منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   تــأملات جميلة وحكم أجمل (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=3595)

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:22 PM

575 - فيما تفكر هذا الصباح ؟ في هموم اليوم ، في مشاكل الحياة ؟ طبعا ً كلنا نحمل هموما ً ويواجه مشاكل . الحياة شقاء ، تعب ، الم ، ضيق . المسيح نفسه قال لنا : " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ " لكن الله يحبك لأن الله ذاته محبة . والضيق والتعب والألم لا تنفي كلها محبة الله ، تؤكدها ، تُظهرها ، تبينها وتعبّر عنها . لن نرى النور الا من خلال الظلام ، لن نعرف الفرح إن لم نختبر الحزن . لم يعدنا الله أن يعصمنا من المشاكل لكنه وعدنا ان يحملها معنا . لم يقل الله إن الألم لن يمسنا لكنه وعد أن يقوينا على احتماله . وضع في عيوننا دموعا ً لكنه يمسح كل دمعة ٍ من عيوننا . يسمح أن تحوط بنا عواصف صاخبة لكنه يأتي وسط العاصفة ماشيا ً على الماء . الله يشاركنا حياتنا ، يعيش معنا ، يحيا فينا . أخذ صورة جسدنا وجال في الارض وعاش الحياة ، ويعرف معنى الهموم والمشاكل والحزن ، اختبر الحزن والتجربة . ويشاركنا احزاننا وتجاربنا ويعين المجربين " لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ." . أمام قبر لعازر اختلطت دموع المسيح بدموع مريم ومرثا ، شاركهما الحزن . رأى الجموع على الجبل كغنم لا راعي لها فتحنن عليهم ، شاركهم حيرتهم . يفرح افراحنا ، يتألم آلامنا ويواجه المشاكل معنا ، لأنه يحبنا . لا يحبنا عن بعد بل عن قرب ، يحبنا فيشاركنا حياتنا ، حياتنا بحلوها ومرها . ويدعونا ويشجعنا وينادي علينا : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ . " وفي نفس الوقت يدعونا ويشجعنا وينادي علينا : " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ " . الله يحبك فيشاركك حياتك . واليوم لا تحمل همومك ومشاكلك وحدك ، دعه يشاركك في حملها فهو يحبك . نعم ، الله يحبك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:23 PM

576 - اليوم جميل وحسن ومشرق والغد سيكون اكثر جمالا ً وحسنا ً واشراقا ً . هكذا يعدنا الله بغد ٍ اكثر اشراقا ً . يريدنا ان نعلم ان الايام في يده . وهو يهتم بنا ، اهتم بنا بالامس ويهتم بنا اليوم وسيهتم بنا غدا ً . قال المسيح : " فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ " ولفت نظرنا الى ان لا نقلق ولا نخاف من المستقبل ، قال : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ . أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَام ِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ ؟ " ويوجه انظارنا الى طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن ، لا تخشى الغد فتختزن الغذاء المتاح اليوم في مخازن ، لأن اله الامس هو اله اليوم ، هو اله الغد . هذا الاله الدائم ، الباقي ، الموجود يقوت المخلوقات ويهتم بها ، والانسان افضل جميع المخلوقات واقربها الى قلب الله والى عناية الله . ولو اهتم الانسان ، لو سقط في بالوعة القلق ، ماذا يفيده قلقه ؟ ماذا يجني من ورائه ؟ ماذا يستطيع ؟ هل اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا ً واحدة ؟ هو عاجز ٌ لا يقدر على ذلك ، ما العائد عليه من قلقه ؟ مرض ٌ وسقام ، توتر وأرق ، كفر ٌ بالله وقدرته . الله سبحانه وحده القادر ان يضمن طعامنا وشرابنا ولباسنا . الزهرة في الحقل ما اجمل اوراقها ، لا تتعب ولا تغزل لكن سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ لم يكن يرتدي او يلبس كواحدة ٍ منها . والمستقبل ليس في متناول ايدينا ، في طي المجهول ، لا سلطان لنا عليه ، لا قدرة لنا اتجاهه ، المستقبل ليس مهمتنا ، الله وحده يعلمه وهو وحده القادر عليه ، الله يهتم به ، فلا نهتم للغد . الله يعلم ، الله يقدر ، الله يهتم . الله يعلم احتياجات الغد ، يعلم كل ما نحتاج اليه . ويوصينا ان نطلب اولا ملكوت الله وبره وهذه الاحتياجات كلها تزاد لنا ، فإن طلبنا ملكوت الله وبره اولا ً ولم نهتم باحتياجات الغد من طعام ٍ وشراب ٍ ولباس ، فالله سوف يوفر لنا ذلك كله ويضمن لنا غدا ً اكثر اشراقا ً . لا بد فالغد ملكه ، وليس لنا الا ان نطلبه وننتظر ، ننتظر غدا ً اكثر اشراقا ً ، بإذن الله .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:23 PM

577 - في وسط العالم بكل ما به من شدائد وزلازل وهزات وقلاقل . والكل خائف يجري فزعا ً في كل الاتجاهات لا يجد مهربا ً او ملجأ ً . في خضم العاصفة والامواج تلطم السفينة وتتلاعب بنا ، في قلب الاعصار والريح تقتلع البيوت والاشجار والابراج ، في وسط ذلك كله يعلو صوت الوحي في مزمور 46 : 5 " اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ." العاصفة قد لا تهدأ والامواج قد لا تتوقف . الاعصار قد لا يهمد والريح قد لا يسكت ، لكن الله يكون في الوسط فلا تتزعزع ولا تحدث العاصفة ضررا ً ولا يحقق الاعصار غرضا ً ، ونبقى صامدين اقوياء ، غير مفزوعين او خائفين لأن العاصفة لن تغلبنا والاعصار لن يحطمنا . ما دام الله القادر على كل شيء ، الاقوى من كل قوة في وسطها . نحن لا نشك ان بالعالم ضيق ٌ ، ذلك اعلمنا به المسيح " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ " فلن نفاجأ بالضيق ولن نتزعزع ، لأن المسيح اعلن لنا ايضا ً انه قد غلب العالم ، لذلك ففي خضم العاصفة وفي قلب الاعصار نكون في سلام ، سلام برغم العاصفة ، وبرغم الاعصار . سلام لا بسبب ما بحولنا لأن ما حولنا يزعج ، سلام بسبب من معنا لأن من معنا يريح " وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل " ويغلب كل خطر ويطرد كل رعب فلا نتزعزع لأن الله في وسطنا ، ولا تتزعزع المدينة التي يكون الله في وسطها ولا النفس التي يكون الرب في وسطها . فإن صمدنا وسط العاصفة نغلب ، وإن غلبنا لنا اكليل النصرة لأن الله يكافئ من يغلب . يعدنا الله بذلك . والضيقات والعذاب لا تقاس بالمكافأة . وفي سفر الرؤيا 3 : 12 ) صورة من تلك المكافأة " مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي ، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ " .يقول داود النبي " اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا.لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا " ففي هذا اليوم وفي كل يوم نعرف ان الله وسط العالم . وهذا الصباح وفي كل صباح نعلم ونثق انه يعيننا ويسندنا . وسط كل خطوب الحياة وتجاربها وعواصفها واعاصيرها فلا تتزعزع ، ولن نتزعزع .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:24 PM

578 - في هذا الصباح وانت تستقبل يوما ً جديدا ً ، تستقبل يوما ً مليئا ً بالاحداث ، مملوء ً بالحياة ، اربع وعشرون ساعة كاملة ، مساحة واسعة تتحرك فيها ، ستلاقي فيها الكثير ، الحياة نبض ٌ مستمر ، نهر ٌ يجري علينا أن نعبره ، مياه ٌ تتدفق نجتازها . والله يقول ، الرب الهنا خالقنا يقول : " لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ ، مُخَلِّصُكَ. " ( اشعياء 43 : 1- 3 ) . ذات مساء الزم المسيح تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويعبروا البحيرة وبقي هو على الجبل يصلي ، وبينما هم في السفينة وسط الظلام ، وسط البحر ، هاج البحر ، صخب ، ازبد ، علت امواجه وارتفعت ، هاجمتهم الريح ، ولعبت الامواج بالسفينة ، وتعذبوا ، عانوا ، قاسوا ، خافوا ، ومرت الساعات ببطء ٍ مميت واقتربوا من اليأس . مر الهزيع الأول بعناء ، والهزيع الثاني بشقاء ، وجاء الهزيع الثالث وطواهم ، ثم الهزيع الرابع والاخير ، ورأوا شبحا ً على الماء يخطو فوق الامواج ، يعبر البحر . زاد خوفهم من الشبح اكثر من خوفهم من العاصفة . ارتعبوا منه ، حسبوه القضاء ، جاء يحصد حياتهم ، خافوا وصرخوا " فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ " المسيح القادم في الهزيع الرابع الذي جاء ماشيا ً على البحر متخطيا ً الموج عابرا ً العاصفة ، كلمهم وقال : " تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " اوقفت الدهشة صراخهم ، وشلت البهجة حركاتهم . بعيون زائغة وكلمات مرتعشة قال بطرس : " يَا سَيِّدُ ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ " ، وبنظرات ثاقبة وكلمات باترة قال له المسيح : " تَعَالَ " وقفز بطرس من السفينة الى الماء ولم تغمره المياه ، لم تغص قدماه ولم ينفتح البحر ليبتلعه ، حمله الماء . ومشى بطرس على الماء وسار وخطا نحو يسوع وفي خوفه كاد يغرق وصرخ : " يَا رَبُّ ، نَجِّنِي ، فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ " . في وسط الامواج ، العاصفة ، الشدائد ، يقول لك المسيح : لا تخف انا هو ، اذا اجتزت في المياه لا تغمرك ، انا معك . اذا مشيت على الماء يدي تمسكك

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:24 PM

579 - كيف صباحك اليوم ؟ هل الجو اليوم مشرق ، الشمس استيقظت وعلت في السماء ؟ هل الجو اليوم معتم ، الشمس غائبة متوارية خلف السحاب ؟ هل تشعر بالدفء والنشاط والرغبة في الخروج والانطلاق ؟ هل تشعر بالبرد والخمول والرغبة في البقاء والانزواء ؟ هل قلبك مملوء بالتفاؤل وتوقع النجاح والبهجة ؟ هل قلبك يخفق بالخوف والتشاؤم وانتظار الفشل والالم . لو كان الجو مشرقا ً بالشمس فانت محظوظ بنعمة الله ، ولو كان الجو معتما ً والشمس غائبة فانت محفوظ في عناية الله . لوحولك دفء ونشاط وانطلاق فتمتع بما لك ، ولو حولك برد و خمول وانزواء فارفع قلبك لله . لو امامك امل وتفاؤل ونجاح وبهجة ، تنعم بها ، ولو امامك خوف ٌ وتشاؤم وفشل والم فالقي بها على الله . الله سبحانه بيده الشروق والغروب . الله سبحانه بيده الدفء والبرد . الله سبحانه يوزع بالحق النجاح والفشل . هو سبحانه الاله القادر الذي يسيطر ويحكم . هو سبحانه الاب الحنون الذي يحب ويرحم . يقول الله في الكتاب المقدس في سفر النبي حزقيال 34 : 24 - 31 " أَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا .... وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ ....... وَأُنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْمَطَرَ فِي وَقْتِهِ فَتَكُونُ أَمْطَارَ بَرَكَةٍ ...... أَنَا إِلهُكُمْ ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ " كل هذه وعود الرب لك اليوم ، فكيف صباحك اذا ً اليوم ، مشرق أم معتم ؟ دافئ أم بارد ؟ نجاح أم فشل ؟ لا يهم ، أيا ً كان ، هو صباح الله ، هذا الصباح هو من الله . حين يتأخر المطر عن النزول تجف الارض وتتشقق ، يتلوى جوفها ويحترق ، يعوي ويتألم ويصرخ ويتمزق ، ثم ينزل المطر ، ينهمر ، يسيل ، يملأ الشقوق . ينزل المطر في وقته من الله سبحانه أمطار بركة . بركات كثيرة تتظافر حلقاتها في ظفيرة من رحمته . الاشراق بركة والاعتام ايضا ً بركة . الدفء بركة والبرد ايضا ً بركة . النجاح بركة والفشل ايضا ً بركة . ظفيرة ٌ كبيرة من بركات الله ، ظفرتها اصابعه واحكمتها نعمته . سلم لله صباحك ، هذا الصباح . سلم لله يومك ، هذا اليوم . فانعم ببركاته هذا الصباح ، كل صباح ، وانعم بمحبته هذا اليوم ، كل اليوم .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:24 PM

