![]() |
الطريق والحقّ والحياة أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ( يو 14: 6 ) كان مُزارعًا عائدًا إلى منزله في المساء، في يوم عاصف، وفي طريق مُغطّى بالثلوج الكثيفة. وكانت السماء مليئة بالغيوم والسُحب القاتمة. وفجأة اكتشف أنه ضلَّ الطريق، فساورته المخاوف. ولكن بعد فترة، رأى في الثلوج آثار حديثة لعربة أخرى يجرّها حصانين؛ فعاد إليه الأمل والرجاء في أن يجد الطريق، وأسرع بعربته حتى أدرك العربة التي أمامه. فتحوّل إليه قائد العربة الأمامية وناداه قائلاً: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجابه المزارع وقال: لقد ضللت الطريق! أريد فقط أن أتبعك وأرى الطريق. فقال الأمامي: ولكنني أنا أيضًا ضللت وأبحث عن الطريق! وصُدم هذان الرجلان عندما أدركا موقفهما. ولولا أن جاءت رياح شديدة، أزالت السحب والغيوم، وجعلتهما يريان نجم القطب الجنوبي، لهلكا. وبفضل النجم السماوي فقط، استطاعا أن يجدا طريقهما ويعودا كلٌّ إلى منزله. عزيزي: ألا نُشبه أحيانًا كثيرة المُزارع في هذه القصة؟ أ لسنا كثيرًا ما نبحث عن الطريق خلف الآخرين؟ أ لسنا نجري وراء الناس في طرقهم بحثًا عن الطريق، لنكتشف في النهاية أنهم هم أيضًا بشر مثلنا ضلوا الطريق! «كلُّنا كغنمٍ ضللنا، مِلنَا كل واحدٍ إلى طريقه» ( إش 53: 6 ). لنتوقف ونسأل أنفسنا: إلى أين تقودنا الطريق التى نسلكها؟ إننا إذا قَبلنا الرب يسوع المسيح مُخلّصًا شخصيًا، وتبعناه ( 1بط 2: 21 )، فإنه سيقودنا حتمًا إلى حياة في أمان، وأبدية سعيدة مباركة. لقد قال، وما أصدق قوله: «أنا هو الطريق والحق والحياة» ( يو 14: 6 ). فإذا شعرت بأنك تائه وضائع ضللت الطريق، فإني أرجوك ألا تتبع عقيدة أو إنسانًا، مهما عَلا شأنه، بل تعال إلى المسيح لتعرف الطريق، وتنال الحياة الأبدية. إن الرب يسوع المسيح هو «الطريق»؛ الطريق الوحيد إلى الآب «ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلا بي» ( يو 14: 6 ). وهو ـ تبارك اسمه ـ «الحق»؛ ويا له من ضمان لنا في هذا العالم، حيث إبليس، المُخادع الأكبر، ينسج حبائل الغش ليصيد بها الغافل. فالرب، الذي هو الحق، هو كفايتنا لنفحص به فلسفات البشر واقتراحات العدو، التي تجد قبولاً ورواجًا بين الناس. وهو ـ له كل المجد ـ «الحياة»؛ «الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» ( 1يو 1: 2 )، والتي هي هِبة الله لكل مَن يؤمن بابنه. |
دورات البكرة بِالقَضِيبِ يُخْبَطُ الشُّونِيزُ . وَالكَمُّونِ بِالْعَصَا ... فَيَسُوقُ بَكَرَةَ عَجَلَتِهِ ( إش 28: 27 ، 18) (1) الكمون: إن تلك الحبة الدقيقة صورة لمَن يحملون في نفوسهم طابع الرقة والإحساس المُرهف. فتلك النوعية تتأثر سريعًا وبقوة بمعاملات الله الرقيقة والتي تُشبه رقة العصا مع حبات الكمون. (2) الشونيز: هو نوع من النبات يُطلق على بذاره ـ حبة البَرَكة ـ فبالقضيب يُخبط الشونيز، والرب يستخدم قضيب الأرض الناشفة حيث الجدوبة والوحشة ـ مزمور65: 10. ففي برية يهوذا بعيدًا عن قصور الملوك ورفاهيتها تتعلم النفس كيف تجد الخصب والري رغم الجدوبة والقيظ! وكيف تتلذذ بالشَحم والدسم رغم الجوع والفاقه! وكيف يترنم القلب في سكون الليل الرهيب! (3) القمح: على القمح دارت البكرة. ويا له من دوران! فقد دارت البكرة قديمًا على يعقوب وكادت أن تزهق روحه حتى صرخ قائلاً: «صار كل هذا عليَّ؟» عزيزي .. قد تكون تحت وطأة ضغوطًا نفسية، أو ألَمَّت بك أزمة صحية، أو تعرضت لخسائر مادية، أو عدم الاستقرار في عملك زمنيًا أو في بيتك عائليًا، أو ظلمًا اجتماعيًا ... يا رب: ما لهذه البكرة تأبى التوقف عن الدوران؟ لأن حكمة الله من دوران البكرة أن يختفي كل ما هو من الإنسان، ويلمع كبريق الذهب كل ما هو مودَع من الله في أعماق النفس. عندما سؤلت أخت تقية عن ظروفها الصعبة ورَّد فعلها، قالت: ”إن كل ضيقة تحدث لي تسبب لي عَجبًا. لأنني أنتظر وأرى كيف يحلها الرب وكيف يُخرجني منها. إنني أقف جانبًا كالمتفرجة، وأرى دائمًا محبة الله وعنايته التي لم تَخب في يومٍ واحد. وكل مرة أراه يحلها بطريقة مختلفة عن سابقتها، وقد تعلَّمت الآن بخبرتي أنه بطريقة أو بأخرى لا بد ان يجعل الله كل الظروف تمر بسلام“. * ليس بالضرورة أن أفهم الأمر بتفاصيله، ولكن عليَّ أن أسير خطوة خطوة في جو الشركة واثقًا في حكمة الله المطلقة، وحتمًا ستكون البركة من نصيبي. |
عُشٌّ في شعرك وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً،.. ( يع 1: 14 ، 15) هناك عبارة مشهورة تقول: ”إنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من أن تطير فوق رأسك، لكنك بكل تأكيد تستطيع أن تمنعها من أن تبني عُشها في شعرك“. وهذا يوضح ما يجب على كل واحد منا أن يفعله ليتغلب على ميول الجسد ورغباته. فسواء كانت التجربة هي أن تفكر أفكارًا رديئة، أو تذهب إلى حيث لا يجب أن تذهب، أو أن تعمل ما لا يجب عمله، فإن القاعدة التي تنطلق منها كل شهوة شريرة هي العقل غير الخاضع لإرادة الله. وبينما نحن نسلك في هذا العالم، فإن التجارب ستأتينا في صمت وبسرعة ودون توقع منا، كما تأتي الطيور أحيانًا في أسرابٍ كاملة. وفي الكتاب المقدس فإن الطيور عادةً تُستخدم لتمثل الشر. وبينما نحن لا نستطيع أن نمنع التجارب الشريرة والشهوات المختلفة من أن تعبر أذهاننا، إلا أننا نستطيع أن نأخذ خطوات حاسمة لنبعدهم عنا، بمجرد أن يحاولوا أن يتخذوا لهم مسكنًا في عقولنا. وقطعًا ليس لدينا عُذر لنسمح للأفكار الخاطئة أن تمكث في رؤوسنا فترة تكفي لتجعلها تحبل وتلد نوايا خاطئة وتصرفات شريرة. وبينما نجد في هذا القول المأثور الطريقة التي بها نتعامل مع الأفكار الشريرة، فإن الأعداد الموجودة أعلاه من رسالة يعقوب تخبرنا عن الخطية ونتائجها، إذا سمحنا لها أن تعشش في عقولنا. وبولس أيضًا يؤكد على عواقب الخطية إذ يقول إن أجرة الخطية هي موت ( رو 6: 23 ). فكيف إذًا نبعد الخطية عنا؟ إننا نفعل ذلك عندما نستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح ( 2كو 10: 5 )، ونترك له المجال ليحكم على كل فكر هل هو صحيح أم خاطئ. إن حضور الرب في قلوبنا لا بد وأن يُعطينا تمييزًا، وهل تستطيع الخطية أن تستقر في عقولنا أو نستخدمها إذا كان لنا فكر أو ذهن المسيح؟ ( 1كو 2: 16 ). عزيزي: تُرى هل تركت أية طيور تبني أعشاشها فوق رأسك؟ هل استسلمت للتجربة؟ هل وصلت الخطية إلى أفكارك وشرعت في التأثير على تصرفاتك؟ لو كان الأمر كذلك فتذكَّر 1يوحنا1: 9 «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم». اعترف بذلك فورًا، وتذكَّر أننا نبدو أغبياء وبلا فائدة لله عندما تكون أعشاش الطيور هذه فوق رؤوسنا. |
موت المسيح وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ ... لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ ( عب 2: 9 ) لقد صُولِحنا مع الله بموت ابنه ( رو 5: 10 )، فتجسُّده، أي أخذه طبيعة إنسانية لم يكن ليصالحنا مع الله، كما لم يكن ممكنًا أن يُزيح عنا خطايانا. لم يكن السبيل إلى ذلك إلا بموته. ولقد كان لازمًا أن ابن الله يصير إنسانًا ليموت. ولكن صيرورته إنسانًا شيء، وموته على الصليب شيء آخر. كان لا بد أن يصير إنسانًا، وكان لا بد أن يعيش ويعمل على هذه الأرض لمدة 33 سنة. كان يتعين عليه أن يعتمد في الأردن، وأن يُجرَّب في البرية. وفي أي نقطة بين المذود والصليب، كان بمقدوره، لو أراد، أن يعود إلى الآب، حيث مناخ القداسة والمحبة الفائقة. ولكن الذي حتَّم موته هو حُبُّه السرمدي اللا نهائي. لم يكن للموت سلطان عليه، ولكنه لما أراد أن لا يعود إلى المجد وحده، كان لزامًا عليه أن يموت « إن لم تَقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ). ولما أراد أن يصطحبنا معه إلى المجد، كان ضروريًا أن يموت «لأنه لاقَ بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وهو آتٍ بأبناءٍ كثيرين إلى المجد، أن يُكمَّل رئيس خلاصهم بالآلام» ( عب 2: 10 ). ولكي يفتح لنا طرِيقًا حدِيثًا حيًّا إلى محضر الله، كان لا بد أن يموت «فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرَّسه لنا حديثًا حيًا، بالحجاب، أي جسده» ( عب 10: 19 ، 20). إن موت المسيح هو أساس كل البركات التي حصلنا عليها: هل كنا أمواتًا نحتاج إلى حياة؟ لقد بذل جسده من أجل حياة العالم «أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكلَ أحدٌ من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم» ( يو 6: 51 ). هل كنا مُذنبين نحتاج إلى عفو وغفران؟ «بدون سفك دم لا تحصُل مغفرة!» ( عب 9: 22 ). هل كنا أعداء نحتاج إلى مصالحة؟ لقد كان «صولحنا مع الله بموت ابنهِ» ( رو 5: 10 )، وهكذا صار لنا سلام مع الله. وبالاختصار، إن موت المسيح هو الذي منحنا كل الهبات والبركات، وبدون موته لم يكن لنا شيء على الإطلاق. قد سُفك الدمُ الزكي من حَملِ اللهِ الكريـمْ والآن أبانا السخـي يعطي بجودٍ مستديـمْ |
