حلي من الفضة، بل أنواع منها: أي أرامل وأعفاء ومتزوجون.
لقد أجاب العريس العروس معلمًا إياها أن ظلال الناموس القديم قد عبرت، وأن حق الإنجيل قد جاء، قائلاً لها: "قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي... لأن الشتاء قد مضى
والمطر مرّ وزال" (2: 10-11).
مرة أخرى يتحدث عن الإنجيل والبتولية فيقول: [الزهور ظهرت في الأرض. بلغ أوان قضب الكروم]. أليس من الواضح أنه يردد قول الرسول: "الوقت منذ الآن مقصر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1 كو 7: 22). وفي أكثر وضوح يعلن عن الطهارة، قائلاً: "صوت اليمامة سمع في أرضنا"، فإن اليمامة هي أطهر الطيور، تسكن عاليًا باستمرار كرمز للمخلص...
"قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. يا حمامتي في محاجئ الصخر، في ستر المعاقل. أريني وجهك، أسمعيني صوتك، لأن صوتك حلو ووجهك جميل" (2: 13-14). أن سترتي وجهك مثل موسى ووضعتي برقع الناموس لا أرى وجهك ولا أنزل لا سمع صوتك. أقول: "وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع" (إش 1: 15). أما الآن فانظري مجدي بوجه غير مقنع، فتحتمي في محاجئ الصخر، وفي ستر المعاقل. إذ تسمع العروس ذلك تكشف عن أسرار الطهارة، قائلة: "حبيبي ليّ وأنا له، الراعي بين السوسن" (2: 16)، أي أن سرّ طهارتها هو ذلك الراعي الذي يرعى جماعات العذارى الطاهرات.
يقول: "اذهب إلى جبل المرّ"، أي إلى أولئك الذين أماتوا أجسادهم، "إلى جبل اللبان" (4: 6)، أي إلى جماهير العذارى الطاهرات...
يكمل العريس حديثه قائلاً: "شربت خمري مع لبني. كلوا أيها الأصحاب واشربوا واسكروا أيها الأحباء" (5: 1). فقد قيل عن الرسل أنهم امتلأوا خمرًا جديدًا وليس خمرًا عتيقًا (متى 4: 17). والخمر الجديد إنما يوضع في زقاق جديد، إذ لم يسلك هؤلاء بالحرف القديم بل سلكوا في جدة الروح (رو 7: 6). هذا هو الخمر الذي متى سكر به الشبان والشابات يعطشون إلى البتولية ويمتلئون بروح العفة...
اترون محبة وعشق الله اللامحدود لكم فافرحوا وتهللوا بالهكم المحب لكم حيث خطبكم عروسا له

Mary Naeem 19 - 07 - 2014 05:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
احتياجات شعب الرب

https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg



يعقوب2
14ما المَنفَعَةُ يا إخوَتي إنْ قالَ أحَدٌ إنَّ لهُ إيمانًا ولكن ليس لهُ أعمالٌ، هل يَقدِرُ الإيمانُ أنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15إنْ كانَ أخٌ وأُختٌ عُريانَينِ ومُعتازَينِ للقوتِ اليوميِّ، 16فقالَ لهُما أحَدُكُمُ:"امضيا بسَلامٍ، استَدفِئا واشبَعا"، ولكن لم تُعطوهُما حاجاتِ الجَسَدِ، فما المَنفَعَةُ؟
+++++
1يو 3
17وأمّا مَنْ كانَ لهُ مَعيشَةُ العالَمِ، ونَظَرَ أخاهُ مُحتاجًا، وأغلَقَ أحشاءَهُ عنهُ، فكيفَ تثبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فيهِ؟
بعض الاحباء يقولون قولاً حسناً
انه لايتصرف الا بالروح وارشاده وهذا رائع لكن فى حالتنا هذه يحرضنا الكتاب على عدم اغلاق الاحشاء بمجرد ان ننظر اخوتنا محتاجين لابد من تسديد هذا الاحتياج الملح
وعجبى علينا بما فيهم كاتب هذه العبارات فكل شئ اصبحنا نسميه احتياج فى عصر طغت علينا فيه الاشياء والتطلعات
هنا لايخاطبنا الوحى عن هذا بل عن المعيشة الضرورية للحياة ولم يفت الوحى تعريفنا بماهى الاحتياجات الاساسية للحياة
تيموثاوس الاولى 6 :8 فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَ‍كِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا.
فللاسف فمن يريد استبدال موبايله باحدث يقول لك عندى احتياج
ومن يريد تغيير سيارته او شقته بافضل يقول عندى احتياج
واتذكر قول للدكتور القس/ مايكل يوسف وهو
(الله ملزم بتسديد احتياجاتنا وليس تحقيق رغباتنا)
فلا يختلط الامر علينا بين الاحتياج والرغبة
وبين التحرك الفورى والتحرك المتأنى لتسديد احتياجات القديسين
والرب يقودنا بحسب كلمته خاضعين لروحه حتى لانكون سبب فى تعيير اسم الرب لاهمالنا لشعب الرب ..... الرب معكم


Mary Naeem 19 - 07 - 2014 05:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يعيشون في العالم ولكنهم ليسوا من العالم
https://files.arabchurch.com/upload/i...9322854382.jpg

+نورد هنا شهادة كنيسة مضطهدة، ولكن يغمرها الفرح. مضطَهَدة ولكنها ذات رجاء واثق في من تؤمن به، إنها تستعيد اليوم من جديد سماتها هذه في عديدٍ من البلاد...
+لا عدائية، ولا انتقادية للباطل، في موقف هؤلاء المسيحيين، لا مَيل للذوبان في العالم، والجري وراء أساليبه المستحدثة، ولا رغبة مضادة في الأخذ بالانعزال والتميُّز عن الآخرين بأي علامات خارجية. المسيحيون يخضعون للقوانين، طالما هي لا تسير ضداً لضميرهم: في هذا الأمر الأخير قد رأينا في حالة الشهداء الأولين أنهم رفضوا عبادة الأوثان، ولكنهم في الوقت نفسه قبلوا –بكل رضى- العقوبة المنصوص عليها في القانون.