580 - يوفر لك الله يوما ً جديدا ً ، ويعطيك صباحا ً آخر . تستقبله بقوة ونشاط وحركة وعمل ، وتتوقع ان تحقق فيه نجاحا ً أو تتردى في فشل . ويستقبله غيرك ، بعض اخوتك من البشر ، في فراش مرض أو عجز ٍ عن الحركة . تذهب الى عملك لتحصل على رزقك ورزق اولادك ، ولا يذهب البعض الى أي عمل ، البطالة تجعلهم بلا عمل . يجري الخير بين اصابعك والمال يملأ جيوبك ، واصابع آخرين جافة ، خاوية وتقبض الهواء . وينظر المريض والضعيف في فراشه ويرى الصحيح القوي واقفا ً على رجليه . ويتطلع العاطل والفقير في عجزه ، ويراقب العامل الغني يرتع في الخير . ويشعر الذي له الى الذي ليس له في حسد ٍ أو حقد وينعي حظه أو يبكي شؤمه أو يناجي ربه في عتاب ، في عدم فهم ٍ و ادراك يصرخ لله القدير : لماذا ؟ في حسرة والم يتسائل : اعطيتنا نفس اليوم لكنك لم تعطنا نفس الحال ؟ في داخله فراغ ، يشتاق ان يمتلأ بالبركات والنِعَم كأخيه . يسعى ويشقى ، يتألم ، يتحسّر ، يحسد ، يحقد . وسط ظلام الحيرة وغمامة الشك ومرارة الحسرة ، تبرق الكلمات المنيرة ، كلمات بولس الرسول . يكتب الى اهل فيلبي في الاصحاح 7 : 11 - 13" قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ . فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ . أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي . " قال بولس الرسول هذه الكلمات وهو مقيد ٌ محروم ٌ من الحرية ، في اعماق السجن الروماني المظلم مكبل ٌ بالقيود ، محجوز ٌ خلف القضبان . في وسط المعاناة كتب كلمات رجاء وامل وتفاؤل واكتفاء . القناعة والاكتفاء والرضا كنز ٌ لا يفنى ، ينبع من الداخل ، يستمر ، لا يتوقف . لا نحصل عليه بالجهد والكفاح وانفاق الاموال لنشتريه بل بالايمان بالله ، بالقوة في المسيح مجانا ً . هبة ٌ خالصة منه . لنتعلم اليوم ان نكون مكتفين بما نحن فيه ولنخطو الطريق هذا الصباح شاكرين ، مبتهجين ، سعداء ، مسبحين ببركات الله ونعمه .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:25 PM

581 - هل انت سعيد مبتهج اليوم ؟ هل وجهك مبتسم واساريرك منفرجة ؟ هل تسير قافزا ً راقصا ً نشطا ً في طريقك ؟ هل يملأ صدرك لحن ٌ واناشيد فرحة أم قلبك منقبض ورأسك منكّس وخطواتك ثقيلة ونفسك منحنية ؟ لسنا دائما ً سعداء ، نشعر كثيرا ً بالحزن وتنقبض صدورنا وتنحني نفوسنا . حتى داود النبي نفسه قال في مزمور 43 " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ ؟ " وصرخ بولس الرسول يقول : " وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ ؟ الحزن ليس بعيدا ً عن الانسان . النفس المنحنية والقلب المنكسر ليس عيبا ً ولا شرا ً ، هو علامة وظاهرة للاحتياج الى الله والى الروح القدس ليملئنا من جديد . بدون الامتلاء بالروح القدس نحيا في حزن ٍ واكتئآب . بدون الروح القدس نصارع ونكافح في حرب ٍ روحية قاسية . نحيا بلا ثمر ، بلا أمل ، بلا نصرة . لا يمكن ان نسير الحياة ضد تيار الشر بقوتنا . نحتاج لروح الله أن يملأ شراعنا فنتقدم متحدين قوة العالم . بدون الروح القدس نحن جسديون ، نحيا تحت سيطرة الجسد ، لا نفعل ما نريده كما يقول بولس الرسول الى اهل رومية 7 : 19 " لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ."
" أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. " ( رومية 7 : 14 )
" أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي ، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي." ( رومية 7 : 23 ) .
فنفقد بهجة الخلاص ومتعة الشركة مع الله . نحيا وسط تراب الخطية والشعور بالذنب مأسورين لليأس . والرب نفسه يعرف سبب تعاستنا ويوصينا أن نمتلأ بالروح لنثمر ثمار الروح ، محبة ، فرح ، سلام ، فترتفع نفوسنا المنحنية وتبتهج قلوبنا المنكسرة ونحيا الحياة الروحية المنتصرة على كل حزن واكتئاب التي يريدها الله لنا ، وتصبح على الصورة التي اعدها الله للمؤمنين ويذكرها بولس الرسول " نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ ، ...... نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا ، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." ( 2 كورنثوس 3 : 18 ) .
إن شئت ان تحصل على حياة الفرح في الروح القدس صلي معي :
ربي احتاج ان تمتلك حياتي . كنتُ اسير وحدي معتمدا ً على ذاتي . سامحني ، اغفر لي ، أسلّم يا ربي نفسي لك . اتعهد ان اكون مطيعا ً لك . انا اثق في وعدك بانك ستملأني بالروح القدس . املئني يا رب ، املئني بروحك . اشكرك ، اشكرك لاستجابة صلاتي في اسم يسوع ، آمين .
الآن سر مرفوع الرأس والنفس ، مبتهج الروح والقلب .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:25 PM

582 - صباح ٌ جديد ، يوم ٌ جديد ، صخب ٌ وزحام ٌ شديد . نسير وسط تكتل الاجساد . نشق طريقنا باكتافنا . نتقدم في قلب دوامة من الاصوات والضجيج ، ونتصادم ، تتصادم اجسادنا ، اسماعنا ، انظارنا ، تتصادم مع اجساد واسماع وانظار الآخرين حولنا . لا انفرادية ، لا خصوصية ، لا راحة ولا سكون . انفاس لاهثة ، عضلات مشدودة ، اعصاب ٌ مرهقة . هكذا الحياة اليومية العملية ، هكذا تدور الحياة ، طاحونة ٌ مستمرة ، وجهد ٌ وتعب ٌ وارهاق ٌ وعرق ، هذا حكم الله " بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا " لكن الله سبحانه يوصينا بالراحة . راحة لا كسل ، راحة لتجديد النشاط ، راحة لازمة للاستمرار في المسيرة . كان المسيح في عمله وتعاليمه ومعجزاته وسط زحام الجموع دائما ً ، لكنه كان يخرج من وسطهم الى موضع خلاء منفردا ً ، وكان يدعو تلاميذه ان يذهبوا الى الخلاء ليستريحوا . وكان يصعد الى الجبل منفردا ً ليصلي . الصلاة انفراد بالله . والمسيح في ذلك يعلمنا اهمية الراحة . كل شيء متكامل متظافر يحتاج الى توقف للاستراحة . الحياة سمفونية موسيقية متوحدة بها فترات انقطاع للراحة لضمان الاستمرار المتناغم المتناسق بنفس النشاط والحيوية . وقت الراحة ليس توقفا ً بل استعداد وتهيّأ لمرحلة قادمة . حياتنا مصممة من الله ومنظمة من عنده وبها فترات راحة . الاختلاء بالله يعطينا فهما ً وادراكا ً ومعرفة ً لقصده لنا . الانفراد بالله يشحذ قوانا ويملئنا قدرة ً ويشحننا بالشجاعة وينفخ في ارواحنا روح الايمان والراحة والاطمئنان . فنتجدد ونستعيد انفسنا ونستمر في مسيرة حياتنا . ساعات الاختلاء والالتقاء بالله جميلة ٌ رائعة ، هي اجمل واروع اوقات الحياة . يقول المرنم :
يا طيب ساعات بها اخلو مع الحبيب
يجري حديثي معه سراً ولا رقيب
من دون تدخل او مقاطعة من احد ، نتكلم معه ونحن نصلي منفردين به ، ويتكلم معنا ونحن ننصت مؤمنين به . لا تنسى يوم راحتك ولا تهمله . لا تنسى وقت انفرادك بالله ولا تهمله ، بهذا تستقيم الحياة وتستمر المسيرة .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:25 PM

583 - الحمد لله الذي وهبنا يوما ً جديدا ً جميلا ً ، وهو يهبنا كل ما هو جديد وجميل . الله حي وبروحه ِ يحيينا ويحيي كل الخلائق حولنا . هو الذي جبلنا من تراب الارض ونفخ فينا نسمة حياة فجعلنا نفوسا ً حية . واليوم وكل يوم يؤكد لنا انه حي ، الله حي . تصحو الطبيعة حية لتعلن ان خالقها الله حي . وتغرد الطيور على الاشجار وتغني ان حافظها حي .ويتحرك الانسان ويسعى الى رزقه معتمدا ً على الله الحي . كل ما حولنا يشهد ويعلن ان الله حي . الثقة والايمان بأن الله حي يجعلنا نواجه اليوم بكل قوة ٍ وشجاعة . هُوَ هُوَ لم ولا ولن يتغير " هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ " حي من الأزل والى الأبد . هذا يجعلنا نثق ونطمئن ونحن نحيا حياتنا أن مصيرنا في يد الله الحي . الحي الذي يرانا ويرعانا . الذي يقودنا ويقوتنا ، الذي يحيينا ويحمينا . لكننا كثيرا ً ما ننسى ، ننسى ان الله حي ، فنقلق ونخاف في معاركتنا الحياة ، ، نضعف ونخور ونتعب ، لأننا ننسى ان الله الحي يسيطر على قدراتنا ومقاديرنا ، ولا نحتاج ان نصارع أو نحارب بأيدينا المجردة فهو يصرع لنا الاعداء ويحارب عنا . حين تآمر منافسوا دانيال النبي عليه ووشوا به الى الملك مما جعله يلقي به الى جب الاسود ليموت اشنع ميتة ، ارسل الله الحي ملاكه وسد افواه الاسود فلم تمسه . وجاء الملك عند الفجر الى جب الاسود وناداه قائلا ً : " يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ ، هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ ؟ " ( دانيال 6 : 20 ) ولم يكن ينتظر الملك ردا ً ، فلا بد ان تكون الاسود قد افترسته ، لكن الرد جائه قائلا ً : " يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي " طبعا ً اله دانيال حي وقادر أن ينقذه ، والهنا حي وقادرٌ أن ينقذنا دائما ً . لا يتركنا ، لا يهملنا ، عينه ُ دائما ً علينا . في وسط الظلام ينير لنا ، في وسط التجارب يده معنا ، في وسط الحاجة يأتي الينا ، في وسط العواصف يُقبل نحونا ، في وقت التجارب حي هو الله . لهذا نحتمل وباسمه نتقوى وبوجوده ِ الدائم نتشدد ، له نصلي ، وببركاته نتغنى ، وبخلاصه ِ ونجدته ِ نتعزى . الله الذي نعبده قادر ٌ أن ينجينا ، من جب الاسود ، من قاع الهاوية . هو الله الحي الدائم الموجود الذي لا يتغير ، فلنسر اليوم بيقين ٍ وايمان ٍ وثقة ، انه معنا لا يهملنا ولا يتركنا .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:26 PM