روعة التسبيح للرب سبحوا الرَّبَّ، لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلهِنَا صَالِحٌ. لأَنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ ( مز 147: 1 ) كلمات موجزة لكن ما أعمقها. ما أبلغه وصفًا للتسبيح! في ثلاث كلمات: ”صَالِحٌ ... مُلِذٌّ ... لاَئِقٌ“. والتسبيح هو تعظيم الرب لذاته، ومدح صفاته، وترديد فضائله المتفردة المنقطعة النظير. فمن حيث الجوهر: التسبيح هو صالح وجيد، وهو أعظم وأثمن ما يمكن أن يُقدّمه كائن عاقل، لله. ومن حيث التأثير: التسبيح هو ملذ ومسر، فكل ما يُسرّ الرب، يُسرّ قديسيه. إن التسبيح هو جو السماء. ومن حيث المظهر التسبيح هو حسنٌ ولائق «بِالمستقِيمِين يلِيق التَسبِيح» ( مز 33: 1 ). قالوا عن التسبيح: * ”الأنانية تجعلنا نُطيل الأدعية، أما المحبة تجعل صلواتنا تقصر وتسبيحنا يكثر“ (جون بالسفورد). * ”التسبيح للرب لائق وجميل لأنه لا يوجد أقبح من الجحود، بينما يطل الجمال من إنسان يشكر إلهه بامتنان وإجلال“ (ويليام نكلسون). * ”ما أبهى تلاميذ المسيح بعد أن كساهم برداء التسبيح“ (تشارلس سبرجن). كان الملوك والعظماء قديمًا ( خاصة في منطقتنا العربية) يوظفون شعراء في قصورهم ليقولوا قصائد مديح لهم، مُستخدمين أقوى التعبيرات الغنية بالصور البلاغية، يُعبّرون فيها عن محاسن ملكهم أو ملكتهم. لدرجة أنهم كانوا يتبارون بمنافسة حامية الوطيس لكي يسترضوا أسيادهم ويستجدوا منفعة من رضاهم. هذه القصائد مشبَّعة بالكذب والتملق والنفاق والمبالغة التي تفوق الوصف، أقل ما يوصف به أنه ”مديح غير لائق“، فهم يرددون سجايا وفضائل ليست في محلها، لا تنطبق من بعيد أو قريب على أسيادهم. وتوجد قاعدة شعرية تقول: ”أروع الشعر أعذبه“، أو أكذبه؛ لكن داود، صاحب الشعر المجيد كانت قاعدته هي: ”أروع الشعر أصدقه“. وقد وصف التسبيح للرب بأنه «لاَئِقٌ»، لأنه في محله؛ ليست فيه ذرة مبالغة أو تملق مطلقًا، بل ستبقى اللغة ذاتها عاجزة عن أن تجد الكلمات التي تصف عظمة صفاته وفضائله المجيدة. |
إلـه الصلاح اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذَلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ ... مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌِ ( مز 25: 8 - 11) إننا في علاقة مع إله الصلاح الذي سيُظهِر في الدهور الآتية غِنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. ولأن الله الصالح أبدي، فصلاحه أبدي. وسيُظهِر صلاحه لنا إلى الأبد، وسنبقى إلى الأبد مباركين ببركاته غير المحدودة. وماذا سيفعل الله لإظهار غنى صلاحه أمام الملائكة وأمام الكون بأجمعه؟ سيأخذنا ـ نحن الذين كنا أتعس الخطاة نظير ذلك اللص الذي كان مُعلقًا على الصليب قصاصًا عادلاً لجرائمه، ويُوجِدنا في نفس المجد الذي فيه ربنا يسوع المسيح. ففينا يُظهر الله أنه «صالح ومستقيم». نحن الذين نعترف أننا كنا ضعفاء وتُعساء، قد اختارنا الله لأنه يريد أن يُظْهِر عظمة صلاحه، ولذلك كان لا بد أن يأخذ أقل الناس استحقاقاً ليُظْهِر كم هو صالحٌ. أ ليس هذا مما يجعل قلوبنا تغني بفرح؟ ولا يمكن أن الله يتوقف عن إظهار صلاحه لنا، وإلا كان صلاحه محدودًا، وحاشا أن يكون كذلك. لقد «غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه» ( 1يو 2: 12 ) وهو «يرُّد نفسي. يهديني إلى سُبل البر من أجل اسمهِ» ( مز 23: 3 ). ومجرَّد إدراك عظمة صلاح الله من نحونا يجعل نفوسنا مستقيمة ومخلِصة أمامه، غير راغبة أن تُخفي عنه شيئًا، لأنها تعلم أنه في صلاحه العظيم، قد غَفر لها كل خطاياها وأبعدها إلى الأبد بواسطة ذبيحة ابنه «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارةً لخطايانا» ( 1يو 4: 10 ). انظر كيف كان الرسول بولس وهو شاعر بالسلام الكامل في حضرة الرب، يتكلم معه عن خطاياه السالفة قائلاً: «يا رب، هم يعلمون أني كنت أحبس وأضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك. وحين سُفك دم استفانوس شهيدك كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتلهِ، وحافظًا ثياب الذين قتلوه» ( أع 22: 19 ، 20). لا يمكن أن توجد استقامة حقيقية في قلوبنا إلا متى رأينا وشعرنا بالحالة التي نحن عليها أمام الله كخطاة، ووثقنا أن الله قد غفر لنا كل خطايانا «من أجل اسمهِ»، ومن أجل صلاحه. وفي اللحظة التي فيها تستطيع النفس أن تقول: «من أجل اسمك يا رب اغفر إثمي لأنه عظيمٌ»، يُظهِر الله ذاته لها في عظمة صلاحه، ثم تتقدم النفس لتختبر أن الله صالح ومستقيم دائمًا، وأنه يُعلِّم الخطاة الطريق. إله الأمانة عظيم الصنيـعْ يا ملجأ يا قوة يا حصنـي المنيعْ |
داود .. صورة للمسيح (2) يَا مَفِيبُوشَثُ ... لاَ تَخَفْ. فَإِنِّي لأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ ( 2صم 9: 6 ، 7) 5- كانت الكلمة الثانية التي نطق بها داود أكثر جمالاً: «لا تخف» ( 2صم 9: 7 ). وهذا التعبير كثيرًا ما يتكرر في كلمة الله. فاستخدمه الله عندما تكلم مع كلٍّ من: أبرام ( تك 15: 1 )، إسحاق ( تك 26: 24 )، يعقوب ( تك 46: 3 )، يشوع ( يش 8: 1 )، وكذلك استخدمه الرب يسوع مع تلاميذه القلقين ( لو 12: 32 )، وعندما تكلم ـ كالمخلِّص المُقام ـ مع يوحنا الذي سقط عند رجليه كميت ( رؤ 1: 17 ). بنفس هذا التعبير طمأن داود مفيبوشث. واستكمل داود قائلاً: «فإني لأعملَنَّ معك معروفًا من أجل يوناثان أبيك» ( 2صم 9: 7 ). 6- لم يكتف داود بما قاله من كلمات سابقة، بل استطرد قائلاً: «وأرُّد لكَ كل حقول شاول أبيك» ( 2صم 9: 7 ). فلم يكتفِ داود بمنح الحياة لمفيبوشث، والذي كان في حكم الموت، بل أعطاه أيضًا ميراثه المفقود. ومرة أخرى نرى داود رمزًا لمَن «فيهِ أيضًا نلنا نصيبًا (ميراثًا)» ( أف 1: 11 ). فهذه الصورة التي نراها هنا، لا يمكن أن تكون رُسمت بيد فنان بشري. 7- بالإضافة لكل ما سبق، وهَب داود مفيبوشث وضعًا مُكرَّمًا عندما قال: «أنت تأكل خبزًا على مائدتي دائمًا ... كواحدٍ من بني الملك» ( 2صم 9: 7 ، 11). عندما اكتشف الابن الضال أنه ”محتاج“، وأنه على وشك أن ”يهلِك جُوعًا“ عاد إلى بيت أبيه حيث وجد ”العِجْل المُسَمَّن“ ( لو 15: 14 ، 17، 23). وهذا يُرينا كَرَم الله وصلاحه عندما يُغدق على الخطاة المُفلسين بغنى نعمته الفائق ( أف 2: 7 ). فالله في صلاحه عندما يُعطي، يُعطي أفضل ما عنده، وليس أقل من إعطائنا أفضل ما عنده يُمكنه أن يشبع قلبًا تعوَّد أن يُعطي «كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة» ( يع 1: 17 ). فلم يأكل مفيبوشث على مائدة داود باعتباره ضيفًا أو غريبًا، بل باعتباره أحد أفراد العائلة المَلَكية. وهذا هو أيضًا مقامنا «أُنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله!» ( 1يو 3: 1 ). فما ربحه مفيبوشث كان أكثر مما خسره. وما ربحناه نحن في المسيح أكثر بكثير مما خسرناه في آدم. |
استعد للمستقبل
فِرْعَوْنُ ... يَأْخُذْ خُمْسَ غَلَّةِ أَرْضِ مِصْرَ فِي سَبْعِ سِنِي الشَّبَعِ.. َيَخْزِنُونَ .. وَيَحْفَظُونَهُ. فَيَكُونُ الطَّعَامُ ذَخِيرَةً.. ( تك 41: 36 ) حلم فرعون مَلك مِصر حُلمين، وإذ اهتم بمعرفة معنيهما التجأ إلى حُكمائه والسحرة ( تك 41: 8 ). كلاَّ يا صديقي إنَّ العالم لا يستطيع أنْ يُعطيك معلومات حقيقية عن طرق الله، أو قصده، فإذا أردت أنْ تتعلَّم أفكار الله عليك برجال الله وكلمته. وإذ كان يوسف له فكر الرب، استطاع بسهولة أنْ يُفسر الأحلام. سوف يكون أولاً سبع سنين من الخير الكثير ثم يتبعها سبع سنين أُخر من الجوع الذي لا نظير له. وكانت نصيحة يوسف في غاية البساطة. في أثناء سنين الوفرة ادَّخر للمستقبل. آه! استعد للمستقبل، هذه هي الفكرة. استعد للمستقبل يا صديقي. أنا لا أقصد أمور هذه الحياة، فأنت تعلم أنَّ لا أحد يُمكنه أنْ يُؤمِن المستقبل في هذه الحياة. معظم الناس الذين نراهم، مشغولين جدًّا وجادين في رغبتهم في تقدمهم الزمني في هذا العالم. آه لو كانوا في مثل هذا الاجتهاد بخصوص حياتهم الأبديَّة. إنَّهم حريصون جدًّا على الأمور الزمنية حتى إنَّهم يتجاهلون الأبدية تمامًا. سمعت عن واحد عملاق في ”البيزنس“ وكان ناجحًا بصورة مُذهلة. ذات صباح أتاه صديق قائلاً: ”هل سمعت عن الموت المؤسف الذي أصاب الأستاذ براون؟“ فأجاب: ”براون مات! براون مات!“ وأضاف متهكمًا: ”لماذا لا أملك أنا وقت لكي أموت، أنا بعيد جدًّا عنه، فأنا مشغول جدًّا“. ثم انحنى ليربط حذاءه، وسقط على الأرض ميتًا! عزيزي: يمكن أنْ يكون الدور عليك. فهل أنت جاهز؟ هل أنت مستعد؟ هل تغيرت؟ هل التفتّ إلى الرب؟ آه يا صديقي، استعد للقاء إلهك. لقد كان يوسف حكيمًا إذ أخبر فرعون أنْ يحتاط من أجل المستقبل. وأنا أريدك أنْ تكون جاهزًا للأبديَّة. أريدك أنْ تستعد لأهم لحظة في كل حياتك. عندما سوف تضطر إلى الخروج من هذا العالم. ما هو الموت للمسيحي؟ إنَّه العبور للمجد. لكن ما هو الموت للخاطئ؟ يمكنك أنْ تجاوب ”لا أعرف“، فأنا أعرف أشخاصًا قالوا إنَّه لا يمكن معرفة هذا الأمر لكني واثق أنَّك تستطيع أنْ تعرف، لأنَ الله كشف في كلمته عن مستقبل الخطاة «الذين سيُعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته» ( 2تس 1: 9 )؛ لأن نصيبهم «في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني» ( رؤ 21: 8 ). يا له من مصير مرعب! |