+مطلبهم الأساسي لم يكن قلب القوانين واستبدلها بغيرها، وإنما بأن يتساموا في سلوكهم على مقتضياتها. كانوا يحيون كأسرة واحدة متحابَّة، مثالها الذي يُحتذى هو القدوة الصالحة. وفي مجتمع كان يحكمه القانون الروماني الذي كان يعطي للملكية الفردية شرعية مطلقة، كانوا يعيشون حياة الشركة المسيحية بتلقائية حُرة لا إلزام فيها. وفي بيئةٍ ساد فيها فساد الأخلاق، وعشق الأجساد، مع قسوة بالغة لا مبالاة فيها نحو الأجنَّة والمولودين حديثاً الذين كانوا يُعدَمون بأية وسيلة؛ كان المسيحيون مثالاً في العفة واحترام المحبة الزوجية، وكانوا يرفضون الإجهاض والتخلي عن أطفالهم الصغار. وكانت اجتماعاتهم تتميز بالإتحاد في الإيمان الواحد، تسودها المحبة لله وللقريب، أي لكل إنسان أياًّ كان!

+كانوا يَسعون لأن يقابلوا الإساءة بالإحسان، وأن يخدموا الناس جميعاً بلا تفرقة. حتى ولو عارضتهم التقاليد السائدة أو ثارت ضدهم. لقد باركوا على الحياة، وعرفوا أن يجعلوها بركة للآخرين أيضاً، حتى في أوقات أشد الآلام وأطولها، وعندما كان يسود الإرتياب والغم على الكثيرين غيرهم.

+وها كنيسة القرن الثاني، والتي كان يغمرها فرح القيامة كما تشهد لها الرسومات الجليَّة التي تزين سراديب مقابر الشهداء، بمبادئها الروحية تتمكن بفطنة أن تطوِّر في العلاقات البشرية إلى الأفضل وعلى الوجه الأكمل.

+كانت الكنيسة الأولى –في آن واحد- تعي نفسها تماماً أنها جماعة ملوك وكهنة وأنبياء "مفروزون" لخلاصهم هم، ولخلاص العالم أيضاً. إن المؤمنين الحقيقيين العائشين في المجتمع والحاضرين في الكون، هم بسبب حضور الله فيهم بمثابة الروح للجسد؛ إذ هم يشهدون بنعمة الحياة الإلهية التي يحملونها في كيانهم والتي تُختبر وتَثْبت أمام كل الإهانات والإضطهادات وكل نوع من المقاومة كما في حالة الشهداء. فرح الكنيسة في وسط الضيقات يفتح للعالم المحتضر مجالاً متسعاً للغاية لكي يتنسم حياة تفوق حدوده المادية. إن المؤمنين الحقيقيين بصلاتهم وتقواهم وبرِّهم، هم للمجتمع مصدر حماية، وفي نفس الوقت، مصدرٌ للإلهام الخلاق. إن كل الإهانات التي يلاقونها منهم أداة خصب للعالم القفر من الروح.

+وهكذا يمكن للمسيحيين السالكين بالروح والحق أن يكونوا هم الأبرار الذين كانت تنقصهم مدينة سدوم، بل و"نور العالم"، و"ملح الأرض"، بحسب تعبيرات الإنجيل. كان إكليمندس الإسكندري يعتبر المسيحيين المستنيرين أنهم:
[بذار الله وصورته ومثاله، هم ابنه الحقيقي، والوارث له، وقد أُوفدوا من الآب إلى هنا، إلى هذا العالم في مهمة من أكل القصد الإلهي السامي نحو العالم.
فلأجلهم أُبدعت سائر الكائنات... وبسبب بقائهم هنا على الأرض كزرع مقدس حُفظ كل شيء، أمام إذا جُمع (وقت الحصاد)، فالكل سيقف أمام عرش الدينونة](1) – العلَّامة إكليمندس الإسكندري.

+الكنيسة هي الأساس السري Mystical الذي يقوم عليه العالم، ففيها تنمو المُثُل العليا التي يرتقي بها العالم، ومنها يمتد التاريخ ويتجه نحو اكتماله، فعندما يأتي أوان الحصاد ويضمحل العالم، ويُجمع الأبرار والأشرار، يكون ذلك إيذاناً ببدء تغيُّر هيئة المسيحيين –هذا إذا ما ظلوا أمناء على رسالة القيامة وتمسكوا حقاً بعهد الإفخارستيا. لذلك فهم منذ الآن في المجتمع كمثل الغابة وسط الأراضي المنزرعة، ذخيرة هائلة من الهدوء والسلام والحياة الحقيقية تسمح بالبقاء للكائنات الصالحة وباستمرارية التاريخ.