584 - وانت تخطو في طريقك اليوم قد تجد اشواكا ً تُدمي الاقدام وقد تجد احزانا ً تجلب الدموع . العالم مليء ٌ بالألم كما هو مملوء بالراحة . نعم العالم مليء بالحزن كما هو مملوء بالفرح . الالم والراحة صنوان ، والحزن والفرح توأمان . لن نجد الما ً خالصا ً ولا راحة كاملة ولن نجد حزنا ً خالصا ً ولا فرحا ً كاملا ً . ونحن نقبل كل شيء ٍ من يد الله ، ونستعين به في مواجهة كل الظروف ، وحين تنكسر القلوب نحتاج لمن يجبرها ، وحين تسيل الدموع نحتاج الى من يجففها . ونجد حولنا اصدقاء واحباء يجبرون كسر القلوب ، ونجد معنا اهلا ً ومحبين يسرعون بمسح الدموع . واقدر الناس على جبر الكسور هم منكسروا القلوب ، واحق الناس بمسح الدمع هم من اختبروا الدموع . وكلمة العزاء التي تصدر من مختبر الحزن أغلى كلمة ، ووقفة التشجيع التي تصدر من المجرب بالالم اعظم وقفة . وتقديم العزاء للمحزون عزاء لمقدمها . والمبادرة بالتشجيع تعطي للمبادر قوة وشجاعة . والألم والحزن امر ٌ واقع في الحياة لا احد ينكره ، لا احد يهرب منه او يتفاداه او ينجو من يده ، ومواجهته تحتاج الى احتمال واقتدار وايمان ٍ بالله . ومساعدة الآخرين في ألمهم واحزانهم تعطي المتألم والمحزون قوة . ويوصينا الله بتعزية بعضنا البعض . يقول في سفر اشعياء النبي 40 : 1 " عَزُّوا ، عَزُّوا شَعْبِي ، يَقُولُ إِلهُكُمْ . " وصية وامر ٌ الهي أن نعزي اخوتنا المتألمين . ولا نستطيع ان نعزي الغير قبل ان نتعزى نحن ، ففي تعزية الآخرين عزاء لأنفسنا . وفي تقوية الضعفاء قوة ً لانفسنا . يقول بولس الرسول في رسالته لاهل رومية 5 : 3 - 5 " نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً ، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً ، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي ، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ " مواجهة المؤمنين للألم والحزن يختلف عن مواجهة غير المؤمنين له . المؤمن يعرف ان الألم والحزن لا يصيبنا الا بسماح من الله . ويعرف ان الله لا يسمح بكل الالم وكل الحزن بل بما نقدر عليه . والله يعرف قسوة الالم ومرارة الحزن ، وهو يعيننا في الالم ويسندنا في الحزن ، ويده تخفف آلامنا وتكفكف دموعنا ، ويمسح الله كل دمعة من عيوننا ، هكذا وعد وهو يحفظ وعده . ويوصينا ان نعزي بعضنا بعضا ً في آلامنا وأحزاننا . تأكد اليوم ان الله يحميك من الألم ويرد عنك الحزن والدموع . استقبل يومك بالأمل لا الالم ، وبالصبر لا الدمع . وتمتع برفقته لك كل ساعات يومك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:27 PM

585 - الله قادر أن يحمينا من هجمات عدو الخير الذي يتربص بنا . هو لا يكل ، لا ييأس ، لا يدخر وسعا ً في الهجوم علينا . يكيد لنا ، يجول حولنا ملتمسا ً من يبتلعه هو . هذا متوقعا ً منه فهو عدو الله وعدونا نحن ابناء الله . نحن نتوقع ذلك فلا نفاجأ ولا نخاف لأن الله القوي معنا . ولا يسمح له أن يغلبنا . رغم هجماته ، برغم جولاته ، لنا ضمان النصرة . حتى الجولة الاخيرة النصرة لنا ، الغلبة لنا . حتى حين تبدو الظواهر انه تغلب علينا يتدخل الله ويقلب النتائج لصالحنا . يسحقه الله تحت ارجلنا ويجعل هزيمته هزيمة منكرة ونصرتنا نصرة عظيمة . يسمح له الله ان يهاجم ويصخب ويزأر لكن في حدود وقيود وشروط لا يتعداها . هجماته لا لسحقنا بل لاختبار بهجة الانتصار . وفي وسط المعارك نجد الله بجوارنا ، يحارب في صفنا . كتفه تسند كتفنا ويده مجاورة ٌ لأيدينا . وتواجده معنا وسط المعركة يجعلها مغامرة عظيمة رائعة ، ورفقته لنا تملئنا بالبهجة والبركة والسعادة والرضا . في القديم صنع نبوخذ نصر الملك تمثالا ً كبيرا ً من الذهب وأمر جميع الشعب ان يسجدوا امامه . " وَمَنْ لاَ يَخِرُّ وَيَسْجُدُ ، فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ يُلْقَى فِي وَسَطِ أَتُّونِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ " وكان الشعب كله يسجد للتمثال خوفا ً من الموت الا ثلاثة فتية كانوا يعبدون الله ، لم يقبلوا السجود للصنم الذهبي . اتوا بهم امام الملك الذي هددهم بالموت حرقا ً في اتون النار فقالوا له : " فَلِيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ " ، وقالوا : " إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ " . والقوا بالشباب الثلاثة وسط النار بعد ان حموا الأتون سبعة اضعاف ، واكلت السنة النار اولئك اللذين رفعوهم والقوهم في الاتون الرهيب ووقف الملك يراقبهم وهم يحترقون لكنه رأى وسط النار مشهدا ً عجيبا ً . رأى الثلاثة شبان يتمشون وسط النار ومعهم رابع ٌ شبيه ٌ بابن الألهة واخرجهم من وسط النار وشعرة من رؤوسهم لم تحترق ولم يمسهم ضرر وحتى رائحة النار لم تأتي عليهم . كانوا امناء لله فكان الله رحيما ً معهم . فلنسلم اليوم كله لله . وهو يحمينا ويحفظنا ويقوينا اليوم وكل يوم .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:27 PM

586 - لن يكون اليوم كله خيرا ً وسلاما ً وبهجة . به صعاب وصراعات ومشاكل ومعارك . نتصارع معها بعض اليوم او كله . نحتاج الى شجاعة والى قوة والى قدرة لمواجهتها . لا نصرة بدون كفاح وجهاد ٍ وثبات وقوة . نحن ننتصر ونغلب بالله جل جلاله وعظمت قدرته . نغلب به ، يقوي سواعدنا وينمي عضلاتنا فنغلب بالتدريب على مواجهة المعارك . الصراع مع التجارب يقوي قدراتنا . الريح تثبت جذور الشجر ، وتقوي اجنحة النسور ، وتدرب على المقاومة وتؤدي الى النصرة . لهذا يسمح الله لنا ان نواجه التجارب فنتقوى . بالتجارب نعمة ، والصراعات مدرسة للتدريب على المعارك للوصول الى الانتصار . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل رومية 8 : 37 " وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. " . كل الصراعات والتجارب والمعارك تعظّم انتصارنا . نحصل على انتصارات عظيمة لها قيمتها . النصرة على العظيم عظيمة ، وعلى الجبار جبارة ، وعلى الهزيل هزيلة . فكلما تدربنا على مواجهة التجارب ، كلما ضمنّا النصرة . وكلما عظمت التجارب ، عظمت نصرتنا عليها ، لأن الله الذي يحبنا يعدّنا لها ، لذلك لا بد ان نثبت فيه ونتمسك به ونحيا في محبته لأنه كما يقول بولس الرسول : " لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ ..... تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. " . فلنرحب بالتجارب التي تقوينا وتقودنا للنصر . بدونها تضعف ايدينا وتخور قوانا . الريح تحرك السفينة الى الامام ، الى الميناء . التجارب تقوي ايماننا ومقاومتنا وتقودنا الى الانتصار . فاليوم وكل يوم واجه الصعوبات والتجارب بايمان . ايمان ٍ بالله متّكلنا القوي ، القادر دائما ً. واليوم وكل يوم واجه الصعوبات والتجارب بادراك . ادراك ٍ أن الله لا يسمح بتجربة ٍ أكبر من قدرتنا على مواجهتها . واليوم وكل يوم واجه الصعوبات والتجارب بالشكر . شكر ٍ لأن التجربة تعطي تدريبا ً وتقوية تؤهلنا للصمود . واليوم وكل يوم واجه الصعوبات والتجارب بفرح . فرح ضمان الانتصار " شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ " ( 2 كورنثوس 2 : 14 ) مرحبا ً بالتجارب اذا ً ، اذا واجهتنا . لا تخف لأن الله سبحانه يواجهها معك ويصدها عنك ، ويسمح بها لمصلحتك وفائدتك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:27 PM

587 - وانت تستقبل يوما ً جديدا ً لا تعرف ما يخفيه لك ، يخفي خيرا ً وشرا ً ، نجاحا ً وفشلا ً ، ساعات نصرة وساعات هزيمة . هكذا كل يوم يطوي احداثه عنا ، لا نعرفها في الصباح لكننا نكتشفها كلما مرت ساعات اليوم ، ونتعامل معها حسب قدرتنا وحكمتنا وحسن تصرفنا ، واحيانا ً ننجح في مواجهتها واحيانا ً نفشل ، نقدر مرة ولا نقدر مرة اخرى ، نلجأ للمساعدة على مواجهتها ، الاصدفاء ، الحلفاء يساعدوننا . والله سبحانه ، الله يعيننا على ذلك ، طبعا ً يساعدنا حين نتكل عليه ، لا يخذلنا ابدا ً إن لجأنا اليه . تتراكم الاحداث ، تتضخم المشاكل ، تتكاثر علينا ، ونقف امامها نصارع ونقاوم ونحارب ، اليوم كله نقاوم ونحارب ، لكننا نستطيع في حربنا ان نجد الرب حليفا ً قادرا ً معنا ، يحارب معنا ، يقوي سواعدنا وينصر كفاحنا . اضمن طريق للنصرة هو الاتكال على الله ، بدونه لا نقوى على مواجهة الايام بمشاكلها ومتاعبها ، وهو يعدنا بالمساعدة والعون والانتصار . على مدى التاريخ نصر الله كل من اتكل عليه واستنصره على اعدائه ، كل المتكلين عليه ينتصرون . الملك آسا في القديم كان ملكا ً تقيا ً صالحا ً يعبد الله وحده ، عمل كل ما هو صالح ومستقيم في عيني الرب الهه . نزع المذابح الغريبة وحطم الاصنام وكسر التمائيل ، وفي احدى معاركه مع اعدائه خرج اليه ملك كوش بجيش كبير وجاء يقاتله ، ووقف الملك آسا أمام جيش عدوه ونظر الى السماء ودعا الهه وقال : " سَاعِدْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ اتَّكَلْنَا وَبِاسْمِكَ قَدُمْنَا عَلَى هذَا الْجَيْشِ. أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْتَ إِلهُنَا. لاَ يَقْوَ عَلَيْكَ إِنْسَانٌ " ( 2 اخبار 14 : 11 ) ويستجيب الله دائما ً لمن يستنجد ويستجير به . فنصره الله على عدوه بجيشه الكبير لأنه اتكل عليه ، واعتمد عليه في تعامله معه . ونحن ايضا ً إن اتكلنا على الله ، اذا اعتمدنا عليه نسلم . حين نؤمن به ، حين نسلّم صراعاتنا يعضدنا وينصرنا . واليوم بكل ما يخفيه في طياته من احداث مجهولة ، آمن بالله ، سلّمه اليوم ، يقوّينا على كل ما تأتي به ساعاته ، هو ناصرنا ونصيرنا ، هو الهنا وربنا وسيدنا . سلّم للرب اليوم ، سلّم كل اليوم تسلم وتتقوى وتغلب . اليوم يوم الرب ، آمن به وتوكل عليه . ولا تخشى شيئا ً فالرب معك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:28 PM