نجاتَكُم تقترب عَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ ...وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هَذِهِ ..، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ ( لو 21: 25 - 28) سأل التلاميذ مُعلّمهم قبل صلبه بيومين أو ثلاثة: «ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟» ( مت 24: 3 )، فكانت كلماته الصريحة أن الأيام الأخيرة التي تسبق مجيئه ليست أيام رخاء وازدهار، بل أيام مُعاناة وضيق. وتَجَمُّع الكثير مما قاله المسيح في حديثه الجامع المانع، في نبوة جبل الزيتون، في الأيام التي نعيشها الآن، يجعلنا نعتقد جازمين أننا وصلنا إلى الأيام التي تسبق مجيء الرب مباشرة. من ضمن ما قاله المسيح في هذا الحديث: «على الأرض كَرْب أُمم بحيرة ... والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة». ثم يقول: «ومتى ابتدأت هذه تكون، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب» ( لو 21: 25 -28). وعبارة ”كَرْب“ التي وردت في حديث الرب تعني، في الأصل اليوناني: ”ضغطات من كل جانب“. وعبارة ”حيرة“ في الحديث ذاته، تعني حرفيًا بحسب الأصل اليوناني أيضًا ”لا مخرَج“. وعليه فإن عبارة «على الأرض كَرب أُمم بحيرة» هي وصف في منتهى الدقة للأزمات السياسية التي نعيشها اليوم، حتى لم يَعُد أحد، ولا أقدر السياسيين، يدري كيف يمكن حلها. وهذا كله صوت قوي، بحسب تعليم هذه العظة، على أننا نعيش في الأيام الأخيرة. ولكننا نوّد أن نلفت النظر أننا بحسب هذه الكلمات الرائعة، نقف في مُباينة كاملة مع الناس، لأننا نتبع عالمًا مختلفًا. فهذه الحيرة وهذا الارتباك من جانب البشر، يقابله من جانب المؤمنين أن يرفعوا رؤوسهم لأن نجاتهم تقترب! إن الله معنا في هذه الظروف «الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجد شديدًا. لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار». وكما بدأ بنو قورح مزمورهم بالقول «الله لنا»، فإنهم ختموه بالقول: «رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب» ( مز 46: 1 ، 2، 11). وبين بداية هذا المزمور الفائضة بالتعزية، ونهايته الممتلئة بالثقة، تَرِد هذه الكلمات العجيبة: «هلمُّوا انظروا أعمال الله، كيف جعل خِربًا في الأرض» ( مز 46: 8 ). إخوتي الأحباء: ارفعوا أعينكم عما يفعله الأشرار، وانظروا أعمال الله! تأملوا كيف أن الله من وراء كل الخراب، يتمم مقاصده الصالحة، وكلمته التي لا يمكن أن تسقط أبدًا. ثبِّتوا عيونكم إلى العلاء واعرفوا أنه ما زال على العرش، ولن يتم مطلقًا سوى ما انتواه. |
تربية الأولاد رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ ( أم 22: 6 ) إذا كنا نريد لأولادنا أن يحيوا حياة مسيحية حقيقية فإنني أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يرى الأولاد أن والديهم عائشون للمسيح وليس للعالم ـ وأنهم يضعون المسيح والأمور الإلهية قبل أمور الزمان الأرضية. اقرأوا مع أولادكم الكتاب المقدس وبصفة خاصة العهد الجديد. صلُّوا كل يوم مع أولادكم. دعوهم يروا أنكم تأتون بكل شيء إلى الله في الصلاة. وبالاختصار ليروا أنكم لستم المهتمين بتدبير أمور الحياة، وأنكم لا تطلبون إتمام مشيئتكم بل تلجأون دائمًا إلى كلمة الله لمعرفة فكر الآب وتسألون الله في الصلاة عن كل شيء لطلب معونته وإرشاده في كل أمور الحياة. حينئذ عندما تطلبون من أولادكم عمل أمر ما أو تمنعوهم عن فعل شيء ما، فإنهم يشعرون أنكم أنتم قد أسلمتم مشيئتكم للرب، وتريدون منهم أن يمجدوا الله بحياتهم، لأن الرب قد وضع عليكم هذه المسؤولية. ولا تنسوا أن تلاحظوا ماذا يقرأون، وحسنًا تفعلون إذا وفَّرتم لهم القراءات الجيدة التي تساعدهم على تنشئة حياتهم الروحية. علّموهم أن يفعلوا كل شيء كما للرب لمجد اسمه ولمسرته. أعطوهم في البيت تسليات حسنة ومفيدة. اجعلوا البيت مكانًا مُبهجًا، لكن عليكن أن تحترسوا من الأشياء العالمية والأمور التي يتميز بها أهل العالم الذين يعيشون وليس خوف الله قدام عيونهم. أخيرًا أوجه التفاتكم إلى نقطة هامة. عندما تقرأون الكلمة مع أولادكم ليكن هدفكم أن تعلموهم أكثر عن قلب الله كما هو مُعلن في المسيح، وتعرِّفوهم أيضًا بقلب الإنسان الخدّاع النجيس الممتلئ عداوة للمسيح وللأمور الإلهية. إن قلب الإنسان لم يتغير من بدء الخليقة. علّموا أولادكم هذه الحقيقة باستمرار كي يشبّوا نابذين للروح العالمية، والرب يحفظهم منها. ويجب أن يتعلموا مقياسًا ساميًا لوزن الأمور: ”ماذا فيها للمسيح؟“، ولا يكن موقفهم الموقف السلبي: ”ما الضرر من عمل هذا الشيء؟“ ذلك الموقف الذي لا يأخذ مجد المسيح في الاعتبار. أما إذا لم يروا فيكم أنتم الوالدين هذا المقياس السامي فلا تنتظروا منهم أن يهتموا بالمسيح ومجده في أمور حياتهم. ليساعدكم الرب لتحملوا هذه المسؤولية بأمانة. |
المُحرَقة إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يُقَدِّمُهُ لِلرِّضَا عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ، فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ ( لا 1: 3 ، 4) إن ذبيحة الخطية ـ كما يبدو من تسميتها ـ ترمز إلى المسيح الحامل لخطايانا، وتُشير إلى أن ما اقترفناه من آثام قد طُرح في بحر النسيان إلى الأبد. ولكن ما هي المُحْرَقَة؟ وإلى ماذا تُشير؟ المُحْرَقَة هي التي ترمز إلى المسيح الآتي إلى العالم ليعمل مشيئة الله، مهما كلَّفه ذلك: تجارب موجعة، وآلام مروعة، صلب مُهين، وعار مُشين، لقد «احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي» ليُكمِّل مشيئة الله ويُمجِّده، ولو اقتضى ذلك حتى موت الصليب ( عب 2: 12 ). شكرًا لله. فهذا أيضًا من أجلنا. فمشيئة الله خلاصنا، وهكذا فإن المسيح عندما جاء إلى العالم ليصنع مشيئة الله، إنما جاء ليتمم خلاصنا أيضًا. لقد ارتبط تمجيد الله بأمر خلاصنا؛ إذ كانت مشيئته تعالى تقتضي ذلك؛ خلاصنا، ومن ثم فإن المسيح عندما جاء ليُمجِّد الله ويصنع مشيئته، إنما جاء ليُتمِّم هذا الخلاص. دعونا نفترض أن هذا السؤال قد طُرِح على المؤمنين قاطبة: ماذا تفتكرون عن الغرض الأول من مجيء الرب يسوع إلى هذا العالم؟ تظنون ماذا ستكون الإجابة؟ تسعة من عشرة أشخاص سيُجيبون أن الغرض الأول من مجيئه ـ تبارك اسمه ـ هو أن يُخلِّص الخُطاة. ولكن الحقيقة أن هذا الأمر ـ خلاص الخُطاة ـ كان غرضًا، غير أنه لم يكن الغرض الأول. لقد كان أمام الرب يسوع في مجيئه إلى العالم هدفًا أسمى: أن يصنع مشيئة الله ويُمجِّده «لذلك عند دخوله إلى العالم يقول: ذبيحةً وقُربانًا لم تُرِد، ولكن هيأتَ لي جسدًا. بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ. ثم قلت: هئنذا أجيء. في درج الكتاب مكتوبٌ عني، لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 5 -7). ولكن أين ظهرت طاعة المسيح الكاملة؟ لقد ظهرت طاعة المسيح الكاملة لمشيئة الله بمنتهى الروعة، وبأجلى بيان عندما جُعل خطية لأجلنا على الصليب. وأين كان التعبير الأبلغ عن ذروة الطاعة لمشيئة الله؟ كان ذلك عندما حَمَلَ خطايانا، وجُعِلَ خطية حتى تحصَّل الله على مجده الأعظم ( يو 13: 31 ، 32). ما أهم أن نعرف هذا! لذلك كان من الطبيعي أن تأتي المُحرقة في المقدمة؛ ذلك أنها تُصوِّر المسيح ليس كالحامل لخطايانا، بل كمَنْ قدَّم نفسه لله بلا عيب، ليصنع مشيئة الله وليُمجِّده، متسلحًا بهذه النية إلى الموت. |
وضع يحتاج إلى تصحيح يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ ( مز 23: 1 ) هل فقدت بهجة خلاصك؟ .. نعم. هل فقدتَ لهيب حبك وغيرتك للرب؟ .. صحيح. أخي .. هل تشتاق إلى رَّد نفسك؟ .. بشدة. إن كنت بحق تشتاق إلى رَّد نفسك، وإلى المحبة الأولى، فيجب أن تعلَم هذه الحقيقة التي يختبرها كل مؤمن، وهي أنه كثيرًا ما يفشل أي مؤمن في اتباع الراعي. تُرى لماذا؟ السبب الحقيقي لهذه الحقيقة، والوضع المؤسف هو أن طريق الراعي طريقًا ضيقًا لا مكان فيه للثقة بالنفس، ولا لعمل الإرادة الذاتية. وإذ أستصعب التخلي عنهما، أختار لنفسي طريقًا آخر، وأترك الرب ـ الذي أُحبه ـ في الطريق الضيق. وعندما أبعُد عن الراعي، تبدأ مشاعري في الخمول ولهيب محبتي يبرد، وبالتالي شركتي معه تقل، وخدمتي له تضمر، وأدرك ساعتها أنني أحتاج إلى رَّد نفسي، وأحاول جاهدًا أن أعيد الشركة فأصلي، وأواظب على حضور الاجتماعات، وألتجئ إلى كل وسائط النعمة، هذا مع احتفاظي بثقتي في نفسي، وعمل إرادتي دون التحقق من مشيئة الله في حياتي. وللأسف دون أن أنتبه إلى السبب الحقيقي للمشكلة. هنا مكمَن الخطر. فلا يمكن أبدًا أن تُرَّد نفسي إلا وأنا في معيته؛ أي في الوضع المتوافق معه تمامًا. وما هو ذلك الوضع؟ هو أن أتخلى - أولاً - عن تمسكي بثقتي في نفسي وألقي عني إرادتي، وأخلع ثوب الكبرياء الذاتية البغيضة، وأرتمي على الرب مُجرَّدًا من كل فكر مستقل، خاليًا من كل ثقة بالذات، نافضًا عن نفسي كل اعتداد بها. صحيح أنني في هذا الوضع الجديد أكون مُهيأً لرَّد النفس، لكن لا يمكنني رَّد نفسي، الرب ... راعيَّ ... هو الذي يقوم برَّد نفسي. قالت “نُعْمِي”: «إني ذهبت .. وأرجعني الرب» ( را 1: 21 )؛ أنا قُمت بفعل الذهاب، والرب قام بفعل الإرجاع. مرة أخرى، هل تريد أخي المؤمن أن تعود إلي محبتك وتكريسك وخدمتك الأولى؟ إذًا توقف من فضلك قليلاً، وبأمانة راجع حالتك، واكشف قلبك أمام الله، مُرتميًا بالتمام على نعمته، وبتواضع حقيقي اتكل عليه وحده، وهو سيقوم برَّد نفسك، فهذه هي مهمته التي أخذها على عاتقه، وسيقوم بها على أكمل وجه. |