من أحد المخطوطات القديمة جداً –لمؤلف مجهول من القرن الثاني:
[المسيحيون لا يتميزون عن غيرهم من الناس، لا بالموطن ولا باللغة ولا بالثياب. إنهم لا يقطنون مدناً خاصة بهم، لا يستخدمون في الكلام أسلوباً غير مألوف، وطريقة حياتهم ليس فيها شيء غريب... إنهم يتوزعون في المدن الكبيرة مع اليونانيين والبرابرة، كلٌّ منهم بحسب نصيبه الذي يتيسر له، إنهم يتبعون نفس العوائد المحلية الجارية من جهة المَلْبَس والقوت ونمط الحياة... إنهم يقيمون كلٌّ منهم في وطنه الخاص، ولكن كغبراء نزلاء (على هذه الحياة الأرضية الفانية) إلى حين.
إنهم يتممون كل واجباتهم الوطنية على الوجه الأكمل، ويتحملون كل الأعباء بصبر دونما شكوى. كل أرض غريبة هي لهم بمثابة وطن (لأنهم لا يتعصبون لأرض أو عنصرية زائلة)؛ وكل وطن هو لهم أرض غُربةٍ (لأنهم يطلبون السماء وطناً باقياً لهم).
إنهم يتزوجون مثل كل الناس، وينحبون أطفالاً، ولكنهم لا يتخلون عنهم أبداً (كما يفعل الوثنيون). إنهم يتشاركون جميعاً في المائدة الواحدة، ولكن ليس في الفراش الواحد.
إنهم في العالم، ولكنهم لا يحيون بحسب العالم. إنهم يقضون حياتهم على الأرض؛ ولكنهم مواطنو السماء. إنهم يطيعون القوانين المشترعة؛ ولكن طريقة حياتهم تفوق هذه القوانين بكثير.
إنهم يحبون كل الناس، حتى ولو كان هؤلاء الناس يضطهدونهم، أو يتنكرون لهم، أو يذمونهم.
إنهم يُقْتَلون، ولكنهم بهذا يربحون الحياة الأبدية. إنهم فقراء؛ بَيْدَ أنهم يُغْنُون الكثيرين. إنهم مُعْوَزون في كل شيء، ولكنهم مكتفون ويفيض عنهم الكثير في كل ضروريات الحياة. إنهم يُحْتقرون ولكنهم في هذا الاحتقار يجدون مجدهم... يُفْتَرى عليهم غير أنهم يتبررون. يُلْعَنون فيُبَاركون...
وخلاصة القول: كمثل الروح بالنسبة للجسد، كذلك المسيحيون في العالم. فالروح مُنْبثَّة في كل أعضاء الجسد، كذلك المسيحيون منتشرون في كل مدن العالم. الروح تسكن في الجسد (وهي ليست منه) كذلك المسيحيون يعيشون في العالم، ولكن ليسوا منه. الروح غير مرئية مستقرة في جسد مرئي، هكذا المسيحيون يُرَوْن جيداً في العالم، ولكن تقواهم لله تبقى غير مرئية من الآخرين بعيني الجسد. الروح مُغلَق عليها في الجسد، ومع هذا فهي التي تُبقي على استمراريته في الحياة. والمسيحيون يحيون كمقيدين في سجن العالم؛ بيد أنهم هم الذين يصونون العالم (بصلواتهم وطلباتهم عن العالم)...
الروح تصير إلى حالة أفضل إذا ما تطهرت من شهواتها بالجوع والعطش؛ كذلك المسيحيون إذا ما اضُّطهدوا تنمو حياتهم الروحية وتتقدم يوماً فيوماً. المكان أو الخدمة أو المنصب الذي يختاره لهم الله –وضيعاً كان أم شريفاً- لا يسمحون لأنهم أبداً أن يتركوه](2) – من الرسالة إلى ديوجنيتس.

من أقوال آباء الرهبنة:
[سُئل أيضاً (القديس إبيفانيوس): "هل بار واحد يكفي لإرضاء الله وصفحه (عن الخطاة)؟" فأجاب قائلاً: "نعم، لأنه هو نفسه قد قال: "فتشوا عن إنسان واحد يحيا بحسب البر، فأصفح عن كل الشعب"](3).

(1) Quei riche peut être sauvé, 36,3.
(2) Epitre à Diognéte, 5, 1-100 (SC n 33, p. 62 et 64)
(3) Apophtegmes, Saint Epiphane, 14 (PG 65, 165)


________
مقالات مترجمة عن كتاب:
SOURCES: Les Mystiques Chrétiens des
Origines - Olivier Clément
منابع الروحانية المسيحية في أصوولها الأولى - الفيلسوف الفرنسي العاصر والعلم الأبائي أوليفييه كليمانت
ترجمة وإعداد رهبان دير القديس أنبا مقار

Mary Naeem 19 - 07 - 2014 05:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ربنا يسوع المسيح اله محبة يا ناس