588 - وانت في طريقك فيما تفكر ؟ ما الذي يشغل بالك ؟ لكل منا تطلعات ، والتطلعات بعضها كبير وبعضها صغير ، والمال له مكانة خاصة في تطلعاتنا . كل شيء ٍ يقاس الآن بالمال ، اصبح المال هو مقياس العصر . يسيطر المال على كل ما في حياتنا ، ويتسابق الكل للحصول على اكبر قدر ٍ منه ، وفي سبيله ِ نتصارع ، نحارب ، نتسابق ، نجري ، ونكذب ونسرق ، ونقترف الكثير من الشرور والاخطاء لأنه سيد ٌ مرهوب وسيادته مستبدة طاغية ، لهذا يحذرنا الله من سطوته فيقول المسيح في الكتاب المقدس متى 6 : 24 " لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ " . المال لا يقبل منافس له حتى ولو كان الله ذاته . المال يقاوم اي سلطان آخر حتى ولو كان سلطان الله سبحانه . هذا لا يعني ان الانسان المؤمن بالله يجب ان يبتعد عن المال و يحيا فقيرا ً ، أو أن المؤمن لا بد ان يتخاذل ويكسل ويحيا بلا طموح . بالعكس ، الايمان ليس ضد التمتع بما خلق الله لنا من بركات . الايمان ينادي بالطموح المشروع النبيل . الايمان ينادي بالعمل والنجاح والتقدم ، لكنه ضد الاستعباد لمحبة المال . الانسان هو سيد المادة . المادة يجب الا تسود الانسان . المال في حد ذاته ليس شرا ً ، الشر هو الخضوع لسلطانه والسعي للحصول عليه بكل الطرق . الشر ليس في المال بل في محبة المال . يوصي الكتاب المقدس في الرسالة الى العبرانيين 13 : 5 " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ " ولا يعني ذلك اننا ضد الغِنى والاغنياء . الله سبحانه اله ٌ الغني والفقير ، ولا يفرّق بين عباده ِ بسبب ثرواتهم ، وانما الله يطلب منا الصلاح والطهارة والتنزه عن الشهوات ولا يريدنا ان نخضع لسلطان محبة المال فنقترف الشر والاثم . الحياة ليست للطعام ، الطعام للحياة . المسيحية ليست ضد المال بل ضد محبة المال . المسيحية ليست ضد المادة بل ضد المادية . يستمر فيقول في نفس الآية : " كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " الاكتفاء والرضا والقناعة ايمان ٌ بالله . الله الذي فيه الكفاية ، كفايتنا .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:29 PM

589 - وانت تسير اليوم ، احذر الطريق . قد تكون هناك حفرة ٌ تتعثر فيها ، وقد يكون هناك حجر ٌ تصطدم به ، راقب جيدا ً طريقك . دقق النظر وانت تسير . لا تنظر كل الوقت بين قدميك ، الى اسفل ، بل ارفع رأسك وانظر الى الامام ، الى اعلى . العثرات والاحجار تجعلنا ننحني . لا تقضي الحياة تحدق فيها وتنظر اليها . كلما زادت العثرات وكبرت ، كلما احتجت ان ترفع رأسك وتتجه وتلجأ الى حيث يأتي اليك العون . ويقول الكتاب المقدس في رسالة يعقوب الرسول 1 :2 ، 3 " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. " التجارب والعثرات لا بد من وجودها ، لا يوجد طريق ٌ دون حفر ٌ واحجار ، هذه طبيعة الطرق ، هي طبيعة الحياة . اليوم وانت تمارس حياتك اليومية ستواجه تجارب متنوعة . تقابل من يوجه لك كلاما ً جارحا ً ، تجد من يعارضك ويعترض عليك ، يقف في وجهك من يقاومك أو يعتدي عليك ، تواجه من يجرح كبريائك أو يعتدي على حقوقك ، تعجز عن سداد احتياج ٍ لك لضيق ذات اليد ، تتألم ، تتوجع ، تعاني من ضعف ٍ في جسدك ، تُصدم في صديق وتنزعج لعدم تحقق انتظاراتك فيه . تجارب كثيرة متنوعة تضيق بها وتتألم لها . هل تدفن رأسك فيها ؟ تجعلها تسود يومك وتنغص حياتك ؟ أم ترفع رأسك عنها وتنظر الى من سمح بها وجعلها تلحق بك ؟ حولنا سور ٌ منيع ٌ قوي من عناية الله . يسيج الله حول اولاده ليقيهم الشرور والأذى . هو لا يجّربنا بأكثر مما نحتمل ، بل يعطينا قوة لنواجه ما يواجهنا " وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ " كالفنان وهو ينحت تمثاله ، يستخدم ازميلا ً ومطرقة ، يضرب ، يكسر ، يسوّي لا يحطم . لا ، لا يحطم ، هو يجمّل ، يصنع تحفة . تحفة ٌ تُبهج ، تُبهر ، تحفة كاملة . كل تجربة يسمح بها الله تُصلح عيبا ً فينا وتكمّل نقصا ً وتضيف جمالا ً وحسنا ً .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:29 PM

590 - في كل يوم نخرج فيه الى الطريق ، نقفز وسط الزحام ، زحام ٍ من الاجساد ، كثيرون حولنا في الطريق . ولتجد كل قدم مكانا ً تدوس قدما ً آخر ، وليتحرك كل كتف يصطدم بكتف آخر . هكذا السير في الزحام ، ما دمت على الطريق لا بد أن تغرق فيه . ويجرفنا الزحام ويحملنا معه في اتجاه سيره . التيار قوي يدفع الكل معه ، وحياة العالم تجرف الناس ، تحملهم معه . ويعيش الناس تلك الحياة بآثامها وشرورها ، ومن يقاوم تيارها تدوسه الأقدام وتصدمه الاكتاف . ولا يريدنا الله أن ننجرف نحو الشر بل يريدنا نورا ً للعالم وملحا ً للطعام ، وهذا يضعنا في الصفوف الأولى من حرب ٍ ضروس . ويعدنا الرب بالانتصار . يقول بولس الرسول في رسالته الى رومية 8 : 37 " وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا." . نهاية ٌ أكيدة لصراعنا ، نُصرة ٌ مضمونة لأننا في جانب الخير ، جانب الله . ويقول بولس الرسول في نفس الاصحاح : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." . كل الاشياء تتكاتف وتعمل معا ً للخير ، حتى المقصود بها شر ، في يد الله تعمل للخير ، لا موت ، لا حياة ، لا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ، لا أمور حاضرة ولا مستقبلة ، لا معلوم ولا مجهول يقدر أن يسحقنا ويحطمنا ويغلبنا ، بل يحول الله بمحبته ونعمته وقدرته الشر لصالحنا . مثل الريح القوية المنيعة التي تهاجم السفينة ، يحول الملاح الماهر اتجاه الشراع ليدفع السفينة للأمام ويصل بها الى الشاطئ الأمين . هكذا يستغل الله هجمات الشيطان وقوته ، لخيرنا ، لصلاحنا . وانت وسط زحام العالم والاقدام تدوسنا والاكتاف تدفعنا والطريق يهاجمنا والتيار يحاول أن يجرفنا ، نحن منتصرون ، نحن في جانب الله ، هو يقودنا في موكب نصرته " شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ " ( 2 كورنثوس 2 : 14 ) في كل حين ، اليوم وغدا ً وكل يوم .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:29 PM

591 - وانت في الطريق اليوم ماذا تنتظر ان يحدث لك ؟ ماذا تتوقع من الناس حولك ؟ معاونة ، مساعدة ، خدمة ؟ طبعا ً ، كلنا نحتاج الى بعض ، ولنأخذ لا بد أن نعطي . أخذ ٌ وعطاء . قال المسيح : " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ " ( اعمال 20 : 35 ) هكذا قال وفعل ، اعطى كل ما لديه لنا . اختار أن يعطي ، أن يهب . الغني هو الذي يعطي ، القادر هو الذي يهب . كان المسيح مثالا ً للعطاء ، مثالا ً للخدمة . يقول عنه بولس الرسول في رسالته الى فيلبي 2 : 6 - 8 " الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. " أعطى حياته لنا . هكذا علمنا المسيح أن نعطي ، علمنا ان العطاء افضل من الاخذ ، وحين اعطى اعطاه الله اسما ً فوق كل اسم ومكانة فوق كل مكانة . وقال عن نفسه : " أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ " وقال لهم : " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا " الصغير هو الذي يخدم نفسه ، العظيم هو الذي يخدم الآخرين . الذي يركز على نفسه محدود ٌ بنفسه . والذي يركز على الآخرين غير محدود ، مثل الطفل كل شيء لنفسه ، يقول : الكل لي ، بينما الكبير يقول : أنا للكل . يقول بولس الرسول : " لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا." . في مشهد ٍ رائع حين كان على العشاء " قَامَ ( المسيح ) عَنِ الْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا " . وهو السيد ، هو المعلم . " ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل ، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ " . وبعدما انتهى شرح لهم ما فعل ، قال : " أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ " من اراد ان يكون عظيما ً فليكن للجميع خادما ً . بادر بالعطاء ، بادر بالخدمة . اجعل اليوم يوم عطاء . ، يوم خدمة ، وسترى بركات الله لك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:30 PM

592 - بركات الله تحيط بك ومحبة الله تحاصرك . في كل خطوة يظهر لك محبته ، في كل معاملة وفي كل مبادرة . حين تستقيم الامور وحين تتعثر الامور . حين يفتح يده لك بالعطاء والخير والبركات . وحين يضم يده عنك او يعاقب أو يؤدب . نشعر احيانا ً ان قبضته قوية ويده ثقيلة علينا . ونشك في محبته ونتصوره ادار وجهه وقلبه عنا ، لكننا لو تمعنا في وجهه ، لوجدنا الحب العظيم في عينيه . يُغلق يده لكنه يفتح قلبه . يؤدب لأنه يحب " الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ " أي إبن ٍ لا يؤدبه ابوه ؟ ونحن ابناؤه " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ " ( يوحنا 1: 12 ) وكاولاد الله لنا الحق في محبته ، وكاولاد احباء لنا الحق في تأديبه لنا . التأديب من حق الأبناء . يقول الكتاب المقدس في الرسالة الى العبرانيين : " قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ . أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ ، فَنَحْيَا ؟لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ . وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. " . يقول الرب : " إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ " فالتوبيخ والتأديب علامة ُ محبة ، ولا محبة بدون تأديب وتوبيخ . المحبة هي الوجه الآخر للتأديب ، ولا محبة بوجه ٍ واحد . حين تشعر بيد الله تؤدبك لا تحزن ، افرح ، افرح فهو يحبك ، ارفع وجهك اليه وانظر الى عينيه ، عيناه تفيضان حبا ً لك ، واستمع الى دقات قلبه وانت في حضنه تنبض حبا ً لك . ارفع رأسك ، امسح دموعك . قدم يديك ورجليك واقبل تأديب الرب بشكر ٍ وفرح . فهو تأكيد ٌ لمحبته واشتراك في قداسته . الله الآب القادر ، يهتم بك . الله الآب القدوس ، يحبك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:32 PM