الرجوع والخضوع فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ .. وَقَالَ: يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ.. ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي ( تك 16: 7 - 9) ما أعظم النعمة الإلهية! إن ”ملاك الرب“ ـ والذي هو نفسه الرب يسوع المسيح في إحدى ظهوراته قبل التجسد ـ يُذكَر للمرة الأولى في الكتاب المقدس بالارتباط بهاجر؛ الجارية المصرية المسكينة. أما المكان الذي وجدها فيه، فقد كان «على عين الماء في البرية»، والتي تُدعى في ع14 «البئر»، وهي تُشير إلى ذاك الذي يُعطي الماء الحي؛ الماء الذي مَنْ يشرب منه لن يعطش إلى الأبد، بل يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية ( يو 4: 14 ). وعن هذا المكان نلاحظ: أولاً: إنه في البرية: وليس وسط مسرات العالم وملذات هذه الحياة يُمكننا أن نجد المسيح. ولن تستطيع أبدًا النفس التي لم ترفض التمتع الوقتي بالخطية، أن تتقابل مع المُخلِّص. ولكن في البرية، إذ نعتزل عن جاذبيات الأرض، المُعبَّر عنها بحالة البرية، هناك يتقابل المُخلِّص مع الإنسان الخاطئ. ثانيًا: أن الملاك التقاها على عَيْنِ الماء: وعَيْن الماء ترمز إلى الكلمة المكتوبة. وألا تجتذب كلمة الله التفات القلوب والنفوس التي أعيَتها الخطية، لتطلب الرب بنشاط واجتهاد؟ هذه النفوس نناشدها أن تحوّل نظرها عن الإنسان، و”تُفتش الكتب“ لأنها هي التي تشهد للمُخلِّص ( يو 5: 39 ). ثالثًا: عند هذه البئر ظهر ملاك الرب لهاجر «فدَعَت اسم الرب الذي تكلَّم معها: أنت إيلُ رُئي. لأنها قالت: أ ههنا أيضًا رأيتُ بعد رؤية؟» (ع13، 14). وهكذا المسيح، الذي تتكلَّم عنه البئر، يقول: «الذي رآني فقد رأى الآب» ( يو 14: 9 )، ففيه وحده يُستعلن الآب بالتمام. رابعًا: نلاحظ هنا أمرين فيما يتعلَّق بهاجر: (1) قال لها الملاك: «يا هاجر جارية ساراي»، فهذه صفتها الحقيقية، ولم يَقُل لها ”يا امرأة أبرام“ (ع8). (2) أمَرَها الملاك «ارجعي إلى مَولاتك واخضعي تحت يديها» (ع9). إن النعمة تملك بالبر. كانت النعمة هي التي بحثت عنها، وكان البر هو الذي أشار عليها ماذا تفعل. ولا يمكن أن تعمل النعمة على حساب البر. النعمة تُعضد وتقوي، لكنها لا تدعونا أن نهمل مسؤولياتنا نحو الله ونحو القريب. هل يوجد شخص قد هرب وترك موقعه، ولم يَعُد يقوم بواجبه؟ لمثل هذا تأتي كلمة الرب: ”ارجع ... اخضع“. إن الطريق الوحيد للبركة الإلهية، وللسلام والسعادة، أن نعود بالتوبة والخضوع. |
داود ... صورة للمسيح وَقَالَ دَاوُدُ: هَلْ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ قَدْ بَقِيَ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ، فَأَصْنَعَ مَعَهُ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ؟ ( 2صم 9: 1 ) إذا كنا نرى في الأسبوع الماضي مفيبوشث صورة للخاطئ، فيمكننا أن نرى في داود صورة للمسيح، ابن داود ( مت 1: 1 ). ولنمرّ الآن على سبع مُشابهات بين داود والمسيح. 1- «وقال داود: هل يوجد بعدُ أحدٌ قد بقيَ من بيت شاول، فأصنع معه معروفًا من أجل يوناثان؟» ( 2صم 9: 1 )، وفي الوقت الحاضر يقول الله: ”هل بقي أحد من نسل آدم، فأصنع معه معروفًا من أجل المسيح؟“، فداود وصل باللطف والإحسان لمفيبوشث من أجل خاطر يوناثان الذي أحبه، والذي قطع معه عهدًا. وهكذا ينقذ الله المساكين والخطاة العُرج من أجل خاطر المسيح. فنقرأ عن شعب الله، أنه «خلَّصهم من أجل اسمهِ» ( مز 106: 8 ). ونقرأ أيضًا في العهد الجديد «سامحكم الله أيضًا في المسيح (أو من أجل خاطر المسيح for Christ’s sake» ( أف 4: 32 ). 2- «فقال الملك: ألا يوجد بعد أحدٌ لبيت شاول فأصنع معه إحسان الله؟» ( 2صم 9: 3 ). أراد داود أن يظهر ”إحسان الله“. وكذا كتب بولس عن «لطف مخلِّصنا الله وإحسانه» ( تي 3: 4 ). فالله يقدِّم في المسيح إحسانًا عظيمًا للإنسان الخاطئ. 3- «فأرسلَ الملك داود وأخذه ... من لُودبار» ( 2صم 9: 5 ). فالخاطئ لا يبحث عن الله، بل الله هو الذي يبحث عنه. ويا له من تصريح رائع من الله «وُجدتُ من الذين لم يطلبوني» ( إش 65: 1 ). كما قال المخلِّص: «لا يقدر أحدٌ أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب» ( يو 6: 44 ). الروح القدس هو الذي يُقنع الخاطئ بخطاياه، فهو يُذيب قلبه المتقسي، ويفتح بصيرته، ويقاوم رفضه حتى يمنحه في النهاية الإيمان. شكرًا لله لاجتذابه للخطاة حتى يتعرَّفوا بالفادي ويتمتعوا بالخلاص. 4- «فقالَ داود: يا مفيبوشث» ( 2صم 9: 6 ). عندما تقابل داود ومفيبوشث لأول مرة، كان داود هو من بدأ الحديث. وهذا يصوِّر لنا كيف يأخذ الله المبادرة دائمًا في أمر الخلاص. لقد خاطب داود هذا الأعرج المسكين بكل عطف ووِّد. وهذا يذكِّرنا بالراعي الصالح الذي «يدعو خرافه الخاصة بأسماءٍ» ( يو 10: 3 ). لقد نادى الرب يسوع على زكا باسمه ( لو 19: 5 )، ومريم المجدلية باسمها ( يو 20: 16 )، وشاول (بولس) باسمه ( أع 9: 4 ). وكم هو رائع أن المسيح يعرف كل واحد منا باسمه! |
أَ تُريد أن تَبْرأ؟أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ..بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ ( يو 5: 7 ) هل كان هذا حقًا الجواب على سؤال الرب؟ هل سأله الرب عن البِرْكَة؟ هل تطوَّع ليساعده عند النزول إلى البِرْكَة؟ هل سأله عما له من القوة، أو عن مبلغ المساعدة التي يريدها من الآخرين؟ أَ لم يكن سؤال الرب مختلفًا بالمرة عن كل هذا؟ «أَ تُرِيدُ أن تبرأ؟»؛ أي أَ تريد أن تنال الشفاء بدون مجهود منك، وبدون مساعدة إنسان أو ملاك؟ هذا كان المعنى الحقيقي للسؤال. ولكن لأن ذلك الشخص المريض كان مشغولاً بمجهوده الذاتي، ولأنه كان ينتظر أنه قد يتمكن يومًا ما ـ بقوته ـ أن يصل إلى البِرْكَةِ متى تَحَرَّكَ المَاءُ، لم يستطع الإجابة على سؤال الرب الإجابة الصريحة الصحيحة. أَ لم تكن مدة الثماني والثلاثين سنة، على طولها، كافية لأن تُعلّمه حقيقة حالته ومبلغ ضعفه؟ أَ لم تكن كافية لأن تُعلّمه أن الإنسان لا تزداد قوته بازدياد عمره، بل بالعكس؟ إنه بكل أسف لم يتعلَّم هذين الأمرين. لذلك عندما خاطبه ابن الله كان فكره مشغولاً بنفسه، بما يعمله هو أو بما يساعده الآخرون على عمله. وهكذا الحال الآن. فالخاطئ في رغبته للخلاص كثيرًا ما يتحول فكره إلى نفسه فلا يستطيع الإجابة على هذا السؤال: «أ تريد أن تبرأ؟» إجابة صحيحة. ففي انشغاله بنفسه يُجيب قائلاً: ”إني أجتهد في الحصول على ذلك“. وكأن الخلاص في نظره يتوقف على مجهود يبذله هو. لذلك ينتظر أنه يومًا ما يكون أكثر أهلية للخلاص من الوقت الحاضر، فيستطيع عندئذٍ أن يقدِّم نفسه لله لكي يخلُص، وهو في ذلك ينسى أن كل يوم يضيف إلى كمية خطاياه مقدارًا آخر، وأنه بتوالي الأيام يزداد قوة في عمل الشر. لقد بدأ الإنسان حياته شريرًا، وكل ساعة تمر من حياته يُضيف فيها آثامًا وذنوبًا وخطايا إلى قائمة شروره السابقة. فكيف إذًا ينتظر أن يتحسن، أو أن يقدِّم نفسه لله في حالة القبول يومًا ما؟ ماذا يفعل إذًا؟ يفعل هذا: يعترف بخطاياه وبعجزه الكامل، وبعدم استحقاقه لشيء إلا الدينونة. يوقف مجهوده، ويثق في المخلّص العظيم الذي أعطاه الله لنا، الذي ليس بأحد غيره الخلاص. ليت الروح القدس يعمل في قلبك ـ أيها القارئ ـ إن لم تكن قد تصالحت مع الله إلى الآن، حتى تأتي إليه، واثقًا في عمل المسيح لأجلك، طارحًا أوزارك عند قدمي ذلك المخلِّص المُحب العظيم. هل تبغي قهرًا للشر الذميمْ هيا للمصلوب ها قد ظفَرْ هيا تطهر بالدم الكريمْ هيا للمصلوبْ قد قهَرْ |
كأس أم سيف؟ فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟ ( يو 18: 11 ) بينما كان لبطرس سيف في يده، كان لسيدنا كأس في يده! وفي حين حاول بطرس، ولو عن غير قصد، أن يُقاوم مشيئة الله، نجد ربنا المعبود في طريق الطاعة لهذه المشيئة! في السيف الذي في يد بطرس نرى صورة لرفض الواقع والظروف، لكن في الكأس التي في يد الآب نرى التسليم التام بما سمحت به العناية الإلهية. السيف يتعامل مع المنظور والعيان، أما الكأس فنرى فيها تعاملاً مع غير المنظور بالإيمان. السيف يُعلن رفض صاحبه لأن يتألم، وهذا الرفض قد يحمل إيذاء للغير. لكن الكأس تُعلن قبول الألم ورفض إيذاء الآخرين ( يو 18: 10 عب 2: 9 )، السيف له نتائج مدمرة، لكن نتائج الكأس فيها مجد كثير (عب2: 9). ونحن نواجه مواقف عجيبة كثيرة في رحلة الحياة، تُرى هل نواجهها بسيف الرفض، أم بكأس الخضوع؟ صحيح أن الكأس الخاصة التي كانت لربنا يسوع ليلة الآلام، لن تواجهنا. لكن صحيح أيضًا أن يدي أبينا المُحب كثيرًا ما تُقدم لنا كؤوسًا ممزوجة بالمرار لأجل المنفعة. والفارق بين حياة يعقوب، وأسلوب يوسف في حياته، يُرينا هذا الفارق عينه. فبينما عاش يعقوب طويلاً يُلوِّح بسيف إرادته الذاتية تارة، ويستعمله تارة أخرى، حاصدًا للمرار، نجد يوسف يتحمل نصيبه من الألم الكثير لسنوات طويلة دون شكوى أو تذمر. فقد كان يقبل الكأس من يد القدير، الأمر الذي عبَّر عنه يوم عرَّف نفسه لإخوته بالقول: «لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم» ( تك 45: 5 ). وبعد موت أبيه عاد ليُطمئن إخوته بكلمات تكشف ليس فقط عن أنه كان يأخذ الألم في حياته من يدي سيده، لكن أيضًا عن ثقته في أن من ورائها كلها بركات عظيمة «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا» ( تك 50: 20 ). حقًا «قولوا للصدِّيق خير!» ( إش 3: 10 )، «ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده» ( رو 8: 28 ). وما أعظم المجد الذي كان ينتظره في نهاية رحلة الآلام هذه! لنضع السيف في غمده إذًا، ولنقتفي أثار خطوات سيدنا، ونقبل الكأس من يد الآب، ففي هذا راحة لنا، وتمجيد لإلهنا، وخير جزيل ينتظرنا. |
