![]() |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/167888672779251.jpg أعلنوا أن الرحمة هي أسمى صفات الله فالرحمة تكلّل كل أعمال يديّ حقارة النفس، فيلنيوس 1934 299- لمّا طلب إليّ معرّفي مرة أن أسأل الرب يسوع عن معنى الشعاعين في الرسم، أجبته: «نعم، بالتأكيد سأسأل الرب». وقت الصلاة سمعتُ هذه الكلمات في داخلي: «يرمز الشعاعان إلى الدم والماء. يدلّ الشعاع الباهت إلى الماء الذي يجعل النفس مستقيمة ويدلّ الشعاع الأحمر إلى الدم الذي هو حياة النفوس… وانبثقا هذان الشعاعان من عمق أعماق رحمتي الرؤوفة لمّا فُتِحَ بحربة قلبي المنازع على الصليب. ويَحمي هذان الشعاعان النفوس من غضب أبي، فطوبى للّذي يلتجىء إليها، لأن يد الرب العادلة لن تقبض عليه وأريد أن يكون الأحد الأول بعد الفصح عيد الرحمة». 300- +«أطلبي إلى عبدي الأمين [الأب سوبوكو] أن يخبر العالم كلّه في ذاك اليوم عن عظم رحمتي. فكلّ من يقترب من نبع الحياة في ذاك اليوم ينال مغفرة كاملة لخطاياه وما أستحقّه من عذاب». +«لن تحصل البشرية على السلام ما لم ترجع إلى رحمتي بثقة». + «آه كم أتألم من ارتياب النفس التي تعترف أنني عادل وقدّوس، ولكن لا تؤمن أنني رحمة ولا تثق بصلاحي. حتى الشياطين تمجّد عظمتي ولكن لا تؤمن بصلاحي. يفرح قلبي بلقب الرحمة الصغير». 301- «أعلنوا أن الرحمة هي أسمى صفات الله. فالرحمة تكلّل كل أعمال يديّ». 302- + أيها الحب الأزلي أريد أن تصل كل النفوي التي خلقتها إلى معرفتك. كم أتمنى أن أكون كاهنًا لأتحدّث دون انقطاع عن رحمتك آلى النفوس الخاطئة الغارقة في اليأس. كم أتمنّى أن أكون مُرْسَلة لأجل نور الإيمان إلى الشعوب غير المتحضّرة حتى تعرفك النفوس ، وان أقدّم ذاتي ضحيّة من أجلها فأموت ميتة الشهداء، كما متَّ أنت لأجلها ولأجلي. يا يسوع أدرك جيدًا أنه ياستطاعتي أن أصبح كاهنًا ومرسلة ومبشّرة، وأن أموت ميتة الشهداء عندما أفرغ ذاتي وأنكرها كليًّا حبًّا بك يا يسوع، وبالنفوس الخالدة. 303- يستطيع الحبّ الكبير أن يحوّل الأمور الصغيرة إلى أمور كبيرة. إنّ الحب وحده يُسبغُ القيم على أعمالنا بقدر ما يزداد حبّنا نقاء، يخفتُ لهيب الألم الذي يغذّينا من الداخل، ويضمحلّ ويتحوّل ألمًا خلاصيًا لا بل فرحًا. لقد أصبح قلبي مستعدًّا، بالنعمة التي وهبني إيّاها الله، أن لا أشعر أبدًا بسعادة أكبر من السعادة المنبثقة من آلامي لأجل يسوع الذي أحبّه بكل نبضات قلبي. كنتُ مرّة متألّمة كثيرًا تركتُ عملي وأسرعت إلى يسوع وطلبتُ إليه أن يعطيني القوّة. وبعد صلاة قصيرة عدتُ إلى عملي ممتلئة حماسًا وفرحًا فقالت لي إحدى الراهبات [ربما الأخت جوستين] «يبدو أنّك قد حصلت اليوم على تعزيات وافرة، يا أختي، إنّك متألّقة، لا شكّ أنّ الله لم يوفّر لك ألمًا بل تعزيات». أجبتها «إنكِ على خطأ فادح يا أختي». بالواقع إن فرحي يزداد عندما يتفاقم ألمي ويتوقّف عندما يخفّ ألمي. غير أنّي أدركتُ أنها لم تفهم شيئًا ممّا قلته لها. حاولتُ أن أشرح لها أنه عندما نتألم كثيرًا يسعدنا الحظ لنظهر لله حبّنا له وعندما نتألّم قليلًا يضعف الحظ لإظهار هذا الحب. وعندما لا نتألّم أبدًا فليس لدينا حبّ لا مبير ولا نقي. يمكننا أن نبلغ، بنعمة الله، إلى حد يصبح فيه ألمنا فرحًا، لأنّ الحبّ هو قادر أن يصنع هذا التحوّل في النفوس الطاهرة. 304- + يا يسوع خاصتي، يا رجائي الوحيد، أشكرك على الكتاب الذي فتحته أمام عيني، أي العذابات التي تحمّلتها حبًا بي. لقد تعلّمتُ من هذا الكتاب محبّة الله والنفوس. وفي هذا الكتاب نجد كنوزًا لا تنضب. يا يسوع كم هو قليل عدد النفوس التي تدركك من خلال استشهادك في الحبّ. آه! كم هي مضطرمة نار الحب الصافي التي تشتعل في قلبك الكلّي قداسة. الطّوبى للنفس التي توصّلت إلى فهم حبّ قلب يسوع. 305- إنّ أمنيتي الكبرى هي أن تعرف النفوس أنك أنت سعادتها الأبديّة فتؤمن بوجودك وتمجّد رحمتك اللامتناهية. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
فوستينا تقدم ذاتها من أجل الخطأة لا سيما التي فقدت أملها برحمة الله 306– طلبتُ إلى الرب أن يعطيني نعمة المناعة كي يقاوم طبعي التأثيرات التي تحاول احيانًا أن تبعدني عن جوهر النظام والقرارات الثانوية. إن المخالفات الصغيرة هي أشبه بالحشرات الصغيرة التي تعمل في قضم الحياة الروحية فينا وستهدمها، ولا شكّ اذا تنبّهت النفس إلى تلك المخالفات، ولم تعرْها أهمية لكونها أمور تافهة. لا أرى شيئًا تافهًا في الحياة الرهبانية. فلا همّ اذا إذا أصبحت أحيانًا عرضة للسخرية والتنكيد، طالما انا منسجمة بالروح مع الأنظمة والنذورات والثوابت الرهبانية. يا يسوع خاصتي، يا سعادة قلبي أنت تعرف رغباتي. أودّ أن أختبىء من نظر الناس وأموت عن ذاتي، بينما أنا في قيد الحياة. أريد أن أعيش نقيّة كزهرة برّية، أريد أن أوجّه حبي دائمًا نحوك كما تتجه الزهرة دائمًا نحو الشمس. أريد دائمًا أن أُحفَظ لك وحدك تكفيني. لمّا أكون معك، لا أخاف شيئًا، لأن لا شيء يستطيع أن يأذيني. 307– + 1934 رأيت مرة في أيام الصوم، نورًا ساطعًا وظلمة دكناء فوق البيت والكنيسة ورأيت الصراع بين هاتين القوّتين. 308– يوم خميس الأسرار 1934 قال لي يسوع: «أرغب أن تقدّمي ذاتك من أجل الخطأة ولا سيّما من أجل تلك النفوس التي فقدت أملها برحمة الله». الله والنفوس فعل تقدمة 309– أمام السماء والأرض، امام اجواق الملائكة، أمام العذراء مريم الكليّ قداستها، أمام كل قوّات السماء، أعلن لله الواحد والثالوث إنني اليوم، بالإتّحاد مع يسوع المسيح مخلّص النفوس، أقدّم ذاتي اختيارًا من أجل ارتداد الخطأة لاسيّما من أجل تلك النفوس التي فقدت أملها برحمة الله. تمكن هذه التقدمة في قبولي، مع خضوعي التام لإرادة الله، كل العذابات، كل خوف ورعب الذي يسيطر على الخطأة وأعطيهم في المقابل، كل التّعزيات التي تتقبّلها نفسي باتّحادها مع الله. وبكلمة وجيزة، أقدّم لهم كل حبّي، الذبائح المقدّسة، المناولات المقدّسة، الإماتات والصلوات. إنني لا أخاف الصفعات، صفعات العدالة الإلظ°هية، لأنني متّحدة بيسوع. يا إلهي، أريد بهذه الطريقة أن أعوّض لك كل النفوس التي لا تثق في جودك. إنني آمل، فوق كلّ أمل، في بحر رحمتك. يا إلهي ويا ربي، ويا نصيبي إلى الأبد أنني لا أثبتُ عمل تضحيتي هذا على قوّتي الذاتية بل على القوة التي تتدفّق من استحقاقات يسوع المسيح. وسأمرّر يوميًا عمل تضحيتي بذاتي في تلاوة الصلاة التالية التي علمتني إياها أنت يا يسوع. «أيها الدم والماء اللذين تدفّقا من قلب يسوع كينبوع رحمة لنا، إنني أثق بكما». الأخت ماري فوستينا للقربان المقدّس وقت الذبيحة المقدّسة في خميس الأسرار 29 آذار 1934 310- «إنني أجعلك شريكةً معي في خلاصي البشر. أنت تعزينني في ساعة موتي». 311– لمّا سمح لي معرّفي الأب سوبوتشكو أن أقوم بعمل التقدمة هذا، عرفت فجأة أنني أرضي الله لأنني اختبرت في الحال نتائجها. تحجرت نفسي في لحظة، وجفّت وامتلأت ألمًا وقلقًا. وطرقت أذني كل انواع الشتائم والتهم. وسيطر على القلب اليأس والتردد. تلك هي حالة الناس التعسين التي أخذتها على مسؤوليتي. ارتعدتُ أولًا من هذه الأمور الرهيبة ولكن عادت الطمأنينة إلى نفسي بعدما اعترفتُ في الوقت المناسب. 312– غادرتُ ذات مرة الدير إلى الإعترافات [في كنيسة مار ميخائيل] أسعدني الحظ برؤية معرّفي الأب سوبوتشكو يحتفل آنذاك بالذبيحة الإلهية. بعد قليل رأيت الطفل يسوع على المذبح يمدد إليه يديه بمداعبة وفرح لكن بعد حين أخذ الكاهن الطفل الجميل بين يديه فكسره وأكله حيًا. لأوّل وهلة شعرتُ باشمئزاز من هذا الكاهن لمعاملته يسوع بهذه الطريقة. وسرعان ما ابتهجتُ من الأمر وفهمت أن الله يرتضي بهذا الكاهن. 313– + زرتُ مرة الفنان (أوجين كازبميروفسكي) Egene Kasimerowski الذي كان يرسم الصورة، فلم أجدها جميلة كيسوع. فحزنت ولكن خبأت حزني في قلبي. لمّا غادرنا بيت الفنان بقيتْ الأم الرئيسة [إيرين] في المدينة لتقوم ببعض الأعمال، بينما عدتُ وحدي إلى الدير. ذهبتُ في الحال إلى الكنيسة وبكيت طويلًا. قلت للرب : «من يستطيع أن يصوّرك جميلًا كما أنت؟». فسمعت هذه الكلمات:«لا يكمن جمال الصورة وعظمتها في الألوان أو الفرشاة بل في نعمتي». 314– +لمّا ذهبتُ بعد الظهر إلى الجنينة، قال لي ملاكي الحارس: «صلي من أجل المنازعين». فبدأت في الحال تلاوة السبحة مع العاملين في الجنينة من أجل المنازعين. وبعد السبحة تلونا صلوات متنوعة على النية نفسها. بعد الصلاة أخذ العاملون يتحدّثون فيما بينهم بفرح ورغم الضجة التي كانوا يطلقونها، سمعتُ هذه الكلمات في داخلي: «صلي لأجلي». لم أتمكّن من فهم هذه الكلمات بوضوح. ابتعدت بعض الخطوات من العمّال ورحت أفكر: من هو الذي يطلب مني أن أصلي من أجله. سمعتُ حينئذٍ هذه الكلمات: «أنا الأخت…». كانت تلك الأخت في فارسو بينما كنتُ أنا في فيلنيوس. «صلي لأجلي إلى حين أقول لك أن توقفي إنني أنازع». وبدأت فورًا بصلاة حارّة [موجهة صلاتي] إلى قلب يسوع المنازع. فلم تدعني أستريح وثابرت في الصلاة من[ الساعة] الثالثة إلى الخامسة. في الساعة الخامسة سمعت هذه الكلمات:«شكرًا». ففهمت أنها فارقت الحياة: في اليوم التالي تابعت صلاتي من أجلها بحرارة طيلة الذبيحة المقدّسة. بعد الظهر وصلت بطاقة كتب عليها أن الأخت… ماتت في ساعة كذا… فأيقنتُ أنها كانت الساعة السادسة ذاتها حين قالت لي «شكرًا». |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/167888672779251.jpg مريم العذراء تشجّع فوستينا والشياطين تهجم عليها بصورة كلاب سوداء 315- + يا أم الله لقد غاصت نفسك في بحر المرارة. أنظري إلى طفلتك وعلّميها أن تتألّم وأن تحبّ بينما هي تتألّم. قوي نفسي كيلا يحطمها الوجع. يا أم النعمة علّميني أن أحيا [بقوّة] الله. 316- أتت مرة أم الله تزورني وكانت حزينة وعينيها منخفضتان. أوضحت لي، من جهة، أنها تريد أن تقول لي شيئًا ولكن، من جهة أخرى بدت وأنها لا تريد أن تتحدث عنه معي فنظرت إليّ مريم بابتسامة مشرقة وقالت: «ستتحمّلين بعض الآلام بسبب مرض ما وبسبب الأطباء، وستتألمين كثيرًا بسبب الصورة ولكن لا تخافي شيئًا». في اليوم التالي شعرتُ بالمرض وبوجع مؤلم كما قالت لي أم الله. غير أن نفسي كانت مستعدة للألم. فالألم هو رفيق حياتي الدائم. 317- يا إلهي! يا رجائي الوحيد وضعت كل آمالي فيك وأعلم أنك لن تخيبني. 318- غالبًا ما أشعر بحضور الله فيّ بعد المناولة المقدّسة بشكل خاص وملموس. أدرك أن الله هو في قلبي، وحضوره في قلبي لا يعرقل القيام بواجباتي. فيما أنا أتمّم أعمالًا مهمة التي تتطلب الانتباه لا أفقد حضور الله في نفسي، وأبقى جدّ متحد به. معه أذهب إلى العمل ومعه أتنزّه، ومعه أفرح، ومعه أتألّم. أحيا به وهو يحيا بي. لست وحدي، فهو أبدًا رفيقي الدائم. فهو حاضر أمامي في كل برهة وصداقتنا هي عميقة جدًا من خلال إتحاد في الدم والحياة. 319- 9 آب عام 1934. ليلة العبادة من أيام الخميس. قمت بساعة العبادة المخصصة لي من الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل. قدّمتها لأجل ارتداد الخطيئة للمتصلّبين، لا سيما الذين فقدوا الرجاء من رحمة الله. كنتُ أتأمل كم تألّم الله وكم أظهر لنا من حب عميق ونحن نزال لا نؤمن أن الله يحبّنا. من يستطيع أن يفهم ذلك يا يسوع؟ كم عانى مخلّصنا من آلام! وكيف يقنعنا بمحبته طالما موته لم يقنعنا بعد. فناديت قوات السماء لتتحد معي في التكفير للرب عن نكران الجميل لدى بعض النفوس. 320- لقد أعلمني يسوع كم تحسن لديه صلوات التكفير. قال لي: «إنّ صلاة النفس المتواضعة والمحبة تنزع سلاح غضب أبي وستمطر عليه بحر من البركان». بعد صلاة السجود وفي نصف الطريق إلى غرفتي، أحاط بي عدد من الكلاب السود تقفز نحوي وتنبح محاولة تمزيقي أربًا. فتأكّدت إنها لم تكن كلابًا بل أبالسة. وصرخ بي واحد بغضب: «سنمزّقك إربًا لأنّك اختطفت منّا هذه الليلة عددًا كبيرًا من النفوس. فأجبتُ: «إذا كانت تلك إرادة الله الكلّي الرحمة فمزّقوني أربًا، لأنني استحققت ذلك، لأنني أنا أكثر الخطأة تعاسة والله هو قدوس إلى الأبد ولا حدود لرحمته». أجابت الأبالسة على هذه الكلمات بصوت واحد: «لنهرب إنّها ليست وحدها. فالكلّي العظمة هو معها». واختفوا كالغبار وكضجّة على الطريق، بينما كنتُ أتابع طريقي إلى غرفتي مطمئنة وأنهيت صلاة الشكر متأملة برحمة الله اللامتناهية وغير المدركة. 321 – داهمني مرض مفاجئ، ألم قتّال، لم يكن الموت بعد، أي الإنتقال إلى الحياة الحقيقية، بل طعم آلام الموت. فالموت مخيف، رغم أنه يعطينا الحياة الأبدية، شعرت فجأة بالمرض. تَقَطّع نَفَسي وغمرت الظلمة عيناي، و تخدّرت أعضائي وقبض عليّ إختناق رهيب، كل برهة منه كانت بمثابة وقت طويل. و إعتراني خوف غريب رغم ثقتي. تمنّيت أن أقبل الأسرار الأخيرة ولكن كان من الصعب جداً أن أعترف، رغم أنني كنت أرغب في ذلك. فلا نعرف في مثل هذه الحالة ما نقول، وما أن ننتهي من شئ حتى يبدأ شئ آخر. آه! فليحفظ الله كل نفس من تأجيل الإعتراف إلى آخر دقيقة. أدركت قوّة كلمات الكاهن عندما يُغدقها على نفس إنسان مريض. لمّا سألت مرشدي الروحي عمّا إذا كنت مستعدّة أن أقف أمام الرب أو أحصل على السلام، تلقيت هذا الجواب: «يمكنك أن تكوني في سلام تام، ليس فقط الآن بل بعد كل إعتراف أسبوعي». عظيمة النعمة الإلهية التي ترافق كلمات الكاهن هذه. تشعر النفس بالقوّة و الشجاعة تحسّباً للمعركة. 322 – يا جمعيّتي، يا أّمي كم هو لذيذ العيش فيكِ و لكن إنه من الأفضل أيضاً الموت فيكِ. 323 – تحسّنت صحتي بعد تقبّلي الأسرار الأخيرة. بقيتُ وحدي. وبعد نصف ساعة عاودتني نوبة أخرى ولكن لم تكن قويّة، عندما تدخّل الطبيب. أقرنت آلامي مع آلام المسيح من أجلي ومن أجل إرتداد النفوس التي لا تثق في جودة الله. وإقتحمت غرفتي فجأة أشباح سوداء مليئة غضباً و حقداً عليّ. قال لي أحدهم: «تباً لكِ و لمن هو في داخلك. لقد بدأتِ تعذبيننا حتى في جهنم». وما أن لفظتُ: «والكلمة صار جسداً و حلّ فينا»، حتّى إختفت الأشباح في ضجيج مفاجئ. 324 – في اليوم التالي كنت واهنة القوى ولكن لم أعد أشعر بألم. بعد المناولة المقدّسة رأيت الربّ يسوع كما رأيته تماماً وقت العبادة. إخترق نظر يسوع نفسي ولم تخفَ عليه أيّة ذرّة غبار حتى أصغرها. فقلت ليسوع: «لقد ظننتُ، يا يسوع، أنك ستأخذني». فأجابني: «لم تكتمل إرادتي بعد تماما فيكِ. إنني أرتضي برجائك ولكن على حبك ان يصبح أكثر حرارة. إن الحبّ الطاهر يعطي القوّة للنفس في ساعة الموت. لمّا كنتُ أموت على الصليب لم أفكّر في ذاتي بل في الخطأة التعيسين وصليت إلى أبي من أجلهم. أريد أن تكون أوقاتك الأخيرة شبيهة بأوقاتي على الصليب. هناك ثمن وحيد تُشترى به النفوس وهو أن نجمع آلامنا على آلام الصليب. الحب الصافي يفهم هذه الكلمات. أما الحب الشهواني فلا يفهمها». |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/167888672779251.jpg إن الله غيور على قلوبنا ويريدنا أن نحبّه هو وحده 336 – + 1934. وقت الذبيحة الإلهية وبينما كان القربان المقدّس مصموداً قبل المناولة المقدّسة، رأيت شعاعين الواحد أحمر اللون والآخر شاحبه، منطلقين من البرشانة المقدّسة، تماماً كما هما مصوّران في الرسم، وانعكسا على الراهبات وعلى العاملين بأشكال مختلفة، نكاد لا نراها على بعض الراهبات. كان اليوم الأخير من رياضة الأولاد. 337 – 22 تشرين الثاني 1934. + طلب إليّ المرشد الروحي [الأب سوبوكو] في إحدى المناسبات: «أن أنظر بدقّة في داخلي وان أتفحّص عمّا إذا كنتُ متعلّقة في بعض الأشياء أو الخلائق أو حتى في ذاتي وعمّا إذا كنت إنطلقت في ثرثرة لا فائدة منها». «في كل هذه الأمور»، قال لي، «تصرّفي حسب طريقة الرب يسوع، الذي يطلب إليكِ حرّية كاملة في تدبير نفسك. إن الله غيور على قلوبنا ويريدنا أن نحبّه هو وحده». 338 – لمّا بدأت أن أنظر بعمق في داخلي لم أجد فيّ أي تعلّق بشئ ولا في الأمور العائدة لي، إرتعدتُ من هذا الوضع و فقدت الثقة بذاتي. و بعد أن تعبتُ من التمحّص في ذاتي، ذهبت أمام القربان المقدّس و سألت يسوع من كل قلبي: «يا يسوع عريسي و كنز قلبي، أنت تدرك أنني لا أعرف أحداً سواك وأنني لا أحب أحداً غيرك، فإذا ما أقدمتُ على التعلّق بأي شيء سواك، أسألك يا يسوع وأستحلفك بقوّة رحمتك، دع الموت يصعقني، فإنني أفضّل أن أموت ألف مرّة قبل أن أفقد ثقتي بك حتى في أصغر الأمور». منتصف الليل 25 كانون الأول 1934 339 – وقف آنذاك يسوع فجأة أمامي، ولا أعلم من أين أتى، مشعّاً بجمال فائق الوصف، مرتدياً ثوباً أبيض، ورفع ذراعيه وخاطبني بهذه الكلمات: «يا إبنتي إنني أطمئن إلى قلبك و أبتهج به. إنني أجد فيه كل ما ترفضه لي نفوس عديدة. قولي هذا الكلام لممثّلي». وبعد قليل لم أعد أرى شيئاً ولكن غمر نفسي بحرٌ من التعازي. 340 – أعرف الآن أن لا شيء يستطيع أن يضع حدّاً لحبّي لك يا يسوع، لا الألم، ولا الصعوبات ولا النار ولا السيف ولا الموت بالذات. إنني أشعر إنني أقوى من كل تلك الأشياء. لا شئ يوازي الحب. أرى أن أصغر الأمور التي تقوم بها نفس تحب الله بصدق لله، لها قيمة هائلة في عينيه المقدّستين.. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/167888672779251.jpg مريم أمّ الرحمة ترشد فوستينا ويسوع يعلّمها روح الطفولة 1934 يوم عيد صعود أمّ الله. 325– لم تسمح لي الطبيبة أن أسمع القداس. ولكن صليت بحرارة في غرفتي وبعد قليل رأيت أمّ الله في جمال لا يوصف. قالت لي: «إن ما أطلبه إليكِ يا إبنتي هو الصلاة، الصلاة ثم الصلاة من أجل العالم، ولا سيّما من اجل وطنك. إقبلي المناولة المقدّسة لمدّة تسعة أيام واتّحدي إتحاداً وثيقاً بذبيحة القدّاس تكفيراً. ستقومين أمام الله طيلة هذه المدّة بتقدمة ذاتِك. حيثما تكونين وأينما وُجِدّتِ في كل وقت ومكان، ليلاً ونهاراً وعند الصباح صلّي بالروح. إننا نستطيع أن نصلّي دائماً بالروح». 326- قال لي يسوع مرّة: «يشبه نظري في هذه الصورة نظري من على الصليب». 327- سألني مرّة معرّفي [الأب سوبوكو] أين يجب أن نضع الكتابة على الصورة لأنه لم يبقَ لها مكان. أجبته: «سأصلّي وأعطيك الجواب الأسبوع القادم». لما غادرتُ كرسي الإعتراف ومررتُ أمام القربان المقدّس أدركتُ في داخلي موضوع الكتابة. ذكّرني يسوع بما قاله لي في المرّة الأولى لا سيمّا أنه يجب أن تظهر هذه الكتابة بوضوح: «يا يسوع، إني أثق بك» [Jezu Ufam Tobie]، علمت أن يسوع يريد أن تُكتب العبارة بكاملها، ولكن لم يعطني توجيهات واضحة في هذا الصدد ولا في الكلمات الثلاثة. «سأقدّم للبشر وعاءاً يستقون به دائماً النعم من ينبوع الرحمة، وهذه الصورة مع العبارة: “يا يسوع إنني أثقُ بك» هي بمثابة ذاك الوعاء». 328- أيها الحبّ الكلّي نقاوة، سيطر بكل قوّتك على قلبي و ساعدني أن أصنع إرادتك المقدّسة بكل أمانة. 329- قرب نهاية رياضة روحيّة دامت ثلاثة أيام، رأيتُ نفسي سائرة في طريق وعرة. كنت في تعثّر متواصل ولكن رأيت صورة شخص يتبعني ولم يتوقّف عن مساندتي. لم أرضَ بذلك وطلبتُ إلى الشخص أن يتركني لأنني أردتُ أن أمشي وحدي. ولكن الوجه الذي لم أتمكّن من معرفته لم يتركني لحظة واحدة. فقدتُ صبري واستدرتُ نحوه ودفعته بعيداً عني. رأيت حينئذ الأمّ الرئيسة [إيرين]، وفي الوقت نفسه أدركتُ أنها لم تكن الأمّ الرئيسة بل الرب يسوع الذي حدّق بي وأفهمني كم هو مستاء من عدم تنفيذ إرادة رئيستي، «حتّى في الأمور الصغيرة، التي هي إرادتي أنا». [قال لي]. سألته المغفرة وعاهدت نفسي أن آخذ جدّياً بعين الإعتبار هذا التنبيه. 330- طلب إليّ معرّفي مرّة أن أصلّي على نيّته، فبدأت تساعيّة لأمّ الله. واشتملت على الصلاة “السلام عليكِ أيتها الملكة القدّيسة”. أتلوها تسع مرّات. وقرب نهاية التساعيّة رأيت أمّ الله حاملة الطفل يسوع على ذراعيها ورأيت كذلك معرّفي يتحدّث إليها ساجداً عند أقدامها. لم أفهم ما كان يقوله لها، لأنني كنتُ منهمكة بالحديث مع الطفل يسوع الذي نزل عن ذراعيها واقترب مني. أخذتُ بجماله الرائع. سمعتُ بعضاً من الكلمات التي قالتها له [أي إلى معرّفي] وليس كل شيء. كانت تلك الكلمات: «انا لست فقط ملكة السماء ولكن أيضاً أمّ الرحمة وامّك». في هذا الوقت بسطت ذراعها الأيمن التي كانت تسدل عليه رداءها وغطّت به الكاهن. وهنا تلاشت الرؤية. 331- آه! أن يكون لدينا مرشد روحي فتلك نعمة عظيمة! ممّا يجعلنا نتقدّم بسرعة في الفضيلة، نرى إرادة الله بوضوح أكثر، ونتممّها بإيمان أكبر ونسير في الطريق الأمين الخالي من المخاطر. يدرك المعرّف كيف نتجنّب الصخور التي تتكسّر عليها النفس: لقد أعطاني الربّ هذه النعمة، ولو متأخّرة، لأرى كيف أن إرادة الله تنسجم مع أمنيات المرشد، ممّا يتسبب لي بفرح كبير. أذكر فقط مثلاً واحداً من ألف، حدث لي، ذات مساء سألت الربّ يسوع كالمعتاد، أن يعطيني نقاط تأمّل لليوم التالي، حصلت على هذا الجواب: «تأمّلي في النبي يونان ورسالته». شكرتُ الربّ ورحتُ أفكّر في داخلي، إن هذا الموضوع يختلف عن غيره ولكن بذلتُ كل جهدي لأتأمّل فيه. لبست شخصيّة النبي، بمعنى أنني أنا أيضاً أحاول غالباً أن أجد أعذاراً للربّ، مدعية أن شخصاً آخر غيري قد يتمّم إرادته [أفضل مني]، دون أن أدرك أن الله يستطيع كل شيء وأن قدرته السامية ستظهر حتماً في الوسيلة الضعيفة التي يستعملها. أبان الله ذلك لي بما يلي: كان وقت بعد الظهر مخصّصاً للإعتراف في الجمعيّة. لما عرضّت على مرشدي الروحي الخوف الذي إعتراني بسبب هذه المهمّة التي أوكلها الله لي، أنا الوسيلة الغبيّة، أجابني المرشد أنه يتوجب عليّ تنفيذ إرادة الله وأعطاني مَثَل النبي يونان. بعد الإعتراف تساءلت كيف عرف مرشدي أن الله قال لي أن اتأمّل في يونان، وأنا بالواقع لم أخبره بذلك، سمعتُ حينئذ هذه الكلمات: «لمّا يتصرف الكاهن من قبلي، فهو لا يتصرف من ذاته بل من خلالي، وإنّ رغباته هي رغباتي». أستطيع أن أرى كيف يدافع يسوع عن ممثّليه، فهو يحرك أعمالهم بذاته. 332- + يوم الخميس. لمّا بدأت ساعة السجود المقدّسة، أردت أن أنسجم مع نزاع المسيح في بستان الزيتون. سمعتُ حينئذ صوتاً في نفسي: «تأملي سر التجسّد». وظهر أمامي فجأة الطفل مشعاً بالجمال. قال لي كم تحسن بساطة النفس لدى الله: «رغم أن عظمتي هي فوق كل إدراك، إنني أتّحد فقط مع هؤلاء الصغار. أطلب إليكِ روح الطفولة». 333- يتضح لي الآن كيف يعمل الله من خلال المعرّف و كيف يحفظ وعوده بأمانة. منذ أسبوعين طلب إليّ معرّفي ان اتأمّل في الطفولة الروحيّة. واجهت صعوبة في البدء ولكن معرّفي، دون أن يكترث لصعوباتي، ألحّ عليّ أن أتابع التأمّل في الطفولة الروحيّة [قال لي] تظهر بهذا الشكل: «إن الطفل لا يهتم بالماضي أو المستقبل بل يعيش في الوقت الحاضر. أريد أن أركّز على الطفولة الروحيّة عندك، يا أختي، وأن أعيرها الكثير من الإهتمام». أستطيع أن أرى الآن كيف يتنازل الله ليلبّي رغبات المعرّف. لم يظهر لي ذاته آنذاك كمعلّم بالغ النضج والمقدرة بل كطفل صغير. إن الله الذي هو فوق كل إدراك ينحني أمامي بمظهر طفل صغير. 334- لكن عين نفسي لا تتوقّف على هذا المظهر. رغم أنك تأخذ شكل طفل صغير، إني أرى فيك رب الأرباب اللامتناهي، الأزلي الذي تعبده الأرواح الطاهرة ليلاً نهاراً، ومن أجله تلتهب قلوب السارافيم بنار الحب الكلي نقاوة. أيها المسيح، يا يسوع، أريد أن أفوقهم محبّة لك. أعتذر منكِ، أيتها الأرواح الطاهرة، لوقاحتي بتشبيه ذاتي بك، أنا لجّة التعاسة، أنا هوّة الحقارة. و أنت يا الله لجّة الرحمة التي لا تدرك إبتلعني كما تبتلع حرارة الشمس نقطة الندى. أن نظرة حبّ منك تملأ لجّتي. أشعر بفرح فائق لعظمة الله. إن رؤية عظمة الله هي أكثر ممّا يلزم لأسعد طوال الأبدية. 335 – لمّا رأيت مرّة يسوع بشكل طفل صغير سألته: «لماذا يا يسوع، تأخذ شكل طفل صغير عندما تتّصل بي. رغم ذلك إني أرى دائماً فيك الإله اللامتناهي، سيدي وخالقي». أجاب يسوع: «سأظل أتّصل بكِ بشكل طفل صغير إلى أن تتعلمّي البساطة و التواضع». |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/167888672779251.jpg رؤى القديسة فوستينا خلال زمن عيد الميلاد سنة 1934 341- 5 تشرين الثاني 1934. ذات صباح كان واجبي أن أفتح بوّابة المدخل كي يخرج منها موزّعو المأكولات المطهيّة. دخلت الكنيسة الصغيرة لأزور يسوع دقيقة واحدة ولأجدّد مقاصد النهار «اليوم، يا يسوع، أقدّم لك آلامي وتضحياتي وصلواتي على نية الأب الأقدس كي يوافق على عيد الرحمة. لكن، يا يسوع، لي كلمة واحدة أخرى أقولها لك أتعجب كثيرًا يا يسوع، كيف أنك تأمرني أن أتحدّث عن عيد الرحمة، بينما يقال إن هناك عيد شبيه به فلماذا التحدث عنه؟». قال لي حينئذ يسوع: «ومن يعرف شيئًا عن هذا العيد؟ لا أحد. حتى الآن الذين عليهم أن يعلنوا رحمتي ويعلونها للشعب لا يعرفون هم أنفسهم شيئًا عنه، لذا أريد أن تبارك الصورة باحتفال في الأحد الأول بعيد الفصح، وأريد أن تُوَقّر علنًا كي تتمكن كل نفس من معرفته… أصنعي تساعيّة على نيّة الأب الأقدس، ويجب أن تتضمّن ثلاثة وثلاثين عملًا، أي تكرار عدد مرات الصلاة الوجيزة – التي علّمتك اياها – للرحمة الإلهية». 342- إن الألم هو أغنى كنز في الأرض. فهو يطهّر النفس. وندرك بالألم من هو صديقنا الحقيقي. 343- يقاس الحبّ الحقيقي بميزان الألم. أشكرك يا يسوع على الصّلبان اليوميّة الصغيرة، على المعاكسات في تصرّفاتي، على صعوبة الحياة الجماعيّة، على سوء فهم نواياي، على التحقير على أيدي الآخرين، على الطريقة القاسية التي نُعامل بها، على الظنون الباطلة، على الصحة الضعيفة وفقدان القوّة، على التخلّي عن ذاتي، على موتي على ذاتي، على عدم التقدير في كل شيء وعلى عرقلة مخططاتي. أشكرك يا يسوع على العذاب الداخلي على جفاف الروح، على الرعب والخوف والتردّد على ظلمة ليلي الداخلي وعمقه، على الإغواءات والتجارب القاسية المختلفة، على الألم الذي يصعب وصفه، لاسيّما ذلك لا يفهمه أحدٌ، على ساعة الموت وصراعها الشرس وكل مرارتها. أشكرك يا يسوع، انت الذي شربت أولًا كأس المرارة قبل أن تعطيني إياه بشكل أكثر طراوة. أضع شفتي على كأس إرادتك المقدسة. فليصنع كل شيء وفقًا لمسرّتك. وليكملْ فيّ كلّ ما أمرت به حكمتك منذ الأجيال أريد أن أشرب الكأس حتى الثمالة، دون أن أحاول معرفة السبب. في المرارة سعادتي، وفي الضعف ثقتي. بك يا الله كل شيء هو حسن وهبة من قلبك الأبويّ. لا أفضّل التعزية على المرارة ولا المرارة على التعزية لكن أشكرك يا يسوع على كل شيء، أنني أسعد في تركيز نظري إليك أيها الإله غير مدرك، تستقرّ روحي في تلك الأماكن السرية وهناك أجد بيتي أعرف جيدًا مكان عريسي. أشعر أنه لا يوجد نقطة واحدة من دمي لا تلتهب حبًا لك. أيها الجمال غير مخلوق، كل من تعرّف عليك مرة لا يستطيع أن يحبّ أي شيء آخر. أستطيع أن أشعرب بلجّة نفسي ولا شيء يلمؤها سوى الله وحده. أشعر أنني غريقة فيه كحبّة رمل في أعماق المحيط النائي. 344- ذات مساء دخلتُ غرفتي، رأيت الرب يسوع معروضًا في حقّ القربان. في الأجواء الطلقة، كما يبدو. على أقدام يسوع رأيت معرّفي ووراءه عدد كبير من أعلى رؤساء الإكليروس درجة، يرتدون ثيابًا كهنوتية لم يسبق أن رايت مثلها إلا في هذه الرؤية. وراءهم جماعات اكليريكية من مختلف الرهبانات. وفيما بعد، رأيت جمهوراً غفيرًا يمتدّ إلى بعد من رؤيتي رأيت الشعاعين منبثقَين من البرشانة، كما في الصورة، متقاربين ولكن غير مختلطين ومرًّا من خلال يدَيْ المعرّف، ثم من خلال أيْدي الإكليروس ومنها إلى الشعب ثم عاد إلى البرشانة… حينئذ وجدت نفسي مجدّدًا في الغرفة التي دخلتها منذ حين. 345- 22 كانون الأول 1934. عندما يكون باستطاعتي أن أذهب إلى الإعتراف خلال أيام الأسبوع يصادف ذهابي وقت يحتفل معرّفي بالذبيحة الإلهية. في القسم الثالث من القدّاس رأيت الطفل يسوع أصغر ممّا كنتُ أراه ومع هذا الفارق أنه كان يرتدي ثوبًا بنفسجيًا بينما هو عادة يرتدي ثوبًا أبيض. 346- 24 كانون الأول 1934. عشية عيد الميلاد . في قدّاس الصباح شعرتُ بقرب الله منّي. غرقت روحي بالله رغم أنني كدتُ لا أعي ذلك. سمعتُ فجأة هذه الكلمات: «أنتِ مقرّي المملوء سعادة، تطمئنّ روحي إليكِ». بعد هذه الكلمات شعرتُ بالرب ينظر داخل أعماق قلبي. إذا رأيت تعاستي، تواضعت بالروح ودهشتُ لعظمة رحمة الله، فالرب الكلّي سموّه يقترب مني تعاسة كهذه… ملأ الفرح نفسي وقت المناولة المقدّسة. شعرتُ أنني متّحدة إتحادًا وثيقًا بالألوهية. فقدرته لفّت كل كياني. وطيلة النهار شعرتُ بقرب الله منّي بشكل خاص. ورغم أنّ واجباتي حالا دون ذهابي إلى الكنيسة طيلة النهار ولو لوقت قصير، فلم تمض برهة لم أكن فيها متّحدة بالله. شعرتُ بوجوده داخلي بوضوح لم يسبق له مثيل. بينما كنتُ أحيّي العذراء دون انقطاع وألج في روحها، توسّلت إليها أن تعلّمني الحبّ الحقيقي. سمعت حينئذ هذه الكلمات: «سأشاركك في سرّ سعادتي هذه الليلة وقت القدّاس». تعشّينا قبل الساعة السادسة. رغم كل الفرح والضجة الخارجية التي رافقت تقاسم الحلويات وتبادل الأمنيات الطيبة لم أترك برهة تضيع دون أن أشعر بحضور الله فيّ. أسرعنا بعد العشاء لإتمام عملنا وعند الساعة التاسعة استطعت أن أذهب إلى الكنيسة للعبادة. قد سُمِحَ لي أن أسهر وأنتظر قدّاس نصف الليل. كنتُ سعيدة بالوقت الحر بين الساعة التاسعة ونصف الليل. من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة قدّمت عبادتي من أجل أهلي وكل العائلة. ومن العاشرة إلى الحادية عشر قدّمتها على نية مرشدي الروحي شاكرة الله أولًا على إعطائه لي هذه المساعدة الكبيرة المنظورة هنا على الأرض، كما سبق ووعدني. وسألت الله أيضًا أن يهبني النور اللازم لمعرفة نفسي وللسير حسب ما يرضيه. ومن الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل صلّيت من أجل الكنيسة المقدّسة ومن أجل الأكليروس، من أجل الخطاة ومن أجل الرسالات ومن أجل ديرنا. وقدّمت الغفرانات من أجل نفوس المطهر. 347- قداس نصف الليل. منذ بدء القدّاس شعرتُ بخشوع داخليّ عميق ملأ الفرح قلبي. طيلة صلاة التقدمة رأيت يسوع على المذبح بجمال لا مثيل له. وكان يسوع طوال الوقت ينظر إلى كل واحد باسطًا يديه الصغيرتيْن. وعند رفع القرابين لم ينظر يسوع نحو الكنيسة بل نحو السماء وبعد رفع القرابين عاد ينظر إلينا ولكن لوقت قصير. لكنّ الكاهن كسره وتناوله كالمعتاد. لم يعد رداؤه أبيض. ورأيت الشيء ذاته في اليوم الثاني والثالث. يصعب عليّ أن أصف إبتهاج نفسي وكانت الرؤية تتجدّد في كل من القداسات الثلاثة كما كانت في المرة الأولى. 348- الخميس الأول بعد الميلاد. نسيت تمامًا أنه كان يوم خميس لذا لم أتلُ عبادتي. في الساعة التاسعة ذهبت مع الراهبات كلّ الى غرفة نومها. ولكن لم أستطيع للنوم سبيلًا وبدا وكأنني لم أتمّم بعد شيئًا من واجباتي. إستعدتُ كلّها في ذهني فلم أتذكر شيئًا. بقيت حتى الساعة العاشرة على هذا الحال. في الساعة العاشرة رأيت وجه يسوع كئيبًا وقال لي هذه الكلمات: «كنت أنتظرك لأشاطرك آلامي فمن يستطيع أن يستوعب آلامي أفضل من عروسي؟». طلبت المغفرة من يسوع عن برودتي. خجلت ولم أجرؤ أن أنظر إلى الرب يسوع ولكن سألته بقلب منسحق أن يعطيني شوكة من إكليله. أجابني أنه سيهبني هذه النعمة. ولكن ليس قبل يوم غد وفجأة اختفت الرؤيا. 349- في الصباح وقت التأمّل، شعرتُ بشوكة مؤلمة في جنب رأسي الشمالي، ولم يغادرني الألم طيلة النهار بكامله. كنتُ أتأمّل، وبدون انقطاع، كيف استطاع يسوع أن يتحمّل الآلام المتأتيّة من مجموعة أشواك ضُفِر منها إكليلية. ضمّنتُ آلامي إلى آلام يسوع وقدّمتها من أجل الخطأة. في الساعة الرابعة بينما كنتُ قادمة إلى عبادة رأيتُ إحدى الراهبات العاملات تغيظُ الله جدًا بخطايا أفكار سيئة. ورأيت شخصًا آخر تسبب لها بهذه الخطايا. اعترى الخوف نفسي وسألت الله، إكرامًا لآلام يسوع، أن ينتزعها من هذه التعاسة الرهيبة. 350- أجاب يسوع أنه سيهبها هذه النعمة، لا لأجلها بل نزولًا عند طلبي. فهمت الآن كم يجب علينا أن نصلّي من اجل الخطأة ولا سيّما العاملات معنا. حياتنا هي بالحقيقة رسوليّة. لا أستطيع أن أتصوّر راهبة عائشة في بيتنا أي في جماعتنا دون أن يكون لها روح رسولية. يجب أن تلهب الغيرةُ على خلاص النفوس قلوبنا… 351- يا إلهي كم هو عذب التألُّم من أجلك، بالألم يسترجع القلب قواه بسرّ وكتمان عميقين ليحترق كذبيحة غير مُعلَنَة، نقية كالبلور، دون تعزية أو مؤاساة. يلتهب قلبي بحبّ متأجج. لا أضيع الوقت في الأحلام. أمضي كل برهة من وقتي بمفردها كما تأتي، هذا ما أستطيعه. لا الماضي هو ملكي ولا المستقبل لي. أحاول، بكل نفسي، أن أستغلّ الوقت الحاضر. 4 كانون الثاني الفصل الأول من الأم بورجيا. 352- في مجلس الراهبات ألحّت الأم [بورجيو] على حياة الإيمان والأمانة في الأمور الصغيرة. وفي منتصف المجلس سمعتُ هذه الكلمات: «أتمنّى أن يكون لديكنّ كلكنّ الإيمان في الوقت الحاضر. ما أعظم فرحي بأمانة عروستي في أصغر الأمور». ثم نظرتُ نحو الصليب ورأيت رأس يسوع يتّجه نحو غرفة الطعام وشفتاه تتحركان. ولمّا أخبرتُ الأم الرئيسة بذلك أجابت: «أنظري يا أختي، كيف أن يسوع يطلب أن تكون حياتنا حياة إيمان. 353- لما غادرتُ الكنيسة وبقيتُ لأرتّب الغرفة سمعتُ هذه الكلمات: «قولي إلى جميع الراهبات إنني أطلب منهنّ أن يعشن بروح الإيمان نحو الرئيسات في الوقت الحاضر». وتوسلتُ إلى معرّفي أن يعفيني من هذه المهمّة. 354- بينما كنتُ أتحدث إلى أحد الأشخاص الذي كان عليه أن يرسم الصورة ولكن، لسبب ما، لم يرسمها، سمعتُ هذا الصوت في نفسي : «أريدها أكثر طاعة». فهمت أن جهودنا، مهما كانت جبّارة، لا تحسن لدى الله إن لم تحمل طابع الطاعة، أعني بذلك شخصًا مكرّسًا. يا إلهي! كم هي سهلة معرفة ارادتك في الدير. نحن الراهبات نرى ارادة الله مرسومة أمام اعيننا بوضوح من الصباح وحتى المساء وفي أوقات الشك، لنا رئيستنا، والله يحدّثنا من خلالهن. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168244945578461.jpg أيتها القربانة المقدّسة – صلاة القديسة فوستينا من أجل الخطأة المساكين 355- سُمِحَ لي أن لا أذهب إلى النوم بل بالأحرى أن أصلّي في الكنيسة، طلبتْ إليّ إحدى الراهبات أن أقدم ساعة سجود لأجلها… قبلت طلبها وصليت طيلة ساعة لأجلها، أفهمني الله خلالها كم كانت تلك النفس مرضية لله. قدّمت الساعة الثانية من العبادة على نية ارتداد الخطأة، لاسيّما حاولت أن أكفّر لله عن الإهانات التي وُجِّهَت إليه في الوقت الحاضر. فكم كانت فظيعة إهانة الله. قدّمت الساعة الثالثة على نية مرشدي الروحي وسألت له بحرارة النور حول موضوع خاص. أخيرًا دقّت الساعة الثانية عشر ليلًا آخر ساعة من السنة: أنهيتها باسم الثالوث الأقدس. وبدأتُ كذلك الساعة الأولى من السنة الجديدة باسم الثالوث الأقدس. طلبتُ إلى كل واحد من أقانيم الثلاثة أن يباركني- ونظرت إلى السنة الجديدة بثقة كبيرة التي سوف لا تعفيني من الألم. 356- أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن رحمة الله اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن جسد ودم الرب يسوع عربون الرحمة اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين. أيتها القربانة المقدّسة التي تتضمن الحياة الأبدية والرحمة اللامتناهية تُغدق بغزارة علينا وعلى الخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدسة التي تتضمن رحمة الآب والإبن والروح القدس، نحونا ولا سيّما نحو الخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمن ثمن الرحمة اللامتناهية لتعوّض عن ديوننا ولا سيّما عن ديون الخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن نبع الماء الحي ينساب من الرحمة الإلهية علينا ولا سيّما على الخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن نار أطهر حب تتأجج من احشاء الآب الأزليّ، ومن لجّة رحمته اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدسة التي تتضمّن دواء لكل أسقامنا يتدفّق من الرحمة الإلهية، كما من نبع، لنا ولا سيّما للخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن الاتّحاد بين الله وبيننا من خلال رحمته اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن كل شعور قلب يسوع الطاهر، نحونا ولا نحو الخطأة المساكين. أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في كل آلامنا وعثرات الحياة. أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في وسط الظلمة والعواصف في الداخل والخارج. أيتها البرشانة المقدّسة ورجاؤنا الوحيد في الحياة وفي ساعات الممات. أيتها البرشانة رجاؤنا الوحيد في عثرات وفي طوفان اليأس. أيتها البرشانة رجاؤنا الوحيد في وسط الأكاذيب والخيانات. أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد وفي وسط الظلمة والإلحاد الذي يغمر الأرض. ايتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في التلهُّف والألم حيث لا يفهمنا أحدٌ. أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في الكدّ وفي رتابة الحياة اليومية. أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد وفي وسط انهيار آمالنا ومساعينا. أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في وسط قوى الجحيم والتدمير على يد الأعداء. أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تتعدّى الأحمال قوتي ولا أجد نتيجة لجهودي. أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تقذف العواصف بقلبي وتميل روحي الخائفة نحو اليأس. أيتها البرشانة المقدّسة إنني أثق بك عندما يوشك قلبي أن ينهار ويرطّب عرق الموت…حاجبيّ. أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما يتآمر كل شيء عليّ واليأس الحالك يتسلل إلى نفسي. أيتها البرشانة المقدسة، أثق بك عندما يبدأ نور عيني أن يخفتُ عن كلّ الأشياء الزمنية وعندما، لأول مرة، تنظر نفسي إلى عوالم مجهولة. أيتهل البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما تفوق مهمّاتي قوّتي وتصبح الشدائد من نصيبي اليومي. أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تبدو لي ممارسة الفضيلة صعبة ويزداد مزاجي تمرُّدًا. أيتها البرشانة المقدسة، أثق بك عندما تستهدفني الضربات. أيتها البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما يسيء الآخرون حكمهم على جهودي وأعمالي المضنية. أيتها البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما ما تدوّي أحكامهم عليّ، آنذاك سأثق ببحر رحمتك 357- + أيها الثالوث الأقدس الكلّي قدسه، إنني أثق برحمتك اللامتناهية فالله هو أبي، لذا، وأنا طفلته، يحقّ لي كل مطلب من قلبه الإلهي. وتزداد ثقتنا كمالًا بقدر ما تتكثّف الظلمة. 358- إنني لا أفهم كيف يمكن أن لا نثق به. هو القادر على كل شيء. معه نستطيع كل شيء وبدونه لا شيء. هو الرب فلن يسمح أن يخزي كل الذين وضعوا ثقتهم فيه. 10 شباط 1953. + يوم الخميس. 359-في المساء، وقت زياح القربان، وبدأتْ هذه الأفكار تزعجني: أليسَ كل ما أقوله عن رحمة الله العظيمة هو ربّما مجرد كذب وأوهام؟ أردتُ أن أفكّر بذلك قليلًا فسمعت صوتًا قويًا وواضحًا في داخلي ويقول لي: «كل ما تقولينه عن صلاحي هو صحيح. فما للغة تعابير ملائمة لمديح صلاحي». كانت هذه الكلمات مليئة بالقوة والوضوح مما يدفعني أن أعلن، ولو كلّفني ذلك حياتي، إنها آتية من لدن الله. يثبتُ ذلك السلام العميق الذي رافقها آنذاك وأستقرّ فيّ. هذا السلام أعطاني من القوّة والمقدرة الكبيرتين ممّا جعل كل الصعوبات والشدائد والآلام حتى الموت وكأنّها لا شيء. هذا النور جعلني أستشفّ الحقيقة أن كلّ جهودي لأعيد النفوس إلى معرفة رحمة الري، تحسنُ كثيرًا لدى الله. وتدفّق من جراء ذلك فرح كبير في نفسي، ولا أعرف إن كان في السماح فرح أكبر منه. آه! لو شاءت النفوس، أن تسمع فقط، ولو قليلًا، إلى صوت الضمير وصوت الروح القدس: إي إلهاماته قلت «ولو قليلًا»، إننا عندما نفتح مرّة ذواتنا لتأثير الروح القدس، فهو بذاته يملأ ما ينقص في داخلنا. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168526493724691.jpg