الهنا وربنا يسوع المسيح له كل المجد هو اله محبة يا ناس وكله محبة وهو ايضا اله جميل ورائع وعظيم وكله حلاوة مشتهيات وهو اله حلو وطيب المذاق لماذا هكذا نظرتكم قاتمة عن ربنا يسوع المسيح هو اعماله كلها صالحة لانه رب صالح والى الابد رحمته لانه قد قال قد اعنتك وبيمين بري اعضدتك هو ممسك بيمينك وهو معينك ولا يتركك وسط العالم الهائج لوحدك تعرف لماذا لانك ابنه الحبيب وابنته الحبيبة هو يرافقنا حتى وسط الازمات التي حالما تحصل لنا نلقي اللوم عليه يا ناس الرب يسوع ليس مصدر الازمات مهما كانت نوعها حاشاه بل لان حياتنا كميسيحيين هي هكذا والرب يسوع قد اعلن ذلك لنا في قوله سيكون لكم ضيق في العالم لكن ثقوا بانني قد غلبت العالم ويقول ايضا انا انا ارسلكم كحملان وسط الذئاب فحياتنا هي هكذا كل واحد منا له صليبه يجب ان يحمله بفرح واعتزاز ويجب ان نثبت في حمل صلباننا مهما بلغت قسوتها علينا لاننا متيقنين ان الرب يسوع هو معنا دوما لا يفارقنا ولا للحظة واحدة بل واكثر من ذلك هو يحارب عنا لمصلحتنا ولتخليصنا من هذه الازمات لاننا خلائقه ولاننا ابناءه الاحباب صدقوني مجرد ان تطردوا عن اذهانكم هذه الفكرة المشوهة عن الله وتثقوا به وبوعوده لكم سيمنحكم سلام ما بعده سلام وسيملئ قلوبكم بالفرح والاطمئنان هذه هو ربنا والهنا يسوع المسيح خلقنا هو بيديه وهو يحبنا كلنا محبة ابدية اذ يقول محبة ابدية احببتك فادمت لك الرحمة فرحمته لنا واسعة ودائمية وليس لها حدود فلا تياسوا من رحمة الله ابدا وثقوا بانكم ستنتصرون به وفيه والمجد لله دائما وابدا امين

Mary Naeem 21 - 07 - 2014 05:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التوبة تحتاج قلبًا متضعًا

"قريب هو الرب من منسحقى القلب. ويُخلص المتواضعين بالروح" (مز 34: 18) " القلب المنكسر يا الله لاتحتقره" (مز 51: 17)، ويقول سليمان الحكيم "مكرهة الرب كل متشامخ القلب" (أم 16: 5).
وقال السيد المسيح لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين مثل الفريسى والعشار (لو 18:9- 14)، وأراهم كيف أن العشار نزل إلى بيته مُبررًا دون ذاك الفريسى. وعلًق السيد المسيح قائلا:"لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع".
ويوصينا بطرس الرسول قائلا:"تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة " (1 بط 5: 6).
ويقول صفنيا النبي: "اطلبوا التواضع. لعلكم تُسترون في يوم سخط الرب" (صف 2: 3).

Mary Naeem 21 - 07 - 2014 05:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

الدموع نعمة يمنحها الرب للقلب التائب. الدموع تعبير صادق عن شدة احتياجنا للرب. الدموع تغسل النفس من خطاياها. الدموع أيضًا تُعبٍر عن فرحنا بالرب ونحن في حضرته. العيون المملؤة دموع يتأثر بها الرب جدًا، فهو يقول لعروس النشيد: "حَولى عنى عينيك فإنهما قد غلبتانى" (نش 6: 5).
-لذلك تجد ميخا النبي يبكى وينوح، ويدعوا يهوذا وإسرائيل لكي يبكوا ويضعوا أنفسهم في التراب من أجل خطاياهم الكثيرة.
-وأرميا النبي يبكى على أورشليم ويقول: "يا ليت رأسى ماء وعينى ينبوع دموع فأبكى نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبى" (أر 9: 1).
ويدعوا أورشليم لتبكى على نفسها قائلًا: "يا سور بنت صهيون اسكبى الدمع كنهر ليلًا ونهارًا. لا تُعطى ذاتك راحة. لا تكف حدقة عينك. قومى اهتفى في الليل في أول الهُزُع. اسكبى كمياه قلبك قُبالة وجه السيد ارفعى اليه يديك لأجل نفس أطفالك المغشى عليهم من الجوع في رأس كل شارع " (مراثى 2: 18، 19).
-نتذكر معًا المرأة الخاطئة التي علِمت أن السيد المسيح مُتكئ في بيت الفريسي، فجاءت ووقفت عند قدميه من وراءه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها. ومن أجل دموعها الكثيرة غفر لها الرب خطاياها الكثيرة (لو 7: 36-50).
- ونتذكر معًا داود النبي الذي كان يتذكر خطاياه دائمًا، ومن أجلها يقول: "أُعوم في كُل ليلة سريرى بدموعى أُذوب فراشى (مز 6: 6). ويحكى اختباره على نفع الدموع، ويقول: "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج " (مز 126: 5).
- ويُخبرنا بولس الرسول عن بكاء السيد المسيح نفسه كحامل لخطايا البشرية كلها، قائلًا: "الذى (يسوع) في أيام جسده إذ قدًم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلصه من الموت. وسُمع له من أجل تقواه " (عب 5:7).
- أما السيد الرب فلا يقف مكتوفًا أمام العيون الباكية، " يَمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه " (أش 25: 8).
- ولأن دموعنا محفوظة في زقِ عند الرب، كما يقول داود النبي (مز 6: 7)، فهو الذي سوف يمسحها بيده في أورشليم السمائية:
"بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يَعده، مِن كُل الأُمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف مُتسربلين بثياب بيض وفى أيديهم سعف النخل. وهُم يصرخون بصوت عظيم قائلين: "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف". وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله قائلين: " أمين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة إلى أبد الآبدين. أمين". وأجاب واحد من الشيوخ قائلًا لى:"هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض، مَن هُم؟ ومِن أين أتوا؟ ". فقلت له" يا سيد أنت تَعلم". فقال لى: " هُم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسًلوا ثيابهم وبيًضوا ثيابهم في دم الخروف من أجل ذلك هُم أمام عرش الله ويخدمونه نهارًا وليلًا في هيكله والجالس على العرش يَحِل فوقهم لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم" (رؤ:9-17).

