منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:01 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد أوساويوس



هو ابن القديس واسيليدس الوزير.
كان في الحرب عندما جحد دقلديانوس الإيمان، فإجتمع أوساويوس مع أقاربه القديسين أبادير ويسطس وأقلاديوس وتاودورس أن يقدموا حياتهم مبذولة من أجل الإيمان. وبالفعل إذ التقى بهم الملك ليكرمهم على غلبتهم في الحرب، سألهم أن يقدموا تقدمات للأوثان فرفضوا.
همّ أوساويوس لقتل الملك، فهرب الأخير، ثم نُفيّ أوساويوس إلى مصر ليُقتل هناك. حاول موريانوس والي قفط أن يلاطف أوساويوس ليستميله إلى العبادة الوثنية فرفض، وعندئذ استخدم معه كل وسائل الشدة كالعصر بالهنبازين وتقطيع الأعضاء والجلد، وكان الرب يرسل ملاكه ويقويه في شدائده ويعزيه، ويُشفي جراحاته.
وهبه الله أن ينظر في رؤيا الفردوس حيث مساكن القديسين، وما قد أعد له ولأبيه وأخيه فاشتهي سرعة الانطلاق.
أُلقيّ في أتون خارج مدينة أهناس، فنزل ملاك وأطفأ اللهيب، واخرج القديس سالمًا. قطعت رأسه في 23 من شهر أمشير، ونال إكليل الشهادة.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:02 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة أوستخيوم



يعيد الغرب للقديسة جوليا أوستخيوم St. Eustochium في سبتمبر، وقد صور لنا القديس جيروم - أبوها الروحي - حياتها.
هي ابنة القديسة باولا Paula ، الابنة الثالثة من أربعة بنات لها، لكنها الوحيدة التي شاركت والدتها حياتها النسكية الرهبانية حتى النهاية.
كانت باولا من عائلة نبيلة بروما، تنيح رجلها توكسوتيوس Toxotius فكرست حياتها بالكامل لله في حياة بسيطة وفقر اختياري وإماتة، لتقضي أوقاتها في العبادة الإلهية وأعمال المحبة. وإذ رأت الصبية اوستخيوم - وهى في سن 12 سنة - والدتها بهذه الصورة شاركتها أفكارها. وعندما جاء القديس جيروم إلى روما من الشرق عام 382 م وضع الاثنان نفسهما تحت إرشاده الروحي. هذا الاتجاه أثار خال الفتاه أو عمها هيميتوس وزوجته برايتكستاتا، اللذان بذلا كل الجهد لإثناء عزم الفتاه عن هذا الاتجاه النسكي وإغرائها نحو ملذات العالم لكنها لم تسمع لهما، وإنما في فترة صغيرة لبست زي العذارى، وبهذا ربما تكون اوستخيوم أول عذراء من شريفات روما. بهذه المناسبة كتب القديس جيروم (عام 384 م) رسالة مطولة وجميلة لهذه القديسة بخصوص "الحياة البتولية" تُرجمت إلى العربية.
وهي تعتبر رسالة عامة تخص العذارى وليست خاصة.
عندما عزمت باولا أن ترافق القديس جيروم إلى فلسطين بسبب المتاعب التي صادفته في روما، رافقتها اوستخيوم مع أخريات، التقين به في إنطاكية، حيث زاروا (القديس جيروم والقديستان باولا وأستخيوم وغيرهما) الأراضي المقدسة ومصر والتقوا برهبان نتريا، وأخيرًا استقروا في بيت لحم. في بيت لحم أُقيم ثلاثة مجتمعات نسائية رهبانية تحت قيادة باولا تساعدها ابنتها اوستخيوم. وقد ساعدتا القديس جيروم في ترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية (الفولجاتا). وبناء على طلبهما كتب بعض تعليقاته على بعض أسفار الكتاب المقدس، بل وأصدر بعض كتبه مهديًا إياها لهما، قائلا: "هاتان السيدتان أقدر على إصدار الحكم على الكتب من أغلب الرجال".
سنة 403 م. مرضت باولا، فصارت ابنتها تخدمها وتصلي عنها في مغارة المهد، وعند نياحتها في 26 يناير سنة 404 م. لم تستطع اوستخيوم أن تحتمل التجربة فقد ارتمت على أمها تقّبل عينيها وتلتصق بها وتود أن تدفن معها، لكن القديس جيروم وقف بجوارها وعزاها، وأقام معها باولا الصغيرة ليعملا معًا في خدمة هذه الأديرة النسائية. هوجم ديرها بواسطة اتباع بيلاجيوس، وفى سنة 419 م. تنيحت ودفنت بجوار والدتها.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:03 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس أوسطاثيوس بطريرك إنطاكية