يطفح قلبي برحمة كبرى للنفوس ولا سيّما الخطأة المساكين، لكنها لا تريد أن تقبلها +رأس السنة 1935 360- يطيب ليسوع أن يتدخّل في أصغر تفاصيل حياتنا ويحقق لي غالبًا أمنيات خفيّة، أكتمها أحيانًا، رغم أنني أعلم أن لا شيء يخفاه. هناك تقليد بيننا وهر أن نختار كل واحد منّا يوم عيد رأس السنة شفيعًا خاصًا بها لطيلة السنة. خالجتني وقت تأمل الصباح رغبة سريّة أن يكون يسوع في سر القربان شفيعي طيلة هذه السنة كما كان في الماضي. أخفيتُ هذه الرغبة عن حبيبي وتحدّثت معه عن كلّ شيء سواها. لمّا حضرنا إلى غرفة الطعام لتناول فطور الصباح، صنعنا إشارة الصليب وبدأنا سحب القرعة. لمّا اقتربت من البطاقات المباركة التي كتب عليها أسماء الشفعاء أخذت واحدة منها دون تردد، ولكن لم أقرأ الاسم على الحال لأني أردتُ أن أقوم بإماتة لدقائق وجيزة. فجأة سمعتُ صوتًا في نفسي «أنا شفيعك، إقرأي». نظرتُ بسرعة على الكتابة وقرأت: «شفيع 1935، الأفخارستيا الكلّي قدسها». رقص قلبي فرحًا وتسلّلت بهدوء بعيدًا عن الراهبات وذهبت في زيارة قصيرة أمام القربان المقدّس حيث أفضيت بما في قلبي. ولكن يسوع لامني بلطف: يجب عليّ أن أكون في هذا الوقت مع الراهبات. عدتُ بسرعة عملًا بالطاعة للقانون. الثالوث الأقدس، إله واحد 361- غير مدرَك في عظمة رحمتك للخلائق ولا سيّما الخطأة المساكين. لقد أعلنت من لجّة رحمتك التي لا يدركها ولا يسبرها (كما هي) أي عقل إنسان أو ملاك. تغرق حقارتنا وتعاستنا في عظمتك. أيها الصلاح اللامحدود من يستطيع أن يفيك التمجيد؟. هل توجد نفس تدركك في حبك؟ يوجد هكذا نفوس ولكن هي قليلة جدًا. 362- + ذات يوم سمعتُ وقت تأمل الصباحي هذا الصوت: «أنا هو بذاتي مرشدك، كنتُ وما زلت وسأبقى. وعندما سألتِني مساعدةً ظاهرة. اخترت لك وأعطيك مرشدًا قبل أن تطلبينه، لأن عملي يتطلب هذا التدبير. أعلمي أن الأخطاء التي ارتكبتها ضدّه تجرح قلبي كوني على حذر بالأخص من التشبُّث بإرادتك، يجب أن تحمل حتى أصغر الأمور طابع الطاعة». طلبت السماح من يسوع عن هذه الأخطاء بقلب منسحق ومتواضع، واعتذرت إلى مرشدي الروحي وقرّرت أن لا أفعل شيئًا، وهذا أفضل من أن أفعل أشياء كثيرة خطأ. يا يسوع الصالح أشكرك على نعمتك الكبيرة التي هي معرفة ذاتي كما هي! لا شيء سوى تعاسة وخطيئة. أستطيع أن أقوم بذاتي بعمل واحد فقط هو أن أهينك، يا إلهي، لأن الحقارة لا تستطيع أن تعمل من ذاتها شيئًا سوى إهانتك، أيها الجود اللامتناهي. 364- + طُلب إلي مرّة أن أصلّي على نيّة إحدى النفوس. قرّرت فورًا أن أتمم تساعية للرب الرحوم، بالإضافة إلى إماتة، عنيتُ لبس سلاسل حديدية في ساقيّ طيلة الذبيحة المقدّسة. كان قد مضى على عملي هذا ثلاثة أيام، لمّا ذهبت إلى الإعتراف وأخبرت مرشدي الروحي أنني أخذت على عاتقي هذه الإماتة مفترضة الإذن للبدء بها. ظننتُ أنه لن يعترض ولكن سمعت منه العكس، أي أنه لا يجوز لي أن أقوم بشيء ما دون إذن. يا يسوع! كانت تلك خطيئة التشبّث من جديد. ولكن سقطتي لم تُحبط عزيمتي. أعرف جيدًا أنني التعاسة [بالذات] لم أنلْ هذا الإذن بسبب وضعي الصحي وتعجّب مرشدي كيف سمحت لذاتي تضحيات قاسية دون إذنه. طلبتُ السماح عن تشبُّثي أو بالأحرى لافتراض الاذن وطلبتُ إليه أن يستبدل هذه الإماتة بغيرها. 365- إستبدلها مرشدي الروحي بإماتة داخلية أي أن أتأمّل وقت القدّاس في سبب إخضاع يسوع نفسه للعماد. ليس التأمل إماتة بالنسبة لي فالتأمل في الله هو فرح لا إماتة. ولكن رأيت في ذلك قهر إرادتي بحيث لم أعمل [بكل بساطة] ما أريد عمله بل ما طُلب إليّ أن أقوم به فبهذا تكمن الإماتة الداخلية. لمّا غادرت كرسيّ الإعتراف وبدأت بتلاوة صلاة التكفير سمعتُ هذه الكلمات: «لقد وهبتُ النعمة لتلك النفس التي تطلبها لها ولكن ليس بفضل الإماتة التي اخترتها أنت إنّما بفضل عمل الطاعة الكاملة لممثّلي، لذا وهبتُ النعمة لمن توسِلت وتضرّعتِ لأجلها. إعلمي أنك عندما تميتين إرادتك حينئذ أملكُ في داخلك». 366- يا يسوع كن صبورًا عليّ سأكون أكثر انتباهًا في المستقبل، سأتّكل، لا على ذاتي، بل على نعمتك وعلى وجودك العظيم لتتعسني. 367- في احدى المناسبات، أفهمني يسوع أنه لمّا أصلّي على النّيات التي اعتاد الناس أن يعهدوا بها إليّ، فهو دائمًا على استعداد أن يعطيهم نعمه ولكن ترفض النفوس دائمًا قبولها. «يطفح قلبي برحمة كبرى للنفوس ولا سيّما الخطاة المساكين. لو استطاعوا فقط أن يفهموا أنني أفضل أب لهم وأن الدم والماء قد فاضا لأجلهم من قلبي كما من نبع تتدفّق منه الرحمة. لأجلهم أمكث في بيت القربان كملك الرحمة. أرغب أن أغدق نعمتي على النفوس ولكنها لا تريد أن تقبلها. تأتين أنت، على الأقل، كل ما استطعتِ وتتقبّلين تلك النِّعم التي ترفضها تلك النفوس. هكذا تعزّين أنت قلبي. آه! كم هي غير مبالية بنعم غزيرة كهذه وببراهين عديدة لمحبتي. يشرب قلبي فقط من نكران الجميل ومن النسيان الذي تبديه النفوس العائشة في العالم. عندها الوقت لكل شيء ولكن ليس عندها الوقت لتأتي وتقبل النِعم. لذا أتّجه نحوك، أنت النفوس المختارة، فهل أنت أيضًا تختلّفين عن فهم محبة قلبي؟ هنا أيضًا يخيبُ أملي فلا أجد انصياعًا كاملًا لمحبتي. هناك الكثير من التحفّظ، من فقدان الثقة ومن الحذر. دعيني أقول لكِ، بغية تشجيعك، أن هناك نفوسٍ تعيش في العالم وتحبّني كثيرًا ولكنها قليلة، إنني أسكن قلبها بفرح. وفي الدير أيضًا نفوس تملأ قلبي سعادة. فهي معجزة الملائكة والبشر ولكن عددها هو قليل. وهي حماية للعالم أمام عدالة أبي السماوي. وسبب الحصول على رحمة له. إن محبة وتضحية تلك النفوس تدعم بقاء العالم. إن خيانة نفس اخترتها خصيصًا، تجرح قلبي بألم أكثر إيجاعًا. تلك الخيانات هي أشبه بسيفٍ يجتاز قلبي». |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168526493724691.jpg
إن قلبي حزين لأنّ حتى النفوس المختارة لا تفهم عظمة رحمتي في صباح هذا الثلاثاء كانت لي في داخلي رؤية قداسة البابا يحتفل بالذبيحة. وبعد تلاوة الصلاة الرّبية تحدّث إلي يسوع عن الموضوع الذي أمرني أن اخبر قداسة البابا عنه. رغم أنني لم أتحدّث شخصيًّا إلى قداسة البابا فقد اهتم بهذه القضية شخص آخر [الأب سوبوتشكو] ولكن في تلك اللحظة ثبت لديّ بمعرفة داخليّة أن قداسة البابا أعار هذا الموضوع اهتمامًا خاصًّا وسيأخذ طريقه قريبًا وفقًا لرغبة المسيح. 369- قبل رياضة الثمانية أيام ذهبت إلى مرشدي الروحي وطلبتُ إليه أن يعيّن لي بعض الاماتات لوقت الرياضة، غير أنني لم أنال السماح بالقيام بكلّ ما طلبته، ولكن فقط بشيء قليل منه. حصلت على السماح بالتأمّل لمدة ساعة في آلام السيد المسيح وبعض أعمال التواضع. لمّا رجعنا إلى البيت توقّفت قليلًا في الكنيسة فسمعت هذا الصوت في نفسي: «هناك أكثر استحقاقًا في ساعة تأمّل بآلامي المحزنة من سنة جَلد كاملة يُسيل الدماء. إن التأمّل بجراحاتي المؤلمة يعطيك استحقاقًا كبيرًا ويفرحني كثيرًا. انتي اتعجّب كيف أنك لم تتخلّي تمامًا بعد عن تشبّثك ولكن سأفرح جدًّا بأن هذا التبدّل سيكتمل وقت الرياضة». 370- في اليوم ذاته، بينما كنتُ في الكنيسة أنتظر الاعتراف، رأيت نفس الشعاعان تنبثق من حقّ القربان وتنتشر في أرجاء الكنيسة. وبقى هذا المشهد طوال وقت الخدمة. وبعد زياح القربان [خفتت تلك الأشعة] من الجانبين ورجعت من جديد إلى حقّ القربان. كان مظهرها برّاقًا وشفافًا كالبلّور. طلبت إلى يسوع أن يتنازل ويلهب نار حبّه في كل النفوس الفاترة. إن القلب يجد الدفء بين هذه الأشعة، حتى ولو كان باردًا كالجليد ويتفتّت غبارًا حتى ولو كن قاسيًا كالصخر. + ي.م.ي. فيلينوس 4 شباط 1935. رياضة الثمانية أيام 371- يا يسوع ملك الرحمة، لقد حان الوقت أن اكون وحدي معك. لذا أضرع إليك، أن تهدم تمامًا، بكلّ الحبّ الدي يلهب قلبك، أنانيّتي في داخلي وأن تشعل، من جهة أخرى في قلبي، نار حبك الكلّي الطهارة. 372- عند المساء، بعد المحاضرة سمعتُ هذه الكلمات: «أنا معك، سأقوّيكِ في الطمأنينة والشجاعة حتى لا تضعف قواكِ في تنفيذ تصاميمي. على كل حال ستتخلّين تمامًا عن ارادتك في هذه الرياضة، وتتمّمين فيك عوضًا عنها، إرادتي الكاملة. إعلمي أن هذا الأمر سيكلّفك غاليًا لذا أكتبي هذه الكلمات على ورقة بيضاء: “من اليوم فصاعدًا لا وجود لإرادتي” وصلّبي على الصفحة. ثم أكتبي على الجهة الثانية من الورقة: “من اليوم فصاعدًا سأصنع إرادة الله في كل مكان وزمان وفي كل شيء” لا تخافي شيئًا فالحبّ يقوّيك ويسهّل على النفس أن تحبّ». 373- على النفس التي هي بحاجة إلى الحبّ أن يتحوّل اتّجاه حبها، لكن لا إلى طينٍ أو فراغ، بل نحو الله. كم أفرح عندما أفكّر بذلك لأنني أشعر بوضوح انه هو في قلبي، يسوع وحده. أحبّ الخلائق بقدر ما تساعدني على أن أتّحد بالله. أحبُّ كل الناس لأني أرى فيهم صورة الله. 374- +ي.م.ي. فيلنيوس 4 شباط 1935 من اليوم فصاعدًا لا وجود لإرادتي في كل زمان ومكان وفي كل شيء لحظة سجدت فيها لأصلّب على إرادتي، كما أمرني به الرّب، سمعت هذا الصوت في نفسي: «من اليوم فصاعدًا لا تخافي حكم الله لأنك سوف لا تحاكمين». ي.م.ي.فيلنيوس 4 شباط 1935 من اليوم فصاعدًا إرادة الله في كل زمان ومكان وفي كل شيء ي.م.ي. فيلنيوس 8 شباط 1935 375- تمارين داخلّية خاصة، أي فحص ضمير ونكران ذاتي وإرادتي. أ) نكران فكري، إخضاعه لفكر الذين يمثّلون الله على هذه الأرض. ب) نكران إرادتي، صنع إرادة الله الظاهرة في إرادة الذين يمثّلون الله لديّ والمتضمّنة في قانون رهبنتنا. ت) نكران رأيي، القبول فورًا بدون تفكير أو تحليل أو تعديل بالأوامر التي يصدرها ممثّلوا الله لديّ. ج) نكران لساني، لن أعطيه الحرّية البتّة إلا في حالة واحدة، سأعطيه كامل الحرية في إعلان مجد الله. كل مرّة أتناول القربان سأسأل يسوع أن يقوّي ويطهّر لساني حتى لا أهين به قريبي. لذا سأحترم جدّاً النظام الذي يتحدّث عن السكوت. 376- يا يسوع إنني على ثقة أن نعمتك ستساعدني لأحقّق هذه المقاصد. ورغم ان نذر الطاعة يشمل النقاط التي ذكرتها اعلاه، أريد أن أمارس هذه الأمور بشكل خاص لأنها هي جوهر الحياة الرهبانية. يا يسوع الرحوم، أتوسّل إليك بحرارة أن تنير ذهني لأتوصّل إلى أن أعرفك أكثر، أنت الكائن اللامتناهي وأن أعرف ذاتي أفضل أنا اللاشيء بالذات. 377- حول الاعتراف المقدّس. يجب ان نستخلص نوعين من الاعتراف المقدّس. أ) نأتي للاعتراف لنشفى. ب) ونأتي لنتثقّف، إن أنفسنا هي كولد صغير هو بحاجة متواصلة إلى التربية. يا يسوع خاصّتي، إنني افهم هذه الكلمات بكلّ أبعادها، وإنني اعرف، إنطلاقًا من خبرتي، ان النفس لا تستطيع أن تذهب بعيدًا بقوّتها الخاصّة. إنها ترهق ذاتها ولن تصنع شيئًا لمجد الله. ستضلّ باستمرار لأن ذهننا قد أظلم ولا يعرف كيف يميّز شؤونه الخاصة. سأعير انتباهًا خاصًا إلى أمرين، أوّلًا: سأختار، في اعترافي ما يواضعني أكثر، حتى ولو كان شيئًا تافهًا، إنما شيء يكلّفني غاليًا ولذا أعلنُ عنه. ثانيًا: سأمارس التوبة، ليس فقط وقت الاعتراف، بل طيلة فحص ضميري وسأبعث فيّ فعل توبة كاملة لا سيّما عندما أذهب إلى الرقاد. كلمة أخرى، على النفس التي ترغب في أن تسير قدمًا في الكمال أن تحفظ بدقة نصيحة المرشد الروحي، فالقداسة هي بقدر الطاعة. 378- كنتُ مرة أتحدّث مع مرشدي الروحي أخدتْني رؤية داخلية، -أسرع من البرق – لنفسه الغارقة في الألم، في نزاع شديد قلّما يلمس الله بناره، بعض النفوس. يأتي ذلك الألم من عمله. يأتي وقت يصبح فيه هذا العمل الذي يطلبه الله بالحاح، وكأنّه لم يُتْمَّم. حينئذٍ يتصرّف الله بقوّة عظيمة برهانًا لصدق مطالبه وتتلألأ الكنيسة بإشراق جديد رغم أن هذا الإشراق كان هاجعًا في داخلها منذ زمن طويل. لا أحد ينكر رحمة الله اللامتناهية فهو يريد أن يعرفها كل أحد قبل أن يأتي إلى الحكم. يريد أن تتوصّل النفوس إلى معرفته قبل كل شيء، كملك الرحمة. وعندما نحقّق هذا الانتصار، نكون قد دخلنا حياة جديدة لا ألم فيها. ولكن قبل ذلك تكون نفسك [أيها المرشد الروحي] قد تَخِمَت من مرارة رؤية تدمير جهودك. ويبدو الأمر كذلك لأن الله لا يُبدّل ما سبق وقرّره. والألم يكون حقيقيًّا رغم ان هذا التدمير هو مظهر خارجي فقط. متى يكون ذلك؟ لا أعلم. كم يدوم ذلك؟ لا أعلم. ولكن الله وعد بنعمة كبرى خاصّة بك ولجميع «الذين يعلنون عن رحمتي العظمى، سأحميهم أنا بذاتي في ساعة الممات، كما احمي مجدي. ولو كانت خطايا النفس حالكة كالليل، فالخاطئ، عندما يعود إلى رحمتي، يمجّدني أفضل تمجيد ويصبح فخر آلامي. عندنا تمجّد النفس جودتي، يرتجف إبليس أمامها ويهرب إلى أعماق الجحيم». 379- في وقت احدى العبادات وعدني يسوع قائلًا: «إنني سأتصرف، حسب رحمتي اللامتناهية، في ساعة الممات مع النفوس التي تلجأ إلى رحمتي، ومع الذين يمجّدون رحمتي العظيمة ويبشّرون بها الآخرين». قال يسوع: «إن قلبي حزين لأن حتى النفوس المختارة لا تفهم عظمة رحمتي. ويشوب علاقتها (معي) نوعًا ما، عدم الثقة. اه! كم يجرح ذلك قلبي! تذكّري الامي وإن كنت لا تصدقين كلامي، فصدّقي، أقلّه، جروحاتي». 380- لا أتحرك ولا أسعى وراء ما يرضيني لأن النعمة تغمرني. أفكر دائمًا بما هو أكثر ارضاءً ليسوع. 381- لما كنتُ أتأمّل مرة في الطاعة، سمعتُ هذه الكلمات: «في هذا التأمل يتحدّث الكاهن إليك بالإخلاص، فاعلمي أنني أعيرهُ شفتاي». حاولتُ أن أستمع بكل انتباه، إلى كل شيء وأن أطبّقه في قلبي كما كنتُ أفعل في كل تأمل. ولمّا قال الكاهن أن الله يملأ بقوة النفس المطيعة… «نعم، عندما تطيعي انزع عنك ضعفك واستبدله بقوّتي. انني أتعجّب كيف أن النفوس لا تريد هذه المقايضة معي» قلت للرب: «يا يسوع أنِرْ قلبي وإلّا لن أفهم شيئًا أنا أيضًا من هذه الكلمات». 382- أعرف أنني لا أعيش لذاتي بل لعدد كبير من النفوس. أعرف أن النعم لم توهب لي وحدي بل للنفوس. يا يسوع، لقد أفرغت لجّة رحمتك في نفسي التي هي لجة التعاسة بالذات. أشكرك يا يسوع على نعمتك وعلى أجزاء الصليب التي تهبني اياها في كل لحظة من حياتي. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168658945180221.jpg القديسة فوستينا تذهب الى فارسو لزيارة أمها المنازعة 396- كانت رفيقات سفري في غاية اللطف، كانت معي في الحجرة عدّة نساء من أخوية مريم. شعرتُ أن واحدة منهن تتألّم جدًّا وتخوض معركة قاسية في نفسها. بدأت بالصلاة بالروح من أجل هذه النفس. في الساعة الحادية عشر ذهبتْ تلك النساء إلى حجرة أخرى للتحدّث وتتركنا نحن الاثنين وحدنا في مؤخرة عربة القطار. شعرتُ أن صلاتي تسبّبت بعراك أكثر قساوة من نفسها. لم أعزّها بل صليت بحرارة كلية. أخيرًا اتجهتْ السيدة نحوي وسألتني إذا كانت مرغمة أن تُتمّم وعدًا ما قطعه لله. آنذاك تلقيتُ معرفة داخلية عن وعدها وأجبت: «أنت مجبرة حتمًا أن تفي بوعدك وإلا ستشقين طيلة ما تبقى من حياتك. ستلاحقك هذه الفكرة في كل مكان وتقلقك». فتحت قلبها لي متعجّبة من جوابي. كانت معلّمة مدرسة. وقبيل الامتحانات وعدت الله أن تكرّس ذاتها لخدمة، إن هي أجادت الامتحان، أي أن تدخل إحدى المؤسّسات الرهبانية. إجتازت الامتحان بنجاح كبير. «ولكن» قالت، «لمّا دخلت في عجقة العالم وإنهماكاته لم أعد أريد دخول الدير. غير أن ضميري أقلقني ورغم اللهو أجد نفسي دائمًا تعيسة». بعد حديث طويل تبدّلت تمامًا وقالت لي أنها ستأخذ عاجلًا الخطى اللازمة لدخول الدير. طلبت إليَّ أن أصلّي من أجلها وشعرت أن الله سيُكرمها بنعَمهِ. 397- بلغتُ إلى فارسو صباحًا وفي الساعة الثامنة مساءً وصلتُ إلى البيت. يا لفرح أهلي وكلّ العائلة. يصعب عليّ وصف هذا الفرح. كانت صحّة أمي تحسّنت قليلًا ولكن لم يعطيها الطبيب أملًا بالشفاء التّام. بعد أن سلّمتُ على كل واحد بمفرده سجدنا لنشكر الله على النعمة لجمعينا مرة أخرى في هذه الحياة. 398- لما رأيت كيف يصلي والدي خجلت كثيرًا من نفسي لأنني بعد سنين عديدة في الدير لم أتوصل بعد أن أصلّي بهذا الصدق والحرارة. فلم أنقطع عن شكر الله على حالة أهلي هؤلاء. 399- كم تبدّلت الأمور طيلة هذه السنين العشر إلى حدّ لم أعد أميّزها. لقد صغرت الجنينة فلم أعدْ أعرفها. لقد كبر إخوتي وأخواتي وقد غادرتهم أولادًا. ودهشت لأني لم أجد كما كانوا يوم غادرت البيت. كان (ستانلي) يرافقني كل يوم إلى الكنيسة وشعرت أنه كان مرضيًا لله كثيرًا. 400- في آخر يوم، لمّا غادر الجميع الكنيسة، ذهبتُ معه أمام القربان المقدّس وتلونا معًا صلاة المجد. وبعد برهة سكوت، قدّمتُ نفسه لقلب يسوع الكلّي عذوبة. كما كانت الصلاة سهلة في تلك الكنيسة الصغيرة. تذكرت كل النعم التي قبلتها هناك ولم أفهمها في ذلك الوقت وأسأت استعمالها أحيانًا. ودهشت كم كنتُ انذاك عمياء. وبينما كنتُ أندم على عماي، رأيت الرب يسوع فجأة، مشعًّا بجمال يفوق الوصف وقال لي بحنان: «أنتِ يا من اخترتك، سأعطيك أيضًا نعمًا أوفر لتستطيعي ان تشهدي لرحمتي اللامتناهية عبر الأبدية». 401- مرّت أيام في البيت برفقة أناس عديدين. كل واحد أراد أن يراني ويتحدّث إلي. كنتُ غالبًا أحصي هناك قرابة الخمسة والعشرين شخصًا يصغون بانتباه متزايد أخبار القديسين. وبدا لي أن بيتنا أصبح حقًا بيت الله، فلا نتحدّث كل مساء إلا عن الله. لمّا كنتُ أتعب من تلك الأحاديث وتتوقف نفسي إلى الهدوء والسكينة كنتُ اخرج خلسة إلى الجنينة في المساء لأتحدّث إلى الله وحدي ولم أوفّق دائمًا في ذلك، فسرعان ما يأتي اخوتي واخواتي لإعادتي على البيت حيث، مرة أخرى، كان عليّ أن أتحدّث مع تلك الأعين المحدقة بي. لكن كنت أكتشف وسيلة للحصول على بعض الراحة. كنتُ أسأل اخوتي أن يغنّون لي لاسيّما أن اصواتهم هي في غاية الجمال، بالإضافة إلى أن أحدهم كان يعزف على الكمنجة والآخر على المندولينة. استطعت طيلة ذلك الوقت أن أتكرّس للصلاة الداخلية دون أن أتحاشى رفقتهم. كان علي أيضًا أن أقبّل الأولاد، هذا ما يكلّفني غاليًا. كانت النساء اللواتي عرفتهنّ يأتين بأولادهنّ ويطلبن إليّ أن أحملهم إلى ذراعيّ، ولو لوقت قصير، وأن أقبّلهم. كنّ يعتبرنَ ذلك نعمة كبرى، أما بالنسبة لي فكانت فرصة لممارسة الفضي حيث ان العديد من الأولاد كانوا وسخين جدًّا. ولكن كنت أقبّل الطفل الوسخ مرتين بغية السيطرة على شعوري وعدم إظهار الاشمئزاز. جاءت إحدى الصديقات مع طفل وعيناه مصابتان بمرض ومملوءتان قيحًا وقالت لي: “أرجوك يا أختي، أن تحمليه على ذراعيك، لبرهة وجيزة” فاشمأزّيت أولًا ولكن دون أن أنتبه على أي شيء آخر، أخذت الطفل وقبّلته مرتين حيث الإصابة، سائلة الله أن يشفيه. كان لدي مناسبات عديدة لممارسة الفضيلة. كنتُ أستمع للناس يروون مصائبهم ولم أرَ قلبًا واحدًا سعيدًا لأنني لم أجد أحد يحب الله حقًا، ولم أتعجّب من ذلك أبدًا. حزنتُ جدًا لعدم رؤيتي اثنتين من أخواتي. شعرتُ في داخلي أن نفسيهما هما في خطر، وامتلك الحزن قلبي عندما فكرت بهما. لمّا شعرتُ مرة أنني قريبة جدًّا من الله، سألت الرب بحرارة أن يعطيهما النعمة فستجابني الربّ: «سأهبهما ليس فقط النعم اللازمة بل أيضًا نعمًا خاصة». فهمت ان الله يدعوهما إلى اتحاد وثيق به وهلّلت فرحًا لمشاهدة هذا الحبّ السائد في عائلتنا. 402- بينما كنتُ أغادر أهلي طالبة بركتهم شعرتُ بقوّة قلبي نعمة الله تحلُّ في نفسي. باركني أبي وأمي وجدّتي والدمع في أعينهم وتمنّوا لي أمانة كبرى لنعم الله، وتوسّلوا إليّ أن لا أنسى أبدًا كم حَباني الله من نِعم بدعوته لي إلى الحياة الرهبانية. طلبوا إليّ أن أصلّي من أجلهم. لم أذرف دمعة واحدة رغم أن الجميع كانوا يبكون. حاولت أن أبقى شُجاعة وان أعزّيهم بقدر استطاعتي، مذكّرة إياهم بالسماء حيث لا يفرق هناك بعد. رافقني ستانلي إلى السيارة. أخبرته كم يحب الله النفوس الطاهرة وأكّدت له أن الله هو راضٍ عنه. لمّا كنتُ أخبره عن صلاح الله وكيف يفكّر فينا، أجهش بالبكاء كطفلٍ صغير، ولم أتعجّب من ذلك لأن نفسه كانت نقيّة وهو بفضل ذلك قادر أن يعترف إلى الله. 403- لمّا صعدت على السيارة تركتُ قلبي يسير على هواه، وبكيت أنا كطفلة من الفرح بأن الله وهب عائلتنا هذه النِعم الغزيرة واستغرقت طويلًا في صلاة الشكر. عند المساء وصلت إلى فارسو. حيّيتُ أولًا رب البيتِ [يسوع في الأفخارستيا] ثمّ ذهبت لأحيّي كل الجماعة. 404- لما دخلت الكنيسة لأمسّي الربّ بالخير، قبل أن أنزوي، وعند اعتذاري عن قلّة حديثي معه لمّا كنتُ في البيت، سمعت هذا الصوت في نفسي: «أنا مسرورٌ جدًّا وإن لم تتحدّثي معي فقد جعلتِ النفوس تدرك صلاحي ودفعتِ بها إلى محبتي». 405- قالت لي الأم الرئيسة [ماري جوزيف] “نحن ذاهبون سويّة غدًا إلو جوز جينكس Jozeginex يا أختي، وستحظين بالحديث مع الأم الرئيسة العامة [مايكل] فسررت جدًّا. الأم الرئيسة هي دائمًا كما كانت، مليئة بالصلاح والسلام وروح الله. تحدّثت طويلًا معها. واشتركنا في خدمة بعد الظهيرة ورتّلنا طلبة قلب يسوع الأقدس. كان يسوع مصمودًا في حقّ القربان. 406- بعد قليلٍ، رأيت الطفل يسوع يخرج من البرشانة ويستريح في يديّ. دام ذلك وقتًا وجيزًا وغمر الفرح نفسي. كان يسوع شبيهًا بما كان عليه ساعة دخلت الكنيسة مع الأم الرئيسة- مديرتي السابقة، ماري جوزيف. عدتُ في اليوم التالي إلى فيلينوس التي أحبّ. 407- آه كم شعرتُ بالفرح عندما رجعت إلى ديرنا. بدا لي وكأنني دخلت الدير للمرّة الثانية. استرسلتُ بسعادة لا حدود لها في الصمت والسلام الذي بفضله تستطيع النفس أن تستغرق بسهولة في الله، يساعدها كل واحد دون أن يزعجها أحد. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168658945180221.jpg
القديسة فوستينا تذهب الى فارسو لزيارة أمها المنازعة 396- كانت رفيقات سفري في غاية اللطف، كانت معي في الحجرة عدّة نساء من أخوية مريم. شعرتُ أن واحدة منهن تتألّم جدًّا وتخوض معركة قاسية في نفسها. بدأت بالصلاة بالروح من أجل هذه النفس. في الساعة الحادية عشر ذهبتْ تلك النساء إلى حجرة أخرى للتحدّث وتتركنا نحن الاثنين وحدنا في مؤخرة عربة القطار. شعرتُ أن صلاتي تسبّبت بعراك أكثر قساوة من نفسها. لم أعزّها بل صليت بحرارة كلية. أخيرًا اتجهتْ السيدة نحوي وسألتني إذا كانت مرغمة أن تُتمّم وعدًا ما قطعه لله. آنذاك تلقيتُ معرفة داخلية عن وعدها وأجبت: «أنت مجبرة حتمًا أن تفي بوعدك وإلا ستشقين طيلة ما تبقى من حياتك. ستلاحقك هذه الفكرة في كل مكان وتقلقك». فتحت قلبها لي متعجّبة من جوابي. كانت معلّمة مدرسة. وقبيل الامتحانات وعدت الله أن تكرّس ذاتها لخدمة، إن هي أجادت الامتحان، أي أن تدخل إحدى المؤسّسات الرهبانية. إجتازت الامتحان بنجاح كبير. «ولكن» قالت، «لمّا دخلت في عجقة العالم وإنهماكاته لم أعد أريد دخول الدير. غير أن ضميري أقلقني ورغم اللهو أجد نفسي دائمًا تعيسة». بعد حديث طويل تبدّلت تمامًا وقالت لي أنها ستأخذ عاجلًا الخطى اللازمة لدخول الدير. طلبت إليَّ أن أصلّي من أجلها وشعرت أن الله سيُكرمها بنعَمهِ. 397- بلغتُ إلى فارسو صباحًا وفي الساعة الثامنة مساءً وصلتُ إلى البيت. يا لفرح أهلي وكلّ العائلة. يصعب عليّ وصف هذا الفرح. كانت صحّة أمي تحسّنت قليلًا ولكن لم يعطيها الطبيب أملًا بالشفاء التّام. بعد أن سلّمتُ على كل واحد بمفرده سجدنا لنشكر الله على النعمة لجمعينا مرة أخرى في هذه الحياة. 398- لما رأيت كيف يصلي والدي خجلت كثيرًا من نفسي لأنني بعد سنين عديدة في الدير لم أتوصل بعد أن أصلّي بهذا الصدق والحرارة. فلم أنقطع عن شكر الله على حالة أهلي هؤلاء. 399- كم تبدّلت الأمور طيلة هذه السنين العشر إلى حدّ لم أعد أميّزها. لقد صغرت الجنينة فلم أعدْ أعرفها. لقد كبر إخوتي وأخواتي وقد غادرتهم أولادًا. ودهشت لأني لم أجد كما كانوا يوم غادرت البيت. كان (ستانلي) يرافقني كل يوم إلى الكنيسة وشعرت أنه كان مرضيًا لله كثيرًا. 400- في آخر يوم، لمّا غادر الجميع الكنيسة، ذهبتُ معه أمام القربان المقدّس وتلونا معًا صلاة المجد. وبعد برهة سكوت، قدّمتُ نفسه لقلب يسوع الكلّي عذوبة. كما كانت الصلاة سهلة في تلك الكنيسة الصغيرة. تذكرت كل النعم التي قبلتها هناك ولم أفهمها في ذلك الوقت وأسأت استعمالها أحيانًا. ودهشت كم كنتُ انذاك عمياء. وبينما كنتُ أندم على عماي، رأيت الرب يسوع فجأة، مشعًّا بجمال يفوق الوصف وقال لي بحنان: «أنتِ يا من اخترتك، سأعطيك أيضًا نعمًا أوفر لتستطيعي ان تشهدي لرحمتي اللامتناهية عبر الأبدية». 401- مرّت أيام في البيت برفقة أناس عديدين. كل واحد أراد أن يراني ويتحدّث إلي. كنتُ غالبًا أحصي هناك قرابة الخمسة والعشرين شخصًا يصغون بانتباه متزايد أخبار القديسين. وبدا لي أن بيتنا أصبح حقًا بيت الله، فلا نتحدّث كل مساء إلا عن الله. لمّا كنتُ أتعب من تلك الأحاديث وتتوقف نفسي إلى الهدوء والسكينة كنتُ اخرج خلسة إلى الجنينة في المساء لأتحدّث إلى الله وحدي ولم أوفّق دائمًا في ذلك، فسرعان ما يأتي اخوتي واخواتي لإعادتي على البيت حيث، مرة أخرى، كان عليّ أن أتحدّث مع تلك الأعين المحدقة بي. لكن كنت أكتشف وسيلة للحصول على بعض الراحة. كنتُ أسأل اخوتي أن يغنّون لي لاسيّما أن اصواتهم هي في غاية الجمال، بالإضافة إلى أن أحدهم كان يعزف على الكمنجة والآخر على المندولينة. استطعت طيلة ذلك الوقت أن أتكرّس للصلاة الداخلية دون أن أتحاشى رفقتهم. كان علي أيضًا أن أقبّل الأولاد، هذا ما يكلّفني غاليًا. كانت النساء اللواتي عرفتهنّ يأتين بأولادهنّ ويطلبن إليّ أن أحملهم إلى ذراعيّ، ولو لوقت قصير، وأن أقبّلهم. كنّ يعتبرنَ ذلك نعمة كبرى، أما بالنسبة لي فكانت فرصة لممارسة الفضي حيث ان العديد من الأولاد كانوا وسخين جدًّا. ولكن كنت أقبّل الطفل الوسخ مرتين بغية السيطرة على شعوري وعدم إظهار الاشمئزاز. جاءت إحدى الصديقات مع طفل وعيناه مصابتان بمرض ومملوءتان قيحًا وقالت لي: “أرجوك يا أختي، أن تحمليه على ذراعيك، لبرهة وجيزة” فاشمأزّيت أولًا ولكن دون أن أنتبه على أي شيء آخر، أخذت الطفل وقبّلته مرتين حيث الإصابة، سائلة الله أن يشفيه. كان لدي مناسبات عديدة لممارسة الفضيلة. كنتُ أستمع للناس يروون مصائبهم ولم أرَ قلبًا واحدًا سعيدًا لأنني لم أجد أحد يحب الله حقًا، ولم أتعجّب من ذلك أبدًا. حزنتُ جدًا لعدم رؤيتي اثنتين من أخواتي. شعرتُ في داخلي أن نفسيهما هما في خطر، وامتلك الحزن قلبي عندما فكرت بهما. لمّا شعرتُ مرة أنني قريبة جدًّا من الله، سألت الرب بحرارة أن يعطيهما النعمة فستجابني الربّ: «سأهبهما ليس فقط النعم اللازمة بل أيضًا نعمًا خاصة». فهمت ان الله يدعوهما إلى اتحاد وثيق به وهلّلت فرحًا لمشاهدة هذا الحبّ السائد في عائلتنا. 402- بينما كنتُ أغادر أهلي طالبة بركتهم شعرتُ بقوّة قلبي نعمة الله تحلُّ في نفسي. باركني أبي وأمي وجدّتي والدمع في أعينهم وتمنّوا لي أمانة كبرى لنعم الله، وتوسّلوا إليّ أن لا أنسى أبدًا كم حَباني الله من نِعم بدعوته لي إلى الحياة الرهبانية. طلبوا إليّ أن أصلّي من أجلهم. لم أذرف دمعة واحدة رغم أن الجميع كانوا يبكون. حاولت أن أبقى شُجاعة وان أعزّيهم بقدر استطاعتي، مذكّرة إياهم بالسماء حيث لا يفرق هناك بعد. رافقني ستانلي إلى السيارة. أخبرته كم يحب الله النفوس الطاهرة وأكّدت له أن الله هو راضٍ عنه. لمّا كنتُ أخبره عن صلاح الله وكيف يفكّر فينا، أجهش بالبكاء كطفلٍ صغير، ولم أتعجّب من ذلك لأن نفسه كانت نقيّة وهو بفضل ذلك قادر أن يعترف إلى الله. 403- لمّا صعدت على السيارة تركتُ قلبي يسير على هواه، وبكيت أنا كطفلة من الفرح بأن الله وهب عائلتنا هذه النِعم الغزيرة واستغرقت طويلًا في صلاة الشكر. عند المساء وصلت إلى فارسو. حيّيتُ أولًا رب البيتِ [يسوع في الأفخارستيا] ثمّ ذهبت لأحيّي كل الجماعة. 404- لما دخلت الكنيسة لأمسّي الربّ بالخير، قبل أن أنزوي، وعند اعتذاري عن قلّة حديثي معه لمّا كنتُ في البيت، سمعت هذا الصوت في نفسي: «أنا مسرورٌ جدًّا وإن لم تتحدّثي معي فقد جعلتِ النفوس تدرك صلاحي ودفعتِ بها إلى محبتي». 405- قالت لي الأم الرئيسة [ماري جوزيف] “نحن ذاهبون سويّة غدًا إلو جوز جينكس Jozeginex يا أختي، وستحظين بالحديث مع الأم الرئيسة العامة [مايكل] فسررت جدًّا. الأم الرئيسة هي دائمًا كما كانت، مليئة بالصلاح والسلام وروح الله. تحدّثت طويلًا معها. واشتركنا في خدمة بعد الظهيرة ورتّلنا طلبة قلب يسوع الأقدس. كان يسوع مصمودًا في حقّ القربان. 406- بعد قليلٍ، رأيت الطفل يسوع يخرج من البرشانة ويستريح في يديّ. دام ذلك وقتًا وجيزًا وغمر الفرح نفسي. كان يسوع شبيهًا بما كان عليه ساعة دخلت الكنيسة مع الأم الرئيسة- مديرتي السابقة، ماري جوزيف. عدتُ في اليوم التالي إلى فيلينوس التي أحبّ. 407- آه كم شعرتُ بالفرح عندما رجعت إلى ديرنا. بدا لي وكأنني دخلت الدير للمرّة الثانية. استرسلتُ بسعادة لا حدود لها في الصمت والسلام الذي بفضله تستطيع النفس أن تستغرق بسهولة في الله، يساعدها كل واحد دون أن يزعجها أحد. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168830290103891.jpg
