![]() |
«وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَليْهِ يَدَيْهِ فَسَمِعَ لهُ بَنُو إِسْرَائِيل وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى.» (تثنية 9:34) http://blogs.telegraph.co.uk/news/fi...52-400x288.jpg درس مهم نتعلّمه من هذه الآية هو أن موسى عَيَّنَ يشوع خليفة له بعد أن علم أن خدمته قد قاربت على الانتهاء. وبهذا قد وضع مثالاً جيّداً للذين هم في مواقع قيادة روحية. يعتقد البعض أن هذا أمراً بديهياً جداً لا ضرورة للتشديد عليه، لكن الواقع هو أن هنالك أحياناً فشلاً ذريعاً في تدريب خلفاء ولتسليمهم العمل. يبدو أن هناك مقاومة فطرية للفكرة القائلة أنه يوجد بديل لنا. في بعض الأحيان يواجه أحد الشيوخ هذه المشكلة في كنيسة محلية. ربما خدم بأمانة لسنين عديدة، لكن يقترب اليوم الذي لن يستطيع به مزاولة رعاية القطيع. لكن يصعب عليه أن يدرّب شاباً ليأخذ مكانه. ربما يرى في الشباب تهديداً لمركزه. أو قارَن ما بين عدم خبرتهم وبين نضوجه ويستنتج أنهم غير مناسبين. يسهل عليه نسيان قلّة خبرته عندما كان في جيلهم، وكيف وصل إلى نضوجه الحالي بالتدرب ليقوم بعمل الناظر. تقوم هذه المشكلة أحياناً في الحقول التبشيرية. يَعلم المرسل أن من واجبه تدريب محلييّن ليتسلّموا مراكز قيادة. لكنه يعتقد أنهم غير قادرين على القيام بالعمل جيداً مثله. ربما يقومون بأخطاء عديدة...وينخفض حضور الاجتماعات إن لم يقُم هو بالوعظ. وبأي حال، لا يعرفون كيف تكون القيادة. الجواب لكل هذه الحجج أنه ينبغي أن يعرف أنه يمكن الاستغناء عنه. يجب أن يدرّب المحلييّن ويفوّضهم السُّلطة حتى يخرج هو من هذا المجال المعيّن. توجد حقول أخرى بحاجة لعاملين. ينبغي ألاّ يخشى البطالة. عندما أخذ يشوع مكان موسى كان الانتقال سلساً. لم يحدث فراغ في القيادة. لم يُعانِ عمل الله من أي صدمة. هكذا ينبغي أن يكون العمل. يجب أن يفرح جميع خدّام الربّ حين يرون شباباً يرتقون لمراكز قيادة. ينبغي أن يعتبروها امتيازاً ليشاركوا معرفتهم وخبرتهم مع هؤلاء التلاميذ، ومن ثمّ يسلّموهم العمل قبل أن تضطرّهم لذلك يد الموت. ينبغي أن يتحلّوا بروح موسى التي زاولها حيث قال في مناسبة أخرى، «ليت كل شعب الرب أنبياء.» |
«فَهُوَ (الروح القدس) لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.» (يوحنا 13:16، 14) http://www.freecrosses.com/poster-jesus_christ.jpg عندما قال الرب يسوع أن الروح القدس لا يتكلّم من نفسه، لم يكن قصده أن الروح القدس لن يشير أبداً إلى نفسه. بل بالحري، أن الروح القدس لن يتكلّم بسُلطته هو أو مستقلاً عن الله الآب. وهذا نابع من الكلمات التالية: «...كل ما يسمع يتكلّم به.» أي لن يتكلّم بمبادرة منه. لكن بعد قول هذا ينبغي أن نضيف أن الروح القدس لا يتكلّم عادة من نفسه. إحدى ميزات عمل الروح القدس هي تمجيد المسيح. قال يسوع، «ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.» وهذا يعني أنه في كل مرّة نسمع خدمة تمجّد الرب يسوع المسيح، نَعلم بالتأكيد أنها من وحي الروح القدس. ومن ناحية أخرى، عندما نسمع رسائل تمجّد المتكلّم بدل تمجيد الرب، نَعلم بالتأكيد أن الروح قد أُحزِن. لا يمكننا أن نشهد لعظمة يسوع وعظمة المتكلّم في نفس الوقت. «أعظم التعليم الروحاني يتحلّى باستمرار تقديم المسيح. هذا هو ثِقل عمل التعليم. لا يمكن للروح القدس أن يمكث على لا شيء بل على المسيح. يُسر بالحديث عنه. يفرح بتقديم فتنته وميزاته. وهكذا حين يخدم شخص بقوة روح الله، يكون أغلب الكلام عن المسيح بدل أي أمر آخر في خدمته. هنالك مكان صغير جداً لمنطق ولفكر الإنسان...