القانون الذهبي فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النِّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيضًا بِهِمْ، لأنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالْأَنْبِيَاءُ ( مت 7: 12 ) إن ما يميز المعلِّم العظيم والذي ليس مثله معلِمًا، أنه لم يُعطنا مبادئ سامية راقية يصعب فهمها ولا نعرف كيف نطبِّقها، كما أنه عوض أن يعطينا قوانين كثيرة تشمل تفصيلات عديدة في تعاملاتنا مع الآخرين، فإنه أعطانا مبدأً واضحًا وسهلاً يحل مئات المُعضلات، بل وأكثر من ذلك أعطانا نفسه كالنموذج والقدوة في السلوك والحياة. إن المسيحية ليست مجرد عقيدة بل حياة. وهي ليست مشغولة فقط بما يجب أن نعرفه ونؤمن به، بل أيضًا بما يجب أن نفعله، ليس فقط ما نفعله من نحو الله أو حتى مع إخوتنا المؤمنين، بل من نحو الناس بصفة عامة. حقًا إنه مستوى راقٍ ما قاله المسيح هنا: «فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم». وتَرِد هذه الآية في الترجمة التفسيرية هكذا:”إذًا كل ما تريدون أن يعاملكم الناس به، فعاملوهم أنتم أيضًا. هذه هي خُلاصة تعليم الشريعة والأنبياء“. ليس معنى ذلك أننا سنفعل ما نفعله منتظرين أن يرُّد الناس علينا نفس العمل، فإن امتنعوا امتنعنا، بل إننا نستمر في عمل الخير بلا فشل ( غل 6: 9 )، وكلمات الرسول بولس تملأ قلوبنا بيقين المكافأة «عالمين أن مهما عمل كل واحدٍ من الخير فذلك يناله من الرب» ( أف 6: 8 ). فهل من غرابة إذًا أن اتفق المفسّرون جميعًا على تسمية هذه الآية بالقانون الذهبي. ولو سألنا أنفسنا: لماذا المشاكل بين الناس؟ ولماذا الخلافات بين العائلات؟ ولماذا الحروب الأهلية والحروب الدولية؟ أَ ليس لأن كل الناس يفعلون تمامًا عكس كلام الرب هنا على خط مستقيم. فلو أن كل شخص وضع نفسه في الجانب المقابل، وسأل نفسه بإخلاص: ماذا كنت أحب أن الناس يعاملونني به لو كنت في ذلك الجانب الآخر، أما كانت النزاعات كلها تنتهي؟! لا بل إني أقول: ما كانت النزاعات كلها ستنتهي والمشاكل ستُحل فقط، بل كانت ستسود الحياة الفاضلة التي تستحق أن تُدعى حياة حقًا. عندها كانت ستختفي المرارة ويعم الهناء، يذهب البُخل ويأتي السخاء، تضمحل الخيانة ويسود الوفاء، وهو ما سيتم حتمًا عن قريب تحت مُلك رب السماء. |
المسيا المتألم أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ ..، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟ ( مت 11: 2 ، 3) يُمكنا أن نتابع خطين متميزين تجري فيهما نبوات العهد القديم من جهة عمل المسيَّا الموعود به من الله. أحد هذين الخطين يتكلم عن مجيء المسيَّا في جلال مجده ليكسر النير عن شعبه القديم، ويثبّت دعائمه بالقوة والمجد، والخط الآخر يتكلم عن مسيَّا متألم متضع يموت مصلوبًا كأنه مهزوم من ضعف. فليس فقط كان محتومًا أن المسيّا يأتي في صورة عبد يهوه البار، بل كان لا بد أن يذهب إلى ما هو أكثر من ذلك. كان لا بد أن يذهب إلى الصليب ويموت. والذي نراه في مزمور 24 «مَلك المجد» وأمامه تفتح الأبواب الدهريَّات هو هو الذي نراه في مزمور 22 صارخًا قائلاً: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ولماذا شك يوحنا؟ كان المعمدان ينتظر أعمالاً عظيمة وخطوات تحريرية جبارة يقوم بها مسيَّا، ليكسر نير روما، وتتم على يديه المواعيد العظمى التي وعد الله بها الشعب، فلما قُبض عليه وألقى في السجن، بدأت الشكوك تدب في قلبه. لقد أرسل يوحنا رسلاً إلى المسيح يقول له: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟». ويمكننا أن نُبَسِّط السؤال على الوجه التالي: ”نسألك أيها السيد، هل أنت الذي به تتم النبوات العظيمة المختصة بسيادة ونهوض هذا الشعب؟ نحن الآن تحت سيادة دولة أجنبية، ونتطلع إلى مُنقذ وعَدنا الله به، وعلى يديه يصنع لنا الله خلاصًا بآيات وعجائب، وكنا نظن أنك أنت الآتي، لكن ها أنا قد أُلقيت في السجن وأنت تصرف وقتك بين الجموع معلِّمًا عن التواضع والوداعة، وهذا ما لا يتفق ونبوات الكتاب، فهل ننتظر آخر يأتي بعدك؟“ هذا معنى سؤال المعمدان. والرب بكل نعمة أرسل جوابًا إليه في السجن قائلاً: إنه يشفي الأعمى والأعرج والأبرص والأصم ويُقيم الموتى ويكرز بالإنجيل للمساكين، وأضاف عبارة صغيرة في آخر الجواب قائلاً: «وطوبى لمَن لا يَعثُر فيَّ» والمعنى المُبسّط لهذه العبارة هو: ”طوبى لمَن لا يَدَع عينيه تبهران بلمعان الشمس التي سوف تشرق على كل الأرض، لدرجة أنه يغض النظر عن كوكب الفداء الذي لا بد أن يظهر أولاً. طوبى لمن لا تشغله نبوات ظهوري المجيد لدرجة أنه يرفض المسيَّا الآتي وديعًا، لكي يتمم الشق الأول من النبوات التي تكلَّمت عنه“. |
كتاب الكتب وكتاب الأجيال إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ ( مز 119: 89 ) هذا الكتاب المقدس عجيب من كل وجه. كتاب قديم جدًا ولكنه دائمًا جديد. يتجه الخطاب في كثير من أجزائه إلى أجيال مضت واندثرت كل معالمها، ولكن لا زالت تؤثر فينا قوة ملاءمته لحالتنا الخاصة في يومنا الحاضر. وكما انطبق على ما كان قديمًا، هكذا ينطبق على ما نراه في يومنا الحاضر. كلماته وأسلوبه كأنها صيغت خصيصًا لنا وفي أيامنا. بل كل جيل حكم على هذا الكتاب نفس الحكم الذي نقرره الآن. هو كتاب الله ويحتوي على كامل إعلانه تعالى. فيه يتكلم الله إلى كل واحد منا رغم اختلاف طبقاتنا. فينا الرفيع وفينا الوضيع، فينا الغني وفينا الفقير. فينا العالِم وفينا الجاهل، فينا الكبير وفينا الصغير، ومع ذلك كل منَّا يقرأ نفس الكتاب الواحد ليأخذ لنفسه طعامًا يوافقه ويُشبعه. فيه للأطفال لبن عقلي عديم الغش، وللبالغين ذوي الأفهام الواسعة الناضجة طعام قوي ـ وفضلاً عن ذلك فإن لكلمة الله خاصية أخرى تتفرَّد بها دون كل كتابات البشر، وهي أنها «حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرَق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومُميزة أفكار القلب ونيَّاته» ( عب 4: 12 ). إنها تخاطب القلب وتكلم الوجدان، وتصل إلى النفس، وتبلغ إلى أعماق مخبآت الفكر وتحكم على كل ما فينا. تناول الكتاب المقدس مواضيع واسعة تناثرت على أُفق عريض جدًا. تكلَّم عن الإنسان في كل أدوار تاريخه حتى المستقبل منها، ووصف المدنية العصرية كما وصف حضارات قديمة، وفي الحالين يورِد الوصف الدقيق. وتكلَّم الكتاب عن حقيقة القلب البشري كلامًا ينفر منه غير المُخلَّصين وبسببه يحاربونه، وإن قرأوه فعلى سبيل محاولة وجود أي نقص أو تناقض فيه، لا لشيء إلا لأنه يحكم عليهم وعلى العالم الذي انصبت فيه قلوبهم. وفي هذه الصفة يشترك الكتاب المقدس ـ الكلمة الحية ـ مع ربنا يسوع المسيح ابن الله ـ الكلمة الحي ـ فإن الناس أبغضوه بلا سبب سوى أنه كلَّمهم بكل الحق، وسوى أنه شهد بكلامه وبحياته وبخدمته وبتصرفاته، شهادة حية ضد العالم وأهل العالم، فقاوموه بشدة وأسلموه لحكم الموت على الصليب. هذا الكتاب المقدس، كتاب قوي الأساس والبنيان كالصخرة التي تلاطمت حولها أمواج الأفكار الكُفرية، وارتدت عنها واهنة عاجزة تاركة إياها في ثباتها الأبدي وقوتها الإلهية. وتنحسر الموجة في جيل لتعود مُزمجرة في جيل آخر. |