فوستينا تشاهد آلام المسيح وهو في السجن وصورة الرحمة الإلهية تُعرض لأول مرة الصوم الكبير 408- لمّا استغرق في آلام السيد، أرى الرب يسوع غالباً وقت العبادة على هذا الشكل: بعد الجلد عرَّى الجلادون من ثيابه التي كان قد لصقت بجراحاته، وبينما هم يسلخونها عنه، تفتّحت جراحاته من جديد ثم رموا ثوباً بالياً ووسخاً قرمزي اللون على جراحات الرب الطريّة. يكاد الثوب من بعض الأمكنة يصل إلى كاحليه. أجلسوه على مقعد خشبي ثم ضفروا أكليلاً من الشوك ووضعوا على رأسه المقدس. أمسكوه قصبة بيده وسخروا منه منحنين أمامه كما أمام الملك. بصق البعض في وجهه بينما أخذ غيرهم القصبة من يده وضربوه بها على رأسه. آلمه آخرون بالصفق وغطى آخرون وجهه وضربوه بقبضة يدهم. تحمّل يسوع كل ذلك بوداعة. من يستطيع أن يدركه ويدرك آلامه؟ أغمض يسوع عينيه. أشعر بما حلّ أنذاك بقلب يسوع الكليّ العذوبة. فلتتأمل كل نفس بما تحمّله يسوع من آلام في ذلك الوقت. كانوا يتبارون في أهانة الربّ. تساءلت: من أين تأتي تلك الضغينة عند الإنسان؟ إن سببها هو الخطيئة. إلتقى الحبّ والخطيئة. 409- بينما كنت أحضر القدّاس في إحدى الكنائس مع راهبة أخرى، شعرت بقدرة وعظمة الله. شعرت أن الكنيسة تعبق بوجود الله. لقد غمرتني عظمته، ورغم خوفي ملأني سلاماً وفرحاً. أدركتُ ان لا شيء يستطيع أن يعارض إرادته. آه! لو كانت تلك النفوس تدري من يعيش في كنائسنا لما وجدنا في تلك الأمكنة المقدّسة الإهانات المتعددة وقلة الاحترام المتزايدة. 410- أيها الحبّ الأزلي غير المدرك، أطلب إليك نعمة واحدة، أن تُنير عقلي بنور من عُلوّ. أعطني ان أعرف وأقدّر كل الأشياء حسب قيمتها . أشعر بأكبر فرح في نفسي عندما أتوصّل إلى معرفة الحقيقة. 411- 21 آذار 1935 غالباً ما أرى المسيح في نفسي وقت القداس. أشعر بحضوره الذي يتسرّب إلى كياني. أحسّ بنظره الإلهي وأتّمم دائماً ما هو أكثر أرضاءاّ له. أحبّ الله حتى الذهول وأشعر أنّه يحبّني. في تلك الأوقات عندما التقي بالله في عمق ذاتي أشعر بفرح لا أعرف كيف أعبّر عنه. تلك هي أوقات قصيرة لأن النفس لا تستطيع ان تتحمّلها مدّة أطول وإلا أصبح إنقسام النفس عن الجسم أمر محتماً. رغم ان هذه الأوقات هي قصيرة جداً فإن قوّتها المتحوّلة إلى النفس تدوم فيها إلى وقت طويل. دون أي جهد اختبر الخشوع العميق الذي يغمرني دون ان ينقص، إذا ما تحدّثت إلى الناس، ودون أن يعترض القيام بواجباتي. أشعر بحضور الله الدائم دون ان تُجهد نفسي ذاتها، أعرف أنني متّحدة به عن كثب كنقطة ماء متّحدة في البحر اللامتناهية. يوم الخميس الماضي وقبيل نهاية صلواتي شعرتُ بتلك النعمة ودامت على غير عادة وقتاً طويلاً. كان ذلك وقت القدّاس ففكرت أنني أكاد أموت فرحاً. في مثل تلك الأوقات تتعمّق معرفتي بالله وبصفاته كما تزداد معرفتي بذاتي وبحقارتي. أذهل لتنازل الرب الكبير إلى مثل حقارة نفس كهذه. بعد الذبيحة الإلهية شعرتُ أنني مستغرقة كلياً في الله وأنا على وعي من كل نظراته في أعماق قلبي.قرابة الظهيرة دهلت الكنيسة لوقت قصير. ومرّة ثانية دوت قوّة نعمة في قلبي، وبما أنني لم انقطع عن حالة التأمل، أخذ إبليس إناء زهر ورمى به في الأرض بكل قوّته غاضباً. رأيت كل ثورته وحسده. 412- لم يكن أحد في الكنيسة، فوقفت ولملمت قطع الإناء. ووضعت الزهر فيه. حاولت أن أرتّب كل شيء قبل أن يدخل أحدٌ فلم أفلح، لأن الأم الرئيسة[بورجيا] جاءت في هذا الوقت مع الأخت القندلفت وعدد من الراهبات. تعجّبت الأم الرئيسة من رؤيتي ألمس شيئاً على المذبح تسبّب بسقوط إناء الزهر. أظهرتْ الأخت القندلفت استياءها وصنعتُ جهدي أن لا أعطي إيضاحاً أو أعتذر. لكن عند المساء كنت خائرة القوة ولم أستطيع القيام بساعة سجود، فطلبت إلى الأم الرئيسة أن تسمح لي بالذهاب إلى النوم قبل الوقت المحدّد. فما إن استلقيت حتى غفوت ولكن حوالي الساعة الحادية عشر هزّ أبليس تختي. إستيقظت فجأة وبدأت الصلاة بهدوء لملاكي الحارس. فرأيت النفوس التي تكفّر عن خطاياها في المطهر وكأنها أشباح، ورأيت بينها عدّة شياطين. حاول إزعاجي آخذاً شكل هرّة، أخذ يرمي بذاته على تختي وعلى أقدامي وكان ثقيلاً جداً كأنه [يزن] طناً. تابعت تلاوة السبحة وقتاً طويلاً. وعند الفجر اختفت تلك الأشباح واستطعت أن أنام قليلاً، لمّا دخلت الكنيسة صباحاً سمعت هذا الصوت في نفسي: «أنت متّحدة بي. لا تخافي شيئاً لكن إعلمي يا أبنتي أن الشيطان يكرهك. يكره كل نفس ولكنه يحرقه كره خاصّ عليك لأنك انتزعت عدداً من النفوس من سلطانه». خميس الأسرار 18 نيسان 413- سمعت هذا الصباح هذه الكلمات: «من اليوم وحتى[الاحتفال] بعيد القيامة، لن تشعري بحضوري، وستمتلىء نفسك بشوق عميق». ولمّا اقترب وقت المناولة رأيت وجه يسوع المتألم في كل برشانه [موجودة] في الحِق. ومذ ذالك الحين شعرتُ بمزيد من التلهّف في قلبي. 414- يوم الجمعة العظيمة في الساعة الثالثة بعد الظهر، لمّا دخلت الكنيسة، سمعتُ هذه الكلمات «أتمنى أن تُكرّم الصورة علناً». ثم رأيت الرب يسوع منازعاً على الصليب في غمرة الآلام وخرج من ذات قلبه ذات الشعاعين اللذين هما في الصورة. 415- يوم السبت، في صلاة المساء رأيت الرب يسوع مشعاً كالشمس، في رداء متألق وقال لي: «ليمتلىء قلبك فرحاً». فغمرني فرح كبير وداخلني حضور الله، الذي هو للنفس كنز لا يوصف. 416- لما عُرضت الصورة رأيت فجأة يسوع يحرّك يده بشكل علامة صليب. وفِي مساء ذلك اليوم، قبيل ذهابي إلى النوم، رأيت الصورة تجول فوق المدينة التي غطّاها ما يشبه الزرد والشِباك. ولمّا مرّ يسوع أجتاز عبر الشباك. وضع أخيراً إشارة صليب كبيرة ثم توارى. ورأيت مجموعة أشباح شريرة تطوّقني وتتحرّق حقداً ضدّي. انطلقت من شفتيها تهديدات متنوعة ولكن دون ان تؤذيني. وبعد قليل إختفت تلك الرؤية ولكن لم أستطيع أن أنام لوقت طويل. 417- 26 نيسان. لمّا وُجدت يوم الجمعة في أوسترا بارما Ostra Brama لأحضر الاحتفال الذي عُرِضَت خلاله الصورة، إستمعت إلى عظة ألقاها معرّفي الأب سوبوتشكو. بموضوع الرحمة الالهية، كانت هذه العظة المطلب الأول ليسوع منذ وقت طويل. ولمّا بدأ الحديث عن عظمة رحمة الرب، انتعشت الصورة وخرَقت شعاعاتها قلب الجماعة هناك، على درجات متفاوتة. فمنهم من تقبّل أكثر من غيرهم. وملأ فرح كبير نفسي لمشاهدة نعمة الله. سمعت حينئذ هذه الكلمات: «أنتِ شاهدة لرحمتي. ستقفين أمام عرشي للأبد كشاهدة حيّة لرحمتي». 418- وبعد العظة رجعت إلى البيت دون أن أنتظر نهاية الخدمة، لأنني كنت على عجلة. بعد خطوات قليلة قطع طريقي جمهور من الشياطين وهدّدوني بتعذيبات مخيفة وسمعت أصوات تردّد: «لقد انتزعت منّا كل شيء سعينا إليه منذ سنين عديدة». ولمّا سألتهم: «من أين أتيتم بهذا العدد الكبير؟» أجابت الأشباح الشريرة: «من قلوب البشر، كُفي عن تعذيبنا». 419- طلبت مساعدة ملاكي الحارس بسرعة لرؤية حقدهم ضدّي، وللحال بدا وجه ملاكي الحارس مشعّاً ساطعاً وقال لي: «لا تخافي، يا عروسة سيدي، لا تستطيع أن تؤذيك هذه الأرواح دون أرادته تعالى». توارت الأرواح فجأة ورافقني ملاكي الحارس الأمين، بشكل منظور حتى وصلت إلى بيتي. كان مظهره محتشماً وهادئاً، يسطع من جبينه لهيب نار. يا يسوع، أريد أن أكدّ وأرهق ذاتي وأتألم طيلة حياتي من أجل تلك اللحظة التي رأيت فيها مجدك، يا رب، كما رأيت فيها خيرُ النفوس. يوم الأحد 28 نيسان 1935 420- أحد الحواريين أي عيد الرحمة الألهية، نهاية يوبيل الفداء. لمّا ذهبنا للاشتراك في الاحتفالات، رقص قلبي فرحاً لاقامة إحتفاليين متقاربين. طلبتُ إلى الله الرحمة لنفوس الخطأة. قبيل نهاية الخدمة، لمّا أخذ الكاهن القربان المقّدس ليبارك الشعب، رأيت الرب يسوع كما هو مصوّر في الرسم. بارك الرب وامتدّت الشعاعات فوق كل العالم. رأيت فجأة تألقاً فائقاً بشكل منزل بلّوري محاكاً من تموّجات لمّاعة، يستحيل على الخلائق والأرواح الأقتراب منها يقود إلى هذا المنزل البلوري ثلاثة أبواب. وفي الحال دخل يسوع من الباب الثاني، كما هو مصوّر في الرسم، إلى الوحدة، وحدة مثلثة، غير مدركة ولا متناهية، وسمعت هذا الصوت: «ينبثق هذا العيد من عمق أعماق رحمتي ويثبّت في الأعماق الشاسعة لمراحمي المُحبَّة. فكل من يُؤْمِن برحمتي ويثق بها، ينالها». فتضاعف فرحي لرحمة الله الواسعة ولجوده. 29 نيسان1935 421- في عشية يوم معرض الصورة، ذهبت مع الأم الرئيسة لزيارة معرٌفي الأب سوبوتشكو ولمّا دار الحديث حول الصورة، طلب المعرّف إلى إحدى الراهبات أن تهتم في بعض الأكاليل. أجابت الأم الرئيسة: «ستهتم بذلك الأخت فوستينا». أبتهجت لذلك ولمّا رجعنا إلى البيت، أسرعت في تحضير بعض الأغصان الخضراء. بمساعدة إحدى العاملات وإحدى الراهبات، ونقلتها إلى حيث الصورة. وفِي الساعة السابعة مساءً، كل شيء كان محضراً وكانت الصورة معلّقة في مكانها، ولكن رأتني بعض السيدات واقفة هناك وكأنني أزعج أكثر مما أساعد. وفِي اليوم التالي أبدين إلى الراهبات إعجابهنّ بالصورة وسألنهنّ عن معناها. [فكّرن] أن الراهبات يعرفن شيئاً عنها لا سيّما أنهنّ قد إشتركن في اليوم السابق في زينتها. وتعجّبت الراهبات من عدم معرفتهنّ شيئاً عنها، وأردت أن يرونها وفِي الحال ظَنَنَّ فيّ وقلنَ” لا شك ان الأخت فوستينا تعرف كل شيء عنها”. ولما سألتني الراهبات سكتُّ، لأنه لم يكن باستطاعتي أن أقول الحقيقة. فزاد سكوتي حشريتهنّ. وأخذت حذري أن لا أكذب وأن لا أقول الحقيقة، لأنني لم أعطي الأذن [لذلك]. فأبدين حينئذ اشمئزازهنّ ووبّخنني علناً قائلات: «هل من المعقول أن يعرف الغرباء عن هذا الأمر ونحن لا نعرف شيئاً؟» وأُطلقت عليّ أحكام مختلفة، وتألمت طيلة ثلاثة أيام، غير أن قوّة خاصة تملّكت نفسي. كنتُ سعيدة أن أتألم من أجل الله ومن أجل الأنفس التي أغدق الله عليها نعمته طيلة الأيام الثلاثة. ونظراً إلى عدد النفوس التي نالت الرحمة الإلهية تلك الأيام، أعتبرت أن أقسى الالام والتعب هي كلا شيء حتى ولو دامت إلى نهاية العالم. بينما لا نهاية للعذابات التي نجت منها النفوس. وازداد فرحي لرؤية أناس آخرين يعودون إلى نبع السعادة، إلى حضن الرحمة الإلهية. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168830290103891.jpg ستحضّرين العالم إلى مجيئي الأخير 422- قدرت صبر وتواضع الأب سوبوتشكو لمّا رأيت تضحياته والجهود التي بذلها. لقد دفع ثمن كل شيء غالياً ليس فقط من التعب والصعوبات المتنوعة بل أيضاً من المال. لقد أخذ الأب سوبوتشكو على عاتقه كل المصاريف. أرى ان العناية الإلهية حضّرته لإنجاز عمل الرحمة هذا قبل أن أطلبه إلى الله. كم هي عجيبة طرقك يا الله. وكم هي سعيدة تلك النفوس التي تلبِّي نداء النعمة الالهية. 423- سبّحي الله يا نفسي من أجل كل شيء ومجّدي رحمته لأن صلاحه لا نهاية له. كل شيء يمضي عدا رحمته فهي لا حدود لها ولا نهاية. وبينما للشر قياس فلا قياس للرحمة. يا إلهي، إني أرى لجّة رحمتك حتى في القصاص الذي ترسله على الأرض ، لأنك بعقابك لنا هنا على الأرض تحرّرنا من العقاب الأبدي. إبتهجي ، أيتها الخلائق كلّها لأنك أقرب إلى الله في رحمته اللامتناهية من طفل الى القلب أمّه. يا إلهي، أنت الرأفة بالذات لأجل كبار الخطأة الذين يتوبون. كلّما تمادى الخاطيء في خطيئة كلّما ازداد حقه بالرحمة الإلهية. وقت وجيز 12 أيار 1935 424– في المساء، غرقت فوراً في النوم حين دخلت الغرفة. رغم أنني نمت بسرعة استيقظت كذلك بسرعة أكبر. أتى طفل صغير وأيقظني ، بدا وكأن عمره سنة ودهشت لأنه كان يحسن النطق فلا يستطيع الأطفال في هذا العمر أن يتكلموا بوضوح . كان الطفل جميلاً فوق كل وصف ويشبه الطفل يسوع وقال لي: «أنظري الى السماء». نظرتُ الى السماء فرأيت النجوم والقمر مشعّه. فسألني الطفل: «هل تريدين هذا القمر وهذه النجوم؟» ولمّا اجبته بالايجاب ، قال لي هذه الكلمات :«تلك النجوم هي نفوس المسيحيّين المؤمنين والقمر هو نفوس الراهبات. أترين الفرق الكبير بين أشعة النجوم وأشعة القمر؟ فالفرق شبيه في السماء بين نفس راهبة ونفس مسيحي مؤمن». وتابع قوله «العظمة الكبرى هي في حبّ الله وفي التواضع». 425- ثم رأيت نفساً تنفصل عن مجموعتها في عذاب مؤلم . يا يسوع إني أرتجف ، وأنا على وشك كتابة هذه، لرؤية الأشياء المخيفة التي تشهد ضدّ هذه النفس. رأيت نفوس أولاد صغار ونفوس أولاد أكبر منهم سنّاً بعمر التاسعة تقريباً، يخرجون ممّا يشبه لجّة موحلة. كانت النفوس قذرة ومقرفة، شبيهة بأجسام مخيفة وأجساد نَتنة ولكن كانت الأجساد حيّة قد أجهرت بشهادتها ضدّ النفس المنازعة. وكانت النفس التي رأيتها مليئة من تبجيل العالم ومجده الذي ينتهي في الفراغ والخطيئة. ثم ظهرت أخيراً أمرأة تحمل في وزرتها ما يشبه الدموع وشهدت بقوّة ضدّها. 426- يا لساعة مخيفة عندما يُجبر كل إنسان أن يرى أعماله بعريها وتعاستها. فما من عمل يضيع بل تتبعنا كلّها الى حكم الله. لا أستطيع أن أَجِد كلمات أو تشابيه لأعبّر عن تلك الأشياء . رغم أنه بدا لي أن تلك النفس لم تهلك، غير أن عذابها لا يختلف عن عذابات جهنم . هناك فرق واحد وهي أن تلك العذابات ستنتهي. 427- بعد وقت قليل ، رأيت مرّة أخرى الطفل الذي أيقظني. كان في جمال مدهش وردّد هذه الكلمات: «عظمة النفس الكبرى هي في محبة الله والتواضع “.سألت الطفل:«كيف تعلم أن عظمة النفس الكبرى هي في محبّة الله والتواضع فاللاهوتون فقط يدركون هذه الأمور وأنت لم تتلقَّن بعد حتى التعليم الديني . كيف تعرف ذلك إذاً؟». فأجاب على ذلك: «أعرف، أعرف كل شيء». ثم توارى. 428- لم اتمكّن من الرقاد بعد. تعبتْ روحي من التفكير بالأشياء التي رأيتها . أيتها النفوس البشرية كم تتأخرين في معرفة الحقيقة. وَيَا لجّة رحمة الله، أنزلي بكل سرعة ممكنة على كل العالم حسب وعدك أنت بالذات. كراكوف 20 تشرين الأول 1935 رياضة لمدّة ثمانية أيام شهر أيّار 1935 – في بعض الأحيان 429- لمّا تأكدت من تصاميم الله العظيمة التي رسمها لي إعتراني خوف شديد وشعرت بعجزي عن تنفيذها ورحتُ أتحاشى التحدّث الداخلي معه وأخذت أملأ وقتي بالصلاة الشفوية. قمت بذلك من قبيل التواضع.ولكن سرعان ما ثبتَ لي أنه لم يكن ذلك تواضعاً حقيقياً بل تجربة شيطانيّة عظمى. لمّا ، في إحدى المناسبات استعضتُ عن الصلاة الداخلية، بقراءة كتاب روحي، سمعت بوضوح وبدقّة هذه الكلمات في داخلي: «ستحضّرين العالم إلى مجيئي الأخير». ورغم وقع هذه الكلمات العميق في نفسي ، تجاهلت سماعها، ولكن فهمتها جيداً ولم يساورني أيّ شكّ حولها. تعبت، مرّة، من عراك الحبّ هذا مع الله ومن اعتذاري المتواصل عن عدم تمكّني من القيام بهذه المهمّة، أردتُ أن أغادر الكنيسة . ولكن قوّة خفية دفعت بي إلى الوراء ووجدت نفسي عديمة القوة. وسمعت هذه الكلمات: «تحاولين مغادرة الكنيسة ولكن لن تتخلّصي منّي لأنني موجود في كل مكان. لا تستطيعين شيئاً وحدك ولكن يمكنك معي القيام بكل شيء». 430- لمّا ذهبتُ في أحد الأيام الأسبوع ، لأرى معرّفي الأب سوبوتشكو وأكشف له عن حالة نفسي، لا سيّما محاولة محاشاتي التحدّث الداخلي ّ مع الله قال لي يجب أن لا أختصر المحادثة الداخليّة مع الله ، بل عليّ أن أصغي بانتباه إلى كلّ ما يقوله لي 431- تبعتُ نصيحة معرّفي وفي أوّل لقاء مع يسوع، سجدتُ أمام قدميه بقلب منسحق واعتذرت إليه عن كل شيء. رفعني حينئذ يسوع عن الأرض وتركني أتكىء رأسي عن صدره كي أحسن سماع رغبات قلبه الكلّي العذوبة. وقال لي هذه الكلمات: «لا تخافي شيئًا، يا ابنتي، أنا دائمًا معك. لن يستطيع أعداؤك أن يؤذونك إلّا بقدر ما اسمح لهم بذلك. أنت مقرّ إقامتي وراحتي الدائمة. من أجلك سأمسك باليد التي تعاقب. من أجلك ابارك العالم». 432- في هذا الوقت بالذات،شعرتُ بنار تلتهب قي قلبي. شعرتُ بحواسيّ تنازع وغاب عنّي كل ما يجري حولي. شعرتُ بنظر الرب يجتازني من جهة إلى جهة. وثبتتْ لي عظمته وحقارتي. واجتاح نفسي ألمٌ فائق مرفق بفرح لا أستطيع تشبيهه بأيّ شيء. شعرتُ بضعفي في قبضة يد الله. شعرتُ أنني أذوبُ فيه كنقطة ماء في المحيط. لا أستطيع أن أعبّر عمّا حلّ بي. بعد هذه الصلاة الداخلية، شعرتُ بمقدرة وقوّة لممارسة أصعب الفضائل. شعرتُ باحتقار لكل ما يعظّمه العالم. وتمنّتْ نفسي بكل قواها السكون والوِحدَة. 433- ايار 1935 رأيت، طيلة عبادة الأربعين ساعة وجه الرب يسوع في البرشانة المقدّسة المعروضة في الحِقّ. كان يسوع ينظر بعطف إلى كل من حوله. 434- أرى غالبًا الطفل يسوع طيلة الذبيحة المقدّسة. هو في غاية الجمال. يبدو أنّ له سنة واحدة من العمر. لمّا رأيت، مرّة، الطفل وقت الذبيحة الإلهية في الكنيسة، إعتراني شوق قويّ ورغبة لا تُقاوَم، أن أقترب من المذبح وأحمله. في هذا الوقت وقفَ يسوع إلى جنبي قرب المسجد وانحنى مع يديه الصغيرتين على كتفي وغمرني بنظره اللطيف والمليء بفرح عميق. ولمّا كسر الكاهن الخبز عاد يسوع إلى المذبح وتناوله الكاهن بعد كسره. بعد المناولة المقدّسة شعرتُ بوجود يسوع الجسدي في قلبي طيلة النهار، وسيطر عليّ، لا شعوريًّا، خشوع عميق ولمْ أتبادل الحديث مع أحد. تحاشيتُ، بقدر استطاعتي، ملاقاة الناس، وكنتُ أجيب فقط على الأسئلة المرتبطة بواجباتي، وليس إلّا.. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168846442680861.jpg كل الذين يشتبهون بي بالألم والحزن، سيكونون مثلي بالمجد 9 حزيران 1935 العنصرة 435- كنتُ أتمشّى في الجنينة عند المساء فسمعتُ هذه الكلمات: «كوني رجائي، ستنالين مع رفيقاتك الرحمة لك وللعالم». فهمتُ أنني لم أثبت في الجمعيّة حيث أنا الآن. رأيت بوضوح أن إرادة الله نحوي هي مختلفة. ما انفكّيتُ أعتذر أمام الله أنني غير قادرة أن أقوم بهذه المهمّة. [قلت] «أنت تعلم جيّدًا يا يسوع ما أنا». ورحت أعدّد للرب نقاط ضعفي مختبئة وراءها، كي يوافق معي على أنني غير جديرة أن أنفّذ تصاميمه. حينئذ سمعتُ هذه الكلمات: «لا تخافي، سأعوّض أنا عمّا ينقصك». غير أنّ هذه الكلمات اخترقتْ إلى أعماقي وجعلتني أدرك حقارتي ولكن أدركتُ أيضًا أن كلمة الرب هي حسيّة وثاقبة إلى أعماق كياني. وفهمت أن الله يطلب إليّ حياة أكثر كمالًا. غير أنني لم أتوقّف عن الإحتجاج بضعفي. 436- 29 حزيران 1935 لمّا تحدّثت إلى مرشدي الروحي الأب سوبوتشكو عن شتّى الأمور التي طلبها الربّ، فكّرت أنه سيقول لي أنني غير قادرة أن أتمّم الأشياء وأن الرب يسوع لا يستعين بنفوس حقيرة مثل نفسي لتنفيد ما يريد عمله، ولكن [بالعكس] سمعتُ كلامًا يشير إلى أن الله يختار مثل هذه النفوس بالذات ليحقّق تصاميمه. إن روح الله يسيّر حقًّا هذا الكاهن. لقد سَبَر أعماق أسوار نفسي، هذه الأسرار القائمة بين الله وبيني- ولم يسبق أن حدّثته عنها لأنني لم أفهمها أنا بذاتي، لاسيّما أن الله لم يأمرني بوضوح أن أتكلّم عنها. أما هذا السّر فهو كما يلي: يأمر الله أن تتأسّس جمعية تعلن إلى العالم رحمته فينالها العالم بصلوات تلك الجمعيّة. لمّا سألني الكاهن هل لديّ مثل هذه الإلهامات، أجبتُ أن الله لم يأمرني ذلك بوضوح. ولكن في تلك اللحظة خالج نورٌ نفسي وأدركتُ أن الله يتكلّم من خلاله. 437- حاولت عبثًا أن أحمي ذاتي بالقول ان الله لم يوضح لي أوامره، لأنني، في نهاية المحادثة، رأيت الربّ على العتبة كما هو مصوّر في الرسم وقال لي: «أرغب أن تؤسس هذه الجمعية». دامت هذه الرؤية برهة وجيزة غير أنني لم أخبره بذلك في الحال لأنني كنتُ على عجلة أن أعود إلى البيت. وردّدت قولي إلى الرب «أنا عاجزة عن تنفيذ تصاميمك يا رب». لكن، ياللعجب! لم يَعرني يسوع أي انتباه وفهمتُ كم يسرّه هذا العمل. لم يأخذ ضعفي بعين الإعتبار ولكن أفهمني كم كان عليّ أن أجابه من صعوبات. ولم يكن باستطاعتي، أنا الخليقة الحقيرة إلّا أن اقول: «أنا غير قادرة على ذلك، يا إلظ°هي». 438- 30 حزيران، 1935 في اليوم التالي وفي بدء القداس، رأيت يسوع بجمال لا يوصَف قال لي إنه «يرغب أن تؤسس هذه الجمعية في أقرب وقت ممكن سأعيش فيها مع رفيقاتي. ستكون روحي نظام حياتكنّ. ستتمثّل حياتكنّ بحياتي، من المهد إلى الصليب. ستَلجنَ أسراري وستُدركين عمق رحمتي نحو الخلائق، وجودي الذي لا يُحدّ، وستُبشّرون العالم كله بذلك ستتوسّلن بصلواتكنّ بين السماء والأرض». 439 حان وقت المناولة المقدّسة فاختفى يسوع ورأيت نورًا ساطعًا. وسمعت هذه الكلمات: «أنّنا نبارككنّ». وفي الحال إنبثق شعاع متألّق من هذا النور واخترق قلبي. واشتعلتْ نار فائقة في روحي – وظننتُ أنني أموت فرحًا وسعادةً. شعرتُ بانفصال روحي عن جسدي. شعرتُ أنني مستغرقة كليًا بالله واختطفتني قدرته اللامتناهية كذرّة من غبار إلى مسافات مجهولة. إرتجفت فرحًا وأنا في قبضة الله وشعرتُ أنه يقوّيني هو بذاته كي أتحمّل هذه السعادة العظمى والتحدّق بعظمته. أدرك ذلك الآن. لو لم يسبق ويقوّيني هو بنعمته لمّا استطعت نفسي أن تتحمّل هذه السعادة وَلَمُتُّ على الفور. لم أدرِ متى انتهى القدّاس لأنّه لم يكن باستطاعتي أن أعير أي انتباه لمّا يحدث في القداس. ولمّا استعدتُ إحساسي، شعرتُ بقوّة وشجاعة لأتمّم إرادة الله. لم يَعدْ يبدو أي شَيء صعبًا عليّ. بينما كنتُ في السابق أقدّم الأعذار لله، أشعر الآن بقوّته وتشجيعه في داخلي. وقلتُ للرب: «أنا على إستعداد لكل إشارة ونداء لإرادتك». لقد اختبرتُ في داخلي كلّ ما سأتحمّله في المستقبل. 440- يا خالقي ويا سيدي، كل كياني هو لك. سيّرني حسب لذّتك الإلهية وحسب تصاميمك الأزلية ورحمتك التي لا تُدرَك. لتعرف كل نفس كم هو صالح الربّ، لتتجرأ كل نفس أن تتحدّ بالرب بمودّة ولا تأخذ أيّة نفس حقارتها كعذر لتأخّر إستجابتها لدعوة الربّ لأن ذلك لا يرضيه أبدًا. ما من نفس أكثر تعاسة منّي. أعرف حقًا ذاتي أدهش لتنازل العظمة الإلهية نحوي. أيتها الأبديه، يبدو لي أنك قصيرة للغاية لتمجّدي [كما يليق] رحمة الربّ اللامتناهية. 441- لمّا عُرضت الصورة فوق المذبح وقت زيّاح القدبان المقدّس. ظ¢ظ* حزيران ظ،ظ©ظ£ظ¥، ولمّا صمد الكاهن السرّ الأقدس وبدأت الجوقة بالتراتيل، إخترقت الشعاعات المنبثقة من الصورة البرشانة المقدّسة وانتشرت فوق العالم كلّه. سمعت حينئذ هذه الكلمات: «ستمرّ هذه الشعاعات عِبْرك كما مرّت هذه القربانة وستمر عِبْر العالم كلّه». عند هذه الكلمات خالج فرح عميق نفسي. 442- ذات مرة بينما كان معرّفي الأب سوبوتشكو يحتفل بالذبيحة الإلهية، وعند بدء التقدمة، رأيت، كالمعتاد، الطفل يسوع على المذبح. وقبل رفع القربان، اختفى الكاهن عن نظري وبقي يسوع وحده. ولمّا اقترب وقت رفع القربان، أخذ يسوع البرشانة والكأس بيديه الصغيرتين ورفعهما معًا ناظرًا الى السماء، بعد حين رأيت مجدّدًا معرّفي. سألت الطفل يسوع أين كان الكاهن وقت احتجبت عن نظري، أجاب يسوع: «في قلبي». غير أنني لم أفهم شيئًا من كلمات يسوع هذه. 443- سمعتُ مرة هذه الكلمات: «أرغب أن تعيشي حسب إرادتي في عمق أعماق نفسك». فكّرت بهذه الكلمات التي حملت الكثير من المعاني إلى قلبي. كان ذاك في اليوم المحدّد للإعتراف. لمّا ذهبتُ إلى الإعتراف وشكوتُ خطاياي إلى الأب سوبوتشكو ردّد علي نفس الكلام الذي سبق وقاله لي الرّب. 444- قال لي الكاهن هذه الكلمات المثقلة بالمعاني: «هناك ثلاثة درجات لإتمام إرادة الله. أولًا: تتقيّدُ النفس بكل الأنظمة والقوانين وتعمل على تنفيذها. ثانيًا: تقبل النفس الإلهامات الداخليّة وتنفّذها بأمانة. ثالثًا: تستسلم النفس إلى مشيئة الله وتسمح له أن يتصرّف بها بحريّة، ويصنع بها كما يشاء فهي آلة طيّعة بين يديه». وقال لي الكاهن أنني بلغتُ إلى الدرجة الثانية قي إتمام وصية الله ولم أبلغ بعد إلى الدرجة الثالثة، لكن عليّ أن أجاهد للوصول إليها. إجتازت هذه الكلمات نفسي. رأيت بوضوح أن الله يعطي غالبًا الكاهن معرفة ما يجول في أعمال نفسي. لم يذهلني ذلك أبدًا. بالحقيقة، أشكر الله على أنّه اختار مثل هؤلاء الأشخاص. الخميس، عبادة ليلية 445- لمّا جئتُ إلى العبادة استولى عليّ فجأة خشوع داخليّ ورأيتُ الربّ يسوع معرًّا من ثيابه وبدأ الجلدُ فورًا. رأيت أربعة رجال يضربون الرب بالسياط مداورة. كاد قلبي يتوقّف لرؤية هذه العذابات. قال لي الربّ: «إنني اتألم اكثر ممّا تَرَيْن». وجعلني أدرك من أجل أيّة خطايا أسلم نفسه إلى الجلْد: هي خطايا الدنس. آه! كم كانت مخيفة آلام يسوع النفسية وقت الجلدْ. ثم قال لي يسوع: «أنظري إلى البشرية وتأمّلي في وضعها الحالي». في الحال رأيت أشياء مُرعبة: غادر الجلّادون يسوع وبدأ أناس آخرون يجلدونه. أخذوا السياط وضربوا يسوع بدون شفقة. كان هؤلاء كهنة ورهبانًا وراهبات ومسؤولين كبارًا في الكنيسة. هذا ما أثار دهشتي. كانوا أيضًا علمانيّين من كل الأعمار والمراكز الإجتماعية. أفرغ كلهم شرّهم على يسوع البريء. داخل قلبي في نزاع مُميت عند هذا المشهد. بينما كان الجلّادون ينكبّون على ضرب يسوع، كان هو صامتًا ينظر إلى البعيد. ولكن لمّا بدأ هؤلاء الأشخاص الذين ذكرتهم بجلده. أغلق عينيه وصعد من قلبه تنهّد خفيف ولكن مؤلم. وأفهمني يسوع بتفصيل فظاعة شرّ تلك النفوس العقوق: «أنظري كيف أنّ هذا العذاب هو أشدّ ضراوة من الموت». حينئذ صمتتْ شفتاي أيضًا وبدأتُ أختبر نزاع الموت وشعرتُ أن لا أحد يستطيع أن يتنشلني من هذه الحالة إلّا الذي وضعني فيها. قال لي حينئذ الرب: «إنّي أرى عذاب قلبك الصادق الذي حمل عزاءًا لقلبي. أنظري وتشجّعي». 446- حينئذ رأيت يسوع مسمّرًا على الصليب ، ولمّا كان معلّقًا عليه لبعض الوقت. رأيت جمهورًا أناس مصلوبين مثله. ثم رأيت جمهورًا ثانيًا وثالثًا من الناس. لم يكن الناس من الجمهور القاني مسمّرين على صلبانهم إنّما كانوا يمسكون بها بأيديهم. ولم يكن الناس من الجمهور الثالث مسمّرين على صلبانهم ولا ماسكينها بأيديهم، بل كانوا يجرّونها وراءهم بكآبة. حينئذٍ قال لهم يسوع: «أترون هؤلاء الناس؟ كل الذين يشتبهون بي بالألم والحزن، سيكونون مثلي بالمجد. والذين هم أقل شبهًا بي بالألم والحزن سيكونون أيضًا أقلّ شبهًا بي بالمجد». كان العدد الأكبر بين المصلوبين، من رجال الدين. رأيت أيضًا أناسًا كنتُ أعرفهم. وهذا ما حمل لي فرحًا كبيرًا. حينئذ قال لي يسوع: «ينبغي أن تفكري غدًا، وقت التأمّل بما رأيته اليوم». واختفى فجأة من أمامي. 447- يوم الجمعة. كنتُ مريضة ولم أتمكّن من سماع القدّاس. في الساعة السابعة صباحًا، رأيت معرّفي يحتفل بالذبيحة الإلهية حيث رأيت يسوع أيضًا. وتوارت الرؤيا في آخر القداس. ووجدتُ نفسي في غرفتي كما كنتُ من قبل. إستولى عليّ فرح لا يوصف، لأنني، رغم أنني لم أتمكن من الذهاب إلى كنيستنا، فقد اشتركتُ في الذبيحة الإلهية في كنيسة بعيدة جدًا. وهكذا يَجد يسوع دواءًا لكل شيء. 30 حزيران 1935 448- عيد القديس إغسطينوس. صلّيت بحرارة لهذا القديس مؤنبة إياه لتباعده وعدم مجيئه إليّ في هذه القضيّة الهامّة التي هي صنع إرادة الله. قلتُ له: «أنت شفيعي الذي إلتهب قلبك حبًّا وغيرة لمجد الله لأعظم، أتوسّل إليك بتواضع أن تساعدني لتنفيذ تصاميم الله». كان ذلك وقت القداس، حينئذ رأيت القديس إغناطيوس إلى جنب المذبح يحمل كتابًا كبيرًا في يده وقال لي هذه الكلمات: «يا إبنتي، أنا غير مبال لقضيّتك. يمكنك أن تطبّقي هذا القانون في جمعيّتك». أشار بيده إلى الكتاب الكبير واختفى فرْحتُ جدًا لإدراكي كم يفكر القديسون بنا وكم نحن متّحدون بهم. يا لصلاح الله! كم هو جميل عالم الروح، طالمًا هنا على الأرض نتواصل مع القديسين. كنتُ أشعر طوال النهار بحضور عزيزي وشفيعي هذا القديس. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168958434154991.jpg
عندما يسكن الله فيّ فمن يستطيع أن يؤذيني؟ 5 آب 1935 عيد سيدة الرحمة 449- تحضّرت لهذا العيد أكثر حماسًا من السنة الماضية. في صباح العيد بالذات إختبرت صراعًا داخليًا لمّا فكّرت أنه ينبغي عليّ أن أغادر هذه الجمعية التني تنعم بحماية مريم الخاصّة، ودام هذا الصراع طوال التأمّل وطوال القدّاس أيضًا. اتّجهت نحو العذراء لأقول لها أنه يصعب عليّ الإفتراق عن الجمعيّة … «التي هي تحت حمايتك الخاصة يا مريم». حينئذ رأيت العذراء المباركة في غاية الجمال. نزلت من المذبح إلى قرب مسجدي. ضمتني إليها وقالت لي: «أنا أُمكنَّ جميعًا، يسرّني أن تتمّم تلك النفس بأمانة إرادة الله وذلك بفضل رحمته غير المدركة». أتاحت لي أن أفهم أنني أتمتُ بأمانة إرادة الله ووجدتُ نعمةً في عينيّ. «تشجيعي لا تخافي الحواجز بل حدّقي إلى آلام إبني وهكذا ستنالين الظفر». عبادة ليلية 450- كنتُ أتألّم كثيرًا وبدا لي أنه ليس باستطاعتي أن أذهب إلى العبادة. غير أنني جمعت كلّ قواي وإرادتي، ورغم أنني سقتُ على الأرض، لم أعِرْ أي انتباه إلى ما يؤلمني لأنّني استحضرتُ آلام المسيح أمام عينيّ. لمّا دخلت الكنيسة، وُهِبتُ إدراكًا داخليًا للمكافأة الكبرى التي يحضّرها لنا الرب، ليس فقط على أعمالنا الحسنة، ولكن أيضًا على رغبتنا الصادقة للقيام بها. فيا لها من نعمة عظمى من لدن الله. آه! كم يطلب الكدّ من أجل الله والنفوس. لا أبغي راحة في هذه المعركة، سأجدها إلى آخر رمق لمجد الله مَلِكِي وسيّدي. لن أرمي سيفي جانبًا حتّى يدعوني أمام عرشه. لا أخاف الضربات لأن الله هو درعي. على العدوّ أن يخافنا لا نحن نخافه. يغلب إبليس المتكبّرين والجبناء فقط لأنّ المتواضعين هم أقوياء. لا أحد يُربك أو يخيف النفس المتواضعة. لقد وجّهت تحليقي نحو قلب حرارة الشمس بالذات ولا شيء يستطيع أن يضعف مسيرته. لا يسمح الحبّ أن يحبَس، فهو حرّ كملكة. فالحبّ يبلغ إلى الله. 451- سمعتُ، مرّة، بعد المناولة هذه الكلمات: «أنتِ مقرّ إقامتنا». شعرتُ فورًا بحضور الثالوث الأقدس في داخلي، الآب والإبن والروح القدس. شعرتُ أنني هيكل الله. شعرتُ أنني إبنة الآب. لا أستطيع شرح كلّ ذلك أمّا الروح فيهمّه جيّدًا. يا للجودة غير المتناهية، كم تواضعتِ نحو الخليقة البائسة! 452- لو استطاعت النفوس أن تخشَع، لتحدّث الله إليها فورًا، لأن الطيش يُغرق كلمة الله. 453- قال الربّ في إحدى المناسبات: «لماذا تخافين وترتجفين عندما تتّحدين بي؟ إنني أستاء عندما تتسلم النفس إلى الرعب الباطل. من يجرأ أن يُلحِق بك أي أذى عندما تكونين معي؟ إن النفس التي تؤمن بثبات بجودتي وتثق كليًّا بي، هي عزيزة عليّ. أغدق ثقتي عليها وأعطيها كل ما تطلب». 454- قال لي الرب مرةً: «خذي، يا ابنتي، النِعَم التي يرفضها الآخرون، خذي منها قدر ما تستطيعين حمله». فامتلأت حينئذ نفسي من محبة الله. شعرتُ أنني أشعر باتّحادي الوثيق بالله حتى لا أجد الكلام للتعبير عنه. في هذه الحالة أشعر أن كلّ ما عند الله، كل خيراته وكنوزه هي خاصّتي، رغم أنني لم أعدَّ لها مخزنًا، فهو وحده يكفيني. معه، أرى أن كل شيء هو مُلكي، بدونه، لا أملك شيئًا. لا أفتّش عن سعادة خارج داخلي حيث يُقيم الله. أبتهج بسكني الله في داخلي- هنا أسكن معه الأبد، هنا تكمُن معه كل مودتي، هنا تكمُن معه كل مودتي، هنا أقيم معه بأمان، هذا هو المكان الذي تراقبه عين البشريّة. تشجّعني العذراء المباركة أن أتوصل مع الله بهذا الأسلوب. 455- عندما يحلُّ بي ألم ما فلا يتسبب لي بأي مرارة ولا أنتشي بالتعزيزات الكبرى. أمتلىء بالطمأنينة والسكينة المتدفقتَين من معرفة الحقيقة. كيف يستطيع، من يعيش محاطًا بقلوب حاقدة، أن يؤذيني وأنا أنعم بملء السعادة في داخلي؟ وكيف يتسطيع من يحيطني بقلب محب أن يساعدني عند يغيب الله عن داخلي؟ عندما يسكن الله فيّ فمن يستطيع أن يؤذيني؟ +ي.م.ي. فيلنيوس 12 آب 1935 رياضة روحية لثلاثة أيام 456- في مساء اليوم الأول من الرياضة، بينما كنتُ أصغي الى نقاط التأمّل، سمعتُ هذه الكلمات: «سأتحدّث إليك أثناء الرياضة بفم هذا الكاهن كي أقوّيك وأؤكد لك حقيقة الكلمات التي أوجّهها إليك في أعماق نفسك. رغم أن هذه الرياضة هي لجميع الراهبات، فإنني أخصّك بالتفكير بك، أريد أن أقوّيك وأشجّعك في وسط الأخطار التي تنظرك. لكن أصغي بإنتباه إلى هذه الكلمات وتأمّلي فيها في أعماق نفسك». 457- آه! كم دُهِشتُ لكل ما قاله الكاهن عن الاتّحاد بالله وعن العوائق في وجهة هذا الاتّحاد وقد اختبرتها حرفيًا في حياتي، وأخبرني عنها يسوع الذي يتحدّث إليّ في أعماق قلبي. يمكن الكمال في هذا الاتحاد الوثيق مع الله. 458- في تأمّل الساعة العاشرة تحدّث الأب رزيكوفيسكي Rzycezkowsi عن الرحمة الإلهية وعن وجود الله. قال، عندما نستعيد تاريخ البشرية يمكننا أن نرى جودة الله العظمى هذه في كل خطوة. كل صفات الله مثل القدرة اللامتناهية والحكمة، تكشف لنا عن عظمة صفاته، لاسيّما جودته. إن جودة الله هي أعظم صفاته. نفوس عديدة تسعى مُجدّة نحو الكمال وتجهل جودة الله العظمى. كلّ ما قاله الكاهن في التأمل عن جودة الله هو عينه قال لي يسوع عن عيد الرحمة. فهمت الآن بوضوح ما وعدني به الرب ولا شكّ لي بذلك. كلام الله هو واضح وصريح. 459- طيلة وقت التأمُّل رأيت الربّ يسوع على المذبح في لباس أبيض. كانت يده تمسك الدفتر الذي دوّنتُ فيه هذه طيلة وقت التأمل كان يسوع يقلّب صفحات الدفتر الذي وهو صامت. غير أنّ قلبي لم يستطيع أن يتحمّل النار المتّقدة في نفسي. رغم جهد إرادتي القويّ لأسيطر على ذاتي ولا منع الآخرين من رؤية ما كان يجول في داخلي، شعرتُ، في آخر التأمل، أنني فقدتُ تمامًا السيطرة على ذاتي. حينئذ قال لي يسوع: «لم تكتبي شيئًا في الدفتر عن جودتي نحو البشرية. أريد أن لا تهملي شيئًا. أرغب أن يثبّت قلبك بطمأنينة دائمة». 460- يا يسوع! يتوقف قلبي عندما أفكّر بما تصنعه لي. إنك تدهشني، يا رب، بتنازلك الوضيع نحو نفس تعيسة. أيه وسيلة لا تُدرَك، تستعملها لإقناعي. 461- هذه المرّة الأولى في حياتي أقوم برياضة مثل هذه. أفهم، بشكل واضح وفريد كلّ كلمة قالها الكاهن، لأنني قد سبق واختبرتها في نفسي. أرى الآن أن يسوع لن يترك في الشك أيّة نفس تحبّه بصدق. ويرغب أن تمتلىء بالسلام كلُّ نفس تتّحد به، رغم الآلام والصعوبات. 462- أفهم الآن جيدًا أن نكران الذات هو أكثر ما يوحّد نفسنا مع الله. أي أن نضمّ إرادتنا إلى إرادة الله. هذا ما يعطي النفس الحريّة الحقيقية وما يساهم في البلوغ إلى جميع تخشُّع الروح وما يجعل الأثقال خفيفة والموت لذيذًا. 463- قال لي يسوع أنه لا ينبغي أن يساورني أي شك حول تأسيس الجمعيّة. «أما بما يتعلق بالشؤون التي حدّثتكِ عنها في أعماق نفسك، فسأوضحها فورًا على فم هذا الكاهن». 464- في إحدى التأملات حول التواضع، راجعني شكّ قديم، وهو أنّ نفسًا تعيسة كنفسي لا تستطيع أن تنفّذ ما قد يطلبه الربّ [منّي]. بينما كنتُ أُحلّل هذه الشكوك، قطع الكاهن، مرشد الرياضة، سياق افكاري وتحدّث عن الشك ذاته الذي ساورني، لاسيّما أن الله يختار عادةً أضعف الوسائل وأكثرها بساطة لإنجاز أعماله الكبرى. هذا ما يبدو واضحًا لمّا ننظر إلى الرجال الذين اختارهم رسلًا له أو عندما نعود إلى تاريخ الكنيسة ونرى أن تلك النفوس الأكثر عجزًا أنجزت مشاريع ضخمة. هكذا يُظهِر لنا الربّ أن تلك هي مشاريعه هو، لا مشاريعنا نحن. ولمّا تبدّد كل شكّ عندي تابع الكاهن حديثه عن التواضع. 465- يا يسوع، حياتي، يا له من شعور هنيء أن تحوّلني إلى ذاتك، في عمق قرارة نفسي حيث يتوقّف كل النشاط الحواس. يا مخلّصي خبّئني كليًا في أعماق قلبك واحمني بإشعاعاتك من كلّ شيء لا يرتبط بك. أتوسّل إليك يا يسوع، دعْ الشعاعين المنبثقين من قلبك الكليّ الحنان، تغذّيان نفسي دون انقطاع. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/168958434154991.jpg بحق آلامه المليئة أحزاناً، إرحمنا و ارحم العالم كلّه وقت الإعتراف 466– سألني معرّفي [الأب سوبوكو] عمّا إذا كان يسوع هناك وهل بإستطاعتي أن أراه. «نعم هو هنا و أستطيع أن أراه». طلب إليّ حينئذ أن أستعلم منه عن بعض الأشخاص. لم يعطني يسوع جواباً، ولكن نظر إليّ. غير أنه، بعد الإعتراف وبينما أنا أتمّم صلاة التعويض، بادرني يسوع بالقول: «إذهبي و عزّيه من قِبَلي». ودون أن أفهم معنى هذه الكلمات، ردّدت عليه للحال ما قاله لي يسوع. 467– طيلة أيام الرياضة كنتُ باتحاد متواصل مع يسوع ودخلتُ معه من كل قوى قلبي، بعلاقة ودّية خالصة. 468– يوم تجديد النذورات، في بدء الذبيحة المقدّسة رأيت يسوع كالمعتاد. باركنا ثم دخل بيت القربان. ثم رأيت أمّ الله مغطاة الرأس ومرتدية لباساً أبيض يعلوه مشلح أزرق. إبتَعدَتْ عن المذبح، أتتْ نحوي، لمستني بيديها وغطّتني بمشلحها قائلة: «قدّمي هذه النذورات من أجل بولونيا. صلّي لأجلها». كان ذاك في الخامس عشر في شهر آب. طيلة كل محاضرة، كان يسوع جالساً كالمعتاد، إلى المذبح دون أن يقول شيئاً لي. غير أن نظره الحنون إخترق نفسي ولم يعد لديّ أي عذر. 469– في مساء ذلك اليوم شعرتُ في نفسي بتوق عظيم إلى الله. لم أره في هذا الوقت بعينيّ البشريّتين كما كنت أراه في غير مناسبات. غير أنني أتحسّس حضوره دون أن أمسك به [بفكري].هذا ممّا تسبّب لي باشتياق وعذاب أبعد من أن يصفهما كلام. أموت رغبة في أن أمتلكه وأن أستغرق فيه للأبد. إن فكري يطارده بكل إمكاناته، لا شيء في العالم يستطيع أن يقوّيني. أيها الحبّ الإلهي أُدرك الآن كيف أن قلبي كان معك بمودّة وثيقة. فلا شيء أو أحد سواك في السماء وعلى الأرض يمكنه أن يرضيني، يا إلهي، الذي غرقتْ فيه نفسي. 470 – (194) ذات مساء، بينما كنتُ أنظر من حجرتي إلى السماء ورأيت الأفق الجميل المرصّع بالقمر والنجوم، إشتعلت في نفسي نار حبّ لا توصف نحو خالقي. وإذ لم يكن بإستطاعتي أن أتحمّل التوق إليه الذي تأجّج في داخلي، عفّرت وجهي بالأرض مواضعة نفسي في التراب. مجدّته على كل أعماله. ولمّا لم يعُد قلبي يتحمّل كل ما جال فيّ، بكيت بصوتٍ عالٍ. فلامسني حينئذ ملاكي الحارس وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «أمرني الرب أن أقول لكِ أن تنهضي عن الأرض». لم أتجاوب حالاً، ولم أشعر بأيّة تعزيّة في نفسي بل إزداد في داخلي شوقي إلى الله. 471– ذات يوم، وبينما كنت في العبادة، ونفسي تموت شوقاً إليه و لم يعدْ بإستطاعتي حبس دموعي، رأيت روحاً في غاية الجمال وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «لا تبكي يقول الرب». بعد حين، سألته من أنت؟ أجابني: «أنا واحد من الأرواح السبعة الواقفين أمام عرش الله يمجّدونه ليلاً و نهاراً، دون إنقطاع». لم يُلطّف هذا الروح شوقي بل بالعكس زاده تأجّجاً. كان هذا الروح في غاية الجمال ويستمدّ جماله من إتّحاده بالله. لم يغادرني هذا الروح لحظة واحدة بل رافقني في كل مكان. في اليوم التالي، وقت الذبيحة الإلهية وقبل رفعة القربان بدأ هذا الروح ينشد هذه الكلمات: «قدوس، قدوس، قدوس». كان صوته أشبه بألف صوت، يستحيل وصفه بالكلام، وفجأة إتّحدتْ نفسي بالله ورأيتُ عظمته وقداسته غير المدركة وأدركت في الوقت نفسه حقارة ذاتي. 472– أعرف بوضوح، أكثر من أي وقت مضى، الأقانيم الثلاثة الآب والإبن والروح القدس. أمّا وجودهم ومساواتهم وعظمتهم هي واحدة، وتتّحد روحي بهم ثلاثةً، دون أن أستطيع التعبير بكلمات، رغم أنني أدرك ذلك تماماً. كل من يتّحد بأحد الأقانيم الثلاثة يتّحد بالوقت نفسه في كل الثالوث المقدّس، في وحدته التي لا تتجزّأ. هذه الرؤية، بل هذه المعرفة ملأت نفسي بسعادة فوق كل تصوّر، لأن الله هو في غاية العظمة. لم أرَ بعيني، كالسابق، ما أحاول وصفه، بل بطريقة داخلية محضة، بأسلوب روحي محض، دون إرتباط بالحواس. واستمرّ ذلك إلى نهاية القدّاس. هذا ما يحصل معي غالباً، ليس فقط في الكنيسة، بل أيضاً أثناء الشغل وأوقات أقلّ ما أكون أتوقّعه فيها. 473– لمّا غاب معرّفنا [الأب سوبوكو] إعترفت إلى الأسقف روموالد جلبرزيكوفسكي [Romuald Jalbrzykowski] ولمّا كشفت له عن نفسي تلقّيت هذا الجواب: «يا إبنتي، تسلّحي بصبر كبير، إذا كانت هذه الأشياء من الله فستتحقّق عاجلاً أم آجلاً. إطمئنّي إذاً. أفهمك جيداً يا إبنتي في هذا الموضوع. أمّا بما يتعلّق بمغادرة الجمعيّة والتفكير بجمعيّة أخرى، فلا تتوقّفي على هذه الأفكار ربما يكون ذلك تجربة داخليّة قويّة». بعد هذا الإعتراف، قلت للرب يسوع: «لماذا تأمرني بهذه الأمور ولا تجعلها قابلة التحقيق؟». حينئذ رأيت الرب يسوع، بعد المناولة، في نفس الكنيسة حيث ذهبتُ إلى الإعتراف، كما سبق وظهر لي في الرسم وقال لي: «لا تحزني، سأفهمه الأمور التي طلبتها إليكِ». وبينما نحن نغادر، كان الأسقف منهمكاً جداً، غير أنه طلب إلينا أن نتمهل قليلاً. ولمّا عدنا إلى الكنيسة، سمعتُ هذه الكلمات مجدّداً: «أخبريه عمّا رأيتِ في الكنيسة». في الوقت عينه رجع الأسقف وسألنا عمّا إذا كان لدينا شيء نقوله له. ورغم أنني أُمِرتُ أن أخبره عمّا رأيت لم أستطع إلى ذلك سبيلاً لأنني كنت برفقة الأخوات. كلمة أخرى سمعتها في الإعتراف المقدّس: «توسّلي من أجل العالم فهذه فكرة عظيمة و جميلة، إنّما إصنعي ذلك في ديرِك». في اليوم التالي، الجمعة 13 أيلول، 1935 474– عند المساء لمّا كنت في حجرتي، رأيت ملاكاً منفّذ غضب الله. كان مجلبباً بثياب مُبهِرَة ماشياً على الغمام ووجهه يشعّ بالمجد. وانطلقت من الغمام، بين يديه، أسهم رعد وشعاعات برق وتوجّهت من يديه نحو الأرض فقط، لتصعقها. لمّا رأيت علامة غضب الله هذه على وَشَك أن يضرب الأرض، في مكان محدّد، لا أستطيع تسمّيته لأسباب مُحقّة، رحتُ أتوسل إلى الملاك أن يتمهّل قليلاً فيتوب العالم. لكن لم يكن توسُّلي شيئاً أمام الغضب الإلهي. حينئذ رأيت الثالوث الأقدس. إخترقتني عظمة جلاله ولم أجرؤ أن أكرّر توسّلاتي. في هذا الوقت بالذات، شعرتُ في داخلي بقوّة نعمة يسوع التي تقطن في نفسي. لمّا تنبّهت إلى هذه النعمة خُطفتُ أمام عرش الله. آه! كم هو عظيم وصف هذه العظمة لأننا قريباً سنراه كما هو. وجدتُّ نفسي متوسّلة إلى الله عن العالم بكلمات سمعتها في داخلي. وبينما أنا أصلّي على هذا الحال، رأيت عجز الملاك: لم يستطع تنفيذ القصاص الذي كان مقرّراً للخطأة – لم يسبق أبداً أن صليت بمثل هذه القوّة الداخليّة. 475– توسّلت إلى الله بهذه الكلمات: «أيها الآب السماوي، أقدّم لك جسد ودم ونفس وألوهيّة إبنك الحبيب، ربنا يسوع المسيح، من أجل خطايانا ومن أجل خطايا كل العالم. فارحمنا، بحقّ آلامه المليئة حزناً». 476– في صباح اليوم التالي لمّا دخلت الكنيسة سمعتُ في داخلي هذه الكلمات: «كل مرّة تدخلين الكنيسة، إتلي فوراً الصلاة التي علّمتُكِ إياها نهار أمس». لمّا تلوت الصلاة سمعت أيضاً في داخلي هذه الكلمات: «هذه الصلاة تساهم في إخماد غضبي. ستصلّينها لمدّة تسعة أيام على حبّات المسبحة بهذا الشكل: أولاً تصلّين “الأبانا” و”السلام” و”فعل الإيمان” مرّة واحدة، ثمّ على حبّات “الأبانا” تقولين الكلمات التالية: “أيها الآب الأزلي، أقدّم لك جسد ودمّ ونفس وألوهيّة إبنك الوحيد، ربنا يسوع المسيح تكفيراً عن خطايانا وعن خطايا كل العالم”، وعلى حبّات “السلام” تقولين الكلمات التالية: “بحق آلامه المليئة أحزاناً، إرحمنا وارحم العالم كلّه “. وفي الختام تقولين هذه الكلمات ثلاث مرّات: “قدّوس أنت يا الله، قدّوس أنت أيها القويّ، قدّوس يا من لا يموت، إرحمنا وارحم العالم كلّه». 477– السكوت هو بمثابة السيف في المعركة الروحيّة. إن النفس الثرثارة لن تبلغ أبداً إلى الأبديّة. إن سيف الصمت يقطع كل ما من شأنه أن يتعلّق بالنفس. نحن شديدو التأثّر بالكلمات ونريد أن نجيب حالاً دون أن نأخذ بعين الإعتبار إذا كانت إرادة الله هي أن نتكلّم أو نصمت. إن النفس الصامتة القويّة، لن تلحق بها الشدائد أذى إن هي حافظت على صمتها. إن النفس الصامتة هي قادرة أن تبلغ إلى الإتّحاد الأكثر قرباً إلى الله. تكاد تعيش دائماً في إلهامات الروح القدس. يعمل الله في النفس الصامتة دون عائق. 478– يا يسوع، أنت تعرف، أنت وحدك تعرف جيداً أن قلبي لا يعرف حباً غير حبّك. كلّ حبّي العذري يستغرق فيك إلى الأبد، يا يسوع! أتحسّسُ بإرهاف كيف أن دمك يسيل في قلبي. ليس لديّ أقلّ شك أن حبّك الطاهر قد دخل قلبي مع دمك الكلّي القداسة. إنني ادرك أنك تسكن فيّ مع أبيك وروحك القدّوس، أو بالأحرى إنني أدرك أنني أعيش فيك، أنت الإله الذي لا يُدرك. إنني أدرك أنني أذوب فيك مثل نقطة ماء في المحيط. إنني أدرك أنك أنت في داخلي وفي كلّ ما يتعلّق بي، أنت في كل ما يُحيط بي وفي كل ما يحلّ بي. يا إلهي! لقد توصّلتُ أن أعرف أنك في قلبي وأنني أحببتك فوق كل الكائنات على الأرض وفي السماء. إن لقلبينا تفاهماً متبادلاً ولا كائن بشري يستوعب ذلك. 479– في إعترافي الثاني للأسقف جلبرزيكوفسكي سمعتُ: «إعلمي، يا إبنتي، إذا كانت تلك إرادة الله، فستتحقّق عاجلاً أم آجلاً لأن إرادة الله ستتمّم. حبّي الله في قلبك، ليكن لديكِ…». (جملة غير مكتملة). 480– 29 أيلول عيد مار ميخائيل رئيس الملائكة: لقد إتّحدتُّ في داخلي مع الله. لقد خالجني حضوره إلى عمق أعماقي وملأني سلاماً وفرحاً وعجباً. بعد مثل هذه الأوقات في الصلاة إمتلأت قوّة وشجاعة فائقة لأتألّم وأجاهد. لا شيء يخيفني، حتى ولو وقف العالم كلّه ضدّي. كل الشدائد لا تلامس إلّا الظاهر وليس لها ممرّ إلى الأعماق لأن الله، الذي يقويني ويملأني، يسكن فيّ. كلّ فخاخ العدو تتحطّم على أقدامه. في أوقات الإتّحاد تلك، يسندني الله بقوّته. تمرّ قدرته فيّ وتجعلني قادرة أن أحبّه. لن تبلغ أبداً النفس إلى هذه الحالة بفضل جهدها فقط. في بدء هذه النعمة الداخلية إمتلأتُ رعباً وكِدّتُ أستسلم، ولكن سرعان ما جعلني الرب أدرك عدم رضاه. إنما هو أيضاً، هو عينه، بدّد كل مخاوفي. 481– كل عيد تقريباً من أعياد الكنيسة يعطيني نعمة خاصة ويزيد معرفتي بالله عمقاً. لذلك أتحضّر لكل عيد واتّحد جيداً بروح الكنيسة. يا له من فرح أن نكون أبناءً مخلصين للكنيسة! آه! كم أحبّ الكنيسة وكل الذين يعيشون فيها. أقدّرهم كأعضاء حيّة للمسيح الذي هو رأسها. أتحرّق حبّاً مع الذين يحبّونها وأتألّم مع الذين يتألّمون. يعتريني الحزن لرؤية اللامبالين وناكري الجميل، لذا أحاول ان أضاعف حبّي لله كي أعوّض عن الذين لا يحبّونه، من أجل الذين يُقيتون مخلّصهم بأسوأ مظاهر الجحود. 482– يا إلهي، إنني أدرك رسالتي في الكنيسة المقدّسة. إن سعيي المتواصل هو أن أطلب الرحمة من أجل العالم. أوطّد إتحادي بيسوع وأقف أمامه كذبيحة تكفير عن العالم. لا يرفض الله لي شيئاً عندما أضرع إليه بصوت ابنه. إن ذبيحتي هي كلا شيء بحدّ ذاتها ولكن عندما أضمّها إلى ذبيحة يسوع المسيح تتقوّى وتستطيع أن تهدّئ الغضب الإلهي، يحبّنا الله بابنه. إن آلام إبن الله المبرّحة تضع دائماً على حدّة غضب الله. 483– إلهي، أتوق أن تتعرّف إليك النفوس وأن ترى انك خلقتها من فيض محبّتك التي لا تُدرك. يا خالقي وسيدي، أشعر وكأنني سأزيح ستار السماء كي يتبدّد شكُّ الأرض بجودتك. 484– إجعل منّي، يا يسوع، ذبيحة طاهرة ومرضيّة امام وجه أبيك، يا يسوع، حوّلني أنا الحقيرة الخاطئة، إلى ذاتك أنت (لأنك قادر على كل شيء) وقدّمني إلى والدك الأزلي. أريد أن أصبح قربان ذبيحة امامك ولكن برشانة عادية أمام البشر. أريد أن تعرف أنت وحدك عطر ذبيحتي. يا إلهي الأزلي، تشتعل، في داخلي، نار تضرّع لا تطفأ، لرحمتك. أفهم وأدرك أن هذه هي مهمّتي هنا وفي الأبديّة. أنت بذاتك طلبتُ إليّ أن أتحدّث عن جودتك وعظم رحمتك. أدرك أحياناً كم يستاء الله من عمل، محمود ربّما، ولكن لم يوسم بطابع النيّة الصافية، هكذا عمل يدفع الله إلى ان يعاقب بدل أن يكافئ. حبّذا لو تتضاءل مثل هذه الأعمال في حياتنا، إلى أدنى حدّ ممكن. وبالحقيقة يجب أن لا توجد ابداً في الحياة الرهبانيّة. 485– أتقبّل الفرح أو الألم، التقدير أو التحقير بنفس الإستعدادات، وأذكر أن كلاهما زائلان. ما همّني ماذا يقول الناس عنّي. لقد تخلّيت من زمن بعيد عن كل ما يتعلّق بشخصي. أُدعى قربانة أو ذبيحة، ليس بالكلام إنما بالأفعال، وذلك بإفراغ ذاتي وبتشبّهي بك على الصليب، يا معلّمي، يا يسوع الصالح. 486- يا يسوع عندما تأتي في المناولة المقدّسة، أنت الذي مع الآب والروح القدس، تنازلت لتسكن في سماء قلبي الصغيرة، أحاول أن أرافقك طيلة النهار ولا أتركك وحدك ولو لبرهة واحدة. رغم أنني برفقة أناس آخرين أو مع فتياتنا، يبقى قلبي دائماً متحداً به. لمّا أنام أقدّم له كل دقّة من دقّات قلبي. لمّا أستفيق أستغرق به دون أن أتلفّظ بكلمة واحدة. لمّا أكون في اليقظة، أعبد الثالوث الأقدس لوقت قصير وأشكر الله لأنه تنازل وأعطاني يوماً آخر، لأن سرّ تجسّد إبنه تجدّد فيّ مرّة أخرى ولأن آلامه المليئة حزناً عادت وانكشفت أمام عينيّ. أحاول أن أسهّل مروره من خلالي إلى الآخرين. أذهب إلى أي مكان مع يسوع. يرافقني حضوره حيثما أكون. 487– في غمرة آلام النفس والجسد، أحاول أن أصمت، فتسترجع روحي القوّة المتدفّقة من آلام يسوع: أحتفظ أمام عيني بوجهه الكئيب والممزّق والمشوّه، كما أحتفظ بقلبه الإلهي الذي طعنته الخطايا لا سيّما جحود النفوس المختارة. 488– لقد نُصِحتُ مرّتين أن اتحضّر لآلام تنتظرني في وارسو. أعطاني اوّل تنبيه صوت سمعته في داخلي، وتلقيت ثاني تنبيه وقت الذبيحة الإلهيّة. قبل رفعة القربان رأيت الرب يسوع على الصليب وقال لي: «إستعدّي لمزيد من الآلام». شكرت الرب على نعمة التنبيه هذه وقلت له: «بالحقيقة لن أتعذّب أكثر منك يا مخلّصي». ومع ذلك أخذت الأمر بجديّة وبدأت أتقوّى بالصلاة والإماتات الصغيرة حتى اتمكّن من تحمّل عذابات اكثر قساوة عندما تأتيني. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169080321089531.jpg اتكئي رأسَكِ على كتفي، استريحي، أنا دائماً معَكِ. إنني أستعمِلُ الخلائق الضعيفة لأنفّذ عملي السفر من فيلينيوس إلى كراكوف لرياضة ثمانية ايام 489– مساء الجمعة وقت تلاوة السبحة، بينما كنتُ أفكّر في سفر الغدّ وفي أهميّة القضيّة التي سأعرضها على الأب أندراز، إعتراني الخوف لرؤية حقارتي وضعفي من جهة ولعظمة عمل الله من جهة ثانية. أخضعتُ نفسي لإرادة الله وقد سحقني الألم. في هذا الوقت بالذات رأيت يسوع في لباس ناصع قرب مسجدي. قال لي: «لماذا تخافين أن تصنعي إرادتي؟ ألن أساعدك كما فعلت في الماضي؟ كرّرى طلبي على الذين يمثّلونني على الأرض واصنعي فقط ما يقولون لكِ أن تفعليه». عندذاك إسترجعتْ نفسي قوّاها. 490– في صباح اليوم التالي رأيت ملاكي الحارس الذي رافقني طيلة سفري حتى وارسو. إختفى لمّا دخلتُ بوّابة الدير. لمّا مررت بالكنيسة الصغيرة في طريقي إلى عند الرئيسات، سيطر عليّ حضور الله وملأني بنار حبّه. في مثل هذا الوقت أزداد دائماً معرفة بعظمة جلالة الله.لمّا أخذت مقعدي في القطار من وارسو إلى كراكوف، رأيت مرّة ثانيّة ملاكي الحارس إلى جانبي. كان مستغرقاً في الصلاة وفي التأمّل بالله، فرافقته بأفكاري، وتوارى لمّا وصلنا إلى مدخل الدير. 491– غمرتني عظمة الله مجدّداً لمّا دخلت الكنيسة. شعرتُ أنني مستغرقة في الله ومأخوذة به لإدراكي محبته الأبويّة لنا. آه! كم يمتلئ قلبي سعادة لمعرفة الله والحياة الإلهيّة. أرغب أن أشاطر هذا الحبّ مع الآخرين. لا استطيع أن احتفظ بهذه السعادة مُطبقاً عليها في قلبي وحده، لأن ناره تلتهمني و تمزّق أحشائي. أريد أن أذهب إلى أقاصي الأرض واتحدّث إلى النفوس عن عظمة رحمة الله، ساعدوني أيها الكهنة، في هذه المهمّة. إستعملوا من الكلمات أقواها [كل ما لديكم من كلام] لإعلان رحمته لأن ما من كلمة تستطيع ان تصف كم هو، بالحقيقة، رحوم. + ي.م.ي كراكوف 20 تشرين الأول 1935 رياضة روحية لمدّة ثمانية أيّام 492- أيها الإله الأزلي، أنت الصلاح بالذات، لا يُدْرِك لا العقل البشري ولا العقل الملائكي رحمتَكَ. ساعدني أنا ابنتك الصغيرة أن أتمّم إرادتك المقدّسة كما علّمتني إياها. لا أبتغي شيئاً سوى إتمام رغبة الله. يا سيدي ها أنا أقدّم لك نفسي وجسدي وعقلي وإرادتي وقلبي وكل حبّي، سيّرني حسب تصاميمك الإلهية. 493- بعد المناولة فاضت نفسي مجدداً بمحبة الله. فرحتُ بعظمته، ها إني أرى بوضوح إرادته التي عليّ أن أتمّمها كما أرى في الوقت نفسه ضعفي وحقارتي. إني أرى كيف لا أستطيع شيئاً دون مساعدته. اليوم الثاني للرياضة 494- لما كنتُ على وشك أن أذهب إلى غرفة الاستقبال لأرى الأب أندراز شعرتُ بالخوف لأنّ السرّ يُلزم فقط في كرسيّ الاعتراف. لم يكن لذلك الخوف من أساس. كلمة واحدة من الأم الرئيسة طمأنتني. وبينما أنا أدخل إلى الكنيسة، سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «أريدُكِ أن تكوني منفتحة وبسيطة كالطفل مع ممثّلي، تماماً كما أنتِ معي، وإلاّ سأتركُكِ ولن أعُد أتَّصِلُ بِكِ». أعطاني الله، بالحقيقة، نعمة كبيرة: ثقة كاملة، وبعد المحادثة، وهَبَني الله نعمة سلام عميق وضوءاً حول هذا الموضوع. 495- يا يسوع، النور الأزلي، أنِر عقلي، قوِّ إرادتي، ألهِبْ قلبي وكُن معي حسب وعدكَ، لأنني لستُ شيئاً بدونِكَ. أنت تعلمُ يا يسوع كم أنا ضعيفة. لا حاجة أن أقول لك ذلك لأنّك تعلمُ جيّداً كم أنا ضعيفة وإنّني أستمِدُّ قوّتي منكَ. يوم الاعتراف 496- منذ الصباح الباكر ازداد قلقُ نفسي حدّة أكثر من أي شيء أختبِرُهُ من قبل، لقد أهملني الله تماماً. شعرتُ بما كنتُ عليه من ضعف كليّ. ثقلَتْ الأفكار عليّ: لماذا يجبُ أن أتركَ الدير حيث تحبُّني الراهبات والرئيسات، حيث أجدُ الطمأنينة. [إنني مرتبطة] بنذور أبدية وأتمّم واجباتي دون صعوبة. لماذا ينبغي أن أسمع إلى صوت ضميري. لماذا العمل بإلهامات لا أعلمُ من أين مصدرها. أليس من الأفضل أن أثابر مثل باقي الراهبات. ستخفت ربما كلماتُ الرب إن لم أعِرها انتباهي. ربما لا يطلب الله عنها حساباً في يوم الحكم. إلى أين سيقودني هذا الصوت الداخلي. فإذا تبعته فكم من الصعوبات الجمّة والعثرات والعراقيل تنتظرني. أخاف المستقبل وإني أنازع في الحاضر. شعرتُ بكثافة هذا الألم طيلة النهار. ولمّا جاء دوري، عند المساء، لأذهب إلى الاعتراف، لم أستطع أن أصنع اعترافاً تاماً، رغم أنني تحضّرتُ له وقتاً طويلاً. تركتُ الاعتراف دون أن أعلم ما يجول في داخلي. ولمّا ذهبتُ إلى الرقاد ازداد الألم سوءاً. لقد تحوّل بالأحرى إلى نار دخلت إلى كل حواس نفسي، كالبرق يلجُ إلى اللب، وإلى أعماق طيّات قلبي الخفيّة. في وسط هذه الآلام لم أستطِع القيام بأي عمل. (لتكن مشيئتك يا الله)، في ذلك الوقت لم أستطع حتّى التفكير بهذه الكلمات. بالحقيقة لقد استولى عليّ خوف قتّال ولامستني ألهِبَةُ الجحيم. عند الصباح، ساد السكون، واختفت كل العثرات بلحظة عنّي. ولكن شعرتُ بتعبٍ مضنكٍ، ولم أعد أستطيع أن أتحرّك. بينما كنتُ أتحدّثُ إلى الأم الرئيسة استعَدْتُ قواي شيئاً فشيئاً، ولكن الله وحده يعلمُ ما شعرتُ به طيلة ذلك النهار. 497- أيّتها الحقيقة السرمدية، الكلمة المتجسّد الذي أتمَمْتَ بملء الأمانة إرادة أبيك، أصبَحتُ اليوم شهيدة إلهاماتك، بما أنني لا أستطيعُ أن أنفّذها لأنني عديمة الإرادة، رغم أنّي أرى في داخلي إرادتكَ بوضوح. إنّني أخضعُ في كل شيء إلى إرادة رئيساتي بقدر ما تسمحُ لي من خلال ممثّلك، أن أقوم بذلك. فيا يسوع خاصّتي، لا مفرّ من ذلك ولكن أعطي الأفضلية لصوت الكنيسة على الصوت الذي تحدّثني به. بعد المناولة المقدّسة 498- رأيتُ يسوع كالمعتاد، وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «اتكئي رأسَكِ على كتفي، استريحي واسترجعي قواكِ. أنا دائماً معَكِ. قولي إلى صديق قلبي إنني أستعمِلُ الخلائق الضعيفة لأنفّذ عملي». بعد قليل تنشَّطَتْ روحي بقوّة عظيمة. «قولي له إنّني تركْتُهُ يرى ضعفَكِ وقتَ اعترافِكِ لأظهِرَ له ما أنتِ عليه». 499- كلّ معركة أخوضها ببسالة تحمل لي الفرح والسلام والنور والخبرة والشجاعة للمستقبل. فالمجد والإكرام لله والمكافأة لي في النهاية. اليوم هو عيد يسوع الملك 27 تشرين الأول 1997 500- صلّيتُ بحرارة طوال القداس كي يُصبح يسوع ملك كلّ القلوب، وكل تشعّ نعمته الإلهية في كل نفس. ثم رأيْتُ يسوع كما هو مصوّر في الرسم وقال لي: «يا ابنتي، إنّكِ تعطيني أكبر مجد بإتمامِكِ رغباتي بكل أمانة». 501- كم هو رائعٌ جمالُكَ يا يسوع عروسي! زهرة حيّة تضمّ ندىً منعِشاً للنفس العطشى. تستغرقُ نفسي فيك. أنت وحدَكَ سببُ أمنياتي ونضالي. اجعلني أتّحدُ بكَ قدر المستطاع وبالآب والروح القدس. دعني أحيا وأموت بكَ. 502- للحب وحده معنى، فهو يرفعُ أصغر أعمالنا إلى اللانهاية. 503- يا يسوع خاصّتي، لا أعرف بالواقع كيف أعيش بدونك. لقد التَحَمَتْ روحي بروحِكَ. فلا أحد يستطيعُ أن يفهم ذلك. يجب أوّلاً أن نعيش فيك حتى نتعرف إليك في الآخرين. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169080321089531.jpg جعلَني حبُّكِ وتواضُعُكِ أتركُ عرشي السماويّ لأتّحدَ بِكِ بحبٍّ يملأُ الهوَّة بين عظمتي وحقارتِكِ 504- لا أصنعُ شيئاً دون إذنِ معرِّفي وموافقة رئيساتي في كل شيء، لا سيّما بما يتعلّق بهذه الإلهامات وبطلبات الرب. سأصرفُ كل وقتي الحرّ مع الضيف الإلهي في داخل نفسي. سأحافظ على السكون الداخلي والخارجي كي يستريح يسوع في قلبي. إنّ راحتي العذبة ستكون في خدمة وإرضاء الراهبات، في نسيانِ ذاتي والتفكير بما يُسِرُّ الراهبات. سوف لا أعطي تبريرات من داخل ذاتي ولن أدافع عن ذاتي عندما أُنتَقَدُ. سأتركُ الآخرين يحكمون عليّ كما يشاؤون. لي صديقٌ واحدٌ أمينٌ أعْهَدُ به في كل شيء، ألا وهو يسوع في الإفخارستيا ومعرّفي ممثّله. سأبقى صامته مثل يمامة ودون تذمّر في وسط الآلام الجسدية والروحية وكذلك في الظلمة واليأس. سأُفرِغُ ذاتي دون انقطاع على قدميهِ حتى أنال الرحمة للنفوس التعيسة. 505- غرِقَتْ كلُّ تفاهتي في بحر رحمتِكَ. بثقة طفل، أرمي بنفسي على ذراعيكَ، يا أب الرحمة، حتّى أُعَوِّضَ عن شكّ نفوس عديدة تخاف أن تثق بِكَ. آه! كم هي قليلة النفوس التي تعرِفُكَ. كم أتوقُ أن تتعرّف النفوس إلى عيد الرحمة. الرحمة هي إكليل أعمالِكَ. إنّك تزوِّدُ الجميع بمحبّة الأمّ الأكثر حناناً. + ي.م.ي كراكوف 27 تشرين الأول 1935 الأب أندراز – مرشد روحي 506- «لا تصنعي شيئاً دون موافقة الرئيسات. يجب أن تمعني التفكير بهذا الموضوع وأن تصلّي كثيراً. يجب أن تتيقّظي كثيراً في هذه الأمور، يا أختي، لأنّ إرادة الله، في وضعِكِ الحالي، هي أكيدة وواضحة. إنّكِ بالواقع مرتبطة بهذه الجمعية بنذورات، لا سيّما بنذورات مؤبّدة. فلا مجال للشّك. إنّ ما تختبرينه في الداخل، يا أختي، هو مجرد وميض مشروع. يمكن أن يُحدِث الله بعض التغييرات، ولكن هذه الأشياء هي نادرة فلا تستعجلي، يا أختي، إلى أن تحصلي على معرف أكثر دقة. إنّ أعمال الله تسيرُ ببطء، إذا كانت هي حقاً أعماله فستتعرّفين إليها بوضوح، وإن لم تكن منه فستتلاشى بسرعة. وأنتِ بطاعَتِكِ لن تضيعي. تحدّثي بصراحة إلى معرّفِكِ عن كل شيء وأطيعيه طاعة عمياء». «في الوقت الحاضر، يا أختي، ما من شيء تصنعيه أكثر من أن تتحمّلي الألم، إلى أن يحين الوقت ليتّضح كل شيء، أي كل الأمور تنحلّ. أنتِ على استعداد كلّي بالنسبة إلى هذه المواضيع. تابعي إذاً ببساطة وبروح الطاعة. تلك هي علامة صالحة. إذا ثابرْتِ في هذه الحال، فلن يسمح الله لك أن تقعي في خطأ. على كل حال ابتعدي، قدر المستطاع، عن هذه الأمور ولكن إذا تعثّرَتْ طريقك، رغم ذلك، فتقبّليها بهدوء ولا تخافي شيئاً. أنتِ بين أيادٍ سليمةٍ لإلهٍ كلّي الصلاح. لا أجد أي وهم أو أي شيء ضدّ الإيمان في كلّ ما قلتِهِ لي. هي أمور جيدة بحدّ ذاتها، وكم يستحسن لو كان هناك مجموعة من النفوس تضرعُ إلى الله من أجل العالم، لأننا كلّنا بحاجة إلى الصلاة. لديكِ مرشد روحي صالح، ابْقَيْ معه واطمئِنِّي. أثبُتي في أمانتِكِ لإرادة الله ونفّذيها. أما بما يتعلّق بواجباتِكِ، فقومي بها دائماً كما يُطلَبُ منكِ، وكما يُطلبُ منكِ أن تقومي بها مهما كانت مُذِلَّة أو مُضنِكة. اختاري دائماً المكان الأخير، حينئذٍ يقولون لك: (اذهبي إلى مكانٍ أعلى). اعتبري ذاتك الأخيرة في الروح وفي تصرفاتِكِ، في كل الدير وفي الجمعية كلّها. كوني أمينة لله في كل شيء وفي كلِّ وقت». 507- أتمنّى يا يسوع خاصّتي، أن أتألّم وأحترق في لهيب حبّك في كل المناسبات في حياتي، أنا خاصّتُكَ، أنا بكلّيتي خاصّتك، وأرغب أن أختفي فيك يا يسوع، أرغب أن أضيع في جمالك الإلهي أنت تلاحقُني بمحبّتكَ يا رب. إنّك تلجُ نفسي مثل شعاع الشمس، وتبدّل ظلمتها إلى نورِكَ. أشعر بكلّ حيوية إنني أعيش فيك كشرارة صغيرة تبتلعُها النار التي لا توصف والتي لا تُحرق بها، أيها الثالوث غير المدرك. ما من سعادة أكبر من سعادة حب الله، نستطيع منذ الآن أن نتذوّق هنا على الأرض سعادة الذين هم في السماء باتحادٍ وثيقٍ بالله، اتّحاد خارق العادة لا نستطيع أن ندركه غالباً. نستطيع أن نصل إلى هذه النعمة بالذات من خلال أمانة بسيطة للنفس. 508- عندما يبدأ الكره أو الضجر في واجباتي أن يتملّكني، أتذكّر أنني في بيت الله حيث لا شيء صغير، وحيث مجد الكنيسة، وتقدّم العديد من النفوس يتعلّق بعملي الصغير هذا، الذي أُنجِزُهُ بطريقة إلهية. على كل حال، ما من شيء صغير في جمعيّة رهبانية. 509- أتذكّرُ وقت الصعوبات التي أختبِرُها، إنّ وقت المعركة لم ينتهِ بعد. أتسلَّحُ بالصبر، فأنتصرُ بذلك على مهاجميّ. 510- لا أُفتِّشُ إطلاقاً عن الكمال بطريقة فضوليّة، ولكن أتمحَّصُ في روح المسيح، وأركِّزُ عيني على أعماله كما يختصرها الإنجيل، حتى ولو عشتُ ألف سنة فلن أستنفذ كل ما يحتويه. 511- لا أتعجَّبُ كثيراً عندما لا تُقَدَّرُ جهودي، بل تُشْجَب، لأنني أعرف أن الله وحده يَسْبُرُ قلبي. لن تموت الحقيقة ويسترجع القلب الجريح السلام في الوقت المناسب، وتتقوّى روحي عبر الصعوبات. لا أسمعُ دائماً إلى ما يقوله قلبي لي، ولكن أستلهِمُ دائماً الله، وعندما أشعُرُ أنني استرجعْتُ اتّزاني، حينئذٍ أقولُ أكثر. 512- يوم تجديد النذورات. غمر حضور الله نفسي. رأيتُ يسوع وقت القداس وقال لي: «أنتِ فرحي الكبير. جعلَني حبُّكِ وتواضُعُكِ أتركُ عرشي السماويّ لأتّحدَ بِكِ بحبٍّ يملأُ الهوَّة بين عظمتي وحقارتِكِ». 513- يغمرُ الحبُّ نفسي. أنا غارقة في محيط حبّ. أشعر أنني أتلاشى وأضيعُ فيه تماماً. 514- يا يسوع، اجعل قلبي شبيهاً بقلبِكَ، أو بالأحرى حوّله إلى قلبِكَ أنتَ، حتى أشعُرَ بحاجات قلوب الآخرين، لا سيّما الحزانى منهم والمتألّمين. فلتسترح شعاعات الرحمة في قلبي. 515- عند المساء، لمّا كنتُ أتمشّى في الجنينة وأتلو سُبحتي، اقتربْتُ من المدافن، فتحتُ البوابة قليلاً، وبدأتُ أصلي لوقت قصير، وسألتهم في داخلي: «أنتم سعداء، أليس كذلك؟». سمعتُ حينئذٍ هذه الكلمات: «نحنُ سعداء بقدر ما أتممنا إرادة الله». وساد الصمتُ من جديد. عدتُ إلى ذاتي أفكر لوقتٍ طويلٍ كيف أنا أتمّم إرادة الله، وأستفيدُ من الوقت الذي أعطاني إياه. 516- في مساء ذلك اليوم، وقد ذهبْتُ إلى النوم، جاءت إليّ إحدى النفوس وأيقظتني بضربات خفيفة على الطاولة قرب السرير، وطلبَتْ إليّ أن أصلي من أجلها. أردْتُ أن أسألها من أنتِ، ولكن سيطَرْتُ على حشريَّتي، وأضفْتُ هذه الإماتة إلى صلاتي، وقدّمتُها كلَّها من أجلها. 517- زرتُ مرة، راهبة مريضة في الأربع والثمانين من عمرها، مشهورة بفضائلها المتعدّدة، وسألتُها: «أنتِ، يا أختي، مستعدّة ولا شكّ أن تقفي في حضرة الرب، أليس كذلك؟». فأجابت: «لقد حضّرتُ ذاتي طوال حياتي لهذه الساعة الأخيرة». ثم أضافت: «لا يعفينا العمر الطويل من المعركة». +يوم تذكار الموتى 518- ذهبتُ باكراً إلى المدافن، ورغم أنّ البوابة كانت موصدة، تدبّرتُ الأمر لأفتحها قليلاً وقلت: «إذا كنتِ، أيتها النفوس العزيزة، تريدين شيئاً، سأكون سعيدة لمساعدتِكِ بقدر ما يسمحُ لي النظام». سمعتُ حينئذٍ هذه الكلمات: «اصنعي إرادة الله، نحنُ سعداء بقدر ما أتممنا إرادة الله». 519- عند المساء، جاءت تلك النفوس، وطلبت إليّ أن أصلي من أجلها، وصلَّيتُ كثيراً من أجلها. وبينما نحن راجعات باحتفال من المدافن، رأيتُ عدداً كبيراً من النفوس تمشي معنا إلى داخل الكنيسة وتصلّي معنا، صلّيتُ كثيراً لأنني قد حصلتُ على إذن رئيستي لأصنع ذلك. 520- وفي الليل زارتني نفسٌ كنتُ قد رأيتُها سابقاً. غير أنها لم تطلب إليّ الصلاة، ولكن وبّختني قائلة إنني كنتُ متكبِّرة ومتعجرفة «وأنتِ تتوسّلين اليوم من أجل الآخرين، بينما ما تزال النقائص تتملَّكُكِ». أجبتُ أنني بالواقع كنتُ متكبِّرةً ومتعجرفةً، ولكن قد اعترفتُ بذلك وكفَّرتُ عن حماقتي، وأنني أثِقُ بصلاح الله، وإذا كنتُ ما أزالُ أسقُطُ من حينٍ إلى آخر، فلا أفعل ذلك عمداً، ولا عن سابق تصميم، حتى في الأمور الصغيرة. غير أنّ النفس ما انفكَّتْ توبّخني قائلة: «لماذا لا تريدين أن تقدِّري عظمتي؟ لماذا أنتِ وحدَكِ لا تُمجِّدين، كما يفعلُ الآخرون، أعمالي العظيمة؟». رأيتُ حينئذٍ أنه كان الشيطان الذي أخذ شكل نفسٍ، فقلت: «يحقُّ المجد لله وحده، فاذهب يا شيطان». فسَقَطَتْ حينئذٍ هذه النفسُ فجأة في هوّةٍ رهيبةٍ أبعد من أن توصف. فقلتُ للنفس التعيسة إنني سأخبِرُ الكنيسة كلها بهذا الأمر. 521- غادَرْنا، يوم السبت، كراكوف وعُدنا إلى فيلينوس – وزُرنا في النهار زيستوكوفا (Czestochowa). بينما كنتُ أصلي أمام الصورة العجائبية، شعرتُ أنني … أُرضي … (جملة غير مكتملة). |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169390777330461.jpg يسوع: أجِدُ لذّتي لا في الأبنية الشاسعة والعمارات الفخمة ولكن في القلب الطاهر والمتواضع 522- سأتغنّى برحمة الرب إلى الأبد. سأتغنّى بها أمام كل الشعوب. لأنها من أكبر صفات الله وهي آية لنا لا تنتهي. تنبَجِسين من الثالوث الإلهي، ولكن من حشا واحد ملؤه الحب. ستظهر بملئها رحمة الرب في النفس عندما يسقط القناع. تتدفّق كل سعادة وحياة من نبع رحمتك يا رب. هكذا ترنّم بنشوة كل الخلائق ويرنّم كل الخلق ترنيمة الرحمة. لقد فُتحت لنا أحشاء رحمة الله من خلال حياة يسوع الممدّد على الصليب، فلا تشكّ ولا تيأس أيها الخاطئ. ولكن ثِق بالرحمة لأنّك تستطيع أن تتقدّس أنت أيضاً. لقد تدفّق من قلب يسوع جدولان بشكل أشعة، لا من أجل الملائكة أو الكاروبيم أو الشاروبيم، ولكن من أجل خلاص الإنسان الخاطئ. ي. م. ي. 523- يا إرادة الله كوني حبّي. يا يسوع أنت تعلم أنه، لو عاد الأمر لي، لما كتبتُ حرفاً واحداً، إنّما أكتبُ فقط بسبب أمر واضح للطاعة المقدسة. الله والنفوس الأخت ماري فوستينا القربان الأقدس 524- يا يسوع، الإله الخفيّ إن قلبي يدركك رغم أنّ القناع يسترك ي. م. ي. فيلنيوس في 24 تشرين الأول 1935 ليتبارك الله 525- أيها الثالوث القدّوس، حيث تكمن حياة الله الداخليّة الآب والابن والروح القدس، السعادة الدائمة عمق الحب الذي لا يُسبَر، المتدفق على الخلائق فيوطّد سعادتها، الإكرام والمجد لاسمك القدّوس إلى أبد الآبدين أمين. لمّا أتأمل بعظمتك وجمالك، يا إلهي، أطفح فرحاً لأن الله الذي أخدمه هو عظيم. أنفّذ إرادته بحبّ وفرح ويزداد حبي له بقدر ما تتعمّق معرفتي به.إنني أتحرّق توقاً أن أحبّه أكثر فأكثر. 526- يوم الرابع عشر. هذا الخميس لمّا كنتُ في العبادة الليلية، لم أستطع أن أصلّي في بادئ الأمر. غمرني شيء من الجفاف. لم أستطع التأمل بآلام يسوع المحزنة. خرّيت ساجدة وقدّمت آلام الرب يسوع الكليّة كآبة إلى الآب السماوي، تكفيراً عن خطايا كل العالم. لمّا وفقتُ بعد الصلاة، مشيتُ نحو مسجدي، فجأة رأيتُ يسوع بقربه. ظهر يسوع كما كان وقت الجلد. كان يحمل على يديه رداءً أبيض ألبسني إياه، وزنّارا حزمني به، وغطّاني بمشلح أحمر شبيه بالذي كان يلبسه طوال آلامه، وبقناع بذات اللون وقال لي: «هكذا سترتدين مع رفيقاتك. إنّ حياتي من الولادة حتى الصليب ستكون نموذجاً لكِ. لكن حدّقي بي وعيشي حسب ما ترين. أريد أن تلِجي روحي بعمق وتفهمي أنني وديع ومتواضع القلب». 527- في إحدى المناسبات، شعرتُ بحاجة إلى الكدّ في العمل وإلى إتمام ما يأمرني به الله. دخلتُ الكنيسة لوقت قصير وسمعتُ صوتاً في نفسي يقول: «لماذا تخافين؟ أتظنّين أنّ ليس لديّ من المقدرة لأقوّيك». في هذا الوقت شعرتُ بقوة خارقة العادة وبدت لي كل الصعوبات التي قد تعتريني لتنفيذ إرادة الله، كلا شيء. 528- يوم الجمعة طوال القداس بينما كانت سعادة الله تغمرني، سمعت هذه الكلمات في نفسي: «لقد عبَرَت رحمتي إلى النفوس من خلال قلب يسوع الإلهي والبشري كشعاع الشمس يمرّ من خلال البلّور». شعرتُ في قلبي وفهمت أنّ كل اقتراب من الله يتمّ بيسوع وفيه ومن خلاله. 529- في مساء اليوم الأخير 15 تشرين الثاني من التساعية في أوسترا براما، بعد إنشاد الطلبة، عرض أحد الكهنة القربان المقدس في الحِقّ لمّا وضعه على المذبح. رأيتُ فوراً الطفل يسوع باسطاً يديه الصغيرتين، نحو أمّه أوّلا، التي ظهرت آنذاك بمظهرٍ مُنعش. ولمّا كانت أم الله تتحدّث معي، بسط يسوع يديه الصغيرتين نحو الجمعيّة. كانت العذراء القديسة تقول لي أن أقبل دون جدل كطفلة صغيرة، كل ما يطلبه إليّ الله وإلاّ، لا يرتضي الله بما أعمل. في هذه اللحظة، اختفى الطفل يسوع وعادت أمّ الله جامدة وأصبحت صورتها كما كانت سابقاً. لكنّ نفسي امتلأت سعادة وفرحاً وقلت للرب: «تصرّف معي كما تشاء، أنا مستعدّة لكل شيء، أما أنت، يا سيدي، ينبغي أن لا تتركني أبداً ولو لبرهة وجيزة». ي. م. ي. لمجد الثالوث الأقدس 530- طلبتُ إلى الأمّ الرئيسة أن تأذن لي بالصوم لمدّة أربعين يوماً، آكل في النهار فقط قطعة خبز، وأشرب كأس ماء. إنّما، عملاً بنصيحة معرّفي ]الأب سوبوكو[ لم توافق الأم الرئيسة على أربعين يوماً، بل فقط على سبعة أيام: «لا أستطيع أن أُبعِدَكِ تماماً عن واجباتك يا أختي، لأن بقيّة الراهبات قد يلاحظن شيئاً ما. أسمحُ لك أن تكرّسي ذاتك للصلاة وأن تدوّني بعضاً من تلك الأشياء، ولكن يصعب عليّ أن أحميكِ فيما يخصّ الصوم، بالواقع أستطيع أن أفكّر بحلّ آخر». ثم قالت: «اذهبي الآن يا أختي، وربما سأفكّر بذلك». في صباح الأحد، عرفتُ أنّ الأم الرئيسة عيّنتني بوّابة وقت الطعام، قصد أن تعطيني مناسبة للصوم. لم أذهب في الصباح إلى الترويقة ولكن بعد قليل قصدتُ الأمّ الرئيسة وسألتها عمّا إذا قد عيّنتني بوّابة لتمكّنني من الصوم دون أن يُكتشف أمري. أجابت الأم: «هذا ما فكّرت به، لمّا عيّنتك، يا أختي». رأيتُ عندئذ أنها فكّرت بما سبق وجال في خاطري. 531- الأحد في 24 تشرين الأول 1935. اليوم الأول. ذهبتُ فوراً أمام القربان المقدس وقدّمت ذاتي ليسوع، في القربان الأقدس، إلى الآب الأزلي: حينئذ سمعتُ هذه الكلمات في نفسي. «إنّ هدفك وهدف رفيقاتك هو أن تتّحدْنَ معي اتحاداً أكثر ما يمكن أن يكون وثيقاً. ستصالحين السماء والأرض من خلال الحب. ستخفّفين غضب الله وتطلبين الرحمة من أجل العالم. أضع تحت عنايتك جوهرتين ثمينتين على قلبي: أعني نفوس الكهنة ونفوس الرهبان والراهبات. ستخصّينهم بصلاتك. وستأتي قوّتهم من ضعفك. ستضمّين الصلوات والصوم والإماتات والتعب وكل الآلام إلى صلاتي وحدي وإماتتي وتعبي وآلامي، حينئذ يتقوّون أمام أبي». 532- رأيتُ الرب يسوع بعد المناولة وقال لي هذه الكلمات: «أدخلي اليوم في روح فقري ورتّبي كل شيء بشكل يُزيل أسباب الحسد منكِ عند أكثر الناس تعاسة. أجِدُ لذّتي لا في الأبنية الشاسعة والعمارات الفخمة ولكن في القلب الطاهر والمتواضع». 533- لما كنتُ وحدي، رحت أفكّر بروح الفقر. رأيت بوضوح أنّ يسوع، رغم أنه سيد كل شيء، لم يملك شيئاً. من مزود مستعار، أمضى حياته يصنع الخير للجميع، بينما لم يكن له مكان يسند فيه رأسه. رأيتُ على الصليب قمّة فقره، لم يكن عليه حتى قميص. يا يسوع من خلال نذري الاحتفالي للفقر أريد أن أكون مثلك. سيكون الفقر أمّي. كما ينبغي أن لا نملك شيئاً خارجياً ولا أن نقتني شيئاً نتصرّف به، كذلك، داخلياً، ينبغي أن لا نشتهي شيئاً. كم هو عظيم فقرك في القربان الأقدس! هل من إنسان عانى أبداً من الإهمال كا عانيتَ أنتَ على الصليب؟ 534- الطهارة. لا حاجة للشرح أن هذا النذر يمنع كل الأشياء التي تحرّمها الوصيتان السادسة والتاسعة: أعمال، أفكار، كلمات، شعور. أُدركُ أنّ النذر الاحتفالي يختلف عن النذر البسيط. أفهمُ ذلك مع كل مضامينه. بينما كنتُ أفكّر بذلك سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «أنتِ عروستي إلى الأبد، ينبغي أن تكون طهارتك أكثر نقاءً من طهارة الملائكة. لأنني لم أدعُ أي ملاك لمثل هذه المودّة التي دعوتك إليها. إنّ لأصغر أعمال عروستي، قيمة لا متناهية للنفس الطاهرة، لا تُدرك أمام الله». 535- الطاعة. «جئتُ لأصنع إرادة أبي، أطعتُ والدي، أطعتُ جلاّديَّ واليوم أُطيعُ الكنيسة». أفهم يا يسوع روحَ الطاعة وفي أي شيء تكمُن. لا تقتصر فقط على القيام بعمل خارجيّ بل تشمل أيضاً العقل والإرادة والرأي. نطيع الله بطاعتنا إلى رئيساتنا. لا فرق إن أصْدَرَ الأوامر، ملاكٌ أو إنسان طالما هو يتصرف باسم الله. يجب أن أُطيع دائماً. لن أكتب كثيراً حول النذورات فهي واضحة وصريحة. أفضّل أن أدوّن بعض الأفكار العامة حول الجمعية. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169390777330461.jpg فوستينا تضع القوانين لرهبنة الرحمة الجديدة التي طلب الرب يسوع أن تؤسّسها 536- لن يكون هناك بيوت فخمة بل كنيسة صغيرة مع جماعة صغيرة تضمّ عدة راهبات، ليس أكثر من عشرة، يكون هناك أيضاً راهبتان في الخارج تهتمّان بالشؤون الخارجية بالرهبنة وبالكنيسة. لا تلبس هاتان الراهبتان الثوب الرهباني بل ثوباً علمانيا. تقدّمان نذورات بسيطة وترتبطان فقط بالرئيسة التي هي راهبة حبيسة. تشتركان في كل الخدمات الروحية في الجمعية. لا ينبغي أبداً أن يكون هناك أكثر من راهبتين وربما واحدة تكفي. ويبقى كل بيت مستقلاً عن باقي البيوت، رغم أنها تتّحد كلها اتحاداً وثيقاً بالقوانين والنذورات والروح. إنما في بعض الحالات الخاصة، يمكن أن تنتقل راهبة من دير إلى دير آخر أو في حالة تأسيس بيت جديد، يمكن أن تُنقل إليها، إذا اقتضت الحاجة، بعض الراهبات من بيت آخر … ويرتبط كل بيت بالأسقف المحلّي. 537- وسيكون لكل راهبة حجرة ولكن الحياة مشتركة في الصلاة والمائدة والنزهات. لن تَعُدْ كل راهبة ترى العالم بعد قضاء النذر، حتى من خلال الحاجز المشبّك – يُغطّى هذا الحاجز بقماش أسود. وستحدّد كذلك المحادثة. ستكون شبه مائتة، لا تفهم العالم ولا العالم يفهمها. ستقف بين السماء والأرض سائلة، دون انقطاع، الرحمة على العالم، لكي يتقوّى الكهنة المعرّضون إلى الأخطار. ولا تأتي كلماتهنّ فارغة فيحافظن على ذاتهنّ دون عيب، في كرامتهنّ السامية رغم أنّ هؤلاء الراهبات لن يكنّ عديدات إنما ستكوننّ بطلات. فلن يكون مكان للجبانات والمتخنّثات. 538- لن يكون هناك فرق بين الراهبات، لا أمهات، ولا محترمات ولا جليلات، كلهنّ متساويات. ولو وُجدت فوارق كبيرة من أصلهِنَّ. نعرف من كان يسوع وكيف واضع نفسه ومع من اتحد. سيكون ثوبهنّ شبيهاً بالثوب الذي لبسه يسوع طوال آلامه. لن يلبسن فقط الثوب (الذي لبسه) بل يجب أن يطبعن ذواتهنّ بالعلامات التي تميّز بها الألم والاحتقار. ستجاهد كل راهبة لنسيان ذاتها التّام وتتحلّى بحب التواضع. فالتي تمتاز بهذه الفضيلة تصبح هي القادرة على إدارة الآخرين. 539– بما أنّ الله قد جعلنا شريكات في رحمته، وأكثر من ذلك، موزّعات تلك الرحمة يجب أن نتحلّى بحب كبير لكل نفس ابتداءً بالنفس المختارة وانتهاءً بالنفس التي لم تتعرّف بعد على الله. نشقّ طريقنا، بالصلاة والإماتة إلى أقل البلدان حضارة ممهّدات الطريق أمام المرسلين. يجب أن نتذكّر دائماً أن الجندي في الصفوف الأمامية لا يستطيع أن يصمد طويلاً دون مساعدة القوّات الخلفية التي تشترك فعلياً في المعركة، ولكن تؤمّن له كل حاجاته. ها هو دور الصلاة؛ على كلٍّ منا أن يتميّز بروح رسوليّة. 540- في المساء وبينما كنتُ أكتب، سمعتُ صوتاً في غرفتي يقول: «لا تغادري هذه الجمعية، أشفقي على ذاتك، فهذه العذابات الكبرى تُضنيكِ». لمّا نظرتُ إلى جهة الصوت لم أرَ شيئاً. فتابعتُ الكتابة. سمعتُ فجأةً ضجّة وهذه الكلمات: «عندما تُغادرين سنحطّمكِ، فلا تُعذّبينا». حدّقت حولي فرأيتُ أشكالاً بشعة. صنعتُ إشارة الصليب فكريًّا فاختفتْ حالاً. كم هي مخيفة بشاعة إبليس! يا لتعاسة النفوس التي عليها أن تبقى برفقته. إنّ رؤيته تفوق عذابات الجحيم اشمئزازاً. 