هدف الروح الوحيد...يكون دوما وأبداً تقديم يسوع» (س. ه. ماكنتوش). وفي نفس الموضوع يمكننا القول أن العالم الإنجيلي يجب أن يعيد النظر في تعريف المتكلّمين بتلاوة إنجازاتهم العلمية المسرفة وبدرجات الشرف اللاهوتية. ليس واقعياً أن ترفع إنساناً إلى علو السماء ثم تتوقّع منه أن يعظ بقوة الروح القدس. هنالك امتحان لاختبار المواد المكتوبة إذا كانت تمجّد الرب يسوع. أتذكّر قراءة كتاب عن شخص وعمل الروح القدس. وقد اعتقدت في البداية أنه من الغرابة أن المؤلّف يمكث طويلاً في تعداد ميزات سلوك المسيح بدل الكلام عن الروح القدس. لكن تحقّقت أن هذه المقدمة كانت نظرة حقيقية لشخص وعمل الروح. كتب إليوت جيم في مذكّراته، «لو كان البشر ممتلئين بالروح، لا يقوموا بتأليف الكتب في ذاك الموضوع، بل عن الشخص الذي جاء الروح ليظهره. هدف الله أن يعمل مع المسيح، وليس ملء الروح.» |
«وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ. (رؤيا 15:20) http://amazingmoments.org/wp-content...fixion-525.jpg موضوع جهنم يُوَلّد في قلب الإنسان مقاومة شديدة. ويعبّر عن هذه المقاومة بالتساؤل، «كيف يمكن لإله المحبة أن يعزّز جهنّماّ أبدية؟» لو كان بولس الرسول يجيب على هذا السؤال ربما كان يقول كبداية، «من أنت حتى تستجوب ضد الله؟» أو «ليكن الله صادقاً وكل إنسان كاذباً.» ما معناه: ليس للمخلوق حق ليشك في الخالق. إن كان الله يعزّز جهنّم أبدية، فعنده أسباب مشروعة لعمله هذا. ليس لنا حق لنشك في محبته أو عدله. لكن أُعطينا معلومات كافية في الكتاب المقدس لكي يبّرر الله في هذا الموضوع. أولاً، نعلم أن الله لم يعمل جهنم للإنسان، بل لإبليس وملائكته (متى 41:25). نعلم أيضاً أن الله لا يرغب في هلاك أحد، بل يدعو الجميع للتوبة (بطرس الثانية 9:3). ذهاب أي شخص إلى جهنّم يُحزن قلب الرب. خطية الإنسان هي المشكلة. قداسة، بر وعدالة الله تتطلّب عقاب الخطية. الشرع الإلهي يقول، «النفس التي تخطيء تموت» (حزقيال 4:18). هذا ليس استبداداً من جهة الله. هذا هو الموقف الوحيد الذي يستطيع الكيان الإلهي أن يأخذه ضد الخطية. كان من الممكن أن ينتهي الموضوع هنا. اقترف الإنسان الخطية فينبغي أن يموت. لكن محبة الله تدخّلت. لكي لا يهلك الإنسان إلى الأبد، توجَّه الله إلى طرف مطلق ليُعدّ طريق الخلاص. أرسل ابنه الفريد ليموت بديلاً عن خطية الإنسان، ويدفع عقوبة الخطية. كان هذا نعمة عجيبة من جهة المخلّص أن يحمل في جسده خطايا الإنسان على الصليب. والآن يقدّم الله حياة أبدية مجانية لكل من يتوب عن خطاياه ويؤمن بالرب يسوع المسيح. لكنه لا يُخلّص الإنسان رغماً عنه. على الإنسان أن يختار طريق الحياة. وبكل صراحة لا يوجد أي شيء آخر يمكن لِلّه أن يعمل. لقد عمل أكثر بكثير ممّا يتوقّع منه. إذا رفض الإنسان هذه الرحمة المجانية فلا بديل لها. فجهنّم هي الاختيار التلقائي لكل من يرفض السماء. اتهام الله ولومه لتعزيز جهنم أبدية اتهام باطل وغير عادل. يتغاضى عن تفريغ الله للسماء من أفضل ما فيها لكي لا يعرف أسوأ ما في الأرض آلام بحيرة النار. |
«يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ.» (أمثال 24:18) https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-22.jpg صداقة المسيح موضوع يستدعي رد فعل دافئ في قلوب شعبه في كل مكان. عندما كان على الأرض، سخروا منه لأنه «صديق العشّارين والخطاة» (متى 19:11)، لكن المؤمنين قد أخذوا السخرية وقلبوها عنوان كرامة. قبل ذهابه إلى الصليب، دعا الرب تلاميذه «أصدقاء». «أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.» (يوحنا14:15، 15). إحدى أحب الترانيم في هذا الموضوع هي «يا ترى أي صديق مثل فادينا الحبيب، يحمل الآثام عنّا وكذا الهمّ المذيب». لماذا تصيب صداقة المسيح وتراً حسّاساً؟ أعتقد أن السبب الرئيسي يكمن في كون الإنسان وحيداً. يريد أن يكون محاطاً بأناس آخرين، لكن ليس من أصدقاء. أو يكون الإنسان منقطعاً عن الإتصال بالآخرين. وهذه هي عادة حال كبار السن الذين طال عمرهم عن أبناء جيلهم. الوحدة قاسية. مضرّة للصحة الجسدية، العقلية والعاطفية. تقضم بمعنوياته، يكون متوتّر الأعصاب، تجعل الإنسان متعباً من الحياة. تؤدّي بالناس عادة إلى اليأس فيكونوا عرضة للتساهل مع الخطية أو يقوموا بأعمال متهوّرة غير عقلانية. ولهؤلاء الناس صداقة المسيح شافية كالبلسم. وسبب آخر لأهمية صداقة المسيح هي أنها لا تفشل أبداً. طرق الإنسان تفشلنا أو تنساب في حياتنا لكن صداقة الرب ثابتة وحقيقية. أصدقاؤنا الأرضيون يمكن أن يُفشلونا ويتركونا، يوم لطفاء وفي التالي مُحزِنون. لكن هذا الصديق لن يخدعنا أبداً. كم يحبّنا! يسوع هو الصديق الألزق من الأخ. هو الصديق الذي يحبنا في كل وقت (أمثال 17:17). حقيقة كون يسوع ليس حاضراً معنا في الجسد لا تحد من حقيقة صداقته. يتكلّم إلينا من خلال كلمته، وبالصلاة نتكلّم إليه. وهكذا جعل من نفسه حقيقة لنا كصديق نحن بحاجة له. وبهذا يستجيب لصلواتنا، أيها الرب يسوع، كن لي حقيقة حيّة منيراً، حاضراً لرؤيا الإيمان بادياً أكثر من أي غرض أرضي عزيزاً، قريباً يفوق أي قربى أرضية. |
«أيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ.» (بطرس الأولى 11:2) http://www.historicalstockphotos.com...n_his_hand.jpg يذكّر بطرس قرّاءه أنهم غرباء وسيّاح، وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى. السيّاح هم أناس يتنقّلون من بلد إلى آخر. البلاد التي يعبرون بها ليست موطنهم، إنهم غرباء فيها. موطنهم هو البلد الذي يسافرون إليه. سِمة السائح هي خيمة. وهكذا عندما نقرأ أن إبراهيم سكن في خيام مع إسحق ويعقوب، فهِم أنه اعتبر أرض كنعان بلداً غريباً (بالرغم من أن الله قد وعده بها). فسكن في مساكن مؤقتّة لأنه «لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ» (عبرانيين 10:11). إذاً فالسائح