روائع أدبية تجمِّل الكنعانية فَأَجَابَتْ وَقَالَتْ لَه: نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَحْتَ المَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ البَنِينَ! ( مر 7: 28 ) ـ أجاب الرب على سؤال هذه المرأة في البداية بأنه ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب. وقد كانت تلك الإجابة القاطعة من الرب كافية لأن تجعلها ترجع خائبة. ولكن هذه المرأة كان لديها الشعور العميق بصلاح الله والإيمان العجيب بالرب؛ ذلك الإيمان الذي يعرف عوَزه كما يعرف مكان سداد الأعواز. هذا بالإضافة لحاجتها الماسة إليه، كل هذه جعلتها تطرح جانبًا كل اعتبار. ـ وهذا الإيمان صاحَبه اتضاع جميل. في ردَّها «نعم، يا سيد» اعتراف بسلطان الله المُطلق في الإحسان إلى شعب اختاره هو في هذا العالم. وكأنها تقرّ أن الله حُر في سلطانه أن يختار شعبًا وأن لا تكون هي من هذا الشعب. ولكن إيمان المتضعين ذهب أبعد من هذا، وهو أن اختيار الله هذا، لا يمكن أن يُبطل صلاحه ومحبته نحو بقية خليقته. وإن كانت هي كأُممية مجرد كلب، فإن صلاح الله لا بد أن يعم حتى الكلاب من خليقته. ما أعجب اتضاعها!! ـ وببساطة، فلسان حال هذه المرأة: أنا من الكلاب الصغار، وليس لي حق في أي من بركات البنين. ولكن ثقتي هي فيك أنت، وفي مَن أنت وغنى نعمتك أنت، وليس في مَن أنا، ولا استحقاقي أنا ولا شعبي أنا. ما أعمق شعورها بالنعمة!! رضيت بالفُتات، ولكن مَن أخبر هذه الأُممية أن الفُتات كانت إثني عشر قفة، أكثر بكثير من خبز البنين؛ الخمسة الأرغفة (راجع معجزة إشباع الجموع)!! وأن جسد المسيح المكسور على الصليب أكثر بركة لنا من جسده الكريم في حياته. ما أبدع النعمة وهي تعلِّم المتضعين!! أحبائي .. تابعنا إيمان هذه الأُممية واتضاعها الذي عمَّق فيها الشعور بالنعمة، ورأينا كيف علَّمتها النعمة. ولكننا نرى في هذا المشهد النعمة تأخذها إلى محضر الله، فنرى الله حاضرًا في شخص الرب، ونراها وقد صار لها الدخول إلى محضر الله دون ناموس، بل دخلت كما هي على حالتها، وتقابلت مع قلب الله كما هو في كل نعمته. مباركة هي في احتضانها للنعمة، ومباركة هي في ثقتها في إله كل نعمة. فيا لها من نعمةٍ تفيضُ بالإحسانْ إنَّا وهذا أصلنا لنا هنا مكانْ |
مفيبوشث .. صورة للخاطئ فَسَكَنَ مَفِيبُوشَثُ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ أَعْرَجَ مِنْ رِجْلَيْهِ كِلْتَيْهِمَا ( 2صم 9: 13 ) تُصوِّر لنا حياة مفيبوشث حالة الخاطئ من سبع زوايا: 1- كان أعرجًا وعاجزًا، تمامًا مثل الطفل الكسيح الذي لا يستطيع المشي مع أبويه. كذلك الخاطئ لا يستطيع أن يسير مع الله. فبالطبيعة كل البشرية مُصابة بالعَرَج الروحي في نظر الله، ولذا كثيرًا ما يؤكد الكتاب على العجز الروحي للإنسان الساقط. ( يش 24: 19 ؛ رو8: 8). 2- لأن مفيبوشث كان أعرج، كان يجب أن يُحمَل لحضرة الملك. وكذلك الخاطئ لا يمكنه أن يدرك الخلاص معتمدًا على قوته الشخصية «لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبهُ الآب الذي أرسلني» ( يو 6: 44 ). 3- أصبح مفيبوشث أعرجَ بسبب سقطة ( 2صم 4: 4 ). هنا نرى الدقة الإلهية للكتاب. فالإنسان في البداية كان «حَسنًا جِدًا» ( تك 1: 31 )، ولكن الخطية هي التي أصابته بالعجز الروحي ( رو 5: 12 - 19). 4- كلمة ”مفيبوشث“ تعني ”ينفث عارًا“، فعندما سمع من داود عن الإحسان الذي أُعِد له، اعترف مفيبوشث بفمه بخزيه وتفاهته قائلاً: «مَن هو عبدك حتى تلتفت إلى كلبٍ ميت مثلي؟» ( 2صم 9: 8 ). والتعبير ”ينفث عارًا“ يصف بدقة الجنس البشري الساقط. انظر وصف الكتاب لنا: «وقد صرنا كلُّنا كنَجس، وكثوب عدَّة كل أعمال برِّنا» ( إش 64: 6 ). فالإنسان فاسد حتى النخاع بالولادة الطبيعية وبالأفعال ( رو 3: 10 - 12). 5- كون مفيبوشث من نسل شاول، كان من المفروض أن يكون في عِداد الموتى؛ طبقًا لنظام تلك الأيام. وكان لداود عُذره في هذا الأمر، حتى لا يُطالب أحد من نسل شاول بالمُلك. وهنا نرى صورة للبشر الذين هم بالطبيعة «أموات بالذنوب والخطايا» ( أف 2: 1 ). 6- كان مفيبوشث هاربًا من وجه داود. فكان هو ومُربيته في منتهى القلق، وحاولا بكل جهدهما أن يتجنبا طريق داود حتى لا يقتله. وكذلك أيضًا الأمر مع الخطاة، فهم خائفون من الله، ويحاولون الابتعاد عنه (مز51). 7- كان مفيبوشث يسكن في ” لودبار“ ( 2صم 9: 4 )، والتي تعني ”أرضًا بلا مرعى“. وكم يمثل هذا العالم الذي لا يقدِّم أي طعام للنفس البشرية! إنه العالم الذي لا يعرف خبز الحياة. فلا يوجد طعام في العالم سوى خرنوب الخنازير ( لو 15: 16 ). |
المسيح والإنجيل لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ ( مر 2: 21 ) الرب يسوع لم يأتِ الى هذا العالم لكي يضيف شيئًا لديانة سابقة. ولم يأتِ ببرنامج إصلاحي لتصحيح أشياء خاطئة. ولم يأتِ لكي يُضيف لمسة جديدة تحسن سلوكيات الإنسان. إنجيل المسيح ليس برنامج تصحيح بل هو خلق كيان جديد. إنجيل المسيح ليس مجموعة من الشرائع التي تعالج ثغرات فشل سابقيه في إصلاحها، ولا هو إضافة كتاب جديد لكتب سابقة. إنجيل المسيح ليس ترقيع الجزء المعيب في ثوب الكيان البشري بقطعة جديدة، إنما إنجيل المسيح ينسج ثوبًا جديدًا خيوطه من نوع فريد ومجيد، صنعة خالق حاذق ماهر. طالما حاول البشر تجميل الأجزاء المعيبة ليجعلونها مقبولة وجذابة، ولا يدرون أن الثوب كله مصبوغًا بالخطية التي أفسدت ألياف خيوطه، وتغلغلت بين لُحمته وسداه. خدع الشيطان الناس بمكره الأثيم بأنه عرض عليهم ثياب الدين ليضلهم فيظنوا أنهم قد صاروا مقبولين في عيني الله. فأرسل رسله الكاذبين الذين ابتدعوا إصلاحاتهم المزعومة للثوب الذي ضرب فيه الفساد. وكل بدعة جاءت برقعة، واهمين الناس أن الثوب قد صار أفضل وأجمل، بينما كان يزداد بترقيعه قبحًا وفسادًا وضعفًا. كل أديان البشر التي اخترعها الشيطان، سَعَت لتغيير سلوكيات الإنسان من الخارج بينما الخراب في قلب الإنسان كما هو، والفساد قد ضرب جذوره في أعماق الكيان، ولم يعلموا أن التغيير والتجديد لا يأتي من الخارج، بل بتغيير القلب في الداخل. تلك هي المعجزة التي يصنعها الله بخلاصه العظيم. كفوا عن الإنسان! كفوا عن برامج البشر الفاشلة! السيد الرب قد أعد حلاً شاملاً وكاملاً في إنجيل نعمة الله الذي من خلاله قدم ثوبًا جديدًا برمته. فالإنسان الساقط الميت ينال حياة جديدة عندما يأتي إلى الآب بالمسيح؛ ابن الله المخلِّص الوحيد. أيها القارئ العزيز .. إن كنت تبتغي التغيير الحقيقي، تعال الى المسيـح كما أنت بآثامك، بضعفك وعجزك. كُف عن محاولاتك العليلة التي أتعبتك. كف عن ترقيع الثوب القديم برقع جديدة فيصير الحال أردأ. تعال إلى المخلِّص الوحيد واعترف بخطاياك وعجزك وفقرك الشديد، واقبل بالإيمان خلاصه العظيم. آمن أن الرب يسوع دفع أجرة خطاياك فوق الصليب. هذه بشارة عظيمة لك. الرب سيغير قلبك ويعطيك قلبًا جديدًا فتولد من الله، وتصير في المسيح خليقة جديدة. |
صلاة موسى النبي ﺇلى الله إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا. الخروج 33: 15 ﺇن لم تسر أنت معنا يا الله فأتركنا نعيش أو نموت في البرية ولا داعي لدخولنا كنعان. لأنه لا يعنينا وجودنا هنا أو هناك مثلما يعنينا وجودك معنا. لأنه لا لذه ولا تعزية حتى في الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً بدونك أنت لأن البرية المقفرة في صحبتك خير من الجنة بدونك لوقا 4: 1 - 13 1 أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2 أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا 3 وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا 4 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً: مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ 5 ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ 6 وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: لَكَ أُعْطِي هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ 7 فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ 8 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ 9 ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ 10 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، 11 وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ 12 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ 13 وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ لوقا 4: 1 - 13 |
الله ظهر في الجسد لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. يوحنا 14: 28 عندما قالها السيد المسيح فهو لا يقصد بذلك أن الآب أعظم منه في الجوهر وسائر الكمالات اﻹهية. وﺇنما المقصود أن حالة المجد التي لله أصلاً، أعظم من حالة اﻹتضاع الوقتية التي ظهر بها في الأرض متجسداً كانسان محتقر مهان متألم مسمر على الصليب |
المسيح الكلمة المتجسد كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 2 لقد سُر الله أن يكلمنا في ابنه. فهو أفضل ﺇعلان عن الآب. فالابن يعرف الآب جيداً. وهو كمال اﻹعلان عن الآب فاذا أردت أن تعرف من هو الله، فانظر ﺇلى المسيح لانه قال: اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ. يوحنا 14: 9 وﺇذا أردت أن تعرف عظمة ما يعطيه الله، فتأمل المسيح فهو، عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 15. فالمسيح هو الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 3 وﺇذا أردت أن تعرف كل ما يريد الله أن يقوله، أسمعه في المسيح. وﺇذا أردت أن تعرف مشاعر الله، فانظر ﺇلى المسيح. وﺇذا أردت أن تعرف قداسة الله وسموه، فتأمل حياة المسيح فالمسيح وحده هو الذي يستطيع أن يعلن الله لنا، لأنه، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 15. وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 3 حضن أبيك يا بن الله .:. كان ولم يزل سكناك كنت سروره وكنت .:. فرحاً دوماً هناك وكنت معه واحداً .:. في مجدك وفي بهاك |