593 - هل تسير اليوم خفيفا ً لا يثقلك شيء ؟ لا حمل على كتفك ولا هم في قلبك ؟ هل قلبك صاف ٍ وضميرك مستريح ، أم هناك ما يشوب صفاء قلبك ويثقل ضميرك ؟ القلب المهموم والضمير المثقل يفسد اليوم . اليوم امامك طويل لا تجعله عبئا ً عليك . اطرد من قلبك الهموم وارم ِ من ضميرك الأثقال . الله يحبك ويغفر كل ذنوبك . الذي يحب يغفر ، استفد من محبته ودعه يغفر لك . ألق ِ عليه هم قلبك وثقل ضميرك . اعترف بما يكدر صفو يومك وهو يحررك مما يعوق فرحتك . يقول يوحنا الرسول : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ." ( 1 يوحنا 1 : 9 ) لا تنتظر اسرع الآن وألقِ بخطاياك تحت قدميه . لا تحمل احمالك أكثر ، يكفي ما مر من اليوم ، هيا انزل حملك . وانت تسير في طريقك ارفع قلبك له . لا تحتاج الى طقوس ومراسم واجراءات . ارفع قلبك بايمان ٍ بقوله ، اعترف بما يثقل ضميرك ، بكل شيء . كما تتنفس ، كما تزفر الهواء الفاسد من داخل رئتيك ، اخرج الشوائب الضارة التي بقلبك ، اعترف بها ، ازفرها ، هيا ... كل ما تذكره من ذنوب وخطايا اذكرها ، ازفرها ، لا تبق ِ شيئا ً ، أي شيء مهما بدا ثقيلا ً ، لا يثقل شيء على الله ، كل شيء مستطاع ٌ لديه ، وهو وعد بأن يغفر الكل ، كل الذنوب اخرجها ، تنفس ، زفير ، ثم استنشق روح الله القدوس ، املأ قلبك بالروح القدس ، تنفس بشهيق . اطلب منه بالايمان أن يملئك بالروح القدس . الله يريدنا ، يدعونا ، يأمرنا أن نمتلأ بالروح القدس : " امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ " . وانت في طريقك تنفس بعمق ، تنفس روحيا ً . ازفر الفاسد ، الخطايا ، اعترف بها جميعها واستنشق الروح القدس ، امتلأ به . وسر خفيفا ً بلا اثقال محمولا ً على ذراعي الله بالروح القدس .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:33 PM

594 - هل تدرك ان آلام الصليب لم تكن جسدية فقط وانما كانت آلام ٌ نفسية ايضا ً . قاسى الرب يسوع آلاما ً نفسية ومعنوية تفوق آلامه ُ الجسدية . كان متروكا ً من الجميع ، ويذكر في المزمور 38 : 11 " أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي ، وأقاربي وقفوا بعيدا " أما في انجيل مرقس 14 : 50 ذُكر ما يلي : " فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا." كذلك خانه التلميذ يهوذا الاسخريوطي ، وايضا ً انكره بطرس ، ليس امام قائد في الجيش أو حتى جندي بل أمام جارية . لقد انكره ثلاث مرات ولعن وحلف انه لا يعرف يسوع ، وربما نحن نلوم بطرس ولكننا بتصرفاتنا واقوالنا ننكر الرب يسوع كل يوم . وكذلك هرب التلاميذ فمزقته آلام الوحدة ، فهو متروك من قِبل الجميع . وأيضا ً استهزؤا به سواء الشعب أم رجال الدين اليهود أو الجنود ، وكذلك جدفوا عليه وعيروه ، حتى اللصين ايضا ً عيروه ( متى 27 ) . صُلب يسوع على صليب العار ، فالصليب كان رمز ُ عار ٍ ولعنة ٍ وتم ما مكتوب عنه : " الْعَارُ قَدْ كَسَرَ قَلْبِي فَمَرِضْتُ. انْتَظَرْتُ رِقَّةً فَلَمْ تَكُنْ ، وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَجِدْ. وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا ، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ. "( مزمور 69 : 20 ، 21 ) كذلك تحمل لعنة الخطية لكي يكون لنا لا للعنات بل البركات ، وتم قول الكتاب : " مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ . " ( غلاطية 3 : 13 ) . فكم كان قاسيا ً على القدوس البار الذي لم يعرف خطية ، لذلك قال للآب في البستان : " إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ " ( لوقا 22 : 42 ) لقد تجرّع كأس غضب الله ولعنة الخطية .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:34 PM

595 -
* الثمر وحياتك
إن بقيت حياتك باستمرار لا تحمل الثمر, فإن الله سوف يتدخل لينقيك لتحمل الثمر «كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ»
يوحنا 15: 2

* الراحة
لا راحة للانسان الذي لم يجد راحته في الرب.

* العدو اللدود
، ان الخطية عدو لدود فلا تصادقها. انها نار ملتهبة فلا تضعها في حضنك. انها سم قاتل فلا تتناولها.


* روائع معاملات الله معنا
من روائع معاملات الله معنا أن نتحقق من ان عظمة معجزة تدخُّله لعرقلة مساعينا لبلوغ أمر لا يريده لنا, لا تقل عن عظمة معجزة تدخله لإنجاح سعي آخر قد استحسنته أفكاره الصالحة من نحونا.


* انظر ماذا صنعت الخطية
ان خطيتي وخطيتك سمّرت المسيح على الصليب. وان لم نتب عنها ونهجرها فستسمِّرنا نحن في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت .


* شاكرين في كل شيء
الشكر يعني من جملة ما يعني : غياب التذمر. غياب الهم . غياب العبوس .

* الصلاة المقتدرة
« مَنْ أراد أن يدخل سهمه في كبد السماء ، عليه أن يطلقه من قوس منحنٍ تماما الإنحناء ». وكذلك فالقلب المنحنى المنكسر، والشعور بالضعف والحاجة، يغمران الصلوات المؤثرة الصادقة التي تصل إلى أذن الله.



* الصلاة هي الإذن الأرضي للتدخل السماوي

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:37 PM

596 - هل تشعر بوجود الله معك ؟ الله موجود طبعا ً ، كل الناس تعرف ذلك ، لكن هل هو موجود معك اليوم ؟ وهل تشعر بمحبة الله لك ؟ الله يحبك طبعا ً ، لكن هل تشعر بمحبته الخاصة لك ؟ هل تحب الله ، هل تحبه فعلا ً لا تقل طبعا ً بسرعة ، فكر قليلا ً ، هل تحبه فعلا ً ، هل تريده معك اليوم ؟ هل محبته تلذ لك ؟ هل تشتهي أن تجلس معه ؟ تسير معه ، تصاحبه ؟ حين نحب نحب ان نكون مع من نحب . يقول سليمان الحكيم في نشيد الانشاد " تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ " من يحب الله يشتهي ان يجلس تحت ظله . يتمتع برفقته وصحبته ، يحب ان يذهب الى بيته ، يجلس معه . ويقول داود النبي : " وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ : أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي ، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ." ( مزمور 27 : 4 ) لو انك تحب الله فعلا ً فانت تحب ان تسكن معه وتنظر اليه وتتفرس في بيته . هذا هو الحب لله فعلا ً . مريم اخت لعازر اختارت ان تجلس تحت قدمي المسيح ، " النَّصِيبَ الصَّالِحَ " كما قال المسيح . جلست تسمع كلماته وتستقبل تعليمه . ومعنى ان تكون معه لا بالجسد بل بالروح والقلب والعقل . ليس ان نترك اعمالنا وبيوتنا واهلنا ونتفرغ للاقامة في بيته ، بل نكون معه في اعمالنا وبيوتنا ووسط اهلنا بأن نحيا معه بالروح والقلب والعقل . الله روح والشركة مع الله تكون بالروح . لا يتعامل معنا بشكل ٍ حسي منظور ، يتعامل ويحل في ارواحنا وقلوبنا وعقولنا . ما دمنا نحبه فنحن نشتاق له ، ونسعد بالاتصال به ، بالروح والقلب والعقل . وانت تسير وسط الزحام ، اطلب الله تجده . وانت تعمل غارقا ً في المسؤوليات ، اسعى اليه يأتي اليك ، يصاحب روحك ويدخل قلبك ويملأ عقلك ، يحيا فيك وتحيا فيه . يُظهر حبه لك وتُظهر محبتك له . عِش اليوم في رفقته ، استظل بوجوده معك ، وانعم به اليوم كله .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:37 PM

597 - بدأت رسالة المسيح بولادته من عذراء . عاش بيننا صانعا ً معجزات وباعثا ً الأمل في قلوب اليائسين . وعند دخوله الى اورشليم فرش الجميع ثيابهم اكراما ً لدخوله هاتفين : هوشعنا هوشعنا لابن داود . لكن الخيانة هي طبع البشرية وهذا الهتاف الذين كان بالامس اوشعنا اصبح بعد اسبوع واحد ، اصلبه ، اصلبه . وبالفعل صُلب البار . صُلب المسيح الذي أحب وسامح وشفى وبارك . صُلب المسيح ومات . ظن الجميع ان هذه هي نهاية من عاش محبا ً ، لكن يا للخبر السار للمريمات والتلاميذ ولنا ، المسيح قام من الاموات . قام المسيح ولم يقدر الموت عليه . قام المسيح ناقضا ً أوجاع الموت ، كاسرا ً شوكة الموت ، فاتحا ً الطريق لكل من يريد الدخول الى السماء . قام المسيح وأقامنا معه وادخلنا معه الى السماوات . قام المسيح .. حقا ً قام .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:38 PM

598 - وانت تسير لا بد انك تعرف الى اين انت ذاهب . منذ تركت بيتك وانت تعرف وجهتك وقصدك .لا نبدأ السير الا اذا كنا نعرف الى اين نحن سائرون . الا في حالة التنزه والتسكع والسير الى أي اتجاه . حتى لو كان كذلك ، لو الاتجاه غير محدد تماما ً ، نعرف القصد من السير . لا يسير احد لمجرد السير ، لا بد من غاية ، هدف ، مكان الوصول . تعس ٌ ذلك الذي لا يعرف الى اين يقوده الطريق . يتعب دون أن يصل ، يحتويه الطريق بلا نهاية له . اليوم فكرت وعرفت واعددت نفسك للوجهة التي انت سائر ٌ اليها ، والهدف الذي تريد ان تحققه ، فتتقدم بثقة وعزم نحو مقصدك ، بلا تردد ، بلا خوف ، بلا ضياع وقت . في الحياة كثيرون يسيرون في الطريق دون معرفة نهايته ، يسيرون بلا مرشد ، بلا دليل ، بلا قائد . يدبون في الحياة مشوشين تائهين ضالين فيتوه منهم الطريق أو يتوهون في الطريق . لا يعرفون الى اين هم ذاهبون . كان احد الفلاسفة يجلس في حديقة وحيدا ً تعيسا ً مكتئبا ً . جائه الحارس وسأله : من أنت ، وماذا تفعل هنا ؟ وكان رده : ليتني كنت اعرف . لم يكن يعرف مثل اغلب ابناء هذا الجيل الذي يسوده التشاؤم والانقسام والكراهية والفوضى والضلال واللايقين . المسيحي الحقيقي يعرف من هو وماذا يفعل هنا والى اين يذهب . يعرف الطريق ، الطريق قريب ٌ منه . الطريق فيه ، يحيا فيه . المسيح هو الطريق . قال : " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." ( يوحنا 14 : 6 ) والمسيح يحيا فيه . قال بولس الرسول : " مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ." ( غلاطية 2 : 20 ) به نعرف الطريق . يقول المسيح : " وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ " فلا تردد ، لا حيرة ، لا ضلال للمسيحي . المسيح هو النور ، قال : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ." والمسيحي يسير في النور . يقول المسيح : " مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ . " من يتبع خطوات المسيح يطأ طريقا ً صلبا ً معبدا ً واضح المعالم . يقود الى الحياة الابدية ، نهاية المسير ، خاتمة الطريق مع المسيح الذي قال :
" خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي . وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً " .
" حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " .
فنحن نسير وهو معنا وفينا .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:39 PM