ليس مستوطناً. إنه في ارتحال دائم. ولأنه مسافر إلى بلد بعيد، يحمل حملاً خفيفاً. لا يجيز لنفسه أن تؤخّره الأحمال من الممتلكات المادية. لا يسمح لنفسه بحمل أمتعة لا ضرورة لها. يجب أن يطرح عنه كل ما يعيق مسيرته. سِمة أخرى للسائح هي أن يختلف عن الناس الذين يحيطون به والذين هم في موطنهم. لا يتمشّى معهم في أسلوب حياتهم، أو عاداتهم، أو حتى في عبادتهم. والسائح المسيحي يصغي لتحذيرات بطرس ليمتنع عن «الشهوات الجسدية التي تحارب النفس.» لا يسمح لخُلقه أن يتشكّل من محيطه. هو في العالم لكنه ليس منه. إنه عابر في بلد غريب دون تبنّي أعرافه وقيَمه. إن كان يمر في بلد مُعاد، ينتبه أن لا يتصادق مع العدو. يُعد هذا عدم أمانة لقائده. يكون خائناً لمصلحته. السائح المسيحي عابر في بلد مُعاد. لم يقدّم هذا البلد لسيدنا سوى الصليب والقبر. الصداقة مع هذا العالم يُعد خيانة للرب يسوع. صليب المسيح يقطع أي علاقات تربطنا بالعالم. لا نسعى وراء مديح العالم أو نخاف دينونته. يستمد المؤمن قوة في رحلته بمعرفة أن مسيرة كل يوم تقرّبه مسافة ما من موطنه. ويَعلم أنه حالما يصل إلى وجهته سينسى جميع صعاب وأخطار الطريق. |
«لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.» (غلاطية 28:3) https://1.bp.blogspot.com/-ZrOhfMRugQ...oly-spirit.jpg مهم جداً عند قراءة عدد كهذا أن نعرف ما يُقصد به أو ما لا يُقصد به. وإلاّ سنجد أنفسنا نتبنّى مواقف غريبة تسيء لباقي الكتاب ولحقائق الحياة. المفتاح لفهم هذا العدد يوجد في الكلمات «في المسيح يسوع». هذه الكلمات تصف وضعنا، أي، ما نحن عليه في نظر الله. لا تشير إلى الممارسات اليومية، أي، ما نحن في نظر أنفسنا أو في المجتمع الذي نعيش فيه. فإذاً ما يقوله العدد هو أنه لا يهودي ولا يوناني في الوقوف أمام الله. كلاهما، المؤمن اليهودي والمؤمن الأممي، في المسيح يسوع ولذلك يقفان أمام الله في موقف نعمة مطلقة. لا أفضلية للواحد على الآخر. ولا يعني زوال الاختلافات الجسدية أو الطباع المختلفة. في المسيح يسوع، لا عبد ولا حُر. يجد العبد نفس القبول الذي يجده الحُر بواسطة شخص وعمل المسيح. ومع هذا ففي الحياة اليومية يستمر الإختلاف الإجتماعي. لا ذكَر ولا أنثى في المسيح يسوع. المرأة المؤمنة بالمسيح مقبولة بالحبيب، مبرّرة مجّاناً-تماماً مثل الرجل المؤمن. لها نفس الحرية للدخول إلى حضرة الله. لكن هذا العدد ينبغي ألاّ يُفسَّر بالإشارة إلى الحياة اليومية. المميزّات الجنسية بين الرجل والمرأة تبقى على حالها. الأدوار لكل منهما تبقى على حالها-أب وأم. مراكز السُّلطة والخضوع لتلك السُّلطة التي عينَّها الرب تبقى على حالها-أُعطي الرجل مكان القيادة وأعُطيت المرأة مكانة الخضوع لسُلطة الرجل. يحدّد العهد الجديد ما بين خدمة الرجل وخدمة المرأة في الكنيسة (تيموثاوس الأولى 8:2، 12:2، كورنثوس الأولى 34:14، 35). يتوجّب على الذين يدافعون عن فكرة عدم وجود ذَكر أو أنثى في الكنيسة أن يحرّفوا الكتاب، يعينّوا دوافع غير مستحقّة للرسول بولس أو حتى يشكّكون في وحي هذه الكلمات في هذه الفقرة. ما ينبغي أن يفهموه هو أن جميع الإختلافات العرقية، الإجتماعية والجنسية ملغيّة عند المثول في حضرة الرب ولكن ليس في الحياة اليومية. وينبغي أن يَعلموا أن لا علاقة لهذه الإختلافات بالأفضليات. ألأممي، العبد، المرأة ليسوا في مركز يقل عن اليهودي، الحُر أو الذَكر. بل ومن الممكن أن يتفوّقوا في طرق ما. بدل محاولة إعادة صياغة ترتيب الله في الخليقة وفي العناية، يجب أن يقبلوا ويفرحوا فيه. |
«يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أيضاً وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّئِقِ وَإِنَّمَا إِلَى الْفَقْرِ.» (أمثال 24:11) http://image.shutterstock.com/displa...n-36715279.jpg يطلعنا الروح القدس هنا على سِر مُفرح. وبِعَكس كل ما نتوقّع ولكنه واقع لا مُتغيّر. السر هو: كل ما أعطيت أكثر، تزداد. وكل ما خزنت أكثر يقل ما عندك. الكَرَم يضاعف نفسه. البُخل يولّد الفقر. «ما أعطيت، عندي، ما أنفقت، كان عندي، وما خبّأت، خسرت.» لا يعني هذا أنك تحصد بقدر ما تزرع، أو أن الوكيل الأمين يصبح غنياً مادياً. يمكن أن يزرع دولارات ويحصد نفوساً. يمكن أن يزرع لطفاً ويحصد صداقة. يمكن أن يزرع حناناً ويحصد محبة. وهذا يعني أن الكريم يحصد مكافآت لا يعرفها الغير. تَصِله رسالة تخبره أن المبلغ الذي تبرع به سد حاجة شديدة في الوقت المناسب وبالمبلغ المطلوب. يَعلم أن كتاباً قد اشتراه لأحد الشباب المؤمنين استعمله الله ليُغيّر اتجاه حياة أحدهم. يسمع أن معاملته اللطيفة التي قام بها بإسم يسوع المسيح كانت حلقة في سلسلة خلاص ذلك الشخص. فهو مبتهج جداً. فرحه لا يعرف الحدود. لن يبدّل مكانه مع آخرين يبدو أنهم يملكون أكثر منه. الناحية الثانية من هذا الحق هي أن التخزين يؤدّي إلى الفقر. في الحقيقة نحن لا نلاقي المتعة في المال المودَع في المصارف. ربما يخدعنا بشعور زائف من الأمان، لكنه لن يمنحنا فرحاً دائماً وحقيقياً. إن أي فائدة نحصل عليها تكون هزيلة ولا تقارن أبداً مع الفرح الذي يجلبه المال المُستعمل لمجد الرب يسوع، والبركات التي يحصل عليها الأفراد. الرجل الذي يحتفظ بماله أكثر ممّا يجب، يمكن أن يكون له رصيد كبير في المصرف، يكون رصيد فرحه قليلاً في هذه الحياة، ورصيداً صغيراً في مصرف السماء. ليس القصد من عدد هذا اليوم أن يعلّمنا مبدأ إلهياً فقط بل أيضاً ليضع أمامنا تحدياً إلهياً. يقول لنا الرب، «تأكّد بنفسك. أتِح لي استعمال خبزك وسمكك. أعلم أنك كنت تريد أن تأكلها بنفسك. لكن إن سلّمتها لي، سيكون كفاية لطعامك ولآلاف غيرك. ستشعر بالحرج أن تأكل أنت بينما يجلس حولك الكثيرون يراقبونك. لكن فكر بالارتياح الذي تشعر به حينما تَعلم أنني استعملت طعامك لإشباع الآلاف.» قال شارلز واردسورث: «كل ما ننفقه على أنفسنا يضيع هباء، أما ما نقرضه للرب يصبح كنزاً لا ينفذ، لأن كل شيئ من عندك.» |
«لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ.» (رسالة يوحنا الثالثة 4) http://www.topnews.in/files/jesus-Christ.jpg لم يكن الرسول يوحنا غير مدرك للفرح الشخصي الذي يتأتّى جراء ربح النفوس. يأتي بفرح روحي عظيم عند المجيء بخاطئ إلى الرب يسوع. لكن بالنسبة ليوحنا، الفرح الذي يفوق هذا أن يرى أولاده بالإيمان مستمرّين بالثبات في الرب. كتب الدكتور م. دهان، «كان في خدمتي أوقات أقول فيها، أعظم فرح المؤمن هو أن يقود نفساً للمسيح. ومع مرور السنين، غيرّت فكري...لأن الكثيرين الذين فرحنا باعترافهم، سقطوا سريعاً وتبدّل فرحنا بحزن شديد وأسى. لكن وبعد مرور سنوات نجد المؤمنين ينمون بالنعمة، يسلكون بالحق- هذا هو الفرح الأعظم.» عندما طُلب من ليروي إيمز أن يخبر بأعظم فرح من أي أمر آخر في الحياة قال، «عندما ينمو شخص أتيت به للمسيح ينمو ويتقدّم في حياة القداسة والإثمار، تلميذاً ناضجاً يسعى إلى المجيء بالآخرين إلى المسيح ويساعدهم بدوره.» ليس غريباً أن يكون هذا أعظم فرح. فللروحيات ما يقابلها في الطبيعيات. هنالك فرح عظيم عند ولادة طفل، لكن هنالك عادة سؤال يفرض نفسه، «كيف سيكون حاله عندما يكبر؟» كم يكون سرور الأبوين عندما ينضج ويظهر أنه رجل صاحب شخصية متميزّة وإنجازات باهرة! وهكذا نقرأ في أمثال 16،15:23: «يَا ابْنِي إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيماً يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أيضاً وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ.» الدرس العملي الذي ينبثق من كل هذا هو أننّا ينبغي ألاّ نكتفي بأساليب التبشير والتلمذة السطحية. إن كنا نريد أولاداً يسلكون بالحق ينبغي أن نكون مستعدّين لنسكب حياتنا في حياتهم، عمليّة مُكلفِة تتضمّن الصلاة، الإرشاد، التشجيع، النصح والتقويم. |
«الاِبْنُ الْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ وَالاِبْنُ الْجَاهِلُ حُزْنُ أُمِّهِ.» (أمثال 1:10) http://www.dollsofindia.com/dollsofi...ist-BC87_l.jpg ما الذي يقرّر إن كان الابن سيكون حكيماً أو جاهلاً؟ ما هي العوامل التي تقرّر أن يصبح يوحنا أو يهوذا؟ تدريب الآباء بلا شك اعتبار مهم. وهذا يتضمّن تأسيساً جذرياً في الكتب المقدسة. التأثير المقدس للكلمة لا يمكن المغالاة به؟ يتضمّن بيتاً محصّناً بالصلاة. والدة أحد المبشّرين الإنجيليين تنسب حفظه من الشر الأخلاقي أو العقائدي إلى حقيقة «بليَت ركبتاها في الصلاة لأجله.» يعني التأديب الحازم ليتعلّم الولد الطاعة والخضوع للسلطة. نسمع اليوم صرخات مرتفعة ضد التربية الحازمة، لكن قد تحطّمت أنفُس لا حصر لها بالتدليل أكثر ممّا باستعمال القضيب. (أمثال 24:13، 13:23، 14) يعني تجهيز الولد بأمان المعرفة أنه محبوب. ينبغي إيقاع العقاب كعمل ينم عن المحبة وليس عن الغضب. يعني أن يقوم الوالدان بتجهيز المثال الحي عمّا يؤمنان به. المُرآة في الدين أثبتت أنها حجر عثرة للعديد من أولاد الأهل المؤمنين. لكن هنالك أيضاً مكان لإرادة الولد. عندما يترك البيت يتمتّع بالحرية ليتخذ قراراته بنفسه. وغالبا ما يختلف الأولاد كلياً عن بعضهم حتى الذين تربّوا تحت ذات الشروط وفي نفس البيت. يجب مواجهة حقيقتين في الحياة. ألأولى أن معظم الناس يطلبون أن يتذوقوا طعم العالم بأنفسهم. والأخرى هي أن معظم الناس يفضلون أن يتعلّموا من خلال العار والخزي أكثر منه عن طريق المشورة الحكيمة. الآباء الحكماء لا يمارسون الضغط على أولادهم ليقوموا باعتراف الإيمان. إذا رغبوا في المجيء إلى الرب ينبغي تشجيعهم. لكن إذا أُجبروا على الاعتراف الكاذب، يتخلّوا عن ذلك الاعتراف في سنين تالية ويكون من الصعب ربحهم للرب. إن كان الآباء المؤمنون قد بذلوا جهدهم ليربّوا أولادهم في خوف وتحذير الرب، لكي يتحطّم هذا الولد فيما بعد، فما الفائدة؟ ينبغي أن يتذكّروا أن الفصل الأخير لم يكتب بعد. لا تصعب حالة على الرب. بالصلاة المستمرّة والمُخلِصة وبالحفاظ على قنوات الإتصال مفتوحة يمكن أن يشهدوا رجوع ولدهم العاق. وفي حالات أخرى فإن صلوات الوالدين قد استجيبت بعد أن انتقلوا هم أنفسهم إلى بيتهم ليكونوا مع الرب. |
«إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ.» (كورنثوس الأولى 58:15) http://images5.fanpop.com/image/phot...01-400-266.jpg ليس غريباً أن يثْبط عزم شخص في خدمته لأجل الرب ويتوقّف عن الخدمة. أعتقد أن معظمنا قد مر في هذه التجربة في وقت من الأوقات. لذلك، في قراءة اليوم، أود أن أشارككم بأربع فقرات كانت لي تشجيعاً هائلاً ومنعتني من الاعتزال. الأولى من أشعياء 4:49، «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ عَبَثاً تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغاً أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي.» هنالك لحظات، ولكنها قليلة لحسن الحظ، تأتي بعد مرور سنوات طويلة من الخدمة للرب تبدو كأنها تتبخّر إلى لا شيء. يبدو كأن كل عملنا كان مجهوداً ضائعاً. وقد يبدو أن «عمل المحبة قد ضاع.» لكن لا، ليس الأمر كذلك. يؤكّد لنا عدد اليوم أن الله عادل ويؤمّن لنا مكافأة ملوكية. لن يضيع عبثاً أي عمل يُعمل لأجله. الفقرة الثانية من أشعياء 10:55و11 «لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعاً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلآكِلِ، هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ.» نجاح العاملين على توزيع كلمة الله الحية مضمون. النتائج مضمونة. كلمته لا تقاوَم. كما أن جيوش الأرض لا يمكنهم منع المطر والثلج من السقوط، هكذا لا تستطيع جميع جيوش إبليس والإنسان أن يمنعوا كلمة الله من التقدّم وإحداث ثورة في حياة البشر. نحن مع الجانب المنتصر. ثم هنالك التشجيع العظيم في متى 40:10، «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.» هل زجرك أحد بسبب شهادتك المسيحية؟ أو نبذك؟ أو سخر منك؟ هل أوصد أحدهم الباب في وجهك؟ لا تأخذ المسألة شخصياً. عندما يرفضونك، فإنهم في الواقع يرفضون المخلّص. الطريقة التي يعاملك بها الناس هي نفس الطريقة التي يعاملون بها الرب. كم هو جميل أن تكون على علاقة قريبة مع ابن الله. وهنالك طبعا كورنثوس الأولى 58:15 (في أعلى الصفحة). كان بولس يقدّم حقيقة القيامة. لو كانت هذه كل الحياة، فإن تعَبنا يكون عبثاً. لكن هنالك أمجاد أبدية وراء القبر. كل ما يُعمل باِسم الرب يُكافأُ هناك. لن تكون هناك خدمة غير مثمرة أو بلا جدوى. الخدمة المسيحية هي أكثر مجداً من جميع الدعوات. لا يوجد أبداً سبب شرعي للاعتزال. التشجيع من كلمة الله كافٍ ليحفظنا من التقهقر. |
الساعة الآن 09:36 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025