![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجود اللّه تعالى
قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص يعجز عقل الإنسان عن إدراك طبيعة اللّه تعالى وجوهره وكيانه فهو تعالى أسمى من أن تحصره طبيعة مخلوقاته، فهو على حد قول الرسول بولس «الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور الكرامة والقدرة الأبدية. آمين»(1تي 6: 16). ولكن عقل الإنسان بنوره الطبيعي الذي وهبه إيّاه اللّه، يستنتج من المخلوقات وجود خالق لها، فكل معلول له علة، الأمر الذي يعد من بديهيات العقل، وشريعة المنطق، يقول أيوب الصدّيق «فاسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك أو كلّم الأرض فتعلمك، ويحدثك سمك البحر، من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا»(أي 12: 7) ويقول الرسول بولس: «لأن أموره غير المنظورة منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنّهم بلا عذر»(رو 1: 20). فقد فطر اللّه الإنسان الناطق العاقل، على الاعتقاد بوجوده تعالى، وقد صار هذا الاعتقاد شبه غريزة في الإنسان، لذا نرى البشر في كل أجيالهم منذ بدء التاريخ على وجه هذه البسيطة، يبحثون عمن أبدع هذه الدنيا بما فيها وما عليها، وخلق الإنسان دون سائر الأحياء ناطقاً عاقلاً، فنور العقل الطبيعي، والشعور الغريزي في الإنسان يحمله على الاعتقاد بوجود كائن أزلي قدير واجب الوجود، لا علة له، وهو علة العلل كافة. كما أن العواطف الدينية راسخة في كيان الإنسان فهو ميّال إلى التعبّد وتقديم الخضوع لخالقه، ولذلك ففي كل أجيالهم عبد البشر إلهاً أو آلهة بغض النظر عن ماهية هذا الإله، وهم بعبادتهم حتى الأصنام برهنوا على أن في داخلهم وازعاً يدفعهم إلى الاعتقاد بوجود اللّه. وإذ أخفقوا في معرفة الإله الحقيقي، أعلن هو عن نفسه لآباء العهد القديم والأنبياء بالرؤى والأحلام وكلّم بعضهم فماً لفم حتى جاء مشتهى الأمم الرب يسوع الإله المتجسّد فكلّمنا اللّه به (عب 1: 1) وهو «الله ظهر بالجسد»(1تي 3: 16) وكما يقول الرسول بولس «الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر»(يو 1: 18) لأنه بهاء مجده ورسم جوهره (عب 1: 3). استخدم الرسول بولس شعور الإنسان بوجود اللّه، ولئن جهل هذا الإله، استخدم ذلك وسيلة ناجحة ليبشر أهل أثينا بالإله الحقيقي. ويذكر لوقا في سفر أعمال الرسل، أنه فيما كان الرسول بولس يتجوّل بين تماثيل مدينة أثينا، مهد الحكمة وكعبة الفلسفة والفلاسفة يومذاك، وجد «مذبح الإله المجهول» فرأى تلك التسمية اعترافاً صادقاً من فلاسفة اليونان بعجزهم عن الوصول إلى معرفة الإله الحقيقي، مما دعاهم إلى إقامة العبادة على هذا المذبح (للإله المجهول) فانتهزها فرصة ذهبية سانحة ليعلن لهم أن ذلك الإله الذي يعبدونه ولا يعرفونه هو الإله الحقيقي الذي خلق العالم وكل ما فيه. هذا إذ هو رب السماء والأرض ولا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي، ولا يخدم بأيادي الناس كافة كأنه محتاج إلى شيء، إذ هو يعطي الجميع حياة ونفساً وكل شيء... لأننا به نحيا ونتحرّك ونوجد (أع 17: 22 ـ 34). لقد كانت قلوب اليونانيين مهيّأة لقبول الإيمان الحق، لأن عقولهم التي كانت ثاقبة كانت كعقول سائر البشر تملك الميل الطبيعي الغريزي بوجود اللّه، ووجوب عبادته وكانت تمتاز عن غيرها باستنارتها بنور الفلسفة، فتلك الحكمة ألهمتهم الاعتراف بوجود الإله العظيم الذي يفوق أصنامهم ويمتاز بما وصفه به شعراؤهم وحكماؤهم بالحكمة والمقدّرة والحياة «لأننا به نحيا ونتحرّك ونوجد» فآمنوا على يد الرسول بولس بالله، الإله الحقيقي، وقبلوا الرب يسوع المسيح مخلصاً. والكتاب المقدس، الموحى به من اللّه، يشهد على وجود اللّه خالق الكون ومبدعه ومدبّره، والكتاب المقدس ينطوي على النبوات التي أوحى بها اللّه إلى أنبيائه الصادقين، وتمّت بحذافيرها في أوانها بعد أن أعطيت بمئات السنين، فهي أقوى حجة، وأوضح برهان على وجود اللّه تعالى الذي جعل الأوقات والأزمنة تحت سلطانه المطلق، فالماضي والحاضر والمستقبل معروفة لديه، بل الأكوان والأزمان كلها تحت أمرته وسلطانه، وهو قد وضع لها نظمها لتسير بموجبها، وهو يتصرّف بها بحسب مقاصده الإلهية. وقد تناول آباء الكنيسة القديسون عقيدة وجود اللّه بالدرس الدقيق، وتركوا لنا أبحاثاً نفيسة، ومن هؤلاء مار سويريوس يعقوب البرطلي مطران دير مار متى وأذربيجان (1241 +) الذي يقول: «إن اللّه غير مدرك، فالمدرك ـ كما يقول الفلاسفة ـ إنّما يدرك بأمرين: إما بالعقل وإما بالحواس الخمس فالذي يسمو عن حواس المخلوقات وفكرها لا يدرك البتة، إذن اللّه غير مدرك، وإننا نستدلّ على وجود اللّه من الطبيعة، والكتاب المقدس، فمن الطبيعة من البرهان الآتي وهو: إذا شاهدنا بناء نفهم أن بنَّاءً قد شيّده، ونحن نستدلّ على ذلك، ولئن كان البنّاء غائباً، هكذا عندما نتأمل المخلوقات نفهم أن اللّه قد خلقها (وإن كنا لا نتمكّن من رؤية اللّه وإدراك طبيعته). والكتاب المقدس يشهد (على وجود اللّه) فقد كتب موسى ما يلي: «في البدء خلق اللّه السموات والأرض»(تك 1: 1) وأيّد ذلك الأنبياء في أسفارهم، إذن اللّه موجود». وجوب الإيمان بوجود اللّه: فالله تعالى موجود ومن صفاته العامة أنه تعالى روح محض لا جسم له منزّه عن المادة وخواصها، غير منظور ولا يمكن أن يقع تحت الحواس الخمس وهذا ما قاله الرب يسوع للسامرية «اللّه روح والساجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا»(يو 4: 24) وهو تقدّس اسمه واجب الوجود وهو سرمدي أزلي أبدي، كان دائماً منذ الأزل فليس له بداية، وسيكون دائماً إلى الأبد فليس له نهاية وبهذا الصدد يقول صاحب المزامير «من قبل أن تولد الجبال وأبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل وإلى الأبد أنت اللّه»(مز 90: 2). واللّه واجب الوجود من ذاته، وعلة كل موجود فهو خالق السماء والأرض، وضابط الكل يصنع ما يشاء بحكمة وبمجرد إراداته. وهو غير محدود في وجوده وكمالاته «أإلى عمق اللّه تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي»(أي 11: 7) وقال سليمان الحكيم: «لأنه هل يسكن اللّه حقاً على الأرض هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت» (1مل 8: 27). وهو غير متغيّر في وجوده، وقدرته، وقداسته، وعدله، وجودته وحقه «لأني أنا الرب لا أتغير»(مل 3: 6) ويقول الرسول يعقوب : «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران»(يع 1: 17). وهو رب الكل فلا يحدث شيء في الدنيا إلاّ بأمره أو بإذنه وهو موجود في كل مكان في السماء والأرض وفي جميع المواضع المنظورة وغير المنظورة، ويرى جميع الأشياء ويرى الماضي والحاضر ويعرف حتى ما في الأفكار. «وهكذا قال الرب السموات كرسيّ والأرض موطئ قدميّ»(إش 66: 1) «ألعلّي إله من قريب يقول الرب، أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب»(إر 23: 23). «فاعلم وردّد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه»(تث 4: 39). «لأنه يجب أن الذي يأتي إلى اللّه يؤمن بأنّه موجود وأنّه يجازي الذين يطلبونه»(عب 11: 6). في توحيد ذات اللّه وتثليث أقانيمه: ليس بمقدورنا أن ندرك طبيعة اللّه وجوهره، ولكن عدم إدراكنا كنهه جلّ شأنه لا ينفي حقيقة وجوده. وإن ما نعرفه عنه تعالى نستمدّه من الوحي الإلهي المعلن في الكتاب المقدس بعهديه. وهو المصدر الأول لعقائدنا الدينية. كما نستقي هذه العقائد السمحة من التقليدين الرسولي والأبوي المستندين إلى تعاليم الكتاب المقدس والمفسِّرين والموضحين تلك التعاليم بشروحات صحيحة مبنية على شهادات الرسل وتلاميذهم وقوانين الإيمان التي كانت محفوظة في الكنائس بلغات شتّى، والتي تظهر خاصة واضحة بقرارات المجامع المسكونية الثلاثة المنعقدة في نيقية (325) وقسطنطينية (381) وإفسس (431). وحيث أن عقولنا محدودة ولا تقدر أن تدرك ذات اللّه غير المحدودة، علينا أن نؤمن بما أعلنه لنا اللّه عن ذاته في الكتاب المقدس: بأنه تعالى واحد ذو ثلاثة أقانيم الآب والابن والروح القدس، وأن هؤلاء الأقانيم الثلاثة طبيعة واحدة وذات واحدة وجوهر واحد، فالآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ومع ذلك ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد، إلاّ أن الآب هو الجوهر ويتميّز بخاصة الأبوّة، فليس هو مولوداً ولا منبثقاً بل هو أب. وإن الابن هو نفس الجوهر للإله الواحد ويتميّز بخاصة البنوة من الآب أزلياً، وأن الروح القدس هو نفس الجوهر للإله الواحد ويتميّز بخاصة الانبثاق أي الانبعاث من الآب أزلياً، فليس هو والداً ولا هو ابناً ولا مولوداً بل هو منبثق من الآب. فهذه الأقانيم الثلاثة متحدة بلا انفصال ومنفصلة بالاتحاد، إله واحد بالجوهر وهي اللّه الآب وكلمته وروحه القدوس، وهي وإن كانت ثلاثة معان متميّزة بالخواص، إلاّ أن الذات واحدة إذ لا انفصال بين اللّه وكلمته وروحه القدوس في الجوهر، وأن لاهوت الأقانيم الثلاثة واحد وهم متساوون في الأزلية والأبدية والقداسة والمجد والصلاح والحكمة والقدرة وسائر الصفات والكمالات الإلهية وإن صفات اللّه تعالى الذاتية الثبوتية أو خواصه الثلاث لا شبيه لها في الخليقة، ويتّصف بها تعالى منذ الأزل وإلى الأبد. وهي الذات والنطق والحياة، وكل من هذه الأسماء هو غير الآخر، وبهذا الصدد يقول أحد الآباء: «إن الآب قائم بذاته، ناطق بابنه، حي بروح قدسه». وإن الابن قائم بالآب ناطق بذاته (لأنه هو الكلمة وهو النطق) حي بالروح القدس. وإن الروح القدس قائم بالآب ناطق بالابن حي بذاته (لأنه هو الحياة). ولكي يقربوا من أذهان البشر مفهوم هذه العقيدة، سمح آباء الكنيسة لأنفسهم أن يمثلوا اللّه تقدس اسمه بالشمس بقرصها وشعاعها وحرارتها، ومع ذلك فهي كوكب واحد وشمس واحدة وليست ثلاث شموس. وشبّهوا الثالوث الأقدس أيضاً بالمثلث المتساوي الأضلاع بخواصه المتعدّدة وهو مثلث واحد. كما مثّلوا الثالوث الأقدس بالنفس التي هي ذات حية ناطقة فإن ذاتها غير حياتها ونطقها، وإن حياتها غير ذاتها ونطقها، وإن نطقها غير حياتها وذاتها. ومع ذلك فهي نفس واحدة غير متعدّدة الذوات. عقيدة التثليث والتوحيد في الكتاب المقدس: إن الكتاب المقدس مملوء بالنصوص والشواهد الدالة على توحيد اللّه وتثليث أقانيمه. وبعض هذه روت عن كل من الأقانيم الثلاثة بمفرده. ففي العهد القديم عندما أعطى اللّه لوحَيْ الوصايا لموسى كليمه نصت الوصية الأولى على لسان الرب ما يأتي: «أنا الرب إلهك لا يكن لك آلهة أخرى أمامي»(خر 20: 2و3) والوصية الثالثة تقول: «لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأنه الرب إلهنا رب واحد»(تث 6: 4) وجاء في سفر إشعيا «لأني أنا اللّه وليس آخر»(إش 45: 22) و«هكذا يقول الرب أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري»(إش 44: 8) وقال نحميا النبي وهو يخاطب الرب: «أنت هو الرب وحدك أنت صنعت السموات» (نح 9: 26). عندما سأل موسى الرب الإله عن اسم يطلقه عليه تعالى أجابه: «هكذا تقول لبني اسرائيل أهْيَهْ أرسلني إليكم» (خر 3: 14). أما عن عقيدة التثليث فقد أشير إليها في العهد القديم بورود اسم الجلالة بالعبرانية بصيغة الجمع، فالكلمة المترجمة (اللّه) هي بالعبرانية (إلوهيم) وهي جمع مذكر سالم. و«يم»هي علامة الجمع. وجاء في سفر التكوين قول اللّه تعالى «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا»(تك 1: 26) ولم يقل «أعمل على صورتي» وقوله: «هوذا آدم صار واحداً منا»(تك 3: 2) وقوله: «ننزل ونبلبل هناك لسانهم»(تك 11: 7). والنبي أشعيا يقول عن السرافيم أنهم واقفون حول العرش يصرخون قائلين: «قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت»(إش 6: 3) فتثليث التقديس يشير إلى الثالوث، وبقولهم رب الصباؤوت إشارة إلى وحدة الطبيعة والجوهر. كما أن بعض آيات العهد القديم روت عن كل من الأقانيم الثلاثة بمفرده، وبذلك يتضح أن كل أقنوم من الأقانيم ذو وجود فعلي مستقل في معناه، ولكن الأقانيم الثلاثة واحد بالجوهر، ومن هذه الآيات: «الرب قال لي أنت ابني وأنا اليوم ولدتك» (مز 2: 7) ومنها «قال الرب لربي اجلس عن يميني» (مز 110: 1). وقوله «ويحلّ عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب» (إش 11: 2). وقوله: «مَنْ ثبت أطراف الأرض ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت»(أم 30: 4). إن ما لمحت إليه أسفار العهد القديم صرّح فيه الرب يسوع في الإنجيل المقدس، ورسله الأطهار في سائر أسفار العهد الجديد. والرب يسوع هو أجدر شخص يوضح لنا عن اللّه أبيه السماوي، فالرسول بولس يقول: «اللّه لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر»(يو 1: 18) «لأنه بهاء مجده ورسم جوهره»(عب 1: 3). فالرب يسوع أعلن عقيدة تثليث أقانيم اللّه وتوحيده، ومساواة الأقانيم الثلاثة بالسلطان والقدرة ووحدتهم بالجوهر، بقوله لتلاميذه: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس»(مت 28: 19). وقد تجلّى ظهور الثالوث الأقدس حين عماد الرب يسوع إذ أنه له المجد «لما صعد من الماء انفتحت السموات فرأى روح اللّه نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه وصوت من السماء يقول هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت»(مت 3: 16و17) فالابن كان يعتمد في نهر الأردن والآب شهد له من السماء والروح القدس حلّ عليه بشبه حمامة. كما تتّضح هذه العقيدة أيضاً من قوله له المجد لتلاميذه: «متى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق»(يو 15: 26) فالمتكلّم هو الابن والمعزّي هو الروح القدس والذي ينبثق منه الروح القدس هو الآب. ويصيغ الرسول بولس عبارة البركة بقوله: «نعمة ربّنا يسوع المسيح، ومحبة اللّه، وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين»(2كو 13: 14) ويقول أيضاً: «لنا إله واحد»(1كو 8: 6) والرسول يعقوب يقول: «أنت تؤمن أن اللّه واحد حسناً تفعل» (يع 2: 19) فاللّه هو الإله الحقيقي وهو ثلاثة أقانيم ولكنه واحد بالجوهر. أما أقوال الآباء بهذا الصدد فلا يحصى لها عدد. قال الذهبي الفم (407 +) عن تساوي الأقانيم الثلاثة فيما بينهم أكمل تساوٍ: «فالابن ليس بأدنى من الآب والروح القدس غير المخلوق مثل الآب والابن يؤلف معهما وحدة غير منقسمة فما تقوله عن الآب قلته عن الابن وما تثبته بشأن الابن أثبته أيضاً بشأن الروح القدس. فليس بينهم إلاّ طبيعة واحدة وقوة واحدة وإرادة الآب هي إرادة الابن والروح القدس.. إن سر إعادة الولادة بالمعمودية يمثّل لنا بأوضح بيان صورة الثالوث الإلهي لأن مخلص البشر قال لرسله: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس»( مت 28: 19) أرأيتم كيف كرامة واحدة ووحدة كاملة وثالوث غير منقسم». وقال مار سويريوس يعقوب البرطلي مطران دير مار متى وأذربيجان (1241 +) في كتابه المسمّى (الكنوز): «إننا نعترف بإله واحد الآب الضابط الكل، وبرب واحد يسوع المسيح الإله الذي فوق الكل، وبرب واحد الروح القدس الذي منه الكل، الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، ثلاثة أقانيم، جوهر واحد، طبع واحد، فعل واحد، لاهوت واحد، إرادة واحدة. وندعو هذه الثلاثة بالأقانيم: إذ نعطي لكل واحد اسماً خاصاً، وصفة خاصة متميزة لا من حيث الطبائع بل بالنسبة للأقانيم. فنقول: الآب والابن والروح القدس، مثلما نقول العقل والنطق والحياة، ولا نقول بثلاثة آلهة كما نقول بثلاثة أسماء، بل إله واحد له نطق وحياة، فندعو النطق ابناً، والحياة روحاً مضافاً إليها (القدس) تمييزاً عن بقية الأرواح. ونعطي الآب خاصة الأبوّة، والابن: البنوة، والروح: الانبثاق. ولا يمكننا أن نبدّل أو نفسد خواص هذه الأقانيم أي أن ندعو الآب مولوداً أو منبثقاً، والابن والداً، والروح القدس والداً أو مولوداً. لأن هذه الخواص هي أزلية لكل من الأقانيم الثلاثة فلا تتبدّل ولا تتغيّر. فنقول: الآب والد، والابن مولود غير والد، والروح منبثق لا والد ولا مولود: الواحد ثلاثة بالخواص، والثلاثة واحد بالألوهة، تمييز موحّد، وإضافة مميِّزة. إذ ليس ذلك الواحد دون الثلاثة ولا الثلاثة هم دون ذلك الواحد. فالأقانيم هم عين اللاهوت واللاهوت عين الأقانيم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملكوتُ الله من كتاب "السّائحان بين الأرض والسماء" - الله والإنسان - الجزء الثاني المطران بولس يازجي من أهمِّ العبارات التي نكرِّرها في صلواتنا الفردية وطقوسنا الجماعية هي عبارة "ملكوت الله". فنحن كلّ يومٍ نصلّي "أبانا" ونردِّد "ليأتِ ملكوتك"، ونفتتح القدّاس بـ"مباركةٌ هي مملكة (ملكوت) الآب والابن والرّوح القدس". لكن بمقدار ما هذه العبارة مهمة، بمقدار ما يُساءُ فهمها أحياناً. فالبعض منَّا، نحن المسيحيين، يَعتبر ملكوت الله مملكةً مثل "الطائفة"، نتجمَّع فيها في دنيانا لنشكّل قوةً تجاه شعوبٍ أو طوائفَ أخرى...،أوننتظر فيها من الله نصراً هنا على "أعدائنا"، أو...، والأوجه عديدة. البعضُ الآخرُ يعتبر مُلك الله مكاناً ليس "هنا" بل "هناك" في الحياة الآتية وليس الحاضرة، ونحن في الانتظار. فـ "هنا" و"الآن" هو للشيطان، الذي سمَّاه بولس الرسول "سيِّد هذا العالم"! لكنّ التأمل بهذه العبارة من خلال الكتاب المقدّس خيرُ طريقٍ لمعرفة معناها. اللهُ ملكٌ لكلّ الديانات والشعوب، وقبل المسيحيّة واليهودية! فهو من يحمي ويعدل، والقاضي الأعلى بين الخير والشر، وهو الأقوى! عند الشعوب القديمة، كان الملكُالأرضيُّ يستمدّ منه، كنائبٍ عنه، قدسيةً لمُلكه وطاعةً من شعبه. في الكتاب المقدّس، الله ملكٌ فوق كلّ الملوك، ليس كالآلهة الوثنيَّة. نظر الشعب في العهد القديم إلى الله كملكٍ دائماً، ولكن بنظراتٍ متفاوتةٍ خلال تاريخه الطويل. عندما جاء المسيح وتجسَّد كان التاريخ قد اختمر-عند البعض- لكنْ تمخَّض عن صورةٍ أرضيَّةٍ دنيويةٍ للمَلكِ الآتي من نسل داوود. هذا الملك سيأتي وينصرهم على الأمم التي حولهم ويقيم مُلْكاً ليس له نهايةٌ! وقلَّةٌ تقيةٌ كانت "تنتظر خلاص إسرائيل" بصورةٍ روحية. تجنَّب يسوع خلال حياته وبشارته لقب المَلك، وهرب من الجموع عندما أرادوا أن ينصِّبوه ملكاً، إثر عجيبةٍ كبيرة. شكّل دخول يسوع إلى أورشليم على "حمارٍ" وبتواضعٍ الصدمةَ الصاعقة التي قادت هؤلاء اليهود إلى القرار بقتل هذا الملك المتواضع، لأنه "خيرٌ أن يموت واحدٌ عن الأمّة"! كانت بشارة يسوع وكرازته بـ "ملكوت"، وبدأ هو يكرز "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات"، تماماً كالسّابق يوحنا المعمدان. ولكنّ الملكوت الذي دعا إليه يسوع كان مغايراً جداً للمملكة التي كان ينتظرها الرؤساء بين اليهود، لهذا أعلن لبيلاطس: "مملكتي ليست من هذا العالم". قبل آلامه صرخ يسوع بتلاميذه الذين سألوه: "متى يأتي الملكوت؟" "إنَّ بين الموجودين هنا مَنْ لا يرى الموت قبل أن يرى ملكوت الله آتياً بقوةٍ جليَّاً". يشرح الآباء القدّيسون هذه العبارة، أنّ يسوع كان يعني بـ "ملكوت الله" هنا حدث التجلِّي الذي تمَّ بعد قليل، أو أيضاً حدثَ موتِه وقيامته وتأسيس الكنيسة في العنصرة. الأمور التي شهدها الذين كانوا معه في جيله. ملكوتُ يسوع إذاً هو حالةُ "مجدِه" الظاهر للناس. وهذا ما أعلنه يوحنا الحبيب على لسان الرّب: "المجد الذي أعطيتني (يصلِّي للآب) سأعطيهم (للتلاميذ) إياه". وهذا المجد الظاهر لا يعني مجرَّد إعلانٍ، بل هبة. فالإنسان عندما "يُعاين" مجد الله لا يعني أنه يشاهده بل يختبره. عندما رأى بطرس مجدَ يسوع على ثابور، خَبِر منه خبرةً جعلته يصرخ "يا سيِّد ليتنا (حسناً أن) نبقى ههنا". ما نسميه رؤية مجد الله يعني اختبار حياة الله في سعادتها ووحدتها ومحبّتها، وذلك بالمقدار الذي نستطيعه، (أن يشاهدوا مجدك قدر ما استطاعوا - تقول ترنيمة العيد). المجد، هنا إذاً لا يعني كرامة الله أو سموّه، بل حياته. ومشاهدة هذا المجد هي اختبار شيءٍ من حياة الله في حياتنا. إذاً ملكوت الله ليس حالةً أو مكاناً هناك أو فيما بعد، بل هو حالة العشرة مع الله ومشاركته حياتَه في حياتنا هنا. "ليأتِ ملكوتك" عبارةٌ تعني أولاً أننا مسؤولون أن نحيا حياةً كحياة الله (على شبهه)، أي: "لتكن مشيئتك"، بكلمةٍ أخرى تعني اختبارَ ملكوت الله، أو حلوله بيننا الذي يتم باختبار النعمة الإلهية في حياتنا، وفي قلب كلٍّ منا. "ليأتِ ملكوتك" تعني أيضاً بالوقت ذاته حالة "الانتظار" والترقّب لحلول ملكوت الله بالكلّية عند المجيء الثاني. "ملكوت الله في داخلكم"، عبارةٌ تفسِّر معنى الملكوت بوجهيه، حالة الانتظار للمجيء الثاني وحالة حياة الإنسان في خبرة النعمة. حين يشرح الآباء القدّيسون هذه العبارة الغريبة: "ملكوت الله في داخلكم"، يشدّدون أولاً أنّ اختبار الملكوت هو مسألةٌ روحيةٌ داخلية تتمُّ في القلب وليس في بلدٍ أو بقعةٍ جغرافيةٍ أو فترةٍ زمنيَّةٍ محدَّدة... ملكوت الله حاضرٌ عندما نجعل يسوع مالكاً -وحده- في قلوبنا! "ملكوت الله طُهرٌ وبِرٌّ وسلام". وثانياً أنّ العبارة "في داخلكم" تعني: "فيما بينكم"، أي في اجتماع المؤمنين كـ "كنيسة". ملكوت الله في وسطنا، أي في محيطنا ومجتمعنا في طريقة حياتنا كـ كنيسةٍ حين نشهد ونصلّي، حيث شاء اللهُ لكلّ منا أن يصلّي ويشهد في حياته الفردية وجهاده الرّوحي وطهارته الداخلية: "أنتم هيكل الله الحي". ملكوت الله في قلب كلّ واحدٍ منّا وملكوت الله هو طريقة حياةٍ تمثِّلها وتُحضرها "الكنيسة". لهذا حين يجتمع المؤمنون، خاصةً في العشاء السري، حول الكأس المقدّسة، حول السيِّد الذبيح والذابح، يعلنون على الفور: مباركةٌ "مملكة الآب...". "ليأتِ ملكوتك"، تعني "لتكن مشيئتك". نحن إذاً أبناء الملكوت، الذين نحفظ وصيَّة السيِّد ونعمل مشيئته في حياتنا. "ليأتِ ملكوتك"، عبارةٌ توحي لنا على الفور حالة الشوق إلى "الإسختا" في الانتظار، لكنها تعني بالوقت ذاته حالةً يبدأ تحقيقها واختبارها "هنا"، أي كما تعني هذه العبارة حالة "الانتظار" تعني أيضاً حالة "إحضار"، آمين! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يتكلم ان الله يعرف ويعرف جيداً يهتم جداً حتى أنه يقول نزلت لانقذهم لقد أتى الله مرات ومرات ليتقابل مع الانسان في احتياجاته وأعظم مجيء في التاريخ كان في تجسده وموته وقيامته (الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيادينا نخبركم به (1 يو 1 هذه كانت شهادة يوحنا الرسول. وقال فيلبس ذات يوم للرب يسوع ارنا الآب وكفانا عندئذ سوف نؤمن، أما يسوع فانه وبخ فيلبس وقال له بتأثير قوى ان الله الآب سوف لا ينزل كل مره عند طلب كل انسان الله اعلن عن ذاته في التاريخ يا فيلبس والى الأبد في شخصي الذي رأني فقد رأى الآب (يو 14). الله حي ونحن نؤمن باله قائم هو رب حي سيد كلي القوة رفعه الله اعطاه اسماً فوق كل أسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب (في 2 : 9). هو الملء الذي يملئ الكل وهو الذي يكمل الكل في الكل (أف 1 : 23.( انه رأى المسيح الحي الغالب المنتصر وهذه الرؤيا هي التي جعلت منه بطلاً شجاعاً انه رأى بعينيه الجسديتين رجالاً يرجمونه ولكن بأعين الروح رأى يسوع متوجاً وسيداً على العالم سيداً حتى على الرعب الحاضر.الله حي قائم ، الله غير ميت! ليس مسيحاً ضعيفاً هو الذي نتعامل معه هو مسيح القوة فبينما كان استفانوس يرجم حتى الموت فانه نظر الى السماء وابصر ابن الانسان قائماً عن يمين الله (اع 7) ان رؤية ربنا القائم وملك الخليقة هي التي تعطي لكل مؤمن مسيحي شجاعة ثقة وجرأه ورجاء وايمان ولا يمكن لأي انسان ان يجوزه فرؤيتنا له سيداً وحياً وحاكماً وضابطاً بمثل هذه الرؤية يمكننا ان نحتمل أي شيء لأننا نعلم ان آلالم الحاضر ليس هو شيئاً نهائياً ان ربنا سوف يهبنا النصرة . في مثل هذه الأيام العصيبة الى أين نذهب؟ اين نذهب؟ الى السلام في عالم لا يوجد فيه سلام؟ أين نجد البقاء في عالم نحيا فيه دقيقة بدقيقة؟ أين نجد مأوى في عالم لا نجد فيه مكاناً للاختباء لن نجد لنا ملاذاً في أي مكان سوى ذلك الذي هو صخرتنا وخلاصنا وحصننا يقول المرنم توكل عليه دائماً الله ملجأنا وقوتنا. الله غير ميت ، الله حي! ولكن في نظرك قد يكون ميتأً ان كنت تريده ان يكون كذلك وعندئذ انت نفسك سوف تموت سوف يموت احترامك لنفسك سوف يموت رجاؤك سوف تموت شجاعتك سوت تموت كرامتك سوف تموت قوتك سوف تموت حكمتك كلك بجملتك سوف تموت ان المشكلة في حياتنا ليست في موت الله بل بالحري موت الانسان الانسان يموت لأنه يحاول مرات عديده ان يحيا بدون الله. كتب داج همرشلد Dag Hammarsh Jold الأمين الاسبق للأمم المتحدة في كتابه العلامات ويقول:ان الانسان لا يموت في اليوم الذي نتوقف نحن فيه من ادعائنا لالوهيتنا الشخصية ولكننا نحن نموت عندما تتوقف حياتنا من الاستضاءه بتلك الاشعة الراسخة الثابتة التي تتجدد يوماً فيوماً، من ذلك المصدر الذي يفوق كل عقل , الله الحي الذي لا يموت. عندما ترك تلاميذ كثيرون يسوع ولم يعودوا يمشون معه فانه اتجه نحو الاثنى عشر وقال لهم اتريدون انتم أيضاً ان تمضوا؟ فاجاب سمعان : الى من نذهب وكلام الحياة الأبديه عندك (يو 6. لمثل هؤلاء ينادون بموت الله نحتاج ان نكرر لهم كلمات الملاك التي خاطب بها النسوة اللواتي ذهبن الى قبر يسوع لماذا تطلبن الحي بين الأموات، ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل (لو 24. قيامة الرب يسوع هي الضمان الاكيد والوحيد لتجديد حياتنا والاتحاد مع القائم من بين الأموات لأنه هو الطريق والحق والحياة ولا توجد حياة حقيقية بدونه من له اذنان للسمع فليسمع |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نتعلّم محبة الرب عظة للقديس ثيوفانس الحبيس في الأسبوع الماضي علمتنا حاملات الطيب المحبة، واليوم يعلّمنا القديس يوحنا اللاهوتي الموضوع نفسه. فهو قد أحبّ الرب أكثر من كل الآخرين وكان محبوباً منه. فلنطبع في ذهننا صورة المحبة هذه، ولنبدأ بتحويل أحاسيسنا وموقفنا من الله بحسبها. كيف بلغ القديس يوحنا اللاهوتي إلى هذه المحبة النبيلة للرب وصار مثالاً للمحبة عندنا جميعاً؟ أظن أنّه قام بذلك بالطريقة ذاتها التي يتّبعها الناس ليحبّ أحدهم الآخر. إنهم يرون جمال شخص ما أو طيبته فينشدّون إليه بكل قلبهم. على المنوال نفسه، رأى القديس يوحنا جمال الرب وصار مشدوداً إليه. لقد أحسّ بمحبة الرب الخاصة له، وتالياً اشتعل بالمحبة إليه. لقد رأى أعمال الرب العظيمة الرائعة والمثمرة فتحرّك بتقوى متّقدة وصار مكرّساً فيها وارتاح إليها. هكذا هي طريق الصعود بمحبة الرب. فلنتبعها حتى نكتسبها في النهاية. أولاً: القديس يوحنا رأى حلاوة الرب وانشدّ إليها. على المنوال نفسه، تنشأ المحبة بين الناس. إنهم يرون جمال شخص ما، الجمال الروحي أو الجسدي، فتنشأ محبة بعضهم لبعض. إذا رفعنا فكرنا إلى معاينة جمال الرب، فبالتأكيد لن نبقى باردين لا مبالين به. جمال الرب هو مجموع كل كماله. يقول القديس تيخن الزادونسكي: "انظر وتمعنْ، ماذا ينقص الرب؟". كل ما تشتهيه موجود في ملءٍ لا يُوصف ولا يُحَد. أتطلب البركة؟ فعنده البركة الأبدية الحقيقية. أتطلب الجمال؟ فهو بهي بالحسن أكثر من بني البشر (مزمور 3:44). أتسعى إلى النبل؟ فمَن هو أكثر نبلاً من ابن الله؟ أتسعى إلى الشرف؟ فمّن هو الأشرف أو الأرفع من ملك السماوات؟ أتسعى إلى الحكمة؟ إنه أقنوم حكمة الله. أتسعى إلى السعادة؟ إنه فرح الأرواح المباركة ومختاري الله وسعادتهم. أتحتاج التعزية؟ مَن يستطيع أن يعزيك أكثر من الرب يسوع؟ أتسعى إلى الراحة؟ هنا الراحة الأبدية للنفوس التي تحبه. أتريد الحياة؟ إنه نبع الحياة. أتخشى الضياع؟ إنه الطريق. أتخشى الخديعة؟ إنه الحق. أتخاف الموت؟ إنه الحياة كما يؤكّد بذاته: "أنا الطريق والحق والحياة". باختصار، كل ما تحبه النفس البشرية، من الكمال والجمال والصلاح، موجود فيه. أرغِم فكرَك على إدراك هذا وسوف لن تستطيع ألاّ تحب الله. القديسة كاترينا الشهدة كانت وعدت بأن تحب مَن تجد عنده مقدار غناها وجمالها وحكمتها، متوقعةً أنها لن تجد هذا الشخص في كل العالم. رأت أن ما عندها ليس شيئاً بالمقارنة مع جماله وحكمته وغناه. فأعطته نفسها بالكلية متشبثة به ومقدمة نفسها إليه. ثانياً: عندما أحس القديس يوحنا اللاهوتي بمحبة السيد له، اشتعل بمحبته. عندما تُختَبَر المحبة الصادقة غير الأنانية عند الآخر توحي دائماً بشعور مماثل. فلنختبر محبة الرب ونزكِّ محبتنا له. يسأل القديس تيخن: "ما الذي لم يفعله ابن الله لنا؟ ما الذي لم يوصله إلينا؟ ما الذي لم يحتمله ويتعذب منه من أجل الأنفس الفقيرة المحتاجة؟ ما هي الأعمال والعذابات التي لم يحتملها بنفسه لكي يجلبنا إلى أبيه السماوي، نحن الذين ابتعدنا عنه؟ لقد نزل من السماء لكي يرفعنا نحن المطرودين من الفردوس والملكوت. لقد وُلد بالجسد من أجلنا حتى يأتي بنا إلى عنده عبر إعادة الولادة الروحية. لقد واضع نفسه من أجلنا حتى يرفعنا. لقد أصبح فقيراً لكي يغنينا نحن البائسين. لقد تحمّل الإهانة والجراح لكي يشفينا ويؤلهنا. لقد مات عنا لكي يعطينا الحياة نحن الذين كنا أمواتاً. انظر إلى أي تنازل واتضاع حملته محبته الكاملة ورحمته العطوفة. ألم يختبر كل منا هذه الحركة من محبة الله؟ كم مرة ابتعدنا عن هذه المحبة بالخطيئة؟ وفي كل مرة نعود إلى الاتحاد به عبر رحمته بعبارة واحدة "أنا مذنب ولن أعيدها". كم من المرات أغضبناه باستسلامنا لتجربة ملاذ هذا العالم. وعندما عدنا إليه مجدداً استقبلنا إلى مائدته لنشترك في جسده ونشرب دمه. أليس هذا حنان محبته الرحومة؟ المسيح بيننا في حياتنا اليومية. مَن منّا لم يختبر اهتمامه وقربه في إنقاذنا من المحن والمرض والحزن والأوقات الصعبة، وفي كل حاجاتنا الروحية والجسدية؟ أمن الممكن ألاّ نتجاوب مع هذه المحبة العظيمة ونتوجه إلى الذي يحبنا بلا كلل؟ أمن الممكن أن ننسى محبة الرب لنا بسبب الانشغال وعدم الانتباه؟ متى عرفنا محبته وتذكرناها، من المستحل ألاّ نختبر شعوراً من المحبة للرب مهما كان قلبنا قاسياً. مَن يسير دوماً في حضرة محبة الله، سوف يكون دائماً مستنيراً بمحبته له. هذه هي طبيعة المحبة. ثالثاً: تذوّق القديس يوحنا حلاوة المحبة للرب واتكأ على صدره بمنتهى السلام. المحبة بحد ذاتها هي عطية لا تُقارَن. إنها تجلب بركة أرفع من كل ما في السماء والأرض. يقول الرب: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي... إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" (يوحنا 21:14و23). كم من العزاء في هذه الكلمات! كم هي عظمة وسامية وعود ابن الله التي يعطيها لمحبيه: أن محبّ المسيح سوف يشارك الآب والابن بالصداقة. يعجز الفكر البشر عن سبر غور صلاح الله. الله العظيم الأبدي وغير المدرَك يشتهي أن يقيم صداقة مع الإنسان الذي خلقه والذي هو عبده. إنه يرغب بهذه الصداقة طالما أن الإنسان لا يرفضها... صداقة مع الآب ومع ابنه يسوع كما يكتب القديس يوحنا. حيث يكون الآب والابن فهناك الروح القدس أيضاً. انظر إلى ما يبلغ محب المسيح! مَن يحبه يستحق أن يكون مسكناً ومنزلاً للثالوث الفائق القداسة. الإله المثلث الأقانيم، الآب والابن الروح القدس، مستعد جداً لأن يسكن في الإنسان بالنعمة. "الله محبة ومَن يثبت في لمحبة يثبت في الله والله فيه" (1يوحنا 16:4). هذا القلب مبارك بالحقيقة! حتى هنا على الأرض سوف يحس الفرح المسكوب بوفرة في قلوب المختارين للحياة الأبدية. يتذوّق القلب جوهرَ صلاح الله ويمتلك ما يعبّر عنه في قول الرب "ملكوت الله في داخلكم". حيث يكون الله يكون كل ما له. إذا كان الله في داخلك بسبب محبتك، إذاً سوف يبررك من خطاياك، يحررك من أسرك، يهبك السلام بدل الضمير الشرير والفرح بدل بؤسك، التعزية بدل حزنك، التبرئة في يوم الرب، العون على أعدائك، الحكمة والمعرفة بدل التشوّش والجهل، والقوة في ضعفك (عن القديس تيخن). إذا سكن الرب بسبب محبتك، فمَن هو عليك، وأي أذى قادر أن يصيبك؟ إذا كان هو سلامك فمّن يستطيع أن يقلقك؟ إذا كان هو فرحك وعزاؤك فأي إنسان أو أي شيء يقدر أن يسبب لك الأسى؟ إذا كان هو قوتك فمَن يستطيع أن يغلبك؟ إذا كان هو مَلِكَك فمَن يستطيع أن يُخضعك؟ "إذا كان الله معنا فمَن علينا؟"، هكذا يصرخ الرسول بولس بقوة مع كل محبي الرب (روما 31:8). هذه هي المحبة وانظر ما تجلب معها! إن الذين يلجون إلى محبة الله يشعرون بأنهم أكثر كمالاً، لأن المحبة هي رباط الكمال (كولوسي 14:3). إذا رغبتَ بمحبة الرب، فجاهد إلى معاينة جماله أو ملء كماله بعقلك، اشعر بدفء محبته وتذوّق حلاوة المحبة بذاتها في قلبك. لا يمكن للمرء أن يتعلّم المحبة، إنها تتم في الأماكن المخبأة من القلب. إنها تُبذَر سريّاً وتنضج غير منظورة، كما البذور التي تقع دون علم الباذر فتتبرعم وينمو لها ساق وسنبلة وبذار في السنبلة. المحبة تُبذَر سرياً كما تأثيرها في المحبوب. أدِرْ فكرَك في قلبك إلى وجه الرب المشع المليء بالمحبة والمستحق لها، ومن عينيه سوف تنزل شرارة إلى قلبك وتضيئه بمحبة الرب. مَن يقف بجانب النار يستدفئ بها، ومَن يتوجه إلى الرب بفكره وقلبه يستدفئ بحرارة محبته، ويتهيأ باستعداد دافئ نحو الرب "محبة الله قد انسكبت في قلوبنا" (روما 5:5)، هكذا يعلّم الرسول بولس. المحبة هي هبة، ولكنها هبة مهيأة لكل مَن يسعى إليها. اشتهيها واطلبها وسوف تحصل عليها. كما أن الله يتقبل كل إنسان بسرور، هكذا من المستحيل ألاّ نحبه. في أي حال، وبما أن الله لا يحبه الجميع إذ لا يتوجهون نحوه ويسعون إليه جميعاً، فقد أحبنا هو أولاً وعلينا بالتالي أن نحبه. هذه هي الحال: لقد أحببنا شيئاً ما بدلاً منه، شيئاً لا يرضيه ولا هو يباركه، ونحن عاجزون عن محبته لأن لنا قلباً واحداً وليس اثنان. إذاً، لا نستطيع أن نعمل لله وللعالم. تذكروا أيها الإخوة أن محبة العالم عداوة لله (يعقوب 4:4). عداوة لله! هذا أمر رهيب! وأسوأ منه هذه الكلمات: "إن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح، فليكن أناثيما، ماران أثا" (1 كورنثوس 22:16). هكذا كان تعبير الرسول بولس عن محبته الغيورة. فلنمعن النظر في هذه الأمور، أيها الإخوة، ونلزم أنفسنا على محبة الرب من كل قلوبنا وكل نفوسنا وكل قوتنا. بل ما هو أفضل هو أن نوقظ محبته النائمة فينا ونفعّلها حتى نراها ويراها كل إنسان. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في عناية اللـه و محبته للبشر و استعداد النفس للدينونة للقديس مار افرام السرياني ملفان الكنائس السورية http://www.peregabriel.com/gm/albums...10002/1God.jpg هلموا يا إخوتي فأسمعوا مشورة إفرآم الخاطئ الفاقد الأدب ؛ فها قد بلغ إلينا يا أحبتي ذلك اليوم المخوف المرعب ؛ ونحن بما أننا متوانون نتنزه غير مؤثرين أن نتفطن في عبور هذا الزمان اليسير ؛ ونحرص أن نستغفر اللـه ؛ لأن الأيام والشهور تعبر كمنام، ومثل ظلال مسائي ليوافي بإسراع ورود المسيح المرهوب العظيم ؛ لأن ذلك اليوم بالحقيقة مرهوب للذين لم يؤثروا أن يعملوا مشيئة اللـه ويخلصوا. فأتضرع إليكم يا إخوتي هلموا فلنطرح هنا الاهتمام بالأمور الأرضية ؛ لأن كافة الأشياء تزول كلها وتبيد، لا ينفعنا في تلك الساعة سوى الأعمال الصالحة التي اكتسبناها من هنا، لأن كل واحد مزمع أن يحمل أقواله وأعماله قدام مجلس قضاء الحاكم المقسط. فالقلب يرتعد والكليتين تتغيران إذا صار هناك إشهار الأعمال وتحقيق الفحص عن الأفكار والأقوال ؛ خوف عظيم يا إخوتي ؛ رعدة عظيمة يا خلاني، من ترى لا يرتعد من لا يبكي من لا ينتحب، لأن هناك تُشهر الأفعال التي عملها كل واحد في السر والظلمة. أفهموا يا إخوتي هذا المعنى الذي أقوله لكم ؛ إذ أمنح مودتكم إقناعاً حقيقياً. الأشجار المثمرة من باطنها تبرز الثمر مع الورق في أوان الإثمار، ولا تكتسي الشجر من خارجها جمالها حسن بَهائها لكن من باطنها بأمر اللـه تينع الثمر، كل واحدة منها بطباعها. هكذا في ذلك اليوم المرهوب تبرز كافة أجسام الناس، وتينع كل الأشياء التي عملتها إن كانت صالحة أو خبيثة، ويحمل كل واحد قدام مجلس قضاء الحاكم المهول عمله كثمر، وكلامه كورق. فالصديقون يحملون ثمراً جيداً ومطرباً، القديسون يحملون الثمر العطر نضارته، الشهداء يحملون فخر اصطبارهم على العذابات والعقوبات، النساك يحملون النسك والحمية والسهر والصلاة. والناس الخطاة المدنسون المنافقون يحملون هناك ثمراً قبيحاً متهرياً ؛ ويكونون مملوءين نحيباً وحزناً وعبرات حيث دود لا يرقد ونار لا تخمد. مهول يا إخوتي مجلس القضاء لأن كافة الأشياء تظهر بغير شهود، الأفعال، الكلام، الأفكار، النتائج، وبمحضر الماثلين ربوات ربوات، وألوف ألوف، ملائكة ورؤساء ملائكة، الشاروبيم والساروفيم، الصديقون والقديسون، الأنبياء والرسل، الجماهير التي لا تحصى. فلِمَ نتوانى يا إخوتي الأحباء فإن الأوان قد حان، واليوم قد بلغ. حين يبدي الحاكم المرهوب مكتوماتنا إلى النور. فلو عرفنا يا إخوتي ما أستعد لنا لبكينا كل حين في النهار والليل متضرعين إلى اللـه أن ينجينا من ذلك الخزي والظلمة المدلهمة، لأن فم الخاطئ ينسد أمام الموقف، والبرية كلها ترتعد، ومواكب الملائكة القديسين ترهب من ذلك المجد مجد وروده. ماذا نقول له يا إخوتي في يوم الدينونة إن توانينا في هذا الوقت ؟ لأنه هو تمهل وجذبنا كلنا إلى ملكه، وسيطالبنا بجواب عن التواني في هذا الزمان اليسير. فيقول لنا بذاته: من أجلكم تجسدت، من أجلكم مشيت على الأرض ظاهراً جهاراً، من أجلكم جُلدت، من أجلكم بُصق عليَّ، من أجلكم لُطمت، من أجلكم صُلبت مرفوعاً على خشبة، من أجلكم أنتم الأرضيين سُقيت خلاً لكي أجعلكم قديسين سمائيين. وَهَبت لكم الملك الذي لي، أعطيتكم الفردوس، سميتكم إخوة لي، قربتكم إلى الآب، أرسلت إليكم الروح القدس، فأية أشياء أكثر من هذه لم أصنعها لتخلصوا أنتم، سوى أني لست أشاء أن أقتسر النية لكي لا يكون لكم الخلاص بشدة وإلزام. قولوا لي أيها الخطاة والمائتون بالطبع، ماذا أصابكم من أجلي أنا السيد المتألم من أجلكم. فها الآن قد أستعد المُلك والجائزة والنياحة والفرح، العذاب الخالد في ظلمة قصوى، فأين ما شاء كل واحد يسلك في ذات سلطانه. هلموا فلنسجد له باتفاق، ولنبكِ كلنا أمام الرب الذي خلقنا قائلين: يا سيدنا هذه كلها إنما صبرت عليها من أجلنا بما أنك إله، ونحن بما أننا خطاة نجحد كل وقت إحساناتك، وأنت بما أنك لم تذل إلهاً لابدَّ لك بالطبيعة غير مدرك بلا لوم غير محتاج. أثرت بألم صليبك أن تخلص مجاناً الخطاة الذين لم يعرفوك، وأعطيتهم نور المعرفة بك، فبماذا نجازيك نحن جنس الخطاة ؟ وبماذا نكافئ الإله الذي لا يدرك الصالح المتحنن ؟ نحن الذين صرنا بالنية منافقين لا بالطبيعة، لأنه من قبل أن نخلص كان جنسنا منافقاً. ونحن الآن بعد هذه الإحسانات كلها خطاة بالنية، أنت أيها السيد كل حين صالح ومتحنن ومرهوب وممجد ؛ خالق الدهور محتمل منذ القديم صعوبة أمرنا برأفاتك الجزيلة التي أوضحتها فينا نحن البشر، فغلبت من محبتك ورأفاتك وعانقت الصليب من أجل خلاص المسكونة كلها. فهذا لائق أن يقال من قبل نعمتك أمام مجدك، لأنه لو لم تغلب أيها المسيح من قبل تحنناتك، لما كنت بذلت ذاتك ذبيحة وقرباناً عن الخطاة. قد شبع عقل عبدك أيها السيد، وامتلأ من حلاوة نعمتك البهية ؛ ومحبتك النفيسة، فلذلك أيها المحب للناس فيما هو يزداد حلاوة، ويستنير متواتراً، ويتأيد دائماً، يخالف كل حين ويعود وينتقل إلى مرارته غير مؤثر أن تكون له حلاوة سيده دائماً. أيها الابن الوحيد الجنس، يا شعاع الآب الساكن في الضياء الذي لا يدنى منه، النور الذي لا يدرك، المنير كافة المسكونة، أضئ الناظر المظلم الذي فيَّ، لأنه قد خفي فيَّ ناظر مظلم فائضة بنعمتك ورأفاتك لئلا يدلهم العدو الغاش، لأن عقلنا المريض يضاهي النصبة الجديد نصبها التي تحتاج إلى سقي الماء دائماً. هكذا ذهننا هو ضعيف مريض محتاج بلا انقطاع إلى الاستنارة من نعمتك، قولك يارب فتح عين المكفوف منذ مولده، عجب عظيم صار أيها السيد بسلوام، إذ الضرير حين أبصر بعينيه الجسدانيتين، أضاء ناظر ذهنه للحين ليبشر بلا خوف بخبره إنه إله الكل. أضئ أيها السيد أعين قلبنا لنحبك، ونكمل بشوق مشيئتك دائماً، وإذ عين سلوام نائية عنا بعيداً، فها كأس دمك الرهيبة موعوبة نوراً وحياة فهبها لنا للفقه وللاستنارة. فلنتقدم إليها بأمانة وشوق وقداسة، لتصير لنا تمحيصاً للخطايا لا للدينونة، لأن من يتقدم للأسرار الإلهية بنفس غير مستحقة يشجب ذاته، إذ لم ينظفها ليقبل الملك في حجلته. فنفسنا هي عروس مقدسة للختن الذي لا يموت، والعرس هو الأسرار الإلهية، مأكولة بتقوى ومشروبه بجزع في النفس المقدسة. فأصغِ إلى ذاتك حافظاً حجلتك بلا دنس، وكن مشتاقاً أن تقبل الختن السمائي المسيح الملك، لكي في يوم وروده يصنع فيك منزلاً مع أبيه، فيكون مديحاً كبيراً قدام الملائكة ورؤساء الملائكة القديسين، وتدخل إلى الفردوس فرح عظيم. أيها الأخ ماذا يلتمس اللـه منك سوى خلاصك، فإن توانيت ولم تؤثر أن تخلص، ولم تسلك في طريق اللـه الممهدة، ولم تشاء أن تكمل وصاياه، فإنك تقتل نفسك، وتُخرج ذاتك من الخدر السمائي. فإن الإله القدوس والغير خاطئ وحده لم يشفق من أجلك على ابنه الوحيد، وأنت يا شقي لا ترحم ذاتك. فُقْ من نومك قليلاً يا مسكين، أفتح فمك مستغيثاً به، أطرح عنك ثقل الخطايا، ارحم نفسك، تضرع دائماً، أبكِ متواتراً، أهرب من الاسترخاء، أمقت الخبث، أرفض الرذيلة، حب الوداعة، تُقْ إلى الحمية، أدرس الترنم. أحرص أيها الأخ ما دام يوجد وقت، حب اللـه من كل نفسك كما أحبك هو، صر هيكلاً للـه فيسكن فيك الإله العلي، فإن النفس الحاوية اللـه في ذاتِها هي هيكل للـه مقدس ونقي، تخدم فيها الأسرار العالية الإلهية أي مجد اللاهوت ويتبادر إلى افتقادها موكب الذين لا أجسام لهم. فمنذ يسكن الرب في النفس، فالملائكة السمائيون يبتهجون بِها، ويحرصون أن يوقروها لأنَها هي هيكل سيدهم. مغبوط الإنسان الذي أحبك من كل قلبه، ومقت العالم والأشياء التي فيه كلها ليقتنيك وحدك أيها الإله الكلي الطهارة، الدرة النفيسة، كنز الحياة. فمن أحب اللـه هكذا حباً صافياً، وذهنه ليس على الأرض بل في العلا أبداً، حيث أحب واشتهى أن ينال، من هناك يتحلى، من هناك يستضىء، ومن هناك يشبع من محبة اللـه، بالحقيقة هي مملوءة سروراً وحلاوة، ومغبوط من ذاقها. فمن يستطيع أن يصف حلاوة محبة اللـه وصفاً كما يجب، فإن بولس الرسول الذي ذاقها وشبع منها يهتف قائلاً: لا العلو بما معناه الذي فوق، ولا العمق الذي أسفل، ولا هذه الحياة نفسها، ولا الموت المنتظر، ولا جماعة الملائكة الرؤساء والسلاطين، ولا خليقة أخرى، فهذه كلها لا تستطيع أن تفصل من محبة اللـه النفس التي ذاقت حلاوته. نار لا تموت، محبة اللـه في النفس المشتاقة إليه، فإنَها تجعل حواسها متلألئة الضياء، فترفعها من الأرض لتبغض الأرضيات وتعاين الإله الذي أحبته. والشهداء والقديسون يعلموننا الذين ذاقوها وتملوا منها، أن محبة اللـه قيد لين ناعم، ولا يمكن السيف ذو الحدين أن يقطعها، فالأمراء قطعوا أعضاء القديسين، فأما محبتهم فما استطاعوا أن يقطعوها. يا لقيد محبة اللـه الناعم الذي لا يمكن أن يفك، إن المحبة لا يقطعها سيف، ولا تطفئها نار. قطعوا الأعضاء والمحبة ما صرموها، حرقوا الأعضاء وقيود المحبة لم يفكوها، حرقوا أجساد القديسين أيضاً ومحبتهم لم يحرقوها، قيدوا أعضاء الأبرار ولم يقيدوا محبتهم. من ماذا ترى لا يتعجب من قيد المحبة اللين الترف الذي لا ينقطع قط ولا ينفك أبداً، من أحب اللـه حباً صافياً فقد أقتنى مثل هذه المحبة، لأن هذه المحبة أعطاها المسيح لكنيسته أن تتزين دائماً بِهذه المحبة، لأن هذه المحبة عربون اللـه للنفس. المحبة قاعدة راسية في النفس القديسة، هذه المحبة أنزلت الابن الوحيد إلينا، بِهذه المحبة تأنس الإله، بِهذه المحبة شوهد من لا يرى، بِهذه المحبة فُتح الفردوس، بِهذه المحبة قُيد القوي، بِهذه المحبة صارت النفس عروساً للختن الذي لا يموت، لكي ترتأي حسن نَهاية في ذاتِها دائماً. من أجل هذه المحبة تألم الختن الطاهر الذي لا يتألم، لأن النفس إن كانت مصفرة من المحبة لا يرضى بِها السيد السماوي، ولا يشاء أن يظهر بالكلية اختيار نيتها. فلذلك خولها سلطاناً دفعة أن تسير دائماً كما تشاء وترتأي، أفترى من يستطيع ومن يكون كفواً أن يمجد ويسبح الإله المخلص عن الموهبة التي أخذناها كلنا بنعمة اللـه. المجد والسجود لمسرته. فإذ قد سمعتم يا إخوتي مشورة حقارتي النافعة، فلنحرص دائماً ما دام لنا زمان أن نسير بطهارة، وبما هو أهل للـه ليسكن فينا الروح القدس، وتتكاثر محبة اللـه فينا، مكملين مسرته كل حين. لا نقتني يا إخوتي سوى هذا الاهتمام، وهو أن نجد نفوسنا في النور، وأن لا نطفأها بأحد الأمور الأرضية، والهموم العالمية، والقنية والأموال. ولنزينها بالصلوات والأصوام والأسهار والدموع، حتى تجد النفس دالة يسيرة أمام منبر المسيح المرهوب، حيث تقف النفوس كلها بخوف، حيث يصير تمييز المختارين من الخطاة، ويقف الخراف عن اليمين، والجداء عن اليسار. فأيقنوا يا أولادي أن ورود المسيح قريب ليعطي كل واحد نظير عملة، ويسكن مختاريه في الضياء والسرور الخالد، والخطاة الذين أغاظوه يقطنهم في الظلمة. فمغبوط الإنسان الذي يجد في تلك الساعة دالة ويسمع ذلك الصوت السعيد القائل: تعالوا يا مباركي أبى، ويا جماعة مختاري رثوا مملكتي. حينئذ يشاهد كل واحد ذاته في النور، ويتأمل بذاته مجداً لا يقاس قدره، فيتعجب متفكراً في ذاته قائلاً: أترى أنا هو، فكيف وجدت هكذا أنا الحقير مستحقاً. وحينئذ تتقدم الملائكة بسرور يشرفون القديسين ويمجدونَهم ويشرحون ويصفون لهم سيرتِهم، وهي النسك، الحمية، السهر، الصلاة، الفقر الاختيارى، هجر القنية الكامل، الصبر في العطش، الثبات في الجوع، الدوام في الصلاة، الفرح في العري من أجل المحبة التامة التي للمسيح. تقول هذه الملائكة للصديقين بفرح، فيجيبهم الصديقون قائلين: يوماً واحداً من أيامنا على الأرض لم نصنع فيه تقويماً حسناً. فتذكرهم الملائكة أيضاً بالموضع والوقت، فإذا تعجبوا في ذاتِهم يمجدون اللـه ناظرين أجسام القديسين ألمع من النور، لأنَهم حزنوا على الأرض باختيارهم، وبصبرهم خبئوا فيهم الدرة النفيسة، وصنعوا لهم حلة لا دنس فيها للعرس. وجدوا في الحقل كنزاً، فباعوا كل الموجودات التي لهم على الأرض، واقتنوا ذلك الكنز. تعب النسك قليل يا إخوتي، والراحة عظيمة، تعب النسك زمان قصير، وراحته في جنة النعيم إلى أبد الدهر. فمن عرف ذاته أنه أخطأ إلى اللـه، وتراخى بنيته، وأخطأ عمداً، فما دام يجد زماناً؛ فليبكِ باشتياق، ولينتحب بلا انقطاع، ليجذب الدموع إلى قلبه سروراً، وليقتنِ تخشعاً، ويحمِ جسمه بالدموع والزفرات. هل اختبرتم يا إخوتي الدموع ؟ هل استضاء أحدكم بنعمة الدموع من أجل اللـه ؟ فأيقنوا يا إخوتي أن ليس على الأرض ألذ حلاوة من الفرح والتخشع في تلك الساعة. إذا صلي الإنسان ورأى الإله جالساً في قلبه دائماً، من منكم أختبر هذا، أو أستطعم الدموع حين صلى بارتياح وشوق، وأرتفع من الأرض وصار بجملته خارج الجسم، أليس يصير خارج هذا الدهر كله، ولا يكون على الأرض، لأنه يناجي الإله نفسه، ويستضئ بالمسيح، ويتقدس بالروح القدس. يا إخوتي عجب عظيم أن يخاطب إنسان ترابي في صلاته الإله الذي لا يُرى، مغبوط الرجل الذي له كل وقت تخشع من أجل اللـه. التخشع يا إخوتي هو شفاء النفس، الخشوع هو استنارة النفس، التخشع يفيد دائماً غفران الخطايا، التخشع يجذب إليه الروح القدس، الخشوع يُسكن فينا الابن الوحيد إذا صبونا إليه، وإني لخائف أن أصف لكم اقتدار الدموع. حنة بالدموع أخذت من اللـه صموئيل النبي بسمو وفخر لقلبها، المرأة الخاطئة في منزل سمعان أخذت من المسيح غفران خطاياها حين بكت وبلت رجليه المقدستين. عظيمة قوة الدموع وتقتدر كثيراً، الدموع التي من أجل اللـه تُجلى دائماً النفس من الخطايا، وتنظفها من الأثام، العبرات تمنح دالة لدى اللـه القدوس، والأفكار الدنسة لا تقدر قط أن تقارب النفس الحاوية التخشع. فماذا ترى يكون أعلى سمواً من هذه الحلاوة ؟ وأي شيء يكون مأثوراً أكثر من تطويبها إذا ما حوت الإله الذي تصلي وتبتهل إليه ؟ أيها الإخوة إذا صبت النفس إلى اللـه تبصره دائماً في صلاتِها وتدرس في الليل والنهار، التخشع هو كنز لا يُسلب، النفس الحاوية التخشع تفرح فرحاً لا ينطق به، وقلت التخشع لا يوماً واحداً فقط بل إنما أعني التخشع الصائر دائماً باطناً في النفس ليلاً ونَهاراً. التخشع في النفس هو كعين صافية، تسقي أغصانِها المثمرة فيها، وقلت أغصانَها المثمرة، أعني بذلك الفضائل التي تسقى دائماً بالدموع والزفرات، فتثمر ثمراً رائقاً نضارته في نفسك نافعاً أبداً. فلتكونن غروسك مختارة وبَهية، أسقِ أيها الأخ غروسك بلا انقطاع مبتهلاً بدموع حتى إذا سقيت تنمو وتثمر يوماً فيوماً، لا تصر متشبهاً بي أنا المسترخي الخاطئ الذي أقول كل يوم ولا أعمل ألبته. لا تصر هكذا متوانياً بنيتك مسترخياً باختيارك، فإنه لا يكون لك خشوع ولا صلاة نقية، فأنني أعرف نفسي كل حين خاطئاً، وأنا متخوف دائماً من الدينونة المنتظرة، وليس لي اعتذار عن جرائمي. فأطلب إليكم يا إخوتي القديسين الخائفين من اللـه، والعاملين دائماً الأفعال التي ترضيه، أن تشفعوا إليه عني أنا الحقير لتوافي إليَّ نعمة بصلاتكم، وتخلص نفسى في تلك الساعة المخيفة المرعبة إذا جاء المسيح ليكافئ كل واحد نظير أعماله. المجد للإله وحده القدوس الذي لا يموت، الصالح المرهوب الطاهر المتحنن، الجاعل لساننا الحقير بنعمته مترنماً بألفاظ العدل والمحبة والتخشع لإبتناء النفس، وإنارة القلب، ومنفعة الذهن، حتى تتحلى النفس بتلاوة هذه الأقوال، وتجتذب إلى الحياة الأبدية بربنا يسوع المسيح. الذي له المجد والعز والقدرة الآن ودائماً وإلى آباد الدهور آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخير صفاته وأعماقه ليس الخير عملاً مفرداً أو طارئاً، إنما هو حياة: فالشخص الرحيم مثلاً، ليس هو الذى تظهر رحمته أحياناً فى حادث معين. إنما الرحيم هو الذى تتصف حياته كلها بالرحمة. وتظهر الرحمة فى كل أعماله وفى كل معاملاته، وفى أقواله وفى مشاعره، وفى أحكامه على تصرفات الناس. بل تبدو الرحمة أيضاً فى ملامح وجهه... الخير هو اقتناع داخلى بحياة القداسة، مع ارادة مثابرة على عمل الخير وتنفيذه. هو حب صادق للفضيلة، تعبر عنه حياة فاضلة.. ** والذى يحب الخير، يسعد بأن جميع الناس يعملون الخير، بدون غيره من أحد. فالذى يغار يدل على أن فيه شئ من الذاتية. أما محب الخير، فإنه يفرح حتى لو رأى أن جميع الناس يفوقونه فى عمل الخير.. ويكون بذلك سعيداً. المهم عنده أن يرى الخير، وليس المهم أن يتم الخير بواسطته أو بواسطة غيره، بعيداً عن كل مشاعر الحسد... ** والانسان الخيرّ يقيم تناسقاً فى حياته بين فضائله. فلا تكون واحده على حساب الأخرى! خدمته مثلاً للمجتمع، لا تطغى على اهتمامه بأسرته. ونشاطه لا يطغى على أمانته لعمله. كما أن أمانته تجاه كل مسئولياته لا تعطل شيئاً من صلاته وعبادته... وهو يدرك أن الفضيلة التى تفقده فضيلة اخرى، ليست هى فضيلة كاملة أو خيرّة. لأن الفضائل تتعاون معاً، ويتداخل بعضها فى البعض... فهكذا نتعلم من الله نفسه تبارك اسمه: فعدل الله مثلاً لا يمكن أن يتعارض مع رحمته، بل ولا ينفصل عنها. عدل الله عدل رحيم. ورحمته رحمة عادلة. عدل الله مملوء رحمة. ورحمة الله مملوءة عدلاً. ولا نستطيع أن نفصل بينهما. وعندما نقول عدل الله ورحمة الله، فلسنا من جهة الفصل بينهما نتكلم، إنما من جهة التفاصيل، لكى نفهم... ** والخير ليس هو فضبلة سلبية، بل ايجابية: ليس هو سلبية تهدف الى البعد عن الشر، إنما هو إيجابية فى عمل الصلاح ومحبته. فالإنسان الخيرّ ليس هو فقط الذى لا يؤذى غيره، بل هو بالحرى الذى يبذل ذاته عن غيره. ليس هو فقط من لا يرتكب خطيئة، بل هو الذى يعمل براً. ** والانسان الخيرّ هو الذى يصنع الخير مع الجميع. حتى مع الذين يختلفون معه فى الجنس أو اللون أو اللغة أو المذهب أو العقيدة. إنه كالينبوع الصافى يشرب منه الكل. وكالشجرة الوارقه يستظل تحتها الكل. إن الينبوع والشجرة لا يسألان أحداً: ما هو جنسك؟ أو ما هو لونك أو ما هو مذهبك. وهكذا الخير يعطى دون أن يتفرس فى وجه من يعطيه. ويحب دون أن يحلل دم من يحبه.. ** والانسان الخيرّ يعمل باستمرار على توسيع طاقاته فى عمل الخير... ولا يرضى على الخير الذى يعمله من أجل اتجاهه نحو خير أكبر. وفى اشتياقه الى اللامحدود، يشعر أن هناك آفاقاً فى الخير أبعد بكثير مما يفهمه حالياً.. ويقيناً أننا عندما ندخل الى عالم الروح فى الأبدية، سننظر الى ما عملناه من خير فى العالم، فنذوب خجلاً ونتوارى فى حياء!. ** على أن كل ما نعمله من خير، إنما هو نتيجة لعمل نعمة الله فينا، أو هى نتيجة لتسليم إنفسنا الى عمل نعمة الله. لذلك فالانسان يبعد عن الخير، عندما يعلن انفصاله عن نعمة الله. أى عندما يرفض أن تقود النعمة حياته، وتبدأ ارادته البشرية أن تعمل منفردة!!. حياة الخير اذن، هى حياة تسليم الارادة لله، أى حينما يسلّم الانسان لله كل فكره وكل مشاعره وكل عمله. ولعل هذا الانسان حينما يقف فى يوم الدينونة أمام الله، يقول فى دالة الحب لله: على أى شئ سوف أدان يارب وأنا من ذاتى لم أعمل شيئاً! وإنما حياتى كلها كانت بين يديك. وكل شئ بك كان. وبغيرك لم تكن شئ مما كان!!. فهل أعمالك أيها القارئ العزيز هى كذلك أى هى مجرد عمل النعمة فيك. أم هى أعمال بشرية بحتة، قابلة للزلل وللخطأ والسقوط؟!. ** واعلم أن الخير كالماء، الذى هو دائماً يمشى ولا يقف... فإن وقف أصابه الركود... لذلك فإن الخير، باستمرار يمتد الى قدام، يتحرك نحو الله ونحو الناس. فهو لا ينتظر حتى يجئ الناس اليه، يخطبون ودّه، بل هو الذى يتحرك اليهم دون أن يطلبوه. ولذلك فلأنه الخير فيه دائماً عنصر المبادرة... ** وعمل الخير، على الدوام فيه لذة. حتى إن كان أحياناً مملوءاً من الآلام. فآلامه حلوة المذاق، تريح القلب وتريح الضمير... فالذى ينقذ غريقاً يشعر بلذة فى انقاذه. والتى ترضع طفلها، تشعر بلذة فى إرضاعه. والذى يحسن الى فقير، يشعر بسعادة فيما يسعده. والذى يضحى فى سبيل وطنه، يجد كل المتعة والفخر فى تضحيته... ** والخير لا يشترك اطلاقاً مع الشرّ. لأنه أية شركة بين النور والظلمة! لذلك نحن لا نوافق إطلاقاً على المبدأ المكيافيللى القائل بأن الغاية تبرر الواسطة. أى أن الغاية الخيرة يمكن أن تكون تبريراً للوسيلة الخاطئة! فوسيلة الخير ينبغى أن تكون خيراً مثله. والخير لا يقبل أية وسيلة شريرة توصل اليه. إذ كيف يجتمع الضدان معاً؟!. فالذى يلجأ الى الكذب لكى ينقذ إنساناً، والذى يلجأ الى القسوة والعنف لكى ينشر بهما الحق أو ما يظنه حقاً.. والذى يلجأ الى الرشوة لكى يحقق لنفسه خيراً. والذى يلجأ الى الإجهاض لكى يستر سمعة فتاة... كل اولئك قد استخدموا وسائل شريرة، لكى يصلوا بها الى الخير، أو الى ما يظنونه خيراً!. ** ولعل البعض يسأل: ماذا نفعل اذا كنا مضطرين الى هذه الوسائل؟ نجيب بأن هذه كلها وسائل سهلة وسريعة، يلجأ اليها الإنسان بطريقة تلقائية، دون أن يحاول بذل مجهود للوصول الى الخير، ودون أن يبذل تضحية، ودون أن يتعب أو يحتمل... فالكذب مثلاً حلّ سريع وسهل. أما الانسان الحكيم الخيرّ، فإنه يفكر ويجتهد ذهنه بعيداً عن هذه الوسيلة. ويقيناً انه سيصل الى وسيلة اخرى تريح ضميره. كذلك العنف والقسوة، كل منها حلّ سهل يلجأ اليه انسان لا يريد أن يتعب فى الوصول الى حل آخر يكون وديعاً ولطيفاً... ** إن الخير يريدك أن تتعب من أجله، ولا تلجأ الى الحلول السهلة السريعة ولكنها خاطئة... وبقدر تعبك من أجل الخير، تكون مكافأتك عند الله.. وبهذا المقياس تقاس خيريتك. إن الحل السهل يستطيعه كل انسان. أما الذى يكد ويتعب للوصول الى تصرف سليم، فإنه يدل على سلامة ضميره وحبه للخير. عليك اذن أن تفحص الوسائل التى تستخدمها للوصول الى الخير، وتتأكد أنها وسائل خيرّة. إن الشيطان حينما يفشل فى إقناعك بطريق الشر، ويجدك مصراً على الخير. فإذ يفشل فى السيطرة على الهدف أو نوع العمل، قد يقنع بالسيطرة على الوسيلة، فيقدم لك خططاً للوصول... فاحذر اذن، ولا تجعله يكسب أية جولة فى صراعه معك. ** أخيراً، اطلب من الله أن تكون نتائج عملك خيراً أيضاً: لاشك أنك قد لا تستطيع أن تتحكم فى النتائج. وقد تتدخل فى الأمر عوامل شريرة خارجة عن ارادتك، محاولة أن تفسد نتائج مجهوداتك الخيرّة... إنك كما تجاهد بكل قوتك أن تعمل خيراً، فإن الشيطان من جهته يعمل بكل قوته لكيما يعرقل عملك. ولكن لا تيأس، فإن الله يتدخل لإعانتك. لهذا قلت لك إن العمل الخير تكون نتائجه بقدر الامكان خيراً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الدينونة الرهيبةوالعذاب الدائم للقديس أفرام السرياني http://www.peregabriel.com/gm/albums...st_efram12.jpg أيها الإخوة الأحباء بالمسيح- إنّ سليمَانالحكيم قال: “باطلة هي الأباطيل كل شيء باطل” (جامعة 1: 2) والملك داود رنَّم: “إنما يسلك الإنسان في الظل باطلاً يعجون” (مز 38: 7) حقاً ان الذين يحبّون الأشياءالباطلة يعجون والذين يحرصون على المال وغيره سرعان ما يزولون ولا يقدرون أن يأخذوامعهم شيئاً من حطام الدنيا، ولذلك لا يرتاحون. سنترك كل شيء هنا ونذهب عراة كماخلقنا، سنذهب إلى الأبدية، إلى أمام الديّان الرهيب، سننتقل إلى الحياة الآتية،عُراة بكآبة قلب، وبانسحاق النفس، وبرعدة وخوف، وبالتنهّدات العميقة، نقف أمامالمحكمة المخيفة حيث لا محاباة، ولا استرحام ولا شفاعة ولا دفاع، حيث يتحتّم على كلمنا أن يؤدّي الحساب عن أعماله وأقواله وأفكاره. حقاً! أيها الإخوة سيكون خوف ورهبة لم يسبقمثيلهما منذ بدء العالم. القوات والسارافيم والشاروبيم وكل ما في السماوات وماتحتها يظهر. وكل من على الأرض ومن فيها يهتزّ ويرتجف. القبور تنفتح والأموات تنهض،والأحياء تنتصب. وإذا كان في الله دانيال قد ارتعد خوفاً لما رأى الدينونة الآتيةفماذا يحدث لنا نحن، عندما نقف جميعاً للدينونة الرهيبة من شروق الشمس إلى غروبهامثقلين بخطايانا؟ أين الأصدقاء والأقرباء حينئذٍ؟ أين الذخائر الغالية الثمن؟ أينأولئك الذين ازدروا الفقراء وطردوا الأيتام والبؤساء ونسبوا كل حسنة لنفوسهم مدّعينأنهم المتّقون المفضّلون؟ أين أولئك الذين لم يكن خوف الله في قلوبهم ولم يؤمنوابالعذاب الآتي ووعدوا أنفسهم بالخلود على الأرض؟ أين أولئك القائلون: “لنأكل ونشربفإناً غداً نموت” (أشعيا 22: 13) لنلتذّ بخيرات هذه الحياة ونشاهد ماذا يكون بعد؟إن الله رحيم فهل يسامح الخطأة؟ إن الذين يُدانون يُطردون من المحكمة العادلةويُساقون إلى محل العذاب حيث البكاء وصرير الأسنان فيلتفتون إلى الوراء ليرواالصديقين المفصولين عنهم فيبصرون نوراً سماوياً لا يوصف وجمال الفردوس والهباتالعظيمة التي نالوها من ملك المجد مقابل جهادهم في أعمال البر. ثم يبتعد الخطأة،رويداً رويداً، عن الجميع، عن الأبرار، عن الأقارب، عن الأصحاب والمعارف، حتىيتواروا عن الله تعالى فاقدين كل إمكان وأمل بأن يروا السعادة والنور الحقيقي غيرالمسائي. حينئذٍ يرون أنهم تركوا نهائياً، وأن كل أمللهم قد هلك، فلا أحد يقدر أن ينفعهم، أو يشفع بهم فيبكون بمرارة ويقولون: آه! كم منالزمن أضعناه بالتهامل! وكم خدعنا قلبنا الأعمى! إن الله كلَّمنا بالكتاب المقدّسفلم نسمع له. لذلك نصرخ الآن وهو يحوِّل وجهه عنا. فنحن الذين قُدنا نفوسنا إلى هذهالتعاسة لأننا عرفنا هذا ولم نسمع، وأُنذِرنا ولم نرتدع، ووُعِظنا ولم نهتدِ،وأُسمِعنا كلام الله ولم نصدّق. فما أعدل حكم السيّد. إننا نُدان الآن بحق وعدل. اننا نُكافأ حسب أعمالنا. اننا نقاسي العذاب عن الملذّات الوقتية، ونُدان عنالإهمال بالنار التي لا تُطفأ، حُرمنا من المجد الحقيقي لأجل اهتمامنا بالمجدالباطل، وحُرمنا من مسرات الفردوس إلى الأبد لاندفاعنا وراء الملاهي الوقتية. وحُرمنا من الفخر الدائم من أجل الغنى الزائل فلا سبيل لنا إلى المعونة. لقد تركَناالجميع: الله والقديسون، وفات وقت التوبة، ولا منفعة بعد من الدموع. أنصرخ خلِّصونا أيها الأبرار! خلِّصونا أيهاالرسل، أيها الأنبياء، أيها الشهداء! خلصنا أيها الصليب الطاهر المحيي “خلصيناأيتها السيّدة والدة الإله! يا أُم الله المحب البشر! نصرخ، ولكن لا أحد يسمعنا. وإذا سمع فلا منفعة لنا، لأن كل شفاعة قد انتهت. ولذلك يوجّه الخطأة إلى جهنم حيث “النار الدائمة وحيث الدود الذي لا يموت” (مرقس 9: 43). تمرُّ الأجيال وكل ساعة هناك كأنها جيل. وصوتالله الحق يدوي فوق سكان جهنم- انني لم أزل ساخطاً. تمرُّ الأجيال، والكلمات نفسها: -انني لم أزل ساخطاً- تطرق مسامع أولئك التعساء. ان أذهان الملائكة تعجز عن إحصاءالأجيال والمعذّبون ينسون متى كان بدء عذابهم. وسيبقى الصوت من لدن الحق مسموعاً: إني لا أزال ساخطاً! ان الأنبياء والرسل القديسين تنبّأُوا عن يومالدينونة الرهيب. والكتاب المقدّس، ما زال ينذر بيوم الدينونة وساعته في جميع أنحاءالمسكونة، وفي جميع الهياكل، حتى تلين قلوب الجميع. “فتأملوا واسهروا وانتبهواواعتدلوا وصلُّوا وتوبوا وكونوا على استعداد تام لأنكم لا تعلمون اليوم والساعةالتي يأتي فيها ابن البشر” (متى 25: 13) واحترسوا لأنفسكم حتى لا تثقل قلوبكم فيالخلاعة والسكر والهموم المعاشية فيقبل عليكم بغتة ذلك اليوم (توما 21: 34). انالقديس النبي والملك داود كان يذكر دائماً يوم الدينونة الرهيب فيبلّل مضجعهبالدموع كل ليلة مبتهلاً إلى الله وقائلاً: “ولا تأخذ عبدك إلى القضاء إن شئت أنتفعل هذا فانه لا يبرّر أمامك أحد من الأحياء” (مز 142: 2). لنقبل نحن على هذا الجهاد قبل أن يأتي ذلكاليوم، لنهتم لنفوسنا حتى نقف في المحكمة الرهيبة في تلك الساعة الهائلة بدوندينونة. لنبادر إلى وجه ربنا بالاعتراف والصوم والصلاة والدموع! لنبادر قبل أنيأتي. ستفاجئنا بغتة ساعة الموت المحتومة التي يخافها الجميع والكل في انتظارها،وقلّمَا يفكّرون فيها. ان تلك الدقيقة التي تفارق فيها النفس الجسد لهائلة. وذلكاليوم رهيب جداً عندما يقف الكلام على الشفاه ويخرس اللسان. انه لمنظر يدعو إلىالبكاء، عندما يحتضر الإنسان: نقلب الطرف وقتئذٍ فلا نعرف أصدقاءنا ولا اخوتنا، وإنعرفناهم فلا نستطيع أن نكلِّمهم. نرى حولنا الأولاد يشتكون، ونفارقهم بقلب ملؤهالحزن. لا يهمّنا في تلك الساعة لا أصحاب ولا أقارب. إن الخطايا تعذِّب ضميرناوالذي يقلقنا بنوع خاص كيفية ظهورنا أمام وجه الديّان العظيم كيف نتبرّر؟ وكيف نحصلعلى المسامحة، وإلى أين يكون مصيرنا؟ إذن! ألا نخدع نفوسنا لنؤمن بأنه توجد دينونةويوجد قصاص دائم. توجد نار لا تُطفأ، ودود لا يموت، وظلام وجحيم، وصرير أسنان،وبكاء أبدي. فإن الله تعالى قال في إنجيله: “السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول” (متى 24: 35) لنُبعِد عنا الهلاك الأبدي، لنفطن لعدوّ نفوسنا، لنهتم بإصلاح ذواتناقبل فوات الوقت، لنذرف دموع التوبة، لننهض من خمول الكسل، لنرفع أيدينا. ان من يقدرأن ينقذنا هو الرب فلنصرخ إليه من أعماق القلب، يا رب نجِّنا فقد هلكنا (متى 8: 25) لنسرع إليه قبل أن تغرب الشمس وقبل أن توصد أبواب رحمة السيّد، لِنَسِرْ بنشاط نحوجهادنا حتى لا نسمع ذلك الصوت الهائل “إني لا أعرفكن” (متى 25: 12) سوف يأتي الوقت،سوف يقترب اليوم الذي فيه نؤدّي الحساب عن كل حياتنا، وسرعان ما نفتش عن الوقت ولانجده. لنمقت حياة الخطيئة. ولنذكر غالباً يوم الدينونة الحقّة، حتى نستحق أن نكونفي مصفّ الملائكة بواسطة التوبة ولنمسك نفوسنا عن الأشياء غير المشروعة حتى لا نبكيبحرارة. لنتعب طوال الحياة حتى لا نعرِّض ذواتنا للعذاب الدائم، لنجاهد قليلاً حتىنتخلَّص من القصاص الأبدي! احذروا أن يقول أحدكم خطيئتي عظيمة فلا عفوَ ليإنني قاتل والله لا يقبلني. إنني زانٍ والله لا يسمع لي: ألا يعلم من يقول هذا أنالسيد قد “أتى على الأرض ليدعو الخطأة إلى التوبة وليس الصدّيقين” (لوقا 5: 32) احذروا أن يتجاسر أحد فيقول: أنا لم أُخطئ إن من يقول هذا أعمى لأنه ليس أحد سالماًمن الرجس أو منزَّهاً عن الخطيئة إلا الله الصالح وحده. لذلك لا يجوز أن نبرّرأنفسنا أو نيأس من الخلاص إذا كنا نعترف بخطايانا. إذا خطئنا فلنتب، وإن تعدّدتالخطيئة فلتتعدَّد التوبة. إن الله يفرح بكل عمل مبرور وخاصة بالنفوس التائبة لأنمن يأتيه بحمله الثقيل يتقبَّله بيديه ويدعوه قائلاً: “تعالوا إليَّ يا جميعالمُتعبين والمُثقلين وأنا أُريحكم” (متى 11: 28) في الأخدار السماوية حيث يرتاحجميع أبراري. تعالوا إليَّ أيها المُثقلون، أسقطوا عنكم الخطايا وانبذوها لأنكم إذاالتجأتم إليَّ فلا يبقى مثقل فيكم. اطرحوا كل عادة شريرة واتركوا الشرّ الذي سبّبهالشيطان وتعلّموا الصلاح مني. إن المجوس لما أتوا أليَّ تركوا السحروتعلَّموا معرفة الخالق. إن العشّارين تركوا عملهم وجعلوا منهم كنيسة. المضطهدونتركوا الاضطهاد وأرادوا أن يكونوا مضطهَدين. الزناة أبغضوا الزنى وأحبّوا العفاف. اللص ترك القتل وقبل الإيمان الحق وصار من سكان الفردوس. “تعالوا إليَّ لأن منيُقبل عليَّ لا أخرجه خارجاً” (يوحنا 6: 37) فمن رأى أباً محباً بهذا المقدار؟ منرأى طبيباً صالحاً مثلي؟ إذاً لا نتهاون أيها الأحباء بل لنتب ونصرخ إلى السيّد،خلِّصنا أيها السيّد، نحن الخطأة غير المستحقين لأجل اسمك المقدس، وافتح لنا أبوابرحمتك وأهِّلنا لمجدك وملكوتك السماوي فإنك أنت إله التائبين ورجاء الذين لا رجاءلهم. ولك نرسل المجد أيها الآب والإبن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهرالداهرين آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صيبة العين الاب انطوان ملكي عندما يفاجئ المرض أو التوعك أحد الأطفال نرى أمه تحملنه إلى شيخ أو عجوز من الجيران طلباً للرقية أو ما نسمّيه بالعامية "الرقوة" دفعاً للعين الحاسدة لأن الاعتقاد السائد بأن المرض المفاجئ هو "صيبة عين". وهذه ظاهرة تأتي ضمن عملية طرد الأرواح، وللكنيسة تعليم واضح ومحدد في هذا الشأن. لكي نفهم نظرة الكنيسة وممارستها لطرد الأرواح الشريرة او النجسة يجب أن نفهم أولاً نظرتها للشر والشيطان. تعليم الآباء يؤكد أن مصدر الشر في العالم هو الشيطان الذي خلقه الله كملاك وأعطاه الحرية، ومن ثم كمخلوق حر اختار أن يتصدى لمشيئة الله. إذاً الشيطان هو ملاك ساقط غير شرير بطبيعته إنما بإرادته وفعله، ليس فيه أي حق إنما هو مليء بالخطأ والخديعة. كما أنه ليس مجرد غياب للخير إنما هو قوة فاعلة حرة تختار الشر دائماً. وللشيطان القدرة على معرفة القوى الإلهية كما يخبرنا الكتاب المقدس في أكثر من مكان. ومع هذا فقد حاول خديعة السيد المسيح بعد صومه الأربعين يوماً. لهذا هو يعرف المسيحيين ويهاجمهم لكن المجاهدين منهم يميزون خططَه. إذ أنه يستعمل مختلف وسائل الخديعة ليخضع الإنسان ويزرع التمرد على الله. أما الله فهو أزلي وغير مخلوق وقد خلق المخلوقات أحراراً وسيبيد قوى الشر بقيامة الأموات وتجديد الخليقة. التحرر من كل شر يكون بالطاعة لله ومشيئته. هذا العالم هو أرض معركة بين قبول الخير والشر مع تشديد الكنيسة على أن العالم كخليقة لله ليس شراً إنما الشر هو عمل الشيطان الذي هو قوة طفيلية تهاجم العالم والتي سوف تُدمَّر بقوة الصليب وقيامة السيد في اليوم الأخير إذ ليس من حل وسط بين الشر والخير. السيد المسيح أرسل تلاميذه ليخرجوا الشياطين (متى 8:10، لوقا 17:10-20) وأوصى بأن لا يمنعوا من يخرج الشياطين باسمه (لوقا 49:9). إضافة إلى هذا هو أخرج كثيرين منها (الرجل في مجمع كفرناحوم في مرقس 23:1-27، الولد الممسوس في لوقا 38:9-43، المجنون في كورة الجرجسيين في متى 28:8 وغيرها). والعهد الجديد واضح جداً في رفض الممارسات الشعبية المستندة إلى تعويذات أو طقوس مستندة إلى طقوس سحرية لإخراج القوى الشيطانية من الناس لأنها تقوم على تديّن خرافي يوهم الناس. نعرف من حادثة اليهود الطوافين في أعمال الرسل 13:19 أنهم أرادوا استعمال اسم يسوع والرسول بولس لكن الأرواح لم ترهبهم وفضحتهم. نحن نؤمن بأن اسم يسوع يخرج الشياطين ويبيد القوى الشريرة. آباء الكنيسة قبلوا هذا التعليم وتوسعوا فيه وكتبوا عنه مثل أغناطيوس الأنطاكي ويوستينوس الشهيد واكليمنضس الإسكندري والذهبي الفم وباسيليوس الكبير وغيرهم. في ممارسة الكنيسة الأرثوذكسية صلوات لطرد الأرواح الشريرة من الناس والأشياء والأماكن، أهمها ثلاث: استقسامات المعمودية، صلاة العين الحاسدة والصلاة للمتسلط عليهم روح نجس. في العصور الأولى للكنيسة كان يقوم بصلاة طرد الأرواح شخص مفروز لهذا العمل. ابتداءً من القرن الرابع صارت هذه المهمة من أعمال الكاهن الذي يصلي لطرد كل شر وروح شرير كعبادة الأوثان والحسد والكذب وكل عمل خبيث ناشئ من تعليم الشيطان. من هنا أن رفض الشيطان هو جزء ثابت في كل معمودية أرثوذكسية. أما العين الحاسدة فهي ظاهرة كانت الناس يقبلونها كحقيقة إذ أنهم آمنوا بأن لبعض الأفراد أحاسيس قوية من الحسد والغيرة لدرجة أنهم إذا نظروا شيئاً جميلاً أو شخصاً مميزاً يجلبون عليه الأذى. لا نعرف تحديداً متى أُضيفت صلاة العين الحاسدة إلى كتاب صلوات الكاهن لكن الأكيد أنها دخلت استجابة لعدم نضوج عدد من المؤمنين وعدم تخليهم عن عاداتهم السابق. فالكنيسة عمّدت هذه الظاهرة وعلّمت الناس أن العين الحاسدة هي أن يستغل الشيطان حسد بعض الأفراد نحو نِعَم لا يملكونها كالجمال والشباب والشجاعة والصحة وغيرها، فيسبب الأذى لمن يملكها. أي تعليم غير هذا لم تتبناه الكنيسة لأنه ينافي إيمانها بالعناية الإلهية. والكنيسة منعت وتمنع أبناءها من الالتجاء إلى الرقاة (الذين يمارسون الرقية والتعاويذ) الذين يستغلون ضعف الناس نحو الخرافات وبالتالي يسيئون إليهم روحياً ومادياً باللعب على مخيلتهم. الكنيسة تقصد هنا الذين أسلموا أنفسهم للشيطان فأضحوا كهنة له يعبثون بأفكار الناس موهمين إياهم بأنهم قادرون من خلال تعويذاتهم على رفع الضرر أو إنزاله بمَن يشاؤون، فالكنيسة توصي بالابتعاد عن هؤلاء والصلاة من أجلهم حتى يتوبوا. لكن هناك أفراد نعرفهم توارثوا الرقية في القرى والأحياء فهم ليسوا مشعوذين عن قصد، لكن ينبغي أن يفهموا تعليم الكنيسة الصحيح. هنا لا بد من التوقف عند الصلوات التي تُقال والطقوس التي تمارَس في الرقية كصب الرصاص مثلاً. قد تحتوي بعض هذه الصلوات على ذكر لبعض القديسين أو والدة الإله أو حتى المسيح نفسه، لكنها لا تستدعيه كإله ولا تجابه الروح الشرير بقوته وبالتالي هذه الصلوات ليست إلا شكلاً من أشكال الخديعة التي يمارسها الشيطان على الناس. أما صب الرصاص فهو طقس مجاور للسحر ويتثبت هذا من الصلوات التي يقولها ممارس الطقس. كل هذا إضافة إلى القوانين المرافقة لهذه الطقوس كاستعمال ورق شجر محدد وأن لا يتمكن الرجل من تعليم الرقية لرجل آخر إنما لامرأة وغيرها. قد يحلو للبعض أن يدّعي بأن الكنيسة لا تسمح بالرقية والتعويذات لكي يحتكر الكهنة هذه الممارسة. هذا كلام مغلوط إذ أن الكنيسة، استناداً إلى الكتاب المقدس، تشجع المؤمنين على أن يصلوا لبعضهم البعض "أمريض أحد بينكم فليدعُ شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان فعل خطيئة تُغفر له? صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا" (رسالة يعقوب 14:5-16). ختاماً يسوع المسيح هو المبيد الأول والوحيد للأرواح الشريرة لأنه الوحيد القادر على غلبة الشيطان وأي كلام آخر هو شعوذة. أي التجاء إلى غير المسيح هو تعامل مع الشيطان واعتراف بسلطته وإخراج له ببعلزبول. أي صلاة أو رقية لا تستدعي إسم يسوع المسيح وتعلنه إلهاً وملكاً ليست منه. كل مؤمن هو طارد للأرواح في جهاده لتنقية نفسه من خطاياه الشخصية ومنع الشر. من هنا أن على المؤمن الواعي بأن المسيح هو سيد الخليقة المطلق على المسيحي أن يفهم أنه ليس هناك عين حاسدة إنما هناك شيطان مترصد بالإنسان ليؤذيه ويحرضه على الآخرين متهماً إياهم بالحسد وإضمار الشر. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السحر من كتاب الجهاد الروحي للأب المغبوط باييسيوس الآثوسي الجزء الاول + ايها الشيخ الذي يضرب بالرمل ماذا يكون ؟ جواب الشيخ : انهم السحرة . هناك مشعوذون يستعملون كتاب المزامير واسماء القديسين ويخلطونها باستدعاء للارواح الشريرة . بينما نحن نقرأ المزامير كي نطلب معونة الله ونقبل النعمة الالهية اما هم باستعمالهم هذه الطريقة فانهم يشتمون الله ، رافضين النعمة الالهية . وهكذا يعملون هذا بحسب رغبة الارواح الشريرة . اخبروني عن فتى كان قد ذهب إلى احد السحرة لكي يحقق امرا ما . فقرأ له الساحر شيئا من المزامير وحقق الفتى ما اراده وبعد مرور فترة قليلة من الزمن ابتدأ هذا الفتى المسكين بالانحلال والانطفاء ترى ماذا كان قد فعل هذا الساحر ؟ تناول بيده بعضا من المكسرات وابتدأ يقرأ للفتى المزمور الخمسين . عندما وصل الى الاية " فالذبيحة لله " قام برمي المكسَرات من يده مقدَما اياها للارواح الشريرة ، كي تعمل معه معروفا . هذا قام بشتم الله مستخدما كتاب المزامير الشريف . + ايها الشيخ : البعض من الذين يتعاملون يستخدمون بالسحر الصليب والايقونات . جواب الشيخ: نعم ، من هنا نفهم اي خداع يخفون وراء كل اعمالهم بهذه الطريقة يخدع الناس المساكين ، يرونهم يستعملون الشموع والايقونات .. فيثقون بهم . لقد قال لي احدهم انه يوجد في مدينته امراة تركية قد وضعت ايقونة للعذراء على صخرة وهي تقول : " الصخرة التي تساعد العالم " لا تقول " العذراء " بل " الصخرة " . فالمسيحيون يتعلّقون بها لانهم ينظرون ايقونة العذراء . والبعض منهم، الذين عندهم مشاكل صحية يتراكضون الى هناك في فكرهم انهم سينالون العون . لكن الشيطان سوف يعذّبهم فيما بعد . ايها الشيخ هل تقتدر دائما الاعمال السحرية ؟ جواب الشيخ : كي تؤثر اعمال السحر على احد يجب ان يعطي حجة للشيطان ان يعطي للشيطان سببا اكيدا وان لا يكون عنده علاقة مع التوبة والاعتراف . اما بالنسبة للانسان الذي يعترف فلو ألقوا عليه الاشياء السحرية بواسطة الرفش ، فانها لا تؤذيه . لانه عندما يعترف وينقّي قلبه لا يستطيع المشعوذون ان يتعاملوا مع الشيطان كي يؤذوه . مرة جاء الى المنسك انسان متوسط العمر، وحالما رايته من بعيد فهمت ان عنده تأثيرا شيطانيا. قال لي : " جئت كي تساعدني ، صلي من اجلي ، اني اعاني منذ سنة من آلام مخفية في راسي ولم يشخص الاطباء شيئا" قلت له :" عندك روح شريرة لانك اعطيت حجة للشيطان بذلك " . قال لي : " انا لم افعل اي شيء" قلت له : " لم تفعل شيئا ؟ ألم تخدع احدى الفتيات ؟ ( هذه ذهبت وعملت سحرا ) . اذهب لتعترف وليقرأوا لك صلوات طرد الارواح الشريرة حتى تستعيد صحتك . إن لم تدرك الخطأ الذي ارتكبته وتتب عنه فان اجتمع الاباء كلهم الروحيون في العالم ليصلوا لاجلك فان الروح الشرير لن يذهب " . شخص اخر قال لي : " ان زوجتي عندها روح شريرة . فهي تخلق دائما ازعاجات في البيت. تنهض عند المساء وتوقظ من في البيت وتقلب كل الاشياء راسا على عقب " قلت له : " هل تذهب انت للاعتراف ؟ " قال : " لا " قلت له : " لا بد انك اعطيت حجة للشيطان . هذا لم يحصل من لا شيء " . اخيرا وجدنا انه قد ذهب عند احد شيوخ الاسلام واعطاه هذا الاخير سائلا يجلب الحظ لكي يرشه في البيت ، فتسير اعماله بشكل جيد . ولانه لم يعط هذا اية اهمية قلب الشيطان له البيت . الجزء الثاني + ايها الشيخ كيف ينحل اذا امسك احد ؟ - جواب الشيخ : بالتوبة والاعتراف . لا بد اولا ان نجد الانسان الذي لاجله اقتدر عمل السحر ، لا بد ان يدرك الانسان خطأه ، ان يتوب عنه . وان يعترف به عند الكاهن . كثيرون من الذين يأتون الى المنسك يشقون لان آخرين عملوا سحرا، ويقولون لي : " صلي من اجلي خاضة كي اتحرر من هذا العذاب " يطلبون من العون من دون ان يبحثوا كي يجدوا ما الذي حرَك الشر ضدهم حتى يصلحوه . اي ان يجدوا اين اخطأوا حتى اقتدر السحر ثم يتوبوا ويذهبون للاعتراف كي يتوقَف شقاؤهم . + ايها الشيخ عندما يصل الانسان له سحرا الى مثل هذه الحالة اي لا يستطيع ان يساعد نفسه اي يعرف خطاه ويعترف عتد الكاهن .. هل يستطيع الاخرون ان يساعدوه ؟ جواب الشيخ : يستطيع الاخرون ان يستدعوا الكاهن الى البيت ليعمل صلاة تقديس الزيت او صلاة تقديس الملء . وان يعطوا المتضررماء مقدسا ليشرب كي يتراجع الشر قليلا ويدخل المسيح داخله . احدى الامهات عملت هكذا مع ابنها واعانته . كانت اخبرتني ان ابنها عانى الكثير لانهم عملوا له سحرا . قلت لها : " ليذهب ليعترف " . قالت لي :" كيف يذهب للاعتراف وهو في هذه الحالة قلت لها : "اذا اخبري أباك الروحي كي يأتي الى البيت ويعمل صلاة تقديس الماء واعطي ابنك من الماء المقدس ليشرب . هل تعتقدين انه سيشرب ؟ قالت لي :" سيشربه " قلت لها : " ابداي بالماء المقدس ، ثم لاحقا حاولي ان تتكلمي مع ابنك والكاهن فاذا اعترف تكوني قد رميت الشيطان بعيدا " . وفي الحقيقة استعمت المراة لكلامي وساعدت ابنها بعد فترة قصيرة استطاع ان يعترف وتعافى . امرا اخرى فقيرة ترى ماذا فعلت ؟ كان زوجها قد تورط مع سحرة ولم يرض ان يحمل في عتقه الصليب . ولكي تساعده قليلا اخاطت له على حافة سترته صليبا صغيرا . وفي احد المرات اضطر ان يعيبر من ضفة نهر الى الاخرى ، ماشيا على جسر وحالما وطئت قدمه الجسر سمع صوتا يقول له : " تاسو اخلع سترتك كي نعبر الجسر سويا " . ومن حسن الحظ كان الجو باردا فقال : " وكيف اخلعها سوف ابرد " وسمع الصوت نفسه ثانية يقول له : " اخلعها اخلعها , كي نعبر سويا " . اراد الشرير ان يرميه الى الاسفل في النهر لكنه لم يقدر بسبب وجود الصليب الصغير في السترة ، اخيرا رماه هناك عند احد الضفاف ، وفي هذه الاثناء بحث عنه ذووه طوال الليل فوجوده ، المسكين واقعا عن الجسر . لو لم يكن الطقس باردا وخلع سترته ، لرماه الشيطان في النهر . لقد حفظه الصليب المخاط في داخل سترته . لقد كانت زوجته الفقيرة مؤمنة لانها لو لم يكن عندها ايمان هل كنت تفعل مثل هذا ؟ الجزء الثالث + ايها الشيخ : ايستطيع احد السحرة ان يشفي انسانا مريضا ؟ جواب الشيخ : ساحر ويقدر ان يشفي مريضا ؟! انه يستطيع ان يريح انسانا متأذيا من الرواح الشريرة بارسالها الى شخص اخر . لان الساحر هو شريك الشيطان . فعندما يقول الشيطان : " اخرج من ذاك الانسان واذهب الى فلان " فيخرج عندها الروح الشرير من ذاك ويرسله مباشرة الى احد الاقارب ومعارفه الذي يكون قد اعطى الحجة للشيطان . لذلك الذي كان عنده الروح الشرير يقول فيما بعد :" لقد تعذبت كثيرا لكن فلانا جعلني معافا " وهكذا يصبح الساحر مشهورا . لنفترض ان احدا كان منحنيا بسبب تأثير شيطاني عليع ، يستطيع الساحر ان يبعد الروح الشريرة عنه مرسلا اياه الى مكان اخر فينهض منتصبا الشخص المنحني اما اذا كان الانحناء عنده بسبب اعاقة جسدية فلا يقدر الساحر ان يجعله معافا . اخبروني عن امراة انها تشفي الناس مستعملة اشياء مقدسة متنوعة . عندما سمعت كيف تشتغل بقيت مدة مذهولا من مهارة الشيطان . تمسك صليبا بيدها وترتل طروباريات مختلفة . مثلا ترتل " افرحي يا والدة الاله " وعندما تصل الى " مبارك ثمر بطنك " تبصق بقرب الصليب مجدَفة على المسيح ، لذلك يساعدها ابليس فيما بعد . وهكذا فان بعض المرضى الذين عندهم كآبة بسبب تأثير الشرير لا يستطيع الاطباء ان يشفوهم . هذه المراة تشفهيم لانها تطرد الروح الشريرة الذي بسبب الثقل مرسلة اياه الى شخص اخر . وهكذا يتحرر اولئك من الحزن والغريب ان الككثرين يعتبرونها قوية يسألونها النصح والارشاد وهكذا شيئا فشيئا تتحطم نفوسهم . الانتباه الكثير مطلوب . ليهرب كل منا بعيدا عن اولئك السحرة وعن الاشياء السحرية . كمن يهرب من النار والافاعي ولا نتعلَقن بمثل هذه الاشياء . لا يستطيع الشيطان ابدا ان يصنع الخير . + ايها الشيخ : هل ممكن للكبرياء ان تقدونا الى حالات شيطانية ؟ جواب الشيخ : نعم . انفترض ان احدا ما يرتكب خطأ ويبرر نفسه . فاذا تحدث معه اخرون كي يساعدوه يقول لهم انهم يظلمونه . يؤمن انه افضل منهم ويدينهم . بعدها يبدئ شيئا فشيئا بالحكم على القديسين ، اولا القديسين الجدد ولاحقا القدماء : " هذا لم يصنع عجائب ، وذاك فعل كذا .." وبعد قليل يتابع ليحكم على المجامع " زايضا المجامع بالطريقة التي اخذت قراراتها .. لذلك فالمجامع بحسب رايه ، ليس عندها دقة . واخيرا يصل كي يقول : " ولماذا يصنع الله ذلك هكذا؟ " عندما يصل الانسان الى مثل هذه الحالة لا يجنَ بل يكون قد اقتبل ارواحا شريرة . جاء الى ابيه الى المنسك ، احد الممسوسين مدعيا انه اله . كان قد ذهب عند احد الاباء الروحيين في المدينة . هذا الاخير خاف ان يهاجمه الشيطان فاعتذر منه . وفيما بعد قال لابيه : " سوف ترى ان حتى الأب باييسيوس يقرَ بانب اله " . ووضع رهانا مع ابيه بكل ما يجملونه من نقود ، انه سوف يجعل الأب بايسيوس يقر انه اله . للحال عندما بدأت اصلي المسبحة انتفض واقفا وصرخ : " ماذا تعمل بهذه ؟ انا قد عملت كل انواع الخطايا . عملت الخطية الفلانية والخطية الفلانية ؟؟ واملك الشيطان في داخلي وقد تألهت . يجب ان تعترف انت بأني اله . انت لم تعمل شيئا ، فقط بهذه التي في يدك هب التي تزعجني " وتفوَه باشياء مختلفة مهينة ! قلت له : " ارحل من هنا ايها الضائع " . ودفعته بعصا المكنسة ، فاهتاج واصبح كالوحش واخرج النقود من جيبه ورماها تجاه ابيه وقال : " خذها لقد خسرت الرهان " . الجزء الرابع +ايها الشيخ كيف يستطيع الواحد ان يميز بين الممسوس بالارواح الشريرة والمضطرب عقليا ؟ جواب الشيخ : هذا الامر يستطيع طبيب بسيط تقيَ ان يفهمه . كل الذين يعانون من الارواح الشريرة عند اقترابهم من شيء مقدس ينتفضون . بهذه الطريقة يظهر بوضوح ان عندهم روحا شريرة . عندما تعطيهم ماء مقدسا ليشربوا ، او اذا رسمت الصليب عليهم بواسطة رفات القديسين يظهرون ردة فعل لان الارواح الشريرة مجتمعة في دواخلهم . وايضا اذا كان معك صليب واقتربت منهم ، يضطربون ويرتعدون بينما اذا كان عندهم مجرد اضطراب فانهم لا يظهرون اية ردَة فعل . مرة من المرات اعطيت احد الاولاد الممسوسين قطعة من الحلوى ليأكلها كي يعطش كثيرا . وبعدها قدَمت له ماء ليشرب ، هذا الماء كنت قد غطست فيه قطعة من رفات قديس . قلت له : " سوف اعطي يانَي الصغير مائ لذيذا" وحالما شرب منه قليلا حتى ابتدأ بالصراخ :" ان هذا الماء يحرقني ، ماذا يوجد فيه " . قلا له : " لا شيء ". صرخ : " ماذا تصنع بي ؟ " . انه يحرقني " . قلت له : " انه لا يحرقك أنت ، يحرق احدا آخر " . ثم رسمت علامة الصليب على راسه . فانتفضت يداه ورجلاه . لقد كان الولد يعاني من تسلط ارواح شريرة . أتذكرون ذاك الطالب الجامعي الذي جاء قديما ؟ قال لي : " يوجد داخلي شيطان ويضطههدني كثيرا . حياتي استشهاد لانه يجبرني على التفوه بكلمات قذرة وقد وصلت الى اليأس واشعر انه يضغط عليَ من الداخل ويقبض عليَ مرة هنا ومرة هناك ". كان المسكين يشير الى احشائه ، صدره ، جنبه الى يديه . لانه كان انسانا شديد الحاساسية . ولكي لا اجرحه بل لاعزيه قلت له :" انظر ليس في داخلك شيطان ، بل عليك بعض التأثيرات الشيطانية الخارجية " . عندما دخلنا الكنيسة قلت لاخوات الدير اللواتي تواجدن ان يصلين لاجل خليقة الله هذا البائس . وانا اخذت من الهيكل قطعة صغيرة من رفات القديس ارسانيوس الكبادوكي واقتربت منه وسألته مرة ثانية : " في اي منطقة يضغط عليك الشيطان ويعذبك ؟ اين تعتقد انه يوجد ؟ " فاشار لي عندها الى جنبه . فسالته :" اين هنا ؟ ومررت بيدي القابضة على الرفات المقدسة على المكان . فاصدر للحال صوتا كالعواء وصرخ : " لقد احرقتني ، لقد احرقتني !لن ارحل ... لن ارحل ! وشتم وتفوه بكلمات قذرة . عندها ابتدات اصلي في داخلي واقول : " ايها الرب يسوع المسيح اطرد الروح النجس من خليقتك . واخذت ارسم اشارة الصليب بواسطة الرفات الشريفة . استمر هذا حوالي العشرين دقيقة . وبعدها مزَقه ورماه ارضا . فتدحرج عدة مرات وتمرَغت ثيابه بالغبار . حاولنا ان ننهضه عن الارض فارتجف بكليته وقام بحركات عنيفة سببَت له السقوط فتمسك بالايقونسطاس ليتكئ عليه . وتندَت يداه بعرق بارد مثل ندى العشب . وبعد قليل رحل الشيطان وهدأ الشاب . اصبح معافا والان هو في حالة جيَدة . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المطهر
http://www.peregabriel.com/gm/albums...31597216_p.jpg في الكتاب المقدس : العهد القديم: سفر المكابين الثاني (12: 46)، الحملة على جرجياس قائد أرض أدوم، تقديم ذبيحة من أجل الموتى جراء المعركة لكي تمحى الخطايا "ثم أخذوا يصلون ويبتهلون أن تمحى الخطيئة المرتكبة محوا تاما". العهد الجديد: متى (12: 32) "ومن قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له، أما من قال على الروح القدس، فلن يُغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة". الرسالة الأولى إلى أهل قرنتس (3: 14- 15) "فمن بقي عمله الذي بناه على الأسس نال أجره، ومن احترق عمله كان من الخاسرين، أما هو فسيخلص، ولكن كمن يخلص من خلال النار" التطهير من خلال اجتياز ألسنة النار. 1 بطرس (1: 7) " تهتزون له فرحا، مع أنه لا بد لكم من الاغتمام حينا بما يصيبكم من مختلف المحن، فيمتحن بها إيمانكم وهو أثمن من الذهب الفاني الذي مع ذلك يمتحن بالنار" عند الآباء: الوثائق الكنسية: الجلسة الرابعة، 6 حزيران 1274، رسالة الإمبراطور البيزنطي ميخائيل باليولوغوس إلى البابا غريغوريوس (شهادة إيمان الإمبراطور) رقم 856 : مصير الموتى، لئن ماتوا في البرارة، بعد توبة حقيقية، وقبل القيام بالتكفير المثمر عما اقترفوه أو أهملوه، فنفوسهم تطهر بعد الموت بعقوبات مطهرة ومبررة، ويمكن التخفيف عنهم شفاعة المؤمنين الأحياء، أي الذبيحة المقدسة، الصلوات الصدقات وأعمال البر. (كما شرحها باراسترون الفرنسيسكاني). مجمع فلورنس (المسكوني السابع عشر) : 26 شباط 1439، براءة في الاتحاد مع اليونانيين Lactentur coeli رقم 1304: كذلك إذا كان الذين يتوبون توبة صحيحة، يموتون في محبة الله، قبل التكفير عن خطاياهم التي اقترفوها بالفعل أو بالإهمال، بثمار جديرة بتوبتهم، فإن نفوسهم تتطهر بع موتهم بالآم تطهيرية، ولكي يتخلصوا من مثل هذه الآلام تفيدهم معونات المؤمنون الأحياء، قداديس صلوات أعمال تقوى.." متابعة المجمع التردنتيني. الجلسة25 كانون الأول 1563، مرسوم في المطهر، رقم 1820: "بوحي من الروح القدس وانطلاقا من الكتاب المقدس وتقليد الآباء القديم، والمجامع المقدسة وأخيرا في هذا المجمع، أنه يوجد مطهر، والنفوس المقيمة فيه تجد عونا لها، هي موضع إيمان، يحفظونه، وتكون منتشرة ومعلنة في كل مكان. في التعليم المسيحي الكنسي: رقم 1030: الذين يموتون في نعمة الله وصداقته، ولكنهم لم يتطهروا كاملا، وإن بعد تطهيرا كاملا، وإن كانوا على ثقة من خلاصهم الأبدي، يخضعون من بعد موتهم لتطهير، يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء. رقم 1031: يتكلم عن التمييز بين عذاب المطهر المؤقت وعذاب جهنم. رقم 1471: ضمن عقوبات الخطيئة، المفعول المزدوج للخطيئة، الحرمان من الشراكة مع الله"حالة النعمة الإلهية"، غير أهل للحياة الأبدية "بالعقاب الأبدي"، كمان التنقية المزدوجة في هذا العالم أو بعد الموت، هذه التنقية تعفينا مما يسمى "بالعقاب الزمني" للخطيئة. القديسون : القديس غريغوريوس الكبير، حوارات 4، 41، 3. في الذنوب التي تمحى في هذا العالم والأخرى في العالم الآخر. القديس توما: الينبوس الحدود من السعادة الأبدية في الملكوت، يفرحون بحسب حالتهم، لا يرون وجه الله. غير متبنى به من قبل الكنيسة الكاتوليكية. كتاب ل Chanoine Jean Michel " La vie, La mort, Les Morts P119" : وحدة شركة القديسيين"المؤمنون هنا والذين في السماء، من النقاط المحرجة في الإيمان، بسبب عدم وضوح العقيدة، العقيدة هي انعكاس إيمان الكنيسة التي هي ثمرة الإيمان، عدم جاهزية كاملة للأرواح للقاء الله، بحاجة للنعمة، ومتطلب لطبيعة الله وتطهير النفس الإنسانية، انتهاء الوقت لكي تكفر النفس، ثقة بنعمة ورحمة الله، نتائج الخطيئة، بحكم طبيعة الإنسان والإرادة التي رغبت بالخطيئة، فرصة أخيرة، الآلام المطهرة الناتجة عن تأخر الرؤيا السعيدة لله. المطهر في اللاهوت الشرقي ليس بنفس مفهوم الغربي، ليست نار المطهر قصاصا أو جزاءا لما اقترفه الإنسان. موضوع استحقاقات شركة القديسين الشرقي: امتداد للشركة الإفخارستيا، تتحقق بالروح القدس سر وحدة الجسد، والغربي أعمال الصالحين الأحياء تستحق للأموات مغفرة الخطايا؟ التقديس في العرف الشرقي ليس تكفير بل تأليه، والفترة بين الموت والدينونة هي فترة تنقية وتحرير من الخطيئة، الصلوات من أجل الموتى ليست تكفير عن الخطايا بل تجديد الطبيعة الإنسانية، فلا عذابات للانتقام بل نضوج للتنقية من كل الشوائب التي تلوث صفاء الروح . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المطهر وحقيقة وجوده http://www.peregabriel.com/gm/albums...atoire-jpg.jpg للأب/ يوسف رمزي [ عقيدة في الكنيسة نؤمن بها ] المقدمة: اطلعت أخيراً على كتاب " لماذا نرفض المطهر " لقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الارثوذكس في مصر. اتهم فيه الكنيسة الكاثوليكية باختراع تعاليم شاذة منها "ما سمي بالمطهر وهو تعليم لا أساس له من الكتاب المقدس ولا من التقليد الكنسي ولا من كتابات القديسين وأوامر المجامع". وإني لأغتنم هذه الفرصة لأبين لأخواتنا الارثوذكس أن الفرق بينهم وبين الكنيسة الكاثوليكية الجامعة- فيما يتعلق بالمطهر- لا يتعدى أن يكون لفظياً. فهم يسلمون به عملاً وعقيدة وإن لم يعترفوا به لفظاً. + لقد شغلت هذه العقيدة أذهان العديد من المسيحين لدرجة أنها أصبحت نقطة اختلاف بينهم وللأسف نحن في الشرق نرفض أي عقيدة كاثوليكية لمجرد أنها نابعة أو أعلنها الغربيون دون أن نتقصى حقيقة إيماننا. ولذلك علينا أن نضع في الاعتبار إن هذه العقائد التي أُعلنت حديثاً ليست اختراعاً من اختراعات الكنيسة بل في الواقع هذه العقائد هي أساسات إيمانية نعيشها كل يوم في طقوسنا وعلاقاتنا بالله دون أن ندري وبمجرد إعلانها كعقيدة محددة تُقابل بالرفض. فتؤمن الكنيستان بمدى فائدة الصلاة لأجل نفوس الراقدين....