599 - هل طريقك الذي سلكته اليوم هو الذي سلكته بالامس ؟ وقبل امس ، وقبل قبل امس ؟ وقبل قبل قبل امس ، نفسه ؟ هل شعرت بالرتابة ، الروتينية ، الملل ؟ نفس الشارع ، نفس المعالم ، نفس الطريق ، نفس الافراد الذين تقابلهم كل صباح ؟ بائع الجرائد ، السائق ، العابرون ؟ وقد تكون تبادلت معهم نفس التحية ، نفس الكلمات ، نفس العبارات ، بلا انفعال ، كلمات مجاملة جوفاء لا تعني شيئا ً . خطواتك على الطريق هي هي ، نفس الخطوات ، نفس السرعة ، نفس الرتابة ، كدقات الساعة ، كزفير الآلة ، متتابعة منتظمة لا تتغير ، ضربات على الرأس ، طرقات على الاعصاب ، خانقة تكتم الانفاس . الانسان يحتاج الى التغيير والا يفقد حماسه وتفتر عزيمته . الرتابة والروتين والتوالي الحاد يقود الى الاكتآب والجنون ، لذلك خلق الله الطبيعة تتغير ، الفصول تتابع مختلفة ، صيف ، خريف ، شتاء ، ربيع . والنبات يعكس تغير الفصول . والحيوان يغير جلده ويبدل سلوكه . والانسان مشحون بالعواطف المتغيرة وله في كل وقت ٍ حالة مختلفة عما كان عليه . ويسعى دائما ً الى التغيير الى الافضل . والله لا يتعامل معنا برتابة او روتين أو تتابع آلي جامد . الله الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يتطور يطور حياتنا ، نُصبح فيه خليقة جديدة . يقول بولس الرسول : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." ( 2 كورنثوس 5 : 17 ) . الكل ، القلب جديد . يقول الله : " أَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ " ( حزقيال 11 : 19 ) والروح جديد " وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا " والقوة جديدة " وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً " ( اشعياء 40 : 31 ) في كل يوم يجدد الله محبته لنا ، في كل يوم يجدد الله عهوده معنا ، في كل يوم يجدد الله علاقته معنا ، في كل يوم يجدد الله عنايته بنا فنعيش معه حياة ً جديدة متجددة ، ونخطو معه خطوات ثابته واثقة ، بلا كآبة أو ملل ، ولا تعب او كلل .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:39 PM

600 - هل تسير مغمض العينين ؟ لا تستطيع السير وانت مغمض العينين . لا تصل الى هدفك لن ترى هدفك ، ولن ترى الطريق ، الطريق الذي يقود الى هدفك . وتعثر ، تصدم بحجر أو تقع في حفرة . أوتسقط وقد تُجرح وقد تنكسر . لا يسير عاقل صحيح النظر مغمض العينين . خلق الله العيون لترى وتُبصر وتنظر وتتمتع بما حولها . العيون ليست لمعرفة الطريق فقط ، العيون للتمتع ، للتلذذ ، لاكتشاف الجمال حولها . ونحن نسير لا نخفض عيوننا فترى ما بين اقدامنا فقط ، بل نرفعها الى الشمس الى السماء ، الى الافق الجميل . ونتلفت حولنا لنشبع بما يحيط بنا من خليقة رائعة . الطريق لا يجب ان يحصرنا فيه ، فلا نضع على عيوننا غمامة كما نفعل مع الدواب ، بل نفتح عيوننا على اتساعها لتحتوي ما حولنا ونحن على الطريق . الله لا يريدنا ونحن في دروب الحياة وطرقها أن نركز وننحصر في الطريق ونراقب ونحذر ونتمعن في سلوكنا حتى لا نخطئ ، ونسير بحرص في خوف الله وطاعته حتى لا نضل فنصل الى نهاية الطريق الحياة الابدية في السماء في سلام . الله يريدنا ان نتمتع في الحياة ونحن نسلك فيها ونعبرها . الله خلق العالم وجعله حسنا ً جدا ً . خلقه لنا لنتمتع به ونتلذذ به . لم يخلقنا لنخشاه ونخافه ونسعى لارضائه وطاعته فقط . بل خلقنا لنحبه ولنحيا معه ولنتمتع ونتلذذ به . لأن الله يحبنا ويحيا معنا ويتمتع ويتلذذ بنا ، فهو يقول : " لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ." ونحن نتلذذ به . يقول داود النبي : " تَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ." ( مزمور 37 : 4 ) نتلذذ بشركته ، نتلذذ بكلامه ، نتلذذ بشريعته ونتلذذ بنعمه ، نتلذذ ببركاته ، نتلذذ بالعالم الذي خلقه لنا . الله خلق العالم ومنح كل شيء لنتمتع به . يقول بولس الرسول : " اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ." ( 1 تيموثاوس 6 : 17 ) في وقار وتقوى وقداسة ، فنعيش حياتنا متمتعين بكل ما حولنا من بركات الله ، ونسير على الارض بتقوى ً وبِر وايمان ٍ ومحبة وصبر ٍ على رجاء الحياة الابدية ، مفتوحي العيون ، مفتوحي القلوب .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:40 PM

602 - الإله الراّئع ..
ألا يمكن لذاك الإله الرّائع والممسك بصولجان الكون , الذي استخدم القرعة, والريح , والحوت, واليقطينة, والدّودة, في قضية يونان , ألا يمكنه أن يستخدم معك : الهاتف المشغول, السيّارة المعطّلة في الطريق, إعتراض الآخرين , الفيروس الذي يصيب حاسوبك, والهَمْس الرّقيق ...ليقول لك أشياء وأشياء ؟

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:43 PM

603 - تحدثنا عن محبة الله لنا وعن محبتنا لله . كل الناس تهتم بذلك ، اما حبا ً في الله أو خوفا ً منه أو ارضاء ً له ، كذلك الرجل الناموسي الذي جاء الى المسيح وسأله : " يَا مُعَلِّمُ ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ." ( متى 22 : 36 ، 37 ) وأكد المسيح أهمية ذلك فقال : " هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى." أهم وصية ، أول وصية وأعظم وصية . الله في حياتنا ، الأهم ، الأول ، الأعظم . ومحبة الله أهم وأول واعظم الوصايا . وتأمر الوصية بحب الله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل الفكر . من القلب كله والنفس كلها والفكر كله . لأنه هو الله الواحد الذي نعبده بلا شريك ٍ له . هذا لا يعني أن نحبه هو ونكره الآخرين . المحبوب من البشر لا يقبل ان يشاركه احد قلب حبيبه . الله يريدك ان تحبه من كل القلب لكن يريدك ان تحب قريبك أيضا ً . في نفس اجابته للرجل الناموسي عن الوصية العظمى اضاف : " وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ." الوصية الثانية التي لها نفس مكانتها وأهميتها .
" بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ " محبة الله ومحبة القريب هما كل العبادة ، تحب الله من كل القلب وتحب القريب كالنفس . لا يمكن ان تحب الله وتكره القريب ، القريب هو الأخ في الانسانية ، الأخ في البشرية ، والله أحب الانسان وأحب البشر حتى بذل ابنه الوحيد لهم ، وبمحبة الله اصبح الانسان ابنا ً لله ، فكيف نحب الله ونكره ابنه ؟ لا يرضى الله ان نحبه ونكره ابنائه ، لا يقبل محبة ً ناقصة . المحبة الكاملة هي محبة الله ومحبة ابنه ( القريب ) واوصى المسيح العالم وصية جديدة ، قال : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ." ( يوحنا 15 : 12 ) لا كالنفس فقط بل كما احبنا المسيح ، حتى الصليب ، حتى الجلجثة ، حتى الموت . وانت تستقبل اليوم فكر في هذه المحبة ، محبة الله من كل القلب ومن كل النفس ، ومن كل الفكر ، ومحبة القريب كالنفس .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:43 PM

604 - ستواجه اليوم اختيارات كثيرة ، في كل ساعة ، في كل لحظة ، طول اليوم يُطلب أن تختار . كل انسان يعيش صراع الاختيار ، واهمية اي انسان ومكانته في قدرته على الاختيار . الاختيارات الناجحة تؤدي الى النجاح ، الى انسان ناجح ، والاختيارات الفاشلة تؤدي الى الفشل ، الى انسان فاشل . ولسنا نتمتع دائما ً بحرية الاختيار ، حولنا دخلاء يفرضون علينا مشيئتهم ، التقاليد ، العُرف ، اختيارات وحريات الغير تحد من حريتنا وتدفعنا مع تياراتها ، فإن لم نقاوم اختلت اختياراتنا وبعدت عن الصواب . البعض يختار لنفسه الغنى ، الحصول على المال بكل الوسائل ، يتصورون السعادة في المال فيحبون المال ويندفعون نحوه " مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" ( 1 تيموثاوس 6 : 10 ) ويوصي الكتاب المقدس : " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ ." ( عبرانيين 13 : 5 ) وانت تسعى اليوم هل سيكون اختيارك المال ؟ الحصول على المال ؟ المال ليس شرا ً في ذاته ، محبة المال هي مكرهة الله ، الاختيار الأول خطأ ، المال سيد قاتل والخضوع له عبودية قاتلة . جعله اولوية الحياة يقود الى الطمع والخديعة والكذب والحقد والظلم والقتل . يقول بولس الرسول انه يقود الى السقوط في التجارب والشهوات الغبية المضرة والعطب والهلاك " وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ." ويوصي قائلا ً : " التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ." ( 1 تيموثاوس 6 : 6 ) يرى العالم في المال دواما ً وامانا ً للمستقبل فيسعون اليه بكل الوسائل وكل السبل . لكن الكتاب المقدس يقول : " كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " الله وحده الضمان والأمان والمستقبل ، الله موجود دائما ًُ ويقول " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " الله غني ٌّ دائما ً في غناه غنانا ، فيه كفايتنا . الطمأنينة والضمان والامان لا تنبع من الاشياء التي نمتلكها بل تنبع من الله الذي يمتلكنا ، فلا تجري اليوم في اختياراتك نحو المال بل نحوه هو ، الله . يقول : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." ( متى 6 : 33 ) .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:43 PM

605 - هل تسير في طريقك اليوم فرحا ً ؟ قد لا يكون حولك ما يدعو الى الفرح ، قد يكون الجو مظلما ً والسماء معتمة والطريق مليء بالعقبات والحفر . قد يكون قلبك قلقا ً وعقلك مشغولا ً وجسدك سقيما ً متألما ً ، وهذا يطرد الفرح ويجلب الحزن ، لكن بولس الرسول يقول : " افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا." ( فيلبي 4 : 4 ) يقول ذلك وهو في اعماق السجن وارجله في المقطرة . وفي منتصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله ، يسبحانه بفرح ، فرح وسط السجن المظلم وفي منتصف الليل . ويريد منا بولس الرسول ان نفرح كل حين . الفرح الذي يدعونا اليه ليس بهجة او سعادة أو هناء . البهجة والسعادة والهناء وقتية موقوتة بما يحدثها ويسببها ، تنتهي بانتهاء مسبباتها ، أما الفرح فلا ينتج من شيء . الفرح ينبع من الداخل ، من شخص ، من الرب ، " افرحوا في الرب " وفرح الرب لا يعتمد الا على الرب ، والرب ثابت باق ٍ لا يتغير ، لا ينقص ، لا ينتهي ، فالفرح في الرب لا ينقص ولا ينتهي . ينبوع الفرح ينبع من الرب ، ونبع الرب لا ينضب . ولينبع الفرح من قلبك لا بد ان يكون الرب ، النبع ذاته في قلبك . حين يمتلئ القلب بالرب ، يمتلئ القلب بفرح الرب ويفيض على حياتك وعلى الحياة حولك ، فتسير طريقك ، كل طريقك فرحا ً ، فرحا ً برغم الغيوم ، برغم الظلام . فرحا ً برغم العقبات ، برغم الحفر ، فرحا ً برغم المرض والانشغال والمتاعب . في المسيح يثبت فرحنا به ويكتمل فرحنا به . يعدنا المسيح باننا حين نراه يبقى فرحنا الى الابد . قال : " ولكني سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم. " ( يوحنا 16 : 22 ) وفي انتظار رؤيته نؤمن به ونفرح . يقول بطرس الرسول : " وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد " ( 1 بطرس 1 : 8 ) .
" افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا " .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:52 PM