Mary Naeem 23 - 07 - 2014 06:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف تقابل التجربة

اذا كان لابد من التجارب فلا تيأس من الامر لان التجربة ليست خطية
(اننا لا نستطيع ان نمنع الطيور من ان تحلق فوقنا .ولكننا نستطيع ان نمنعها من ان تبني عشا في شعور رؤسنا )ومعني ذلك وان كنا لسنا نستطيع ان نمنع التجارب من ان تاتينا فاننا نستطيع ان نمنعها من ان تستقر في عقولنا وتسيطر علينا قد ياتينا مثلا ايحاء بعمل الشر ولكن ينبغي علينا ان نرفضة لاننا ان لم نفعل ذلك نتعرض لقبولة ثم الخضوع لة فاذا تمنعنا من ان نخطو الخطوة الاولي سهل علينا الخطوة الثانية
ستكون امامك معارك كثيرة لكنك ان نظرت الي يسوع باستمرار فإنة سيعطيك القوة والنصرة في ساعة التجربة (رومية 8: 37)
جاهد جهاد الايمان الحسن (تيموثاوس 6؛ 12)
افرح لان اسمك مكتوب في السماء ولان المسيح يسكن في قلبك بالايمان واعلم انة حيث انتصر علي ابليس الخصم الاكبر فانت حتما شريك في هذا الانتصار .
اعتبر نفسك ميتا في الخطية وحيا لله ولا تسمح للخطية ان تظهر في جسدك باي شكل من الاشكال . واعلم ان بقوتك انت لن تغلب عدوك اللدود ولا ان تحيا الحياة المسيحية
انما بفتح قلبك للمسيح يسوع يمكنة هو ان يحيا فيك الحياة المسيحية الحقيقية الغالية .
كن واثقا بة بأنة قادر ان يحفظ وديعتك عندة الي ذاك اليوم (2تيموثاوس 1: 12)
لم تصبكم تجربة الا بشرية ولكن الله امين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل من التجربة ايضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا (1كور 10: 13)
طوبي للرجل الذي يحتمل التجربة ، لأنة اذ تذكي ينال اكليل الحياة الذي وعد بة الرب للذين يحبونة (يعقوب 1: 12)



Mary Naeem 23 - 07 - 2014 06:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
+ اشفينى +

حينما نرى مريض فورا نتذكر ان نقول اشكرك يارب ويأتى فى عقلنا الباطل بعض التعاليم التى تذكرنا بأن المرض بركة كبيرة وشركة فى آلام السيد المسيح ..

ونتألم كثيرا مع المتعبين والمرضى خصوصا لو كان مريض بمرض مستعصى ونصبرهم ونشجعهم ونصلى من اجلهم ومن اجل شفائهم من امراضهم

ونتمنى لهم الشفاء مجرد امنية على سبيل التمنى ليس اكثر متغافلين تماما ان الشفاء مؤكد وليس مجرد تمنى فإذا تذكرنا حالات الشفاء من الامراض التى ذكرت فى الانجيل نجدها كثيرة جدا ونجد ان القاعدة الاساسية الشفاء التام من اى مرض

فمثلا فى العهد القديم نتأمل الاية ... أنا الرب شافيك (خروح 15:26)

وإذا تأملنا فى حياة السيد المسيح نجد ان عمله الاساسى هو الكرازة بالملكوت والشفاء من كل مرض وكل ضعف ناتج عن الخطية وحينما ارسل تلاميذه امرهم ان يشفوا المرضى
وكان شفاء المرضى جزء اساسى من الكرازاة بالمسيح .

كنيستنا تهتم بالمرضى وشفاءهم والصلاة من اجلهم ومن اسرار الكنيسة سر مسحة المرضى وصلاة المرضة

تعهدهم بالمراحم والرأفات إشفهم إنزع عنهم وعنا كل مرض وكل سقم وروح الامراض أطرده . والذين أبطأزا مطروحين فى الامراض أقمهم وعزهم والمعذبين من الارواح النجسة اعتقهم جميعا ...

ويأتى علينا وقت ونسأل انفسنا ونسأل الله

لماذا سمح الله بالمرض ؟؟؟
هل الامراض بسبب الخطية ؟؟
هل فى شفاء حقيقى ؟؟


أسباب المرض

1- الخطية والكبرياء ..

فى العهد القديم ذكر بأن الخطية والكبرياء كانت سبب فى البعد عن الله وكان الله دائما يحذر شعبه انهم لا يبعدون عن روح الله .. إن كنت تسمع لصوت الرب الهك وتصنع الحق فى عينيه وتصغى الى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا اضع عليك فإنى الرب شافيك ( خروج 15:26)

ومعروف ان مرض البرص كان سببه الرئيسى هو الخطية وكان الابرص بيتم عزله خارج المدينة وكانوا يطلقون عليه نجس وايانا كان يصاب به الانسان المتكبر المغرور لكى يشعر بضعفه واحتياجه لله القوى .


2- الشيطان ..

احد اسباب الامراض بيكون الشيطان ونجد فى أوشية المرضى بيصلى الاب الكاهن بقوله روح الامراض اطرده ومن هنا نعرف انه يوجد روح المرض وهنا بيكون المرض بسبب الشيطان
ونتذكر هنا موقف حماة سمعان حينما ذهب اليها الرب يسوع ووجدها مطروحة وعندها حمى فوقف وانتهر الحمى فتركتها وفى الحال قامت وصارت تخدمهم
ومعروف ان الانتهار بيكون للارواح الشريرة وكان الرب دائما ينتهر الشياطين ولكن فى ذلك الموقف انتهر روح المرض وهنا يتضح ان المرض فى هذة الحال كان بسبب روح شرير اسمه روح المرض .