اية وتامل المسيح الكلمة المتجسد كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 2 حضن أبيك يا بن الله .:. كان ولم يزل سكناكلقد سُر الله أن يكلمنا في ابنه. فهو أفضل ﺇعلان عن الآب. فالابن يعرف الآب جيداً. وهو كمال اﻹعلان عن الآب فاذا أردت أن تعرف من هو الله، فانظر ﺇلى المسيح لانه قال: اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ. يوحنا 14: 9 وﺇذا أردت أن تعرف عظمة ما يعطيه الله، فتأمل المسيح فهو، عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 15. فالمسيح هو الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 3 وﺇذا أردت أن تعرف كل ما يريد الله أن يقوله، أسمعه في المسيح. وﺇذا أردت أن تعرف مشاعر الله، فانظر ﺇلى المسيح. وﺇذا أردت أن تعرف قداسة الله وسموه، فتأمل حياة المسيح فالمسيح وحده هو الذي يستطيع أن يعلن الله لنا، لأنه، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 15. وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 3 كنت سروره وكنت .:. فرحاً دوماً هناك وكنت معه واحداً .:. في مجدك وفي بهاك |
تأمل الكتاب المقدس اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ، لِكَيْ يَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 4: 15 يا نفسي دوماً فكري .:. في ذلك الفادي الودودﺇن التأمل يكشف لنا عن الحق. ويحثنا الرسول بولس على أن نتفكر ونتأمل في الكلمة باستخدام نظارة روحية مكبرة. هل راعينا هذه الممارسة؟ ﺇننا نعيش في يوم فيه الكثير من الفرص المواتية، ومع ذلك لا نجد ﺇلا القليل من الوقت للجلوس في هدوء أمام الكتاب. ونتيجة ذلك نظهر في ضعفنا الروحي ونقص القوة مع الله والناس. أما ﺇذا كنا نتأمل الكتاب المقدس فان تقدمنا سيكون ظاهراً للجميع وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي، لأَنِّي دُعِيتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ. سفر إرميا 15: 16 كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا. رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 8 ﺇليه أيضاً أنظري .:. ما دمت في هذا الوجود |
الانتصار على الخطية لكي تنتصر على الخطية يجب عليك الهروب من كل مجالاتها. اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَالْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ وَيَثِقُ. الأمثال 14: 16 الجهاد ضد الخطية. لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 4 طلب معونة الله الذي وعدنا بالغلبة. وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي. المزامير 50: 15 فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 31 وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 37 ﺇستخدام وسائط النعمة من صوم وصلاة وكلمة الله واعتراف وتناول |
ربي والهي
قبلما يتكلم توما مع المسيح، كلمه الرب وأجاب على أفكاره، قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا. يوحنا 20: 27. وكأنه يريد أن يذكره أنه وحده عارف بقلوب وأفكار الجميع شهد توما بعد ما مسك بالحقيقة بيده فصرخ: رَبِّي وَإِلهِي، كلما تقترب منه كلما تشهد له يسوع المسيح طوب قوة اﻹيمان الذي يسبق الرؤية، طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا. يوحنا 20: 29 يوحنا 20: 19 - 31 19 وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ 20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ 21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 23 مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ 24 أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ 25 فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ 26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمْ 27 ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا 28 أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: رَبِّي وَإِلهِي 29 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا 30 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ 31 وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ يوحنا 20: 19 - 31 |
ان عطش أحد إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. يوحنا 7: 37 ﺇذا أتيت وشربت من هذا الينبوع كما يقول المسيح، فانك لن تعطش مرة أخرى. لقد وعد بأن يطفئ ظمأك (ﺇن عطش أحد) الدعوة موجهة للجميع أن كل سكير، وزان، ولص، ومعتد بذاته، وملحد الكل يدخلون ضمن كلمة أحد كل مسرات هذه الحياة مياه مالحة وكل من يشرب منها يعطش أيضاً ويزداد ظمأ، لكن الينبوع الذي لا ينضب هو الذي نتج من جنب المسيح لنرتوي ﺇلى الأبد |
النقاء والطهارة الداخلية نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. متى 23: 26 تظاهر ورياء: وكان هذا مظهر عبادة وتدين الكتبة والفريسيين يظهرون خلاف ما يبطنون، أَوَّلاً تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ الَّذِي هُوَ الرِّيَاءُ. لوقا 12: 1 طهارة ونقاء: وكانت وصية المسيح تعني نقاوة القلب أولاً من الداخل حتى يتنقى الخارج، قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. المزامير 51: 10 متى 23: 13 - 36 13 لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ 14 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ 15 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا 16 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ 17 أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ 18 وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ 19 أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ 20 فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ 21 وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ 22 وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ 23 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ 24 أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ 25 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً 26 أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا 27 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ 28 هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا 29 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ 30 وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ 31 فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ 32 فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ 33 أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ 34 لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ 35 لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ 36 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ متى 23: 13 - 36 |
مبادئ المسيحيين مبادئ يعتنقها شهداء المسيحيين استيلاء محبة المسيح على كل فكرهم وقلبهم وقد عبروا عن ذلك عملياً حسب قول الكتاب: مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 35 الشجاعة في الحق والدفاع عن الايمان: مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 21 الثبات على الايمان المستقيم دون زعزعة متذكرين أمر الرب: لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيْقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 10 اقتناعهم ان المؤمنين غرباء |
القتل هناك أنواع من القتل بغير استخدام اله مادية للقتل القتل بالبغضة: كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ. رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 15 قتل الروح: بالاهمال في التربية أو التحريض على الخطية قتل الشخصية بالادانة والاذلال قتل اﻹنسان لنفسه: بالانتحار أو الاهمال في الصحة أو الشهوات الجسدية أو بالعادات الضارة |
أَبِي وَأُمِّي تَرَكَانِي، وَلَكِنَّ الرَّبَّ يَضُمُّنِي "إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَلَكِنَّ الرَّبُّ يَضُمُّنِي." ﻤﺰﺍﻣﻴﺮ 27:10
وقعت احداث تلك القصة منذ قرابة الخمس اعوام فى الولايات المتحدة الامريكية
عندما دخل الزوج في مشادة كلامية مع زوجته و فقد الزوج اعصابه ،
و اخرج المسدس من درج مكتبه و قتل زوجته امام عينى الابنة .
ثم احس الاب بمدى جرمه و تسرب اليأس الى قلبه و سكنه ابليس فوجه المسدس إلى رأسه وقتل نفسه.
كل هذا أمام اعين الطفلة التى كان عمرها لا يتعدى الخمس سنوات انذاك. تم وضع الطفلة فى ملجأ للايتام لأنه لم يكن لها احد سوى ابيها و امها الذين ماتوا
أخذت الام المسئولة عن دار الايتام الطفلة إلى الكنيسة يوم الأحد و لم تكن تلك الطفلة قد عرفت قبلا أى شىء عن المسيح.
وفى مدارس الأحد اخبرت الخادم أن يكون صبوراّ معها لأنها لا تعرف شىء عن المسيحية ..
ففكر الخادم كيف يخبر الطفلة عن يسوع .
فاخرج من جيبه صورة للمسيح و سأل الأطفال من منكم يعرف هذا الرجل ؟؟!
ففوجىء الخادم أن الطفلة قد رفعت يدها لتجيب على سؤاله فتعجب و تركها تجيب على السؤال .
فوقفت الطفلة وقالت :
"هذا هو الرجل الذى ضمنى طوال الليل إلى حضنه فى اليوم الذى مات فيه ابى و امى "..
"إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَلَكِنَّ الرَّبُّ يَضُمُّنِي." ﻤﺰﺍﻣﻴﺮ 27:10 |
هلموا ﺇلى المياه أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا. إشعياء 55: 1 يشبه الكتاب المقدس احتياج النفس ﺇلى الله كاحتياج الجسد ﺇلى الماء، لأنه كما أن احتياج الجسد ﺇلى الماء ضرورة حتمية ويومية، كذلك احتياج النفس ﺇلى الله. وكما أن الماء عصب الحياة الجسدية، كذلك الله هو عصب الحياة الروحية كما أن الماء سماوي المصدر، كذلك ماء الحياة سماوي المصدر. وكما أن الماء مجاناً، كذلك هبات الله بلا فضة وبلا ثمن كما أن احتياج الانسان ﺇلى الماء احتياج فردي، كذلك ارتباط النفس بالله علاقة شخصية ومسئولية فردية كما أن الماء لجميع الطبقات، كذلك الجميع يحتاجون ﺇلى الله.. عبد، حر، متعلم، جاهل، غني، فقير، اسود، ابيض، فالجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله لا شيئ ولا شخص يمكنه أن يروي ظمأك سوى الرب يسوع المسيح الذي عطش لأجلك على الصليب، والذي لازال يناديك: إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. يوحنا 7: 37. ليتك تشارك التي قالت: يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ. يوحنا 4: 15 |
ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي ثار راهب علي أخيه الراهب وقذفه بكلمة جارحة ، وإذ اختلى بنفسه فى حديقة الدير هدأت أعصابه و بدأ يفكر بإتزان : " كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! أقوم الان وأعتذر لاخى " . بالفعل عاد الراهب إلي أخيه ، وفي خجل شديد قال له " أسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، اغفر لي ! " قبل اخيه إعتذاره بحب ، لكن عاد الراهب ونفسه مُرة ، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه ، وإذ لم يسترح قلبه لما فعله التقي بأبيه الروحى واعترف بما ارتكبه ، قائلا له: " أريد يا أبي أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي " قال له أبوه الروحي :"إن أردت أن تستريح إملأ سلة بريش الطيور ، واعبر علي كل قلالى الرهبان ، وضع ريشة أمام كل قلاية " . في طاعة كاملة نفذ الراهب ما قيل له ، ثم عاد إلي أبيه الروحي وقد ارتاحت نفسه قليلا نتيجة لصلوات الاب الروحى له فى غيابه ، فقال له ابوه الروحى "إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب" . عاد الراهب ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام ابواب القلالى ، فعاد حزينا ... عندئذ قال له ابوه الروحى : "كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك . ما أسهل أن تفعل هذا ؟! و لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلي فمك لتحسب نفسك كأن لم تنطق بها ! فذهب الاب الراهب وقد تعلم درسا عمليا عن الاحتراس فى الكلام و اهميه الصمت فى كثير من الاحيان و تعلم ان يفكر فى كل كلمه يقولها قبل ان يتنطق بها لسانه . لهذا ففي كل صباح إذ نرفع قلوبنا لله نصرخ مع المرتل : "ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي " وايضأ اتذكر قول البابا شنودة حينما قال فى احد العظات " ان الكلمه التى تخرج من فمك تحسب عليك مهما قدمت عنها اعتذارا |
المريمات شهود قيامة المسيح قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. مرقس 16: 6 المريمات ﺇستحقين رؤية القبر الفارغ وقيامة المسيح لانهن قمن باكراً جداً فالذي يبكر ﺇلى المسيح يتمتع بالحياة والقيامة لم يعبئن بالخوف من الناس أو الحجر الذي على القبر فقد تخطين العقبات حباً في الرب يسوع لم يذهبن فارغات بل اشترين حنوطاً واطياباً. فلا تقف أمام الله فارغاً بل جهز أطيابك وحنوطك ورائحتك العطرة بالسلوك في طريق المسيح مرقس 16: 2 - 8 2 وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ 3 وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ 4 فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا 5 وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ 6 فَقَالَ لَهُنَّ: لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ 7 لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ 8 فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ مرقس 16: 2 - 8 |
ايمان عجيب في قصة شفاء الرب للمرأة نازفة الدم وَإِذَا امْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ، لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ. فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ: ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. متى 9: 20 - 22 وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيرًا مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئًا، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَال أَرْدَأَ. لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ، جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ، لأَنَّهَا قَالَتْ: إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ. فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ: مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟ فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ، وَتَقُولُ: مَنْ لَمَسَنِي؟ وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هذَا. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ، عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا، فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. فَقَالَ لَهَا: يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ. مرقس 5: 25 - 34 وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَدْ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا لِلأَطِبَّاءِ، وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُشْفَى مِنْ أَحَدٍ، جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي الْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوعُ: مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي؟ وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ، قَالَ بُطْرُسُ وَالَّذِينَ مَعَهُ: يَا مُعَلِّمُ، الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ، وَتَقُولُ: مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي؟ فَقَالَ يَسُوعُ: قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي. فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهَا لَمْ تَخْتَفِ، جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ لَهُ، وَأَخْبَرَتْهُ قُدَّامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ لأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ بَرِئَتْ فِي الْحَالِ. فَقَالَ لَهَا: ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ. لوقا 8: 43 - 48 نرى المرأة نازفة الدم وبؤسها الرهيب: تألمت، أنفقت، لم تنتفع شيئاً. لقد ضاع المال وضاعت الصحة معاً لكننا نرى هذه المرأة وقد أعطاها الله ﺇيمان عجيب حتى أنها عندما سمعت عن الرب يسوع، جاءت، مست ثوبه، وكانت النتيجة أن هذا الطبيب العجيب صنع معها معجزة الشفاء، فهي شفيت: جف ينبوع دمها، والمسيح يشفي الأعماق علمت: وهنا نرى يقين اﻹيمان بالشفاء نالت البنوية: لقد قال لها يا ابنة نالت السلام: لقد قال لها اذهبي بسلام سجدت قال لها: كوني صحيحة من دائك ومعناها أن المرض لن يعود ﺇليك مرة أخرى وفي النهاية سيكون لها الحياة الأبدية على أساس غفران خطاياها لابد أن نتلامس مع كلمته، وتعاليمة، ووصاياه، ووسائط النعمة حتى ننال الشفاء من اتعابنا واثقالنا وخطايانا في هذه القصة نرى صورة للشفاء مهما كان الداء أو مهما طالت مدة المرض. كذلك يمكننا الشفاء من خطايانا، والانسان العتيق، وعاداتنا بربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح. شفاء كامل وصحيح، لان هذا هو الشفاء الذي يعطيه الرب يسوع المسيح |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
تفسير الايه لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الي ابي سؤال : في فصل من الإنجيل في عيد القيامة ( يو 20 ) سمعنا قول السيد المسيح له المجد لمريم المجدلية : " لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي . و لكن اذهبي إلي أخوتي و قولي لهم إني أصعد إلي أبي و أبيكم ، و إلهي و إلهكم " . فما تفسير ذلك ؟ الاجابه : في تفسير القديس أوغسطينوس لهذا الفصل ، قال في شرح " لا تلمسني ، لأني لم أصعد بعد إلي أبي " أي لا تقتربي إلي بهذا الفكر ، الذي تقولين فيه " أخذوا سيدي ،و لست أعلم أين وضعوه " ( يو 20 : 2 ، 13 ، 15 ) ،كأنني لم أقم ، وقد سرقوا جسدي حسب إشاعات اليهود الكاذبة . لأني لم اصعد بعد إلي ( مستوي ) أبي في فكرك . و معروف أنها قد لمسته ، حينما أمسكت بقدميه وسجدت له ، في زيارتها السابقة للقبر مع مريم الأخرى ( مت 28 : 1 ، 9 ) . و الملاحظة الأخرى التي أوردها القديس أوغسطينوس هي : قال : إلي أبى و أبيكم ، ولم يقل إلي أبينا . و قال : إلي إلهي و إلهكم ، و لم يقل إلهنا مفرقاً بين علاقته بالآب ، و علاقتهم به . فهو أبي من جهة الجوهر والطبيعة و اللاهوت ، حسبما قلت من قبل " أنا و الآب واحد ط ( يو 10 :30 ) . واحد في اللاهوت و الطبيعة و الجوهر . لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد ( يو 3 : 16 ، 18) ( 1 يو 4 : 9 ) . أما أنتم قد دعيتم ابناء من جهة الإيمان " و أما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه " (يو 1 : 12 ) . و كذلك أبناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول " انظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعي أولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 ) . و باختصار هي بنوة من نوع التبني ، كما قال بولس الرسول "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف ، بل أخذتم روح التبني ، الذي به نصرخ يا أبانا ، الآب " ( رو 8 : 15 ) . و قيل " ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " ( غل 4 : 5 ) . إذن هو أبي بمعني ، و أبوكم بمعني آخر . و كذلك من جهة اللاهوت . هو إلهكم من حيث هو خالقكم من العدم . و من جهتي من حيث الطبيعة البشرية ، إذ أخذت صورة العبد في شبه الناس ن و صرت في الهيئة كإنسان ( في 2 : 7 ، 8 ) . هنا المسيح يتحدث ممثلاً للبشرية ، بصفته ابن الإنسان . يبدو أن حماس الكل للاهوت المسيح ، يجعلهم أحياناً ينسون ناسوته . فهو قد اتحد بطبيعة بشرية كاملة ، حتي يقوم بعمل الفداء . و شابه ( أخوته ) في كل شئ ، حتي يكفر عن خطايا الشعب ( عب 2 : 17 ) . قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس " يوجد إله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس ، الإنسان يسوع " ( 1 تي 2 : 5 ) . هنا يقوم بعمل الوساطة كإنسان ،لأنه لا بد أن يموت الإنسان . و نفس التعبير يقوله أيضاً في الرسالة إلي كورنثوس في المقارنة بين اَدم و المسيح " الإنسان الأول من الأرض ترابي ، و الإنسان الثاني الرب من السماء " ( 1كو 15 : 47 ) . فهنا يتكلم عنه كإنسان ، و رب . اتحد فيه الناسوت مع اللاهوت في طبيعة واحدة هي طبيعة الكلمة المتجسد . من حيث الطبيعة البشرية ، قال : إلهي و إلهكم ، مميزات العلاقتين . و الدليل علي أنه كان يتكلم من الناحية البشرية إنه قال للمجدلية " اذهبي إلي أخوتي " فهم أخوة له من جهة الناسوت ، و ليس من جهة اللاهوت . و كذلك قوله " اصعد إلي أبي و أبيكم " ، فالصعود لا يخص اللاهوت إطلاقاً ، لأن الله لا يصعد و لا ينزل ، لأنه مالئ الكل ، موجود في كل مكان . لا يخلو منه مكان فوق ن بحيث يصعد إليه . فهو يصعد جسدياً . كما نقول له في القداس الغريغوري " و عند صعودك إلي السماء جسدياً .." . كذلك هو يكلم أناساً لم ينموا في الإيمان بعد . يكلم امرأة تريد أن تلمسه جسدياً ، لتتحقق من قيامته و تنال بركة و يتكلم عن تلاميذ لم يؤمنوا بقيامته بعد ( مر 16 : 9 – 13 ) ... فهل من المعقول أن يحدثهم حينئذ عن لاهوته ؟! منقول من كتاب اسئله واجوابه لقداسه البابا سنوده الثالث |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح والإنجيل لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ ( مر 2: 21 ) الرب يسوع لم يأتِ الى هذا العالم لكي يضيف شيئًا لديانة سابقة. ولم يأتِ ببرنامج إصلاحي لتصحيح أشياء خاطئة. ولم يأتِ لكي يُضيف لمسة جديدة تحسن سلوكيات الإنسان. إنجيل المسيح ليس برنامج تصحيح بل هو خلق كيان جديد. إنجيل المسيح ليس مجموعة من الشرائع التي تعالج ثغرات فشل سابقيه في إصلاحها، ولا هو إضافة كتاب جديد لكتب سابقة. إنجيل المسيح ليس ترقيع الجزء المعيب في ثوب الكيان البشري بقطعة جديدة، إنما إنجيل المسيح ينسج ثوبًا جديدًا خيوطه من نوع فريد ومجيد، صنعة خالق حاذق ماهر. طالما حاول البشر تجميل الأجزاء المعيبة ليجعلونها مقبولة وجذابة، ولا يدرون أن الثوب كله مصبوغًا بالخطية التي أفسدت ألياف خيوطه، وتغلغلت بين لُحمته وسداه. خدع الشيطان الناس بمكره الأثيم بأنه عرض عليهم ثياب الدين ليضلهم فيظنوا أنهم قد صاروا مقبولين في عيني الله. فأرسل رسله الكاذبين الذين ابتدعوا إصلاحاتهم المزعومة للثوب الذي ضرب فيه الفساد. وكل بدعة جاءت برقعة، واهمين الناس أن الثوب قد صار أفضل وأجمل، بينما كان يزداد بترقيعه قبحًا وفسادًا وضعفًا. كل أديان البشر التي اخترعها الشيطان، سَعَت لتغيير سلوكيات الإنسان من الخارج بينما الخراب في قلب الإنسان كما هو، والفساد قد ضرب جذوره في أعماق الكيان، ولم يعلموا أن التغيير والتجديد لا يأتي من الخارج، بل بتغيير القلب في الداخل. تلك هي المعجزة التي يصنعها الله بخلاصه العظيم. كفوا عن الإنسان! كفوا عن برامج البشر الفاشلة! السيد الرب قد أعد حلاً شاملاً وكاملاً في إنجيل نعمة الله الذي من خلاله قدم ثوبًا جديدًا برمته. فالإنسان الساقط الميت ينال حياة جديدة عندما يأتي إلى الآب بالمسيح؛ ابن الله المخلِّص الوحيد. أيها القارئ العزيز .. إن كنت تبتغي التغيير الحقيقي، تعال الى المسيـح كما أنت بآثامك، بضعفك وعجزك. كُف عن محاولاتك العليلة التي أتعبتك. كف عن ترقيع الثوب القديم برقع جديدة فيصير الحال أردأ. تعال إلى المخلِّص الوحيد واعترف بخطاياك وعجزك وفقرك الشديد، واقبل بالإيمان خلاصه العظيم. آمن أن الرب يسوع دفع أجرة خطاياك فوق الصليب. هذه بشارة عظيمة لك. الرب سيغير قلبك ويعطيك قلبًا جديدًا فتولد من الله، وتصير في المسيح خليقة جديدة. |
الساعة الآن 01:02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025