606 - اليوم ستلتقي بأناس كثيرين ، بعضهم حسب موعد معهم ينتظرون مجيئك أو تنتظر مجيئهم ، وبعضهم بدون موعد مسبق لكن لقائك بهم بدون ترتيب سابق . كل يوم نلتقي بالكثيرين من الزملاء والاصدقاء والعملاء . البعض نشتاق للقائهم والبعض لا نسعد بلقائهم . ونحن في طريق حياتنا نعبر الحياة ، لا نستقر ونبقى فيها مهما طالت سنوات حياتنا فلا بد لها من نهاية ، نهاية للحياة . وكل انسان على موعد محدد ومسبق معروف لله لنهاية الحياة . لا نعرف الموعد لكن نتوقعه وننتظره . وفي نهاية الحياة نلتقي مع الله لقاء ً محتّما ً لا شك فيه . سيأتي يوم الأخير لا يوم بعده ، آخر يوم ثم يكون اللقاء . والسؤال هل تشتاق وتنتظر ذلك اللقاء ؟ أم تخشاه وتخافه ؟ إن كان ذلك اللقاء لك لقاء المحبة ، لقاء ابن بأب تشتاق اليه ، أما إن كان ذلك اللقاء لك ، لقاء حساب ، لقاء دينونة ، تخشاه وتخافه . إن كنت قد التقيت بالله هنا في العالم واحببته وتبعته ، يكون اللقاء هناك بعد نهاية الحياة لقاء ً تنتظره وتعرفه ، ليس غريبا ً عليك . أما إن كنت لم تلتقي بالله هنا بل عشت بعيدا ً منفصلا ً رافضا ً اياه ، سيأتي اللقاء هناك ، لقاء ٌ لا مهرب منه ، لقاء ٌ لا تعرف كيف ستواجهه . هنا فرصة لقاء والتقاء مع المسيح ، لقاء محبة ورحمة ومغفرة . هنا النداء : " اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ." ( اشعياء 45 : 22 ) أما هناك ، هناك الحساب ، أعط ِ حساب وكالتك . هناك تحديد المصير الأبدي ، حياة ٌ أبدية أو عذاب أبدي . هناك موعدان هامان للقاء مع الله ، إما هنا نلتقي بمحبة الله ونعمة الله ورحمة الله ، وإما هناك نلتقي بعدالة الله وحساب الله وحكم الله . أسرع بلقائه اليوم . تُب واقبله ربا ً وسيدا ً ومخلّصا ً . يقول المسيح : " تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ " ( متى 4 : 17 ) لا تنتظر لقائه هناك فستواجهه الها ً قاضيا ً ديانا ً .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:52 PM

607 - هل تسير وحدك في الطريق أم في صحبة صديق أو أصدقاء ؟ صحبة الأصدقاء جميلة خصوصا ً إن كانوا أوفياء . قال القدماء إن المستحيلات ثلاثة : الغول والعنقاء والخل الوفي . صدقوا عن الغول والعنقاء ، لا يوجدا الا في خيال الرواة . والخل الوفي نادر ٌ لكنه موجود . يقول سليمان الحكيم : " اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ ." ( أمثال 18 : 24 ) هناك أصدقاء أوفياء وخلان أوفياء أقرب من الأهل . وصحبة الاصدقاء رائعة تُشبع النفس . المسيح صديق ٌ صدوق ، لا يفارق اصدقائه ولا يتركهم . يوجد دائما ً حين يحتاجون اليه . قال : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ . " ( متى 28 : 20 ) لا يُهمل ولا يترك ، يحب حتى النهاية ، يسير الطريق كله معنا ، مهما وعُر الطريق أو ضاق هو معنا . يقول داود النبي : " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا ، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي." ( مزمور 23 : 4 ) ويصحبنا حتى الأبدية ، أصدقائه سينظرون وجهه واسمه على جباههم ، وهو يدعوك دائما ً لصحبته وصداقته . يقول المسيح : " إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي ، وَيُحِبُّهُ أَبِي ، وَإِلَيْهِ نَأْتِي ، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً." ( يوحنا 14 : 23 ) إن أردت صداقة المسيح ادعوه للدخول الى قلبك وحياتك فهو يقف على بابك ، إن سمعته وفتحت الباب يدخل اليك ويتعشى معك وأنت معه . هذه صداقة قوية ، صداقة خبز ٍ وملح ٍ كما نقول ، مشاركة ٌ وعشاء معا ً . لا تسر طريقك وحدك ، دعه يسير معك ، صديق ٌ لا يتركك . مهما ضاق الطريق يسير بجوارك ، مهما امتلأ بالاشواك يطأها أمامك ، في الليل والنهار ، في الصباح والمساء . لا يهملك ، لا يتركك . مُد يدك له ، أمسك بيده وهو يقودك . ضع كفك في قبضته فيحميك ويحفظك وسر الطريق هنا والأبدية هناك في صحبة صديقك الوفي فيسهل الطريق ويحلو ويقصر ويصبح مغامرة ً رائعة . ابدأ بطلبه من كل قلبك فهو لا يرفض طلب من يطلبه .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:52 PM

608 - هل تشعر بسعادة وانت ذاهب الى عملك وزملائك ؟ أم تشعر بتخوف وقلق ؟ لعل عملك شاق ٌ أو بينك وبين أحد خصومة ؟ نعم هذا يدعو الى القلق والتخوف ، والخوف والقلق يعكر صفو القلب ويطرد السعادة . الخصام في القلب مرارة تكدر اليوم . بادر بالمصالحة واقتل الخصام ، حتى لو كان هو سبب الخصام . الخصام يتم بين طرفين ، الشجار يحدث بين فريقين . ولينتهي الخصام يبادر طرف بحله ، ويوصينا المسيح أن نغفر ونصفح ونصلي لمن يسيء الينا . قال : " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ . بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ . أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " ( متى 5 : 44 ) . المساء اليه هو الذي يبادر بالمصالحة ، هكذا يوصينا الرب . جاء الرسول بطرس الى المسيح يوما ً وسأله وقال : " يَا رَبُّ ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ : «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ . " أي الى ما لا نهاية ، لا نحصي ولا نعد مرات الصفح ، بل نصفح دائما ً . الله نفسه حين أخطأ اليه آدم وعصى أمره ُ وكسر وصيته ، بادر الله نفسه بالمصالحة فارسل ابنه يسوع المسيح كفارة عن خطايا آدم وذريته من بعده . يقول بولس الرسول : " إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. " ( 2 كورنثوس 5 : 19 ) .
وانت هل اخطأ اليك أخوك خطية أعظم من خطيتك الى الله ؟ فإن كان الله صالحك ، ألا تصالح أخاك ؟ مهما كانت قسوة اسائته وعدد مرات خطأه ، اذهب وصالحه . الصلح سلاما ً وراحة ً لك قبل أن يحقق السلام مع اخيك . الحقد والكراهية والخصام تُدمي القلب وتحزن النفس وتجعل حياتك تعسة وطريقك وعرا ً وقلبك منكسرا ً . اذهب الى عملك وابحث عن زميلك واصنع معه سلاما ً . صالحه ، اغفر له . سامحه ، اصفح عنه وصافحه ، لأن الله يغفر لنا ذنوبنا اذا غفرنا نحن للمذنبين الينا ، فيكون يومك بلا خصام ولا قلق .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:52 PM

609 - هل ترى عظمة الله حولك ؟ الله عظيم وعظمته تُرى في كل ما حولنا . عظيم في الشمس التي تتربع وسط السماء فوقك ، عظيم ٌ في حركة الأفلاك ودورانها المستمر في كبد السماء ، عظيم ٌ في تراكم الغيوم وهطول الأمطار وهبوب الرياح ، عظيم ٌ في صوت الرعد ولمعان البرق وسقوط الجليد . كل ذلك من صنع يد الله ، صنع ذلك بعظمة قوته . وحين نرى الزهور تتفتح والثمار تملأ الأغصان ونسمع تغريد الطيور وهديل الحمام وغناء الكروان ، وخرير الماء في الجداول عبر الصخور وانهماره في الشلال ، نرى جمال وروعة خليقة الله ، صنعها بعظمة نعمته ، ونفكر كيف احب الله العظيم العالم الخاطئ الأثيم وبذل ابنه الوحيد الحبيب وقدمه على الصليب فداء ً ورجاء لكل من يؤمن به ويقبله فيمحو خطاياه ويهبه الحياة الأبدية . نرى الله يحقق عدالته ورحمته ونرى عظمته في محبته . أترى عظمة الله في ذلك كله ؟ ارفع قلبك في خشوع ٍ أمام عظمة الله ، وقدم شكرا ً خاصا ً لأن الله موجود معك اليوم . الله العظيم يحبك ويهتم بك . الله العظيم يقود خطواتك هذا الصباح . ارفع صوتك بالتهليل والتسبيح له . صلي ورنّم هذا الصباح وقل له :
يا رب ما أعظمك ، يا رب ما أعظمك
نفسي تغني يا مخلصي ، ما أعظمك ، ما أعظمك
يا سيدي لما أرى نجومك وكل ما يدور في الأفلاك ،
أسمع صوت الرعد في غيومك وكلها قد صنعت يداك ،
نفسي تغني يا مخلصي ، ما أعظمك ، ما أعظمك
نفسي تغني يا مخلصي ، ما أعظمك ، ما أعظمك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:12 PM

610 - هل أنت مؤمن ؟ قد تتعجل بالرد وتقول : طبعا ً أنا مؤمن ٌ بالله الواحد ، وقد تبادر بتعداد مجالات ايمانك بالكتب السماوية والانبياء والرسل . هذا عظيم ورائع ولازم لكل عبيد الله . هذا معرفة بالله واعتراف به وهو حسن . الايمان كما يقول الكتاب المقدس :
" هُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى " الثقة والتصديق لما نتمناه ونرجوه
" وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." التأكيد واليقين باشياء خافية لم تحدث بعد .
حين ترفع صلاة وطلبة لله بالايمان ، أنت لا تؤمن فقط انه : انشاء الله سوف يجيب طلبتك ، بل تؤمن انه قادر ٌ على كل شيء وانه قد استجاب طلبتك قبل ان تصلك طلبتك ، قبل ان يتحقق ما رجوته منه . هذا هو الايمان الذي يعلّي الله ويمجّده ، ويضع الله في مكانته اللائقة بجلاله . الله قادر وهو يريد وقد تمم وحقق رجائك . كل ما علينا بعد ان نطلب شيئا ً من الله أن ننتظر ونراقب بثقة ٍ استجابة الطلبة . يقول داود النبي : " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي " مزمور 37 : 5 ) ماذا ترى من طريقك الآن وانت تعبره ؟ ما تحت قدميك أو اقصى ما يمكن ان يصل اليه نظرك ، لكنك لا ترى الخفي البعيد عنك ، لا ترى نهايته . الله يرى ويعرف ويعين ويقود ويحفظ ويُجري ، سلمه الطريق كله وهو الذي يحقق وينفذ ويصل بك بسلام ِ الى آخره . الايمان الحقيقي هو ان تشكر الله على الاستجابة قبل ان تتلقى الاجابة فعلا ً . هذا هو الايمان الايجابي الذي يثق في الله وفي قدرته وفي استجابته . جائه الرجل الذي كانت يده يابسة ، جافة ، ميتة ، لا تتحرك . قال له يسوع : " مُدَّ يَدَكَ " لم يتردد ، لم يشك ، لم يقل كيف أمد يدا ً يابسة ً مشلولة " فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى." هذا هو الايمان . سر طريقك بايمان ، سلمه طريقك وهو يُجري .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:13 PM