3- مجد الله ..

بعض الامراض بيسمح الله لمجد اسمه ونتذكر هنا عندما رأوا التلاميذ رجل اعمى وسألوا الرب .. يا معلم من اخطأ هذا أم ابواه حتى ولد أعمى ؟! (يوحنا9:2)
كانوا معتقدين أن المرض هنا بسبب خطيئة ما لكن الرب يسوع اجابهم وقال لا هذا اخطأ ولا ابواه لكن لتظهر أعمال الله فيه ( يوحنا 9:3)


4- النمو الروحى..

احيانا بيكون المرض احد اسباب نمونا الروحى وقربنا من الله واحيانا الرب بيسمح بذلك لانه يعلم بأن ذلك المرض سوف يجعلنا اكثر قربا من رب المجد ولولا ذلك المرض سوف نظل فى حياة مسيحية شكلية بعيدة تماما عن الرب
اثناء المرض المريض بيشعر بوجع الاخرين وآلامهم

القديس باسيليوس يقول : كمان أن الاصحاء ليسوال بلا خطية كذلك يسمح الله ايضا للصالحين احيانا أن يتألموا كمثال الضعفاء .

لكى نشعر بأوجاعهم ومدى احتياجهم للرفق والرحمة والمعاملة الطيبة
واحتمالهم ومساعدتهم فى اوجاعهم ..

والشخص المريض دائما يكون فى حاجة لكل ذلك ونحن لا نشعر بوجعه غير اذا مررنا بذلك الوجع والمريض الغير متذمر والشاكر بيكون سبب بركة للآخرين حينما يكون سر شكره هو علاقته القويةمع المسيح وقبول المرض بفرح واعتماده واتكاله على رب المجد يسوع المسيح المخلص

Mary Naeem 23 - 07 - 2014 06:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة وسر الزواج - أوليفييه كليمانت
https://files.arabchurch.com/upload/i...5544476942.jpg

+قال الرب يسوع: "في بيت أبي منازل كثيرة" (يو 2:14)، والرسول بولس ينبِّه على أهمية المواهب الروحية وأنها أساساً هي دعوات خاص يلهمها الروح القدس ويوزعها على الأفراد، كل بحسب استعداده الشخصي، ولكن لأجل بنيان الجسد الواحد، أي الكنيسة. والعجيب أن نرى في القول الآبائي –الذي سنورده فيما بعد- شهادة كبار الرهبان لشرعية وجود النوعيات المختلفة من الحياة المسيحية، في الوقت الذي كانت الرهبنة في أوج مجدها وكانت تُعتَبَر في نظر الكثيرين أنها الطريق الوحيد الذي يُعَبِّر عن الحياة المسيحية في كمالها. هؤلاء الرهبان الأوائل كانوا يعيشون –وهم في اتضاع تام- سَبْقَ تذوق الملكوت في قلب الكنيسة.

+في هذه الشهادات الآبائية؛ نرى إيليا النبي في العهد القديم يُمَثِّل الحياة التأملية التوحدية؛ بينما نرى أيضاً إبراهيم أبا الآباء الإنسان الغني، الشريف، السخي، المضياف؛ وداود صاحب موهبة الشعر والمناجاة مع الله، واستخدام القوة بتواضع شديد وإيمان راسخ بمعونة الرب الكلي القدرة.

+ونرى البعض يشعُّون على الآخرين من حولهم بما يحيونه من سلام داخلي في باطنهم. وآخرون يصبحون غير قادرين على العمل بسبب أمراضهم، ولكنهم يتقبلونها بشكر فيصيرون مؤهَّلين لتقبل النور الإلهي. وآخرون يخدمون إخوتهم طواعية وبأمانة تامة في كل المجالات الثقافية والإجتماعية. كل هذه الطرق تتقابل معاً في محبة الله والقريب، والقريب هو إنسان أياًّ كان. لأنه لا يمكن للمرء أن يثابر على خدمة القريب بنزاهة وبصبر كامل إلا إذا كان هو إنسان صلاة، حتى يمكنه أن يحس في الآخر بصورة الله. ولا يمكننا أيضاً أن نتعمق في حياة الصلاة التأملية دون أن يكون لنا محبة تتوسل من أجل كل الناس ومستعدة أن تكون خادمة للجميع بلا تفرقة.

من سِيَر البرية:
[سأل أخٌ (راهب) شيخاً روحياً قائلاً: "ماذا يمكنني أن أعمل من الخير لكي أرث الحياة الأبدية؟" فأجاب: "الله وحده، هو الذي يعلم ما هو خيِّر. ولكنني سمعت أن أحد الإخوة قد طرح هذا السؤال على أباَّ نستيريون الكبير من تلاميذ القديس أنطونيوس فردَّ عليه قائلاً: "كل الأعمال الصالحة ليست على مثال واحد. لأن الكتاب المقدس يروي عن إبراهيم أنه كان يضيف الغرباء وكان الله معه؛ وإيليا كان يعتزل وحده في البراري ويصلي وكان الله معه؛ وداود كان رجلاً متضعاً (رغم أنه كان ملكاً وذا سلطان) وكان الله معه. بناءٌ على ذلك، فكلُّ ما تريد نفسك أن تكلمه بحسب ما يرضي الله فاعمله وأنت ستخلص"](1)
[قال ابا بيمن: "إذا ما اتفق أن ثلاثة إخوة اختار أحدهم حياة السكون الداخلي (الرهبنة التوحدية)، والثاني أُصيب بمرض (مزمن)، فكان دائم الشكر لله، والثالث فضَّل أن يخدم الآخرين بأمانة وبغرض نزيه (حباً في الله)؛ فالثلاثة متساوون في العمل"](2).