ولكن عندما تعلنها الكنيسة الجامعة في صيغة عقائدية أو في لفظة المطهر ترفضها الكنيسة الارثوذكسية. + وانطلاقاً من عقيدة المطهر علينا أن نضع عدّة اعتبارات: 1-إن جوهر دعوتنا هو أن نشارك الله في حياته وملكوته. 2-إذا أردنا أن نعيش هذه الشركة يجب أن نكون كلنا محبة ولا توجد فينا خطيئة. 3-لا يستطيع أي منا أثناء ساعة موته أن يقول أنه قد وصل لكمال المحبة وبالتالي يستحق الملكوت مباشرة عدا العذراء مريم. 4-المطهر ضرورة تستوجبها دعوتنا كمسيحيين لكي نكون أهلاً للمشاركة التامة في ملكوت الله وحبه. لذا المطهر وهو هدية الله وسعيه الدائم لخلاص اولاده. & ما هو المطهر؟ هو ساعة الحقيقة التي فيها يقف الإنسان مع نفسه ليدرك عظم سمو محبة وقداسة الله وفظاعة وفساد الخطيئة التي إرتكبها ومن ثم يتألم الإنسان لأنه عاجز على أن يتحد بالمحبة وهذا الألم المُطهر هو ما نسميه " بالمطهر ". وفرح الألم يساعد الإنسان أن يقترب من الله فيصبح المطهر هو نار المحبة المطهرة التي تطهرنا لكي نصبح قادرين على الحب وبالتالي يدخل الإنسان في علاقة حب مع الله. & إن حقيقة وجود المطهر تشمل ثلاث حقائق وهي: 1-الدينونة الخاصة بعد الممات 2-وجوب صلاة الترحيم من أجل أنفس الأموات. 3-حقيقة وجود المطهر + والبرهان عن واحدة من هذه الحقائق الثلاثة يبرهن بلا شك عن الجميع. أولاً: حقيقة الدينونة الخاصة بعد الممات: إن حقيقة الدينونة الخاصة بعد الممات يكفينا شاهد الكنيسة باعتبار أنه يوجد بها قديسون وقديسات، إذن نحن نؤمن إن هؤلاء القديسون يتمتعون في ملكوت السوات بالهناء الدائم لأنهم قد وجدوا أبراراً وهذه البرارة لم تقرر إلا بعد دينونة خاصة، وإلا كيف دخلوا ملكوت السموات؟ لذا علينا نحن المؤمنون أن نرفض ونرذل البدعة التي تقول بأن جميع الأنفس في مكان مجهول ينتظرون الدينونة الأخيرة. ثانياً: الأدلة والبراهين لإثبات هذه الحقائق الثلاثة معتمدين على الكتاب المقدس، تعليم الآباء، التقليد الحي 1-الأدلة الكتابية على وجود المطهر: & قاعدة عامة:- إن مصير كل إنسان يتقرر بعد الموت مباشرة وهنا توجد ثلاث حالات:- الأولى:- ملكوت السموات للرسل والشهداء والقديسين. الثانية:- نار جهنم المعدّة لإبليس وجنوده والذين تبعوه( خطايا مميته). الثالثة:- من عليهم خطايا غير مميتة وهفوات. وهنا علينا أن نفرق بين الخطيئة المميتة والعرضية: المميتة هي بمعرفة كاملة وإرادة حرة وبفرح ومسرة وتخطيط سابق. أما غير ذلك من النسيان والشهوة وخطايا الإهمال والهفوات ....فهي تسمى خطايا غير مميتة ومن عليهم مثل هذه الخطايا لهم مكان ثالث أو حالة ثالثة: يتطهرون فيها بألم نار المحبة ألم داخلي تبكيت يغسل الداخل ندم حقيقي بذلك يتطهرون ويستطعون الدخول في ملكوت الله مع الشهداء والقديسين. ونشير أن في الأبدية لا يوجد زمن لأننا خارج الزمن، ولا يوجد مكان بالمعنى المادي لاننا سنكون خارج المكان والزمان. 1- هناك نص في العهد القديم في سفر المكابين الثاني ( 12: 43- 46 ) كان يهوذا قائد الجيش.....وقد مات منهم عدد كبير لأجل الخطيئة...فماذا فعل.. "43 جمع من كل واحد تقدمة فبلغ المجموع ألفي درهم من الفضة فأرسلها إلى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطيئة. وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه لاعتقاده قيامة الموتى 44 لأنه لو لم يكن مترجياً قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من أجل الموتى باطلاً وعبثاً. 45 ولاعتباره أن الذين رقدوا بالتقوى قد ادّخر لهم ثواب جميل. 46 وهو رأي مقدس تقوي ولهذا قدّم الكفارة عن الموتى ليُحلوا من الخطيئة ". ولعل هذا ما نسميه بصلاة الترحيم. 2-متى 12/ 32 " من قال كلمة على ابن البشر يُغفر له وأما من قال على الروح القدس فلا يُغفر له لا في هذا الدهر ولا في الآتي". ومعنى ذلك أنه توجد خطايا تغفر على الأرض بواسطة سر التوبة وهناك خطايا يمكن أن تغفر أو لا تغفر في الدهر الآتي(بعد الموت). 3-فيلبي 2/10 "لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة مما في السموات وعلى الأرض وتحت الأرض" أي الذين في السموات هم الشهداء والقديسين والملائكة وعلى الأرض المؤمنون وتحت الأرض هم فئة تعي وتعرف أنه يجب أن يجثوا لاسم يسوع كل ركبة هؤلاء هم من يتطهرون بنار المحبة. 4-1يوحنا 5/16-17 " إن رأي أحد أخاه يرتكب خطيئة ليست للموت فليسأل فإن الحياة تعطى له كما تعطى للذين يخطئون لا للموت، ومن الخطيئة ما هو للموت ولست من أجل هذه أمر أن يطلب كل أثم خطيئة ومن الخطيئة ما ليست للموت" يوضح علماء الكتاب المقدس إن الخطيئة التي هي للموت هي التجديف على الروح القدس والهرطقة... والخطيئة المميتة بوجه عام تقود إلى فقدان الحياة الأبدية تماماً. ولكن توجد خطيئة عرضية لا تؤدي إلى الموت الروحي التام وصاحبها مات دون أن يعترف بها، فهذا بالطبع لا يذهب إلى السماء لأنها موطن ومسكن القدوس الطاهر، ولا يدخل النار الأبدية موضع إبليس وجنوده.... زمن هنا كان لابد من وجود المطهر! 5-أمثال 24/16 " الصديق يسقط سبع مرات، ويقوم " أي أن الصديق البار يسقط في الهفوات دون أن يفقد الاتحاد القوي بالله هذا الاتحاد يجعله يبكت نفسه ويقوم مرة أخرى، وفي نفس الوقت لم يتصل ويتحد كاملاً بالله على الأرض. ومن ثم يجب عليه أن يمر بحالة بعد موته حالة الالم الروحي والنفسي ( حرمان من الاتحاد بالله) حتى يتطهر ويصبح أهلاً للملكوت وهذا هو المطهر. 7-بولس 1كورنثوس 3/ 13-16 " فإن عمل كل واحد سيكون بيناً لأن الرب سيظهره إذ يعلن بالنار وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو، فمن بقى عمله الذي بناه فسينال أجره، ومن احترق عمله فسيخسر إلاّ أنه سيخلص ولكن كما يخلص من يمر في النار" إذن يوم الرب ليس هو فقط يوم الدينونة الأخيرة بل هو يوم ملاقاة الرب مباشرة بعد الممات في الدينونة الخاصة أما عن هذه الحقيقة ( راجع لوقا 16/19-22, لوقا 23/42-43, 2كور 5/1-10, فيلبي 1/23, عبرانيين 9/27.....). 2- أدلة من تعليم الآباء على وجود المطهر:- أ- ق يوحنا فم الذهب(386-407م) " إن الرسل أمروا بأن يجرى ذكر المتنيحين في تلاوة الأسرار الرهيبة لأنهم يعرفون خير معرفة أنهم ينتفعون بهذا الذكر نفعاً كبيراً" ( عظة عن رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي الأصحاح الأول ). & " لو مات أحد وعليه خطايا لم يكفرعنها ينبغي أن نسعفه على قدر ما يستطاع بالصلوات والتضرعات وبالصدقات والقرابين فإن هذه الأمور بأسرها ليست من باب المخيلة والوهم وليس الغرض من ذكر الموتى خلال الأسرار الإلهية ألاّ لكي ينالوا منها التعزية... زما نصنعه لا يعتبر معاذ الله بمثابة فصول مسرحية ولكن يتم بأمر الروح القدس فلنساعد إذت المتوفين"( شرح الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس،فائدة الصلاة للمتنيحين ? ميمر 41 ). ب- ق اغسطينوس (354-430م)" إن الكنيسة تحافظ بوجه العموم على ما تناولته بالتقليد وإن ُسئلتُ عما تناولته بالتقليد قلت: قد تسلمت أن تصنع ذكراً للذين تنيحوا"( عظته عن أقوال الرسل). & وأيضاً قال "الكنيسة لم تملْ في تقدمة الصلوات لجميع الذين توفوا في شركتها لكن بما أنها أم حنونة تقوم بسد احتياجات من ليس لهم أقرباء ولا أصدقاء يهتمون بأمرهم"( كتاب الاهتمام بالموتي). & وأيضاً قال " إنه لا ينبغي أن نشك في أن الصلاة التي ترفعها الكنيسة المقدسة والذبيحة الإلهية والصدقات، تسعف المنتقلين الذين تُقدم من أجلهم لكي يكثر لهم الرب رحمته غير ناظرين على ما استحقته خطاياهم". & وأيضاً قال" ينبغي لمن أجل عمل أثمار التوبة إلى العالم الأخر بأن يطهر بالنار قبل دخوله السماء، فهذه النار وإن لم تكن أبدية فهي مع ذلك شر عظيم جداً لأنها أقسى عذاباً مما يحتمله الإنسان من الأوجاع في هذا العالم فليجتهد إذن كل منا أن يفي عن إهاناته لئلا بعد وفاته يقاصص بمثل هذا القصاص"( من كتاب التوبة الحقيقية والتوبة الكاذبة). ج- العلاّمة ترتليانوس (160-220م)"إننا نقدم كل عام الذبائح عن الموتى يوم تذكار وفاتهم السنوي( إننا نقدم التقادم عن الموتى في اليوم المخصص لهم من السنة)" ( كتاب إكليل الجندية). & وأيضاً قال " إن كانت امرأة أرملة لا تهتم بتقدمة الذبيحة كل عام لراحة بعلها المتوفي يوم وفاته يجب أن تعد عارية من أثر الوداد والحنان لبعلها"(كتاب الإقتران بامرأة واحدة). د- ق ابيفانيوس( اسقف سلامين قبرص القرن الرابع الميلادي)" إن الكنيسة لم تخترع تلك العادة (ذكر الراقدين) الحميدة لا بل تسلمتها من قدمائها- إن الكنيسة تحافظ من باب اللزوم والوجوب على الطقس والعبادة اللذين أخذتهما من قدمائها"( كتاب رد على الهرطقات الكتاب الخامس عشر). هـ- ق كيرلس الأورشليمي (315-386م):" إننا نصلي أخيراً عن الذين توفوا من بيننا معتبرين أن نفوسهم تنال جزيل الإسعاف من ذبيحة مذابحنا الرهيبة ومن الصلوات المقترنة بها"(كتاب الموعوظين). & أيضاً قال"إننا نصلي لأجل جميع الذين كانوا منّا أحياء لأن في ذلك فائدة عظيمة لتلك النفوس التي تقدم الصلوات لأجلها خاصة الذبيحة الإلهية"( نفس المرجع السابق). و- كتاب الأعمال الرسولية (150 )" إننا نقدم التقادم عن الموتى في اليوم المخصص لهم من السنة". 4-أدلة من التقليد على وجود المطهر:- إن التقليد الحي هو المصدر الثاني بعد الكتاب المقدس للكنيسة. + في أغلب الطقوس المختلفة نجد تخصيص صلاة لأجل الموتي: & الليتورجيا اللاتينية[1 نوفمبر] في هذا اليوم من كل عام يقام القداس الإلهي خصيصاً لأجل الموتى، ويذكر الكاهن قداسه قائلاً:"أذكر يا رب أخوتنا الذين رقدوا على رجاء القيامة وجميع المتوفين في رحمتك، اجعلهم يتعمون بنور وجهك البهي". & الليتورجيا اليونانية( القسطنطنية)، الروم الكاثوليك والارثوذكس، جاء ما يلي في القداس الإلهي" افتقدنا يا الله وأذكر جميع الراقدين على رجاء القيامة والحياة الأبدية". & الليتورجيا القبطية، كاثوليك وارثوذكس، جاء في صلاة الترحيم بعد مجمع القديسين ما ياي:"أولئك يا رب الذين أخذت نفوسهم نيّحهم في فردوس النعيم في كورة الأحياء إلى الأبد.. ". + الاستنتاج: إن كل هذه الكنائس تتفق في أهمية الصلاة على الموتي والمنتقلين الذين يقضون حالة النقاء والتطهير استعداداً للدخول في ملكوت الله وفي هذه الحالة يمر هؤلاء بحالة تطهير تسمى "المطهر". وألاّ طُرح علينا تساؤل يفرض نفسه " لماذا نصلي لأجل الموتي؟". 4- كل ما ذكرناه لا يناقض إيمان الكنيسة القبطية المصرية، وإليكم البراهين لإثبات ذلك: & جاء في كتاب النقاب ص 70 ما يلي" الكنيسة لوثوقها بمراحم عريسها وختنها الوحيد الذي أظهر مزيد حبه بسفك دمه وبحسب ما تسلمت من الرسل تقدم عن نفوس المنتقلين تلك الذبيحة الإلهية كي تساعدهم وتعزيهم كما شهد بذلك الآباء". & جاء في كتاب الخولاجي المقدس، في قداس القديس باسيليوس بعد التقدمة" أذكر يا رب عبدك فلان ومُر له بموضع النياح والراحة والبرودة في مساكن القديسين في حضن آبائنا القديسين ابراهيم واسحق ويعقوب في فردوس النعيم". & وأيضاً جاء في المرجع السابق ( اوشية الراقدين)" تفضل يا رب ونيح نفوسهم أجمعين في حضن آبائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب علهم في موضع الخضرة على ماء الراحة في فردوس النعيم، الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في نور قديسيك". & جاء في كتاب السجدة ما يلي: فى ختام زمن المقدس يقدم الكاهن بخوراً عن نفس الموتى قائلاً : نياحاً وبرودة لأنفس عبيدك الذين رقدوا في الأمانة المسيحية المستقيمة منذ البدء إلى ألان يا رب نيحهم أجمعين في حضن إبائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب ... ولتكن نفوسهم في مظال النور اجعلهم مستحقين للغفران والسلامة. & وأيضاً جاء في كتاب الجنانيز ما يلي: جناز البطاركة, المرد: رءوف هو مخلصي على هذه النفس التي خرجت من هذه الحياة ويغفر لها خطاياها, اجعلها تتكئ في أحضان آبائنا الأولين إبراهيم واسحق ويعقوب في فردوس النعيم في كورة الأحياء . & نفس المرجع السابق جاء في نهاية الجناز ما يلي:هذه النفس التي اجتمعنا بسببها يا رب نيحها في ملكوت السماوات, افتح لها يا رب أبواب السماء واقبلها إليك كعظيم رحمتك افتح لها يا رب باب البر لكي تدخل وتتنعم هناك, افتح لها يا رب باب الفردوس كما فتحته لذاك اللص, افتح لها يا رب باب الملكوت لتشارك جميع القديسين ... اغفر لها خطاياها التي سبقت فصنعتها بغير معرفة وبمعرفة ... & نفس المرجع السابق في جناز الرجال الكبار: وان كان صنع شيئاً من الخطايا مثل البشر اغفر له وسامحه وليعبر كافة أماكن قصاصه لأنك لم تخلق الإنسان للفساد بل للحياة نيحه في ذلك الموضع. & أرسل أمامه ملاك الرحمة, ملاك البر, ملاك السلامة ليقدموه إليك بغير خوف. كافة غلطات لسانه وجميع آثامه اغفرها له ليهرب البوابون المتكلمون عنه بالخوف لتبطل مشورة المقاوم ليزيل حنق التنين, لتسد أفواه الأسود وتتفرق الأرواح الشريرة أتطفئ نار جهنم وليهدي الدود الذي لا ينام ولتضئ الظلمة المدلهمة ولتمشي أمامه ملائكة النور وليفتح له باب البر وليكن مشاركاً لمصاف السمائيين, ادخله في فردوس الفرح وأطعمه من شجرة الحياة. & نفس المرجع السابق في جناز النساء الكبار: نسألك يا محب البشر المتحنن كل حين ارحمها ونيحها وسامحها واغفر كثرة خطاياها وامحها لأنك لم تخلق الإنسان للشرور لكن للخيرات وهي ألان قائمة أمام منبر مسيحك فليكن لها نياحاً وبرودة وراحة وفرحاً. & في تذكار الموتى: ليكن وقوفه مستقيماً لديك وبصلاحك المملوء رحمة مُر له بموضع راحة وبرودة ونياح في المساكن التي لقديسيك إلى قيامة الصديقين ومجازاة كل العالم بمشيئتك وإعلان ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح". & جاء أيضاً في كتاب نزهة النفوس الباب السادس ما يلي:" أما نفوس المؤمنين التائبين بالاعتراف والصلاة التقي فإذا خرجت من الجسد فليس لسلاطين الظلمة لهم عليها حساب وإن الملاك يمضي بها إلى بحر النار تعدي فيها لحظة واحدة وتصعد لأجل طهرها وهذا البحر يسمى المطهر الذي يطهر النفس من أوساخها". & وأيضاً في نفس المرجع ص 192 :" رأى القديس انطونيوس الشيطان شيخاً طويلاً مقدار شيخ له ستين سنة على بحيرة النار التي تخوضها ساير الأنفس قبل أن تصل إلى الحاكم العادل أي جميع القديسين والخطاة المنافقين". & وأيضاً جاء في كتاب نياحة القديس يوسف ما يلي، وهو كتب بالقبطي البحيري والصعيدي وفيه يخاطب المسيح بهذا:"وإذا خرجت نفسه من جسده وفارق هذا العالم أنا أمزق صك خطاياه لئلا يناله تعب من شدائد الموت وبحر النار الموضوع أمام أبي المطّهر لكل نفس". + لا شك في أن إيمان الكنيسة القبطية واضح جداً من جهة الدينونة الخاصة والصلاة على الأموات والمطهر وهذا ما يفسر لنا عادة التمسك بالجنانيز والبخور على أنفس الأموات....لا سيما في ليلة الأعياد الكبيرة. إن الكنيسة تشارك دائماً أمواتها في جميع أفراحها وتتمنى لها الخلاص والسعادة في دار الخلود. الخاتمة: من كل هذه الشهادات، الكتاب المقدسة، تعاليم الآباء، التقليد الكنسي، نسطيع القول بأن المطهر عقيدة إيمانية تلزم المسيحيين الإيمان بها. أربعة ملاحظات هامة: 1-جميع الحقائق الإيمانية الفائقة الطبيعة" التجسد والثالوث..."لا يمكن إخضاعها تحت البرهان العلمي ومقاييس الزمان والمكان. 2-الألم الذي نعاني منه نتيجة تغلغل الخطيئة والصراع معها هو ألم مُطهر لذلك يمكن أن نقول أن المطهر يبدأ من على الأرض وسوف يكتمل بعد الموت حتى يوفي العدل الإلهي. 3-المطهر نتيجة حب الله العظيم لنا.. فهو ألم إختياري يدفعني إليه حب الله لي ورغبتي في الاتحاد به. 4-الله خارج حدود الزمان والمكان.. ومن ثم لا يمكن في كلامنا عن المطهر أن ندرج زمان ومكان التطهير. 5-كل ما يمكن أن يقال في النهاية هو أن عادة الصلاة لأجل الموتى ولّدت عقيدة المطهر |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأخت فوستين تزور المطهر
الأخت فوستين تزور المطهر "... في المساء التالي رأيت ملاكي الحارس الذي أمرني أن أتبعه. وصلت بعد حين إلى مكان غماميّ مليىء بالنار يتعذّب فيه جمع غفير من النفوس المتألّمة. قُدّمت الصلاة على نيّتهم الخاصة ولكن دون فائدة. نحن فقط نستطيع أن نمدّ لهم العون. النار التي كانت تلتهمهم لم تصلْ اليّ ابدًا. لم يغادرني ملاكي الحارس لحظة. وسألت تلك النفوس ما هو عذابها الأكبر؟ أجابتني كلّها بصوت واحد: "إنّ عذابها الأكبر هو توقها إلى الله". رأيت سيّدتنا تزور نفوس المطهر، تدعوها النفوس "نجمة البحر". حملت العذراء إليها المرطّبات. أردت أن أطيل الحديث معها ولكن أمرني ملاكي الحارس بالمغادرة. خرجنا من سجن العذاب هذا، سمعت صوتاً في داخلي يقول "لا تريد رحمتي هذا، لكن هذا ما توجبه العدالة". ومنذ ذاك الوقت صرت اكثر اتّحادًا بالنفوس المعذّبة". عقاب الملائكة "... لما كنت أتأمّل في خطيئة الملائكة وعقابهم الفوري سألت يسوع: "لماذا عوُقب الملائكة فور خطئوا" فسمعت هذا الصوت: "بسبب معرفتهم العميقة بالله. لا أحد على الأرض، حتّى ولا أكبر قدّيس، يعرف الله كما عرفه الملائكة". غير أنّك قد أظهرت لي رحمتك يا الله، مع كلّ حقارتي مرّة تلوَ الأخرى. ﺇنّك تحملني في حضن رحمتك وتسامحني في كلّ مرّة أطلب منك السماح بقلب منسحق". من كتاب :سر الرحمة الالهية - صلوات للرحمة الالهية |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأنفس المطهرية * الكنيسة الجامعة: http://www.peregabriel.com/gm/albums...31597211_p.jpg تنقسم الكنيسة الجامعة إلى ثلاثة أقسام: هناك الكنيسة المجاهدة وتمثل البشرية الحية المؤمنة والتي ما تزال تكافح يوميا في النفس والجسد وفي مختلف قارّات الأرض لعمل مشيئة الله. وهناك الكنيسة المنتصرة وتمثل الأنفس التي رقدت بسلام الرب, والمحررين من كل عداء وانقسام, يتنعمون إلى الأبد في السماء باتحادهم مع يسوع المسيح وحبه ونعمه, ويشاهدون المجد الأبدي لله وأبنائه المخلصين. وهناك أيضا الكنيسة المتألمة التي توفي أبناؤها وهم في حالة النعمة, ولكن قبل أن يكفـّروا عن كامل ذنوبهم التي اقترفوها على الأرض. هؤلاء الأنفس التي تتألم في المطهر لتتطهر مما كان عالقا بها من أوساخ الخطيئة عند انتقالها من هذا العالم, لتصبح نقية بلا شائبة, كي تتمكن من الإنتقال للأمجاد السماوية, والإتحاد مع خالقها. إن الروابط الوثيقة التي تجمعنا مع القديسين في السماء من جهة, ومع الأنفس المطهرية المعذبة من جهة أخرى, تفرض علينا واجبين: مع المختارين, الذين نفرح بدخولهم إلى نعيم الآخرة ونتضرع إليهم لكي يحمونا ويساعدونا على العيش حياة مسيحية حقيقية من جهة, ومع الأنفس المطهرية من جهة أخرى, لنعطيهم الراحة بصلواتنا وتقشفاتنا وحسناتنا, وخاصة بالذبيحة الإلهية. يحبّ القديسون عمل الرحمة هذا. فبكمال حبهم, يفرحون للراقدين المؤمنين الذين ينتقلون من عذابات المطهر التي استحقوها من جرّاء سيرة حياتهم الأرضية ليشاركوا أبناء الله في الحياة السماوية الخالدة. * رؤيةالمطهر: يتح الله لبعض النفوس, من جراء حكمته ورحمته, لزيارة النفوس المتألمة في المطهر. وتؤكد لنا كتابات قديسين لا حصر لهم عقيدة وجود المطهر التي تعترف وتقرُّ بها الكنيسة. ونذكر هنا ما حدثتنا به القديسة فوستين ( ١٩۰٥ ? ١٩٣٨ ) في كتابها الرحمة الإلهية عن رؤيتها للمطهر, حيث كتبت : في المساء, رأيت ملاكي الحارس الذي أمرني أن أتبعه. فوصلت بعد حين إلى مكان مغمّ مليء بالنار يتعذب فيه جمع غفير من النفوس المتألمة. يقوم البعض منهم بتقديم صلوات على نيّاتهم الخاصة ولكن دون فائدة. نحن فقط نستطيع أن نمدّ لهم العون. النار التي كانت تلتهمهم لم تصل إليَّ أبدا. أما ملاكي الحارس, فلم يغادرني لحظة. وسألت النفوس عن عذابها الأكبر, فأجابت بصوت واحد: إنَّ العذاب الأكبر هو توقها لله. رأيت القديسة مريم العذراء في زيارة للمطهر, وهي تلطف من عذابات النفوس المتألمة, حيث تدعوها هذه النفوس نجمة البحر. وهنا سمعت صوتا في داخلي ) المسيح ( يقول: لا تريد رحمتي هذا العذاب, لكن هذا ما توجبه العدالة الإلهية. ومنذ ذلك الوقت صرت أكثر اتحادا بالنفوس المعذبة. وبعد خروجي من سجن العذاب هذا, وفي وقت لاحق, تأملتُ في خطيئة الملائكة وعقابهم الفوري. فسألت يسوع: لماذا عوقب الملائكة, فور ما خطئوا, في نار جهنم الأبدية؟ فسمعت هذا الصوت: بسبب معرفتهم العميقة بالله. لا أحد على الأرض, ولا حتى أكبر قديس, يعرف الله كما عرفه الملائكة. غير أنك أظهرت لي رحمتك يا الله, مع كل حقارتي, مرة تلو الأخرى. إنك تحملني في حضن رحمتك وتسامحني كلما أطلب منك المغفرة بقلب منسحق. ثم تُكْمِل القديسة فوستين: جاء إليَّ الرب اليوم وقال لي: ساعديني يا ابنتي على خلاص النفوس. ستذهبين إلى قرب أحد المنازعين وستباشرين بتلاوة مسبحة الرحمة الإلهية, فتنالين له الثقة برحمتي, فهو الآن على حافة اليأس. رأيت نفسي فجأة في فندق غريب, حيث كان ينازع رجل في غمرة آلام مرهقة. تجمّع حول سريره مع أفراد عائلته, جماعة من الشياطين. ولمّا بدأت بتلاوة المسبحة, هربت أرواح الظلمة, موجِّهة إليَّ الصفير والتهديدات. اطمأنّ الرجل ووثق برحمة الله ورقد بالرب بسلام. * كيفيمكننامساعدةالأنفسالمطهرية http://www.peregabriel.com/gm/albums...urgatoireB.gif -١ أولاً بتقديم ذبيحة القداس التي لا يمكن لأي شيء الحلول مكانها. -٢ بالعذابات التكفيرية: أيُّ عذاب جسديّ أو معنويّ يقدّم للأنفس يخفف من آلامها. -٣ صلاة الوردية, وصلاة مسبحة الرحمة الإلهية, هي الوسيلة الأكثر فعَّالية, بعد ذبيحة القداس لمساعدة الأنفس المتألمة. كل يوم ينال عددٌ كبير من الأنفس الخلاص بفضل هذه الصلوات, التي من دونها كانت لتتعذب سنوات أطول. -٤ ممارسة درب الصليب, في زمن الصوم أو غيره من أزمنة السنة الليتورجية, له فائدة كبيرة للأنفس المطهرية. فهي تقلل من عذاباتها الملتهبة, وتفتح أبواب السماوات والمجد الأبدي لنفوس أخرى. -٥ تقول الأرواح إنّ للمراحم قيمة لا تُقدَّر. إنها تخصيص للرضى الذي يقدمه يسوع المسيح إلى الله أبيه. من ينال, خلال حياته الأرضية, الكثير من المراحم للراقدين, سوف ينال هو أيضا الكثير عند ساعة مماته: نعمة نيل الغفران الكامل الذي يُمنح لكل مسيحيّ عند الممات. إذ إنه من القساوة ألا تستفيد النفوس المطهرية من كنوز الكنيسة وممارساتنا التقوية على نيَّتها. -٦ وكذلك الصلوات المخصصة لراحة الأنفس المتألمة والتساعيات والطلبات لها من الأهمية بمكان, وتحتل الصدارة في علاقتنا مع الكنيسة المتألمة. -٧ التصدّق على الفقراء والمحتاجين, وأعمال البرّ, وخاصة الهبات للإرساليات التي تعمل على نشر نور الخلاص بين الأمم, تساعد الأنفس المطهرية. -٨ إضاءة الشموع على نيتها لا تذهب هباء. أولا, لأنّ هذا العمل هو نظرة إهتمام وعربون محبة تجاهها, وثانيا, لأنّ الشموع مباركة وتُضيء الظلمات التي توجد فيها الأنفس. -٩ كما أن رشَّ المياه المباركة يخفف آلام الموتى. في يوم من الأيام رشت إحدى المؤمنات التقيات مياها مباركة للأنفس, فسمعت صوتا يقول لها: المزيد! إنَّ هذه الوسائل لا تساعد الأنفس بالدرجة ذاتها. فإذا كان القداس لا يعني الكثير لشخص ما, خلال حياته, فالقدّاس لا يساعده كثيرا وهو في المطهر. وإذا كان شخص ما قاسيا خلال حياته, ينال القليل من المساعدة. والذي كان في حياته يشنع في الكلام ويقذف به للأذى, يكفِّر عن ذنوبه بشكل قاسٍ أيضاً. أمّا من كان قلبه طيبا. فينال مساعدة أكبر. * مريمالعذراءوالأنفسالمطهرية http://www.peregabriel.com/gm/albums...31597216_p.jpg إنّ القديسة مريم العذراء هي أمّ الرحمة بالنسبة إلى الأنفس المطهرية. عندما يدوّي اسمها في المطهر, تعتري الأنفس سعادة كبرى. قالت نفس مطهرية يوم عيد انتقال العذراء إلى السماء: إنّ مريم طلبت يوم رقادها وانتقالها إلى الأمجاد السماوية في أنْ تُخَلَّصَ جميع الأنفس التي كانت في المطهر, وأنّ يسوع حقَّقَ طلب والدته. رافقت هذه الأنفس مريم إلى السماء في يوم الإنتقال, وفي ذلك اليوم, تُوِّجت مريم أمّ الرحمة وأمّ النعمة الإلهية. في المطهر, توزِّع القديسة مريم النعم حسب مشيئة الله, وغالبا ما تزور أبناءها المتألمين في المطهر لتخفف من عذاباتهم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الروم الأرثوذكس والمطهر
http://www.peregabriel.com/gm/albums..._purgatory.jpg المطهر عقيدة كاثوليكية. أول ظهورها كان في النصف الثاني من القرن الثاني عشر. قبل ذلك، وفقاً للمؤرِّخ الكاثوليكي جاك غوف، لم يكن لها وجود. محاولة نسبتها إلى الكتاب المقدّس وإلى الآباء القدماء أمثال القدّيس أمبروسيوس والقدّيس أوغسطينوس والقدّيس غريغوريوس الكبير حجّتها ضعيفة بالنظر إلى لَبْس الكلام لدى هؤلاء في الموضوع الذي تطرحه. هذا وفق العديد من المؤرّخين الكاثوليك أمثال أ. ميشال و إ. غونغار و ج. غوف. غونغار، في هذا الشأن، يدعو الكاثوليك إلى مراجعة مواقفهم في شأن ما هو غير أصيل وغير عميق في تقليدهم. ما خلاصة عقيدة المطهر؟ بالموت تتعرّض النفس لدينونة خاصة. نفوس الصالحين الذين لم تلوّثهم الخطيئة، بعد المعمودية، تحلُّ في السماء، فيما نفوس الذين لم يعتمدوا ولا زالوا يحملون الخطيئة الأصلية، أو الذين ارتكبوا خطايا مميتة، تنحدر إلى الجحيم (Enfer). أما الذين ليسوا بصالحين تماماً ولا بأشرار بمعنى الكلمة وخطاياهم طفيفة (veniels)، فهؤلاء إن لم يَحظوا، قبل موتهم، بالحلّ من خطاياهم أو سومحوا ولم يكن لهم متّسع من الوقت للتوبة إرضاءً للعدالة الإلهيّة، بمعنى مكابدة الجزاء التكفيري اللازم لله عن خطاياهم، فهؤلاء يُجعَلون في موضع مميَّز عن السماء والجحيم يُعرف بـ "المطهر". في هذا الموضع يطهرون من هذه الخطايا ويتنقّون بجزاء النار. هذه النار المطهِّرة، التي هي مصدرُ عقاب تنقوي وتكفيري في آن، هي مؤقّتة، تزول بحلول الدينونة الأخيرة، كما هي مادية. هذه النفوس يجري التخفيف من وطأة عذاباتها بصلوات الأحياء وذبيحة القدّاس الإلهي، وكذلك بمشيئة البابا الذي يهب سماحاً يُصفح، بنتيجته، كلياً وفورياً، عن راقد أو فئة من الراقدين. هذا والصلوات وذبيحة القدّاس الإلهي لا تنفع الأبرار الذين هم في السماء ولا المدانين في الجحيم، لأنّ هؤلاء وأولئك بلغوا، في النفس، ملء الحالة التي سوف تكون نصيبهم بعد الدينونة الأخيرة. فالأبرار حظوا بالغبطة في رؤية الجوهر الإلهي فيما يعاقَب المدانون بالنار الجحيمية الأبدية. الفرق بين حالة هؤلاء قبل الدينونة الأخيرة وبعدها أنّهم بعد الدينونة الأخيرة يكابدون ما هم فيه في أجسادهم. أما الذين يكونون في المطهر، فإنّ تنقيتهم بالقصاص الذي يقضونه يكون قد اكتمل فينضمّون إلى الأبرار. بالنسبة للروم الأرثوذكس لا عقيدة رسمية بشأن ما بعد الموت. فقط أراء آبائية ورؤى فيها الكثير من التلاقي على شيء من التباين. ما بالإمكان تأكيده أنّ "المطهر" لا وجود له ولا هو مقبول عندهم. ما بإمكاننا أن نستخلص من الآراء الأرثوذكسية يُختصر بالتالي: بعد الوفاة هناك مكانان تذهب إليهما نفوس الراقدين، قبل الدينونة الأخيرة: الفردوس والهاوية (Hadès). نفوس الأبرار تستقرّ في الفردوس ونفوس الخطأة في الهاوية. كلا الحالين جزئي ومؤقت قياساً بالحال في الدينونة الأخيرة. أما الأبرار فيكونون في غبطة غير مكتملة وأما الخطأة ففي عقاب غير مكتمل. ملء هذا وذاك يُبلَغ إليه أبدياً في الدينونة الأخيرة. لا في الكتاب المقدّس ولا عند الآباء مكان ثالث بين الاثنين. أما نفوس المدانين بخطايا طفيفة، وهو ما يدعوه اللاتين بالأجنبية (veniels)، فإن تابوا عنها قبل موتهم وسومحوا فإنّ خطاياهم تُبيَّض بدم الحمل ولا حاجة لا لتنقيتهم بعد الموت ولا لمعاقبتهم. ينضمّون إلى نفوس الأبرار في الفردوس. في الفردوس، وهو غير ملكوت السموات، هناك منازل عديدة يستقر فيها الأبرار على درجات متباينة. ينعمون بالحرية والراحة ويكونون بجوار الله ويعاينونه بمقدار نقاوتهم. أما نفوس الذين ارتكبوا خطايا طفيفة ولمّا يتوبوا عنها ولا سومحوا فإنّهم ينضمّون إلى كبار الخطأة في الهاوية. ولكن في الهاوية، أيضاً، منازل عديدة. نفوس الخطأة الكبار غير التائبين تستقرّ في الدرجات الدنيا من الهاوية، أما نفوس الذين ارتكبوا خطايا صغيرة فيكونون في درجات عليا. تتمثّل معاناة النفوس في الهاوية في الانحباس في مواضع خربة حزينة حيث يكابدون خوف الحكم والحال الآتية عليهم وكذا عذاب الضمير. غير أنّ النفوس الخاطئة تعاني هذه العذابات بدرجات مختلفة باعتبار الخطايا التي ارتكبتها والتي لم تُسامَح عنها. هذه العذابات ليست، بحال، عذابات قصاصية أو بقصد إرضاء العدالة الإلهية. هذا مفهوم غريب عن التراث الأرثوذكسي. كذلك ليست هذه العذابات تطهيرية بحال. هنا لا بد أن نأخذ في الاعتبار الطابع المجازي للتعابير المستعملة كالنار والدود وصرير الأسنان وما سوى ذلك. فأما النار فهي القوة الإلهية غير المخلوقة التي تتمثّل كعذاب للمحرومين منها بسبب حال الخطيئة التي هم فيها. غير أنّ القوة الإلهية عينها تُدرَك كنور ومصدر للفرح للأبرار في الفردوس. أما الجوهر الإلهي فلا يُرى. هذا ولا طاقة للراقدين، من بعد، على تحقيق خلاصهم ولا سبيل لديهم إلى التوبة. غير أنّ صلوات الأحياء والذبيحة الإلهية في القدّاس الإلهي والحسنات تنفعهم. هذه متى قُدِّمت تنفع جميع الراقدين بلا استثناء. أما الخطأة الذين عانوا خطايا جسيمة فإنّ ما تقدمه الكنيسة لهم يزوّدهم، من الله، بنعمة تخفِّف عنهم بعض الشيء ثقلهم وتعزّيهم دون أن تفضي بهم بالضرورة، إلى خلاص كامل، بعامةٍ. وثمّة أمثلة قليلة في التراث الأرثوذكسي، عن حالات في الهاوية نجا منها خطأة كبار بصلوات بعض القدّيسين. مثل ذلك صلوات القدّيس غريغوريوس الكبير التي استأصلت من الهاوية الأمبراطور ترايان الروماني وصلوات القدّيسة تقلا التي نجّت امرأة وثنية اسمها فالكونيلا. وفي سيرة القدّيس بائيسيوس الكبير كلام عن إخراج زان مات في الزنى وأُلقي في الهاوية، ثمّ أُخرج من هناك بنعمة يسوع المسيح وصلاة القدّيس بائيسيوس. أما النفوس التي ارتكبت خطايا أقلّ جسامة فيمكنها أن تنتفع كثيراً من تدابير الكنيسة، المذكورة أعلاه، وأن تُضمّ إلى الأبرار حتى قبل الدينونة الأخيرة. أما نفوس الأبرار فتنتفع هي أيضاً من صلوات الكنيسة حتى لو كانت بارّة لأنّها لم تبلغ بعد الغبطة الكاملة. غنيٌّ عن القول إن ما يحرزه الراقدون من تقدّم لا يتمّ بصورة آلية ولا قانونية بل هو من عمل رحمة الله استجابة لأدعية المؤمنين وصلواتهم في الكنيسة. من هنا أهمية الصلوات الخاصة والمشتركة للمؤمنين الأحياء لخير الذين رقدوا. لافتة: هذه الملاحظات جمعناها من أكثر من مصدر. على أنّ المصدر الأول الذي اقتبسناها منه هو كتاب "الحياة بعد الموت وفق التراث الأرثوذكسي" لجان كلود لارشيه |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رحلة العائلة المقدسة الى ارض مصر من مصر دعوت ابنى مبارك شعبى مصر https://upload.chjoy.com/uploads/1369985932111.jpg وقصة هروب العائلة المقدسة كما وردت في انجيل متي أن ملاك الرب ظهر في حلم ليوسف النجار وقال له "خذ الصبي وأمه وأهرب إلي مصر ؛ وكن هناك حتي أقول لك . لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه . فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وأنصرف إلي مصر. وكان هناك إلي وفاة هيرودس ( متي 2 : 13 ؛14 ) . ولعل أول وصف مكتوب لرحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر هو ما جاء في ميمر " ميمر كلمة سريانية معناها سيرة " العائلة المقدسة الذي وضعه البابا ثيؤفيلس( 385- 412 ) البطريرك رقم 23 من سلسلة بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛وهذا الميمر يوجد منه ثلاث مخطوطات باللغة العربية ؛المخطوط الأول محفوظ في مكتبة الفاتيكان ؛والمخطوط الثاني محفوظ في المكتبة الوطنية بباريس ؛ أما المخطوط الثالث فمحفوظ في دير السيدة العذراء المحرق . كذلك يوجد ميمر آخر وضعه الانبا زاخارياس أسقف سخا (نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن ) ؛والانبا قرياقوس أسقف البهنسا(غير معروف علي وجه الدقة متي عاش ومتي توفي )حول رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر . .أما عن المحطات الرئيسية في رحلة العائلة المقدسة حسب نص المخطوط فهي :- 1- الفرما ؛ وكانت قديما تعرف بالبيليزيوم (Pelusium ) وهي المدينة الواقعة بين مدينتي العريش وبور سعيد . 2- تل بسطا بالقرب من الزقازيق ؛وبسطة هي النطق الهيروغليفي لكلمة "باستت " ومعناها بيت الإله باستت ؛وهو القط حاليا ؛ومن هنا جاء النطق العامي للقطة ب"بسبس" ؛ولقد سقطت أصنام المدينة أمام جلال العائلة المقدسة ؛لذلك لم يقبل أهل المدينة وجودهم بينهم ؛وهناك أنبع السيد المسيح عين ماء.وهناك حمت العذراء الطفل يسوع ومن هنا عرف المكان ب"المحمة" ؛اي مكان الاستحمام ؛وتعرف حاليا بأسم مسطرد ؛ولقد بنيت فيها كنيسة علي أسم السيدة العذراء في عام 1185 م الموافق 901 للشهداء ؛ويحتفل بعيد تكريسها في يوم 8 بؤونة ؛وهي مازلت قائمة حتي الآن وتقام فيها احتفالات ضخمة خلال موسم صوم العذراء وأعيادها . 3- بلبيس وتوجد بها شجرة استظلت تحتها السيدة العذراء ؛يجلها المسلمون والمسيحيون علي السواء .وتذكر بعض كتب التاريخ أن جنود الحملة الفرنسية عندما مروا ببلبيس أرادوا أن يقتطعوا من خشبها لاستعمالها كوقود وبمجرد لمسها بالفأس خرج منها دم فأرتعب الجنود ولم يجرأوا أن يمسوها بعد ذلك . 4- منية جناح وهي منية سمنود حاليا ومنها عبروا البحر إلي سمنود؛ وبوجد في سمنود حاليا بئر ماء ووعاء فخاري قيل أن العائلة المقدسة شربت منه ومكانه حاليا كنيسة الشهيد أبنوب . 5- البرلس 6- سخا ايسوس ؛وهي مدينة سخا حاليا في محافظة كفر الشيخ ؛ ويقال في التقليد أن الطفل يسوع وضع رجله علي حجر فأنطبع كعبه عليه ومن هنا عرف المكان ب"سخا ايسوس "ومعناها كعب يسوع باللغة القبطية . 7- ثم اتجهت العائلة غربا نحو وادي النطرون "والذي صار بعد ذلك مركز تجمع رهباني كبير تحت أسم برية شيهيت " 8- عين شمس أو مدينة أون ؛وقد سماها اليونان بأسم "هليوبوليس " ورد ذكرها في سفر اشعياء (اشعياء 19 :18 ) وهي مدينة المطرية حاليا ؛وكانت قديما مركزا ضخما لعبادة الإله رع إله الشمس عند المصريين القدماء . ويوجد بها حاليا شجرة مريم ؛وهناك انبع الطفل يسوع عين ماء وشرب منه وباركه ؛ ثم غسلت العذراء ملابس الطفل وصبت الغسيل علي الأرض ؛فنبت نباتا عطريا ذو رائحة جميلة عرف بنبات البلسم أو البلسان . وفي طريق العودة مروا علي منطقة الزيتون وفي نفس المكان الذي يوجد به حاليا كنيسة العذراء بالزيتون .ثم بعدها توجهوا إلي :- 9- مدينة الفسطاط بمصر القديمة حيث سكنوا بالمغارة التي توجد حاليا تحت كنيسة أبو سرجة ؛ ويبلغ طولها حوالي 20 قدما وعرضها حوالي 15 قدما كما تناولت العائلة المقدسة من ثمار الأشجار الموحودة مكانها كنيسة المعلقة حاليا . 10- المعادي وفي نفس المكان المقام مكانه حاليا كنيسة السيد العذراء بالمعادي ؛وكانت قديما تعرف بكنيسةودير العذراء بالعدوية "ويقال أنها سيدة مغربية سكنت هذه المنطقة في القرن العاشر الميلادي ".ثم ركبوا من هناك مركبا وتوجهوا إلي 11- البهنسا بمركز بني سويف حاليا ؛وكانت تعرف بالمصري القديم بر –مز أي بيت الإله مز ؛ ثم سميت في العصر اليوناني ب"اوكسيرنكيس " (Oxyrhynchus )؛وكانت من أشهر الأسقفيات في العصر المسيحي . 12- منطقة جبل الطير بسمالوط ؛ ويروي ابو المكارم أنهم وهم في مركبة بالنيل كادت أن تسقط عليهم صخرة كبيرة من أعلي الجبل ؛ولكن الطفل يسوع مد يده ومنع الصخرة من السقوط ؛فأنطبع عليها كفه ؛وصار الجبل يعرف أيضا بجبل الكف ؛وقد قامت الملكة هيلانة ببناء كنيسة علي أسم السيدة العذراء كانت تعرف بكنيسة "سيدة الكف " ومكانها حاليا دير العذراء جبل الطير ؛وهذا الدير يؤمه سنويا الألوف من الزوار مسلمين وأقباطا بل وزوار أجانب في مواسم وأعياد العذراء 13- الأشمونين ؛وهي تقع علي بعد 300 كيلو من القاهرة ؛وكانت تعرف قديما بمدينة "خمنو" أي الثمانية وذلك بالنظر إلي عدد إلهتها الثمانية . 14- مدينة فيليس ( Philes ) وهي مدينةديروط الشريف حاليا 15- القوصية ومنها إلي ميرة ثم هربوا منها إلي 16- جبل قسقام : وفي نفس المكان المقام فيه حاليا دير السيدة العذراء الشهير بالمحرق ؛ولقد مكثت العائلة المقدسة في هذه البقعة أطول مدة قضتها في مصر كلها "حوالي 6 شهور و 10 أيام تقريبا " ومن هناك تلقي يوسف النجار الأمر الإلهي بالعودة مرة ثانية إلي فلسطبن لأنه قد مات الذين يريدون قتل الصبي . ويفتخر الأقباط أن هذا الدير بالذات قد وردت عنه نبؤة بالكتاب المقدس في سفر أشعياء حيث تقول النبوة "يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخومها ؛فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر "( أش19: 19 ؛20 ) . ,المذبح الذي في وسط أرض مصر هو مذبح دير المحرق . ويقال أن هذا المذبح يقع جغرافيا في منتصف أرض مصر تماما . ومن التقاليد المتوارثة عن رهبان دير المحرق أن هذا المذبح لا بد أن تقام عليه القداسات يوميا مهما كانت الظروف ؛ ولابد أن تقام الصلوات في هذا المذبح بالذات باللغة القبطية . ولقد كتب عن هذا الدير كثير من الرحالة والمؤرخين نذكر منهم أبو المكارم والمقريزي وفانسليب وعلي باشا مبارك ..... الخ . وبحسب التقليد القبطي أن العائلة المقدسة مرت علي المنطقة التي يوجد بها حاليا دير السيدة العذراء بجبل الدرنكة بأسيوط ؛ حيث يوجد بها المغارة التي سكنت بها العائلة المقدسة ؛ وهي أصلا محجر فرعوني قديم يرجع تاريخ بنائه إلي حوالي 250 سنة قبل الميلاد ؛ ولقد أسس الرهبنة في هذه المنطقة القديس يوحنا الأسيوطي في القرن الرابع الميلادي ؛ وله مغارة شهيرة تبعد عن دير الدرنكة بحوالي 250 متر تقريبا ؛ ولقد أشتهر رهبان هذه المنطقة بالمهارة الشديدة في الخط والنسخ .حتي عرف هذا الدير في كتب التاريخ بدير "كرفونة" أو ""أغرافونة " وهي كلمة يونانية معناها النساخة . وجاءت منها كلمة Graphy ومعناها "كتابة" باللغة الإنجليزية . وتوجد أماكن أخري يوجد بها تقليد شفوي حول مرور العائلة المقدسة بمنطقتها مثل كنيسة العذراء بحارة زويلة وكنيسة العذراء حارة الروم ولقد تم اكتشاف يردية أثرية ترجع إلي القرن الرابع الميلادي مكتوبة باللغة القبطية اللهجة الفيومية قامت جامعة كولونيا الألمانية بترجمتها ونشرها باللغة الألمانية عام 1997 ؛وأشرف علي تحقيق البردية مجموعة من كبار علماء القبطيات الألمان ؛ والبردية عبارة عن شريحتين عثر عليهما في مدينة الفيوم ؛ويبلغ طولها حوالي 31,5 سم ؛ ويبلغ عرضها حوالي 8,4 سم . والشيء الجميل في هذه البردية أنها قدمت أنشودة رائعة في حب مصر نذكر منها (كل أنواع الشجر التي في الفردوس سوف تزرع فيك " يا أرض مصر " ؛اثنا عشر شعاعا للشمس سوف ينير عليك ؛طفولة ابني سوف تكون فيك ثلاث سنين واحد عشر شهرا ) ولقد قام نيافة الحبر الجليل الانبا ديمتريوس أسقف ملوي والأشمونين بترجمة هذه البردية إلي اللغة العربية ونشرها في كتاب ضمن مطبوعات مطرانية ملوي . وتبقي كلمة أخيرة عن الاحتفالات الشعبية التي تقام في معظم هذه المزارات المقدسة ؛ ففي المعادي تقام السهرات الروحية في ليلة 1 يونية ؛ ونفس الأمر يتكرر في مسطرد وفي جبل الطير والمحرق والدرنكة ؛ويشارك في هذه الاحتفالات اجميع أفراد الشعب المصري تغمرهم سعادة كبيرة ببركة زيارة العائلة المقدسة لبلادنا المصرية ومن المدائح الشعبية الجميلة التي يسمعها زوار الأديرة خلال احتفالات عيد دخول أرض مصر هذه المديحة :- علي دير العدرا وديني اوفي ندري والرب راعيني يا مراكبي وديني للعدرا واعطيك من ندري شمعة توضعها في بيتك بركة علي دير العدرا وديني امدح فيك يا أم النور مهما يكون قلبي مكسور امدح فيك يا أم يسوع يا شفيعة كل الجموع ومكانك علي جبل مرفوع علي دير العدرا وديني في صيامك تخف الضيقات وتزيد النعمة مع البركات دي صلاتك أحلي الصلوات وطلباتك أحلي الطلبات |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة خاصة - خبرة أقدمها للجميع
فيض غنى النعمة ووافر السلام تنسكب سكيباً في قلوبنا جميعاً من الله أبينا بربنا يسوع المسيح في روح الحياة، الروح القدس، روح الشركة والمحبة المتدفقة بكل غنى، الذي يقدس أوانينا الخزفية ويطبع صورة المسيح الرب فينا حسب مسرة مشيئة الآب المعلنه لنا في الإنجيل...أكتب إليكم يا إخوتي خبرة صغيرة لعل أحد يتحسس موضوعه فيها، ليشعر بيد الله ويتلامس معه ويلتقيه في سر حبه العظيم، فيا إخوتي الأحباء، حينما نبحث عن الله بجدية ونقترب منه ونُناديه كأطفال صغار مُجهدين من مشقة مرار ألم الخطية ووجعها المؤلم الشديد المرار الذي نشعره في أنفسنا ونصرخ طالبين التحرر والفكاك منها، لأننا تعبنا جداً ونشتهي أن نتعرف على الله الحي الذي أعلن نفسه في ملء الزمان كطبيب للمرضى ومُقيم الساقطين ومُحيي الموتى، والذي تلامس معه الرسل ولمست هدب ثوبة نازفة الدم فشُفيت في الحال، وفرح به كثيرين وسمع صوته الجموع وشبعوا من يده، وفي كل هذا نجد أننا بحنين شديد ننجذب نحوه ونُريده بكل ما فينا من قوة برغبة جامحة تجتاح نفوسنا بشدة، وربما لا نعرف السبيل، ولكننا نُذهل تماماً حينما نجده هو من يلتقينا ويقرب إلينا ويشدنا بقوة إليه !!! عموماً - حسب خبرتي الصغيرة - حينما بدأت أشعر أن هناك حنين قوي في داخلي وشوقٍ جامح لله القدوس الحي، ولا أعلم من أين أتاني هذا الشعور القوي الدفين الذي ملك قلبي وتفكيري وأصبح ذات سلطان عليَّ، بل ويفوق كل إمكانياتي كلها، وجدت نفسي أبحث عن الله وأطلبه كطفل صغير مشتاق لوالديه جداً ولحضنهم الدافئ، شاعراً أني في نفسي، عن صدق وحق، لا أستحق أن يسمع أو يصغي لي إطلاقاً، ولكني وجدته هو من وجدني وليس أنا من وجدته: + فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود (إشعياء 6: 5)وإذ فرحت بلقاؤه المُحيي ووجدت فيه شفاء نفسي وأردت أن أكتب عن الحياة معه هو القدوس الحي، والشركة الحلوة معه لأقدمها للجميع حتى يتذوقوا نفس ذات الحلاوة، وأخذت أبحث عن الكلمات التي تليق وتُعَبَّر عن هذه الحقائق الإلهية الرائعة لكي أضعها في المنتدى وفي كل خدمة، وجدت أن الكلمات هي من وجدتني، وانتابني مخافة عظيمة تفوق إمكانياتي، مع فرح غامر يكاد أن يفجر قلبي الصغير ... ووجدت نفسي أدرك الاندهاش – مع المفارقة الشاسعة طبعاً – الذي أندهشه القديس يوحنا الرسول في رؤيته العظيمة، وأدركت كتابات الآباء التي كتبوها بروح الإلهام حسب خبرتهم الروحية وشعورهم بالحياة المقدسة مع الله، والذي قطفت وسأقطف من ثمارها كثيراً وأضعه لكم على صفحات المنتدى كل وقت لأن الله أعطاني الكثير والذي لم أكن أتصوره قط، وليس لي أن أحجبه لأنه ليس ملكي على الإطلاق، ولا أكتب لأني بعالم ولا مفكر أو لي قدرات خاصة أو بكوني أفضل من اي أحد قط، لأن ليس لي أن أفتخر إلا بكوني: [ الخاطي الذي أحبه يسوع ]... يا إخوتي في كنيسة الله الحي، شركاء المجد الذي للإله الواحد الحي الذي يلمسنا ويظل ينادي الجميع ليأتوا إليه ويغرفوا من دسم حلاوة نعمته ليشبعوا ويفرحوا، أن كل كلامنا عن الله ليس جزافاً وليس كلام قواميس وفهارس ومعاجم وعلوم وأفكار وفلسفات ولا دفاعيات وحوار وجدل، بل لابد من أن نشعره ونتحسس موضوعنا فيه فنحن في حاجة شديدة إليه وتذوق قوة حضوره المحيي للنفس، لأن الكلام عن الله من الخارج وبعيداً عنه هو إعلان عن وثن اخترعناه بتفكيرنا وعقلنا وفلسفاتنا الفانية، لأني أرى كثيرون يتحدثون عن الله الفكر والمعلومة والقاموس والجدل والتاريخ، مع أننا لا نتكلم عن الله من خارج الله، بل من داخل الله الثالوث القدوس، ننطق باسمه وبروحه، فالرسول يوحنا بل وكل الرسل، لو لم يشاهدوا المسيح الرب ويلتقوه في سرّ المحبة والتقوى ويلمسوه من جهة كلمة الحياة بالإيمان، ولم يتربوا عند قدميه وينالوا منه نعمة وإعلان، ما كانوا شهدوا عنه وقالوا نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا، لأن من يتكلم عن الله القاموس والفكر والمنطق والدفاع عن الحق والجدل مع الناس، فهو يتحدث من داخل قاموس وعلم موسوعي أو كتاب تاريخ، ولا يتكلم عن الله الحي الذي فيه يحيا برباط الصلح معه بدم الحمل رافع خطية العالم وموحدنا بشخصه ليدخلنا داخل الله فيكون لنا شركة حيه معه بالروح في الحق...فأشعروه معي يا إخوتي، وستجدونه قوة حياة تشدنا بقوة وتعبر بنا فوق كل ضعف الجسد وهوانه، ويصير لنا قوة شفاء وقيامة وسلام أبدي لا يزول... وأتحدى أحد يشده الله ولا ينسى نفسه بكل إخفاقتها وإمكانيتها الضعيفة وينسى كل تفكير ويعبر على كل شك بسهولة ويسقط أمامه كل ما يعيق تقدمه نحو الله، بل يطير قلبه بجناحي حمامة أي بروح الوداعة، إذ أن الروح القدس هو من يحملنا بجناحي نار الحب، الذي يمسنا بها فيلهبنا ويشعل قلوبنا ناراً فنشعر بدفئ حب سماوي يشملنا يفوق كل طاقتنا، فننطلق نحو الله بلا عائق أو مانع، لأن كل الموانع تذوب وترفع أعاقة النفس؛ لأن الداعي هو الله، والذي يشد هو رب المجد يسوع، والذي يرفع هو الروح القدس الرب المحيي وحقاً نطق الرسول بالصدق والحق: [ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع ابنه يسوع المسيح ] (1يوحنا 1: 3) يا إخوتي أخبركم بكل هذا لكي تنظروا حياتكم في المسيح الرب وتدخلوا في شركة حقيقية مع الله والقديسين مرتبطين بأشد الوثق بالله الحي ليكون لكم فرح كامل مع كنيسة الله المقدسة في المسيح الرب مجداً وإكراماً للثالوث القدوس الواحد في الجوهر المخوف المملوء مجداً آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلاسل الشيطان أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: إن كل مَنْ يعمل الخطية هو عبد للخطية.. (ولكن) إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا ( يو8) ما أكثر القيود التي يربط بها الشيطان ضحاياه، وما أكثر تنوعها! وفي الحقيقة أقسى السلاسل وأصعبها، هي التي بدون صوت، ولذلك فإن الضحية لا تشعر بها، ولا تسمع صوتها. كانت سلسلة قايين "الحَسَد". فهو لم يستطع أن يحتمل رؤية أخيه هابيل مقبولاً أمام الله بدون أي مجهود، ورغم أنه لم يتعب ويعمل مثله. وكانت سلسلة بلعام «أجرة الإثم» التي أوقعت نفسه في حبائلها. كان مشتاقًا أن يموت "موت الأبرار"، ولكنه لم يرغب في أن يعيش حياة الأبرار التي تقتضي كسر القيود التي أحبها كثيرًا. وهكذا هلك بدون رجاء. أما هيرودس، فكانت "الشهوة" هي القيد الذي ربط نفسه وكبَّلها، مع أن عمل الضمير في حياته كان عميقًا حتى أنه «كان يَهَاب يوحنا عالمًا أنه رجلٌ بارٌ وقديس، وكان يحفظه، وإذ سمعه، فَعَل كثيرًا، وسمعه بسرور» ( مر 6: 20 ) وقد بدا لفترة وكأنه أطاع صوت ضميره، ولكن السلسلة التي قيدت نفسه بقوة وبلا صوت، كانت قوية جدًا حتى أنه لم يرغب في كسرها. وكانت النتيجة أنه قطع رأس يوحنا المعمدان لكي يُسرّ امرأة فاسدة. يا له من أمر مُظلم ومُحزن للقلب! ويهوذا الإسخريوطي أحب المال؛ وكان "الطمع" هو السلسلة التي بلا صوت التي ربطت قلبه. وقد ازداد تعلقًا بالمال إلى أن ذهب «ابن الهلاك» إلى مكانه. وبالنسبة للرئيس الشاب الذي أحبه الرب، كانت ممتلكاته هي التي ربطت قلبه بمشهد هذا العالم، إلى أن وضع الرب يسوع إصبعه على السلسلة، وكانت النتيجة أنه : (مضى حزينًا لأنه كان ذا أموالٍ كثيرة) أما بالنسبة لفيلكس، فكان "التأجيل والتسويف" هو السلسلة التي قيدت نفسه . أما شاول الطرسوسي فكانت السلسلة هي "بره الذاتي".. وهكذا. ونظرًا لشدة التصاق هذه السلاسل بالقلب، فإن الشخص المُقيد لا يشعر بها، إلى أن يتدخل الرب في رحمته، وحينئذ يشعر بكل شيء. فهل هناك ـ أيها القارئ العزيز ـ بعض السلاسل عديمة الصوت تقيِّدك؟ إن الرب يسوع يستطيع أن يقطع القيود والسلاسل التي تربط قلبك، فتكون مثل الحبال التي كانت على ذراعي شمشون، وتصبح كالكتان الذي أُحرق بالنار ( قض 15: 14 ). اطلب منه التحرير، وهو سيُحررك "صَغِيرٌ أَنَا وَحَقِيرٌ، أَمَّا وَصَايَاكَ فَلَمْ أَنْسَهَا" (سفر المزامير 119: 141) "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 7) "ضَلَلْتُ مِثْلَ الخَرُف الْضَال، فاطْلُبْ عَبْدَكَ، لأَنِّي لِوَصَايَاكَ لَمْ أَنْسَ" (سفر المزامير 119: 176) "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ" |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطة الشيطان - الجزء الأول
http://www.peregabriel.com/gm/albums...jack-chick.gif ثق ياحبيبي ان السيد المسيح الذي انكرته مازال يحبك ويطلبك والكنيسة التي جحدتها مازالت تذرف الدمع عليك مرارا، ولاتكف عن الصلاة من أجلك .. فقط ارجوك ان تطيل اناتك علي حسبما يعيد قارب حياتك اتزانه، ويدير اتجاهه من نار الجحيم الي شاطيء الأبديه.. وحيث اننا صرنا كره في ملعب الشياطين فأرجو ان تساعدني لكي مانكشف معا النقاب عن لعبة الشياطين الثلاث: اولا:الشيطان المدبر ثانيا:الشيطان المشعلل ثالثا:الشيطان المسلسل اولا - الشيطان المدبر ياصديقي.. لقد دبر لك الشيطان كل أمور سقوطك..اليس كذلك..؟ حقا أن مملكة الشياطين مملكة منظمة جدا ومرتبه ومتعاونة..لا تكف عن شن الحروب علي أولاد الله، يبدأ الشيطان المدبر مع معاونية وجنوده في ارسال طلائع الاستطلاع ليحدد الهدف جيدا ويدرسه من جميع جوانبه واتجاهاته، كما يدرس أرض المعركة المتسعة التي تشمل أماكن السكن والعمل والدراسه حتي سبل المواصلات. دعنا ياصديقي نتحدث عن هذه الأمور بشيء من الاختصار اولا:مملكة الشيطان: مملكة الشيطان بأعدادها الغفيرة وقوتها الرهيبة تتمتع بنظام قوي محكم، وتنسيق كامل في العمل وتعاون مع سرعه في الحركة والانتشار وخبره الاف السنين في القتال والصبر وطول الاناة. ومنذ ان سقطت هذه المملكة من السماء وهي تقاوم أعمال الله ولن تكف الا في اليوم الاخير http://www.peregabriel.com/gm/albums...51ccd81187.jpg حين يطرح ابليس وكل جنوده مع أعوانه في بحيرة النار والكبريت. الا تذكرون موسي عندما عبر بشعب الله البحر الاحمر وقد غرق فرعون وكل جنوده ومركباته.. هل انتهي الامر عند هذا الحد ؟ لقد ظهر الشيطان في شكل عماليق يهجم علي شعب الله ويريد ابادته. لم يكن لبنو اسرائيل درايه بالحروب فهو شعب طال استعباده واذلاله فكيف يصد هجوم عمالقه؟ وماذا تفعل يا موسي الا أن ترفع يديك لاله السماء وبالصليب تنال النصرة ومازال الموقف يتكرر يوما فيوما " للرب حرب مع عماليق من دور فدور". ويصف قداسه البابا شنوده في كتاب حروب الشياطين، الشيطان بانه: قتال، لا يهدأ، قوي (بالسقوط فقد مرتبته ولم يفقد قوته)، ذكي صاحب حيله، كذاب وابو كذاب ، لحوح ، مشتكي ، كثير المواهب ، قاس لايرحم، خبيث في تظاهره بالعطف علي الانسان، حسود، نهاز فرص، غير مخلص وغير امين. فلن تخلص نفس منه الابقوة الله، لهذا يبذل الشيطان قصاري جهده في الضربه الأولي لك "فصل النفس عن الله"، فان نجح في ضربته الأولي هذه حينئذ يقوي علي النفس بسهولة ويقتنصها له. لذا لابد من التركيز في الالتصاق بالله الذي يحميها ويعبر بها كل المخاطر والمعارك الي الابديه السعيده. ثانيا: طلائع الاستطلاع : يبدأ الشيطان المدبر عمله بتحديد الفريسه، ويرسل جنوده لمراقبه جميع تصرفات هذه النفس ماضيها وحاضرها قوتها واسبابها ضعفاتها وسقطاتها اشتياقاتها وشهواتها صلواتها واصوامها طباعها ميولها ..... الخ وعندما تكتمل كل المعلومات والبيانات يعقد الشيطان المدبر جلسة خاصة مع جنوده للمداولة، ووضع الخطة المحكمة للنفس وترتيب كافه الضمانات حتي لاتفلت الفريسة. فاذا ما احست الفريسه ما لاتحمد عقباهوتنبهت الي طريق الهلاك الذي تسير فيه فتصرخ الي الله الذي يرسل ملائكته يكسرون الفخاخ وينقذون الفريسة ... لاتتصور ياصديقي مدي حزن الشيطان حتي صوره البعض مثل انسان جلس يلطم علي وجهه وينتف شعر لحيته ويندب حظه العاثر ويبكي فشله الذريع. ومع ذلك فهو لاييأس بل لديه الخطط البديلة فهوليس لديه اي مشكله غير الاستنجاد بالمعونة الالهية: ومن ضمن الفرص التي ينتهزها هذا القتال : 1- الجوع العاطفي : عندما يكتشف الجوع العاطفي عند الفريسة يهيء امامها الظروف التي تغريها وتجذبها بعيدا بعيدا عن الحضرة الالهية. ويسأل النفس المسكينة ماذا تطلبين ايتها النفس الجائعه؟ هلتطلبين الكلمات الحلوة الناعمة التي تشعل العاطفة. مااكثرها انني سانطلق بها علي لسان الطرف الاخر كما نطقت بها في القديم علي لسان الحية واسقطت حواء ... هل تريدين لمسات لطيفة التي تلهب العاطفة ؟ايضا لن ابخل عليك مادمت تسمع لكلامي هل تحبين الجمال، في سلطاني ان اصور لك القردغزالا والاسد حملا الا تعلمين انني استطيع ان اظهر في شكل ملاك نوراني وهكذا يظل الشيطان يتسامر مع النفس وينتقل بها من مرحلة الي اخري حتي نهاية المطاف. وبحكمه بالغة، لايعطيها كل ماتشتهيه دفعة واحده.. لكنه يستمر في تجويعها ولايلقي بها الا الفتات لضمان استمرارها معه. والجوع العاطفي لايتوقف علي حاله الانسان الاجتماعية ان كان اعزبا او متزوجا فكثيرون من المتزوجين يصطادهم الشيطان بشباك العاطفة. علاج الجوع العاطفي باختصار شديد: - احضان الحب الالهي: لايجعلك تشعر بجوع عاطفي بل حاله من الشبع - احضان الاسرة : الاسرة عامل امان ضد الضياع، وجلوس افراد الاسرة معا تضفي السعادة والدفء وتطعن السريه واخفاء الامور - احضان الكنيسة: نتفاعل مع الصلوات والالحان والطقوس والاصوام ونشارك في الخدمة ... الخ 2 الاحتياج المادي : يستغل الشيطان الاحتياج المادي للشباب والشابات والاسرة، يوجد فرق بين الاحتياج المادي للشباب والاسرة. فالشاب احتياجه ناتج عن ضعف او انعدام الامكانات وعدم وجود مصدر للدخل. فبعد ان ينتهي من دراسته فلا يجدعملا يناسبه الا بعد سنوات طويلة وحتي بعد ان يجده عليه ان يتصدي للمعادله الصعبة اذ كيف يجد سكن بالاف وهو راتبه بالجنيهات. اما احتياج الاسرة يمكن ان يكون بسبب سوء تصرف احد الطرفين. ويستغل الشيطان العوز المادي لأولاد الله، بان يقدم لهم حلولا غير مرضيه للرب، كما نسمع عن اولاد الكنيسه وهروبهم مع اشخاص غير مسيحيين بسبب العوز العاطفي او المادي وقد لاتعاني هذه النفوس من الجوع العاطفي او المادي ولكن تعيش في جو اسري غير مستقر يضطرها للهروب. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطة الشيطان - الجزء لثاني http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_ad2.jpg في الجزء الأول تكلمنا عن الشيطان المدبر الذي يرمي شباكه حول الفريسه حتي تقع في يده، بدراسه حياتها ودخولها وخروجها وكل شيءعنها. ثم يبدأ في كيفيه اقتناصها وما الطريقه المناسبه التي تصلح لكل شخصعلي حدي. وتكلمنا ايضا ماهي انواع السهام الملتهبه التي يستخدمها في اقتناص الفريسه، ومن امثلتها العوز العاطفي والمادي. وبانتهاء هذه المرحله نكون قد تكلمنا عن الشيطان المدبر. في هذا الجزء سوف نتكلم عن الشيطان المشعلل: يبدأ الشيطان في اشعال النار في فكر تلك النفس المسكينة التي بدأت طريق السقوط بالفعل ويصحبونها في زفه شيطانية صاخبة تصم الأذان وتفقدها القدرة علي الاتزان وكم تكون فرحته بهذه العروس البلهاء. وفي اثناء هذا الضجيج قد يتحرك روح الله داخل تلك النفس ويحرضها علي ترك كل شيء والهروب الي مساكن النور، ولكن تلك النفس المتجبرة تسكت هذا الصوت ولا تعطيه اذان صاغية .. ولايعطيها الشيطان الفرصه علي الهروب ويظل ينفخ في النار ويسكب الوقود عليها بغزارة حتي تشتعل النيران اكثر فاكثر. ومن امثلة الوقود الشيطانية مايلي: 1- وقودالسرية يبذل الشيطان قصاري جهده لكي يقنع الفريسة بالاحتفاظ بالسرية وانها لم تعد صغيرة تحتاج الي ارشادات ونصائح الغير بل اصبحت كبيرة ومسئوله عن نفسها. وبعد ان يشوه صور المحيطين بها من اهلها واقاربها والذين يخافون عليها. يسألها لمن سوف تبوحين بسرك ؟؟؟ هل لأبيك ؟ كلا انه قاسي لايحب الا نفسه ولايبحث الا عن راحته. ويستمر في تشويه صورة الأب .. فاذن ليس من الحكمة ياحبيبتي ان تطلعيه علي سرك الدفين ... هل تقولي لأمك انها؟؟ ام رجعية تعيش في هذا الجيل بافكار ومباديء الجيل الماضي ولاتدرك روح العصر. كم هي متزمته ولاتحترم الحريه الشخصية انظري اليها يا حبيبتي لقد انحنت بفعل سنين الانغلاق والنطواء. هل للأب الكاهن؟؟ كلا والف كلا .. فهو لن يحس بأحاسيسك ولن يشعر بمشاعرك انه متجمد من كثرة ما عبر عليه من مشاكل ومتاعب الشعب ثم انه دائما مشغول .. وماذا سوف يقول لك غير صلي يا ابنتي.. او يرسل لك احدي الخدمات لتلاحقك ولن تحصدي غير الملل والضجر. رغم ان الفريسه تقتنع بنظرة الشيطان المشعلل وتحاول جاهدة الاحتفاظ بالسرية .. لكن الدنيا علي رغم اتساعها فهي صغيرة والاخبار سريعه الانتشار والرائحه لابد ان تفوح لتدل علي مكان الجريمة. 2- وقود التعمية تأثير هذا الوقود خطير جدا علي الفريسة .. فهو يفقدها الرؤيا الصحيحه والفكر يصبح مظلم و مضطربا ولا تعد تنظر الا في اتجاه واحد فقط وهو طريق الهلاك. واحسرتاه اين التمييز والحكمة والفهم والادراك ؟ لماذا تشبهت بالحيوان فصرت مثل ثور عصب الجزار عينيه لكيما يقوده الي الذبح. الي اين تسيرين ايتها المسكينة ؟؟ ومثال علي ذلك: طالبة من اسرة ميسورة الحال الاب والام يكرسان كل وقتهما الي اولادهما البنت والولد. وكان طالب غير مسيحي يأخذ درس مع الابنة وتولدت بينهم عاطفة غير مقدسة وجاءت البنت لتحكي الي اب اعترافها. فجلس معها اب الاعتراف وقت طويل يشرح لها ان ذلك ليس حبا ولكنه ذاتية وانانية. لأن الحب يبني ويطلب فائده الغير اما هذا الشخص فيريد فقط ان يمتع نفسه هو ولا يهتم بسمعتك. فهي علاقه تهدم نفسك وبيتك واسرتك وابديتك ايضا. انه فقط يريد ان ينهش في جسدك ويهيج مشاعرك واحاسيسك فلا تجدين الراحه .. اليس كذلك؟ استراحت الابنة لكلام ابونا الذي كشف لها الواقع وانه لاتوجد نفس تنكر مسيحها وتطرح صليبها وتجد راحه ابدا في حياتها. الست تري معي ايها القاريء ان مصارحتها لأب الاعتراف ولم تستخدم وقود السريه انقذها من مخالب الشيطان ... 3- وقود قلب الحقيقة : عندما يستعمل الشيطان هذا الوقود علي الفريسه تنقلب فينظرها كل الموازين، المحبون والمخلصون يظهرون اعداء و خونة اما المتأمرون فهم الأحباء المخلصون. وعندما تنقلب الموازين يصبح نظرة النفس سوداوية فالعلاقه مع الكنيسة والاسرة صارت منفرة والمنزل اصبح سجنا 4- وقود فقد التوازن : يسكب الشيطان هذا الوقود في صورة كلمات مديح واطراء ونظرات تشجيع وتظن النفس انها اصبحت شيئا عظيما ترتفع وترتفع وتطير وراء السراب وبينما هي منهمكه في الطيران والارتفاع تفقد اتزانها وتدخل في مرحلة التوهان. وقد تحاول هذا امام الناس بان تصير اجتماعية وتتحدث كثيرا وكأنها صاحبة قكر ولكن امام ذاتها فهي مشوشه تماما ولم تعد قادرة علي التمييز بين الحقيقة والسراب. يصف ابونا لوقا سيداروس هذه المرحله فيقول: تتعرض النفس البشريه لحروب ضارية تحاول ان تهلكها وفي احيان كثيرة تكون النفس علي حافة الهلاك اذ تكون وقعت فعلا في فخ ابليس واقتناصها لارادته وتكون هذه النفوس في خطر فقد ابتلعت بالكامل وباعت نفسها للشر والتعامل معها كالمجنون اخرس واعمي .. هذا هو الحال لمن يسقطون في فخ شهوات الجسد ويرتبطون بعلاقات جسدية في خطية الدنس .. وتشعر هذه النفوس انها مقيدة برباطات اقوي منها وتفقد حريتها واخيرا تبيع ايمانها وتجحد مسيحها. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليبُ طَريقُ القِيامَة المطران بطرس مراياتي في مساء يوم الأحد، أحد قيامته، جاء يسوع ووقف بين تلاميذه "وأراهم يدَيه وجنبه ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الربّ" (يو 20/19-20). هكذا يصف لنا يوحنّا الرسول ترائي يسوع. وكأنّي به يجعل من جروحات المسيح دليلاً إلى حقيقة شخصيّته. فهو المسيح المصلوب الذي قام من بين الأموات وليس غيره. ويذكر يوحنّا أنّ توما أحد الاثني عشر لم يكن معهم حين جاء يسوع. فقال له سائر التلاميذ: "رأينا الربّ". فقال لهم: "إذا لم أُبصر أثر المسمارَين في يدَيه، وأضع إصبعي في مكان المسمارَين، ويدي في جنبه، لن أؤمن". كان توما من أولئك الأشخاص الذين لا يؤمنون من دون أن يروا أو يلمسوا. وقد أصبحت جروحات المسيح، بالنسبة إليه، علامات فارقة. فإن قام حقّاً، ولم تكن الترائيات ضرباً من الهذيان، فليكن كلام الفصل لآثار المسامير في يدَيه ورجلَيه والحربة في جنبه. وهكذا كان. فجاء يسوع بعد ثمانية أيّام ووقف بين التلاميذ وقال لتوما: "هاتِ إصبعك إلى هنا فانظرْ يدَيّ، وهاتِ يدك فضعها في جنبي، ولا تكُنْ غير مؤمن بل كُنْ مؤمناً". فأجابه توما: "ربّي وإلهي". لقد عرف توما يسوعَ وآمن بقيامته من خلال آثار جروحات الصلب وطعنة الحربة. ويذكر لوقا الإنجيليّ أنّ يسوع قال للتلاميذ لمّا تراءى لهم: "ما بالكم مضطربين، ولِمَ ثارت الشكوك في قلوبكم؟ انظروا إلى يدَيّ ورجلَيّ. أنا هو بنَفْسي. المسوني وانظروا، فإنّ الروح ليس له لحم ولا عظم كما ترون لي". قال هذا وأراهم يدَيه ورجلَيه" (لو 24/38-40). ولم ينسَ يوحنّا الحبيب هذا المشهد. ولذلك نراه قد سجّله في رسالته الأُولى بقوله: "ذاك الذي كان منذ البدء، ذاك الذي سمعناه، ذاك الذي رأيناه بعينَينا، ذاك الذي تأمّلناه ولمسته يدانا... نبشّركم به..". (1يو 1/1-3). من الآلام إلى المجد لم تلغِ القيامة جروح المسيح، بل بقي جسده موسوماً بها ليؤكّد أنّ "المحبّة أقوى من الموت". كما أنّ آثار المسامير، وطعنة الحربة لم تشوّه منظره، بل جعلته أكثر إشراقاً. حتّى إنّ أحد اللاهوتيّين يشبّه هذه السمات "بالأوسمة التي زيّنت جسده بعد انتصاره على الخطيئة والشرّ". وسيحمل الفادي جراحه إلى السماء لأنّها هي التي ستكون أبلغ شاهد لشفاعته لدى الله الآب من أجل الخطأة. كما جاء على لسان بطرس الرسول: "هو الذي حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن خطايانا فنحيا للبِرّ. وهو الذي بجراحه شفيتم" (1بط 2/24). ومرّة أُخرى سيحمل السيّد المسيح معه جراحه يوم الدينونة العظيم، الذي فيه يأتي ليدين الأحياء والأموات ويجازي كلّ واحد بحسب أعماله! وقد أطلق الفنّانون العنان لمخيّلاتهم في رسم صُوَر المسيح الديّان العادل. فنجد في جميع لوحاتهم آثار الجروح في يدَيه وجنبه تأكيداً لهذه الحقيقة اللاهوتيَّة: إنّه لولا العذاب لما كان الفداء، ولولا إكليل الشوك لما كان إكليل المجد. فبهذه السمات سيُعرف المصلوب القائم عن يمين الآب في السماء، والممجَّد من سائر الملائكة السماويّين. وسماته هذه لن تكون الشاهدة على قسوة الإنسان، بقدر ما تكون الشهادة على أنّ يسوع، من خلال الألم والمعاناة، قد حقّق الخلاص والفداء، وأقام البَشَريَّة إلى حيـاة جديدة. وهكذا، شرح المسيح نَفْسه حقيقة هذا الأمر لمّا قال لتلميذَي عمّاوس: "يا قليلَي الفَهم وبطيئَي القلب عن الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء. أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟" (لو 24/25-26). ومثلما دخل يسوع بآلامه إلى المجد، هكذا كان نصيب رُسُله من هذه الآلام التي أصبحت دالّتهم لدخولهم، هم أيضاً، إلى المجد السماويّ. "فما كان الخادم أعظم من سيّده" (يو 15/20). ولا يزال نصيب الآلام، حتّى يومنا هذا، طريق المؤمن إلى ملكوت السماوات. "لأنّنا إذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده أيضاً" (روم 8/17). فكم من الجروحات نعاني، الجسديَّة منها والنَفْسيَّة، المادّيَّة منها والمعنويَّة، حتّى من أقرب الأقرباء وأعزّ الأصدقاء؟!.. فهذا يجرحنا في كرامتنا وذاك يؤذينا في عملنا، وهذا يعيبنا في غيابنا وذاك يشوّه سمعتنا، وهذا ينسى معروفنا وذاك يفرّق بيننا، وهذا يسلب أموالنا وذاك ينكر علينا حقّنا.. فالعين تدمع والقلب يدمى والأعصاب تنهار والجسم يتداعى.. نحن أيضاً سنحمل معنا إلى يوم الدِين جميع هذه الجروحات وسيعرفنا الله من خلالها. "أرني جراحك"، سيقول لنا الربّ الديّان. وسننال المكافأة إذا كنّا حوّلنا ما حلّ بنا إلى ينابيع نُور وصبر ومسامحة وتكفير. لم يأتِ المسيح لينهي الألم ويزيل الجروح، بل جاء ليعلّمنا كيف نتغلّب على الألم ونجعل منه طريقاً إلى الملكوت. وكيف نداوي الجراح بزيت الغفران وبلسم المحبّة. كما يقول بطرس الرسول: "فلهذا دُعيتم، فقد تألّم المسيح أيضاً من أجلكم وترك لكم مثالاً لتقتفوا آثاره" (1بط 2/21). والأثرُ الأكبر الذي تركه لنا محبّتُه الكُبرى التي أوصلته إلى بذل ذاته على الصليب. وقد طلب إلينا أن يحبّ بعضنا بعضاً، كما أحبّنا هو، لننتقل معه من الموت إلى الحياة. يوضح ذلك القدِّيس يوحنّا في رسالته الأُولى قائلاً: " نحن نعلم أنّنا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأنّنا نُحبّ إخوتنا. مَن لا يحبّ بقي رهن الموت" (1يو 3/14). من الحزن إلى الفرح ما يشدّ الانتباه في حادثة ظهور يسوع لتلاميذه أنّهم فرحوا لمشاهدته بعد أن أراهم يدَيه وجنبه. فلم يكن فرحهم بخبر القيامة بقدر ما كان الفرح بشخص القائم من بين الأموات الحامل علامات الصليب. وهذه إشارة إلى أنّ العذاب ليس طريق المجد وحسب، بل هو أيضاً طريق الفرح إذا ارتضيناه مع المسيح ومن أجله. كما أنّ الرُسُل انصرفوا من المجلس فرحين بأنّهم وُجدوا أهلاً لأن يُهانوا من أجل اسم يسوع (رُسُل 5/41). يدعو بطرس الرسول إلى فرح الاشتراك في عذابات المسيح: "افرحوا بقدر ما تشاركون المسيح في آلامه حتّى إذا تجلّىكنتم في فرح وابتهاج" (1بط 4/13). ويعبّر بولس الرسول عن فرحه بالعذابات التي يتحمّلها: "يسرّني الآن ما أعاني لأجلكم فأتمّ في جسدي ما نقص من شدائد المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة" (قول 1/24)، "قد امتلأت بالعزاء وفاض قلبي فرحاً في شدائدنا كلّها" (2قور 7/4). ويُشيد بولس أيضاً بكنائس مَقْدونِيَة التي "مع كثرة الشدائد التي امتحنوا بها قد فاض فرحهم العظيم" (2قور 8/2). وقد أنبأ السيّد المسيح بهذا الفرح الناتج من العذاب لمّا قال لتلاميذه في أثناء العشاء الأخير: "الحقّ الحقّ أقول لكم: ستبكون وتنتحبون، وأمّا العالَم فيفرح. ستحزنون، ولكنّ حزنكم سينقلب فرحاً. إنّ المرأة تحزن عندما تلِد لأنّ ساعتها حانت. فإذا وضعت الطفل لا تذكر شدّتها بعد ذلك لفرحها بأنْ قد وُلِدَ إنسان في العالَم. فأنتم أيضاً تحزنون الآن ولكنّي سأعود فأراكم فتفرح قلوبكم وما من أحد يسلبكم هذا الفرح" (يو 16/20-22). عندما يُطلب إلى المؤمن أن يفرح، حتّى في عذاباته، لا يعني ذلك إنكار الإحساس البَشَريّ والشعور الإنسانيّ، أو الاستكانة الراضخة لصروف الدَهر وأنواء القدر، أو التلذّذ المرضيّ بالألم والتعبّد الخاطئ بإذلال الجسد. إنّما الفرح في العذاب عند المؤمن يأتي من التسامي فوق الألم، فلا يرزح تحت وطأته، بل يجعله باباً للدخول في المجد السماويّ فإنّ "آلام الزمن الحاضر لا تعادل المجد الذي سيتجلّى فينا" (روم 8/18). ويفرح المسيحيّ في عذاباته لأنّه يتمثّل بالمسيح الذي تحمّل الآلام والصليب. فمَن لا يحمل صليبه كلّ يوم ويتبعه ليس أهلاً له (متّى 10/38). ومَن يتشبّه به لا بدّ من أن يقوم معه لحياة خالدة، كما يقول بولس الرسول: "فأتمثّل به في موته، لعلّي أبلغ القيامة من بين الأموات" (فل 3/10-11). كما أنّ الفرح في العذاب ينتج من قناعة المؤمن بأنّ الله يمتحن إيمانه كما يُمتحن الذهب في النار. فيظلّ على يقين بالفوز بالخلاص، ممّا يجلب له فرحاً لا يوصف هو مقدّمة فرح المجد الأبديّ (1بط 1/3-9) "فأنتم تعلمون أنّ امتحان إيمانكم يلد الثبات، وليكن الثبات فعّالاً على وجه كامل، لتكونوا كاملين سالمين لا نقصَ فيكم" (يع 1/3 و4). من الخوف إلى السلام أمّا الأمر اللافت الثاني في ظهورات يسوع لتلاميذه بعد قيامته أنّه يُبادرهم بالسلام: "السلام عليكم". ثلاث مرّات منح يسوع سلامه. وإذا أمعنّا في الدراسة في إنجيل يوحنّا نجد أنّ حضور يسوع، في حدّ ذاته، ينبوع السلام وجوهره. فعندما يخيّم الحزن على التلاميذ في أثناء العشاء السرّيّ بسبب قرب فراق معلَّمهم، يسكّن يسوع روعَهم بقوله: "السلام أستودعكم وسلامي أمنحكم" (يو 14/27). وبعد موته ودفنه، عندما يسيطر عليهم الخوف ويختبئون في دار ويغلقون الأبواب خشيةً من اليهود.. ها هو يحضر بينهم ليهدّأ اضطرابهم، وينفخ فيهم روحه القُدّوس، ويعطيهم السلطان على غفران الخطايا. "السلام عليكم". تحيَّة ردّدها يسوع أكثر من مرّة ليعلّمنا أنّنا بالسلام نستطيع أن نقهر الشرّ ونمحو الخوف ونـزرع الوفاق. قولوا: "السلام عليكم".. قولوها لكلّ قريب وبعيد..... قولوها مع المسيح القائم من بين الأموات. "وأيّ بيت دخلتم، فقولوا أوّلاً: السلام على هذا البيت. فإن كان فيه ابن سلام، فسلامكم يحلّ به، وإلاّ عاد إليكم" (لو 10/5 و6)، كما أرشدنا السيّد المسيح. خاتمة ودعاء قد يتساءل بعضكم: كيف نتداول معاني الفرح والسلام.. ونحن نعيش في ظروف لا فرحَ فيها ولا سلام؟!.. كيف نفرح.. وأطفالٌ في العراق وفلسطين لا يعرفون في هذه الأيّام طعم العيد؟! كيف نتحدّث عن السلام.. ولا تزال أبواب كنائسنا في العراق وفلسطين موصدةً يحاصرها الغزاة والمحتلّون؟! مَن لا يشعر بالأسى العميق، لدى مشاهدته مظاهر القتل والتهجير والتدمير، التي توقعها الأسلحة الفتّاكة بالناس الذين خلقهم الله لينعموا، في دنياهم، بالعيش الكريم والطمأنينة والسلام؟! ومَن لا يتألّم عندما يرى، عبر وسائل الإعلام المرئيَّة، أولاداً وشبّاناً بترت القنابل المُحرِقة بعضاً من أعضائهم، فحُكم عليهم بأن يعيشوا معاقين ما امتدّت أعمارهم؟! ومَن لا يتأثّر لبكاء الأُمّهات ونحيب الأرامل، وقد فقدنَ أطفالاً ورجالاً، ودُمّرت منازلهنّ فوق رؤوسهنّ.. والعـالَم ينظر وما من مكترث، ودعاة السلام يستنكرون وما من مجيب؟! لن تكون للحقد ولا للعنف ولا للدماء والموت الكلمة الأخيرة.. إنّنا نريد في هذه الأوضاع الخاصّة أن نـزفّ إلى كلّ مَن يعيش في المحنة رسالة القيامة. فالفرح يولد في الشدّة، والسلام يحلّ في أوقات المِحن، مثلما أنّ النُور وُلِدَ من جوف القبر، والحياة انتصرت على الموت، والأمل غلب الألم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رفع الصليب الداخلي للقديس ثيوفان الحبيس إننا مقيمون التذكار المجيد لرفع صليب ربنا المقدس المحيي . يعرف الجميع لماذا لزم رفعه وكيف تم ذلك ولأي هدف تعيّد له الكنيسة المسيحية بهذا القدر من الإجلال تذكرن ذلك كله : بعد أن أُنزل ربًنا يسوع المسيح عن الصليب ووضع في القبر بقي الصليب المعطي الحياة عند الجلجلة ثم رمي مع الصليبين الآخرين في جبّ عميق جدا من موضع الصلب ومع الوقت امتلأ هذا المكان من شتى النفايات ونسي . وعندما اهتدى قسطنطين الكبير إلى المسيحية عزمت هيلانه أمه في قلبها بناء كنيسة القيامة في موضع القيامة نفسه تم العثور على صليب مخلصنا بإرشاد الهي خاصّ . ورغب الجمهور الغفير الذي حضر في مشاهده الصليب . وأمرت الملكة بالنزول عند رغبة الشعب فرفعه رئيس الكهنة وأراه للجميع . وحادثة إعلاء الصليب أو رفه تتويجا للإعمال السابقة, هي لم يزل يُعيد له وفق رسم الكنيسة المقدسة كعلامة لرحمه الله الخاصّة على كنيسته المقدسة. فلنشكر الله على عنايته بنا ولنتعلم في الوقت نفسه ما يفترضه علينا هذا الأمر من الواجبات. تذكرن أن كلا منا له صليب عليه أن يحمله استجابةً لدعوه الله إلى إتباعه وينبغي أن يُصلب عليه شأن المسيح نفسه بحسب المثل الذي يعطيه الرسول (بولس 20:2) " مع المسيح صلبت فلا أحيا أنا بل المسيح يحيا فيّ " . بواسطة عزم متحمس على العيش بحسب روح الله . وهو مكّون من استعدادات قلبية مختلفة , تنشا وتجري في الحياة المسيحية وكما أن خلاص العالم هو بصليب الإله كذلك خلاصنا بانصلابنا على صليبنا الخاص . لكن كما رمي صليب ربنا الواهب الحياة في حفرة وطمر بالنفايات , كذلك يمكننا أن ننبذ صليبنا ونغطيه بإهمالنا وعدم اكتراثنا . إذاك نُلقي أنفسنا لا بين الخالصين بل بين الهالكين . من هنا علينا أن نفهم جيدا ماهية صلينا لكي نتعلم علم اليقين إن كان منتصبا في قلبنا شامخا أو مقصيا عنه مرميا وان كنا نتبع المسيح بصليبنا أو قد خرجنا عن هذه الطريق ونفضنا عنا نير المسيح الصالح وبتنا نهيم على وجهنا غير عالمين إلى أين ولا إلامَ نسعى . البنية الخارجية للصليب الداخلي : سوف أوضح بنيه صليبنا الداخلي ولا سيما كيف يتصل بحياتكن الروحية يا أخواتي اللواتي قدر الله لي أن أعيد معكن لرفع صليبه الكريم اليوم وإن صليبكن الصليب ألرهباني لشبيه بالصلبان المسيحية العادية إلا أن له بنيه خاصة وبعض الميزات الخاصة في بعض أجزائه . لئن كان أثقل بقليل أو بكثير إلا انه لهذا السبب عينه أوفر ثمرا . وإذا كانت الحياة من شجره الصليب تصدر عامه فإن مجاري الحياة الغزيرة من تحت الصليب ألرهباني . لن أتبسط طويلا في الشرح وإنما اكتفي بالاشاره إلى تلك المشاعر والاستعدادات التي من دونها لا تستطعن أن تخطون خطوه واحده في الرهبنة ومن دونها يستحيل العيش رهبانيا في الدير بل من دونها لا تعود الرهبنة حياة رهبانيّة بل حياه عاديه داخل أسوار الدير فأنصتن ! الجزء الأدنى من الصليب ذاك الذي بغوص في باطن الأرض يمثل من الصليب الداخليّ إنكار الذات الذي يشق أرض القلب ويغرس الصليب إنكار الذات معناه أن يعامل الإنسان نفسه كما يعامل الآخرون أولئك الذين ينبذونهم وفي الحياة الرهبانية يتخذ هذا النشاط وجها جديداً هو أماته الذات عن العالم بأسره الراهب إذاً أشبه بالميت الدفين في الثرى أسوار الدير قبره وأكفانه الأثواب يترك كل ما في خارج أسوار الدير ولا يعود له علاقة بأي كان .غريب عن كل شئ وكل شئ غريب عنه حتى ليتم فيه قول الرسول " صلب العالم لي وانأ صُلبتُ للعالم " إن من بلغ هذه الحال قد وضع أساسا متينا لصليبه الداخلي وحياته الرهبانية . http://www.peregabriel.com/gm/albums...eeb3eedxk6.jpg والجزء الأعلى من الصليب الداخلي واعني بهذا الجزء الذي يتجه صعودا وينتصب مستويا ويمتد فارغا فهو يمثل الصبر واعني توطيد النية في ما عزمتن عليه بحيث لا تزعزعكن العوائق وعدم الرضى ومشقه الجهاد . من دون الصبر لا احد يثابر على عمل الصلاح فما حال الراهب في ديره ؟ أن الصبر للعلماني هو الثبات في احتمال شتى الجهادات لإتمام واجبه أما للراهب فهو علاوة على ذلك الثبات في المحافظة على رتبته ومكانته ولذلك تغدو كل خطوه ممارسه الصبر ووحده من أمات نفسه عن العالم يستطيع أن يتحمل كما ينبغي كل ما هو مطلوب في هذا المجال . أما الجزء الأفقي للصليب الداخلي فيمثل الطاعة : إنها حاله ذلك الإنسان الذي لا يبدأ عملا ولا يخطط له من تلقاء نفسه بل يستمع بكل بساطه إلى أوامر الآخرين ويتممها بلا مناقضه . والمطيع أشبه بكره تتدحرج من غير صوت نحو الجهة التي تدفع إليها . يتخلى الإنسان طوعا عن استقلاليته ويسلم نفسه كآله لشخص آخر . يتبع نصيحة آخر أو أوامره , غير معتمد على أفكاره الخاصة وتمنياته . لذلك يكون منفتحا بالكلية . وإذا لم ير الآخرون كل ما في نفسه تراه ينفتح بنفس أمام الذي اختاره هو او الذي عين للاهتمام به حتى لا يبقى فيه أمر رديء متستر تحت قناع الإصلاح . وألان اجمعن هذه كلها ترين أن الموت عن كل شئ يمنح لنا أن ندخل الدير والصبر يؤمن لنا المكوث فيه والطاعة تشتمل على كل أنشطه ساكنيه ها هو الصليب المثلث الأجزاء الذي تنبع منه الحياة الرهبانية الحقيقة . البنية الداخلية للصليب الداخلي : رُب سائل , " لكن " ما هذه الحياة ؟"انقطاع عن أي رباط وإنكار للمشيئة الذاتية بالطاعة وإلغاء أي شعور تقريبا بواسطة الاحتمال أهذه حياة ؟ ! لكن لا تتوقفن عند الخارج وحسب فهذه الفضائل الرهبانية المذكورة أعلاه لها جميعا بالإضافة إلى الناحية الخارجية القاسية , ناحية داخليه حيه وفرحه من شأنها أن تعد الإنسان للناحية الخارجية أو أن تتولد عنها . هكذا فالصبر يسنده ويحيه الرجاء في أن تعب الرهبنة ليس باطلا وإذا تذوق الرجاء البركات المنتظرة تذوقا مسبقا راح يغذي الصبر ويجعله غير ناقد أن الرجاء يملا القلب من فرح الاقتناء الأكيد لما نحن في انتظاره وهذا الفرح يخفف وطأة جهد الصبر الأليم الذي تولده الجهادات . لهذا يفرح المحتمل ولا يعود يشعر بالألم بقدر ما يتذوق الحلاوة ولو رآه الآخرون في ألم رهيب . والطاعة تحركها المحبة فالطاعة تخلي الإنسان عن أعماله وأفكاره الخاصة حتى الأعز منها إليه على المرء أن يتمتع بقوه عظيمه ليضبط نفسه ويحرمها تلك الأمور بالطبع يستطيع المرء ان يتجاوز نفسه بقوه الاراده كما ان العزم العنيد ينجح في هذا المجال لكن طالما يعمل هذا العزم بمفرده تشبه اعمال الطاعة خشخشة الأغصان الجافة وحدها المحبه تضفي مرونه سليمة على الطاعه والمحبه استعداد دائم للتضحيه الكامله وليست توفيراً للعمل ولا تحسب حسابا لهدر الوقت والجهود والوسائل فحيث المحبه يسير كل عمل بسهوله ورشاقه وبملء الاراده وحدها الطاعه الناشئه عن المحبه تستطيع ان تلون بالفرح كافه الاعمال التي تولك اليها أخيرا ان الموت عن العالم يحييه ويسببه الايمان بانه هذا ما ينبغي ان يكون وليس سواه اللهم اذا اراد من يبتغي هذه الحياة ان يحياها كما يجب ويقول لنا الايمان المقدس اننا خلقنا لنحيا في الله ولكننا سقطنا بعيدا عنه في قيود الانانيه ومفاتن الدنيا ولهذا السبب كل من رغب في النهوض من جديد الى الحياه بالله تعين عليه ان يموت عن نفسه وعن العالم وما دام الانسان تحركه رغبه حيه في ما هو خير لنفسه يظل هذا اليقين بحتميه تلك المسيره يغذي الموت عن الامور كلها ويمنح الحياه ولا سيما ان ارتبط بيقين الانسان بان هذا الاستعداد وحده يخوله ان يدنو من المسيح وينهل منه ملء الحياة إذ يشاركه في الصليب خلاصة : وهكذا يشكل الايمان وانكار الذات او بالاحرى الموت عن كل شئ قاعده الصليب الداخلي والجزء المنتصب هو الصبر المدعوم بالرجاء فيما ذراعا الصليب هما الطاعة التي تستوحي من المحبة ولو تصورنا الصليب شجره تكون الجذور منها الايمان الذي يفرع اولا انكار الذات والعزم على الزهد بكل الامور والتركيز على عمل وحيد هو خلاص النفس , مع الانسحاب من كل أمر آخر . ومن انكار الذات تتولد المحبه المتأهبه للاصغاء والطاعة . ومن الطاعة او بمحاذاتها ينمو الصبر المكلل بالرجاء الذي يرقى بالانسان الى السماء والى القدس الداخلي خلف الحجاب , كما يقول الرسول فحيث جميع هذه المواقف لا تنتصب شجرة الصليب وحيدة عاريه إنما تتفرّع الى افنان كثيرة من الفضائل المتنوعه فتكتسي بأوراق جمال السيره وتنتج ثمار الاعمال الصالحه بوفره . هناك نلقى نسيان العالم وعاداته , هناك نلقى مكوثا مستمرا في الدير لا يعرف الرحيل هناك محبة الوحده هناك جهاد مصحوب بالصلاة في القلاية والكنيسه هناك الصوم هناك عدم التعب في العمال اليدوي هناك الاستعداد لمساعدة بعضنا بعضاً هناك الغفران المتبادل هناك التشجيع المتبادل في اللاة هناك السلام هناك ضبط العينين واللسان والاذنين وما الى ذلك طوبى لنفس إذا اختلت وجدت هذا كله في قلبها ! هذه هي العلامه البينه ان شجره الصليب نصبت هناك وطيده الأساسات تزخر بقوه داخليه حيه حتى ليمكن ان ندعوها شجره واهب الحياه ليس بشكل عام فحسب بل لذلك القلب نفسه بشكل خاص . يمكنكم ان ترين ذلك بأنفسكم يا اخواتي ان كانت الفضائل التي ذكرتها جميعا حقا في قلوبكن , فصليبكنّ إذا منتصب مستقيما والا فاعلمن انه دفين المشاعر والاستعدادات السيئه ولن افصّل هذه لانها واضحه من ذاتها لكني لا استطيع الا ان اضيف امنيةً لدي بل طلباً انه اذا وجدتن صليبكن مائلا او واقعا بالكليه او اسوا من ذلك مغطى بغبار ونفاوات من الافكار والشهوات الرديئه هلا تحاولن كسف النقاب عنه وتنظيفه بالتوبه ورفعه وتثبيته في قلوبكن من جديد موطنات النفس على التحلي بالغيره الالهيه حتى الموت لاجل خلاص نفوسكن . صدقنني انه من دون هذا الصليب لا خلاص ولا حياه روحيه ولا ايه تعزيه في الحياه الرهبانيه ,من غير الصليب لم يخلص احد ولن يخلص وكما دخل الرب مجده بعدما تألم على الصليب كذلك جميع الذين يتبعونه سوف يدخلون في المجد من خلال صليبهم الخاص افترغبن في مشاركه هذا المجد ؟ إذا فاصعدن على الصليب أولا ومن الصليب تدخلن الى السماء آمين . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خبرة الطفولة كانت خبرة صلاة عندما أتكلم عن وعيى فى طفولتى لم أقصد أننى كنت أضرب مطانيات أو أصوم انقطاعياً حتى الغروب أو أسهر. ولكن أفراد الأسرة وضعونى فى موقف صلاة، فكنت أصلى بقلب طفل . وقد ذكرت ذلك لكى أصل إلى غاية هى : كيف تحب الله وتصلى له من كل قلبك وقدرتك. صدقونى أن هذا كله تم بالحرف الواحد: عندما كنت أصلى، كان شعورى وكيانى كله كطفل أمام الله. فلم يكن لى عقل غير ذلك الذى يصلى، وليس لى إحساس داخلى غير ذلك الذى يصلى، فكنت أصلى بكل قوتى وكل قدرتى. هل هذا صعب؟؟؟ فإن لم يكن صعباً على طفل فهل يكون صعباً على قامة رجل؟؟؟ فلننفض عنا كل ما فى القلب والفكر وكل ما فى النفس بكل ما فى قدرتنا حتى ندخل فى حضرة الله فى الصلاة، فيكون كل العقل والفكر والإحساس للرب وحده. " أقول لكم بصدق وإخلاص، إننى بعد أن جاهدت كثيراً جداُ شعرت أخيرا اننى أرجع مرة أخرى للوضع الأول والخبرة الأولى التى اكتسبتها (فى أيام الطفولة) بضخامة متناهية، ثم انفكت عن وعيى، وابتدأت أخيراُ آخذها مرة أخرى من جديد. فالحب الإلهى، يا أحبائى، لا ينجح فيه إلا الأطفال، ولا يمكن لإنسان أن يصلى من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل فكره وقدرته إلا إذا رجع إلى الطفولة ". أبونا متى المسكين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما اعظم وما اروع الاتكال على لله
ما اعظم وما اروع ان تتكل على الله في كل شئ وتسلم له دفة سفينة حياتك فيقودها هو كما يشاء عالمين ان كل ما يحدث حوالينا هو لصالحنا ولخيرنا ويحدث بسماح من الله وبموافقته ملقين كل همنا عليه فهو يرافقنا اينما كنا ويسدد خطانا نحو الافضل وروحه القدوس يفيض علينا وينير قلوبنا لا ان نتكل على سواعدنا وقدراتنا العقلية والجسدية بل على الرب يسوع في كل شئويتكل عليك العارفون اسمك ، لأنك لم تترك طالبيك يارب " ( مزمور 9: 9- 10) عليك إتكل أباؤنا، إتكلوا فنجيتهم. (مز 22: 4) عند كثرة همومى فى داخلى، تعزياتك تلذذ قلبى. (مز 94: 19) فى يوم خوفى أنا عليك أتكل. (مز 56: 3) إلق على الرب همك فهو يعولك. (مز 55: 22) ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتنى بكم. (1 بط 5: 7) سلم للرب طريقك، و اتكل عليه، و هو يجرى. (مز 37: 5) أنظروا إلى الأجيال القديمة و تأملوا. هل إتكل أحد على الرب فخزى؟! (سيراخ 2: 11) عوننا من عند الرب الذى صنع السماء والأرض .(مز 8:124 ) توكل على الرب بكل قلبك ، وعلى فهمك لا تعتمد (أم 5:3 ) عليك يارب توكلت، فلا أخزى مدى الدهر ( مز 1:31 ) لا تخافوا ولا ترهبوا منهم .الرب إلهكم السائر أمامكم هو يدافع عنكم (تث 1:29_30) لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع (يش 1: 5-6) قولوا لخائفى القلوب تشددوا ولا تخافوا هوذا ألهكم يأتي ويخلصكم (اش 25 : 4) تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لان الرب إلهك معك حيثما تذهب (يش 1: 9 ) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخلصنا رأس الرعاة القمص تادرس يعقوب ملطي يسوع مخلصنا هو رأس الرعاة. هو نور في الظلمة، وسراج على منارة، ينير العالم، ويطهر الخطايا. هو اللؤلؤة الحسنة، ونحن التجار، نبيع ما لنا ونشتريها. هو الكنز في حقل، حين نجده نفرح ونشتريه. هو ينبوع الحياة، نحن العطاش نشرب منه. هو المائدة المملوءة دسمًا وشبعًا، ونحن الجياع نأكل ونتلذذ. هو باب الملكوت المفتوح أمام كل الداخلين. هو الخمر المفرح التي يشرب منها الباكون فينسون أمراضهم. وهو اللباس والثوب الممجد الذي يرتديه كل الغالبين. هو البرج الذي عليه بُني الكثيرون. نحسب النفقة ونكمّل. هو العريس، والرسل هم أصدقاؤه، ونحن عروسه. لنهيئ هدية العرس. هو السلم التي تصعد إلي العلا، لنعمل ونجاهد بها نحو أبيه. هو الطريق الصغير الضيق، لنسرع على خطاه ونبلغ الميناء. هو الكاهن وخادم القدس، ونحن نعمل لنكون أبناء بيته. هو الملك العظيم النبيل، الذي ذهب ليأخذ مُلكه (لو 19: 14). لنكرم ضعفه ليشركنا في عظمته... هو المحبة التي تعطي الثمار العديدة، حين زُرعت كانت صغيرة، وصارت شجرة قوية. هو الابن البكر وابن مريم لنقبل ضعفه فيفرحنا بعظمته. هو الذي تألم وعاد إلي الحياة وصعد إلي العلا. لنؤمن به حقَا، فنقبل مجيئه. هو ديان الأموات والأحياء الذي يجلس على عرش ويدين القبائل |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل توقيتات الله وتدخله تناسب توقعاتى أم لا ؟!!! + توقيتات تدخل الله فى حياتنا مذهلة حقاً ومدهشة لعقولنا ....وصادمة لتوقعاتنا . فما نظنه نحن الوقت المناسب لتدخل الله لا يكون هكذا بالنسبة لله ، وما نحسبه انه قد فات الأوان لأى تدخل يكون هو ملئ الزمان لتدخل الله . " لكل شئ زمان ، ولكل أمر تحت السماوات وقت " " جا 1:3 " + ما ظنه موسى الوقت المناسب ليخلص شعبه من عبودية المصريين كان يسبق وقت الله بأربعين سنة ! + وما ظنه يوسف الوقت المناسب ليخرج من السجن كان يسبق توقيت الله بسنتين كاملتين ! + وفى احيانا كثيرة يكون تدخل الله قبل الحدث نفسه وقبل الإحتياج للتدخل ! ودون أن نشعر نجد أموراً عجيبة غير متوقعة تحدث لنا " ويكون أنى قبلما يدعون أنا أجيب ، وفيما هم يتكلمون بعد أنا أسمع " " أش 24:65 " + ثق وتأكد أن الله لن يترك هامان ليدخل ويتآمر ضدك دون أن ينبه الرؤساء ليكرموك ويرفعوك ! + ثق وتيقن ان فرعون قد يأتى خلفك يريد أن يهلكك ، ولكن الله يستحيل أن يتركه يلحقك ، بل سيعرقب مركباته وخيله ويغرقه فى أعماق البحر ، وترى بعينك كيف يبيد أعداءك ومقاوميك : أنه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك ، يكون كلا شئ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ضد الإغتياب