611 - حين خلف يشوع النبي موسى نبي الله في قيادة الشعب ، وفي طريقهم عبروا نهر الاردن الى الارض التي وعدهم الله بها . وقال الله ليشوع عبده : " كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ " ( يشوع 1 : 3 ) وانت تدوس الطريق هذا الصباح تذكّر هذا الوعد ، كل موضع ِ تدوسه بطن قدمك لك ، لا بالمعنى الحرفي ، لا تتملكه ويصبح لك حرفيا ً ، بل يعطيه الله لك ، الطريق هو لك ، اليوم كله لك . من الله ، هو ملك الله الهك ويعطيه لك . فسر على بركة الله ، في رعاية الله ، هكذا يعدك الله . الله يهبك بركات ٍ كثيرة ، بركات لك الحق فيها ، كل الحق . بحكم وعد الله لك ، وبحق انتمائك لله ، انت عبد الله ، ابن الله . إن كنت مؤمنا ً بالله فانت ابن الله " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ." ( يوحنا 1 : 12 ) وما دمت ابنا ً لله فانت وارث لبركاته ولك كل الحق فيها . والله يدعونا لأن نطلب منه ما نشاء وهو يعطينا . قال المسيح : " اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا ، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً." ( يوحنا 16 : 24 ) حين نطلب نطلب ما هو لنا فعلا ً بحكم علاقتنا بالله . انت ابن الله بالايمان به وبقبول المسيح ربا ً لك ، وحين تطلب لا تستجدي ، بل تطلب وتنال حقك . لنا بركات هنا في العالم ، غنى وكفاية وصحة وعافية وكل البركات الجسدية . ولنا بركات روحية ، خلاص ٌ وتبرير وحرية وقداسة والروح القدس . كل هذه البركات محفوظة لنا عنده حسب وعده لنا . كل موضع ٍ تدوسه بطون اقدامنا لنا يعطيه . قال المسيح : " مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) ويقول المسيح : " إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." ( يوحنا 15 : 7 ) هل انت ثابت ٌ في المسيح ؟ هل تؤمن بكلامه وتصدقه ؟ اذا ً فلك كل ما تطلبه . هنا في العالم بركات جسدية وبركات روحية ، وهناك في السماء حياة ٌ أبدية . اطلب ما لك ، إنعم بما لك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:13 PM

612 - هل تشعر احيانا ً ان يد الله عليك ثقيلة ؟ هل تراه يسمح بألم ٍ يلم بك ؟ هل تسقط صريع مرض مثلا ً ؟ أو تواجه مشكلة ً أوتجربة ً أو فشلا ً أو احباطا ً ؟ طبعا ً كلنا عرضة لذلك . قد تتسائل لماذا ؟ لماذا وأنا أخاف الله وأعيش حياة بر ٍ وصلاح ؟ لا تؤذي احدا ً ولا تحقد على احد ولا تجلب الألم لأحد ؟ كيف يتركك الله للشيطان يعبث بك ؟ التجارب ليست من الشيطان ، والله لا يتركنا لقمة ً سائغة له . الله يسمح بالتجارب لنثمر أكثر وننتج أكثر . قال المسيح كل غصن في يأتي بثمر أنقيه ليأتي بثمر أكثر . الغصن الذي لا يُثمر يُقطع ويُنزع . الغصن الذي يُثمر وبه شوائب وزوائد تقلل ثمره ينقيه ليأتي بثمر اكثر . التجارب لزيادة الثمر ، لنزع الفروع والاوراق المعطلة للثمر . لو لم ينقي الغصن يمتلأ باوراق جافة وفروع ٍ عاطلة . تتراكم وتتزايد وتكون حملا ً على الغصن وعبئأ على الشجرة . ويتقدم صاحب الشجرة بمقصه وسكينه ، يقطع ويشذب ويقلّم وينقّي لتزداد الحياة والحيوية في الغصن فيزهو وينتج ويثمر أكثر ، فالتجارب ليست شرا ً بل عناية وحماية من الله . يقول يعقوب الرسول : " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ،عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ." ( يعقوب 1 : 2 - 4 ) يد الله الثقيلة ليست لنزعك بل لتنقيتك . الألم الذي تمر به ليس عقابا ً بل تدريب . المرض الذي يصيب جسدك لمجد الله ونفعك . قد لا تفهم الآن " وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ " حين ترى حياتك تورق وتُزهر وتُثمر . واعلم ان " كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ" ( يعقوب 1 : 17 ) فكل ما يأتي به ويسمح به الله لك هو لخيرك ولصالحك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:13 PM

613 - هل شعرت يوما ً بالتعب ؟ دائما ً نشعر بالتعب . تعب ٌ قاس ٍ رهيب ، ثقيل ، يهد الجسد ويضعف الروح ويؤلم النفس . أحيانا ً نشعر بذلك ، كثيرا ً ما نشعر بذلك . لا بد أن مر ّ بك تعب ٌ مثل هذا . نعم ، ونتلفت حولنا نبحث عن من يمد اليد لنا ليحمل التعب عنا ، ونرفع وجوهنا الى الله ندعوه أن يرفع الحمل ويمنح لنا القوة . ولا يرفع الحمل ، ولا نحصل على القوة ، ونرتمي في بالوعة الضعف . ويدعونا الله ويلفت نظرنا الى نعمته . واجه بولس الرسول موقفا ً صعبا ً ، اعطاه الله شوكة ً في الجسد . مرضا ً أو عجزا ً أو ألما ً أو تعبا ً قاسيا ً رهيبا ً لا يحتمل . وتضرع الى الرب ثلاث مرات أن يرفع عنه الألم والتعب . فقال له الله : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) لم يهبه الله شفاء ً لكنه أعطاه ما هو أعظم من الشفاء . أعطاه نعمة ً أقوى من كل ضعف . أختفى ألم التعب وخف ثقل المرض . الله يحوّط حولك بنعمته ، نعمته ُ تُحيط بك . من كل اتجاه تحاصرنا نعمة الله ، نحن في وسط نعمته . لكنك في تعبك لا تحس بها ، لا تراها ، لا تشعر بها ، فلا تغترف منها ، لا تحصل عليها ، لا تستفيد بها ، شأنك شأن سمكة عطشى تعوم في مياه النهر ، يبقى العطش يحرق جوفها والماء يحيط بها من كل جانب . لو فتحت فاها لارتوت ونالت كل ما تحتاج اليه من ماء ٍ طول العمر . وبينما هي تسبح في النهر عطشى ، يقول لها النهر : اشربي ، اشربي مياهي تكفيكِ .
حين تطلب من الله أن يرفع عنك تعبا ً يضنيك ، ولا يستجيب لك ، ويبدو انه لا يقدر على رفع كربك ، انصت له ، افتح أذنيك لصوته وهو يقول : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي " حين تتصوره أغلق سمعه عنك ، اسمعه يقول : يا ابني " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي " نعمة ٌ أعظم من الاستجابة ، نعمة ٌ أبقى من رفع المعاناة .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:14 PM

614 - هل تحب الاعماق ام تفضّل السطح ؟ هل تحب الخوض الى الداخل ام تكتفي بالشاطئ ؟ من يبقى على الشاطئ يفقد بهجة السباحة في العمق . ومن يصطاد على الشاطئ يجد سمكا ً صغيرا ً ، فالسمك الكبير في الاعماق . لا تجد كل حاجتك على الشاطئ . إن أردت أن تتمتع ببركات معرفة الله عليك أن تخوض في أعماق كلمته . اقرأ كلمته بتعمّق وتفهّم ، وثابر على ذلك تُدرك فكر الله وقصد الله لك . إن أردت أن تحصل على معونة الله ومساعدته في حياتك اليومية ، ارفع طلبات ٍ كبيرة واسأل منه كل احتياجاتك . عمّق طلبك ورفعّه الى فوق . إن أردت حكمة من الله وقدرة ً على مواجهة أعباء الحياة وهجماتها ، مُد يدك نحو مصادر الله القوية واملأ حقيبتك بسهامه وسلاحه الكامل . الله يريدك أن تبعد الى العمق . لا تكتفي بالوقوف على الشاطئ كالاطفال . في الاعماق شهوة قلوبنا ، في الاعماق تقوية لنفوسنا ، في الاعماق شبع ٌ لعقولنا ، في الاعماق بهجة لارواحنا . قضى التلاميذ الليل كله في البحيرة يصطادون ولم يمسكوا شيئا ً فخرجوا بائسين يغسلون الشباك . ورآهم المسيح ، رأى عجزهم ، رأى فشلهم ، رأى احباطهم ، فدخل سفينة بطرس وقال له : " ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ " ( لوقا 5 : 4 ) اعترض بطرس بأنهم قد تعبوا الليل كله ولم يأخذوا شيئا ً لأنهم كانوا يتصيدون على الشاطئ الضحل ، لكنهم دخلوا الى الاعماق وعلى كلمته القوا الشبك فامسكوا سمكا ً كثيرا ً جدا ً حتى صارت شبكتهم تتمزق . وانت تقف على الشاطئ متعبا ً ، يأتيك المسيح ويدعوك الى الاعماق في علاقة ٍ وشركة معه ، في فهم محبته واهتمامه بك ، في الحصول على نعمته وبركاته ، في الامتلاء بالروح القدس . فتحيا حياة ً غنية ً مليئة باعمق الاختبارات وتحقق كل آمالك وانتظاراتك ، فهو اله الأعماق .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 08:15 PM

615 - حين اعلن الملاك لمريم عن ولادتها للمسيح ، قال : " هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ . هذَا يَكُونُ عَظِيمًا ، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى " ( لوقا 1 : 31 ، 32 ) . واعلن ليوسف خطيبها انها ستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم . وكما اننا نطلق الاسماء على مسمياتها لنعبّر عنها ، هكذا أُطلق اسم يسوع على المخلّص ، واسم يسوع اسم ٌ فوق كل اسم . يقول بولس الرسول ان الله اعطى المسيح " اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ " ( فيلبي 2 : 9 ) . باسم يسوع خرجت الشياطين هاربة ، باسم يسوع صُنعت قوات ومعجزات . هذا الاسم ، اسم يسوع المسيح هو الطريق الى الخلاص " وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ . لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ ." ( اعمال الرسل 4 : 12 ) . هو الطريق الوحيد لعبور الهوة بين الانسان الخاطئ والله القدوس . يعبر عليه كل من يرغب في الحصول على غفران خطاياه والتبرير من الاثم . لهذا اصبح اسم يسوع المسيح هو الطريق الى الحصول على الخلاص . اسم المسيح هو كلمة السرالتي تفتح ابواب السماء والحياة الابدية " لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ ، خَلَصْتَ." ( رومية 10 : 9 ) . المسيح عاش بلا خطية حياة ً طاهرة كاملة ، لم يقترف شرا ً ولم يصنع إثما ً ، لذلك كان هو الكفارة الوحيد الذي حمل خطية البشر ومات عنها على الصليب . هو وحده الطريق ، ولا أحد يأتي الى الله الا به . إن أردت خلاصا ً من ذنوبك ونجاة ً لنفسك ، تعال الى الله باسم يسوع ، يقبل توبتك ويغفر ذنبك . وانت في طريقك ارفع قلبك اليه وتعال اليه نادما ً على خطاياك ، تائبا ً عنها . اطلب الصفح باسم يسوع المسيح ، تخلص وتتبرر وتتحرر . بلا تردد ، لا تؤجل ، تعال اليه الآن ، فاسمه يغير حياتك ويضمن خلاصك .


الساعة الآن 04:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025