+والقديس غريغوريوس النزينزي، في قصيدته الشعرية الشهيرة، يشيد بسمو الحب البشري ويبين كيف أنه كان مصدر إلهام لكل النواحي الإيجابية البنّاءَة في الثقافة العامة. والزواج لا يمكن أن يُبعدنا عن الله، بل إنه السر الذي من خلاله يكشف لنا الله عن حبه. إن كمال تقديس ومباركة العلاقة الزوجية يتم في الكنيسة، والشركة في حياة الله الثالوث الأقدس التي يمنحها المسيح للبشرية؛ هي التي تُقَوِّم وتشدد وتجدد هذا الحب القائم بين الرجل والمرأة.

+أما "البتولية" أو بالأحرى الحياة الرهبانية، فهي ضرورة حيوية لا غنى عنها في الحياة المسيحية، فهي وحدها التي يمكنها أن تشهد –على الوجه الأكمل- بأفضلية الحياة مع الله. هذه الشهادة الرهبانية تؤكد أيضاً من جهة أخرى على أن الزواج ليس فقط علاقة جسدية تحتمها الإلحاحات الغريزية، بل هو تآلف شخصين وتعاونهما معاً على أداء مهام الحياة، بجانب إنجاب النسل وتربيته مع تسليمه الإيمان وحب الله.

+إن اعتزال الحياة الإجتماعية والسياسية وتكريس النفس كلها لله، يشهد بتفوق نداء الروح على كل مطالب الحياة الحاضرة. المتبتل من أجل الله هو إنسان لا يموت عن العالم إلا ليحيا من أجله أيضاً.

القديس غريغوريوس النزينزي:
[إننا بتتميمنا (كبشر) هذه الشريعة واقتران المحبة إنما نتعاون معاً على مواصلة الحياة، وإخصاب الأرض، ونحن بهذا نكمل أمر الرب الذي قال: "أثمروا واكثروا واملأوا الأرض"...
نتمعن في من ألهم الناس تفضيل الزواج الرزين؟
ومن علَّمهم هذه الحكمة؟... حتى يعرفوا كل ما على الأرض
وما في البحار وما تحت قبة السماء، ومن أعطاهم السنين
والفرائض، أن يحكموا المدن حتى قبل أن تُسَنَّ القوانين؟
من جمع الناس للتداول في القضايا العامة وللإحتفال حول
الموائد في المنازل، وفي الساحات وفي الميادين؟
من دفع جوقات المرنمين أن ينشدوا في المعابد؟
من هذَّب شراسة الحياة البدائية وشجَّع على زراعة الأرض،
وعبور البحر. ومن وحَّد بين المتفرقين، إلا هذا الحب الغريزي
الذي غرسه الله في طبيعة البشر، والمتمثل بالأكثر في حفلات الزواج؟؟
وفضلاً عن هذا: بما أننا أعضاء لبعضنا البعض، فنحن نُحس أن خير وفرح أحبائنا يضاعف قوتنا...
المشاركة في الهم الواحد يخفف من وطأة التجارب، والأفراح هي أكثر عذوبة عندما تكون مشتركة بين كثيرين.
الزواج هو خاتم عطاء الحب والحنان عندما يتفانى كلٌّ من القرينين في بذل حياته من أجل الآخر، ثم كلاهما من أجل أولادهما، حيث لا يمكن لشيء ما أن يفرقهما بعد.
فمن اتحدا في الجسد يصيران أيضاً روحاً واحداً. لأن حبهما المتبادل يشد إيمانهما الواحد، وزواجهما في هذه الحالة لا يبعدهما عن الله؛ بل بالأحرى يقربهما أكثر إليه، طالما أن الله نفسه هو الذي قد وضعه.
أما عن البتولية المنذورة لله: فإنني أترك الآخرين أن يُقيِّموا هذه الحياة كيفما شاءوا، أما بالنسبة لي، فإني أراها طريقاً مُلْهَماً ليشبع الإنسان من الحب الإلهي، الذي أنطلق به من هنا نحو السماء حيث يكون الله هناك الكل في الكل سائداً بنوره وحبه].(3) – القديس غريغوريوس النيزينزي

+ولا ينبغي أني فوتنا في موضوع الزواج اقتباس شهادة كاتب مسيحي هو العلَّامة ترتليانوس (160-230م)، بالرغم من صلابة أفكاره بخصوص الزواج، فقد عاش قبل ظهور الرهبنة وكان لديه كما لدى المجتمع الكنسي حينذاك، أن الحب البشري السويِّ حب الرجل للمرأة، والذي يقود إلى قرانهما يمثل طريقاً روحياً. وكان ترتليانوس يرى أن هذا الحب ينبغي أن يكون واحداً وحيداً لا يتكرر، حتى إنه كان ينصح بالإعراض عن الزواج الثاني بعد الترمُّل (إلى يومنا هذا لا يُسمح لأرمل متزوج ثانية أن يصير كاهناً، وذلك في الكنائس الشرقية التي احتفظت منذ البدء بزواج الكهنة الذين يخدمون في وسط العلمانيين قبل الرسامة).