http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_007_168.JPG يوحنا لستفيتشنيك نقلها إلى العربية المطران أبيفانيوس زائد وكان قوم من الكنيسة جالسين هناك يفكرون في قلوبهم. ما بال هذا يتكلم هكذا؟ إنه يجدف! من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟ فللوقت أدرك يسوع أنهم يفكرون هكذا، فقال لهم: "لماذا تفكرون في قلوبكم" (مرقس 6:2-8). إن الاغتياب وليد البغضاء، ومرض خفي عضال. إنه علقة تمتص بشراهة دماء المحبة. إنه الرياء في المحبة. إن المغتاب، لكي يبرر نفسه، يدّعي عادة بأنه لا يذمّ أحداً إلا ليصلحه... ولكن "المغتاب لقريبه بالخفاء استأصله" (مزمور 5:100) فلا تختلق أشياء لا صحة لها ولا تنتقدها. إن كنت تحب قريبك صلِّ سراً من أجله ولا تغتبْ أخاك، فإنك بهذا ترضي الله. اصغَ إلى ما أظهره لك فإنك إن فكرت فيه جيداً تترك الغيبة! كان يهوذا رسولاً في مصف الرسل وصار لصاً في زمرة القتلة، فيا له من تحوّل فظيع في مدة قصيرة. عرفت رجلاً أخطأ علناً ثم تاب، فانتُقِد كضالٍّ، بينما كان باراً أمام الله. إذن لا تنتقد الآخرين فإنك، وإن علمت بخطيئتهم، لا تعرف ما تكون توبتهم. إن من ينتقد الناس يشبه رب بيت أهمل بيته وغفل عن ترتيبه وتنظيفه، بينما أخذ ينتقد الداخلين إليه حسبك أن تقول للمغتابين: إنكم غير كاملين. فلا تنتقد أحداً منهم. إن المنفعة من هذا التصرف مزدوجة لأنك بعلاج واحد تشفي نفسك والقريب معاً. أن المسامحة وعدم الانتقاد هي أقرب الطرق إلى غفران الخطايا. كما أن النار والماء معاً لا يجتمعان كذلك لا يصح الثلب والإغتياب لمن يؤدّي فرض التوبة، فإذا شاهدتَ خاطئاً لا تُدِنْه ولو في ساعة احتضاره، لأن حكم الله غامض عن البشر. وقد تكون الخطايا ظاهرة والأعمال الصالحة مستترة، لذلك عاد المستهزئون بالخزي لأنهم شاهدوا الدخان بدلاً من الشمس. استمعوا أيها الحمقاء الناقدون الآخرين: "فإنكم بالدينونة التي تدينون بها تُدانون" (متى7: 2). إنكم ستقعون في الخطأ نفسه الذي تنتقدون. كل من يتسرّع ويتشدّد في إدانة القريب يخطئ، لأنه لا يراجع زلاته التي فعلها مدة حياته. إن من فكّر بسيئاته ولم يسترها بكبريائه لا يفكّر بخطايا غيره، لأن حياته على الأرض لا تكفيه ليبكي جرائمه، ولو عاش إلى الأبد وأجرى الدموع كالأردن. إن الاستسلام لروح البغضاء مدعاة للحقد والحسد، وإن المستسلمين ينتقدون أعمال القريب ومآثره بكل ارتياح. كثيرون يرتكبون الآثام في السر، وينتقدون غيرهم، ولو كانت آثامهم طفيفة. إن دنتَ قريبك تختلسْ حق الله وتهلك نفسك. إن الأنانية وحدها تهلك الإنسان، وأما دينونة القريب فتعود علينا بالتهلكة كما يقول الإنجيل الشريف عن الفريسي. إن الشيطان يدخل في المغتاب وفي من يسمع الإغتياب: يكون على لسان الأول وفي أذني الثاني. أما من يهرب من الغيبة فيخلّص نفسه من الإثم، فلا تدن حتى ولو رأيت المجرم بأم العين لأن النظر كثيراً ما يخدع. في المثل الآتي يتضح لنا أن عدم إدانة القريب تنجّي الإنسان. كان أحد المتوحدين الرهبان متهاملاً في الطريق المؤدي إلى الخلاص أي: الصوم والصلاة. فلما حان وقت ارتحاله عن هذه الحياة تعجب أخوته المجتمعون حوله ساعة الاحتضار، إذ شاهدوه يشكر الله مبتسماً مطمئناً، فسألوه عن سبب ذلك فقال: أيها الآباء والأخوة كنت متهاملاً في حياتي، وأذكر الآن أعمالي وأفكاري كلها التي أحصتها علي الملائكة، واعترفت بها بانسكاب، وانتظرت دينونة السيد الهائلة. فقالت لي الملائكة: إنك تهاملت في حياتك ولكنك لم تغتب ولم تحقد، لذلك مُزق صك آثامك. فهذا هو مورد سروري واطمئناني. ولما فاه بهذا أسلم روحه إلى السيد. "لا تدينوا كي لا تدانوا! لا تقضوا على أحد كي لا يقضى عليكم. هكذا علّم الرب يسوع المسيح الذين كانوا يتبعونه" (لوقا6: 37). لنهرب من الاغتياب أيها الأخوة لنهرب من هذا الداء الوبيل المتفشي بيننا لا نكونن كالذباب الممقوت المتساقط على جراح الآخرين. بل لنكن كالنحلة العاقلة المجتهدة تحط على الزهور دائماً لامتصاص العسل منها. أي لنرَ الصالحات في أقربائنا بالتفتيش عنها والاجتهاد في مباراتها، آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخوف وهذا الخوف قد يستمر مع الانسان فى كبره ويخاف الانسان من غير سبب. انه ضعف فى النفس. نوع آخر من الخوف، سببه الخطية.. آدم بدأ يعرف الخوف بعد الخطية (تك3:10). . وكل انسان يخطىء قد يخاف ان تنكشف الخطية، ويخاف من سوء السمعة ويخاف العقوبة ومن النتائج السيئة التى يتوقعها لخطيئته.. هناك خوف آخر سببه عدم الثقة بالنفس: الخوف من الفشل ومن الرسوب ومن المستقبل الغامض وخوف من مقابلة كبير ورئيس ومن مواجهة موقف معين. هذا الخوف ايضا ناتج عن عدم ايمان. عدم ايمان برعاية الله وحفظه. اما القديسون فما كانوا يخافون وذلك لشعورهم بوجود الله معهم وحمايته لهم. " ان سرت فى وادى ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معى" (مز22)، " الرب نورى وخلاصى ممن اخاف" (مز26) هناك خوف آخر سببه عقد نفسية من الصغر: كأبن كان ابوه يقسو عليه فغرس فيه الخوف، بمعاقبته، بانتهاره له وتوبيخه، وإشعاره بالخطأ فى كل تصرف، فأصبح لا يثق بأى عمل يعمله ويخاف.. يضاف الى كل هذا، مخافة الله.. "بدء الحكمة مخافة الله". على ان الانسان يتطور الى ان يصل الى محبة الله " والمحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج " (1يو4: 18). على ان المقصود بخوف الله ليس الرعب، انما المهابة والخشية، انه خوف مقدس.. قال السيد المسيح ومخافة الله تقود الانسان الى حفظ الوصايا.. قال القديس اوغسطينوس " جلست على قمة هذا العالم، حينما احسست فى نفسى، انى لا اشتهى شيئا ولا اخاف شيئا".. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغضب عندما التحق القديس موسى الأسود بالدير كراهب مبتديء، جاهد كثيرا في ضبط نفسه لا سيّما وقد كان لصاً قاتلا وقاطع طريق فعندما تعرض للإهانة في ذات مرة لم ُيبد أي امتعاض، إذ ما أن دخل إلى المائدة ليأكل حتى صاح أحدهم قائلاّ: من أدخل هذا الغريب إلى هنا !. ولما سأله أحد الرهبان عن رد فعله أجابه: لقد تحرّك الغضب داخلي ولكنني ضبطت نفسي فلم أثر، ومرت مدة قبل أن يتعرّض لاختبار أصعب وذلك عندما جاء البابا ليرسمه كاهناً، فقد سمع من يقول داخل الكنيسة اخرج يا أسود الجلد يا رمادي اللون، فإذا به ينسحب في هدوء إلى الخارج وهو يقول لنفسه: حقا طردوك يا أسود اللون ولماذا تحسب نفسك كسائر البشر، فلما سأله الآباء عن فكره قال أنه لم يضطرب، بل مثلما كان هادئاً من الخارج كان من الداخل أيضاً. وكان الآباء يختبرون قدرته على الاحتمال. ويقول أحد الآباء أنه لم يدع الغضب " يتجاوز حلقه فما فوق " وهو يقصد بالطبع أنه احتجز الغضب داخله، وإن تصاعد فإنه في النهاية لن يسمح له بأن يتجاوز الحنجرة بمعنى أنه لن يسمح له بأن يظهر من خلال الملامح أو الكلمات، لئلا ُيعثر أحدا، وهذا هو معنى القول الشائع: " ُغصّة في الحلق" وكأن هناك شيء ما ُمحتجزا في حلقه. وعندما قال القديس بولس: "لا تنتقموا لانفسكم أيها الأحباء بل اعطوا مكانا للغضب" (رومية 12: 19) فقد قصد أن نعطي مكانًا للغضب لكي يهدأ ويتلاشى فلا يخرج من الإنسان ويعثر الآخرين ولا يمجد الله. فمنظر الغضوب كمثل منظر الشيطان، بعكس الملامح الوديعة الهادئة التي تعكس صورة المسيح المريح ويقول القديس الأنبا أغاثون: "ولو أن الغضوب أقام أمواتاً فما هو بمقبول عند الله ولا يأتي إليه أحد من الناس". ولا شك أن الغضب يعكس كبرياءا موجودة بداخل الإنسان، في حين أنه إذا كان متضعاً فإنه سيأتي باللوم على نفسه في كل شيء، في حين أنه في غضبه قد يخسر كثيرا وُيخطيء كثيراً ويفقد كثيراً أيضاً. ولكن هناك الغضب المقدس، وهو الغيرة المقدسة أو الغيرة التي بحسب مشيئة الله، ذلك حين يغضب شخص على نفسه بسبب خطاياه أو يغضب شخص ويغير غيرة الرب مثل فينحاس. على أنه يجب أن يكون الغضب في هذه الحالة بعيد عن الانفعالات الطارئة أو خارج حدود اللياقة، لئلاّ ُيعثر أحداً. فمن غير المقبول أن يغضب شخص من أجل الله فيشوّه صورة الله التي فيه بغضبه، بل ليكن الغضب مقدساً وبطريقة مقدسة. وعندما سأل تلاميذ القديس باخوميوس معلمهم عن المناظر التي يراها، أجاب " أن من كان خاطئاً مثلي لا يعطَى مناظر، ولكن إن أردتم أن أدلكم على منظر تنتفعون به فهو منظر الإنسان الوديع القلب وعن أفضل من هذا المنظر لا تطلب أن تنظر" |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العنف بل يكرهونه وينفرون منه ومن العنفاء. وفى نفس الوقت يحبون الوداعة والطيبة والرقة. والعنف اذا وصل الى غرض يكون وصوله مؤقتا. ان ابتعد العنف، زال كل من وصل اليه. لذلك فكثير من العنفء يستمرون هكذا طول العمر. يخافون ان تفشل امورهم ان تركوا عنفهم، ويخافون انتقام الغير وغضبهم فى نفس الوقت.. وقد كان العنف سلاح الطغاة فى كل جيل وايضا سلاح الارهابيين والمتمرديين والقساة.. هؤلاء يتعاملون مع إرادة الناس وليس مع قلوبهم.. يرغمون الغير على عمل شىء بالسيطرة على ارادتهم.. وقد تكون قلوبهم غير راضية وعقولهم غير مقتنعة. لذلك ان تم (إصلاح)، انما يكون من الخارج، والاصلاح الحقيقى انما ينبع من داخل القلب.. وهذا نقوله فى الاخلاقيات ايضا.. ان العنف لا يبنى خلقا، بل مظهرية خلفية قد يولد العنف خضوعا لنظام واحتراما لقانون، ولكنه لا يؤسس قلبا نقيا يحب الخير.. وهكذا بالطاعة للعنف قد يتحول المطيع الى انسانين: انسان خارجى له مظهر التقوى، وانسان داخلى محب للخطية وقد يتحول الى الصورة التى سجلها المسيح " قبور مبيضة من الخارج وفى الداخل عظام نتنة". ان الله نفسه يقول "يا ابنى إعطنى قلبك". يريد القلب وليس المظاهر الخارجية. وبهذا يكون مقياس الخير الذى يقدمه الانسان هو مدى محبة الانسان لهذا الخير واقتناعه به. واذا احب الانسان الخير، يعمله دون ضغط عليه من عنف خارجى دون خوف ودون سعى الى ثواب ومديح واجر من اى نوع.. وقد جاء المسيح يدعو الى الخير بغير عنف لا يرغم الناس على عمل الخير بل يحبهم فيه ويسكنه داخل قلوبهم وعواطفهم دون ان يضطرهم اليه اضطرار. انه لا يريد عبيدا يسيرون بالخوف.. ما اتفه الخير الذى يتم عن طريق العنف. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرياء استخدمت كلمة مرائي في البداية في إشارة إلى الممثل المسرحي الذي يقف فوق المسرح ليتراءى للجمهور, ولكنه يتقمَّص شخصية أخرى بمعنى أنه قد يضحك وهو غير سعيد,, أو يبكي وهو غير حزين, هو فقط يتراءى أنه بهذا الحال..., فإذا صعد ممثلان فوق خشبة المسرح فهما يتراءيان أحدهما للآخر قدام الموجودين !. وهكذا مع الوقت أصبحت كلمة مرائي تعني أن يظهر شخص ما بخلاف ما يُبطن. والمرائي شخص يسعى للحصول على مديح الآخرين وكرامتهم, فقد يظهر متضعاً وهو في الواقع متعجرفاُ, وقد يظهر هادئاً وهو عصبي المزاج...إلخ علينا أن لا نظهر ما فينا من ضعفات, كما أنه علينا ألا نبالغ في اخفائها فتظهر عكسها, والوضع الأمثل هو الجهاد للتخلص من الضعفات وعندما شبّه السيد المسيح الرؤساء المضلِّين من اليهود بأنهم يشبهون قبوراً مُبيضة من الخارج وداخلها عظام أموات وكل نجاسة (مت23) فقد قصد أن ظاهرها يوحي بالجلال والعظمة أما داخلها فهو ما يكرهه الناس.. والمرائي كذلك هو شخص غير صادق وهو فخ أيضاً وإذا اكتشف الناس ضلاله فقد ُيعثرون فيه وفي الآخرين. ومثل أن يوهم شخص ما شخص آخر بأنه يحبه ثم يكتشف مع الوقت أنه غير صادق فيصدم ولذلك يقول القديس بولس: "المحبة فلتكن بلا رياء" (رو12) وقد يكتشف الناس في النهاية أن بعض الذين كانوا في ثياب الحملان ماهم إلا ذئاب خاطفة ويتقدم في يوم الدينونة المحتقرين والمرذولين والمُهمّشين والذين في الظل, على المشاهير وأصحاب الأسماء اللامعة والحيثيات... كلما تحلّى الإنسان بالصدق كلما كان شفافاً مريحاً يشبه سيده الذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران (يعقوب 1 : 17) . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مشكلة الأعذار كثيرون يقدمون اعذارا يغطون بها خطاياهم حتى لا يلاموا ويغطون بها تقصيراتهم فى عمل الخير.. إنه خطأ قديم يرجع الى ابوينا آدم وحواء! حواء اعتذرت بان الحية أغرتها وكان يمكن الا تطيع الحية، فالعذر غير مقبول تماما مثل عذر آدم بأن المرآة اعطته وكان فى إمكانه ألا يسمع لها.. حقا.. ما اصدق عبارة: ان طريق جهنم مغروس بالاعذار! حتى الذى دفن وزنته فى التراب قدم لفعلته هذه عذرا هو اقبح من الذنب نفسه، فقال ان سيده ظالم يحصد من حيث لا يزرع!! وما اكثر الذين يعتذرون عن عدم الصلاة بأن ليس لديهم وقت! بينما يجدون وقتا للتسليات العديدة وللمقابلات، والحقيقة انه ليست لديهم رغبة..! وغالبية الذين لا يقدمون عشورهم للرب يقدمون بدلا منها اعذارا بان ليس لهم بينما الارملة التى دفعت الفلسين من اعوازها لم تقدم عذر. وكذلك ارملة صرفة صيدا التى قدمت زيتها ودقيقها لايليا النبى فى ايام المجاعة وهى فى مسيس الحاجة.. إن داود الطفل الصغير كانت امامه اعذارا كثيرة يمكنه ان يقدمها لو انه لم يشأ مقاتلة جليات..! انه لم يكن جنديا ولم يطالبه احد بهذا الامر، وكان صغير السن وقد سكت الكبار، وكان جليات جبارا ليس من السهل مصارعته.. الخ ولكن غيرة داود المتقدة لم تسمح بتقديم عذر واللص اليمين كانت امامه اعذار ضد الايمان لم يستخدمها! كيف يؤمن باله يراه مصلوبا؟ ويبدو عاجزا عن تخليص نفسه، وترن فى اذنيه تحقيرات الناس له وتحدياتهم. ومع ذلك لم يسمح اللص لنفسه ان يعتذر عن الايمان.. إن الخوف لم يكن عذرا يقدمه دانيال امام جب الاسود، ولا عذرا يقدمه الثلاثة فتية امام اتون النار.. ولا محبة الابن الوحيد امكنها ان تقف عذرا امام ابراهيم حينما امره الله ان يقدم هذ الابن محرقة وقد كان ابن الموعد الذى ولد له بعد عشرات السنوات!! واصحاب المفلوج كانت امامهم اعذار لو انهم ارادوا ولكنهم لم يعترفوا بالعقبات وصعدوا الى السقف ونقبوه وانزلوا المفلوج بالحبال. إن الذى ينتصر على العقبات فلا يعتذر بها، انما يدل على صدق نيته فى الداخل... اما ضعيف الهزيمة أو ضعيف النية، فيذكرنا بقول الكتاب: "قال الكسلان: الأسد في الطريق"! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الطمع الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما أنا لست طمّاعاً. أُعطي ولا أظنّني متمسّكاً بمال. لي استقامتي في التعامل مع الناس. لا آكل حراماً. وأَعرف أنّ هناك موتاً في نهاية الدرب. هذه، أقلّه، صورتي عن نفسي. ومع ذلك أمرّ بخبرات خاصة جداً(!)، في قرارة نفسي، تجعلني أشعر بعدم الاستقامة، بأنّي كوّنت لذاتي قناعات لا تنسجم مع الواقع تماماً. لأقول الصدق ما أظنّ نفسي عليه ليس تماماً ما أنا عليه. لم يخطئ كلّياً مَن قال إنّ الإنسان حيوان ممثّل. في لحظات الحقّ أنا، أيضاً، أرى نفسي أنّي أُمثِّل قليلاً أو كثيراً. ولكن، طبعاً، أُبرِّر ذاتي بتواتر وأقول: "يا فلان كن واقعياً، لا تنظّر أكثر من اللزوم". بين هذا الشعور الذي ينتابني وذاك أخلص إلى أنّي لا أعرف نفسي تماماً. في كلّ حال نفسي غير مرتاحة لذا قرّرت أن أُلقي بأحمالي على ورق. دونكم دوّامتي... ودوّامتك أيضاً، بكلّ تأكيدّ! قال أحدهم مرّة: "بإمكانك أن تعرف كلّ شيء عن كلّ الناس إلاّ رصيدهم في المصرف". ضحكت لمّا سمعت هذا الكلام. كم هو صحيح ومخيف في آن معاً! تسعة وتسعون بالمائة من الناس هم كذلك. السرّيّة المصرفيّة ليست بالدرجة الأولى، في الحقيقة، لحماية مصالح الناس بل لحماية أطماع الناس. كيف أعرف أنّ الناس هم على هذه الشاكلة فعلاً؟ لأنّي بدأت أعرف الطبيعة البشريّة على حقيقتها. بدأت أعرف نفسي في العمق. هل لاحظتَ نفسك وأنت تعطي؟ ينتابك شيء من السرور؟ ولكن، ليس هذا السرور فقط، في الحقيقة، من أجل الذين تعطيهم. سرورك خليط. ما فيك له علاقة بالمجد الباطل، بسرورك بنفسك، بتطويبك لنفسك، بصورتك بين الناس، بأنّك بكلّ غرور وتواضع تطبّق الوصيّة الإلهيّة(!) يعجبك قول سِفر الأمثال: "مَن يرحم الفقير يقرض الربّ" (19: 17). تلفتك بخاصة لفظة "قرض". القصّة لا تخلو من التجارة. الله مدين لك إذاً! هذا يجعلك تشعر بأنّك وظّفت مالك في السوق المناسب. تعطي الله ليعطيك. تكسب الآخرة ولكن لا الآخرة فقط بل الدنيا أيضاً. ألم يقل السيّد إنّه يعطينا في هذا الدهر مائة ضعف وفي الدهر الآتي حياة أبديّة؟! هذا يبعث في نفسك الشعور بالأمان والطمأنينة أنّك تؤمّن على خيراتك دنيا وآخرة معاً. على أنّ ما يبقى في نفسك لجهة الكسب في هذا الدهر أكثر بكثير مما يبقى في نفسك لجهة الحياة الأبديّة. يهمّك العصفور باليد أوّلاً! لكن يزعجك قول كتابي آخر: "متى صنعت صدقة فلا تعرِّف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء..." (مت 6: 3 – 4). السبح الباطل، فيك، يحبّ دائماً أن يكون له نصيب في ما تعطي، خصوصاً متى وُجدتَ بين الناس. وأنت تحبّ أن تعطي بين الناس. تتحرّك فيك الغيرة خاصة بينهم. هذا يجعلك تشعر بأنّك مبرَّر إن ظهرت. ولا بدّ لعطيّتك، والحال هذه، أن تظهر. السبح الباطل فيك يسكّن، في هذه الحال، انزعاجك أنّك ربما تخالف وصيّة اليد اليمنى واليد اليسرى. كيف؟ يستعين بآية كتابيّة أخرى. "فليضىء نوركم قدّام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجّدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 16). أنت تفعل ما تفعله إذاً لمجد الله؟ هل هذا صحيح؟ في العمق العمق أنت تستفيد من الآية الكتابيّة لتَظهر أنت لا ليتمجّد ربّك. قلبك يقول ذلك وربّك يعرفه! كن صادقاً مع نفسك. أيّهما أَحَبُّ إلى قلبك؟ أن تعطي أم أن تأخذ؟ ما دام أنّ قلبك يرقص فرحاً عندما تربح، عندما تجمع، إذا ما أعطوك فحتّى لو قلت إنّك تفرح بالعطاء، عطائك أنت للناس، فأنت تبالغ، أنت تمثّل. لا زال العطاء إليك، بعدُ، في مستوى الكلام. مستحيل على الإنسان أن يحبّ الكسب وأن يحبّ العطاء سواء بسواء. إما أن يبتلع حبّك للكسب حبّك للعطاء أو يحدث العكس. يقعد قلبك إما في هذه الجهة وإما في تلك. إذا كان قلبك في الكسب فأنت تعطي لتكسب. أما إذا كان قلبك في العطاء فأنت تأخذ لتعطي. بين هذين الحدّين بون شاسع. الموضوع هو موضوع اتجاه قلب، حركة قلب. "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً" (مت 6: 21). ما تشعر به، ما يحرّك أحشاءك، حقيقة، هو ما تكون أنت عليه. اعرف نفسك على حقيقتها وإلاّ عشت على التمويه. كذبت ويكذبون عليك. لا تكن كثير الكلام في موضوع العطاء. هذا لا ينفعك. يزيدك رسوخاً في أوهامك وخيالاتك. فقط إذا مِلتَ إلى العطاء من حاجتك كنت معطاء. فضلاتك لا يُفترض بها أن تعني لك عطاء. فقط إذا هربتَ من العطاء قدّام الناس كنت معطاء حقّاً. في الخفاء حتّى عن نفسك بمعنى. لا تسمح لأفكارك أن تشرد في ما أعطيت. انسَ أنّك أعطيت. كلّما مالت نفسك إلى الفقر كلّما كان ما تعطيه مما لديك أصيلاً. هنا صراع النفس. إذا لم يسعَ المرء إلى كسر حلقة الخوف على النفس فإنّ الطمع بحجة الخوف على النفس يأكل فيك الأخضر واليابس. حدّك، لكي تتخلّص من الطمع، أن تكون مكشوفاً بالكامل لعين الله ولعين نفسك. بشريّاً هذا أعظم الصراع وأعظم الجهاد. إذا قَوِيَ الإنسان، بنعمة الله، على شيطان الطمع قَوِيَ، بيسر، بنعمة الله، على كلّ شيطان آخر. مصدر القوّة بالنسبة لكلّ الأهواء هو الطمع. وحده الطمّاع قيل عنه إنّه عابد أوثان (أف 5: 5). ووحده المال اعتُبر إلهاً. محبّة المال اصل لكلّ الشرور. والعكس أيضاً صحيح: محبّة الفقر لأجل الله أصل لكلّ الخيرات والبركات. إذا لم يصل المرء إلى حدّ عشق العطاء كما يعشق الناس الأخذ في العالم فلا زال عطاؤه بعد مشبوهاً ومغروضاً وغير آمن. طالما هناك ذرّة طمع فينا فمهما كانت عجينة العطاء كبيرة فإنّ خميرة الطمع، في عين الله، تفسدها. لا مجال للمساومة. إما حبّ المال وإما حبّ الله. إما أن يطيح هذا ذاك وإما يُفسد الأوّل الثاني. العالَم قائم في الجيب الملآن والملكوت قائم في الجيب الفارغ. خطأٌ التصوّر أنّك لتُعمر الكنيسة أنت بحاجة إلى مال. الكنيسة التي تنشأ على المال كنيسة دهريّة: مؤسسات وبنايات وعقارات وأمجاد ناس باسم الله... وخواء روحيّ! لتُعمر الكنيسة أنت بحاجة إلى إيمان وفقر. ربّك، إذ ذاك، يعمل من خلالك والكنيسةُ التي تزدهر، تكون كنيسة المسيح، كنيسة الحياة الجديدة، كنيسة الفضيلة، كنيسة التوبة، كنيسة المحبّة، كنيسة الخلاص. وكلّ ما عدا ذلك يعطيك ربّك إيّاه ويزيد، مالاً أو غير مال، طالما كان للمنفعة ولمجد اسمه القدّوس. ألسنا فقراء ونُغني كثيرين(2 كو 6: 10)؟! أما يُفترَض أن نكون كذلك؟! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغش والخداع http://www.peregabriel.com/gm/albums...rmal_moz10.jpgما أكثر أنواع الغش والخداع. وعلى الانسان الحكيم أن يحترس منها جميعاً. وقد يُخدع بها البسطاء. وللأسف حتى العقلاء أحياناً ينخدعون إن بالغوا في ثقتهم بالآخرين، ولم يفحصوا، ولم يدققوا كما ينبغى. وبخاصة لأن كثيراً من الذين يخدعون الغير أذكياء، غير أنهم يستخدمون ذكاءهم في الخطيئة أو الشر. وسنحاول هنا أن نتحدث عن بعض أنواع الغش والخداع: 1- الغش في تقديم المعلومات: وذلك بأن يقدم الشخص مفهوماً مخالفاً للحقيقة: بأن يعرض أنصاف الحقائق، أو أجزاء من الحقائق، لأن ما يخفيه سيُظهر عكس ما يقول. أو يقدم أسباباً ثانوية أو تمرَضية بدلاً من الأسباب الأساسية. أو يذكر بيانات كاذبة لتصديقها إعتماداً على الجهل بحقيقة الموقف. أو يستخدم وسائل تكنولوجية حديثة في فبركة الأخبار أو فبركة الصور، وما أكثرها في هذه الأيام. أو أنه يخدع غير الدارسين بذكر معلومات يدعى نسبتها إلى مصادر لا يكون في مقدورهم الإطلاع عليها والتأكد منها. أو ينشر أخباراً بعناوين مثيرة، بينما من يدقق في قراءة المحتوى لا يجده يثبت ذلك. وما أكثر الطرق في الخداع بالمعلومات الخاطئة أو المبالغ فيها إلى حد بعيد، ولكنها تترك تأثيرها في من لا يتقن الفحص والعمل على تقصى الحقائق، أو من لا يجد وقتاً لذلك. 2- الجاسوسية هي لون آخر من الخداع: وذلك على مستوى الدول وليس مجرد الأفكار. ويعمل في هذا المجال أشخاص مدربون تدريباً دقيقاً، ولهم قدرة على التخفى، والظهور بغير حقيقتهم، والإدعاء بأنهم مواطنون مخلصون. ويعرفون كيف يندسّون في الأوساط التي يريدون كشفها للعدو، بحيث لا يلاحظهم أحد... وغالباً تمضى عليهم مدة طويلة دون أن تظهر حقيقتهم. وبالنسبة إلى البعض ربما لا تظهر حقيقتهم على الإطلاق إلا بعد رحيلهم أو فوات الفرصة. وهم أيضاً مزودون بأجهزة تساعد على اداء مهمتهم، سواء في التصنت أو التصوير أو طريقة إرسال المعلومات... 3- الغش عن طريق التزوير: هناك أشخاص لهم دراية عجيبة في تزوير الامضاءات، أو تزوير الأختام، أو تزوير الوثائق الهامة بوجه عام... وربما يستخدمون التزوير في حسابات البنوك، أو في الشهادات والبطاقات. أو قد يسرقون بطاقة شخص ويستخدمونها لشخص آخر. أو يقومون بتزوير شهادات يقدمونها إلى المحاكم لكسب قضية معينة. أو قد يكون التزوير لكسب المال، أو للأنتقام من شخص معين، أو الإيقاع به، وما إلى ذلك... 4- التزوير في العملية المالية، وفى المعاملات المالية: كأن يقوموا بتزوير ورقة مالية من فئة الجنيه، أو من فئة الدولار. ولا يستطيع كشف ذلك الا الخبراء المتخصصون أو من تعاملوا مع ذلك. ولكن عامة الشعب قد لا يستطيعون أن يفرقوا بين العملتين المزيفة والسليمة. ومن جهة التزوير في المعاملات المالية: من يحاول أن يقدم تقريراً مزوراً عن ذمته المالية، أو عن موقفه من الضرائب المطلوبة منه، أو موقفه من الجمارك... لكى يفلت من مطالبة الدولة له... 5- الغش في التجارة، وفى البيع والشراء: مثل الغش في المكاييل والموازين والمقاييس، أو الغش في نوع البضاعة، أو عرض بضاعة فاسدة كأنها بضاعة سليمة، أو الغش في الثمن، أو تقديم بضاعة يقولون إنها (مضروبة). أو شئ على أنه جديد بينما يكون قد سبق استعماله. أو الغش في بيع عقار يكون ملكاً لآخر، والشارى لا يدرى، أو يكون مرهوناً أو عليه ديون لم تدُفع.. ولعل من أخطر أنواع الغش، الغش في الأدوية وبخاصة التي تتوقف عليها حياة المريض، أو يتوقف عليها علاجه... 6- الغش في الزواج: كأن يتزوج شخص امرأة على أنها بكر، وهى ليست كذلك، أو قد فُضّ غشاء بكارتها وعولج ذلك شكلياً بطريقة الخداع. وهذا النوع من الغش يمكن أن يُحكم فيه قضائياً ببطلان الزواج. أو قد يقدم طالب الزواج شهادة (عدم موانع) تكون مزورة، أو يكون مرتبطاً بزيجات اخرى ويخفيها... أو مريض بمرض خطير ومعدى ويخفيه، أو مصاب بعجز جنسى كامل ويخفيه... مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت. وهناك أنواع خداع اخرى قد لا تنكشف إلا بعد الزواج. هذا كله غير خداع آخر يحدث داخل نطاق الزيجة، ربما تكون من نتائجه ما يُسمى بالخيانة الزوجية... 7- الغش في المودة وفى الإخلاص: * ليست كل مودة يظهرها الإنسان لغيره تكون مودة خالصة نقية. فقد تكون أحياناً مظهرية وتكشفها الأحداث فيما بعد، أو لا تنكشف مختفية وراء ألوان من الرياء أو النفاق أو الخداع.. وفى كل ذلك لا يكون الشخص مخلصاً لمن يتظاهر بمحبته أو بالولاء له. ويظهر هذا أيضاً في تملق بعض الموظفين لرؤسائهم وللمسئولين عنهم في العمل أو في الهيئات التي ينضمون اليه * ومن أمثلة المودة الزائفة، ما يظهره شاب نحو فتاة من الحب، أو من رغبته في الزواج بها، حتى تطمئن اليه وتصّدمة ثم يتخلى عنها أخيراً بعد فترة من الخداع والكلام المعسول. ويكون ما أظهره من مودة أو حب، إلا لوناً من اللهو أو الشهرة وليس غير..! * ولعل أخطر نوع من المودة الزائفة، الذي يكون في حقيقته عدواً، وفى خداعِ يبدو كأنه صديق. وعنه قال الشاعر: ويا لرُبّ خدّاع من الناس تلاقيهِ يعيبُ السمّ في الأفعى وكل السمّ في فيهِ 8- هناك أيضاً الغش في الإمتحانات: وهذا أمر معروف ويحدث كثيراً بين تلاميذ المدارس. أما بالنسبة إلى الكليات الجامعية، فمن الصعب أن يكون هناك غش في الإمتحان الشفهى أو العملى. ولكن يمكن أن يحدث الغش في الامتحان التحريرى... هناك أنواع اخرى من الغش والخداع، ربما تظهر مثلاً في من يخدع الناس بالبر والتقوى وهو غير ذلك تماماً، أو من ينسب إلى نفسه معلومات تكون لغيره، كما يحدث في السرقات الفكرية أو الشعرية.. لكننى أكتفى بما قلته الآن بايجاز، فموضوع الغش والخداع واسع ومتفرع ومتنوع، مما لا يسمح به المجال. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحسد الحسد بمعناه اللغوي هو تمني زوال النعمة أو الخير من المحسود. وتحوّل هذه النعمة والخير إلي الحاسد وبهذا المعني يكون الحسد خطية مزدوجة: فتمني زوال النعمة عن المحسود خطية. لأنه ضد المحبة.. فالمحبة لا تفرح بالإثم. بل تفرح بالحق. والكتاب يقول : "لا تفرح بسقطة عدوك. ولا يبتهج قلبك إذا عثر". فكم بالأكثر إن كان الشخص الذي تتمني زوال النعمة عنه ليس عدواً. ولم يفعل بك شراً! كذلك تمني تحول تلك النعمة بدلا منه إلي الحاسد. يحمل خطية اخري. فهو شهوة خاطئة. لأنها رغبة في الارتفاع علي حطام الغير. لذلك فالحسد شر في كنهه وتفاصيله.. *** "لا تحسد أهل الشر. ولا تشتهِ أن تكون معهم". وهنا يرتبط الحاسد بشهوة الخطية. فيحسد الذين يرتكبونها. حين لا يكون بإمكانه أن يفعل مثلهم. وهذا يدل علي عدم نقاوة القلب. وبأن القلب توجد فيه محبة الخطية.ولا توجد فيه محبة الله التي تقي المؤمن من أن يحسد الأشرار علي شرهم. وقد يحسد البعض الأشرار لأنه يجدهم متنعمين في الحياة بلا مانع ولا عائق! وفي الواقع كثير من تمتعات الأشرار تكون إما بملاذ الجسد وشهواته. وهذه لا تدوم. ولها ردود فعل عكس ما يتمتعون به. وقد تجلب معها أحيانا الفقر أو المرض أو سوء السمعة.. *** كمن يستطيع إلي غرضه بالرشوة. أو بالكذب أو بالرياء والنفاق. أو بألوان من الحيلة والطرق الملتوية. مما لا يستطيع الابرار المتمسكون بالقيم والمبادئ السامية.. ولا شك أن ما يصل إليه كل هؤلاء هو أمر لا يباركه الله. وهو أيضاً متع أرضية قد تفقدهم أبديتهم.. وفي نفس الوقت ما أسرع زوالها.. انهم مثل الدخان الذي يرتفع عالياً فوق الأرض. وتتسع رقعته. وفي ارتفاعه واتساعه يضمحل ويتبدد.. هكذا ارتفاع الأشرار! وكم رأينا منهم اسماء لامعة ظهرت حيناً ثم انطفأت. وكما يقول الشاعر: ما طار طيرى وارتفع .. إلا كما طار وقع. *** هل النار التي هي تحت. في الموقد. تحسد الدخان الذي ارتفع عالياً إلي فوق؟! وهل الاستاذ الجامعي المتعمق في العلم. يحسد تلك الراقصة التي قد تحصل في يوم واحد علي أكثر من مرتب هذا الأستاذ في شهر؟! كلا. فالارتفاع أيضاً له موازينه وقيمه.. وهل الموسيقي الهادئة العميقة في لحنها. تحسد تلك الطبلة في صوتها العالي وما تحدثه من جلجلة وصخب؟! إن العمق قد لا يلفت الأنظار مثل المظهر... ومع ذلك له قيمته التي هي أقوي وأقيم من كل أصحاب المظاهر.. *** الشياطين يحسدون الأبرار علي برهم. بينما هؤلاء الشياطين قد فقدوا البر. وفسدت طبيعتهم. وبعد أن كانوا ملائكة صاروا شياطين.. وهم يحسدون البشر علي رضي الله عليهم. بينما صاروا هم موضع غضب الله الذي طردهم من السماء. ولم يعد لهم مكان فيها.. ويحسدون البشر أيضا علي ما هم فيه من بركة ومن نعمة. بينما هم في لعنة بسبب شرورهم وعنادهم. كذلك هم يحسدون البشر علي المصير الذي سيتمتعون به في النعيم الأبدي. في السماء الملائكية.. لذلك كله. هو - في حسده للبشر - يعمل علي إسقاطهم لكي يكون لهم نفس مصيره. ولا يتمتعون بنعيم قد فقده هو. ولا ببركة هو فقدها.. ولهذا فكلما سار الانسان في طريق الفضيلة. يحاول الشيطان بحسده أن يبعده عنها. وأن يغريه بطريق مضاد. ويصور له شرور الدنيا بأنها ملاذ ومتعة. فإن سرت في طريق الخير. ووجدت عقبات وعوائق تعترضك. ربما تكون هذه من حسد الشياطين وأحقادهم علي الأرض. *** بل يعمل علي إيذائهم. وحسده لهم ذو طابع معين. فهو يعمل علي حرمانهم من نعمة الله التي معهم. ولكنه لا يهدف مطلقاً إلي تحويل هذه النعمة إليه لأنه يعرف تماماً أن هذا مستحيل. لذلك فحسد الشيطان هو حسد هدّام. وأيضا هو حسد مخادع. فهو يحاول أن يقنع الإنسان بأنه يعمل لصالحه. وانه دائما يجلب له اللذة والبهجة والمتعة. وأنه يبذل كل حيله الشيطانية لكي يحقق له أغراضه. مما لا يحققه له القانون ولا تكفله له التقاليد فإذا انخدع به الإنسان. وسلّمه قيادة اموره. حينئذ يسقطه. ويفرح بسقطته. ويجعله واحداً من أعوانه.. *** ليس كل غيرة لوناً من الحسد. وليس كل غيرة ضد المحبة فهناك "الغيرة في الحسني" وهي إحدي الفضائل. إنها الغيرة التي تتحمس لفعل الخير. وتحاول أن تقلّد. حينما تسمع عن فضائل الأبرار. سواء الذين انتقلوا من هذا العالم. أو الذين مازالوا أحياء. فتغار منهم غيرة حارة لكي تتمثل بأعمالهم. لا أن تحسد الحسد الذي يتمني زوال النعمة من الغير. بل هذه الغيرة المقدسة تفرح بفضائل الآخرين. وتتخذهم قدوة وأحياناً هذه الغيرة تملك علي القلب. حينما تجد مجالاً ينبغي أن يُفعل فيه الخير. فتشعل القلب حماساً. وتدفع الإرادة لكي تعمل. ولولا هذه الغيرة ما قام المصلحون في شتي العصور. لتغيير أوضاع خاطئة. وإرساء أوضاع سليمة. ونحن كثيراً ما ندعو أبناءنا أن يغاروا من الناجحين والمتفوقين لكي يكونوا مثلهم.. *** والذي يحب الفضلاء. لا يحسدهم بل يقلدهم. وعموماً فإن كل من يحب إنساناً. يتمني أن تزيد نعمة الله عليه. لا أن تزول النعمة منه. ولهذا فإن المحبة لا تحسد.. إن أحببت إنساناً. فإنك تفضله علي نفسك. وهكذا لا يمكن أن تشتهي أن يتحول الخير منه إليك.. فالمحبة تبني ولا تهدم.. وهكذا فإن الأم التي تحب ابنتها. لا يمكن أن تحسدها علي زواج موفق. بل انها تسعد بسعادتها. وتكون في خدمتها في يوم فرحها: تبذل جهدها أن تكون ابنتها في أجمل صورة وأجمل زينة.. كذلك الأب أيضاً يفرح بنجاح ابنه. ولا يمكن أن يحسده علي نجاحه. بل يفخر بذلك. ويريده أن يزيد نجاحاً علي نجاح. إن حافظ ابراهيم لم يحسد أحمد شوقي لما أختير أميراً للشعراء. بل في الحفل الذي أقيم لذلك قال في فرح: أميرَ القوافي قد أتيت مبايعاً... وهذي وفود الشرق قد بايعت معي قال حافظ إبراهيم هذا. بينما كان هو وأحمد شوقي يعملان معاً في ميدان واحد هو الشعر. وكانت بينهما مطارحات شعرية كثيرة. ولكن لم تكن بينهما المنافسة التي تجلب الحسد. بل كانا صديقين.. *** بل كان ارتفاع الواحد منهم روحياً يشجع الآخرين ويقويهم. وكانوا يمجدون الله كلما برع أحدهم في حياة الفضيلة. ويشكرون الله بسببه. وتملكهم الغيرة المقدسة. فيفعلون مثلما يفعل. ويطلبون صلواته عنهم وبركته لهم. كذلك كان الأمر في عصور الاستشهاد. كانت هناك غيرة لنوال اكاليل الشهادة. ولم يكن هناك حسد. كانوا يفرحون كلما استطاع أحدهم أن يكمل جهاده ويقال الأمجاد. ويمجدون شجاعة الشهداء في أعمال بطولتهم. ويطوبونهم ويطلبون بركتهم.. *** هل الحسد يضرّ؟ وهل هناك ما يعرف باسم "ضربة عين" تؤذي؟! أولاً : الحسد يضرّ الحاسد. وليس المحسود: الحاسد تتعبه الغيرة المرّة. ومشاعر الحقد الأسود. ويتعبه شعوره بالنقص كلما قارن نفسه بالمحسود. ويقول الشاعر في ذلك: اصبر علي كيد الحسود.. فإن صبرك قاتلهْ فالنار تأكل بعضها.. إن لم تجد ما تأكلهْ وكذلك فإن الحاسد يتعبه فكره وسعيه في الاضرار بالمحسود. وقد لا يفلح في ذلك. ويزداد المحسود ارتفاعاً.. فيزداد هو غيظاً. وهذا طبيعي. لأن القلب الخالي من المحبة لابد أن يتعب... وقد يسعي الحاسد إلي التحرش بالمحسود وإهانته. فيقابله المحسود برقة ولطف. حسب سمو طبعه. فيتعب الحاسد من هذه الرقة ومن هذا اللطف. كما يتعبه فشله في إثارة المحسود. فتزداد فيه النار اشتعالاً!! *** أخوة يوسف الصديق حسدوه علي محبة أبيه له. وحسدوه علي أحلامه. فلم يضره حسدهم بشئ. ثم جاء دور المؤامرات التي تضر. فاحتالوا لكي يميتوه. ثم باعوه كعبد. ولكن الله كان مع يوسف. فتحولت كل الأمور إلي خيره. وكما قال هو فيما بعد لأخوته: "أنتم أردتم بي شراً. ولكن الله أراد بي خيراً".. اذن ينبغي ألا نخاف من الحسد. ولا من المؤامرات التي يدبرها الحاسدون. مؤمنين أن يد الله لا بد ستتدخل. وتحوّل الشر إلي خير. ولا تعطي مجالاً للحاسدين أن ينتصروا.. *** وللأسف. فإن بعض الناس يتداولون رواية هذه القصص الخيالية فيما بينهم. وكأنها حقيقة! وتمثل في داخلهم واقعاً وخوفاً..! منها ما يقال من أن شخصاً أراد أن يؤذي منافساً له. فاستأجر حاسداً مشهوراً من الذي له عين "تفلق الحجر".. وأوصاه بأن يضرب هذا المنافس عيناً ترديه أرضاً. ولما كان الحاسد لا يعرف ذلك المنافس. قال له الرجل الذي أستأجره: "سأريك إياه وأشير لك عليه". ووقف الاثنان في آخر الطريق. فلما ظهر ذلك المنافس في أول الطريق من بعيد. أشار إليه منافسه. وقال للحاسد: "انظر هوذا هذا الرجل القادم من بعيد. يلبس حلّة سمراء. ونظارة علي عينيه. وبيده حقيبة صغيرة. إنه هو".. وهنا قال له الحاسد: "هل نظرك قوي إلي هذه الدرجة التي رأيت فيها الرجل من ذلك البعد الكبير. بكل هذه التفاصيل؟!" ونظر إليه في تعجب. وإذا سحابة مرت علي عينيه فلم يعد يبصر!! انها قصة خيالية خرافية. يرويها البعض عن "قوة عين الحاسد"! *** ولو كان ضربة عين كما يتخيلون. لكان كل الناجحين والمتفوقين يخفون نجاحهم ونجاح أولادهم. لئلا تصيبهم أعين الحاسدين!! ثم ماذا عن النجاح الذي لا يمكن اخفاؤه. كأوائل الجامعات وأوائل الثانوية العامة. وأبطال الرياضة الذين ينالون الميداليات الذهبية. والعلماء الذين يحصلون علي جائزة الدولة التقديرية. وماذا أيضاً عن ملكات الجمال كل عام. والحائزين علي جائزة نوبل؟! هل تصيب كل هؤلاء أعين الحسّاد. فتلقيهم أرضا؟! كلا يا إخوتي. فضربة العين الضارة هي مجرد خرافة.. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغضب وحفظ الإساءة من كتاب الأبجدية الروحية للقديس ديمتريوس روستوف إن قول الرب لجليٌ وواضح، لكنه أيضاً رهيب: (( كلُ مَنْ يَغضب على أخيه باطلاً مُستوجِبَ الحكم)) (متى 22:5). لا تغضب أبداً على أي أحد (( حتى ولو كان قد أساء إليك ))، (( لأن غضب الإنسان لا يَصنَع بِرَّ الله )) (يعقوب 20:1). لهذا (( اغضبوا ولا تخطأوا. لا تَغرُبُ الشمسُ على غيظكم... ليرفع من بينكم كلُ مرارةٍ وسُخطٍ وغضبٍ وصياحٍ وتجديفٍ مع كلِّ خُبثٍ. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعضٍ شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح )) (أفسُس 26:4 ، 32:31) لا تغضب أبداً على أي إنسان ولا لأي سبب كان. إلا إن أراد أحدٌ أن يفصلك عن الله وعن محبته، لكن من لديه القدرة أن يظفر بهذا، إلَّمْ تكن تريده أنت ذاتك؟ (( أكفُف عن الغضب ودَع عنك السخط. لا تغتظ لئلا تأثم. لأن عمال الإثم سوف يُستأصلون. أما الذين ينتظرون الرب فإنهم يرثون الأرض )) (مزمور 8:36 - 9). أنقش على قلبك هذه الوصية الواضحة التي أعطاها الله بفم النبي، واطرح عنك بعيداً هوى الغضب، لا يوجد أي سببٍ في العالم يجعلك تغضب أو تسخط ما عدا الظروف التي يُهان فيها مجد الله ويُحتقر ناموسه، عندئذ يجب أن يرتبط الغضب بالتمييز كيلا تؤذي نفسك. ((أغضبوا ولا تُخطئوا)) (أفسُس 26:4 ). هذا ما أوصى به الرسول بحكمة الإنسان الغضوب أعمى ومجنون. لا يدري ماذا يقول وماذا يفعل. دائماً بعد ثورانه يندم بمرارة عن كلِّ ما فعله وما قاله من سخافة؛ لأن الغضب غير المُوروَّض يُشوش الذهن، ويقلق النفس، ويرهق العقل، ويبعد روحَ الله، ويترك الإنسان وحيداً خاوياً بين يدي الشيطان. من يُروِّض غضبه بسرعة يستطيع أن يضبط نفسه من الشرور. إن حدث مرَّةً وأغضبك أحدُهم، لا تقل شيئاً ابداً، بل اصمُت وارحل ولا تسمح للهيب الغضب أن يخرج منك. لأنه سيحرقُك مع المحيطين بك. وعندما يهدأ قلبك، قلْ، إن احتاج الأمر، كلمتَي محبة من أجل المنفعة والبناء. قولٌ واحدٌ وديعٌ وهادئ سيكون أكثر إثماراً وإقناعاً من آلاف الكلمات الغاضبة!... في النهاية، تذكر دوماً أنك لو كنت متواضعاً لما غضبت، فالغضب هو الابن المُصطفى للغرور، فحيث يظهر التواضع يتلاشى الغضب كالدخان. من غلات الغضب حفظ الإساءة الغضب وحفظ الإساءة حفظ الإساءة هي حفظ للغضب وشرُ مستمر، وسوُس النفس، ومسمارٌ مغروزٌ في النفس لا يتزعزع، فهو قاتل المحبة والصلاة والتوبة وكل الفضائل. إن أردت أن تنتصر على حفظ الإساءة فعليك أن تحارب هوى الغضب الذي يولدها. لكن إن أردت أن تقضي عليها فعليك عندئذٍ أولاً أن تجتهد لاقتناء المحبة والتواضع. وإلى ذلك الحين استعمل - كبلسم مهدئٍ للأعصاب - ذكر آلام الرب يسوع المسيح، لأن تذكر آلام السيد المسح الرهيبة وموته على الصليب ستلين نفسك الحافظة للإساءة لأنك ستشعر بخجل بالغ وأنت تفكر بتسامحه اللامتناهي. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذاتية وإنكار الذات لا تظنوا أيها الأخوة الأحباء أن عبادة الأصنام قد تلاشت من الأرض. فهناك صنم خطير يكاد يعبده الكل.. انه الذاتego..كل إنسان مشغول بذاته، معجب بذاته، يضع ذاته في المرتبة الأولى من الأهمية. . أو في المرتبة الوحيدة من الأهمية.. يفكر في ذاته، ويعمل من أجل ذاته ، ويهمه أن تكبر هذه الذات، بل تصير أكبر من الكل، ويهمه أن تتمتع هذه الذات، بشكل اللذات، بأى ثمن، وبأى شكل. هذه هي الذاتية، أو التمركز حول الذات.. وفيها يختفى الكل، وتبقى الذات وحدها. فيها ينسى الإنسان غيره من الناس، أو يتجاهل الكل وتبقى ذاته في الصورة، وحدها.. ولا مانع من أن يضحى بالكل من أجل ذاته.. وأن يفكر هذا الإنسان في غيره، يكون تفكيره ثانوياً، في المرحلة التالية لذاته أو قد يكون تفكيراً سطحياً، أو تفكير عابراً.. وإن أحب ذلك الإنسان الغارق في الذاتية، فإنه يحب من أجل ذاته، ويكون من يحبه مجرد خادم للذاته.. هو لا يحب الغير من أجل الغير، وإنما يحب من يشبعه في ناحية ما... يحب مثلاً من يمدحه، أو من يقضى له حاجياته، أو من يشبع له شهواته أو من يحقق له رغبة معينة.. فهو في الحقيقة يحب ذاته لا غيره وما حبه لغيره سوى وسيلة يحقق بها محبته لذاته. لذلك لا مانع عند هذا الشخص أن يضحى بهذا الحب إذا اصطدم بذاته ورغباته. ولعل هذا يفسر لنا الصداقات التي تنحل بسرعة إذا ما اصطدمت بكرامة ذاتية أو غرض ذاتى.. ولعل هذا يفسر لنا أيضاً الزيجات التي تنتهى إلى الطلاق أو إلى الانفصال بينما يظن البعض أنها قد بدأت بحب، وبحب عنيف أو عميق.. قطعاً أن ذلك لم يكن حباً بمعناه الحقيقى لأن في الحب تضحية، وفيه احتمالا وبذلا وعذراً للآخرين. والمحبة كما قال الكتاب: "تحتمل كل شيء".. كان في محبتهم عنصر الذاتية، لذلك ضحوا بهذه المحبة على مذبح الذاتية أيضاً.. إن المحبة تصل إلى أعماقها حينما تتكلل بالبذل.. إن المحب الحقيقى هو الذي يضحى من أجل أحبائه بكل شيء، ولو أدى الأمر أن يضحى بذاته.. وكما قال الإنجيل: "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه" أما المحبة التي تأخذ أكثر مما تعطى، فهى ليست محبة حقيقية، إنما محبة للذات. كذلك المحبة التي تحب لتأخذ.. إنها تحب ما تأخذه، ولا تحب من تأخذ منه. لذلك كانت محبة الله محبة كاملة مثالية، لأنها باستمرار تعطى دون أن تأخذ ولذلك أيضاً كانت محبة الأم لطفلها محبة حقيقية، لأنها باستمرار تعطى وباستمرار تبذل.. ولكن لعل إنساناً يسأل: ولماذا لا نحب ذواتنا؟ وأية خطيئة في ذلك؟ ومن من الناس لا يحب ذاته؟! إنها غريزة في النفس.. نعم، جميل منك أن تحب نفسك، ولكن تحبها محبة روحية تحب ذاتك من حيث أن تهتم بنقاوة هذه الذات وقداستها وحفظها بلا لوم أمام الله والناس.. و تحب ذاتك من حيث اهتمامك بمصيرها الأبدى ونجاتها من الدينونة الأخيرة حينما تقف أمام منبر الله العادل لتعطى حساباً عن أعمالها وعن أفكارها ونياتها ومشاعرها.. هذا هو الحب الحقيقى للذات.. الحب الذي يطهر الذات من أخطائها ومن نقائصها، ويلبسها ثوباً من السمو والكمال. وهناك شرط آخر لمحبة الذات الحقيقية، أن الإنسان في محبته لذاته يحب جميع الناس، ويكون مستعداً أن يضحى من أجلهم بكل ما يملك، ولو ضحى بذاته أيضاً... لا يجوز لك أن ترتفع على جماجم الآخرين، ولا أن تبنى سعادتك على شقائهم، أو راحتك على تعبهم.. ضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتك، وفضل خيرهم على خيرك. ودرب ذاتك كيف تضحى من أجل الناس، سواء شعروا بهذه التضحية، أو لم يشعروا، وسواء شكروا عليها أو لم يشكروا... من هنا علمنا السيد المسيح فضيلة عظمى، وهى إنكار الذات.. وشرح لنا كيف أن الذي يحب أن يسير في طريق الرب، عليه أولاً أن ينكر ذاته. إن الشخص النبيل لا يزاحم الناس في طريق الحياة، بل يفسح لهم مجالاً لكي يعبروا، ولو سبقوه.. أنه يختفى لكي يظهر غيره، ويصمت لكي يتكلم غيره ويمدح غيره أكثر مما يمدح نفسه، ويعطى مكانه ومكانته لغيره ان كان بذلك يسعد نفسه من نفوس الناس.. إن الإنسان الكامل هو دائم التفكير في غيره، ومحبة غيره، وصالح غيره، وأبدية غيره، وقداسة غيره أما ذاته فيضعها أخر الكل، أو يضعها خادمة للكل.. إنه لا ينافس أحداً من الناس. طريق الله يسع الكل.. وهو يشعر بسعادة عميقة كلما أسعد إنساناً يجد سعادته في سعادته، وراحته، يجد فيهم ذاته الحقيقية. لا ذاته الشخصية.. إنه يفرح لأفراحهم، ولو كانت الآلام تحيطه من كل جهة.. وإن أصابهم ألم لا يستريح، وإن كانت وسائل الراحة تحت قدميه.. إنه شمعة تذوب لكي تضئ للآخرين.. لا تفكر في ذاتها إنها تنقرض، إنما تنشغل بالآخرين كيف يستنيرون.. وفى أنارتها للناس لا تفرح بأنها صارت نوراً إنما تفرح لأن الآخرين قد استناروا.. ذاتها لا وجود لها في أهدافها.. ولو فكرت في ذاتها، لما استطاعت أن تنير للناس.. إن أنجح الناس في المجتمع هم الأشخاص المنكرون لذواتهم وأكثر الناس فشلاً هم الأنانيون. إن انجح أدارى هو الذي يعطى فرصة لكل إنسان أن يعمل، ويشرف على الكل في عملهم، ويبدو هو كما لو كان لا يعمل شيئاً بينما يكون هو مركز العمل كله. وأكثر إنسان محبوب في العمل، هو الذي كلما نجح عمله، يتحدث عن مجهود فلان وفلان، وينسب النجاح إلى كثيرين غيره، ويختفى هو كأنه لم يعمل شيئاً.. وكأنه يفرح بنجاح غيره لا بنجاح نفسه... إن الناس يفرحون بمن يعطيهم فرصة، وبمن يقدرهم، وبمن يشيد بمجهودهم. أما الإنسان المتمركز حول ذاته، الذي يخفى الناس لكي يظهر هو، ويعطل كل الطاقات لكي يمجد طاقاته الخاصة، فإنه يفشل في كسب محبة الناس، وقد يفشل العمل كله بسببه... الإنسان المخلص يهمه أن ينجح العمل، على أى يد تعمله. أما الأنانى فيهمه أن يتم النجاح على يديه، ولو أدى الأمر إلى تعطيل العمل كله. إن ذاتيته هي العقبة الكؤود التي تعرقل كل نجاح. الإنسان المتمركز حول ذاته لا يفكر في راحة غيره، سواء كان راحة فرد أو راحة المجتمع كله. ربما لا يهتم بالصلح العام، ولا بالنظام العام، وإنما يرضيه فقط أن يجد طريقة.. لذلك فإن الأنانيين هم أكثر الناس كسراً للقوانين. الرجل الكامل ينكر ذاته في علاقته بالناس، وأيضاً في علاقته بالله.. وما أجمل قول المرتل في المزمور "ليس لنا يارب ليس لنا، ولكن لاسمك القدوس اعط مجداً" إنه يبحث عن مجد الله وعن ملكوت الله أولاً وأخيراً.. يهمه أن يطيع وصية الرب، ولو أدى به الأمر أن يغضب ذاته، أو يضغط على نفسه، أو يضحى براحته. إنه يبذل ذاته من أجل وصية الله.. حتى في صلاته، ينسى ذاته ويذكر الله.. إننى أتعجب إذ أجد كثيرين في صلواتهم متمركزين حول ذواتهم.. كل صلواتهم طلبات خاصة.. يزحمون الصلوات بطلباتهم ورغبتهم، وأيضاً بخطاياهم واعترافتهم.. أما الله وملكوته فلا يشغلهم في الصلاة.. ما أجمل ذلك المصلى الذي يقول في صلاته: (من أنا يارب، التراب والرماد، حتى أتحدث عن ذاتى وطلباتى في صلاتى. أريد أن أنسى نفسي وأذكرك أنت، أريد أن أسبح في جمالك غير المدرك، وفى كمالك غير المحدود.. أريد أن أتأمل في صفاتك الإلهية التي تبهرنى فأنس ذاتى.. وعندما أنسى نفسى، سأجدها فيك، في قلبك الكبير المحب.. هذا القلب الذي احبه من أعماقى، والذى أود أن أحيا عمرى كله وأبديتى أيضاً متأملاً في محبته، وحنوه، وعفوه، ورقته، وطول أناته واشفاقه على الخطاة الذين أولهم أنا).. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مصيبة الحَسَد للقديس باسيليوس الكبير ليس في قلب الإنسان شهوة أسوأ من الحسد، فهو شيء لا يؤذي المحسود وحده، بل يقرض قلب الحاسد نفسه قرضا عميقًا، ويفعل فيه فعل الصدأ بالحديد. هو حزن تُحْدثه سعادة القريب. ودواعيه عند الحسود كثيرة: إن أخصب حقل جاره... او جمُل منظر داره... او كان سعيدًا مع أهله. كلّ هذه أمور توغر صدره وتزيد ألمه. فهو كالمسلوخ حيًا يؤلمه كل شيء. إن رأى شخصًا قويا ومعافًى، اغتمَّ، وإن قابل إنسانًا جميلًا، او آخر ذكيًا، جُرح، وإن علم أن أحدًا ناجح، أحسّ بما يُدمي قلبه. وأشقّ ما في هذه الداء انه مرض مخجل: ترى الحسود خافض البصر، كالح الوجه، يشكو ويُهزل، فتسأله عمّا به فيستحي أن يقول: إني حسود، أشعر بمرارة في نفسي، أتعذّب من سعادة صديقي ولا أطيق الآخرين، وأرى سعادة القريب سيفًا يمزّق أحشائي. هذا كان يجب أن يبوح به، ولكنه يفضّل الصمت، ويحتفظ بدائه الذي يضنيه ويفنيه. وما من طبيب ولا من دواءٍ يشفي هذا المريض، لأنّ ما يرجوه من عزاءٍ هو في خراب من يحسدهم. ولا حدّ لبغضه الا زوال نعمة قريبه. اذ ذاك ينهض ويُظهر له المودّة، حينما يراه باكيا. لا يعرف الفرح مع الفرحين بل يعرف البكاء مع الباكين. يتأسّف لوقوع النكبة، لا عطفًا على المنكوب، بل لكي يزيد إيلامها بذكر المفقود. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ضد الزنى للقديس غريغوريوس النيصّي نقلها إلى العربية المطران أبيفانيوس زائد "أما الزاني فإنه يجرم إلى جسده" (كورنثوس الأولى 18:6). إن بوق مواعظ الرسل الهائل يخطر الجند بكثير من قوانين الفضائل ليبعد الناس عن خطر الإهمال مضيفاً إلى ذلك المرسوم الحربي الآتي: أهربوا من الزنى لأن كل خطيئة يفعلها الإنسان هي خارج الجسد أما الزاني فهو يجرم إلى جسده. ولهذا، فالقديس بولس الرسول الخبير بأساليب الحرب الروحية يقود جنوده ويدرّبهم على استعمال أنواع المهارة؛ فتارةً يحثهم على الثبات أثناء المعركة: "انهضوا إذن وشدّوا أحقاءَكم بالحق" (أفسس 14:6). وإن رسم بكلامه لك صورة الزنى فأدِرْ له ظهرَك واهرب منه حتى لا تلتقيه، لأن الزنى يصوب سهامه إلى العين رأساً. لذلك يجب أن تضع نصب عينيك قول قائد جنود المسيح: "اهربوا من الزنى لأن الزنى نقيصة يجب الفرار منها أكثر من سواها". وهكذا إذا أمعنّا النظر في أعمال الخطيئة نرى غالباً أن الربح ينال في الظاهر المعتدين. أما الزنى فلا يعرف هذا التقييم ولا يفصل الجسد عن العمل. الزنى يسبب الضرر للإثنين معاً لأنه يدنّس الزاني والزانية بالإتحاد بالزنى، فالذي يدنّس جسد غيره يدنس نفسه أيضاً. قد لا يموت القاتل حينما يقتل غيره أما الزاني فإنه يُعَد دنِساً أيضاً. اهربوا من الزنى يوصي الرسول المملوء حكمة. لأن كل خطيئة يفعلها الإنسان هي خارج جسده. أمّا الزاني فيجرم إلى جسده؛ وهو ليس كالقاتل الذي يجرم إلى جسد غيره فقط ويحافظ على جسده، ولا كالطماع والسارق وغيرهما الذين يقصدون الضرر بغيرهم ويحافظون على أجسادهم... يُقدِم السارق على السرقة ليغذّي جسده. أما الزاني فيسلب جسده ويضعفه ويدنّسه. إن مجد الآخرين يؤلِم الحسود. أما الزاني فيهدم جسده بيده. كلّ خطيئة عار لأنها تثلم شرف النفس. أما الزاني فهو عبد الخطيئة الأحمق، لأنه بإرادته يدفن نفسه ويجمع كوماً من الأقذار حوله. أفليس من العته أن يسير الإنسان بين الأقذار، وأن يدور حول ما يشينه وأن لا ينزع عنه الأطمار الوسخة البالية؟ إن الزاني يُفصل عن جسد الكنيسة المقدسة ويهدم نفسه بالفساد اليومي أي بملذات الخطيئة ويتعرّض للشيطان الذي طبع عليه نتانته وفساده. إن حالة الزاني الخارجية لا تقل رداءة عن حالته الداخلية فهو غمّ لوالديه وعار لأقربائه وسخرية لأهل البيت وموضوع للهزء أمام الجيران ومدعاة احتقار الجميع. إنهم يهربون منه ويطردونه إذا رام الزواج، وإذا تزوّج فهو زوج مشبوه. لذلك أوصى الرسول بالفرار من الزنى. إن كلمات الرسول تذكرنا فوراً بيوسف الفتى الضعيف الذي تمت له الغلبة والمجد بهربه من الزنى المصري. أمور كثيرة كانت تغويه. السن الذي يقوى فيه حب الملذات، وغواية السيدة الجميلة ومراودتها له. فما أعظم فضل العفاف! لقد حوّل السيدة إلى أمة للعبد. إن المغرِي على الزنى كان واقفاً بالمرصاد يجذب الرداء مع الزانية شاعراً بحيلتها، وغير عالم أنه داخل في العراك مع فتى ماهر مدرب عفيف قادر على التخلص من السقوط في شرك المكر والدهاء. الكتاب المقدس يقول: "وترك رداءه بيدها هارباً منها إلى الخارج". ماذا كانت نتيجة هذا الفجور المصري؟ إنها ترمي الذنب على يوسف إذ أسرعت إلى زوجها قائلة: "كيف جئتنا برجل عبراني ليتلاعب بنا وكان عندما رفعت صوتي وصرخت أنه ترك رداءه بجانبي وهرب خارجاً" (تكوين 13:39-15). هنا أيضاً يُفترى على يوسف العفيف بالرداء. نعم أيها الأخوة إن الجرم ثبت في بادىء الأمر على يوسف بسبب الرداء لأن المرأة اتهمته بالزنى حينما أخذت الرداء بيدها. وهنا يصحّ أن نتذكر كلام السيد المسيح : "وعلى لباسي يقترعون" (مز 19:21). فلو لم تظهر فضيلة العفاف في يوسف لقال اللائمون أن الحادثة هي عمل الصدفة العمياء. فلكي يتلافى الله هذه الأحاديث عن البار سمح بوقوعه في التجربة حتى تكون شهادة له وردعاً للمفترين. إذن لنكرهْ الأساليب التي تحبّب إلينا الزنى ولنبتعد عنها ولنغمض عيوننا عن ملذاته وفتنه وليكن العفاف حارساً لأجسادنا، ولتسدّ الطهارة أعضاءنا حتى تكون أجسادنا مسكناً للروح القدس، ولنكتب على صفحات القلب الحكم المعلِن مصير الخطأة الرهيب: "من يفسد هيكل الله يدمره الله" (1كورنثوس 7:3). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوّل جريمة في التاريخ كانت بدافع الحسد: قَتْل قايين هابيل. بعد ذلك صار الحسد المؤثِّر الأكبر في سلوك الإنسان. لذا قال الجامعة: "رأيت كل التّعب وكل فلاحِ عملٍ أنّه حَسَدُ الإنسان من قريبه" (جا 4: 4). وبين التخصيص والتعميم رأينا ما فعله إخوة يوسف بن يعقوب به أنّه كان من حسد (تك 37: 11). وكذا انحسد داثان وأبيرام من موسى وهرون فانفتحت الأرض وابتلعتهما ومَن وما لهما (مز 105: 16 – 18). والأبرز أنّ رؤساء الكهنة والكتبة والفرّيسيّين ومَن سايرهم أسلموا يسوع إلى الرومان حسداً (مت 27: 18). سفر الأمثال يصف قسوة الحسد بأنّها كنخر العظام (أم 14: 30) ولطبيعة الحسد العاصفة في النفس يتساءل كاتب سفر الأمثال: "مَن يقف قدّام الحسد" (أم 27: 4)؟ وفي أكثر من مكان في العهد الجديد يرد الكلام على الحسد في معرض الكلام على الرياء والخبث والخصام والقتل (1 بط 2: 1؛ تي 3: 3؛ 1 كو 3: 3؛ غلا 5: 21...). والحسد يأتي من عشق للذات لأنّ "المحبّة لا تحسد" (1 كو 13: 4) وتالياً من شهوة الإثم والرغبة في اقتناء ما للخطأة والآثمين. لذلك لا يكفّ الكتاب العزيز عن التنبيه: "لا يحسدنّ قلبُك الخاطئين" (أم 23: 17)، "ولا تحسد عمّال الإثم" (مز 36: 1) و"لا تحسد الظالم ولا تختر شيئاً من طرقه" (أم 3: 31) و"لا تحسد أهل الشرّ ولا تشتهِ أن تكون معهم" (أم 24: 1). أن يطلب المرء ما للصالحين وأن يغار لهم، فهذه غيرة في الحسنى وهي حسنة (غلا 4: 18). أما أن يبغض النور (يو 3: 20) ويكمن للبار لأنّه يضايقه (حك 2: 12) ويعمل على التخلّص منه لأنّه يقف في طريق مراميه الفاسدة فهذا حسد وشرّ وخبث ورياء. قليلون يعون أنّ الحسد حاكمٌ بأمره فيهم. يغلِّفونه بغير غلافه ويسمّونه بغير أسمائه. يتلبّسون بالعِلم والمنطق والموضوعية لتمويه ما في داخلهم. هذه حركة تلقائية فيهم. لا يعرفون حقيقة ما في أنفسهم ودوافعهم ونواياهم. الحسد طاقة سالبة تأخذ شكل حرارة داخلية تنبعث من القلب وتقبض على الأحشاء وتنتشر في النفس والجسد كتيّار كهربي وتحاصر العقل وتمسك بزمام الإنسان وتؤثّر في حركة الدم فتوجّه الفكر والتصرّف في اتجاه مناقضة الإنسان الآخر، موضوع الحسد. الحاسد، إذ ذاك، يوجّه عينه الداخلية إلى معاينة سيّئات المحسود منه. هذه تجعله مبرَّراً في عين نفسه وتبعث فيه نشوة فاسدة. أما حسنات مَن هو مقابله فلا يراها كحسنات أو هو يغضّ الطرف عنها أو يَسِمُها بِسِمَاتٍ ونوايا مُغْرِضة. وبسهولة يخترع على مَن هو، في العمق، غريماً له، سيئات شتى. هذه يتحرّك عقله ليستجمع معطيات متفرّقة لدعمها لا صلة لها بهذه السيئات. لكنّه يربطها بعضها بالبعض الآخر بحركة فكرية مبتدَعة فتَبرز وكأنّها سلسلة متراصة من البيّنات تؤكّد تفسير الحاسد لها. كل ذلك بخباثة عميقة ورياء راسخ. إذا ما سمع الحاسد غريمه يتكلّم استَنْفَرت قواه الداخلية للحال. ما يخطر بباله أو حتى ما يجاهر به يكون على هذا النحو: صوته منخفض، صوته مرتفع عنده لهجة عدائية، يستخف بعقول الناس لا يعرف العربية، ارتكب أخطاء نحوية طريقته وعظية، متشدّد، زمّيت فكره غير واضح أفكاره ينقصها الترابط، متفلسف! متفذلك! مَن يظنّ نفسه يكون؟! وإذا ما قرأ له شيئاً يشعر بالضيق والاختناق متى عَبَر بأفكار نيّرة أو كان أسلوب صاحبه سلساً لطيفاً. ويسعى إلى تهدئة نفسه في اضطرابها بالبحث عن العيوب الكتابية الأسلوبية والأخطاء اللغوية في ما يقرأ. ينتقد بسهولة. ويستلذّ النقض تحت ستار الدقة في الكتابة والفكر القويم. والحاسد، إن طرق مسمعه كلام فيه تعرّض لمَن يحسده، شعر بالانشراح. فكأنّه ينال مكافأة. والشخص الثالب يصير له، إذ ذاك، قريباً. أما إذا سمع كلاماً طيِّباً في شأن المحسود منه فإنّه ينزعج ويضطرب ويسعى إلى تشويه صورة غريمه أو يسكت على مضض إذا لم يكن الظرف مؤاتياً للكلام وهو متضايق مشوّش. ولأجل المفارقة، قد يسعى الحاسد إلى مصادقة المحسود منه ويتملّقه. يرغب في أن يكون قريباً منه ليطّلع على أسراره وخصوصياته. هذا يعطيه مادة أوفر للشماتة والتشهير به وتقديم نفسه فيما يقوله في شأنه كعارف وخبير. الحاسد يأكل نفسَه غيظاً وحمقاً. إذا ما قيل له عن غريمه إنّه مريض أولُ ما يتبادر إلى ذهنه القول: "بيستاهل"! "خلّي يتعلّم"! هذا لأنّه متكبّر، "شايف حاله"! إلغاء الحاسد مَن هو محسود منه يصير مطلباً. إلغاؤه، فكرياً، أول الأمر. اعتباره كأنّه غير موجود مع أنّ الحاسد يشعر بوجود غريمه ثقيلاً في نفسه. لا مانع لديه أن يساهم في تشويه صورته أو إفساد سمعته أو إلغائه من أفق الناس. ومتى استبدّ الحسد بنفس صاحبه يصير مستعداً لأن يرضى بالتخلّص منه أو حتى بالاشتراك في ذلك. المحسود منه للحاسد عدو. يعتبر نفسه في حال حرب معه. يوحي الحسد للحاسد بأنّ كرامته جريح. لذا تصرّفه حيال غريمه أدنى إلى الانتقام. ما يعانيه الحاسد يردّه إلى المحسود منه. هو السبب! كلّ مصيبتي منه! لا يهدأ له بال لا في ليل ولا في نهار إلاّ إذا أزعج غريمه وشوّه صورته. وإذا ما حلّت بغريمه مصيبة أو مَرِض مرضاً خطيراً فإنّه يشعر بأنّ السماء عينها تزكّيه. يجيِّر اللهَ لنفسه ولفكره ولموقفه. لو لم يكن صاحبه ملوماً لما حصل له ما حصل. أما بعد فإنّ في كل نفس حسداً. ليس أحد خالياً من هذا الداء. هذا من فعل السقوط، من عشق الإنسان لنفسه. والحسد يقوى أو يضعف بمقدار اقتبالنا له أو مقاومتنا إيّاه. ونحن مقاوموه باسترحام الله أولاً وبذكر حسنات غريمنا ثانياً وجعل سيئاتنا نصب أعيننا ثالثاً. فقط الله قادر أن ينجّينا من ضواري الحسد فينا بتعاوننا. طالما الإنسان مستكبر فلا يمكنه أن يعرف حقيقة ما يفعله الحسد فيه. عليه أن يتّضع، أن يعرف نفسه، أن يحسّ بخطاياه، أن يقرّ بأنّه تراب ورماد، ونعمة الله تسلّط الضوء على شناعة هذه الخطيئة الرهيبة فيه. وكلّما شعر المرء بالضيق مما في نفسه وبالقرف وانتظر، بصمت، خلاص إلهه، مثابراً على لوم ذاته وإدانة ما في نفسه وذِكْرِ الموت كلّما كان أدنى إلى الخلاص من وحش ولا أشرس... في نفسه! الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكذب هناك كذب على الصدق وكذب على الحقّ. الكذب على الصدق أن لا تصدق. أن تقول رأيت فلاناً وأنت لم تره. وأن تقول فعلت كذا وأنت لم تفعله.. أما الكذب على الحقّ فأن تقصد الإساءة والتضليل. أن تقول سمعت أنّ فلاناً سرق أو زنى. قد تكونُ سمعتَ ذلك فعلاً وقد لا تكون. قد تقول الصدق في ما تنقله وقد لا تقول. ولكنْ ليس هنا بيت القصيد. بيت القصيد أن نيّتك من جهة مَن تنقل الخبر بشأنه غير نقيّة. تقول ما تقوله عنه وقصدك أن تؤذيه في سمعته أن تضلّل الآخرين في شأنه. في مثل هذه الحال قد تكون صادقاً لكنك لا تكون في الحقّ. سيّان عندك، ساعتذاك، أن تقول الصدق أو أن تخترع كلاماً على سواك. ليس هذا ما يشغلك والحال هذه. ما يشغلك أنّك تريد به شرّاً لأنّك لا تحبّه. تكذب في شأنه عن انتقام أو عن حسد أو بقصد التضليل لأنّ هذا يرضي غروراً فيك. ما يجعل الكذب لديك فضيلة أو رذيلة ليس محدوداً بقولك الصدق أو عدمه بل بما تقصده في نفسك.يسوع، لما ساير التلميذَين في الطريق إلى عمواس تظاهر كأنّه منطلق إلى مكان أبعد. بتصرّفه، على هذا النحو، أرادهما أن يصرّا عليه أن يمكث معهما. أخفى قصده وقال غير ما في نيّته ولكنْ للخير. لذا لم يأتِ سيّئة. وأنت إن أردتَ أن تصلح ما بين اثنين، كل يقول شرّاً في صاحبه وقصدت أن تنقل لكل منهما عكس ما سمعتَه من رفيقه لتقرّب ما بينهما فإنّك تصنع حسناً. هذا قال عن ذاك إنّه يكرهه وأنت تقول له إنّه يحبّه. هذا يقول عن ذاك كلاماً جارحاً وأنت تقول له إنّ الكلام في شأنه طيِّب. فإذا غضضت عن السيّئات وقلتَ الطيِّبات، إذا ما أحسنت التقريب ما بينهما وجعلتهما ينسيان سوء التفاهم بينهما وأن ما يقال هو من محبّي السوء الذين ينقلون كلاماً مسيئاً ليباعدوا ما بين الصديق وصديقه فقد تكون في موقع مَن يمكن أن ينجح في إحداث مصالحة حقيقية ما بين الإثنين. فإذا ما قرنت ذلك بإعلام كل منهما أنّك لم تنقل رأيه في صاحبه بل ما كان يليق به أن يكون عليه فإنّك، إذ ذاك، تمتِّن علاقة ما بين شخصين كادت أن تتداعى. ربما أخفيت، ربما لم تنقل الكلام بصدق، ولكنّك رتّبت المشهد على نحو جعل قلب هذا ينعطف على قلب ذاك. وفي ذلك فضيلة لأنّه قيل "طوبى لصانعي السلام فإنّهم أبناء الله يدعون". وعلى عكس ذلك كثيرون يقولون الصدق ولكنْ في معرض الإساءة للغير وفي معرض التضليل.هؤلاء يكذبون على الحقّ ولو صدقوا. لذا لا تصدِّق مَن كان على عداوة بسواه. ولو أتاك بوقائع فإنّه يستعمل الوقائع باطلاً. وإذا ما خرجتْ من فيه كلمة صادقة أخرج معها كلمات كثيرةً كاذبة. هو فقط يستعمل الصدق لأنّه يوافق مراميه. لأنّه يريد أن يعطيك الانطباع بأنّه صادق ويتوخّى الحقّ في كل ما يقول. الشيطان هو سيّد الكاذبين على هذا الصعيد. يصدقك أحياناً ليكذبك، ليضلّلك. أهل السياسة والتجارة، بخاصة، في العالم، يتعاطون هذا المسرى. ذكاؤهم، بعامة، مركّز على الخداع. لا فرق لديهم أن يصدقوا أو أن يكذبوا. كلا الأمرين لديهم وسيلة الغرض منها الربح، تحقيق المكاسب تحريك الرأي العام في الاتجاه الذي يرغبون. لذلك أهل السياسة والاقتصاد يمكن أن يتحوّلوا ولكنْ لا بالضرورة، لأنّ ثمّة، ولو قلّةً، لها ضمير حيّ أقول يمكن أن يتحوّلوا إلى أبناء للشيطان. ميدان المال والسلطة هو الأمثل لعمل الشيطان. هناك مَن ينشغلون بمصير فرد أو جماعة صغيرة ويرومون أن يتسلّطوا عليها وهناك مَن ينشغلون بمصير أمّة أو أمم. إبليس يعمل هنا وهناك، على هذا الصعيد وعلى ذاك. لكن فنونه التضليلية تتفتّق بخاصة على صعيد مصير الأكثرين. لذا كان الكذب على الحقّ لدى بعض أهل السياسة والاقتصاد مرهفاً ذكياً خبيثاً. هؤلاء خبراء في الابتزاز والإرهاب كما هم خبراء في لعب دور الحمل. يهمّهم مظهرهم وصورة الناس عنهم. يعرفون جيداً أن يستغلوا الإعلام وأن يلعبوا على عواطف الناس. يعلمون أن يطلقوا الشعارات ويحرِّكوا الجماهير وأن يشوّهوا صورة خصومهم وسمعتهم. هؤلاء يصيرون أبناء الشيطان بامتياز. يصير لهم فكر الشيطان. يكونون في وضع يستطيع الشيطان معه أن يبثّهم فنوناً من الرياء والخباثة والضلال. كل هذا كذب على الحقّ. كل قوى الإنسان، في هكذا سياق، يتحوّل إلى أدوات للكذب ولا يعود لدى الأكثرين حدود أو محرّمات. هذا لأنّ المال يُسكر والسلطة تُسكر. ليس كهذين الأمرين يجعل الإنسان قريباً من تذوّق الألوهة بشرياً الألوهة المتمثّلة في السيطرة على حياة الشعوب ومصائرها. على أن بذرة الكذب على الحقّ كامنة في كل نفس.مَن كان عابداً لنفسه، لفكره، لهواه، فليس في الحقّ. وكذا مَن لم يكن محبّاً لله أولاً ولإخوته كنفسه. طالما الإنسان إلهُه نفسه وهواه عبادتُه فكل شيء لديه يصير مباحاً. إن لم يكن بذل النفس أساس سلّم الفضائل في مسرى العلاقة بالغير لديه فديدن الإنسان الرذائل. وأساس سلّم الرذائل هو مبدأ اللذّة. اللذّة تمسي الفضيلة لديه. همّه نشوة نفسه، أناه. أن يبدو عظيماً.. أن يقول الناس فيه حسناً. أن يكون الآخرون رهن بنانه. هنا تكمن الرؤية الداخلية لعاشق نفسه. الآخرون لديه أدوات برسم الاستعمال، لا فرق قلّة كانوا أم كثرة. الإحساس بالآخرين، إذ ذاك، يموت. يتحوّل الآخر لديه رقماً، حالةً، ملفّاً. أن يموتوا وأن يعيشوا سيّان لديه. المهم أن يحقّق حلمه، رؤيته. أن يدور الآخرون حوله حول ما يقول وما يفعل. لذا كان الكاذب على الحقّ قاتلاً أبداً. يلغي الآخرين بسهولة. وإن لم يلغهم في الفكر يلغيهم في الفعل. يتخلّص منهم بالدم البارد وفي إطار نظرية التضحية بالفرد خدمة للجماعة. يمتهن الكذب لدرجة أنّ كيانه كلّه يصير مشبعاً بالكذب. فيصير الكذب لديه هو الحقّ ويَسخر من الحقّ الحلال. يعتبره غباءً. لذا قيل الكذب ملح الرجال. كل هذه استعدادات كامنة في النفس الساقطة. فقط الظروف والوضعيات تنمي الكذب في النفس لتبلّغه منزلة رفيعة من الرياء والخباثة وتشييء الله والناس. أما بعد فالنقاوة هي أن تخرج من لولبية الكذب على الحقّ. حين تمسي عينك بسيطة، عينُك الداخلية، إذ ذاك تقيم في الحقّ. لذا فتّش عمّا في نفسك. رُمِ الخيرَ في كل ما تفعل. مظهرك لا يهمّ. إنسان القلب الخفيّ هو الأهم. هناك تلقى ربّك ناظراً. هناك تلقى الإنسان كلّه. بنقاوة القلب يتنقّى كل ما فيك. بذا تصدّق الحقّ، تصدّق الروحَ. المهم ألا تكذب على الله. الكذب على الحقّ كذب على الله. ومَن كذب على الله كان مصيره كحنانيا وسَفِّيرة اللذين اتفقا على تجربة روح الربّ فكانت النتيجة أن وقعا وماتا. خوف عظيم على جميع الكنيسة صار إثر ذلك. المهم أن يخاف كلٌّ الله، كلٌّ الحقّ. بدء الحكمة مخافة الله. هذه هي الدرب المفضية إلى الحكمة الحقّ التي تُعطَى من فوق للذين يتنقّون من الكذب على الحقّ. |
الساعة الآن 10:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025