541- بعد قليل سمعتُ صوتاً في داخلي: «لا تخافي شيئاً، لا شيء يحلُّ بك ضدّ إرادتي». بعد كلمات الرب هذه خالجتني قوّة عجيبة، وهلَّلْتُ فرحاً أنّ الله هو صالح. 542- حياة الطالبيّة، عمر القبول: أية فتاة يتراوح عمرها بين الرابعة عشر، والثلاثين. يجب أولاً الأخذ بعين الاعتبار طبع الطالبة والروح التي تتحلّى بها. كما يجب التأكد عمّا إذا كانت تتمتّع بإرادة قويّة شجاعة، لتسير على خطى يسوع بفرح وابتهاج. لأن الله يحب من يعطي بفرح. يجب أن تحتقر العالم وذاتها. ولا ينبغي أن لا يكون النقص في المَهْر عائقاً في سبيل قبولها. وينبغي أن تكون كل المعاملات المتعلّقة بالطالبة واضحة. فلا تُقبَل من هي في وضع معقّد. كل اللواتي يستسلمن للكآبة وعندهنّ استعدادات للحزن، كل المصابات بأمراض معدية، كل ذوات أطباع متقلّبة ويَمِلْنَ إلى الشك بالآخرين هنّ غير مؤهلات للحياة الرهبانية، ولا يجب قبولهنّ. يجب اختيار الأعضاء بعناية كبرى لأنّ عضواً واحداً غير ملائم يكفي أن يزجّ الدير كلّه في الفوضى. 543- مدّة الطالبيّة. تدوم الطالبيّة سنة واحدة. طوال هذا الوقت تتأكّد الطالبة مما إذا كانت تميل إلى هذا النوع من الحياة أو إذا كانت تلائمها. وعلى المديرة أن تدرس بدقّة إذا كانت هذه الطالبة تتلاءم أو لا مع هذا النوع من الحياة. وبعد سنة، إذا ظهرت لديها إرادة ثابتة وشوق عميق لخدمة الله، تُقبل حينئذ في مرحلة الابتداء. 544- تدوم مرحلة الابتداء سنة واحدة دون انقطاع. تدرس المبتدئة في هذه الحقبة الفضائل المتعلّقة بالنذورات وبأهمية هذه النذورات. على المديرة أن تصنع أقصى جهدها لتؤمّن تربية راسخة ولتدرّب المبتدئات على ممارسة التواضع، لأن القلب المتواضع يحافظ بسهولة على النذورات ويختبر الفرح الأكبر الذي يسكبه الله في النفس الأمينة. ويتكرّسن ويتقدّمن نحو الكمال. ويتوجّب عليهن حفظ الأنظمة والقوانين بدقّة كما هي الحال مع الطالبات. 545- بعد مضي سنة في المبتديّة، يمكن أن تُقبَل الراهبة المبتدئة لتقدّم نذوراتها لسنة واحدة إذا ما أُثبِتَت أمانتُها. ويتكرّر هذا الوضع لثلاث سنوات متتالية. قد يُركَن إليها خلالها واجبات ذات مسؤولية. وهي لا تزال مبتدئة، وعليها أن تستمع مع رفيقاتها المبتدئات إلى محاضرات. وعليها أن تمضي الستة الأشهر الأخيرة بكاملها في المبتديّة حتى تتحضّر للنذورات الاحتفالية. 546- وجبات الطعام. لن يكون لدينا لحومات. ستكون وجبات طعامنا على شكل لا تعطي لأي فقير سبباً للحسد. غير أنّ الأعياد قد تختلف عن الأيام العادية. ستأكل الراهبات ثلاث مرات في النهار وتحفظن الأصوام بدقّة، لا سيّما الصومين الكبيرين، وفقاً للروح العريقة. ويكون الأكل متساوياً بين كل الراهبات دون تمييز للحفاظ على الحياة الجماعية نقيّة. وهذا يشمل أيضاً ليس فقط الطعام بل اللباس وفرش الغرف. إنّما إذا مَرِضَت راهبة فستُعطى لها كل عناية. 547- الصلوات. ستشمل ساعة تأمل، الذبيحة الإلهية، المناولة المقدّسة، الصلوات، فحص الضمير مرّتان، صلاة الفرض، السُّبحة، مطالعة روحية، ساعة صلاة في الليل. أما النظام فمن الأفضل وضعه بعد أن نبدأ هذا النمط من الحياة. 548- سمعتُ فجأة هذه الكلمات في نفسي: «يا ابنتي، سأضمن لك دخلاً ثابتاً تعيشين منه. من واجبِكِ أن تثقي تماماً بي ومن واجبي أن أُعطيكِ ما تحتاجين إليه. سأكون مرتبطاً بثقتِكِ. فإذا كانت ثقتكِ كبيرة فلن يكون لكَرَمي حدود». 549- العمل. كأناس فقراء، ستقوم الراهبات بكل أعمال الدير. ينبغي أن تفرح كل راهبة عندما تُعطَى عملاً متواضعاً أو يتنافى مع طبيعتها. هذا ما يساعدها كثيراً على تربيتها الداخلية. ستبدّل الرئيسة واجبات الراهبات. فذلك ما يساعدهنّ على التخلّي كلياً عن التفاصيل الصغيرة التي تتعلقُ بها كثيراً النساء. إنه لمضحك أن أرى بأمّ العين راهبات يُهمِلْنَ بالواقع أموراً مهمّة لتتعلّقن فقط بالتّرهات، أي بأمور لا قيمة لها. على كل راهبة، حتى الرئيسة، أن تعمل في المطبخ لمدّة شهر. وعلى كل راهبة أن تشترك دوريًّا في العمل اليومي المتوجّب القيام به في الدير. 550- ينبغي أن تكون نواياهنّ صافية دائماً وفي كل شيء، لأن كل نوع من الدوافع الغامضة لا يُرضي الله. ينبغي أن تعترفن بكل المخالفات الخارجية ويطلبن إلى الرئيسة تكفيراً عنها وذلك بروح التواضع. يجب أن تحب بعضهنّ بعضاً حبًّا متسامياً صافياً إذ يرين وجه الله في كل راهبة. تتميّز تلك الجماعة الصغيرة بالمحبّة فلا ينبغي أن يغلقن قلبهنّ، بل عليهن أن يشملن العالم كله. مُصلّيات لكل نفس وفق دعوتهنّ. فإذا عشنا في روح الرحمة هذه ننالها نحن بدورنا. 551- كم ينبغي أن يكون حب كل راهبة كبيراً للكنيسة. كما يصلّي الطفل الصالح إلى الأم التي يحبّها، هكذا كل إنسان مسيحي يجب أن يصلي إلى أمه الكنيسة. وماذا يقال عنّا نحن الراهبات اللواتي كرّسنا ذاتنا للصلاة من أجل الكنيسة؟ كم هي عظيمة رسالتنا نحن، ومهما كانت خفيّة، يجب أن توضع أعمالنا الصغيرة اليومية على أقدام السيد المسيح كتقدمة تكفير عن العالم. ويجب أن تكون تقدمتنا طاهرة حتى تحسُن لدى الله. وكي تتنقّى تقدمتنا، على قلبنا أن يتحرّر من كل الارتباطات الطبيعية. وعلى عواطفنا أن تتجه نحو الخالق، نحب فيه وحسب إرادته كل الخلائق. وبهكذا تصرّف، تحمل كل روح غيورة الفرح إلى الكنيسة. 552- بالإضافة إلى النذورات، أرى أنّ هناك قانون على الكثير من الأهمية. ورغم أن كل القوانين هي مهمّة، أضع هذا القانون في المكانة الأولى وأعني به الصمت. بالواقع، إذا حُفِظَ هذا القانون بدقّة فأطمئِنُّ حينئذ إلى كل القوانين الباقية. تحب النساء الكلام كثيراً، غير أنّ الروح القدس لا يتكلّم إلى نفس طائشة وثرثارة. يتحدّث بإلهاماته الهادئة إلى النفس المتخشّعة، التي تعرف أن تحفظ الصمت. وإذا حُفِظَ الصمت بدقّة فلا يَعُد هناك مجال للتأفف، والمرارة، والافتراء أو النميمة، ولن تجفّ حينئذ المحبة. وبعبارة وجيزة نتحاشى كل الأمور الخاطئة. فالشفاه الصامتة هي من ذهب صاف وشهادة للقداسة الداخلية. 553- لكن أريدُ أن أتحدّث فوراً عن القانون الثاني أي الكلام. أن نحفظ الصمت حيث يجب الكلام هو نقصٌ وأحياناً خطيئة. إذاً فلنترك الراهبات تشتركن في النزهة. وعلى الرئيسة أن لا تعفيهنّ منها إلاّ لسبب ذي أهمية كبرى. النزهة هي فرصة للتعرف على بعضهنّ بعضاً. فلتُعبِّر كل راهبة عن ذاتها ببساطة لبنيان الآخرين، لا بروح التعالي، ولا، لا سمح الله، بشكل مشاجرة. لأن ذلك لا يتلاءم مع الكمال ومع روح دعوتنا التي يجب أن تتميز خاصة بالمحبة. تُنظَّم، مرّتين في اليوم، نزهة من نصف ساعة. إذا ما عكّرت راهبة الصمت خارج هذا الوقت، ينبغي أن تشتكي على ذاتها فوراً أمام الرئيسة وتطلب عقوبة. وعلى الرئيسة أن تعاقب هذه المخالفات علناً وإلاّ فلتتحمّل مسؤوليتها أمام الرب. 554- مكان الخُلوة. لا أحد يستطيع الدخول إلى مكان الخُلوة إلاّ بإذن خاص من الأسقف وفي حالات لحمل الأسرار للمريضات ليتحضّرن للموت أو للقيام برتبة الدفن. وقد يُسمح لبعض العمال أن يصنعوا بعض التصليحات ولكن يتطلّب ذلك إذناً خاصاً. ويبقى باب الخُلوة دائماً مغلقاً وتحمل الرئيسة وحدها مفتاحاً له. 555- استعمال ردهة الاستقبال. لن تستعمل أية راهبة ردهة الاستقبال دون إذن خاص من الأم الرئيسة التي يتوجّب عليها أن لا تسمح بزيارات متكرّرة. على اللواتي مُتْنَ عن العالم أن لا يرجعن إلى الوراء حتى من خلال المحادثات. ولكن إذا ما ارتأت رئيسة أن تسمح لراهبة بالذهاب إلى ردهة الاستقبال، فلتتبع التوجيهات التالية: عليها أن ترافق هي بذاتها الراهبة، وإذا لم تستطع ذلك فلتتدبّر بأن تحلّ محلّها راهبة أخرى مقيّدة بالسّريّة، فلا يحقّ لها أن تردّد ما سمعت بل أن تُعلِم الرئيسة بكل شيء. ولتكن المحادثات قصيرة إلاّ إذا سُمِحَ بوقت أطول من أجل الزائر. وينبغي أن يبقى الستار مُسدلاً، إلاّ في حالات خاصة. كما لو طلب الوالدان ذلك بإلحاح. 556- الرسائل. تستطيع كل راهبة أن تسلّم إلى الرئيسة الرسائل الموجّهة إلى مطران المحلّة، مختومة. إنّما ينبغي إذن خاص لكتابة أي نوع آخر من الرسائل التي تُسَلَّم إلى الرئيسة مفتوحة. على الرئيسة أن تتصرف بروح المحبة والحكمة، ويحق لها أن تُرسل المكتوب أو تحتفظ به على ضوء ما هو للمجد الأكبر لله. على كل حال، أتمنّى أن تكون تلك الاتصالات نادرة قدر المستطاع. فلتساعد الناس بالصلاة والإماتة لا بالمراسلة. 557- الاعتراف. يُعيّن (أسقف) المحلّة للجماعة المعرّفين العاديّين والمعرّفين الاستثنائيّين. يُعيَّن معرّف عادي واحد يستمع إلى اعتراف الراهبات مرة في الأسبوع. ويأتي المعرّف الاستثنائي مرة كل ثلاثة أشهر ويتحتّم على كل راهبة أن تراه حتى ولو لم تعترف لديه. يدوم تعيين كل من المعرّفين في مهمّته طوال ثلاث سنوات، يُصار بعدها إلى تصويت سري، تعطي الأم الرئيسة نتائجه إلى الأسقف ويمكن أن يتجدّد تعيين المعرّف إلى ثلاث سنوات أخرى، ثمّ بعدها إلى ثلاث سنوات أيضاً. تعترف الراهبات من خلال حاجز مشبّك مُغلق. وتُعطى المحاضرات إلى الراهبات من خلال الحاجز المُغطّى بستار أسود. ولن تتحدّث الراهبات فيما بينهن عن الاعتراف أو المعرّفين. فليصلّين بالأحرى من أجلهم كي ينيرهم الله لإرشاد نفوسهنّ. 558- المناولة المقدّسة. لا ينبغي أن تتحدث الراهبات عن التي تتردّد أكثر أو أقل إلى المناولة المقدّسة. فليَمْتَنِعْنَ عن إصدار الأحكام حول هذا الموضوع الذي ليس هو من صلاحياتهنّ. تعود كل هذه الأحكام إلى المعرّف دون سواه. يمكن أن تتحدّث الرئيسة إلى الراهبة، لا لتقصّي سبب عدم تناولها، بل لتهيّن عليها الذهاب إلى الاعتراف. لا يحقُّ أبداً للرئيسات أن يتجرّأن ويتدخّلن في ضمير الراهبات. يمكن أن تطلب الرئيسة إلى الراهبات تقديم مناولتهن على نيّة معيّنة. على كل راهبة أن تسعى نحو نقاوة كبيرة للنفس حتى تتمكن من استقبال الزائر الإلهي يومياً. 559- في إحدى المناسبات، لمّا خلتُ إلى الكنيسة رأيتُ جدران بناية مصدّعة [بناء مهدّم]. كانت شبابيك الأبواب وإطاراتها دون زجاج وسمعتُ في داخلي هذه الكلمات: «هنا سيكون الدير» خاب أملي قليلاً أن تُصبح هذه الأنقاض ديراً. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169469969613862.jpg الفتاة الصعيدية التى علَّمت سويسرا قواعد النظافة القديسة فيرونيا كل من يقوم بزيارة للسفارة السويسرية فى القاهرة، يشاهد تمثالا لفتاة وهى تمسك مشطا فى يدها اليمنى، وأبريقا للاستحمام فى يدها اليسرى، وتحت التمثال موضوع اسم سانت فيرونيا. وفيرونيا هذه فتاة صعيدية جاءت من بلدة تدعى كركوز، وهى حاليا قرية صغيرة بمركز قوص محافظة قنا، وهى بنت احدى العائلات الغنية هناك، وقد تربت تربية مسيحية حقيقية، وفى عصر الامبراطور مكسيميان (286 ــ 305) حدثت ثورة فى بلاد الغال (فرنسا حاليا)، فتقدم بجيشه من روما إلى هناك لإخماد هذه الثورة، وعندما وصل واكتشف ضخامة حجم المتمردين وعدم قدرته على ردعهم وحده، طلب من والى الاسكندرية أن يمده بالعون من القوات الإضافية لمقاومة هذه الثورة، فأرسل اليه الامبراطور كتيبة من طيبة (بلاد الأقصر حاليا) ويبلغ قوامها حوالى ستة آلاف وستمائة جندى. وكان قائد الكتيبة يدعى موريس، وكانت الكتيبة كلها من المسيحيين، فتحركت السفينة بالكتيبة متوجهة إلى مدينة روما، وهناك قسمت الكتيبة إلى فصائل كل فصيلة تضم نحو خمسائة جندى. وكان من عادة الجنود أن يقدموا ذبائح للأوثان قبل الدخول فى الحرب لضمان أن ينتصروا فى المعارك، وبالطبع رفض موريس وباقى أفراد الكتيبة تقديم الذبائح، فأستدعاهم الإمبراطور مكسيميان وطلب إليهم تقديم الذبائح، فأرسل موريس رسالة إلى الإمبراطور يرفض فيها تقديم مثل هذه الذبائح، فاستشاط الإمبراطور غضبا، وأمر أن يقتل عشر كل مجموعة من فصائل الكتيبة، لعل الباقى يخاف ويرتدع، فلما رأى إصرار الجميع على عدم تقديم الذبائح أمر الإمبراطور بقتلهم جميعا، وتم ذلك فى مدينة آجون مقاطعة فاليس جنوب غرب سويسرا. وهذه المنطقة تعرف حاليا بمدينة سانت موريتس، وتبعد حوالى 100 كم عن جنيف، وتعتبر من أشهر المدن السويسرية. وعودة إلى فيرينا فلقد سافرت مع الكتيبة الطيبية إلى سويسرا للقيام بخدمة التمريض وإسعاف جرحى الحروب، فلما استشهد جميع أفراد الكتيبة، بقيت هى فى هذه المنطقة، وهناك أهتمت بتعليم شعبها تعاليم الدين المسيحى، كما أهتمت بتعليمهم مبادئ الصحة العامة والنظافة، فعلمتهم استعمال المشط للعناية بالشعر ونظافته، كما علمتهم ضرورة الاستحمام المستمر وحسن الهندام، لذلك يرمز لصورها وتماثيلها بفتاة تمسك فى إحدى يديها إناء به ماء، وفى اليد الأخرى تمسك بمشط، واستمرت فيرونيا فى خدمتها بالمنطقة تقوم برعاية المرضى والفقراء، ثم انتقلت إلى مدينة تورتساخ على نهر الراين وهى تقع على الحدود بين سويسرا وألمانيا، وصارت تخدم وتكرس حياتها لخدمة أهل هذه المدينة. واستمرت تخدم فى هذه المنطقة حوالى 11 سنة، وتوفيت فى عام 344م، ويعيد الغرب بعيد وفاتها فى يوم 1 سبتمبر من كل عام. ولقد بنى أهل مدينة تورتساخ كنيسة صغيرة فوق قبرها تهدمت مع المدينة كلها عندما اجتاحتها القبائل الجرمانية، وفى القرن التاسع الميلادى شيد الرهبان البندكتين ديرا مكان قبرها، ولكن ما لبث أن التهمته النيران عام 1279م، فأعيد بناؤه من جديد ومع توالى السنين ألحقت بلدة تورتساخ بدوقية بادن، واهتم أهالى البلدة بعدها بإقامة حمامات المياه المعدنية تحت اسم القديسة فيرونيا، وأصبحت كنيستها وقبرها مقصدا للحجاج. ومع توالى الأيام هدمت الكنيسة، وأقيم مكانها فندق يحمل اسم القديسة فيرينا ST.Verena ويوجد حاليا تمثال لها فى منتصف الجسر المقام بين سويسرا وألمانيا فوق نهر الراين. كما يوجد حوالى 70 كنيسة على اسمها فى سويسرا، و30 كنيسة فى ألمانيا. وهكذا سجل التاريخ قصة الفتاة الصعيدية بنت محافظة قنا التى علمت سويسرا مبادئ الصحة العامة والنظافة وغسل الشعر وتصفيفه. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169547677909721.jpg فوستينا لن تتبرّر نفس دون أن تعود بثقة إلى رحمتي، لذا يخصّص الأحد الأول بعد عيد الفصح لعيد الرحمة 560- يوم الخميس. شعرتُ بقوة تدفعني أن أبدأ في أقرب وقت مستطاع المهمّة التي أوكلها إليّ الرب. وبينما كنتُ أعترف فضّلْتُ رأيي على رأي معرّفي. لم أُدرِك أوَّلاً ذلك. ولكن في ساعة السجود رأيتُ الرب يسوع كما بدا لي في الصورة وقال لي إنه يتوجّب عليّ أن أردّد على معرِّفي وعلى رئيساتي كل شيء قاله لي وطلبه إليّ. «… وافعلي فقط ما يسمحون به لكِ». وأفهمني كم يستاء من الأنانيّين وأنا واحدة منهم. رأيتُ في داخلي ظلّ الأنانيّة، ورميتُ نفسي في التراب أمام عظمته، وطلبتُ إليه المغفرة بقلب منكسر. ولكن لم يتركني يسوع في هذه الحالة وقتاً طويلاً. ملأ نظره الإلهي قلبي بفرحٍ لا أجدُ كلاماً للتعبير عنه، وأفهمني يسوع أنه ينبغي علي أن أزيد من الأسئلة عليه وأن أطلب نصيحته. كم هو عذب، بالواقع، نظر الرب. خَرَقَتْ عيناهُ نفسي إلى أعماق سرّها. وتحدَّثَتْ نفسي إلى الله دون أن ألفظ كلمة. إنني أدرك إنني أعيش فيه وهو يعيش فيّ. 561- رأيتُ فجأة الصورة في كنيسة صغيرة. وتحوّلت الكنيسة فجأة إلى هيكل ضخم وجميل. ورأيتُ في هذا الهيكل أمّ الله مع الطفل على ذراعيها. واختفى، بعد وقت قصير، الطفل عن ذراعيّ أمه. ورأيتُ صورة حيّة ليسوع المصلوب. قالت لي أم الله أن أصنع ما صَنَعَتْ هي؛ أي أن أركّز دائماً نظري على الصليب، حتى في حالة الفرح، وقالت لي إنّ النِّعَم التي أُعطِيَت لي، لم تكن لي وحدي بل لكل النفوس الباقية. 562- لمّا أرى الطفل يسوع طوال القداس، لا يكون دائماً بنفس الحالة، فهو أحياناً فَرِحٌ جدًّا وأحياناً لا ينظر حتى إلى الكنيسة. هو غالباً فَرِحٌ لمّا يُقدِّم المعرّف [الأب سوبوكو] الذبيحة الإلهية. دهشْتُ جدًّا لفرط محبة يسوع له. أرى [يسوع] من وقت إلى آخر يرتدي مريولاً ملوَّناً. 563- قبل أن آتي إلى فيلنيوس وألتقي بمعرّفي، رأيتُ مرة كنيسة صغيرة وبقربها هذه الجمعية! كان في الدير اثنتا عشر غرفة وتعيش كل راهبة منفردة. رأيتُ الكاهن [الأب سوبوكو] الذي ساعدني لأتحضّر إلى الدير، وقد سبق وتعرَّفتُ إليه في الرؤية. رأيته كيف يدبّر كل شيء في الدير بعناية كبرى، يساعده كاهن آخر [ربما الأب ونتوشفسكي Wantuchowsky]. لم أعرفه من قبل. رأيتُ الشعريّة الحديدية مغطّاة بستار أسود ولا تخرج الراهبات إلى الكنيسة. 564- في عيد حبل أمّ الله الطاهرة، سمعتُ وقت القداس حفيف ثياب ورأيتُ أمّ الله الكليّة القداسة في إشعاع جميل. كان ثوبها الأبيض مزخرفاً بوشاح أزرق. قالت لي: «إنك تتسبّبين لي بفرح كبير عندما تعبدين الثالوث الأقدس للنِّعَم والامتيازات التي أُعطِيَتْ لي». ثم اختفت فجأة. التكفيرات والإماتات 565- تحتل الإماتات الداخلية المرتبة الأولى. ولكن بالإضافة إلى ذلك يجب القيام بإماتات خارجية محدّدة بدقة كي يتمكن الجميع من ممارستها. وهذه هي التالية: في أيام الأسبوع، الثلاثة، الأربعاء والجمعة والسبت يُحفظ صوم صارم. كل يوم جمعة تَجلِدُ كل راهبة ذاتها طوال تلاوة المزمور 50، وكل الراهبات في الوقت نفسه وبالتحديد الساعة الثالثة، ويُقدَّم الجلد للنفوس المنازعة. ويقتصر الطعام في الصومين الكبيرين وفي أيام الجذوة وعشيّة الأعياد على قطعة خبز فقط وبعض الماء مرة في النهار. ولتمارس كل راهبة هذه الإماتات المقرّرة للجميع. إذا أرادت إحداهنّ أن تقوم بإماتات إضافية، عليها أن تطلب إذناً من الرئيسة. هناك أيضاً أماتة عامة، لا يُسمَحْ لأية راهبة أن تدخل حجرة رفيقتها دون إذن خاص من الرئيسة. ولكن يحق للرئيسة أن تدخل، من وقت إلى آخر ودون سابق إنذار، إلى حجرة الراهبات، لا بداعي التجسس بل بروح المحبة والمسؤولية التي تحملها قدّام الله. ولا تُقفِل أية راهبة على شيء بل يكون مفتاح عام بحوزة الجميع. 566- ذات يوم بعد المناولة المقدسة، رأيتُ الطفل يسوع واقفاً قرب مسجدي ومتَّكئاً عليه بيديه الصغيرتين. رغم أنه لم يكن إلاّ طفلاً صغيراً، امتلأت نفسي رهبة وخوفاً لأنني رأيتُ فيه قاضِيَّ وسيّدي وخالقي، ترتجف الملائكة في حضرة قداسته. وفي الوقت نفسه فاضت نفسي بحبٍّ لا يوصف، فَخِلْتُ أنني سأموت تحت تأثيره. أرى أنّ يسوع قوَّى نفسي ومكَّنَها من الإقامة معه وإلاّ لما تمكَّنْتُ من تحمّل ما اختبرتُه آنذاك. علاقات الراهبات بالرئيسة 567- على كل الراهبات أن يحتَرِمْنَ الأم الرئيسة كما يحتَرِمْنَ يسوع بذاته، كما ذكرتُ لمّا تحدَّثتُ عن نذر الطاعة. ينبغي أن يتصرّفن معها بثقة الطفولة، فلا يتذمّرن أو يُخَطِّئَنَّها في أوامرها فهذا ما يُغيظ الله. لِيَقُدْ روحُ الإيمان كل واحدة في علاقاتها مع الراهبات، ولتطلب ببساطة كل ما تحتاج إليه. لا سمح الله أن تتسبّب أية راهبة بالحزن أو بالبكاء إلى الرئيسات أو بتكرار الإساءة. كما تجبر الوصية الرابعة الابن باحترام والديه هكذا فلتعلم كل راهبة أن الرباط الديني يلزمها باحترام الرئيسة. الراهبة السّيئة وحدها تأخذ حريتها بالحكم على رئيستها. فلتكن الراهبات صادقات مع رئيستهنّ فيخبرنها ببساطة الأولاد عن كل شيء يتعلّق بحاجاتهنّ. فلتخاطب الراهبات رئيستهنّ بهذه العبارة: «مع إذنك، يا أختي الرئيسة». لا يجب أن يُقبّلنّ يدها ولكن كلما التَقَيْنَ بها في الممرات أو دخلن إلى غرفتها، فيحنين رأسهنّ قليلاً قائلات: «ليتمجّد يسوع المسيح». فليُخاطِبنَ بعضهنّ بعضاً بعبارة «أيتها الأخت» ثمّ يُضِفْنَ اسمها. يجب أن تتميز علاقاتهنّ مع الرئيسة بروح الإيمان لا بنزعة عاطفية أو التقريظ. هذا التصرف لا يليق بالراهبة. وقد يُحِّطُ من قدرها. على الراهبة أن تكون حرّة كملكة ولا تستطيع إلى ذلك سبيلاً إن لم تعش بروح الإيمان. علينا أن نطيع الرئيسة ونحترمها ليس لأنها صالحة أو قديسة أو حكيمة، بل لأنها فقط تمثّل الله وبطاعتنا لها نُطيع الله نفسه. علاقة الرئيسة بالراهبات على الرئيسة أن تتميز بتواضعها ومحبّتها لكل راهبة على السواء. فلا تدع نفسها تنقاد بما تحب أو لا تحب، بل بروح المسيح وحده. فلتدرك أنّ عليها أن تؤدّي حساباً إلى الله عن كل راهبة. لا يجب أن تُنَظِّر في الأخلاق بل أن تُعطيهِنّ المثل في التواضع العميق ونكران الذات. تلك هي أجدى أمثولة تعطيها إلى مرؤساتها. عليها أن تتصرّف بحزم دون أن تقسى أبداً. عليها أن تصبر عندما تنزعج من نفس الأسئلة. ولو اضطرت أن تعطي نفس الجواب مئة مرة، عليها أن لا تفقد رصانتها. فلتَسْعَ لتستبق حاجات الراهبات بدل أن تنتظر أن يطلبنها إليها، لأنّ البشر يتميّزون عن بعضهم البعض في أوضاعهم. إذا لاحظت الرئيسة أنّ إحدى الراهبات هي حزينة أو متألّمة، فلتصنع جهدها لتساعدها وتشجّعها. عليها أن تصلّي كثيراً وتستنير كي تعرف كيف تتصرّف مع كل راهبة، لأنّ كل نفس هي عالمٌ قائمٌ بذاته. لله أساليب متنوعة للاتصال بالنفوس، غالباً ما تفوق إدراكنا وانتباهنا. على الراهبة أن تحرص على أن لا تُعيق عمل الله في النفس. لا يجب، وهي غاضبة، أن تُوبِّخ أية راهبة. يجب أن يتلطّف التوبيخ بالتشجيع. يجب أن تساعد الناس على معرفة خطئهم والإقرار به لا أن تسحقهم. على الرئيسة أن تمتاز بحبها للراهبات، وأن تظهره في الأعمال. عليها أن تأخذ على ذاتها كل الأحمال الثقيلة كي تخفّف أحمال الأخريات. لا يجب أن تطلب إليهنّ أية خدمة، بل عليها أن تحترمهنّ كعروسات يسوع وأن تبقى دائماً على استعداد لخدمتهنّ ليلاً نهاراً. فلتطلب بدل أن تأمر. وليكن قلبها مفتوحاً على آلام الراهبات، فلتنظر هي عن كثب وتتعلّم من الكتاب المفتوح الذي هو يسوع المصلوب. فلتصلّي بحرارة كي تستنير، لا سيّما عندما تحتاج أن تُعالج قضية هامة مع إحدى الراهبات، فلتحرص ألاّ تتدخل في ضمير الراهبات، لأنّ هذه النعمة أُعطيت للكاهن وحده. ولكن قد تحتاج راهبة أن تكشف عن نفسها للرئيسة، فلتستمع حينئذ الرئيسة إلى هذا البَوْح. ولكن هي مُلزَمَة بحفظ السّر، إذ لا شيء يسيء إلى شخص أكثر من إفشاء أمر إلى الآخرين نكون قد أؤتمنا عليه سرًّا. تلك هي نقطة الضعف عند النساء. نادراً ما نجد امرأة بتفكير رجل. على الرئيسة أن تسعى إلى اتحاد وثيق مع الله حينئذ يُدير الله من خلالها. ستكون الأم العذراء الكلية القداسة رئيسة الدير، ونصبح نحن بناتها الأمينات. 569- 15 كانون الأول 1935. منذ صباح هذا اليوم الباكر كانت تدفع بي قوّة غريبة إلى التحرّك ولم تترك لي برهة سلام. تحرّك حماس متّقد في قلبي يدفع بي إلى العمل ولم أستطع إطفاءه. هو استشهاد سرّي يعرفه الله وحده. ولكن فليصنع بي ما يرضيه. إنّ قلبي مستعدّ لكل شيء، يا يسوع، أعزّ سيّد لي، لا تتركني ولو للحظة واحدة. أنت تعلم يا يسوع كم أنا ضعيفة وحدي. لذلك أدرك أنّ ضعفي يُجبرُكَ أن تكون معي دون انقطاع. 570- في إحدى المناسبات رأيتُ يسوع في ثوب برّاق، داخل البيت الزجاجي للبنات، [قال لي]: «دوّني ما أقوله لك. إنّ سعادتي هي في اتحادي بِكِ. أنتظر الوقت وأتوق إليه لأصنع إقامتي السريّة في ديرك. سترتاح روحي في ذلك الدير وسأخصّ جيرته ببركتي. حبًّا بكنّ جميعاً سأُبعِدُ كل عقاب تفرضه، على حق، عدالة أبي. يا ابنتي لقد عطف قلبي على طلباتك. تقتصر وظيفتك وواجبك حتماً على الأرض في طلب الرحمة لكل العالم. لن تتبرّر نفس دون أن تعود بثقة إلى رحمتي، لذا يخصّص الأحد الأول بعد عيد الفصح لعيد الرحمة: على الكهنة، في هذا اليوم، أن يُخبِروا كل واحد عن عظمة رحمتي التي لا تُدرك. أُقيمُكِ مدبّرة لرحمتي. قولي للمعرّف إنّ رسمي يجب أن يكون معروضاً في الكنيسة لا داخل الشّعرية في الدير. سأغدق الكثير من النعم على النفوس بواسطة هذا الرسم. لذلك سهّلي وصول كل إنسان إليه». 571- يا يسوع الحقيقة الأزلية، لا أخاف شيئاً، لا الصعوبات ولا الآلام. أخاف شيئاً واحداً فقط وهو أن أُهينَكَ يا يسوع، أفضّل أن أموت من أن أُغيظَكَ. أنت تعرف يا يسوع أنّ قلبي لا يحبّ أحداً سواك. إنّ نفسي هي مستغرقة فيك. 572- آه! كم يجب أن يكون عظيماً حماس كل نفس التي ستعيش في الدير، لأنّ الله يرغب أن يأتي ويعيش معنا، فلتتذكر كل واحدة، إذا كنّا نحن الراهبات لا نتوسّل أمام الله، فمن يتوسّل إذاً؟ على كل واحدة منّا أن تحترق كذبيحة طاهرة أمام عظمة الله، ولكن عليها أن تتّحد بيسوع اتحاداً وثيقاً، كي تُرضي الله. وفيه ومن خلاله فقط نستطيع أن نُرضي الله. 573- 21 كانون الأول 1935. ذات يوم طلب إليّ معرّفي [الأب سوبوكو] أن نذهب وننظر إلى بيتٍ ما، ونرى إذا كان هو البيت عينه الذي شاهدته في الرؤية. ولمّا ذهبتُ مع معرّفي لنرى هذا البيت أو بالأحرى تلك الخربة، أدركتُ بلمحة بصر أنّ هذا هو البيت بالذات الذي سبق وشاهدته في الرؤية. ولمّا لمستُ الألواح المسمّرة إلى بعضها البعض، مكان الأبواب، سيطَرَتْ على نفسي قوّة أشبه ببريق نور، أعطتني ثقة لا تتزعزع. غادرتُ ذلك المكان بسرعة والفرح يملأ قلبي وقد بدا لي أنّ قوة تقيّدني هناك. سُرِرتُ أن أرى أنّ كل شيء ينطبق تماماً مع ما شاهدتُهُ في الرؤية. ولمّا تحدّث إليّ معرّفي، عن طريقة إعداد الغرف وأشياء غيرها، تأكَّدتُ أنّ كل شيء كان كما أخبرني يسوع. كنتُ سعيدة أن يعمل الله من خلال معرّفي ولم أَعْجَبْ أن يكون الله قد أفاض عليه الكثير من النور، لأنّه هو بذاته نور ويعيش في القلب الطاهر والمتواضع، وأنّ كل الآلام والصعوبات لا تهدف إلاّ لإظهار قداسة النفس. لمّا رجعتُ إلى البيت ذهبتُ فوراً إلى الكنيسة لأرتاح قليلاً فسمعتُ فجأة هذه الكلمات في نفسي: «لا تخافي شيئاً أنا معكِ. إنّ هذه الأمور هي بين يديّ وسأجعلها تُثمر حسب رحمتي لأنّ لا شيء يستطيع أن يُعارض إرادتي». |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169547677909721.jpg آه!، لو تستمع النفوس فقط إلى صوتي عندما أتحدّث إليها في أعماق قلبها، لبَلغت إلى قمّة القداسة في وقت قصير ليلة ميلاد 1935 574- استغرقَتْ روحي بالله منذ الصباح الباكر. سيطَرَ حضوره على كل حياتي. عند المساء وقبل العشاء ذهبتُ إلى الكنيسة لدقيقة واحدة لأصلّي إلى القربان، على أقدام يسوع، على نيّة الذين هم بعيدين ويحبّهم يسوع محبة كبرى والذين أنا مُدينة لهم كثيراً. وبينما كنت أصلي مع شخص آخر [ربما الأب سوبوكو] سمعتُ في داخلي هذه الكلمات: «إنّ قلبه هو سمائي على الأرض». وبينما أنا أغادر الكنيسة، غمرتني قدرة الله وأدركتُ كم هو يحبّنا. حبّذا لو استطاع الناس، أقلّه، إدراك وفهم هذه الأشياء. يوم عيد الميلاد 575- قداس نصف الليل، وقت الذبيحة المقدسة، رأيتُ الطفل يسوع في غاية الجمال، باسطاً بفرح يديه الصغيرتين نحوي، وبعد المناولة سمعتُ هذه الكلمات: «إنني دائماً في قلبِكِ، وليس فقط عندما تقبلينني في المناولة المقدسة بل دائماً». أمضيتُ هذه الأعياد بفرح كبير. 576- أيها الثالوث الأقدس، الإله الأزلي، إنّ روحي هي غارقة في جمالك. ليست الأجيال شيئاً في نظرك. فأنت لا تتبدّل أبداً. كم هي جليلة عظمتك. يا يسوع لماذا تخبّئ عظمتك؟ لماذا غادرتَ عرشَكَ السماوي لتسكن بيننا؟ فأجابني الرب: «يا ابنتي، إنّ الحب أتى بي إلى هنا وإنّ الحب يُبقيني هنا. لو تعرفين يا ابنتي، ما هو الاستحقاق الكبير والمكافأة التي يربحها عمل حبٍّ صافٍ لي لكنتِ تموتين فرحاً. أقول هذا حتى تستطيعي أن تتَّحِدي بي دون انقطاع من خلال الحب الذي هو هدف حياة نفسك. هذا هو فعل إرادة. اعلمي أنّ النفس الطاهرة هي متواضعة. عندما تتواضعين وتفرغين ذاتك أمام عظمتي، سأرافقكِ بنعَمي وأرفَعُكِ لقدرتي». 577- لمّا قال لي معرّفي مرة أن أتلو صلاة: «المجد لله في العلى» بمثابة كفّارة، أمضيتُ وقتاً طويلاً وأنا أردّدها مرات عديدة، دون أن أنهيها لأنّ روحي اتّحدت بالله ولم أستطع أن أركّز على الصلاة. غالباً ما تغمرني عظمة الله فأستغرقُ فيه، لا شعوريًّا، من خلال الحب، ولا أعلم حينئذ ما يحدث حولي. لمّا أخبرتُ معرّفي أنّ هذه الصلاة تأخذ مني غالباً وقتاً طويلاً دون أن أتمّمها، قال لي أن أتلوها فوراً في كرسي الاعتراف. غير أنّ روحي استغرقت في الله، ورغم كل جهودي، لم أستطع أن أفكّر كما أريد. حينئذ قال لي المعرّف: «ردّدي بعدي إذا أردتِ». ردَّدتُ كل كلمة وبينما كنتُ ألفظُ كل كلمة تركّزت روحي على شخص [يسوع] الذي كنتُ أسمّيه. 578- في إحدى المناسبات قال لي يسوع شيئاً يتعلّق بأحد الكهنة [ربما الأب سوبوكو] وهو أنّ هذه السنين الحالية هي زينة حياته الكهنوتية. تبدو أيام العذاب دائماً أطول من غيرها ولكن ستمرّ أيضاً ولو ببطء وكأنها تسير إلى الوراء. غير أنّ النهاية هي قريبة وسيكون فرح لا يوصف ولا ينتهي: الأبدية! من يستطيع فهم هذه الكلمة من لَدُنْكَ أيها الإله الذي لا يُدرَك، هذه الكلمة، الأبدية. 579- أعرِفُ أنّ النِّعَم التي يُغدِقُها الله يخص بها بعض النفوس دون سواها وتملأني هذه المعرفة فرحاً. أفرحُ دائماً بخير نفوس الآخرين كما لو كان لي. 580- قال لي الرب في إحدى المناسبات: «إنّ النقائص الصغيرة للنفوس المختارة تجرحُني أكثر من خطايا الذين يعيشون في العالم». تألّمْتُ لأنّ النفوس المختارة تعذّب يسوع. وقال لي يسوع أيضاً: «ليست هذه النقائص الصغيرة كل شيء. سأكشفُ لكِ عن سرّ قلبي: لمّا تعذّبني النفوس المختارة. إنّ نكران الجميل، من قبل [مثل هذه] النفوس، ردًّا على نِعَمي الغزيرة، هو غذاء قلبي المتواصل. إنّ حبّهم هو فاتر ولا أستطيع تحمّل ذلك. تُجبرُني تلك النفوس أن أنبذها. إنّ غير نفوس لا تثق بصلاحي ولا ترغب في اختبار مودّتي العذبة في قلبها، وتفتّش عني بعيداً، فلا تجدني. هذا الشك بصلاحي يؤلمني كثيراً. إذا لم يُقنعكِ موتي بمحبّتي، فما يُقنعُكِ؟ غالباً ما تجرحني نفسٌ حتى الموت ولا من يعزّيني. تستعمل نِعَمي لإهانتي. تحتقر تلك النفوس نِعَمي كما تحتقر براهين حبي على السّواء. لا تريد أن تسمع ندائي فتسير نحو الجحيم. إنّ خسارة هذه النفوس تغرقني في ألَمٍ مُميت. رغم أنني إله فلا أستطيع مساعدة مثل هذه النفوس لأنها تحتقرُني. بما أنها حرّة فبإمكانها أن تزدريني أو تحبّني. أنت القَيِّمة على نعمَتي، حدّثي العالم كله عن صلاحي فهكذا تعزّين قلبي. 581- سأقولُ لكِ أكثر فأكثر عندما تتحدّثين إليّ من أعماق قلبِكِ، حيث لا يستطيع أحدٌ أن يُزعجَ أعمالي، وحيث أستريحُ كما في حديقة مصوّنة». 582- إنّ داخل نفسي هو أشبه بعالم واسع ورائع حيث يعيش الله وأنا. لا يسمح لأحد هنا سوى الله. في بدء هذه الحياة مع الله سيطرَ عليّ الذهول والخوف. لقد أعماني بهاؤه وظننتُ، في ذلك الوقت، أنّه ليس في قلبي، بينما كان يعملُ في نفسي. يزداد حبي نقاوة وقوة وأنّ الرب قاد إرادتي إلى اتحاد وثيق مع إرادته المقدسة. لا يستطيع أحدٌ أن يفهم ما أختَبِرُ في قصر نفسي الرائع حيث يسكن حبيبي دون انقطاع. ما مِن شيء خارجي يُعيقُ اتحادي مع الله. ولو استعملتُ أكثر الكلمات قوة لم أستطع أن أعبّر ولو قليلاً كيف تستمتع نفسي بالسعادة وبحب نقي لا يوصف، طاهر مثل النبع من حيث يتدفّق، أي الله بالذات. يسيطر الله على روحي إلى حدّ أشعر به جسديًّا. ويشترك الجسم في هذه السعادة. رغم أنّ لمسات الله للنفس الواحدة قد تتنوّع فهي، على كل حال، صادرة من نبع واحد. 583- رأيتُ يسوع مرة عطشاناً ومغمى عليه وقال لي: «أنا عطشان». ولمّا أعطيتُهُ ماءً أخذه ولكن لم يشربه بل توارى حالاً. كان لباسه شبيهاً باللباس في وقت عذابه. 584- «لمّا تتأمّلين بما أقوله لكِ في أعماق قلبِكِ تستفيدين أكثر مما لو قرأتِ كتباً عديدة. آه!، لو تستمع النفوس فقط إلى صوتي عندما أتحدّث إليها في أعماق قلبها، لبَلغت إلى قمّة القداسة في وقت قصير». 585- 8 كانون الثاني 1936. لمّا ذهبتُ لأرى رئيس الأساقفة جلبريزكزفسكي، قلتُ له إنّ يسوع يطلبُ إليّ أن أسأل رحمة الله على العالم وأنه ستؤسّس جمعية رهبانية تتوسّل إلى الله من أجل العالم. وطلبتُ منه الإذن لأحقّق كل ما طلبه إليّ يسوع. أجابني رئيس الأساقفة بهذه الكلمات: «بما يتعلّق بالصلاة، فإني آذن لكِ حتى وأشجعكِ، يا أختي، أن تصلّي قدر المستطاع من أجل العالم وأن تسألي له رحمة الله، فنحن بحاجة إلى تلك الرحمة. وأفترضُ أنّ معرِّفَكِ لا يمنعكِ حتماً أن تصلّي على هذه النيّة. ولكن بما يتعلّق بالجمعية، انتظري قليلاً، يا أختي، حتى تتدبّر الأمور بطريقة أفضل. إنّ هذه القضية هي جيدة بحدّ ذاتها، ولكن لا حاجة للتسرّع، فإذا كانت تلك إرادة الله فستُحَقَّقُ عاجلاً أو آجلاً. ولما لا؟ هناك أنواع عديدة من الجمعيات وستؤسّس هذه الجمعية أيضاً إذا كان الله يريدُها. فاطمئنّي تماماً. فالرب يسوع يستطيع أن يعمل كل شيء. اسعي إلى اتحاد وثيق مع الله ولا تيأسي». ملأتني هذه الكلمات بفرح كبير. 586- لمّا غادرتُ مقر رئيس الأساقفة سمعتُ الكلمات التالية في نفسي: «بغية تثبيت روحكِ، سأكلِّمُكِ من خلال ممثّليّ حسبما طلبتُ إليكِ، ولكن اعلمي أنّ التجاوب لن يكون دائماً وفق ما أطلب. سيعارضونكِ في أمور عديدة وستظهر نعمَتي بِكِ من خلال معارضتهم، فتتأكّدين حينئذ أنّ هذا تدبيري. ولكن أنتِ لا تخافي شيئاً. أنا دائماً معَكِ. واعلمي هذا أيضاً، يا ابنتي، ستصنعُ كل الخلائق إرادتي سواء أدرَكَتْ ذلك أم لا، وسواء شاءت أو أَبَتْ». 587- رأيتُ مرة يسوع في عظمة جلالته وتحدَّثَ إليّ بهذه الكلمات: «يا ابنتي، إذا أردتُ، أخلُقُ في هذه اللحظة عالماً جديداً أكثر جمالاً من الأول وستعيشين فيه طوال ما تبقّى من حياتِكِ». فأجبتُ: «لا أريدُ عوالم، أريدُكَ، أنتَ يا يسوع. أريدُ أن أحبّك بنفس الحب الذي تكنّه لي. أطلبُ إليكَ شيئاً واحداً أن تجعل قلبي يحبّك. أتعجَّبُ كثيراً ممّا تعرضُهُ عليّ يا يسوع. ما هي تلك العوالم بالنسبة لي؟ أنت تعلمُ أنّ قلبي، يا يسوع، يموتُ توقاً إليك. كل شيء سواك لا يعنيني بشيء». في ذلك الوقت، لم أعد أرى شيئاً ولكن استولَتْ على نفسي قوة غريبة والْتَهَبَتْ نار غريبة في قلبي ودخلْتُ بشيء من النزاع لأجله. حينئذ سمعتُ هذه الكلمات: «لم أتّحد بأية نفس اتحاداً وثيقاً مثلما أتَّحدُ بِكِ وذلك بفضل تواضعك العميق وحبّك المتأجج». 588- في إحدى المناسبات سمعتُ هذه الكلمات في داخلي: «أعرفُ كل حركة من حركات قلبِكِ، اعلمي يا ابنتي، أنّ أية نظرة من نظراتك موجّهة إلى أحدٍ سواي تجرحُني أكثر من كل الخطايا التي يرتكبُها أي شخص آخر». 589- الحب يُبعد الخوف. منذ بدأتُ أن أحبّ الله بكل كياني وبكل قوة قلبي، غادرني الخوف. حتى ولو سمعتُ عن أكثر الأشياء رعباً عن عدالة الله، فلن أخافَهُ أبداً لأنني قد تعرَّفتُ إليه جيداً. الله هو محبّة وروحه هو سلام. أرى الآن أنّ أعمالي التي أنجزتُها بحبّ هي أكمل من الأعمال التي قمتُ بها بخوف. وضعتُ ثقتي بالله فلا أخافُ شيئاً. لقد سلَّمتُ نفسي إلى إرادته المقدسة فليصنع بي ما يشاء ولن أتخلّى عن حبّه. 590- عندما أقبلُ المناولة المقدسة أتوسَّلُ وأطلبُ إلى الله أن يشفي لساني حتى لا أتخلّف أبداً عن محبة قريبي. 591- يا يسوع أنت تعلم كم أتوق أن أختبئ حتى لا يعرفني أحد سوى قلبك العذب. أريد أن أكون بنفسجة صغيرة مخبأة في الأعشاب، مجهولة في جنينة رائعة حيث تنبت الزنابق والورود الجميلة. إنّ الوردة الجميلة والزنبقة تُرى من بعيد، ولكن على من يريد أن يرى بنفسجة صغيرة، أن ينحني. ينتشر عطرها فقط في البعيد. آه! كم أكون سعيدة أن أختبئ هكذا. يا عروسي السماوي، إنّ زهرة قلبي وعطر حبي الطاهر هما لك. اجتذبتني إليك، يا يسوع، يزداد شوقي إليك تأجُّجاً بازدياد حبي لك. 592- تعلَّمتُ من قلب يسوع أنه يوجد داخل السماء ذاتها، سماء ثانية لا تدخلها إلاّ النفوس المختارة، إنّ السعادة التي تغمرُ بها النفوس هي أبعد من أن توصف. آه! يا إلهي، كيف أستطيع أن أصف ذلك ولو قليلاً. تتشرّب النفوس من ألوهيته وتتنقّل من بهاء إلى بهاء، في نور لا يتبدّل ولكن غير ممل أبداً، يتجدّد دائماً دون أن يتغير. أيها الثالوث الأقدس. عرّف النفوس إلى ذاتك. 593- يا يسوع، لا شيء أَفْيَد إلى النفس أكثر من الإذلال. يَكمُنُ سرّ السعادة في تحقير الذات، لمّا تدرك النفس أنها، بحدّ ذاتها، تعيسة وتافهة، وأنّ كل ما لديها من جودة هو هبة من لَدُنِ الله. عندما تدرك النفس أنها أُعطيَتْ كل شيء مجاناً، وأنّ الشيء الوحيد الذي تملكه من ذاتها هو مجرّد تعاستها، يتبيّن لها حينئذ أنّ كل ذلك يثبّتها في حالة متواصلة من السجود المتواضع أمام عظمة الله. وإنّ الله، وقد رأى النفس في هذه الاستعدادات، يتعقّبها بمراحمه. إذا ما النفس تابعت استغراق ذاتها أكثر فأكثر عمقاً في لجّة تعاستها وحاجاتها، فإنّ الله يستعمل كل قدرته ليرفعها. إذا ما وجدت نفسٌ سعيدة حقًّا على الأرض فلا تكون، بالواقع إلاّ النفس المتواضعة. إنّ محبة الذات، في بادئ الأمر، تتسبّب بكثير من الآلام ولكن بعدما تكون النفس قد جاهدت بشجاعة، فإنّ الله يعطيها من النور ما يمكّنها، على ضوئه، أن ترى أنّ كل شيء هو مليء بالتفاهة وخيبة الأمل. يسكن حينئذ الله وحده في قلبها. إنّ النفس المتواضعة لا تثق بذاتها بل تضع كل ثقتها بالله. يحمي الله النفس المتواضعة ويلجُ هو بذاته إلى أسرارها فتستقرّ النفس في سعادة لا تفوقها سعادة ولا يستطيع أحد إدراكها. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169962631267441.jpg إنّ قوَّتكِ هي في البرشانة فهي ستحميكِ 608- 2 شباط [1936]. في الصباح عندما يوقظني الجرس، يسيطر عليّ الخمول الذي لا أستطيع نفضه عنّي، فأرمي بنفسي في الماء الباردة وبعد دقيقتين يغادرني النعاس. عندما آتي إلى التأمل، يتغلغل في رأسي حشد من الأفكار السخيفة، بحيث أنني أضطّر أن أناضل طوال وقت التأمل. وكذلك الأمر وقت الصلاة. ولكن عندما يبدأ القداس كان قلبي يمتلئ بفرح وسكون عجيبين. في هذا الوقت بالذات أرى سيدتنا مع الطفل يسوع كما أرى الرجل الشيخ القديس [مار يوسف] واقفاً وراءهما. وقالت لي الأم الكليّة القداسة: «خذي أعزّ كنزي» وأعطتني الطفل يسوع. لمّا أخذتُ الطفل بين ذراعيّ، اختفت العذراء وكذلك مار يوسف وتُرِكْتُ وحدي مع الطفل يسوع. 609- قلتُ له: «إنني أدرِكُ أنك سيدي وخالقي، رغم أنك صغير جدًّا». فمدّ يسوع يديه الصغيرتين نحوي ونظر إليّ مبتسماً. فامتلأت روحي بفرح لا شبيه له. ولمّا جاء وقت المناولة اختفى يسوع فجأة. ذهبتُ مع بقيّة الراهبات إلى المائدة المقدسة بتأثّر عميق وبعد الناولة سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «أنا في قلبِكِ، أنا الذي أخذتِهِ بين ذراعيكِ» توسَّلْتُ حينئذ إلى يسوع لأجل إحدى النفوس [الأب سوبوكو] سائلة الرب أن يعطيها نعمة الجهاد وأن يُبعد عنه هذه المشقّة «سيكون حسب قلبِكِ ولكن دون أن ينقص أجرُهُ». تملّك الفرح نفسي لأنّ الله هو كثير الرحمة والجودة. إنّ الله يهبُ كل ما نطلبه إليه بثقة. 610- بعد كل محادثة مع يسوع تتقوّى نفسي فوق العادة وتسود في داخلي طمأنينة عميقة وتشجّعني كي لا أخاف شيئاً في العالم سوى إغاظة يسوع. 611- يا يسوع، أتوسّل إليك، بحقّ جودة قلبك الكلي العذوبة، أن تُخمِدَ غضبك وأن تُرِيَنا رحمتك. لتكن جراحاتك درعاً لنا ضدّ عدالة أبيك. لقد أدركتُكَ، يا الله، كينبوع رحمة تُحيي وتنعش كل نفس. آه! كم هي كبيرة رحمة الرب فهي تفوق كل صفاته. الرحمة هي أكبر صفات الله. كل ما يحيط به يحدّثني عنها. الرحمة هي حياة النفوس. وأنّ حنانه لا ينضب. أيها الرب، أنظر إلينا وعاملنا حسب مراحمك التي لا تُحصى، حسب رحمتك الكبيرة. 612- ذات مرة، اعتراني شكّ فيما إذا كنتُ أغظتُ الله أم لا، بما حدث لديّ. ولمّا لم أستطع إبعاد هذا الشك، قرّرتُ أن لا أتناول دون اعتراف. غير أنني قمتُ حالاّ بفعل توبة، كما اعتدْتُ أن أسأل المغفرة عن هفوات طفيفة. طوال الأيام التي لم أتناول فيها القربان المقدس لم أشعر بحضور الله، ممّا تسبّب لي بألم لا يوصف. غير أنني تقبَّلتُهُ كعقاب للخطيئة. وفي وقت الاعتراف، وُبِّخْتُ على عدم اقترابي من المناولة المقدسة لأنّ ما حصل لي لم يكن عائقاً لتقبّل القربان. تناولتُ بعد الاعتراف ورأيتُ الرب يسوع الذي قال لي: «اعلمي يا ابنتي أنّك أحزنتني بعدم اتِّحادِكِ بي في المناولة المقدسة أكثر من ارتكابِكِ الهفوات الصغيرة». 613- ذات يوم رأيتُ في كنيسة صغيرة ستُّ راهبات يتناولنَ القربان المقدس على يد معرِّفنا [الأب سوبوكو] الذي كان يرتدي درعاً كنسيًّا وبطرشيلاً. لم تكن الكنيسة مزيّنة ولم يكن فيها مساجد. بعد المناولة المقدسة رأيتُ الرب يسوع، كما هو مصوّر في الرسم. ناديتُهُ وهو يبتعد عني: «كيف تمرّ دون أن تقول لي شيئاً يا رب، بدونك لا أصنعُ شيئاً. يجب أن تبقى معي وتباركني وتبارك أيضاً جماعتي هذه ووطني». صنع يسوع إشارة الصليب وقال: «لا تخافي شيئاً فأنا مقيمٌ دائماً معكِ». 614- في اليومين الأخيرين قبل الصوم أُقيمَت كل يوم ساعة سجود تحضيرية مع البنات الداخليّات. طوال الساعتين رأيتُ الرب يسوع كما كان بعد الجلد. كان الألم شديداً في نفسي حتى أنّي شعرتُ في جسدي وفي روحي نفس تلك الآلام. 615- أول آذار 1936. شعرتُ اليوم طوال القداس بقوة غريبة تلحُّ عليّ بأن أبدأ تحقيق رغبات الله. كان إدراكي للأمور التي طلبها إليّ الرب في غاية الوضوح، حتى إذا ادّعَيتُ أنني لم أفهمها أكون كاذبة. لأن ما طلبه الرب كان دقيقاً وواضحاً ولم يعدْ لديّ أقل أثر شك حولها. تأكَّدتُ أنني أذهب إلى أبعد نكران الجميل، إذا تماطلتُ في فهم ما يريد أن يحقِّقهُ الله لمجده ولخير العديد من النفوس، وهو يستعملني كوسيلة حقيرة يحقّق من خلالها تصاميمه الأزلية للرحمة. كم ستكون نفسي عقوق إذا تماديتُ في معارضة إرادة الله. لا شيء يوقفني بعد اليوم، لا الاضطهاد والألم والتّهكم والتهديد، والوساطات والجوع والبرد والصداقات والعداوات والأصدقاء والأعداء، سواء أكانت الأشياء التي أختبرُها اليوم أو التي ستأتي في المستقبل، حتى حقد جهنّم، لا شيء يُثنيني عن عمل إرادة الله. لا أتّكل على قوّتي الذاتية بل على كلِّيّ قدرته، فكما أعطاني نعمة معرفة إرادته، سيعطيني أيضاً النعمة لإتمامها. لا أستطيع أن لا أذكر كم تُعارِض طبيعتي الضعيفة هذه الأشياء مُبدية رغباتها الخاصة، مما يتسبّب في داخلي بصراع شديد شبيه بصراع يسوع في بستان الزيتون. وهكذا صرختُ أنا أيضاً إلى الله الآب الأزلي: «إن كان يُستطاع فأبعد عني هذه الكأس ولكن لتكن مشيئتك يا رب لا مشيئتي، لتكن مشيئتك». لم يعد سرًّا عليّ ما سوف أتحمّله ولكن أقبلُ بملء معرفتي كلّ ما ترسلُهُ لي يا رب. إنني أثق بك، أيها الإله الرحوم سأكون أوّل من يعبّر لك عن هذه الثقة التي تطلبها مني. أيتها الحقيقة الأزلية، ساعديني ونوّري طريق حياتي وأعطيني أن تتحقّق فيّ إرادتك. يا إلهي، لا أطلب شيئاً سوى إتمام إرادتك. فلا همّ إن كانت سهلة أم صعبة. أشعرُ بقوة خارقة العادة تدفعُ بي إلى التحرّك. شيء واحد يوفقني وهو الطاعة المقدسة. يا يسوع، إنك تحثّني بيد وتشدّني إلى الوراء باليد الثانية. في هذا الأمر أيضاً فلتكن مشيئتك. عشتُ في هذه الحالة طوال أيام عديدة دون استراحة. ضعُفَتْ قواي الجسدية ورغم أنني لم أَبُحْ بشيء إلى أحد، فقد تنبّهت الأم الرئيسة [بورجيا] إلى ألمي ولاحظت أنّ مظهري تغيّر وأنّ لوني أصبح شاحباً. طلَبَتْ إليّ أن أنام قبل المعتاد وأن أتأخر في الرقاد. وحمَلَتْ لي كأس حليب ساخن عند المساء. حاوَلَتْ أن تساعدني بقلبها الأمومي والمليء عطفاً. ولكن الأشياء الخارجية لا تؤثّر على الآلام الروحية ولا تنفعها بشيء. من كرسيّ الاعتراف استمدَّيْتُ قوّتي والتعزية بمعرفتي أنه لن يطول الوقت قبل أن ابدأ العمل. 616- يوم الخميس، لمّا ذهبتُ إلى غرفتي رأيتُ البرشانة المقدسة في تألّق ساطع، وسمعتُ صوتاً بدا وكأنه آتٍ من فوق البرشانة: «إنّ قوَّتكِ هي في البرشانة فهي ستحميكِ». وتوارت الرؤية بعد هذه الكلمات. ولكن قوة غريبة خالجت نفسي ونور عجيب أوضح لي أين تكمن محبتنا لله، لا سّيما في صنع إرادته. 617- أيها الثالوث القدوس، الإله الأزلي أريدُ أن ألمع في تاج رحمتك مثل لؤلؤة صغيرة تستمدّ جمالها من شعاع نورك ومن رحمتك التي لا تُسبَر. كل ما هو جميل في نفسي هو لك، أنا لستُ شيئاً، بحدّ ذاتي. 618- في بدء الصوم، طلبتُ إلى معرّفي أن أقوم ببعض الإماتات في هذا الوقت. قيل لي أن لا أخفّف من طعامي ولكن أن أتأمّل، وقت الأكل، بيسوع المسيح على الصليب وقد قَبِلَ الخلّ والمرّ. في ذلك تكمُنُ إماتتي. لم أُدرك أنّ ذلك سيفيدُ نفسي. كانت الإفادة في تأمّلي المتواصل بالآلام ليسوع المحزنة، ممّا جعلني وقت الأكل أفكّر، لا بما أتناول من الطعام، بل بموت الرب. 619- في بدء الصوم، طلبتُ أيضاً أن أبدّل موضوع فحص الضمير فقيل لي أن أصنع كل شيء بنيّة صافية تكفيراً عن الخطأة المساكين. هذا ما جعلني في اتّحاد متواصل مع الله وأنّ هذه النية أتقَنَتْ أعمالي لأنّ كل ما أصنعه يعود بالمنفعة إلى النفوس الخالدة. تصبح كلّ المشقّات والتعب كلا شيء لمّا أفكّر أنها تصالح النفوس مع الله. 620- مريم هي معلّمتي التي ترشدني دائماً كيف أعيش لله. تتنقّى روحي من لطفكِ وتواضعكِ يا مريم. 621- ذات مرة، لمّا مررتُ في الكنيسة أتأمّل لمدّة خمس دقائق وأصلي على نية إحدى النفوس، اتضح لي أنّ الله لا يقبل دائماً تضرعاتنا من أجل النفس التي نفكّر بها، بل يوجّهها إلى نفوس أخرى. لذا ورغم أنّ النفوس المطهريّة التي نريدُ مساعدتها لا تستفيد فإنّ صلاتنا لا تضيع. 622- اتّحاد النفس الودّي مع الله. يقترب الله من النفس بطريقة خاصة يفهمها هو وحده وتفهمها النفس. لا أحد يدرك هذا الاتّحاد السري. يكمن الحب في هذا الاتّحاد والحب وحده يُكمّل كل شيء. يُعطي يسوع ذاته للنفس بطريقة عذبة ولطيفة ويضع سلامه في أعماقها. يغدق على النفس نعماً عديدة ويمكّنها من المشاركة في أفكاره الأزلية. ويكشف لها غالباً عن تصاميمه الإلهية. 623- قال لي الأب إندراز إنّه لشيء رائع أن نجدَ في كنيسة الله مجموعة نفوس تطلب رحمته لأننا كلنا، في الواقع بحاجة إلى رحمته. بعد هذه الكلمات ملأ نفسي نور غير عادي. آه! كم هو صالح الرب. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
إنّ شكّ النفس يجرح قلبي أكثر من الخطايا التي ارتَكَبَتْها 624– 18 آذار 1936. طلبتُ مرة إلى الرب يسوع أن يأخذ المبادرة ويغيّر بعض الأمور، أو أن يأتي بحدث خارجي ما، أو أن يدفع بهنّ إلى طردي من الدير، لأنني وجدتُ من الصعب أن أغادر الجمعية من تلقاء نفسي. وبقيتُ أتألّم من جرّاء ذلك طوال ثلاث ساعات. لم أستطع أن أصلّي ولكن واظبتُ على الخضوع لإرادة الله. في اليوم التالي قالت لي الأم الرئيسة [بورجيا] إنّ الأم الرئيسة العامة [مايكل] ستنقلني إلى فارسو. أجبتُ الأم: «لا ينبغي، ربّما، أن أذهب إلى هناك، بل أن أغادر [الجمعية] مباشرة من هنا». رأيتُ في ذلك العلامة الخارجية التي طلبتُها من الله. فلم تجب الأم الرئيسة. ولكن استدعتني مجدَّداً بعد حين لتقول لي: «أتعلمين يا أختي؟ اذهبي على كل حال ولا تقلقي من إضاعة الرحلة حتى لو اضطررتِ أن ترجعي فوراً». أجبتُها: «حسناً سأذهب». رغم أنّ الألم قبض على قلبي لأنني أدركتُ أنّ القضية ستتأجّل من جرّاء هذه الرحلة. غير أنّني حاولتُ أن أكون مطيعة رغم كل شيء. 625- بينما كنتُ أصلّي عند المساء قالت لي أمّ الله: «يجب أن تكون حياتك شبيهة بحياتي هادئة وخفيّة، باتّحاد متواصل مع الله، تسعين إلى التواضع وتحضّري العالم لمجيء الله الثاني». 626- طوال زياح القربان عند المساء كانت نفسي، لبعض الوقت، متّحدة بالله الآب. شعرتُ أنني بين يديه كطفل صغير وسمعتُ هذه الكلمات في داخلي: «لا تخافي شيئاً، يا ابنتي، ستتبدّد كل الصعوبات على قدميّ». خالج نفسي، عند سماع هذه الكلمات سلام عميق وهدوء داخليّ كبير. 627- لمّا كنتُ أتذمّر لدى الله من أنّه لا يساعدني وأنني أُتْرَكُ وحدي دون أن أعلم ما العمل، سمعتُ هذه الكلمات: «لا تخافي أنا دائماً معكِ». بعد سماع هذه الكلمات خالج نفسي مجدَّداً سلام عميق. وسيطر عليّ وجوده تماماً حتى أنني كنت أتحسّسه. وفاض نور على روحي وشارك جسدي أيضاً بهذه الحالة. 628- عشيّة اليوم الأخير قبل ذهابي إلى فيلنيوس كشَفَتْ لي إحدى الراهبات العجوزات عن حالة نفسها. قالت لي إنها كانت تتألّم داخليًّا منذ سنين عديدة وأنه كان يتراءى لها أنّ كل اعترافاتها هي باطلة وإنّها تشكّ فيما إذا كان الله قد غفر لها أم لا. سألتُها عمّا إذا تحدّثت إلى معرّفها عن ذلك. أجابت أنها تحدّثت مرات عديدة إلى معرّفيها … «ولا شيء يريحني ويبدو لي في كل حين أنّ الله لم يغفر لي». أجبتها: «يجب أن تُطيعي معرّفك، يا أختي، وكوني بطمأنينة تامة، لأن ذلك هو مجرّد تجربة». ولكن طلبَتْ إليّ والدمع في عينيها أن أسأل يسوع إذا كان قد غفر لها، وإذا كانت اعترافاتها جيّدة أم عاطلة. أجبتها بشدّة: «إسأليه أنتِ بذاتك يا أختي، إن كنتِ لا تصدّقين معرَّفيكِ»، ولكنها قبضت على يدي ولم تدعني أغادر قبل أن أعطيَها جواباً. ومكثت تطلب إليّ أن أصلي من أجلها وأن أُعلِمَها ما قد يقول لها يسوع. ولم تدعني أترك، وهي ما تزال تبكي بمرارة وقالت لي: «إني أعلم أنّ يسوع يتحدّث معكِ يا أختي». بينما هي متكبّشة بيدي ولم أستطع إلى الهرب سبيلاً، وعدتُها بأن أصلّي من أجلها. في المساء، وقت زياح القربان، سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «قولي لها إنّ شكّها يجرح قلبي أكثر من الخطايا التي ارتَكَبَتْها». ولمّا نقَلْتُ لها ذلك أخذت تبكي كطفلة وخالج نفسها فرح كبير. وأدركتُ أنّ الله أراد أن يعزّي هذه النفس من خلالي. لقد أتمَمْتُ إرادة الله رغم أنّ ذلك كلّفني غالياً. 629- لمّا دخلتُ إلى الكنيسة، ذات المساء، لأشكر الله على كل النِّعَم التي أغدقها عليّ في هذا البيت، غمرني حضوره فجأة. شعرتُ أنّني كطفلة بين يديّ أفضل أب وسمعتُ هذه الكلمات: «لا تخافي أنا دائماً معكِ» وخالج حبّه كل كياني. وشعرتُ أنني دخلتُ في صداقة حميمة معه لا أستطيع أن أجد كلاماً للتعبير عنها. 630- حينئذ رأيتُ أحد الملائكة السبعة حولي مشعًّا كما في السابق بشكل نور. كنتُ أراه قربي دون انقطاع وأنا سائرة في القطار. كنتُ أرى ملاكاً جالساً في كل كنيسة نمرُّ بقربها، محاطاً بنور أكثر شحوباً من نور الملاك الذي كان يرافقني في سفري. وكان كل واحد من الملائكة الذين يحرسون الكنائس يحني رأسه للملاك الذي يرافقني. لمّا دخلتُ باب الدير في فارسو، توارى الملاك. شكرتُ الله على صلاحه وهو يعطينا ملائكة ليرافقونا. آه! كم هو قليل عدد الناس الذين يفكّرون بهذا الأمر وهو أنّ لديهم هكذا ضيف بقربهم، شاهداً لهم، في الوقت نفسه، لكل شيء. تذكروا أيها الخطأة، أنّ لكم كذلك شاهداً لكل أعمالكم. 631- يا يسوع! إنّ صلاحك يفوق كل إدراك وأنّ رحمتك لا تنضب. الهلاك هو للنفس التي تريد أن تهلك. ولكن التي تريد الخلاص، هناك محيط رحمة الله الذي لاينضب، لنستقي منه. كيف يمكن لأناء صغير أن يحتوي محيطاً لا يُسْبَر. 632- بينما كنتُ أغادر الراهبات، وأنا على وشك الرحيل اعتذرَتْ مني إحداهنّ اعتذاراً شديداً، لأنّ مساعدتها لي في واجباتي كانت ضئيلة، ولأنها لم تكتفِ فقط أن تتوانى عن مساعدتي، بل حاولت أن تضع العراقيل في دربي. غير أنني كنتُ، أعتبرها في أعماق قلبي، محسنة لي لأنها ربّتني على الصبر إلى حدّ جعل مرّة راهبة عجوزاً تقول: «إنّ الأخت فوستينا هي إمّا مجنونة وإمّا قديسة، لأن، بالحقيقة، شخصاً عاديًّا لا يسمح لغيره أن يتصرّف دائماً نحوه بهذا الشكل وبدافع الحقد». تلك الراهبة حاولت أن تضع الصعوبات في عملي إلى حدّ نجَحَتْ، رغم جهودي، في أن تُفسِد كلّ ما أتقنتُ القيام به كما أقرّت هي بذلك قبل ذهابي، وطلبَتْ مني السماح عنه. لم أرد أن أستقصي نواياها واعتبرتُ تصرّفاتها تجربة من لَدُن الله. 633- يأخذني الذهول من حسد الآخرين. لمّا أرى خير الآخر، أفرح له وكأنّه خيري أنا بالذات. فرح الآخرين هو فرحي وآلامهم هي آلامي، وإلاّ لما استطعتُ أن أتواصل مع الرب يسوع. إنّ روح يسوع هي دائماً وضيعة ووديعة وصادقة. كل خبث وحسد وفظاظة مخبّأة في ابتسامة إرادة حسنة هي أشبه بشياطين صغيرة وذكيّة. إنّ الكلمة القاسية الصادرة عن حبّ صادق لا تجرح القلب. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169962631267441.jpg القديسة فوستينا تشاهد أحداث أحد الشعانين و الجمعة العظيمة 634- 22 آذار [1936]. لمّا وصلتُ إلى فارسو، دخلتُ إلى كنيسة صغيرة، لوقت قصير، لأشكر الرب على السفر السليم ولأطلب إليه أن يساعدني ويعطيني النعمة اللازمة لكل ما ينتظرني هناك. أخضَعْتُ نفسي في كل شيء لإرادته المقدسة. سمعتُ هذه الكلمات: «لا تخافي شيئاً، ستصبح كل الصعوبات سبيلاً لإتمام إرادتي». 635- 25 آذار. في الصباح وقت التأمل، خصّني الله بحضوره. فرأيتُ صلاحه الذي لاحدود له، وفي الوقت ذاته، تنازله نحو خلائقه. ثم رأيتُ أمّ الله التي قالت لي: «آه! كم يرتضي الله بالنفس التي تتبع بأمانة إلهامات نِعمِه! أعطيتُ المخلّص إلى العالم. أما أنتِ فعليك أن تحدثي العالم عن رحمة الله الكبيرة وتُعدّيه لمجيئه الثاني، فهو سيأتي لا كمخلّص رحوم، بل كقاضٍ عادل. آه! كم هو مخيف ذلك اليوم. يوم العدالة هو مقرّر، يوم الغضب الإلهي. ترتجف الملائكة أمامه. حدّثي النفوس عن تلك الرحمة الكبيرة طالما هناك وقت [للحصول] عليها. إذا لازمتِ الصمت فسيتوجّب عليكِ أن تؤدّي حساباً عن عدد كبير من النفوس في ذلك اليوم. لا تخافي شيئاً. ثابري في الأمانة حتى النهاية. إنني أتعاطف معكِ». 636- لمّا وصلتُ إلى فالندوف (Walendow) رحّبت بي إحدى الراهبات. «يا أختي، طلما جئتِ إلينا فستسير الآن الأمور على ما يرام». فأجبتها: «لماذا تقولين لي هذا يا أختي». أجابت أنها شعَرَتْ به في نفسها. كانت تلك الراهبة تتميّز بالبساطة وبإرضاء قلب يسوع. كان الدير بالفعل في حالة (اقتصادية) سيئة. لن أذكر كل ذلك هنا. 637- الاعتراف. لمّا كنتُ أتحضَّرُ للاعتراف قلتُ ليسوع المختبئ في القربان المقدّس. «أضرعُ إليك، يا يسوع، أن تكلّمني بِفَمِ هذا الكاهن. وسيكون ذلك علامة لي. لأنه لا يعرف أبداً أنني أريدُ أن أؤسّس رهبنة الرحمة. دعهُ يقول لي شيئاً ما عن هذه الرحمة». لمّا دخلتُ كرسي الاعتراف وبدأتُ أعترف، قاطعني الكاهن وأخذ يحدّثني عن رحمة الله العظمى بحماس لم يسبق لي أن سمعتُ أحداً يحدّثني مثله عنها: «هل تعلمين أنّ رحمة الرب هي أعظم من كل أعماله، فهي إكليل أعماله». واستمعتُ بانتباه إلى كل هذه الكلمات التي كان يقولها الرب من خلال فم الكاهن رغم أنني أؤمن أنّ الله يحدّثنا دائماً من خلال شفاه الكاهن في كرسي الاعتراف، فقد اختبرتُ ذلك بشكل خاص في هذه المناسبة. ورغم أنني لم أُعلن له شيئاً عن الحياة الإلهية في نفسي واكتفيتُ بأن أشكي له إهاناتي، حدّثني هو، من تلقاء نفسه، عن الكثير عمّا يخالج نفسي وألزمني أن أكون أمينة لإلهامات الله. قال لي: «أنتِ تسيرين في الحياة مع أمّ الله التي تجاوبت بأمانة مع كل الإلهامات الإلهية». يا يسوع من يستطيع أن يُدرك أبداً صلاحكَ؟ 638- يا يسوع، أبعد عنّي كل الأفكار التي لا تتوافق مع إرادتك. إنني أعلم أن لا شيء يربطني في هذه الأرض سوى عمل الرحمة هذا. 639- الخميس. رأيتُ عند عبادة المساء، يسوع مجلوداً ومعذباً وقال لي: «يا ابنتي، أريدُ أن تتكلي على معرّفك حتى في الشؤون الصغيرة. إنّ أكبر تضحياتك لن تُرضيني إذا قمتِ بها دون استئذان معرّفك». من جهة، إنّ أصغر التضحيات ستجد قيمة كبيرة إذا قُمتِ بها مع إذنِهِ. إنّ أكبر الأعمال هي كلا شيء، في نظري، إذا قمتِ بها بدافع الأنانية وتستحق العقاب بدل من المكافأة لأنها لا تتطابق مع إرادتي. ومن جهة ثانية إنّ أصغر أعمالِكِ التي تقومين بها مع استئذان معرّفك هي عزيزة عليّ وترضي ناظري. اثبتي على ذلك. وكوني دائماً يقظة، لأنّ نفوساً عديدة تبتعد عن أبواب الجحيم وتعبد رحمتي. لا تخافي شيئاً طالما أنا معك. واعلمي أنّك لا تستطيعين شيئاً وحدك». 640- في يوم الجمعة الأول من الشهر، قبل المناولة، رأيتُ حِقًّا كبيراً مملوءاً بالبرشان المقدس. وضَعَتْ يَدٌ الحِقُّ أمامي، فأخذته بيديَّ وكان في داخله ألوف البرشانات الحيّة. سمعتُ حينئذ هذا الصوت: «لقد أعطيتُ بعض البرشانات إلى النفوس التي نلْتِ لها نعمة الارتداد الحقيقي طوال هذا الصوم». كان ذاك في الأسبوع السابق للجمعة العظيمة. أمضيتُ النهار في خشوع داخلي عميق، متخلّيّة عن ذاتي من أجل النفوس. 641- آه! يا لها من سعادة أن أفرِغ ذاتي من أجل النفوس الخالدة. إنني أُدركُ أنّ على حبة الحنطة أن تُمحَق وتُسحَق تحت حجر الطاحون لتصبح طعاماً. هكذا عليّ أن أُمحَق لأفيد الكنيسة والنفوس، رغم أنّ لا أحد يلاحظ خارجياً نصيحتي. يا يسوع، كم أريد أن أختفي مثل تلك البرشانة الصغيرة التي خارجياً، لا تُبصِرُ العين فيها شيئاً، بينما أنا قربانة مقدسة لك. 642- أحد الشعانين . اختبرتُ هذا الأحد بشكل مميّز عواطف قلب يسوع الكلّي العذوبة. رأيتُ يسوع راكباً جحشاً ابن آتان يرافقه التلاميذ وجمهور غفير حاملين الأغصان في أيديهم، فرحين. وفرش بعضهم الأغصان على أقدام يسوع حيث كان راكباً، بينما رفعها البعض الآخر عالياً في الهواء قافزين وراقصين أمام الرب، حائرين كيف يعبّرون عن فرحهم. رأيتُ جمهوراً آخر أتوا لملاقاة يسوع وأوجههم كذلك تشعّ فرحاً، والأغصان في أيديهم يهتفون فرحاً دون انقطاع. كان هناك أيضاً أولاد صغار. لكن يسوع كان رصيناً وأفهمني كم كان متألِّماً آنذاك. حينئذ لم أعد أرى سوى يسوع وقلبه مشبّع بنكران الجميل. 643- الاعتراف الفصلي. الأب بوكوفسكي (Bukowski). لمّا دفَعَتْ بي قوة داخلية أن لا أؤجّل القضية، لم يعد باستطاعتي أن أجد سلاماً داخلياً. قلتُ إلى المعرّف، الأب بوكوفسكي: إنّه لم يعد باستطاعتي الانتظار. فأجابني الكاهن: «يا أختي، هذا وهمٌ. لا يمكن أن يطلب إليك يسوع هذا. لقد قدَّمْتِ نذوراتِكِ المؤبّدة، فكل ذلك وهمٌ، وأنتِ ترتكبين نوعاً من الهرطقة». وكان يصرخ فيّ، بأعلى صوته تقريباً. وسألته عمّا إذا كان كل ذلك وهماً حقًّا. أجاب: «كل شيء» فقلت له: «قل لي إذاً، من فضلك، أيّ اتجاه عليّ أن أسير فيه». «يا أختي، عليكِ أن لا تتبعي أيّ إلهام. أبعِدي أفكاركِ عن كل هذه الأمور. ينبغي أن لا تُعيري أيّ انتباه إلى ما تسمعينه في داخل نفسك وحاولي أن تُحسني القيام بواجباتك الخارجية، لا تفكّري أبداً بهذه الأمور وأبعديها تماماً عن ذهنِكِ». أجبتُ: «حسناً، كنتُ لغاية اليوم، أتبعُ ضميري ولكن، طالما أنت تُرشدُني، فسأتوقّف، من الآن فصاعداً، عن الاهتمام بما يجول في داخلي». قال حينئذ: «إذا حدَّثَكِ الله من جديد، فاعلميني بذلك من فضلِكِ، ولكن لا ينبغي أن تأتي بأية مبادرة». لا أعلم لماذا كان الكاهن على هذا النوع من القساوة. 644- لمّا غادرتُ كرسيّ الاعتراف طَغَت على نفسي أفكار عديدة. لماذا أكونُ صادقة؟ ليس ما ذكرتُهُ خطيئة، إذاً، ليس من واجبي أن أقرّ به إلى الكاهن. ومرة أخرى، أيّ ارتياح في أن لا أكترث عمّا يجول في داخلي، طالما الأمور هي جيّدة في الخارج. لا ينبغي بعد الآن أن أُعير انتباهاً إلى أيّ شيء أو أن أتبع الأصوات الداخلية التي ألحَقَتْ بي غالباً الكثير من التحقير. سأكون حرّة من الآن فصاعداً. ولكن قد اعترى نفسي من جديد أَلَمٌ غريب. ألا أستطيع، إذاً، أن أتواصل مع الذي تشتاقُ إليه نفسي؟ والذي هو مصدر كل قوّة نفسي؟ فبدأتُ أصرخُ عالياً! «إلى من أذهب يا يسوع؟» ومنذ أن وضع عليّ المعرّف حظراً غَمَرَتْ نفسي ظلمة كثيفة. خفتُ أن أسمع أصواتاً داخلية التي قد تُزيل حَظر معرّفي. مجدَّداً صرتُ أموتُ شوقاً إلى الله. وتفتَّتَ داخلي، إذ لم يَعُدْ لديه إرادة ذاتية وقد أُعيدَتْ كلها إلى الله. كان ذاك يوم أربعاء الآلام. تكاثفت الآلام في يوم الخميس. ولمّا بدأتُ تأمّلي، دخلتُ في شيء من النزاع. لم أشعر بحضور الله، بل ثقلَتْ عليّ عدالته. رأيتُ نفسي صريعة خطايا العالم. وأخذ إبليس يسخر مني: «أنظري، لن تسعَي من الآن فصاعداً إلى كسب النفوس. أنظري كيف كوفِئْتِ. لا يصدِّقكِ أحدٌ أنّ يسوع يطلب إليكِ ذلك. أنظري كم أنتِ تتألّمين الآن وكم ستتألّمين. على كل حال، لقد أراحكِ معرِّفكِ من كل هذه الأمور». أستطيعُ أن أعيش الآن كما أريد، طالما الأمور تسيرُ حسناً في الظاهر. عذّبتني هذه الأفكار المخيفة طوال الساعة بكاملها. لمّا جاء وقت القداس قبض الألم على قلبي. ألَعَلِّي أغادِرُ الجمعية؟ طالما أنذرني الكاهن أنّ ذلك هو نوع من الهرطقة، فهل ابتعدتُ عن الكنيسة؟ صرختُ إلى الرب بصوت داخلي حزين: «خلّصني، يا يسوع». لكن، لم يَلِجْ نفسي شعاع نور واحد، وانهارت قواي، وكأنّ جسدي ينفصم عن الروح، فاستسلمتُ إلى إرادة الله وردَّدتُ: «حقّق يا رب فيّ كل ما قرّرته. لم أعد أملك شيئاً». حينئذ غمرني حضور الله فجأة ودخل في كل كياني. حصل ذلك حين تناولتُ القربان المقدس وفقدتُ كلّ إدراكٍ حولي وكل ما يتعلّق بي. 645- ثمّ رأيتُ يسوع كما هو مصوّر في الرسم. وقال لي: «أخبِري معرِّفكِ أنّ هذا هو عملي وأنني أستعملُكِ كآلة وضيعة». وقلت: «يا يسوع، لا أستطيعُ بعد الآن أن أعمل أيّ شيء تأمرني به، لأنّ معرّفي قالي لي أنّ كل ذلك هو وَهْمٌ ولن يسمح لي أن أطيعَ أيًّا من أوامرك. لن أصنع شيئاً تطلبه مني الآن. آسفة يا سيدي، لم يسمح لي أن أصنع شيئاً وعليّ أن أُطيع معرّفي. أطلبُ السماح منك، بكل جدِّيّة، يا يسوع أنت تعلمُ كم يتسبّب لي ذلك بألَمٍ ولا من يساعدني. لقد منعني معرّفي أن أتبع أوامرك». استمع يسوع إلى دفاعي وتشكّياتي بلطف ورضى. فكَرتُ أنّ يسوع قد يغتاظ كثيراً. ولكن بالعكس كان راضياً وقال لي بحنان: «أخبري دائماً معرِّفكِ عن كل شيء أقولُهُ لكِ وآمُرُكِ به، واعملي فقط ما يسمحُ به. فلا تضطربي ولا تخافي فأنا معكِ». فامتلأت نفسي فرحاً واضمحلّت كل تلك الأفكار المضنية. وخالج اليقين نفسي وغمرتها الشجاعة. 646- بعد قليل بدأتُ أعاني من الآلام التي اعترَتْ يسوع في بستان الزيتون. ودامت إلى يوم الجمعة صباحاً. ويوم الجمعة، اختبرتُ آلام يسوع، ولكن بشكل مختلف. جاء الأب بوكوفسكي، ذاك اليوم من ديربي (Derby). دفعتني قوة غريبة أن أعترف عنده وأخبره عن كل ما حلّ بي وعمّا قاله يسوع لي. ولمّا أخبرتُهُ بذلك كان له موقفٌ مختلفٌ جدًّا وقال لي: «لا تخافي شيئاً، يا أختي، فلن يمَسَّكِ أذًى، لأنّ يسوع لن يسمح بذلك. إن كنتِ مطيعة ومثابرة في هذه الاستعدادات فلا حاجة أن تقلقي من شيء. سيجدُ الله سبيلاً لإنجاز عمله. عليكِ أن تتحلّي دائماً بهذه البساطة وهذا الصدق وأن تُخبِري الرئيسة العامة عن كل شيء. وما قلتُهُ لكِ هو بمثابة تنبيه لأنّ الأوهام تؤثّر حتى على القدّيسين ويلعب الشيطان دوراً هامًّا في ذلك. ويتأتّى ذلك أحياناً من أنانيّتنا. لذا يجب التنبُّه. تابعي، إذاً، كما فعلتِهِ لحد الآن. إنَّكِ تَرَيْن يا أختي أنّك لم تُغيظي الله. ويمكنكِ يا أختي أن تُخبِري مجدَّداً عمَّا حصل لك حتى الآن، معرّفك العادي» [الأب سوبوكو]. 647- فهمتُ شيئاً واحداً من ذلك وهو عليّ أن أصلي كثيراً على نيّة كل واحد من معرِّفِيَّ حتى ينالوا نور الروح القدس. لأنني كلّما أقتربُ من كرسيّ الاعتراف دون أن أسبق اعترافي بصلاة حارّة، فلا يفهمني معرّفي كما يجب. لقد شجّعني الكاهن على أن أصلي بحرارة على هذه النوايا حتى يعطيهم الله معرفة أوفر وإدراك الأمور التي يطلبها إليّ الرب: «اصنعي تساعية بعد تساعية، يا أختي، والله سوف لا يرفض نعمة». 648- الجمعة العظيمة . رأيتُ، الساعة الثالثة، يسوع مصلوباً، نظر إليّ وقال: «أنا عشطان». ثمّ رأيتُ شعاعين ينطلقان من جنبه كما يظهران في الرسم. شعرتُ حينئذ بشوق في نفسي أن أخلّص النفوس وأن أفرِغ ذاتي من أجل الخطأة المساكين. قرَّبتُ نفسي، مع يسوع المنازع، إلى الآب الأزلي من أجل خلاص كل العالم. مع يسوع ومن خلال يسوع، وفي يسوع، هو اتّحادي بك أيها الآب الأزلي. تعذّب يسوع في نفسه يوم الجمعة العظيمة بشكل يختلف تماماً عن [عذاب] خميس الأسرار. 649- قداس القيامة. [2 نيسان 1936]. لمّا دخلتُ الكنيسة استغرَقَتْ روحي في الله، كنزي الوحيد، وغمرني حضوره. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169962631267441.jpg أهمية إرادة الله والإتّكال عليه في حياة القديسة فوستينا 650- يا يسوع معلّمي ومدبّري، قوّني وأنرني في هذه الأوقات الصعبة من حياتي. لا أنتظر مساعدة من البشر: كل رجائي هو فيك، أشعرُ أنني وحدي أمام أوامرك، يا سيدي. رغم مخاوف طبيعتي وارتيابها، إنني أتمّم إرادتك المقدسة وأرغب في أن أتمّمها بالأمانة المستطاعة طوال حياتي وعند موتي. يا يسوع، أستطيعُ كل شيء معك. اصنع مني ما يرضيك. وعند موتي، أعطني فقط قلبك الرؤوف، وهذا يكفيني. يا يسوع سيدي ساعدني. حقّق فيّ كل ما صمّمته منذ كل الأجيال. أنا مستعدّة إلى كل من إشاراتك وإرادتك المقدسة. أنر عقلي كي أستطيع أن أدرك إرادتك. أيها الإله الذي تغزو نفسي، أنت تعلمُ أنني لا أبتغي سوى مجدك. أيتها الإرادة الإلهية، أنت سعادة قلبي وطعام نفسي ونور عقلي وقوة سامية لإرادتي. لذا، لمّا أتّحد بإرادتك، يا سيد، تعمل قوتك من خلالي وتحلّ محلّ إرادتي الضعيفة. أسعى كل يوم إلى تحقيق رغباتك. 651- أيها الإله غير المُدرَك، كم هي عظيمة رحمتُك. تفوق معرفة الملائكة والبشر معاً. لقد انبثق كل الملائكة وكل البشر من عمق أعماق رحمتك الحنونة. الرحمة هي زهرة الحب. الله محبة والرحمة هي عمله. بالرحمة يُكوّن وبالرحمة يُعلَنُ عنه. كل ما أراه يتحدّث عن رحمة الله. إنّ عدالته نفسها تحدّثني عن رحمته التي لا تُسبَر لأنّ العدالة تتدفّق من المحبة. 652- كلمة واحدة أُعيرُها انتباهي وأَزِنُها. فهي كلّ شيء لي، أحيا وأموت بها، ألا وهي إرادة الله . هي غذائي اليومي. كل كيان نفسي يصغي بانتباه إلى رغبات الله. أصنعُ دائماً ما يطلبه إليّ الرب رغم أنّ طبيعتي تتزعزع غالباً وأشعر أنّ عظمة هذه الأمور تفوق قوّتي. أعرف ذاتي جيداً. ولكن أعرفُ أيضاً ما هي نعمة الله التي تقوّيني. 25 نيسان 1936. فالندوف. 653- ذاك اليوم ازداد الألم قساوة في نفسي، أكثر من أي يوم مضى. منذ الصباح الباكر، شعرتُ وكأنّ جسدي قد انفصل عن روحي. شعرتُ أنّ حضور الله قد غمر كل كياني. شعرتُ بكل عدالة الله في داخلي. شعرتُ أنني أقفُ وحدي أمام الله. فكَّرتُ: أنّ كلمة واحدة من معرّفي قد تطمئنني كليًّا. ولكن ما العمل؟ فهو ليس هنا. على أنني قرَّرتُ أن أستنير في الاعتراف. ولمّا كشفتُ عن نفسي إلى الكاهن، خاف أن يتابع سماع اعترافي ممّا تسبّب لي بأقسى الآلام. لمّا رأيتُ تخوّف الكاهن، لم أحصل على السلام الداخلي، لذا قرَّرتُ أن أكشف عن نفسي لمرشدي الروحي فقط، في كل الأمور، من أكبرها إلى أصغرها، وسأتبع توجيهاته بدقّة. 654- أُدرِكُ ألآن أنّ الاعتراف هو الإقرار بالخطايا، ويختلف تماماً عن الإرشاد الروحي. لكن لا أريد أن أتحدّث عن هذا. أريدُ أن أتحدّث عن شيء غريب حصل لي لأول مرة. لمّا راح المعرّف يحدّثني، لم أفهم منه أية كلمة. حينئذ رأيتُ يسوع مصلوباً وقال لي: «عليكِ أن تستنيري وتتقوّي بآلامي». بعد الاعتراف تأمَّلتُ بآلام يسوع المبرّحة وأدركتُ أن ما من ألم يوازي آلام المخلّص وأنّ أصغر النقائص كانت سبب هذه الآلام المبرّحة. فامتلأت نفسي حينئذ بتوبة كبيرة. وفي هذا الوقت بالذات شعرتُ أنني في بحر رحمة الله التي لا تُسبَر. آه! كم ينقصني الكلام لأعبّر عمّا اختبرتُ. أشعرُ وكأنني نقطة غارقة في عمق أعماق محيط رحمة الله. 655- 11 أيّار 1936. جئتُ إلى كراكوف وكنتُ سعيدة بأن أستطيع، أخيراً، أن أُنجز ما كان يطلبه مني الرب يسوع. لمّا كنتُ أتحدثُ مرة إلى الأب أ… [أندراز] وأخبرتُه عن كل شيء تلَّقيتُ هذا الجواب: «صلّي، يا أختي، حتى يوم عيد قلب يسوع الأقدس، وأضيفي على صلواتِكِ بعض الإماتات وسأعطيكِ جواباً. في يوم ذاك العيد». ولكن سمعتُ يوماً، صوتاً في نفسي: «لا تخافي شيئاً، أنا معكِ». بعد هذه الكلمات، شعرتُ بإلحاحٍ قويّ في داخلي، جعلني أقول في الاعتراف، ودون أن أنتظر عيد قلب يسوع الأقدس، إنني أغادِرُ الجمعية فوراً. أجابني الكاهن: «يا أختي، بما أنّك أخذتِ هذا القرار وحدَكِ، فتحمّلي وحدَكِ المسؤولية، غادري». وكنتُ سعيدة أن أغادر. في الصباح التالي غادرني فجأة حضور الله وغطّت نفسي ظلمة كثيفة. لم أستطع أن أصلّي. قرَّرتُ أن أؤجّل هذه القضية إلى بعض الوقت بسبب غياب حضور الله المفاجئ. أجاب الأب أ. [أندراز] أنه غالباً ما يحصل هذا التبديل في النفوس وأنه ليس عائقاً للعمل. 656- لمّا تحدَّثتُ إلى الرئيسة العامة [مايكل] عن كل ما حصل معي قالت: «يا أختي، أنا أسجُنُكِ في بيت القربان مع الرب يسوع، فعندما تغادرين من هناك فستكون تلك إرادة الله». 657- 19 حزيران. لمّا ذهبتُ إلى مقرّ الآباء اليسوعيين لزياح قلب يسوع الأقدس، رأيتُ، عند صلاة المساء، الأشعة ذاتها منبثقة من القربانة المقدسة، تماماً كما هي مرسومة في الصورة. فامتلأت نفسي بتَوْقٍ كبير إلى الله. حزيران 1936 حديث مع الأب أ. [أندراز] 658- «إنّ هذه الأمور هي قاسية وصعبة. إنّ مرشدكِ الروحي الرئيسي هو الروح القدس. نستطيعُ أن نوجّه هذه الإلهامات ولكنّ المرشد الحقيقي هو الروح القدس. إذا قررَّتِ بذاتكِ أن تغادري، يا أختي، فلا أستطيعُ أن أمنَعَكِ أو آمرَكِ بذلك. تأخذين أنتِ وحدَكِ المسؤولية. أقولُ لك هذا، يا أختي: يمكنُكِ أن تبدئي العمل، أنت قادرة على ذلك، لا سيّما أنّك تستطيعين ذلك. بالواقع تلك هي أمور محتملة. كل ما قلتِهِ لي لغاية الآن [قبل نذوراتِكِ المؤبدّة، في كراكوف 1943] يشجّع على بدء العمل. على كل حال يجب أن تكوني يقظة في كل هذه الأمور. صلّي كثيراً كي تستنيري». 659- وقت الذبيحة المقدسة، التي احتفل بها الأب أندراز، رأيتُ الطفل يسوع الذي قالي لي أن أتّكل عليه في كل شيء. «لا شيء يرضيني إذا قمتِ به وحدَكِ حتى لو وضعتِ فيه كلّ جهد». أدركتُ [ضرورة] اتّكالي عليه. 660- يا يسوع في يوم الحكم الأخير، ستطلبُ مني حساباً عن عمل الرحمة هذا، أيها القاضي العادل، ولكنْ عروسي أيضاً، ساعدني لأصنعَ إرادَتَكَ، أيتها الرحمة، أيتها الفضيلة الإلهية. يا قلب يسوع الكلّي الرحمة، يا عروسي، اجعل قلبي شبيهاً بقلبِكَ. 661- 16 تمّوز. أمضيتُ الليل بكامله في الصلاة. تأمَّلتُ بآلام يسوع، فَسَحَقَ ثقلُ عدالة الله نفسي. لَمَستْني يدُ الرب. 662- 17 تمّوز. يا يسوع، أنت تعلمُ كم تعتريني من عراقيل في هذه القضية، وكل عليّ أن أتحمّل من لَوْمٍ وكم من ابتسامات سخرية عليّ أن أتقبّلها برصانة. لا أستيطيعُ وحدي أن أتغلّب على كل ذلك ولكن أستطيعُ كل شيء معَكَ. آه! كم هي عميقة الجروحات التي تسبّبها ابتسامات السخرية، لا سيّما عندما [يتظاهر] صاحبها بأنه يتكلّم بصدق. 663- 22 تمّوز. يا يسوع، إنني أُدركُ أنّ أعمال الإنسان، لا كلامه أو شعوره، هي التي تُثبّتُ عظمته. إنّ أعمالنا تتحدّث عنا. لا تسمح لي أن أحلم في اليقظة، بل شجّعني وقوّني لأتمّم إرادتك المقدسة. يا يسوع، إذا أردتَ أن تتركني في حالة التردّد، حتى إلى آخر حياتي، فليكن اسمُك المقدس مباركاً. تمّوز 664- يا يسوع، كم هي عظيمة سعادتي عندما تأكَّدَتْ لي أنّ الجمعية سترى النور. لم يعُد لديّ أيّ ظل شك حول هذا الأمر وأرى أيّ مجد عظيم ستقدّم لله. ستكون انعكاسَ أعظم صفاتِ الله، أي الرحمة الإلهية. سيتوسّلون دون انقطاع إلى الرحمة الإلهية لأجلهم ولأجل العالم. سينبثق كل عمل رحمة من حبّ الله هذا، الحبّ الذي سيفيضُ عليهم ويملؤهم. سيسعون أن يتحلّوا هم بهذه الصفة العظيمة، أن يعيشوا بها ويحملوا الآخرين إلى معرفتها وإلى الثقة في صلاح الرب. ستكون جمعية الرحمة الإلهية هذه، في كنيسة الله، مثل خليّة نحل وديعة مخبّأة في بستان رائع. ستعمل الراهبات مثل النحل ليقيتَنَّ نفوس جيرانهنّ بالعسل، بينما سيُضاء الشمع لمجد الله. 29 حزيران 1936 665- طلب إليّ الأب أندراز أن أقوم بتساعية على نية معرفةٍ أفضل لإرادة الله. صلَّيتُ بحرارة وأضفتُ بعض الإماتات الجسديّة. نحو نهاية التساعية، اقتبلْتُ نوراً داخليًّأ وتأكيداً أنّ الجمعية ستأتي إلى الوجود وأنّها ستُرضي الله. رغم الصعوبات والعراقيل، خالجَتْ نفسي، من العلاء، طمأنينة وشجاعة كاملتان. أدركتُ أن لا شيء يقاوم إرادة الله أو يُلغيها. أدركتُ أنه يتوجّب عليّ أن أتمّم هذه الإرادة رغم العراقيل والاضطهاد وكل أنواع الآلام ورغم الاشمئزاز الطبيعي والخوف. 666- أدركتُ أنّ كل سعي للكمال وكل قداسة تكمن في صنع إرادة الله. إنّ إتمام إرادة الله الكامل هو النضج في القداسة، فلا مجال للشكّ هنا. أن نتقبّل نور الله ونعرف ما يريده منا ولكن دون أن نقوم به، فذلك إهانة كبرى لعظمة الله. يشبه ذلك عمل لوسيفورس الذي تقبّل نوراً كبيراً ولكن لم يسنع إرادة الله. خالج نفسي سلامٌ فوق العادة لمّا فكَّرتُ أنني، رغم الصعوبات الهائلة، تبِعتُ دائماً إرادة الله بأمانة كما عرفتها. يا يسوع أعطني النعمة لأضع موضع التنفيذ إرادتك، كما أعرفها، يا إلهي. 667- 14 تمّوز. الساعة الثالثة، استلمتُ رسالة [من الأب سوبوكو]. أنتَ وحدَكَ، يا يسوع، تعرفُ كم تألَّمتُ ولكن سأحفظُ الصمت ولن أقول عنها شيئاً لأية خليقة، لأنني أعلمُ أنّ لا أحد يقوّيني. أنت كل شيء لي، يا إلهي، وإنّ إرادتك هي غذائي. أعيشُ الآن بما سأعيشُ به في الأبدية. إنني أجلّ القديس ميخائيل، رئيس الملائكة إجلالاً كبيراً. لم يكنْ لديه مثالاً ليصنع إرادة الله، ومع ذلك لقد أتمّها بأمانة. 