للعلَّامة ترتليانوس:
[ما أحلى وما أخف النير الذي يجمع بين قرينين وفيين في الرجاء الواحد، والإيمان الواحد، والعبادة الواحدة! فكلاهما ورفيقان في خدمة السيد الواحد... إنهما في الحقيقة اثنان في جسد واحد. وحيث الجسد الواحد فهناك الروح الواحد. فهما معاً يصليان...، يتعلمان معاً، يشجعان بعضهما البعض، يشددان أحدهما الآخر. إنهما متساويان في كنيسة الله، ومتساويان على مائدة الرب. إنهما متشاركان على السواء في الآلام، وفي الاضطهادات، وفي التعزيات. ليس لهما ما يخفيانه أحدهما عن الآخر، ولا يَحْذران بعضهم من بعض، ولا يُسيء أحدهما للآخر... المسيح يفرح بأن يرى مثل هذين الزوجين، إنه يمنحهما سلامه. وحيث هما هناك فهو نفسه يكون معهما](4) – العلَّامة ترتليانوس.

+إخوة الرهبان اليقينية بسمو النفس البشرية، حمَّست اللاهوتيين والقادة الروحيين في المسيحية، أن يؤكدوا، بعكس الإحساس المتوارث من الأجداد في عالم البحر الأبيض المتوسط، على المساواة الكاملة للرجل مع المرأة.

يقول العلَّامة كليمندس الإسكندري:
[المرأة لها نفس الكرامة الروحية كما للرجل، فإنه ربٌّ واحد لكليهما، ومعلمٌ واحد، وكنيسة واحدة؛ هما يتطلعان إلى نفس الغاية: يريان، ويسمعان، ويعرفان، ويرجوان، ويحبان بنفس الأسلوب. كيانان لهما نفس الحياة، ومدعوان –على حد سواء- إلى النعمة والخلاص].(5) – العلَّامة كليمندس الإسكندري.

ويقول العلَّامة أوريجانُس الإسكندري:
[الأسفار الإلهية لا تبدي أية مضادة بين الرجال والنساء. فالجنس لا يشكل أي اختلاف أمام الله].(6) – العلَّامة أوريجانُس.

ويقول القديس غريغوريوس النيصي:
[المرأة هي على صورة الله كالرجل تماماً. إنهما متساويان في الكرامة. يمارسان نفس الفضائل، ولكل منهما نفس الجهاد... بل ربما بالكاد يمكن للرجل أن يباري عزم المرأة التي تراعي حياتها الروحية بقوة وحزم].(7) – القديس غريغوريوس النيصي.

+والقديس باسيليوس –في مقدمة كتابه "النسكيات"- يشير إلى أن التمثيل الرمزي الحربي الذي يطبقه القديس بولس الرسول على الحياة المسيحية، ينطبق على المرأة تماماً كما ينطبق على الرجل. ويذكر الدور الهام الذي قامت به النساء في دائرة خدمة الرب يسوع كما يسمونهم: "رسل الرسل" (كما تسميهم الليتورجية البيزنطية: حاملات الطيب، والشهود الأوائل للقيامة).

للقديس باسيليوس الكبير:
[هذا الكلام (الذي نطق به الرسول) يصلح، ليس فقط للرجال، بل وللنساء؛ لأن النساء أيضاً هن من عداد وجيش المسيح. إذ بقوة روحهن كثيرات منهن لم يكُنَّ أقل مهارة من الرجال في الحرب الروحية (أي الجهاد ضد الخطية)؛ بل وبعضهن فقن عليهم...
فمن تبعوا الرب يسوع لم يكونوا فقط من الرجال، بل وأيضاً من النساء، وقد قَبِلَ المخلص أن يخدمنه من أموالهن كما قَبِلَ الرجال أيضاً].(8) – القديس باسيليوس الكبير.

+أما الشهيدة جوليتا فإن تضحيتها تؤكد هذه المساواة، (وكانت توجه الكلام للنساء اللاتي كُنَّ يُحِطْنَ بها ويندبن عليها):
[قد أُبدعنا –نحن النساء- من نفس الجبلة كالرجال. لقد خُلقنا جميعاً مثلهم على صورة الله... ألسنا متساوين في كل شيء معهم؟ فلكي يجبل الله المرأة، لم يأخذ فقط من لحم آدم؛ بل عظمة من بين عظامه، حتى نكون للرب كما الرجال أيضاً: "ذوي جَلَد وقوة احتمال". قالت هذا ثم وثبت إلى وسط النار المُعدة لحرقها].(9)

__________________________

(1) Apophtegmes, Nisthéros, 2 (PG 65, 305-307)
(2) Apophtegmes, Poemen, 29 (PG 65, 326)
(3) GRةGOIRE DE NAZIANZE, Sur la Virginité (PG, 37, 537-555)
(4) TERTULIEN, ہ sa femme, II, 9 (PL 1, 1302)
(5) CLةMENT D'ALEXANDRIE, Pédagogue, 1,4 (PG 8, 260)
(6) ORIGENE, Neuvième Homélie sur Josué, 9 (GCS 8, 356)
(7) RةGOIRE DE NYSSE, Faisons l'homme à notre image et à notre resemblance, Discours 2 (PG 44,276)
(8) BASILE DE CةSARةS: Bréve insyruction ascétiques, 3 (PG 31, 624)
(9) BASILE DE CةSARةS: Homélie sur la martyr Julitta, 2 (PG 31, 240)

__________________________
مقالات مترجمة عن كتاب:
SOURCES: Les Mystiques Chrétiens des
Origines - Olivier Clément
منابع الروحانية المسيحية في أصوولها الأولى - الفيلسوف الفرنسي العاصر والعلم الأبائي أوليفييه كليمانت
ترجمة وإعداد رهبان دير القديس أنبا مقار


الساعة الآن 11:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025