668- 15 تمّوز. قدَّمتُ ذاتي كليًّا إلى الأب السماوي من خلال قلب يسوع الكلي العذوبة. فليصنع بي ما يطيبُ له. فأنا لا شيء بذاتي. ولا قيمة لتعاستي. لذا أتخلّى عن ذاتي في محيط، رحمتك يا سيد. 669- 16 تمّوز. أتعلَّمُ كيف أُصبِح صالحة من يسوع الذي هو الصلاح بالذات لأستطيع أن أدَّعي أنني ابنة الآب السماوي. هذا الصباح لمّا جرح أحدهم شعوري، حاولتُ، في هذا الألم، أن أجمع إرادتي إلى إرادة الله، وأن أمجّده في الصمت. بعد الظهر، ذهبتُ للعبادة مدة خمس دقائق، فرأيتُ فجأة الصليب المعلّق على صدري قد انتعش. قالي لي يسوع: «يا ابنتي، إنّ آلامي هي علامة وجودي معَكِ». تأثَّرتُ نفسي في العمق من هذه الكلمات. 670- يا يسوع، معلّمي ومدبّري، أستطيع التحدّث معك وحدك، فلا يسهل الحدث مع أحد سواكَ يا إلهي. 671- في حياتي الروحية سأمسكُ دائماً بيد الكاهن، سأتحدّث فقط معرّفي عن حياة نفسي وحاجاتها. 672- 4 آب 1936. داهمني عذاب داخلي لأكثر من ساعتين. نزاع… فجأة سيطر عليّ حضور الله وشعرتُ كأنني في قبضة الله العادل. انتشرت عدالته فيّ حتى العظم خارجيًّا. فقدتُ قوتي ووعيي. هذا ما جعلني أدرِكُ عظمة قداسة الله وتعاستي المتفاقمة. اعترى نفسي عذابٌ أليم. تدرِكُ النفس أنّ أعمالها ليست دون عيب. فتضعف فيها قوة الثقة. فتتوق النفس بكل قواها إلى الله. غير أنها تدرك حقارتها وأنّ كل ما حولها هو باطل، وجهاً لوجه مع هذه القداسة … فيا لها من نفس مسكينة … 13 آب 673- عذّبتني تجارب مخيفة طوال النهار، تدفّق التجديف من شفَتَيَّ. واشمأزَّيتُ من كل ما هو مقدّس وإلهيّ حولي. غير أنني جاهدتُ طوال النهار. عند المساء، ثَقُلَ عقلي: ما الفائدة من الحديث مع معرّفي عن ذلك؟ سيسخر منه. وملأ نفسي شعور اشمئزاز ويأس وبدا لي أنني لا أستطيع أن أقبل المناولة المقدسة وأنا في هذه الحال. ولمّا فكَّرتُ بعدم قبول المناولة، قبض على نسفي ألَمٌ مخيف، حتى كدتُ أبكي عالياً في الكنيسة. ولكن أدركتُ فجأة أنّ الراهبات كنّ هناك، فقرَّرتُ أن أذهب إلى البستان وأختفي، فأستطيع أقلّه أن أبكي علناً. عندئذ وقف يسوع فجأة بقربي – وقال: «ابنتي، إلى أين تنوين الذهاب». 674- لم أُعْطِ جواباً إلى يسوع وكلن سكبتُ أمامه كلّ حزني، فتوقَّفَتْ تجارب إبليس. قال للي حينئذ يسوع: «إنّ السلام الداخلي الذي حصَلْتِ عليه هو نعمة». واختفى فجأة. شعرتُ بالسعادة وبسلام لا يُحَدّ. حقاًّ، إنّ استرجاع السلام خلال لحظات هو شيء يستطيع يسوع وحده القيام به، هو الرب العليّ. مسبحة الرحمة الإلهية |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169986275072391.jpg فوستينا تشاهد العرش الذي أُعِدّ لها في السماء وترى أمّ الله تبكي وقد اجتاز قلبها سيف 675- لمّا استملتُ الدراسة حول الرحمة الإلهية مع صورة [على الغلاف]، امتلأتُ، بشكل فائق العادة، من حضور الله. ولمّا استغرقتُ في صلاة شكر رأيتُ الرب، فجأة، في تألّق عظيم، تماماً كما هو في الرسم. ورأيتُ على قَدَميه الأب أندراز والأب سوبوكو، كان كلاهما يحمل قلماً في يده وكان ينبثق من رأس القلمين لمعان نور، ونور يطال جمهور شعب كبير مهرول إلى حيث لا أدري. وكل من لمسه شعاع نور، أدار ظهره فجأة إلى الجمهور وأمسك بيدَيّ يسوع. منهم من عاد بفرح كبير وغيرهم بألم وندم كبيرين، وكان ينظر يسوع إلى الكاهنين بحنان. بعد قليل تُرِكْتُ وحدي مع يسوع وقلت: «خذني الآن يا يسوع، لأنّ إرادتك قد تمّت» فأجاب يسوع: «لم تكتمل بعد إرادتي تماماً فيكِ، ستتألّمين كثيراً بعد، ولكن أنا معَكِ لا تخافي». 676- كنتُ أتحدَّثُ طويلاً مع الرب عن الأب أندراز والأب سوبوكو أيضاً. أعلمُ أنّ الرب لا يرفض شيئاً أطلبه إليه وسيعطيهما كل ما سأطلبه لهما. أُحسُّ وأُدركُ كم هي عظيمة محبّة يسوع لهما. لا أكتبُ عن هذا بالتفصيل ولكن أعرفُ ذلك وهذا سببُ فرحٍ لي. 15 آب 1936 677- لمّا كان الأب أندراز يحتفل بالذبيحة الإلهية غَمَرَ حضور الله نفسي، التي اجْتُذِبَتْ نحو المذبح. فرأيتُ أمّ الله مع الطفل يسوع. كان يسوع يتمسّكُ بيد العذراء. بعد قليل ركض الطفل يسوع بفرح نحو وسط المذبح فقالت لي أمّ الله: «أنظري بأية ثقة، أستودِعُ يسوع بين يديه، هكذا يجب أن تستودعي نفسَكِ وتكوني كطفلة له». بعد هذه الكلمات امتلأت نفسي بثقة نادرة. كانت أمّ الله ترتدي ثوباً أبيض، ناصع البياض، شفَّافاً وعلى كتفيها معطف أزرق شفّاف، أو بالأحرى، يميلُ إلى لون الأزرق ورأسها مكشوف، وشعرها منساب. بدَتْ رائعة و بجمال لا يوصف. كانت تنظر إلى الكاهن بحنان، ولكن بعد حين، كَسَرَ الكاهن الطفل يسوع، وسال منه دمٌ حيّ. فانحنى وضمّ إليه يسوع الحقيقي الحيّ. هل أكَلَهُ؟ لا أعلم ماذا حصل. يا يسوع، يا يسوع، لا أستطيعُ أن أفهمَكَ، بلحظة تصبح غير مدرك. 678- إنّ جوهر الفضائل هي إرادة الله. كل من يتمّم إرادة الله بأمانة يمارس كل الفضائل. في كلّ حالات حياتي وأحداثها، إنني أعبُدُ وأبارِكُ إرادة الله. إنّ إرادة الله هي موضوعٌ حيّ. في عمق أعماق سرّ نفسي، أعيشُ حسبَ إرادته. أتصرَّفُ خارجيًّا، حسبما أُدرِكُ، في داخلي، إنّها إرادة الله. فالآلام والعذابات والاضطهادات وكل أنواع الخصومات هي، مع إرادة الله، أطيب إلى قلبي من كل شهرة وتعظيم وتقدير مع إرادتي الخاصة. 679- مساء الخير يا يسوع: الجرس يدعوني إلى النوم، أنت ترى يا يسوع أنّني أموتُ شوقاً لخلاص النفوس. مساء الخير يا حبيبي. إنني أفرحُ باقترابي يوماً آخر من الأبدية. وإذا جعلتني أستيقِظُ غداً، يا يسوع، فسأبدأُ ترنيمة جديدة لتمجيدِكَ. 680- 13 تمّوز. أدركتُ في تأمّل هذا اليوم أنه لا ينبغي أن أتحدّث أبداً عن خبرتي الداخلية، [ولكن] لا يجب أن أُخفي شيئاً عن مرشدي الروحي. وسأطلبُ إلى الله، بالأخص، أن يُنيرَ مرشدي الروحي. إنني أعلّق أهمية على كلمات معرّفي أكبر من مجموعة كل الأنوار التي أقبَلُها في داخلي. 681- في وسط عذاباتي الكبرى، تحدّق نفسي بيسوع المصلوب. لا أتوقَّعُ مساعدة من البشر ولكن أضعُ ثقتي في الله. إنّ رجائي يكمُنُ في رحمته التي لا تُسبَر. 682- يزداد شوقي إلى الاستغراق في الصمت بقدر ما يزداد شعوري أنّ الله يُحوِّلُني. إنّ حبّ الله يعملُ عمله في أعماق نفسي. أرى أنّ الرسالة التي أوكَلَها إليّ الرب قد بدأت. 683- كنتُ أصلّي مرّة بحرارة إلى قدّيسي الآباء اليسوعيين، رأيتُ فجأة ملاكي الحارس الذي قادني أمام عرش الرب. مررتُ أمام جمهور كبير من القديسين وتعرَّفتُ إلى العديد منهم، الذين عرفتهم من خلال صورهم. رأيتُ عدداً من اليسوعيين الذين سألوني إلى أيّة جمعيةّ أنتمي. ولمّا أجبتُهُم، سألوني: «ومن هو مرشدُكِ الروحي؟» أجبتُ: «هو الآب أ.». ولمّا حاولتُ أن أُسهِب في الكلام، أشار إليّ ملاكي الحارس أن أسكُت، وجئتُ أمام عرش الله، رأيتُ نوراً كبيراً يتعذَّرُ الوصول إليه، ورأيتُ مكاناً مُعدًّا لي، قرب الله. ولكن لم أدرِك شكله لأنّ ضبابةً غطَّتهُ. غير أنّ ملاكي الحارس قال لي: «هذا هو عرشُكِ، لأمانتِكِ في تتميم إرادة الله». 684- ساعة سجود. الخميس. في ساعة السجود هذه، سمح لي يسوع أن أدخل إلى قدس الأقداس، وكنتُ شاهدة لما حصل هناك. غير أنّني تأثَّرتُ في العمق لمّا رأيتُ يسوع، قبل كلام التقديس، يرفعُ عينيه إلى السماء، ويتحدّث سريًّا مع أبيه. نستطيع فهم هذا الوقت فقط في الأبدية. كانت عيناه كَلَهيبَيّ نار. كان وجههُ مشعًّا، أبيض كالثلج. ملأتْ العظمة شخصه كليًّا كما ملأ الشوق نفسه. في وقت التقديس، ارتوى الحب واستراح واكتملت الذبيحة. وستُقام ليس فقط رتبة الدفن الخارجية، – كسر الخبز – بل إنّ جوهر [الذبيحة] كان أيضاً في قدس الأقداس. لم أفهم قطّ طوال حياتي عمق هذا السر، كما فهمته في ساعة السجود هذه. آه! كم أتوقُ أن يصل العالم كلّه إلى معرفة هذا السرّ غير المُدرك. 685- بعد ساعة السجود، أدركتُ فجأة، لمّا ذهبتُ إلى غرفتي، كم أهانَ الله في العمق، شخص عزيز على قلبي. اجتاز الألمُ نفسي لرؤية ذلك، وابسطتُ في التراب أمام الرب سائلة رحمته طوال ساعتين من الدموع والصلاة والجلد، أبعدْتُ عنه الخطيئة، وأدركتُ أنّ رحمة الله شمَلَتْ تلك النفس المسكينة. آه! يا لثمن خطيئة واحدة. 686- أيلول. أول يوم جمعة. في المساء رأيتُ صدر أمّ الله عارياً وقد اجتازه سيف. كانت تذرفُ دموعاً مرّة وتحمينا ضدّ عقاب الله المخيف. كان يريدُ الله أن يعاقبنا بقساوة، ولكن لم يستطع، لأنّ أمّه كانت تحمينا. قبضَ خوفٌ رهيب على نفسي. ثابرتُ في الصلاة من أجل بولونيا، وطني الحبيب، الذي تنَكَّرَ للجميل نحو أم الله. ولولا أمّ الله لذهَبَتْ كلّ جهودنا عبثاً. كثّفتُ صلواتي وتضحياتي لمسقط رأسي العزيز ولكن رأيتُ نفسي نقطة ماء أمام أمواج الشرّ. وهل يمكن أن توقِفْ نقطة ماء الموج. لا شكّ! إنّ نقطة الماء لا تستطيعُ شيئاً وحدها، ولكن معك يا يسوع، تستطيعُ أن تجابه بشجاعة كلّ أمواج الشرّ، وحتى الجحيم بكامله. إنّ قدرتك اللامتناهية تستطيعُ كل شيء. 687- كنتُ مرّة نازلة في الممرّ نحو المطبخ، سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «صلّي دون انقطاع السّبحة التي علَّمْتُكِ إياها. فمن يصليها يَنَلْ رحمتي العُظمى في ساعة الموت. ويوصي بها الكهنة الخطأة المنازعين كآخر رجاء للخلاص. حتى ولو تصلّب خاطئ ما في خطيئته فإن تَلا السبحة مرة واحدة، فسينال نعمة من رحمتي اللامتناهية. أرغبُ أن يعرف كل العالم رحمتي اللامتناهية. أريدُ أن أُغدِقَ نعماً تفوق كل تصوّر على كل النفوس التي تثق برحمتي». 688- يا يسوع، الحياة والحق والمعلّم قُدْ كلّ خطوة في حياتي كي أتصرّف حسب مشيئتك المقدسة. 689- رأيتُ في إحدى المناسبات عرش حمل الله وأمامه ثلاثة عروش: عرش ستانيسلاوس كوستكا [Kostka] وعرض أندراوس بوبولا [Bobola] وعرش الأمير كازمير، كانوا يتوسّلون من أجل بولونيا. ورأيتُ في الوقت نفسه كتاباً كبيراً موضوعاً أمام العرش، أُعْطِيَ لي لأقرأ فيه. كان مكتوباً بدم، فلم أستطع أن أقرأ فيه سوى اسم يسوع. ثمّ سمعتُ صوتاً يقول لي: «لم تأتِ ساعتُكِ بعد». ثم أُخِذَ مني الكتاب وسمعتُ هذه الكلمات: «ستشهدين لرحمتي اللامتناهية. لقد سجَّلْتُ في هذا الكتاب أسماء كل النفوس التي مجَّدَتْ رحمتي». فغمرني فرحٌ كبير لرؤية عظمة صلاح الله هذه. 690- في إحدى المناسبات، حدث لي أن عرفتُ حالة راهبتين تتذمّران في داخلهما من أمر وجّهتْهُ الأمّ الرئيسة، وقد حرمهما الله، بسبب ذلك، من نِعَمْ خاصة عديدة. فتألّم قلبي لهذا المشهد. كم هو مؤسف، يا يسوع، عندما نتسبّبُ نحن بفقدان النِّعَم. فمن يفهمُ ذلك يبقى دائماً أميناً. 691- يوم الخميس. رغم تعبي اليوم قرَّرْتُ أن أقوم بساعة سجود. لم أستطع أن أصلّي ولا أن أركع إنّما ثابَرْتُ في الصلاة لمدّة ساعة أتحدّث بالروح مع تلك النفوس التي كانت تعبدُ الله، لحد الآن، بشكل كامل. ولكن قُبيلَ نهاية الساعة، رأيتُ فجأة يسوع الذي حدّق بي بعمق وقال لي بعذوبة لا توصف: «إنني أرضى كل الرضى بصلاتك». بعد هذه الكلمات خالَجَتْ نفسي قوة فريدة وفرح روحيّ. ولم يتوقّف حضور الله من السيطة عليّ. آه! ماذا يحلُّ بنفسٍ تُلاقي الرب وجهاً إلى وجه. لم يسبِق أن عبّر قلمٌ عن ذلك كما ولن يستطيع أبداً في المستقبل. 692- يا يسوع، إنني أدركُ أنّ رحمتك هي أبعد من كل تصوّر، غير أنني أطلبُ إليك أن تجعل قلبي كبيراً ليتّسع إلى كل حاجات النفوس العائشة على وجه الأرض. يا يسوع إنّ محبّتي تمتدّ إلى ما وراء العالم إلى النفوس المعذّبة في المطهر، أُشفِقُ عليها بواسطة صلوات تسامحيّة. إنّ رحمة الله لا تُحدُّ ولا تنضُب كما أنّ الله بذاته لا يُحدّ. حتى ولو استعملتُ أكثر الكلمات تعبيراً عن رحمة الله، تبقى هذه الكلمات لا شيء بالمقارنة مع الحقيقة. يا يسوع في قلبي شفقة على كل آلام قريبي الجسدية منها والروحية. إنني أدركُ يا يسوع، أنّك تعاملنا كما نحن نعامل قريبنا. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/169986275072391.jpg أخبِري العالم كلّه عن رحمتي التي لا تُدرك. لن تجدَ البشرية السلام ما لم تعود إلى نبع رحمتي 1 أيلول [1936] 693- زارنا [جلبريزكوفسكي] رئيس أساقفة فيلنيوس. رغم أنّه أمضى وقتاً قصيراً بيننا فقد تسنّى لي أن أتحدّث مع هذا الكاهن الجدير عن حَمَلِ الرحمة. فأبدى استعداداً طيباً لقضيّة الرحمة. «اطمئنِّي تماماً، يا أختي، إذا كان ذلك من تعاليم الله، فسيتحقَّقُ حتماً. وبانتظار ذلك، صلّي لأجل علامة خارجية أكثر وضوحاً. دعي يسوع يزيدُكِ إيضاحاً حول هذا الموضوع. أرجوكِ أن تنتظري بعض الوقت. إنّ الرب يسوع سيتدبّر المناسبات ليأتي كل شيء في حينه». 18 أيلول 1936 694- لمّا غادَرنا [عيادة] الطبيب ودخلنا إلى كنيسة المستشفى لوقت وجيز، سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «يا ابنتي، سيحينُ الوقت، أضيفي فقط بعضَ النقاط إلى كأسِكِ». ملأ الفرحُ نفسي. واستغرقتُ طويلاً في عمقِ بحر رحمة الله. شعرتُ أنّ دعوتي قد بدأت بملئها. لا يخرّب الموت شيئاً صالحاً. أخصّ بالصلاة النفوس التي تعاني آلاماً داخلية. 695- استَنَرْتُ مرّة حول وضع راهبتين، وفمهتُ أنّه يستحيلُ على الإنسان أن يتصرّف بالأسلوب نفسه تجاه كل أحد. هناك أناس يُنَمُّونَ صداقات مع الآخرين بطريقة غريبة ثمّ كأصدقاء، وفي حجّة تلك الصداقة، يتدبّرون ليجذبوا إليهم الآخر بكلمة بعد كلمة. وعندما يحينُ الوقت، يستعملون تلك الكلمات نفسها لإهانته. يا يسوع، غريبٌ هو الإنسان بضعفه. إنّ محبّتك للنفوس تُملي عليها الحكمة لتُحسن التصرُّف مع الآخرين. 24 أيلول 1936 696- أمَرَتْني الأم الرئيسة (إيرين) أن أستبدِل كل التمارين الروحية بتلاوة بيت واحد من السبحة وأن أذهب إلى الرقاد. واستغرقتُ في الرقاد فور تمدَّدتُ في سريري لأنني كنتُ تعبة جدًّا. ولكن بعد حين أيقظني الألم. كان ألماً شديداً أوقفني حتى عن أصغر الحركات. لم أستطع حتى أن أبلع لعابي. وبقيتُ ثلاث ساعات على هذه الحال. فكَّرتُ أن أوقظ الأخت المبتدئة التي تشاطرني الغرفة. ولك فكّرت: «إنّها لا تستطيع مساعدتي بشيء حرامٌ أن أوقظها». أوكلتُ نفسي كليًّا إلى إرادة الله وأدركتُ أنّ يوم وفاتي التي أتوقُ إليها، قد اقترب. واستفدْتُ منها مناسبة لأتّحد بيسوع المتألّم على الصليب. بالإضافة إلى ذلك، لم أستطع أن أصلّي. ولمّا توقّف الألم أخذتُ أعرَقُ. غير إنني لم أستطع الحركة بعد، فكان الألم يعاودني عند كل محاولة. وفي الصباح شعرتُ بتعبٍ، ولكن دون ألم جسدي، فلم أتمكّن من النهوض لسماع القداس. وفكَّرتُ إذا لا يتبعُ الموت آلاماً كهذه، فما عساه يكون ألم الموت! 697- يا يسوع، أنت تعلم أنني أحب أن أتألّم وأن أشرب كأس الألم إلى آخر نقطة فيه. غير أنني خِفْتُ وارتعدْتُ. وبسرعة استفاقت ثقتي بكل قواها برحمة الله اللامتناهية، فتراجع كل شيء بوجهها، كما يتراجع الظلّ أمام أشعّة الشمس. يا يسوع! كم هي عظيمة جودتك. إنّ جودتك اللامتناهية التي أُدرِكُها جيداً، تمكّنني من مجابهة الموت بجرأة، وجهاً إلى وجه. أعلم أن لا شيء يحلّ بي دون سماح الله. أرغبُ أن أمجّد عظمتك اللامتناهية طوال حياتي وفي ساعة موتي وفي القيامة وطوال الأبدية. يا يسوع، أنت قوّتي وسلامي وراحتي. تستحمُّ نفسي كل يوم في أشعة رحمتك. لا تمرّ برهة من حياتي دون أن أختبر رحمتك يا الله. لا أتَّكلُ في حياتي على شيء سوى على رحمتك اللامتناهية. فهي الخيطُ الذي يقود حياتي. إنّ نفسي هي مليئة برحمة الله. 698- آه! كم يجرحُ يسوع في العمق جحودُ النفس المختارة. وأيّ ألم مُبرح لحبّه الذي لا يوصف. يُحبّنا الله بكلّ ما هو عليه من كيان لا متناهٍ. وتصوّروا أنّ حفنة تراب صغيرة تهزأُ بحبّه. يتفتَّتُ قلبي ألماً، لمّا أرى نكران الجميل هذا. 699- سمعتُ في إحدى المناسبات هذه الكلمات: «أخبِري العالم كلّه عن رحمتي التي لا تُدرك. أريدُ أن يصبح عيد الرحمة ملجأً وحماية لكل النفوس وبالأخصّ نفوس الخطأة المساكين. في ذاك اليوم ستتفجّر أعماق رحمتي الحنون، وأسكبُ محيط كل النِّعَم على تلك النفوس التي تقتربُ من ينبوع رحمتي. ستنالُ النفس التي تعترف وتتناول القربان المقدس مغفرة للخطايا وللعقاب. في ذاك اليوم ستُفتحُ كل الأبواب الإلهية التي تتدفَّقُ منها النعمة. لا ينبغي أن تخاف النفس من الاقتراب مني ولو كانت خطاياها أرجوانية اللون. إنّ رحمتي هي أعظم من أن يستطيع أيّ عقل بشريّ أو ملائكيّ إدراكها طوال الأبدية. كل كائن يتحدّر من أعماق رحمتي الكليّة الحنان، وكل نفس متّحدة بي ستتأمّل بحبّي ورحمتي طوال الأبدية، عيد الرحمة من عمق أعماق حناني. أرغبُ أن يُحتَفَل به في الأحد الأول بعد عيد الفصح. لن تجدَ البشرية السلام ما لم تعود إلى نبع رحمتي». 700- أخبرْتُ، ذات مرة، الأم الرئيسة [إيرين] أنّني كنتُ في غاية التعب والألم. فأجابتني أنّه ينبغي أن أتعوّد على الألم. استمعتُ إلى كل شيء قالتهُ لي ثم غادرت. تكنّ الأم الرئيسة حبًّا كبيراً للقريب وتخصّ بالحبّ، كما يعرف الجميع، الراهبات المريضات. ولكن بما يتعلَّقُ فيّ، إنه لمن العجب أن يكون الرب يسع قد سمح لها أن لا تفهمني وأنها تمتحنني كثيراً في هذا المجال. 701- في ذلك اليوم بالذات، وقد ثابَرْتُ في العمل رغم تعبي، كنتُ أشعر، من حين إلى آخر، بالمرض. كان الطقس حارًّا وقد يحسّ أيّ إنسان بالإرهاق، كم بالأحرى عندما يتوجّب عليه العمل وهو يتألّم. قبل الظهر، انتصَبْتُ من عملي ونظرتُ نحو السماء بثقة وقلتُ للرب: «يا ربّ. إلْقِ وشاحاً على الشمس، فلم يَعُدْ باستطاعتي أن أتحمّل الحرّ». يا للعجب، في تلك اللحظة غطّت غيمة بيضاء الشمس وتضاءلت حدّة الحرارة. ولمّا بعد حين، رحتُ ألومُ ذاتي لأنني لم أتحمّل الحرّ ولأنني طلبتُ الاستراحة، هدَّأَ يسوع بنفسه خاطري. 13 آب 1936 702- غمرني حضور الله هذه الليلة وفجأة أدركتُ عظمة قداسة الله. آه! كم تسيطرُ عليّ عظمته. وعرفتُ أيضاً عمق كل حقارتي. إنّه لعذاب مبرّح، غير أنّ الحب يلحقُ بتلك المعرفة. تَثِبُ النفسُ بحماس نحو الله ويلتقي الحُبّان وجهاً إلى وجه: الخالق والخليقة. فتحاول نقطة صغيرة أن تُقارن نفسها مع المحيط. ترغبُ أولاً أن تستوعبَ المحيط في داخلها. ولكن، في الوقت نفسه، تُدرِكُ أنّها ليست إلا نقطة ماء صغير، فَتُغلَبَ على أمرها وتذوب كليًّا في الله مثل النقطة في المحيط. يبدو هذ الأمر مؤلماً أولاً، ولكن ترافقه حلاوة تتذوّقها النفس فَتَسْعَدْ. 703- إنّ موضوع تأملي الخاص الآن هو اتّحادي مع يسوع الرحوم. يعطيني هذا التمرين الروحي قوّة غريبة. إنّ قلبي هو دائماً متّحد مع من يحّب، وأنّ الرحمة التي تتدفّق من الحب تُسيِّرُ أعماله. 704- أُمضي كلّ دقيقة حرّة من وقتي على أقدام الله الخفيّ. هو معلّمي. أطلبُ إليه كل شيء. أحدّثه عن كل شيء هناك أُعْطَى قوّة ونوراً. هناك أتعلَّمُ كل شيء. هناك أستوضحُ طريقة تعاملي مع قريبي. منذ غادرتُ دير الابتداء حَبَسْتُ نفسي في بيت القربان مع يسوع، معلّمي لقد دفعني هو إلى قلب نار الحب الحيّ حيث يلتقي كل شيء. 25 أيلول 705- شعرتُ بألم مبرّح في يديّ وقدميّ وجنبي، في المواضع التي ثُقِبَتْ في جسم يسوع. أشعرُ بهذا الألم، بالأخص عندما ألتقي بنفسٍ ليست في حالة النعمة. أصلّي عندئذ بحرارة كي تشمل نعمة الله هذه النفس. 706- 29 [أيلول]. رأيتُ في عيد القديس ميخائيل رئيس الملائكة، هذا القائد العظيم، إلى جنبي، وحدّثني بهذه الكلمات: «لقد أمرني الرب أن أخصَّكِ بالاهتمام. إعلمي أنّ الشيطان يكرهُكِ ولكن لا تخافي». «من هو مثلُ الله». ثمّ توارى. ولكن ما زلتُ أشعُرُ بوجوده ومساعدته. 2 تشرين الأول 1936 707- يوم الجمعة الأولى من الشهر. بعد المناولة المقدّسة رأيتُ الرب يسوع وحدّثني بهذه الكلمات: «أعرفُ الآن أنَّكِ تحبّيني، لا من أجل الهبات والنِّعَم، بل لأنّ إرادتي هي أعزُّ على قلبِكِ [من تلك النعم]. لذا أنا أتَّحدُ بِكِ اتِّحاداً أكثر مودّة من أيّة خليقة أخرى». 708- توارى يسوع في هذا الوقت وامتلأت نفس من حضور الرب. أُدركُ أنّ نظر الرب يستقرّ عليّ. استغرقتُ تماماً بالفرح المتدفّق من الله. وثابرتُ طيلة النهار ودون انقطاع في الاستغراق بالله. عند المساء، شعرتُ وكأنني في غيبوبة وفي شيء من النزاع. أردتُ أن يضاهي حبّي حب الله القدير. يشدّني الحب إليه بقوّة جعلتني لا أستطيعُ دون نعمة خاصة أن أحمل في حياتي سعة نعمةٍ كهذه. ولكن أرى بوضوح أنّ يسوع نفسه يدعمني ويقوّيني ويشجّعني لأتّحد به. والنفس في كل ذلك هي في ذروة نشاطها. 13 تشرين الأول 1936 709- وقت تلاوة المسبحة، اليوم رأيتُ فجأة الحِقُّ مع القربان المقدس. كان الحِقُّ دون غطاء ومليئاً بالبرشان وخرج ن الحِقّ صوتٌ: «لقد تناوَلَتْ هذه البرشانات النفوس التي ارتدَّتْ بفضل صلاتِكِ وآلامِكِ». شعرتُ حينئذٍ، كطفلة بحضور الله. وشعرتُ، بغرابة، أنني شبيهة بطفلة. 710- لمّا شعرتُ – ذات يوم – أنني لا أستطيعُ البقاء لغاية الساعة التاسعة، طلبتُ إلى الأخت ن. شيئاً لآكل، لأنني كنتُ ذاهبة إلى النوم قبل المعتاد بسبب مرضي. أجابتني الأخت ن. «لكن يا أختي، أنتِ لستِ مريضة إنّما أرَدْتِ فقط أن تأخذي بعض الراحة لذلك تمارضْتِ». يا يسوع، لقد تفاقم مرضي، حتى أنّ الطبيب فصلني عن أخواتي الراهبات لتحاشي العدوى ويُحكَمُ عليّ بهذا الشكل؟ لا بأس، كل ذلك هو لأجلك يا يسوع. لا أريدُ أن أدوِّنَ أموراً خارجية لأنها لا تستأهلُ أن تُكتب. أريدُ أن أدوّن خاصة النِّعَم التي وهبني إياها الرب لأنها ليست لي وحدي بل لنفوس عديدة غيري. 5 تشرين الأول [1936] 711- استلمتُ اليوم رسالة من الأب سوبوكو. وعلمتُ أنه سينشر بطاقة تقوية عن يسوع الرحوم. وطلب إليّ أن أُرسل له صلاة ليطبعها على ظهر البطاقة إذا نال موافقة الأسقف. آه! لقد ملأ قلبي فرح كبير لأنّ الله أراني عمل رحمته. فما أعظم عملك أيها الإله العليّ! لستُ إلاّ آلة لديه. آه! كم أتوقُ أن أرى عيد الرحمة هذا الذي يطلُبُه الرب بواسطتي. لكن إذا كانت إرادة الله أن لا يُحتَفَل بهذا العيد إلاّ بعد وفاتي، سأفرحُ به منذ الآن وأحتفلُ به في داخلي من إذن معرّفي. 712- رأيتُ اليوم الأب أندراز ساجداً وغارقاً في الصلاة. وقف يسوع فجأة إلى جنبه ورفع يديه فوق رأسه وقال له: «سأقودُكَ إلى النهاية فلا تَخَف». 11 تشرين الأول 713- هذا المساء بينما كنتُ أكتُبُ عن رحمة الله العظمى وعمّا تحملُ من إفادة إلى النفوس، اندَفَعَ الشيطان في غرفتي بسخطٍ وغضب مريع. قبض على الستار وأخذ يحطّمه ويسحقه. خِفْتُ أولاً، ولكن صنعتُ للحال إشارة الصليب بالصليب الصغير الذي هو في يدي. فهدأ الوحش واختفى فجأة. لم أرَ اليوم وجهه البشع، ولكن غضبه فقط. كان غضب الشيطان مخيفاً، غير أنّ الستار لم يُمَزَّق أو يُسحَق وتابعتُ الكتابة بهدوء. أُدركُ جيداً أنّ هذا التعيس لن يُلحِقَ بي أذىً دون إرادة الله. ولكن ماذا يريدُ منّي؟ لقد بدأ يهاجمني علناً بمثل هذا الحقد والسخط الفظيع. غير أنّه لن يعكّر هدوئي برهة، وأنّ موقفي هذا يزيده سخطاً. 714- قال لي الرب اليوم: «إذهبي إلى الأم الرئيسة وقولي لها إنني أريدُ أن تتلو كل الراهبات والفتيات السبحة التي علَّمتُكِ إياها. عليهنّ أن يتلونها طوال تسعة أيام في الكنيسة ليُهَدِّئَنَّ أبي ويطلُبنَ الرحمة إلى بولونيا». أجبتُ الرب: «إني سأقولُ لها ذلك ولكن عليّ أولاً أن أتحدّث إلى الأب أندراز». وقرَّرتُ أن أتحدّث إليه بهذا الموضوع عندما يأتي. ولمّا وصل الكاهن، لم تسمح لي الظروف برؤيته. ولكن كان عليّ أن لا أُعير أهمية إلى تلك الظروف وأن أذهب وأتدبّر الأمر. وفكَّرتُ في ذاتي: «حسناً، سأراهُ عندما يعود مرّة ثانية». 715- آه! كم يغتاظُ الله من ذلك. غادرني حضور الله إلى حين، ذلك الحضور الرائع الذي أشعر فيه دون انقطاع بوضوح، وبشكل خاصّ، في داخلي. لقد غادرني تماماً في ذلك الوقت. سيطَرَتْ ظلمة على نفسي جعلتني أتساءلُ عمّا إذا كنتُ في حالة النعمة أم لا. غير أنني لم أتناول القربان المقدس طوال أربعة أيام، أخبرتُ في نهايتها، الأب أندراز عن كل شيء. فشجّعني قائلاً: «لم تفقدي نعمة الله، فكل شيء هو على حاله، اثبتي في صدقِكِ معه». حين غادرْتُ كرسيّ الاعتراف غمرني حضور الله مجدَّداً كما من قبل. وأدركتُ أنه يتوجَّبُ أن نقبل نعمة الله كما يرسلها هو لنا وفي الطريقة التي يُريدها، وعلينا أن نقبلها في الشكل الذي يعطينا إياها. 716- يا يسوع إنّي أقصُدُ قصداً ثابتاً وأبديًّا منذ الآن أن أبقى أمينة إلى أصغر نعمك وذلك بمساعدة نعمتك وبفضل رحمتك. 717- أمضيتُ الليل في الاستعداد لقبول المناولة المقدسة طالما لم أستطع النوم بسبب الآلام الجسدية. فاضت نفسي بالحب والتوبة. 718- بعد المناولة المقدسة سمعتُ هذه الكلمات: «لقد أدركْتِ ما أنتِ بحدّ ذاتِكِ. ولكن لا تخافي من ذلك. فإذا كشَفْتُ لكِ عن كلّ حقارتِكِ تموتين رعباً. إنّما تنبّهي إلى ما أنتِ عليه. لقد أعلنْتُ لكِ عن كلّ محيط رحمتي لأنَّكِ أنتِ على هذه الحقارة الفادحة. إنّني أُفتِّشُ عن نفوس مثل نفسِكِ وأرغبُ فيها ولكنّها هي قلّة. إنّ ثقتَكِ العظمى بي تدفعني أن أُعطيكِ النِّعَم بتواصل. لقد اكتسَبْتِ حقًّا ثابتاً وغير مدرك على قلبي، لأنَّكِ ابنة تتمتّعين بثقة كاملة. لن يكون باستطاعتك أن تحملي سعة الحبّ الذي أكنُّهُ لك، إن لم أظهِرُهُ لكِ بملئه هنا على الأرض. غالباً ما أُعطيكِ لمحةً عنه ولكن اعلمي أنّني أخصُّكِ بنعمة منّي. فلا حدود لحبّي ورحمتي». |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
كل عمل من يديّ يؤكّد رحمتي. فمن يثقُ برحمتي لن يهلك 719- سمعتُ اليوم هذه الكلمات: «اعلمي، يا ابنتي، أنني، إكراماً لكِ، أَهَبُ البركات إلى كلّ هذه الجيرة. ولكن عليكِ أن تشكريني عنهم لأنهم لا يشكرونني هم على الحنان الذي أُغدِقُهُ عليهم. وبفضل امتنانِكِ سأتابعُ مباركتهم». 720- يا يسوع أنتَ تعلمُ كم صعبة الحياة مع الجماعة وكم أعاني من سوء فهم وتفاهم، رغم صدق النوايا وحسنها من الجانبين. إنّما هذا هو سرّك يا رب. سنفهمه في الأبدية غير أنه علينا أن نحكم دائماً بلطف. 721- إنها لنعمة عظمى لا تُقاس أن يكون لنا مرشد روحيّ. أشعرُ الآن أنني لن أستطيع بدونه أن أتابع وحدي في مسيرة الحياة. عظيمةٌ هي قدرة الكاهن. أشكر الله بدون انقطاع لأنّه أعطاني مرشداً روحيًّا. 722- سمعتُ اليوم هذه الكلمات: «تَرَيْنَ الآن كم أنتِ ضعيفة، فمتى يمكنني أن أتّكل عليكِ». فأجبتُ: «كن دائماً معي يا يسوع فأنا طفلتُكَ الصغيرة وأنت تعلمُ ما يصنع الأولاد الصغار». 723- سمعتُ اليوم هذه الكلمات: «ليست النِّعم التي أهبُكِ إياها لكِ وحدَكِ بل لعدد كبير من النفوس غيركِ. وإنّ قلبكِ هو مقرّي الدائم رغم ما أنتِ عليه من حقارة. أتَّحدُ دائماً بكِ فانفضي عنكِ حقارتكِ وسأهبكِ رحمتي. أتمّم أعمال رحمة في كل نفس. يقوى حقّ الخاطئ برحمتي بقدر ما تزداد خطاياه. كل عمل من يديّ يؤكّد رحمتي. فمن يثقُ برحمتي لن يهلك، لأنّ كل قضاياه تصبح قضاياي، وسيتبدّد أعداؤه تحت موطئ قدميّ». 724- عشية الرياضة الروحية رحتُ أصلّي كي يعطيني الله شيئاً من الصحة، لأتمكّن من الاشتراك فيها. لأنني كنتُ أشعرُ بمرضٍ جعلني أفكّر أنها قد تكون رياضتي الأخيرة. غير أنني، ما أن بدأتُ الصلاة حتى شعرتُ باستياء غريب. فتوقَّفتُ عن صلاة التضرّع ورحتُ أشكرُ الرب على كل شيء يرسله لي، مستسلمةً كليًّا لإرادته المقدسة. شعرتُ حينئذ بسلام داخلي عميق. إنّ الخضوع الأمين لإرادة الله، دائماً وفي كل مكان، في كل أحداث الحياة وظروفها يُعطيه المجد الأعظم. إنّ مثل هذا الخضوع لإرادة الله يستحقّ أجراً من الصوم الطويل والإماتات وأعمال التوبة القصوى. آه! كم هي عظيمة المكافأة على عمل طاعة محبَّة بإرادة الله … بينما أنا أكتبُ، تبتهج نفسي لذكر محبة الله لها والطمأنينة التي تنعمُ بها هنا على الأرض. ي.م.ي. كراكوف 1936 أيتها الإرادة الإلهية، كوني حبي 725- رياضة روحية لمدة ثمانية أيام 20 تشرين الأول 1936 يا يسوع إنني ذاهبة اليوم إلى الصحراء لأتكلّم معكَ وحدَكَ يا معلّمي وربي. فلتصمُتِ الأرض، فتحدّثني أنت وحدَكَ يا يسوع. أنت تعلم أنني لا أفهمُ سوى صوتَكَ، أيها الراعي الصالح، وأنّ مقرّ قلبي هو تلك الصحراء حيث لا تصل خليقة. هناك أنت وحدَكَ ملِكٌ. 726- لمّا دخلتُ الكنيسة لأسجُد لمدّة خمس دقائق، سألتُ يسوع كيف ينبغي أن أتصرّف طوال هذه الرياضة فسمعتُ هذا الصوت في نفسي: «أريدُ أن تتحوّلي كلُّكِ إلى حبٍّ وأن تلتهبي تأجُّجاً كذبيحة حبّ طاهرة». 727- أيتها الحقيقة الأزلية، أعطني شعاعاً من نورك حتى أتمكّن من معرفتك يا رب، وأمجّد رحمتك اللامتناهية. أعطني في الوقت نفسه أن أعرف ذاتي. إنّني لستُ سوى لجّة حقارة. 728- لقد اخترتُ القديس كلود دلاكولوبيير Claude de la Colonbière والقديسة جرتريد Gertrude كشفيعيّ في هذه الرياضة، حتى يتوسّلا لأجلي أمام أمّ الله وأمام المخلّص الرحوم. 729- بينما كنتُ أتأمَّلُ في الخليقة، وعند بعض النقاط اتَّحَدَتْ نفسي اتِّحاداً وثيقاً بربّها وخالقها. أدركتُ في هذا الاتّحاد غاية الحياة ومصيرها. هدفي هو أن أتَّحد اتِّحاداً وثيقاً بالله من خلال الحبّ. وأما مصيري فهو أن أسبِّح رحمة الله وأمجدّها. 730- «سأحفظُكِ في هذه الرياضة، دائماً قريباً من قلبي حتى تزداد معرفتُكِ برحمتي، تلك الرحمة التي أحتفظ بها للبشر ولا سيّما للخطأة المساكين». 731- في اليوم الأول من الرياضة زارتني إحدى الراهبات التي قدَّمَتْ حديثاً نذوراتها المؤبّدة. وباحت لي أنها فقدت ثقتها بالله وأصبحت يائسة من أصغر الأمور. أجبتُها: «لقد أحسنتِ يا أختي بإطلاعي على هذا. سأصلّي من أجلك». وحدَّثتُها بعض الشيء عن عمق استياء الرب يسوع من الشكّ، لا سيّما الشكّ المتأتِّي من نفس مختارة. قالت لي إنها بدءاً من نذوراتها المؤبّدة، ستمارس الثقة. عرفتُ الآن أنّ، حتى [بعض] النفوس المختارة والمتقدّمة في الحياة الرهبانية أو الحياة الروحية، لا تملكُ الشجاعة لتعهد بذاتها كليًّا إلى الله. وذلك لأنّ عدداً قليلاً من النفوس تعرف رحمة الله اللامتناهية وجودته الخيّرة. 732- إنّ مهابة عظمة الله التي سيطرت عليّ اليوم وما تزال، أيقظت فيّ خوفاً كبيراً. ولكن، خوفاً مليئاً بالاحترام وليس خوف العبيد الذي يختلف عن الخوف المرفق بالاحترام. لقد استيقظ اليوم في قلبي هذا الخوف الذي يحرّكه الاحترام. لأنّ حبّ عظمة الله ومعرفتها يتسبّبان بفرح كبير للنفس. ترتجف النفس أمام أصغر الإهانات لله، ولكنّ ذلك لا يعكّر سعادتها ويُظلِمُها. كلّ شيء يسير على ما يرام حيث يوجد الحبّ. 733- قد يحدثُ أحياناً، بينما أنا أستمع إلى التأمّل، أنّ كلمة واحدة تجعلني في اتّحادٍ وثيقٍ مع الله ولا أعد أصغي إلى ما يقوله الكاهن. أعرفُ أنني قريبة جدًّا من قلب يسوع الكلّي الرحمة. فكلّ روحي هي غارقة فيه. وأتعلّم بلحظة أكثر ممّا أتعلَّمُهُ طوال ساعات عديدة في البحث العلميّ والتأمُّل. تلك هي ومضات نور مفاجئة تسمحُ لي أن أعرف الأمور، كما يراها الله، فيما يتعلّق بقضايا العالم الخارجي والداخلي على السواء. 734- أرى أنّ يسوع بذاته هو يعملُ في نفسي طوال هذه الرياضة. أمّا بما يتعلّق بي، فإنّني أحاولُ أن أكون أمينة لرحمته. لقد أخضَعْتُ نفسي بكلّيتها إلى تأثير الرب. لقد امتلك منظّم السماء الكليّ العظمة نفسي. وأشعرُ أنني رُفِعْتُ فوق الأرض والسماء إلى حياة الله الداخلية حيث أتعرَّفُ إلى الآب والابن والروح القدس، إنّما في وحدة العظمة دائماً. 735- سأسجِنُ ذاتي في كأس يسوع حتى أشجِّعَهُ بدون انقطاع. سأضعُ كل شيء أستطيعُهُ لأخلّص النفوس وسأتمِّمُهُ من خلال الصلاة والألم. أحاولُ دائماً أن أكون ليسوع بيت عنيا حتى يستريح هناك بعد كلّ تعبه. إنّ اتّحادي بيسوع في المناولة المقدسة هو اتّحاد فائق المودّة وأبعدُ من كلّ فهم، حتى لو أردتُ أن أصفَهُ كتابة لما استطعتُ لأنّ الكلمات تنقصني. 736- رأيتُ هذا المساء يسوع تماماً كما كان في آلامه. كانت عيناهُ مرفوعتين نحو السماء وكان يصلّي لأجلنا. 737- رغم أنّني كنتُ مريضة لقد صمَّمْتُ أن أقوم اليوم بساعة سجود كالمعتاد. في تلك الساعة رأيتُ الرب يسوع مجلوداً على العامود. كان يسوع يصلّي في وسط هذه العذابات المخيفة. وبعد حينٍ قال لي: «قليلة هي النفوس التي تتأمَّلُ بآلامي بشعور صادق. أَهَبُ نعماً وافرة للنفوس التي تتأمّل بخشوع بآلامي». 738- «ودون مساعدتي الخاصة ليس باستطاعتكِ أن تقبلي نعمي، أنتِ تعلمين من أنتِ». 739- تحدَّثتُ اليوم مطوَّلاً بعد المناولة المقدسة، مع الربّ يسوع عن الأُناس الذين أخصّهم بمعزَّتي. سمعتُ حينئذ هذه الكلمات: «يا ابنتي، لا تتعبي نفسك كثيراً بالكلام، إنّ النفوس التي تخصّينها بمحبتِّكِ أنا كذلك أخصّها بمحبّتي، ولأجلكِ أسكُبُ عليها نعمي. إنّني أُسَرُّ بحديثِكِ عنها ولكن لا تفعلي ذلك بمثل هذه الجهود المغالية». 740- يا مخلّص العالم. أتَّحِدُ برحمتِكَ. يا يسوع، أضُمُّ كل آلامي إلى آلامِكَ وأضعُها في كنز الكنيسة من أجل خير النفوس. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/170349487718951.jpg
القديسه سوسنه العفيفه كانت هذه القديسة ابنة القديس أغابينوس أخى القديس كابوس البابا وكلهم كانوا من أقرباء دقلديانوس الملك الكافر الذى لم يكن يعرف أنهم مسيحيين. فأراد أن يزوج هذه القديسة من أحد أشراف قصره. فأرسل اقلاديوس أحد أقاربه وطلب من اغابينوس أن يوافق على زواج ابنته من هذا الرجل الشريف فقال لـه أغابينوس إن الأمر فى يد ابنته وإذا ارتضت فلا مانع عنده. ولما حضرت القديسة سوسنة تقدم اقلاديوس ليقبلها حسب العادة المتبعة فى هذا الحين بين الأقرباء عند الرومانيين أما سوسنة فرجعت إلى الوراء وقالت لـه: "إننى إلى الآن لم أدع أحد يقبلنى فكيف أترك رجلاً وثنياً يقبلنى بفمه الذى يأكل ذبائح الشيطان." ثم فتحت فاها وشرعت تبين لـه أن عبادة الأوثان جهل لا يعادله جهل وبينت لـه قبح سيرة الذين يعبدونها وبينت لـه أيضاً أسرار الدين المسيحى وشرف أوامره وطهارة من يتبعه. ولما سمع اقلاديوس هذا الكلام من القديسة لمست الكلمات قلبه واحتار فى أمره وقال لها: "أرجوكِ عرفينى ما يجب علىَّ فعله لكى أخلص وأترك ما أنا فيه وأتبع القول الجميل الذى تقولينه لأننى فى حيرة من أمرى. " فقالت لـه القديسة: "إذهب إلى ابن عمى البابا كابوس فهو يرشدك إلى طريق النور والخلاص ويعلمك كيف تسير وماذا تفعل." فذهب اقلاديوس إلى البابا فعلمه هو وأهل بيته أعنى إمرأته وولديه وعمدهم وأرسلهم إلى أحد الكهنة ليهتم بأمورهم الروحية وينمى بذرة الإيمان فيهم لكى تنموا هذه النبتة الصغيرة فلما رأى دقلديانوس أن إقلاديوس تأخر ولم يخبره بكيفية قضاء الأمر الذى أرسله لأجله ولما لم يحضر أرسل إليه مكسيموس أحد الأمراء لكى يستخبره عن القضية. فلما دخل بيت اقلاديوس وجده جاثياً أمام أيقونة السيد المسيح ذارفاً الدموع ولابساً المسوح قارعاً صدره فقال فى نفسه ماذا حدث لهذا الرجل فعرفه إقلاديوس أنه آمن بالسيد المسيح وابتدأ إقلاديوس يعلمه عن الإيمان المسيحى وكيف نال نعمة المعمودية هو وأولاده. فلمس هذا الكلام قلب مكسيموس وآمن بالسيد المسيح لـه المجد. ومضى به إقلاديوس إلى البابا فعمده هو أيضاً فباع هذا الرجل أملاكه وابتدأ يوزعها على الفقراء والمساكين وسار سيرة صالحة مقتفياً أثر السيد المسيح لـه المجد مجتهداً فى حفظ وصاياه. فعرف الملك كل هذه الأمور وأن سوسنة هى السبب فى ذلك وأنها رفضت الزواج من الرجل الشريف وأن إقلاديوس ومكسيموس آمنا بالمسيح فأوغر ذلك صدره واغتاظ وأمر بالقبض عليهما ونفاهم إلى مدينة أوستا حيث ماتوا حرقاً حسب أمر الملك ثم ألقوا أغابينوس فى السجن وسلموا سوسنة إلى سيدة فى البلاط ابتغاء أن تستميلها إلى الزواج. غير أن هذه السيدة كانت مسيحية ولم يعلم بها أحد فبدلاً من أن تستميلها ثبتتها على عزمها. فبعد أيام قليلة سأل دقلديانوس السيدة هل استمالت سوسنة إلى غرضه. فقالت لـه إن هذا غير ممكن لسوسنة فلا يمكن أن تتزوج بعد أن نذرت البتولية. فقدم الملك على تسليم البتول إلى الرجل الذى كان يريد الزواج بها إلا أنه لم يرد أن يتم ذلك فى بلاطه فأرجعها إلى بيتها. وقد شعرت البتول بقصد الملك، ولهذا دخلت بيتها فجثت على قدميها أمام الله وطلبت بدموع حارة وطلبت منه أن ينجيها من هذه التجربة ويبعد عنها كل فساد. ولما أتى هذا الرجل ليلاً وكان قصده اغتصابها دخل بيتها فوجدها جاثية تصلى وهى ملتحفة بنور عظيم وملائكة يحرسونها فخاف وهرب وأخبر الملك بما كان فنسب هذا إلى قوة السحر وأرسل واحد من قواده اسمه مكدونيوس لكى يلزمها بعبادة الأوثان فلما وصل إليها هذا القائد كان يحمل معه صنم فقدم لها هذا الصنم لكى تسجد لـه أما القديسة سوسنة فرفعت عينيها إلى السماء وطلبت من الله أن يمجد اسمه وأن يُظهر قدرته أمام هؤلاء الناس فغاب الصنم فجأة وبعد مدة وجدوه مطروح بعيداً فى الشوارع فاغتاظ مكونيوس ومزق جسدها بالسياط، أما القديسة فلم تتحرك بالرغم من الضربات ولم تزل شاكرة لله. وتفنن هذ القائد فى تعذيب هذه القديسة وكان الرب يتمجد معها بعمل الآيات وكان دائماً يعزيها ويضمد جراحاتها ولما تعبوا من تعذيبها أمر الملك حينئذ بقطع رأسها بالسيف ونالت إكليل الشهادة وكان هذا فى الحادى عشر من أغسطس سنة 286م. ولما علمت المرأة آنفة الذكر بقطع رأس القديسة سوسنة أتت ليلاً وأخذت جسد القديسة وكفنته بأكفان غالية ودفنته بإكرام وبعد موتها بستة أشهر انتقل والدها أغابينوس شهيداً. وكان استشهاده فى يوم 19 فبراير سنة 287م. بركة صلواتهم وشفاعتهم المقدسة تكون معنا أمين. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/170349591151251.jpg القديسة تقلا وُلدت نحوَ السنة العشرين، في مدينة ايقونية من والدين وثنيين وغنيين. كانت جميلة وذكيّة ومثقفة كثيراً. خُطِبت لشاب لا يقل عنها شرفاً وجاهاً. ولما مرّ بولس الرسول في مدينة ايقونية نحو السنة 45، سمعته تقلا فأعجبت بتعاليمه واستنار عقلها بنعمة الله. وبعد أن تفهّمت التعاليم الإنجيليّة اعتمدت ونذرت بتوليتها لله، وعكفت على الصلاة والتأمل. فسألتها والدتها عن هذا التبدّل في حياتها، فأجابتها: إنّه ثمن اصطباغها بماء العماد المقدّس وإيمانها بالمسيح الذي نذرت له بتوليتها. فثارت الأم وغضب خطيبها وأهلها وأخذوا يقنعونها بالكفر، فلم تسمع لهم. فشكتها أمّها إلى حاكم المدينة. فأخذ يتملّقها الحاكم فلم تعبأ بتهديداته. فأمر باضرام النار. فرَمَت تقلا ذاتها في النار مسرورة إلاّ أنّ الله حفظها، فنزل المطر وأطفأ النار وسلمت تقلا فتركت بيت أبيها ولحقت بالقديس بولس ورافقته في أسفاره حتى انطاكية حيث بقيت تبشّر بإنجيل المسيح. فعلم بها والي انطاكية فأمر بطرحها للوحوش عريانة. فستر الله عريها ولم تؤذها الوحوش ابداً. فأعادها الوالي إلى السجن. وفي اليوم التالي ربطوها إلى زوج من الثيران المخيفة فكادت تقلا تموت ألماً. فخلّصها الله بأن افلتَها الثوران. فحار الحاكم بأمرها، وألقاها في هوة عميقة مملوءة حيّات سامّة، فلم تؤذها. دُهِشَ الجميع وذهلَ الملك فطلبها وسألها كيف تنجو من هذه المخاطر؟ فأجابته: "أنا عبدة يسوع المسيح ابن الله الحيّ. هو وحده الطريق والحقّ والحياة وخلاص من يرجونه". فأطلقها الوالي أمام الجميع حرّة سالمة. فخرجت وأعلمت القديس بولس بكل ما جرى لها فمجّد الله معها. ثم أخذت تبشّر في مدينتها وفي القلمون ومعلولا وصيدنايا في سورية.ثم ماتت بعمر تسعين سنة ودُفِنت في سلوقية، وأضحى قبرها نبعَ نِعمٍ وبركات. اذكرونى فى صلاتكم |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
الاحتفال باستشهاد القديسة دميانة https://upload.chjoy.com/uploads/170585350084472.jpg كلمة عن القديسة دميانة بقلم نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى إن القديسة دميانة تعبّر بحياتها وسيرتها وتاريخها، عن قيمة من قيم المسيحية التى بدأت مع قوم بسطاء وفقراء، اختارهم الله لينشروا الكرازة بالإنجيل فى كل العالم بقوة الروح القدس العامل فيهم. غير مستندين على الإمكانيات البشرية، ليكون فضل القوة لله لا منهم (انظر 2كو4: 7). ولكن المسيحية بروحانيتها وسموها كتعليم وهبة سمائية استطاعت أن تصل من القاعدة إلى القمة، من الفقراء إلى الأغنياء ومن الجهلاء إلى المثقفين، ومن البسطاء إلى ذوى السلطة والنفوذ، بالوسائل الروحية المجرّدة. واستطاعت المسيحية أن تُجرد العالم من سطوته وتأثيره على الأغنياء، ليحتقروا عبودية المادة والرغبات العالمية، وكل زخارف الحياة الفانية، بتطلعهم إلى ما هو أفضل وأسمى وأبقى فى عالم الروح وفى علاقتهم الفائقة للعقول مع الله أبى الأرواح. هكذا ستظل القديسة دميانة كإبنة لوالى البرلس، حباها الله بالجمال والمال، فرفضت كل متع العالم وفضلت أن تكون عروسًا للمسيح. وكان ذلك رمزًا لقوة تأثير المسيحية، وقدرتها على تغيير مسار الناس بالطرق الروحية ليسعوا فى طلب المسكن الأفضل السمائى، وقدرتها على بعث قوة غير عادية فى حياة البشر ليكونوا شهودًا للمسيح بدمائهم وحياتهم، مؤكّدين بذلك الوحدة الفائقة بين المسيح الرأس المكلل بالأشواك، والكنيسة جسده المتألّم المبذول فى محبة الفادى. المسيح يبذل ويعطى جسده للكنيسة، والكنيسة تبادله محبته، فتبذل وتعطى حياتها له، قربانًا طاهرًا لله فى شركة الحب الإلهى المقدس. لقد استخدم الله القديسة دميانة كإناء للروح القدس -مختار من الله- لتكون عروسًا للمسيح فى حياة البتولية والرهبنة.. عجيبة هى القديسة دميانة فى فجر المسيحية، حيث استطاعت بقدرتها وتأثيرها أن تجذب العذارى الأربعين، ليشاركِنها العبادة والروحانية، وأن تقودهن إلى موضع الشهادة الكاملة للسيد المسيح فى يوم 13 طوبة الذى هو عيد استشهادهن. ولهذا فقد استطاعت سيرتها الطاهرة أن تجتذب الملكة هيلانة لتتبارك من جسدها المقدس، ولتبنى لها مقبرة فخمة مع العذارى الأربعين وكنيسة عظيمة فى البرارى، قام بتكريسها القديس العظيم فى البطاركة البابا ألكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر فى يوم 12 بشنس (20 مايو) وأن تجتذب الكثيرين ليقتدوا بحياتها ويلتمسوا بركتها وقوة طلبتها المستجابة عنهم. وسيبقى ديرها فى برارى بلقاس على مر الأجيال (خاصة فى أعيادها)، مقصدًا لكثيرين من الآلاف من محبيها الذين لمسوا مقدار الكرامة المعطاة لها من الله لشدة محبتها له. لقد عادت الحياة الرهبانية إلى ديرها فى البرارى فى عهد قداسة البابا شنوده الثالث باعث النهضة الرهبانية فى جيلنا، وتقاطرت العذارى يطلبن حياة التلمذة الروحية فى رحابها، مجددات عهود التكريس القلبى والبتولية السامية، ساعيات فى طريق الحياة الملائكية بالتسابيح والصلوات التى لا تنقطع.. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة مركلا https://upload.chjoy.com/uploads/170999453475861.jpg القديسة مركلا، نموذج الأرامل المسيحيات، ولدت سنة 330 في كنف إحدى العائلات الرومية الشهيرة. زُوجت خلافاً لارادتها ثم ترملت بعد سبعة أشهر فقط من زواجها، فقررت أن تنذر حياتها لله، على الرغم من طلاب الزواج العديدين الذي كانوا يُؤخذون بجمالها ونبلها . وإذ علمت ودرست نهج الحياة العجيب الذي سلكه القديس أنطونيوس الكبير وآخرون في الصحارى المصرية، قررت أن تعيش حياة نسكية مماثلة ولكن في قلب المدينة . فحولت قصرها إلى دير تعيش فيه مع نسوة أُخر من العذارى والأرامل اللواتي اتخذنها كأم روحية لهن، وغيرهن كن يزرنها ليتحدثن إليها عن مواضيع روحية أو ليصلين معاً. تجردت مركلا من كل الأشياء الفائضة فوزعت ثروتها بسخاء على الفقراء، ومارست الإمساك والتقشف والصلاة ودراسة الكتاب المقدس، مع تحاشي كل تشتت أو علاقة دنيوية فما كانت تخرج إلا من أجل الصلاة في كنائس مدينة رومة. ولما وفد القديس أبيفانيوس إلى المدينة وهو المفسر المشهور للكتاب المقدس دعته إلى مسكنها وأمضت و إياه أوقاتاً طويلة كنت تطرح عليه فيها الأسئلة عن المقاطع الأكثر صعوبة في الكتاب. وهكذا تلقفت بشكل جيد فكر م علمها حتى أنها بقيت على صداقة روحية عميقة معه بعد رحيله إلى أورشليم، واعتبرها الجميع إنها المحللة الأكثر براعة لتعليمه. في أواخر أيامها انسحبت إلى أحد المواقع التي كانت تملكها في الريف بغية التمتع بالوحدة. وعندما استولى البرابرة على المدينة (عام 410) اقتحم بعضهم مسكنها فاستقبلتهم بهدوء ولأنها كانت تمضي كل لحظة من حياتها على أنها على استعداد للموت لذلك صار هذا إنجازاً لرغباتها وعبور إلى الفرح الأبدي – طلب إليها البرابرة أن تسلمهم ما لديها من المال، فأجابتهم أن شخصاً مثلها يرتدي لباساً فقيراً على ما يشاهدون هل يمكن أن يحتفظ بأي مبلغ من المال. لم يصدقوها طبعاً، بل انقضوا عليها ضاربين إياها بلا شفقة وبلا احترام لسنها، فارتمت على الأرض ساجدة تصلي . يا للعجب … هدأ البرابرة، مسحوا جراحها، أخذوا يحدثونها بلطف معتذرين عما اقترفوه بحقها . ثم أخذوها بناء على طلبها إلى كنيسة القديس بولس في المدينة حيث أسلمت روحها إلى الرب بسلام بعد أيام قليلة . أما جنازتها فقد جمعت حشداً هائلاً من المتوحدين والرهبان الوافدين من كل جهة وصوب، ومن المعوزي ن الفقراء الذين كانوا يبكون فيها أمهم والمعتنية بهم. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
مريم السنوذيا الأنطاكية القديسة الشهيدة https://upload.chjoy.com/uploads/170999453478342.jpg ولدت وعاشت القديسة مريم في أنطاكية، وكانت أمة لرجل من أعيان أنطاكية وكان وثنياً وهي مسيحية كوالديها اللذين خدما الرجل وعائلته من قبلها. فلما كان يوم ولد فيه لمولاتها إبن صنع له أبوه عيداً وأكثر من تقديم الذبائح والمحرقات، واشترك الجميع في العيد إلا مريم، لم تبرح المنزل ولا قدمت محرقة فاستدعتها مولاتها واستعلمت منها: لما أنت صائمة ولا تعيدين معنا؟! فأجابت بأنها مسيحية، وأردفت : أنتم تعيدون بالنايات والصنوج والملاهي والدفوف والعيدان، وعيدنا بالصوم والصلاة والطهارة ومزامير الروح القدس، فلما حضر زوجها أخبرته بما حدث فأمر بضرب مريم بالسياط وحبسها في الانفراد وأن لا يدفع لها شيء من الطعام أو الشراب، ومرت الأيام ومريم لا تلين، مسبحة الله، فسمع بأمرها الوالي فقبض عليها وأحالها على المحاكمة. سأل الوالي مريم عن اسمها فأجابته: أنا امرأة مسيحية، أمة للمسيح ! فطلب منها أن تذبح للآلهة فرفضت، فسلمها إلى الجلادين. عذب الجلادون مريم بأمشاط من حديد، ثم أخذوها إلى موضع محجر وهم يرومون تنفيذ عقوبة الرجم بها حتى الموت، وقفت أمة الله على صخرة وصلت: “معونتي من عند الرب صانع السماء والأرض …” (المزمور 120 ). فإذا بها تعاين السماء منشقة وابن الله جالساً عن يمين الله الآب والشاروبيم السارافيم يسبحون، وأختها في الروح القديسة تقلا الشهيدة بينهم تشددها وتعزيها، فما كادت تنتهي من صلاتها حتى انشقت الصخرة، بأمر الله، فدخلت فيها واختفت في جوفها، فضج الناس وارتعد الجلادون وآمن بالمسيح ثلاثة آلاف. فأوفد الوالي أحد مساعديه ليقلع الصخرة ويحفر ويعمق، ثم جيء بعمال وعدد وآلات، ولكن قبل المباشرة بالحفر حدثت زلزلة ونزلت نار من السماء وبرق ورعد، فصار الناس كالأموات من الفزع، ولاذ بعضهم مذعورين ببيت الأصنام فنزلت نار وأحرقته بمن فيه فقضى من الوثنيين ألف وستمائة، وتاب آخرون وآمنوا بالمسيح وكان عددهم ثلاثة آلاف غير الذين آمنوا أول مرة. من ذلك اليوم كف الأذى، بصلوات مريم، عن الميسحيين، فسكنت قلوبهم واطمأنت نفوسهم. يبقى السؤال: لم سميت مريم بـ “السنوذيا ” ربما التي تعني، SINODIA كانت من اللفظة اليونانية فيما تعني، الجماعة أو الشيعة، لعل المقصود كان “مريم ورفقتها ” لأنه كان هناك بضع آلاف من الوثنيين اهتدوا إلى المسيح بواسطتها، أو لعل المقصود كان المسيحيين الذين قيل عنهم في المقطع الأخير من السيرة أن الأذى كف عنهم بصلوات القديسة فسكنت قلوبهم واطمأنت نفوسهم، فتكون مريم قد لمت شعثهم بعدما كانوا متفرقين، فيا قديسة الله مريم الأنطاكية، علمينا أن نثبت نحن أيضاً في إيماننا. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/171268953096581.jpg
مَطرونة القديسة البارة القسطنطينية مَطرونة القديسة البارة القسطنطينيةولدت في بَمْفيلية في آسيا الصغرى (تركيا الحالية) في أواسط القرن الخامس للميلاد. زُوّجت وهي في الثالثة او الرابعة عشرة من عمرها، وأنجبت بنتاً. مالت إلى حياة الصلاة منذ شبابها الاول، لا سيما بعد ان التقت امرأة تقية في القسطنطنية. حاول زوجها صرفها عما اعتبره تقوى زائدة لديها، حتى حرّم عليها الخروج من البيت احياناً. اعتصمت بالصبر إلى ان كان يوم دبرت فيه امر ابنتها، ولبست هي لباس الرجال وفرت من المنزل الى دير القديس باسيان في القسطنطينية. قبلوها لانهم ظنوا انها خصيّ. لم يمضِ وقت طويل على ترهبها حتى اكتشف رئيس الدير امرها. عرف بالروح نعمة الله عليها، لكنه خاف على ديره، فرحّلها الى دير للراهبات في حمص. وهناك ترسّخت مطرونة في حياة الفضيلة. فلما ذاعت شهرتها فرت الى أورشليم ومنها إلى بيروت لئلا يجرح المجد الباطل نفسها. في بيروت اتخذت مطرونة هيكلاً وثنياً ملجأً لها. هناك داهمتها التجارب كثيرا، لكن لم يتسلّل الخوف، بنعمة الله، إلى قلب مطرونة التي ثبتت مصلية. صمدت امام كل إغراء تكافح في الصلاة الدائمة والتمجيد. ثم ان بعض البيروتيات الوثنيات أخذن يقبلن عليها متعجبات، وبدأن يسألن ان يعتمدن وينضوين تحت لوائها. أقامت مطرونة في بيروت، برفقة تسع تلميذات، أشهراً او ربما سنوات. ومن بيروت عادت مطرونة الى القسطنطينية فأقامت في قلاية قريبة من دير القدّيس باسيان. ثم استدعت راهباتها، بعد حين، من بيروت. ويبدو أن صيتها ذاع من جديد، في وقت قصير، فأخذت النسوة التقيات، لا سيما من فئة النبلاء، يتدفقن عليها لينتفعن من إرشادها وينلن بركتها. وقد تركت عدة نبيلات العالم وأتين فاقتبلن حياة الفقر والطاعة تحت جناحيها. هؤلاء النسوة حملن معهن أموالاً وعطايا جزيلة استخدمتها القديسة في بناء دير ما لبث ان اضحى أحد أهم الأديرة في المدينة.عاشت مطرونة ما يقرب من مئة عام. تعيد لها الكنيسة المقدسة في التاسع من شهر تشرين الثاني. طروبارية باللحن الثامن لمَطرونة القديسة البارة القسطنطينية بكِ حُفظت باحتراسٍ وثيق، أيتها الأم مطرونة، لأنك قد حملت الصليب فتتبعتِ المسيح، وعملتِ وعلّمتِ أن يُتغاضى عن أمو الجسد لأنه يزول، ويُهتمّ بأمور النفس غير المائتة. لك أيتها البارة تبتهج روحك مع الملائكة. قنداق باللحن الثانيلمَطرونة القديسة البارة القسطنطينية لما أذويتِ جسدكِ يامطرونة بالأصوام، وأنت ساكنة فيما بين الرجال، مثابرة على الصلوات، خدمت السيد بحال إلهية، الذي لأجله أهملت جميع الأشياء، قاضية حياتك بالبرّ. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/171611561842541.jpg "إحدى قديسات القرن الأول بالمسيحية" من هي القديسة دميانة؟ استشهاد القديسة دميانة، والتي تعد احدى قديسات القرون الأولى في المسيحية وأول راهبة في التاريخ والتي ارتبط اسمها بقصة الأربعين عذراء، حيث شارك عدد من أساقفة المجمع المقدس، أبرزهم الأنبا مقار أسقف فاقوس والأنبا صليب أسقف ميت غمر بقداس إلهي بدير القديسة دميانة بالبراري بمحافظة الدقهلية لإحياء ذكرى استشهادها، وذلك فى ديرها العامر ببرية بلقاس، كما تم إطلاق اسمها على عدد من الكنائس والأديرة، ولها دير يحمل اسمها ببراري بلقاس بالدقهلية. مولدها ولدت القديسة دميانة، من أبوين مسيحيين في أواخر القرن الثالث، كان أبوها مرقس واليًا على البرلس والزعفران بوادي السيسبان، حيث بلغت العام الأول من عمرها تعمدت في دير الميمة جنوب مدينة الزعفران، وأقام والدها مأدبة فاخرة للفقراء والمحتاجين لمدة ثلاثة أيام، بعد فترة توفت والدتها. الحياة الشخصية عاشت القديسة دميانة، مع صاحباتها حياة سكنية رائعة، امتزج الصوم بالصلاة مع التسبيح الذى حول القصر إلى سماء يسمع فيها صوت التهليل المستمر، وترك والدها المسيحية وعاد للوثنية ولكن دميانة واجهته فتاب مرة أخرى، وتقدم أحد الأمراء إلى والدها يطلب يدها، وكانت معروفة بتقواها ومحبتها للعبادة مع جمالها وغناها وأدبها. حياة البتولية وفى الثامنة عشر عزمت على حياة البتولية، وبنى لها والدها قصرًا في جهة الزعفران بناءً على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة، حيث تمسكت دميانة بإيمانها فعُذبت كثيراً لكن جروحها كانت تلتئم سريعًا، فظن جنود الملك أنها ساحرة. السبب وراء تعذيبها تروى كتب التراث المسيحى أن القديسة سجنت وعذبت ولكن جسدها لم يتأثر لأن الملائكة كانت تشفيها، حتى جاءت الأوامر بضربها بالسيف فاستشهدت هى والأربعين عذراء، حيث يقام للقديسة دميانة مولد فى ديرها ببلقاس وتتلى لها المدائح وتقدم لها النذور وتشفع لأهل الكتاب. مراسم الاحتفال خلال الصلاة يتلو الحضور "الذكصولوجيا" الخاصة بالقديسة " دميانه"، والكلمة فى الأصل يونانية تتكون من "ذوكصا" بمعني (مجد) و"لوجيا" بمعني (بركة) وبالتالي يكون المعني كلام عن المجد أي "تمجيد للبركة"، وهي تماجيد لكافة المناسبات المتعددة والأعياد والملائكة والقديسين، الصبية العذراء الحكيمة، المختارة البارة، عروس المسيح، ىالقديسة دميانة، هذه التى امتلأت من الحكمة منذ صباها فبغضت العالميات وأحبت البتولية. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/171905476445021.jpg مريم الجديدة الأرمنية من أصل أرمني. تزوجت فكانت نموذجاً للفضيلة والطهر. رقيقة، رحيمة، تقية. اهتمت ببيوت الله والمحتاجين اهتماماً غير عادي امُتحنت بفقد ولدها ذي السنوات الخمس فكان موقفها كموقف أيوب الصديق: الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً. اعتادت أن تعامل خدمها والفقراء كأفراد أسرتها. بيتها كان مشرعاً للغرباء، لا سيما الكهنة والرهبان الذين كانت تستقبلهم كملائكة الله. أما صلاتها فكانت تملأ كل أوقات فراغها من العمل والخدمة. توفي لها صبي ثانٍ فصبرت على فقده صبراً جميلاً. مَنَّ عليها الرب الإله، في المقابل، بتوأمين، صار أحدهما ضابطاً في الجيش والآخر راهباً. حسدها الشيطان حسداً كبيراً فأثار عليها ذوي زوجها. قالوا أنها تبدد ثروة العائلة ولها مع أحد الخدام علاقة مريبة. ضربت الغيرة عيني زوجها بالعمى فأشبعها ضرباً. ماتت متأثرة بجراحها. فيما كان القوم يعدونها للدفن كشف الرب الإله براءتها عبر طيب عبق في المكان. بعد أيام قليلة من ذلك جرت عند قبرها أشفية جمة وخرج الروح النجس من أحد القوم. تاب زوجها وبنى كنيسة احتضنت رفاتها. لما استولى البلغار على بيزيا في تراقيا حيث كانت، وحدها كنيستها انحفظت. السبب كان أنه لما أعطى سمعان البلغاري أمراً بفتح ضريحها للحال خرج منه لهب نار أبعده ومن معه فاختشى. طروبارية باللحن الرابع نعجتك يا يسوع تصرخ نحوك بصوتٍ عظيم قائلة: يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبةً إياك، وأُصلب وأُدفَن معك بمعموديتك، وأتأَلم لأجلك حتى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك. لكن كذبيحة بلا عيب تقبَّل التي بشوقِ قد ذُبحت لك. فبشفاعاتها بما أنك رحيمٌ خلص نفوسنا. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/171938729278191.jpg القديسة ماترونا الروسية الشهيدة الجديدة في عصرنا هذا، عصر الانحطاط الروحي، وحدها أمثلة الرجال والنساء البطولية قادرة على إشعال الحماس لعيش عيشة إلهية بحسب الوصايا المقدسة. لذلك، من الأساسي المحافظة على صورتهم التي تظهر حياتهم المرضية لله وتنشر رسالتهم التي تضيء ببساطةِ المسيح وتأتي إلى أيامنا الحاضرة محفوظة في الوعي الكنسي الأرثوذكسي. لقد عكسوا قداسته وأرضوه انسجاماً مع وصيته: “كونوا قديسين كما أنا قدوس”. لقد جعلهم أصدقاءه وأنعم عليهم بقوة لا يلاشيها موتهم الأرضي. إن قديسي الله المعلَنين وغير المعلَنين هم أحياء فيه، ويلعبون دوراً في حياتنا نحن الذين ما زلنا على الأرض، عندما نتذكرهم ونتضرع إليهم. دعونا نتباشر سريعاً نحو مقدَسي الله لنكون أصدقاءهم فنجد اتصالاً حياً بهم، خاصةً عندما نتذكرهم في صلواتنا ونلتمس صلواتهم، فينيروننا عندما يرون التماسنا ويوجهون حياتنا بعيداً عن هذا العالم الغارق في الشر. ليكن للعالم أبطاله العميان، الذين يضمحل مجدهم الذي لا يستطيع أن يمنح شيئاً يبقى للإنسانية. حتى في هذه الأزمنة الأخيرة، نحن لدينا أبطالنا الذين يتلألأون بمجد لا يزول ويقودون أرواحنا إلى الفردوس. (الراهب سيرافيم) “وقال لي تكفيك نعمتي، قوتي في الضعف تكمل” (2كورنثوس 29:1). ما يلي قد رواه الأسقف استفانوس (نيكيتين): في الثلاثينيات سُجنت في أحد المعتَقَلات، وكنت حينها طبيباً. وفي المعتَقَل عُهِدت إلي مسؤولية العيادة. كان معظم السجناء في حالة خطيرة مما حطّم قلبي، وقد أعفيت العديد منهم من العمل لإعطائهم على الأقل بعض الراحة، أمّا مَن هم أكثر ضعفاً فقد كنت أرسلهم إلى المستشفى. في أحد الأيام، عندما كنت أعاني من المرض، قالت لي الممرضة التي تعمل معي، وهي أيضاً سجينة في المعتَقَل: “دكتور، لقد علمتُ أن إنذاراً أعطي لك. أنت متهم بإفراطك في التساهل مع السجناء، وأنت مهدد بإطالة مدة اعتقالك 15 سنة”. كانت الممرضة واسعة الاطلاع وتعلم ما يجرى في المعتقل، لذا كان لدي سبب كافٍ لأجزع من كلماتها. لقد كنت محكوماً بثلاث سنوات كانت على وشك الانقضاء. كنتُ أحصي الأشهر والأسابيع التي تفصلني عن حريتي التي طال انتظارها، وفجأةً 15 سنة! لم أستطع النوم طوال الليل، وعندما ذهبتُ إلى العمل في الصباح، هزّت الممرضة رأسها بحزن عندما رأت ما كان مرتسماً على وجهي. بعد انتهائنا من المعاينات، قالت بتردد: “أرغب يا دكتور بإعطائك بعض النصح، لكنني أخشى أنك سوف تضحك مني”. “أخبريني”، قلت. في بانزا (Penza)، المدينة حيث ترعرعت، عاشت امرأة تدعى ماطرونوشكا، أعطاها الله موهبة خاصةً في الصلاة. إذا صلّت لأحدهم، تكون صلاتها مستجابة دائماً. يقصدها العديد من الناس لمساعدتهم وهي لا ترفض أحداً. لماذا لا تطلب منها مساعدتك؟” فضحكتُ بحزن وأجبتُ: “خلال الوقت الذي تستغرقه رسالتي لتصل إليها، يكونون قد حكموا عليّ بـ15 سنة”. فقالت الممرضة ببعض الارتباك: “لكن ليس من الضروري أن تكتب لها. فقط نادِها من هنا”. “أنادي! من هنا؟” سألتها وأضفت: “إنها تعيش على بعد مئات الكيلومترات”. فأجابت: “علمتُ أنك ستضحك مني لقولي هذا، لكنها تستطيع سماعك من أي مكان. افعل هذا عندما تخرج لتتمشى في المساء، تأخّر عن الباقين قليلاً ونادِ بصوت عالٍ لثلاث مرات: ماطرونوشكا، ساعديني، أنا في مشكلة. وستسمعك وتستجيب”. رغم ما كان يبدو ذلك غريباً، تقريباً مثل السحر، عندما خرجت لأتمشى في المساء فعلتُ كما قالت لي صديقتي. مر يوم فأسبوع فشهر… ولم يستدعِني أحد إلى المحكمة. فقد أُجريَت تغييرات في إدارة المعتَقَل إذ نُقل أحدهم، وأُسندَت المسؤولية إلى آخر. نصف سنة أخرى مرت، ثم جاء نهار إطلاق سراحي من المعتَقَل. عندما تسلمت ملفي في مكتب القائد، طلبتُ إرسالي باتجاه المدينة حيث تعيش مطرونة، لأنني وعدتُ قبل ندائي لها بأنني إذا ساعدتني سوف أذكرها في صلاتي اليومية، وفور إطلاق صلاحي سأتوجه مباشرة لأشكرها. عند استلامي مستنداتي، سمعت أن آخرَين أُطلق سراحهما أيضاً، وهما مسافران إلى المدينة نفسها التي أقصد. انضممت إليهما ومضينا سوية. خلال سفرنا سألتهما إذا كانا بالصدفة يعرفان ماطرونوشكا. “نحن نعرفها جيداً، الكل يعرفها في المدينة أو حولها على مسافة أميال. سوف نأخذك إليها إذا رغبت، لكننا نعيش في الريف، لا في المدينة، ونحن مشتاقان للعودة إلى بيتنا. لكن افعل ما نقوله بالضبط: عندما تصل إلى المدينة، اسأل أول شخص تصادفه عن مكان سكن مطرونة وهو سيرشدك”. عند وصولي، فعلت تماماً كما قال لي زميليّ. سألت أول صبي صادفته فأجاب: “اتبعْ هذا الشارع رقم 9، ثم انعطفْ في الزقاق قرب مكتب البريد. إن مطرونة تعيش في ثالث منزل”. كنت أرتعش من الحماس، صعدت إلى المنزل وكنت على وشك قرع الباب، لكنه لم يكن مقفلاً وقد انفتح بسهولة. وقفتُ على العتبة مشرفاً على الغرفة شبه الفارغة حيث تقوم في وسطها طاولة عليها صندوق كبير. “هل أستطيع الدخول؟”، سألت بصوت مرتفع. فجاء صوت من الصندوق “ادخل ساريوزيلا” (ساريوزيلا هو اسم راوي القصة). دخلت متردداً، جافلاً من الاستقبال غير المتوقع، وتوجهت نحو الصوت، ولما نظرت داخل الصندوق وجدت امرأة صغيرة مضطجعة بلا حركة. كانت عمياء ولديها فقط يدين ورجلين غير مكتملة. كان وجهها لامعاً وبسيطاً وكريماً. بعد إلقاء التحية سألتها: “كيف تعرفين اسمي؟”. فجاء صوتها ضعيفاً لكنه واضح: “ولماذا لا أعرفه؟ لقد ناديتَني وقد صليتُ إلى الله من أجلك، هكذا عرفتُ اجلس وكن ضيفي”. مكثت لدى ماطرونوشكا طويلاً. أخبرتني بأنها أُصيبت بمرض في صغرها مما أعاق نموها وأقعدها. في عمر السنتين فقدت بصرها بسبب الجدري. كانت أسرتها فقيرة وكانت أمها، في طريقها إلى العمل، تضجعها في صندوق وتأخذها إلى الكنيسة. كانت تضع الصندوق على أحد المقاعد وتتركها حتى المساء. في صندوقها، كانت الفتاة تصغي إلى كل الخدم الكنسية. كان الكاهن يعتني بها متعطفاً عليها. ثم أصبح أبناء الرعية أيضاً يرثون لها، فكانوا يجلبون القليل من الطعام أو شيئاً لتلبس. كان البعض يداعبها أو يساعدها للاستلقاء براحة أكثر. وقد كبرت على هذه الحال محاطة بجو من الروحانية العميقة والصلاة. ثم تحدثنا عن غاية الحياة وعن الله. عندما أصغيتُ إليها صدمتني الحكمة في آرائها وبصيرتها الروحية. عند مغادرتي قالت: “عندما تنتصب أمام عرش السيد، اذكر أمةَ الله مطرونة”. حينها لم يكن يخطر ببالي أني سوف أصبح أسقفاً حتى أنني لم أكن بعد كاهناً. أما عنها فقالت بأنها ستموت في السجن. عندما كنتُ جالساً بقربها، أدركتُ أنني لم أكن أمام امرأة مريضة، بل أمام شخص كبير في عيني الرب. كان أمراً معزياً ومفرحاً أن أبقى معها حتى أنني كرهت الرحيل، ووطدتُ نفسي على زيارتها مرة أخرى حالما أستطع. لكن هذا لم يحدث، إذ سرعان ما سيقت ماطرونوشكا إلى السجن في موسكو حيث قضت هناك. أيتها القديسة مطرونة الشهيدة الجديدة، تشفعي بنا على الله. |
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
https://upload.chjoy.com/uploads/171938760683041.jpg ماريا البيثينية البارة هي الابنة الوحيدة لرجل يدعى افجاليوس، من بثينية احدى اعمال آسيا الصغرى. كان مقتدرا ذا ثروة وجاه وفضل. فارقته زوجته الى الاخدار السماوية. وماريا لم تزل بعد طفلة غضّة، فحرمت من حنان امها باكرا. الا ان والدها الفاضل حاول ان يعوض لها ذلك الحنان، فراح بكل ما اوتيه من عزم – يربيها تربية فاضلة، وينشئها تنشئة صالحة، ويلقنها تعاليم واصول الحياة المسيحية الحقة. وعندما شبّت الفتاة وكبرت، قال لها والدها: ” ها قد تركت بين يديك يا ابنتي العزيزة كل مالي وثروتي، لان روحي تتطلع الى اعتناق الحياة الرهبانية في احد الاديار، عساني استطيع ان أخلّص نفسي: فعترضته الفتاة قائلة: “: او تريد انت ان تخلص نفسك، وما يعنيك او يهمك أهلكت نفسي ام لا ؟!. الم تسمع ما قاله الرب من ان الراعي الصالح يضع نفسه عن الخراف؟!. فلما سمع افجانيوس كلام ابنته، ورآها تنتحب وتبكي، حار في امره وقال لها: ” وماذا عساني افعل يا ابنتي، وانا راغب في الالتحاق باحد الاديرة، ولا يمكنني ان اصطحبك معي لئلا تكوني سلاحا يستعمله الشيطان ضد الرهبان عبيد الله المجاهدين؟ ” فقاطعته ماريا واجابته باصرار وصوت ثابت : ” لن اسبب عثرة ما يا ابي. فانا استطيع ان اقص شعري، واتزي بزي الرجال وامكث معك كأحد الشبان”. وهكذا اخذ افجانيوس يوزع ثروته على الفقرآء والمساكين، ثم قص شعر ابنته، والبسها لباس الرجال، واطلق عليها اسم ماريوس، واوصاها قائلا: ” انتبهي يا ابنتي كيف تصونين اناءك من هجمات العدو، لانك سوف تعرضي نفسك لنار التجارب فاحتفظي بنقاوتها ما استطعت حبا بالمسيح. وهكذا نعيش نحن الاثنين امينين لوعودنا وعهودنا” ثم التحق باحد اديار الشركة. راحت ماريا تحث الخطى واسعة في طريق الجهاد والفضيلة واخذت تتقدم يوما بعد يوم في ممارسة النسك الشديد مضارعة بذلك كبار رهبان الدير الذين ظن بعضهم انها شاب امرد بسبب صوتها الخافت الناعم، وعدم وجود لحية لها كسائر الرهبان، بينما اكد البعض الاخر منهم، ان هذه المظاهر مردها النسك الشديد، اذ كانت مرة كل يومين. ما لبث افجانيوس، بعد فترة ليست بطويلة ان رقد بالرب. ومنذ ذلك الوقت اخذت ماريا تضاعف جهادها في عيش الطاعة العميقة الكاملة، والنسك والتواضع، لدرجة انها حازت نعما الهية، تجلت في قهر الشياطين وطردهم، اذ ان لثم يدها فقط، كان يشفي كل من مسّه الشيطان، او استأسره روح شرير، مما اثار عجب وانذهال الرئيس لهذا التقدم الروحي السريع،وبات متفكرا في امرها، خائفا عليها من حبال الشيطان وفخاخه. كان عدد رهبان هذا الدير اربعين راهبا، كان الرئيس يرسل كل شهر اربعة رهبان ليؤمنوا حاجات الدير ويتفقدوا بعض الاخوة النساك المتناثرين هنا وهناك. وكان يوجد بقرب الدير نزل، وبما ان الطريق كانت طويلة وشاقة، فلقد اعتاد الرهبان الارتياد الى هذا النزل في ذهابهم وايابهم، لينالوا قسطا من الراحة، وكان صاحب النزل يستقبلهم ببشاشة ويحسن وفادتهم. وذات يوم دعى الرئيس ألأخ مارينوس وقال له: ” انا اعلم جيدا سيرتك الفاضلة، وتقدمك المستمر في طريق الكمال، فانك برهنت في مناسبات عديدة عن حسن طاعتك وامتثالك، لذلك اطلب منك ان تؤمن انت هذه المرة حاجات الدير وتقضي مهامه، وهكذا تهدأ نفوس وضمائر بعض الاخوة الذين يتذمرون لعدم خروجك مثلهم. وتأكد يا أخي ان اجر تعبك سيكون كبيرا جزاء طاعتك: ” . فلما سمع مارينوس هذا الكلام، انطرح على قدمي الرئيس قائلا: ” باركني يا ابي، وحيثما تريدني فسوف اتوجه، ولن اخالف لك امرا. وهكذا انطلق الاخ مارينوس يصحبه ثلاث رهبان لقضاء حاجات الدير. فعرّجوا كعادتهم على النزل للاستراحة قليلا. وفي تلك الاثناء كانت ابنة صاحب النزل، تعلم احد الجنود الذين كانوا قد اخطأوا معها، انها تنتظر مولودا ولكن الجندي اقنعها قائلا: ” اذا علم والدك بما جرى قولي له ان الراهب الشاب المدعو مارينوس هو الذي خدعني: ” وهكذا كان. لانه ما ان علم والدها بالامر حتى ضاع رشده، وصعق لهول المفاجأة وسال الصبية عن الشاب الذي ثم معها، فالقت بالتهمة على مارينوس. فجن جنون صاحب المنزل، ولفرط غضبه وهياجه، اصطحب ابنته وذهب الى الدير وهو يزبد ويرعد ويصرخ قائلا: ” اين هو ذاك المضل، الذي يدّعي بالمسيحية والفضل والقداسة “؟ فظهر له احد الرهبان مستفهما عما جرى، فأجابه الاب: ” انها لساعة ملعونة عندما تعرّفت فيها عليكم ايها الرهبان، يا ليتني ما عرفتكم ولا تعرفت على من لهم بكم علاقة ” . ثم طلب مقابلة الرئيس الذي ما ان رأه حتى ابتدره قائلا: ” انها وحيدتي وسندي وعكازة شيخوختي ايها الرئيس، وعليها كنت اعتمد في تسيير اموري، وهاك ما قد صنعه بها هذا الرجل الراهب المدعو مارينوس ” . فاجاب الرئيس – بعد ان علم بتفاصيل الخبر – وقد اعتراه الخجل والانذهال معا: ” لا استطيع ان افعل او ان اقول شيئا، سيما وان مارينوس غائب، ولم يعد بعد من مهمته. ولكن ثق انه سوف يطرد من الدير فور عودته” . وعندما عاد مارينوس مع الرهبان الثلاثة الآخرين، أنبّه الرئيس بلهجة شديدة قائلا: ” اهذه هي تربيتك الصالحة، وثمرة نسكك الشديد، ومظاهر برّك وقداستك، لدرجة انك أخطأت مع ابنة صاحب النزل، واذللت شيبة والدها الذي يحسن الينا، وكنت عثرة لكثيرين ممن سمعوه وهو يصيح ويحتج باعلى صوته فاضحا الامور امام الجميع. فيا لها من شكوك اتيتها ايها ألأخ المحترم” . وعندما سمع مارينوس هذا الكلام، انطرح ارضا قائلا: ” سامحني ايها الاب القديس، لانني اثمت، وكانسان ضعيف اخطـأت”. لكن الرئيس ابى ان يسامحه، وطرده من الدير قائلا: ” لئلا تكون قدوة وامثولة للآخرين”. خرج مارينوس حاملا صليبه، وجلس على باب الدير صامتا، منتظرا، صابرا على حر النهار وقر الليل. واما الزوار الذين كانوا يؤمّون الدير، فكانوا يسألون باستغراب! لماذا انت قابع هنا ايها ألاب مارينوس؟!. فكان يجيبهم:” انني زنيت، ولذلك طردني الرئيس”. وعندما حانت ولادة ابنة صاحب النزل، ولدت غلاما جميلا، فحمله والدها بين يديه، وذهب به الى الدير، فوجد مارينوس على حاله جالسا قرب باب الدير، فجعل الصبي عند قدميه وقال له:” خذه، انه ثمرة خطيئتك”. ثم قفل راجعا . فأخذ مارينوس الصبي بحنو وعطف بين يديه قائلا:” نعم سأخذه لاسدد به خطاياي. ثم رفع عينيه نحو العلاء وقال متنهدا:” ولكن يا سيدي القدوس، ما ذنب هذا الطفل البريء ليموت معي؟!. ثم بدأ مارينوس يستعطي من الرعاة المارين، لبنا او حليبا ليغذي الطفل كأب حنون. وهكذا مرت الايام، وأخذ الطفل في النمو، ولم يعد يكفيه ما كان يقدّمه له مارينوس، وبدأت ثيابه تتهرأ ولم تعد تلائمه، فأخذ مارينوس يستعطف زوار الدير كي يحسنوا اليه ويساعدوه. وبعد ثلاث سنوات، وعندما رأى الاخوة ضيقه وصبره، توجهوا نحو الرئيس قائلين، كفى يا ابانا ما يعانيه، فانه قصاص كبير لا يطاق، سيما وانه اعترف جهارا امام الجميع بذنبه، معلنا توبة صادقة نصوحا. فاما ان يدخل ويعيش معنا، واما ان نخرج نحن لنعيش معه. فقبله الرئيس وقال له:” لقد ارغمتني محبة الاخوة على قبولك ثانية، رغم انك آخرهم واسوأهم فضيلة”. فضَرب مارينوس مطانية وقال باحترام وتواضع: ” انه لمنة كبيرة ان أعيش تحت ظلك ورعايتك يا أبي القديس”. ثم فرض الرئيس عليه ان يقوم بكل مهام الدير الصعبة. فكان مارينوس يتممها بنشاط ولكن بتعب كثير ايضا، يصحبه الطفل لا يفارقه ابدا، وهو يملأ الدنيا زغردة وصراخا طالبا من وقت لآخر طعاما، او بعض ما تحتاجه اليه الاطفال عادة. لم ينسى مارينوس ابدا ان يغرس بين هذا الطفل حنايا هذا الطفل محبة الله، وان يعلمه طريق الفضيلة. وهكذا تهذب وتأدب ونشأ على محبة النسك والحياة التوحدية. وما ان شبّ قليلا حتى صار اهلا لان يعد بين عداد الرهبان. وذات يوم، سال الرئيس الاخوة مستفسرا اين الاخ مارينوس؟!. لقد مضى ثلاثة ايام دون ان الحظه في الخدم الطقسية، مع العلم انه الاول دائما في الحضور الى الكنيسة. اذهبوا الى قلايته وانظروا ربما يعاني من مرض او ضعف. وعندما ذهبوا الى قلايته وجدوه قد فارق الحياة. فذهبوا واعلموا الرئيس الذي اعتراه الانذهال فتمتم قائلا:” واين يا ترى ذهبت نفسه الشقية وما هو مصيره، وما الجواب الذي سيديه امام الرب الدّيان العادل؟!. ثم أمر الرهبان ان يحضروه للدفن والتجنيز. وعندما اراد الرهبان ان يغسلوا جسده، تراجعوا الى الورآء وقد اعترتهم رعدة شديدة، اذ وجدوا انفسهم امام امرأة. فصرخوا كلهم بصوت واحد يا رب ارحم. وعندما سمع الرئيس صوتهم، ولاحظ جلبتهم والبلبلة التي حدثت من جراء ذلك، استفهم عما يجري فأجابوه: ” الاخ مارينوس امرأة يا ابانا”. فوجئ الرئيس بهذا النبأ، وبقي فترة منذهلا صامتا لا يتفوه بكلمة، يعلو وجهه الاصفرار. ثم اسرع نحو القلاية التي كان مسجى فيها مارينوس، وانطرح ارضا يمرغ وجهه بتراب القلاية باكيا قائلا: يا ويلي، اية تهمة شنيعة الصقت بك ايه الأخ لتصديقي الوشايات التي اثيرت ضدك. لن ابارح هذا المكان ولو اضطرني الامر الى الموت، حتى اسمع صوتك مسامحا غافرا لي جريرتي.” وللحال جاءه صوت من الجسد المسجى قائلا:” ثق يا ابي القديس، ان كل ما بدر منك وتصرفته تجاهي، انما كان عن جهل وبتدبير من الله، ولذلك لن يحسب لك خطيئة قط. واما انا مسامحك يا ابي القديس.” وبعد برهة خرج الرئيس من القلاية وارسل يستدعي لتوه صاحب النزل، الذي ما حضر حتى بادره الرئيس بقوله:” ها قد مات الاخ مارينوس”. فأجابه ذاك قائلا:” ليسامحه الله لانه افسد علي حياتي”. فقال له الرئيس:” تب يا اخي، لانك اجرمت واذنبت الى الله والي، عندما اثارتني اقوالك ضد الاب مارينوس العفيف، لان مارينوس امرأة”. عندما سمع صاحب النزل فوجئ، وأخذ يمجد الله متوسلا اليه ان يغفر له ذنبه. وبعد قليل حضرت ابنته التي بعد ان اتهمت الراهب باثم لم يقترفه، اعتراها شيطان كان يعذبها عذابا شديدا. هذه ما ان حضرت حتى راحت تقر معترفة من تلقاء نفسها بكل ما جرى معها معلنة براءة الراهب مارينوس، وللحال طرد الشيطان وشفيت. اخذ الرهبان جسد الراقدة ماريا، ودفنوه باكرام واحترام في المكان الذي قد دفن فيه بقية رهبان الدير، وعادوا يسبحون الله الذي يمجد دائما محبيه، ومن يقدمون له التمجيد والتسبيح اللائقين به. ورسموا ان يعيد للبارة ماريا كل عام في 16 شباط. |
الساعة الآن 04:51 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025