في مجمع نيقية المسكونى المنعقد عام 325 لمحاكمة أريوس كان للقديس أوسطاثيوس Eustathus بطريرك إنطاكية مكانة كبرى، إذ كان يجلس عن يمين العرش، وهو الذي أفتتح المجمع بالبركة. وإذ سقط أريوس وأتباعه خاصة الأساقفة أوسابيوس النيقوميدي وثيؤغنيس أسقف نيقية وأوسابيوس أسقف قيصرية، صمم الآخرون على تحطيم الأساقفة الأرثوذكس.
أتفق هؤلاء الأساقفة على تحطيم الأنبا أوسطاثيوس، فتظاهروا بالذهاب إلى أورشليم لنوال بركة الأماكن المقدسة، وفى إنطاكية عاملهم البطريرك بلطف ومحبة لكنهم اتفقوا مع امرأة شريرة أن تدخل حاملة رضيعها على صدرها لتدعي أن والده هو البطريرك، ولكي تؤكد ذلك أقسمت أنه ابن أوسطاثيوس، وكانت بالفعل قد أخطأت مع شخص يحمل ذات الاسم يعمل نحاسًا مبررين لها (الأريوسيين) أنها بهذا لم تكذب. بهذا استطاع الأريوسيون أن يستصدروا أمرًا من الملك قسطنطين بنفيه إلى تراكي كرجل فاسد من ناحية، ولأنه هرطوقي يحمل فكر سابليوس (هذا الاتهام اعتاد الأريوسيون توجيهه ضد الأرثوذكس)، كما ادعوا أنه لم يقابل الملكة هيلانة أم الإمبراطور بما يليق بكرامتها. وهكذا أحتمل القديس آلامًا من قبل بواسطة الوثنيين والآن من داخل الكنيسة.
أُصيبت المرأة بمرض شديد فاضطرت أن تعترف علانية وسط المدينة، ومع هذا بقيّ القديس في منفاه وتنيح في تراس Thrace، وكان اسمه يُذكر في الليتورجيات العامة بإنطاكية. نُقلت رفاته سنة 482 م إلى إنطاكية. عيد نياحته لدينا في 27 أمشير، وعيد اليونان 21 فبراير، واللاتين 16يوليو.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:03 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا أوطيخيان الأسقف

لا يعرف عن هذا الأسقف (البابا) الروماني سوى أنه رقد في 7 ديسمبر سنة 283 م. ورد أحيانَا كشهيد لكن المؤرخين الغربيين يرون أنه عاش في فترة سلام، وقام بدفن 342 شهيدًا بيديه، وأنه يُحسب ضمن الأساقفة لا الشهداء. دُفن في مقبرة كاليستوس.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب أوغاريتوس



أحد آباء البرية بالإسقيط، يبدو أنه كان أجنبيًا، ذا وقار وكرامة محبًا للصمت، يظهر ذلك مما جاء عنه في البستان: [حدث مرة أن انعقد بالإسقيط مجلس من أجل أمر ما، فتكلم الأب أوغاريتوس فيه، فقال له القس: "نحن نعلم يا أبتاه أنك لو كنت في بلدك لصرت أسقفًا أو رئيسًا على كثيرين، أما الآن فإنك هنا مثل الغريب". فهّز رأسه متنهدًا، وقال: "نعم، إنها مرة واحدة تكلمت فيها، وإن شاء الله لن تتكرر ثانية"].
من كلماته:


الصلاة بغير طياشة: "ما أعظم أن يكون الإنسان بغير طياشة، أعظم من ذلك أن يكون تحت الخليقة كلها".
  • الصوم: "إقرن محبة اللاهوتية بالجوع، لأنه يأتي بالراهب إلى ميناء عدم الأوجاع (عدم الشهوات)".
  • سكون العقل: "إذا كنت جالسًا في قلايتك فأجمع عقلك، واذكر يوم خروجك من الدنيا، وتفطن في موتك، وتفهم التجربة التي تحل بك، والزم التعب لترضي الله، واحتقر أمور هذا العالم الباطل، ليمكنك أن تكون في الصمت دائمًا، ولا تضعف. وأذكر أيضًا يوم القيامة ولقاء الله...".
  • ضبط اللسان: "ليست الحاجة ماسة إلى كثرة الكلام، لأن كثرة الكلام غريزة في الناس، إنما الحاجة ماسة إلى العمل".

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس أوغريس البنطي
(الأنبا إيفاجريوس البنطي | مارأوغريس)


قصة حياة أوغريس أو إيفاجريوس البنطي Evagrius Ponticus وباليونانية Εὐάγριος, ὁ Ποντικός تمثل صورة حيّة لقوة التوبة التي ترفع الإنسان من الحياة الساقطة الدنيئة ليصير عضوًا روحيًا فعالًا في حياة الكنيسة، كما تمثل لغزًا أيضًا فبينما عاش صديقًا وتلميذًا للقديس مقاريوس الكبير، لكنه إذ اهتم بالتفسير الرمزي والتأمل في الكتاب المقدس مع الكتابة، كان له أثره على كثيرين مثل بالاديوس ويوحنا كاسيان ومكسيموس المعترف مقدمًا لهم الأفكار الأوريجانية الرئيسية، كما سبب انشقاقًا في الحياة الرهبانية إذ ثار كثيرون من محبي الحياة التقوية البسيطة على منهجه، وحسبوه مفسدًا للرهبنة بأفكاره الأوريجانية الرمزية.
نشأته:


https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...f-Sinai-01.jpg


أيقونة م القرن السابع عشر تصور القديس مارأوغريس (القديس إيفاجريوس البنطي)، مع القديس يوحنا السينائي أو يوحنا الدرجي أو يوحنا السلمي، وشخص ثالث

وُلد في مدينة إيبورا Ibora من أعمال بنطس سنة 346 م، ابنًا لخوري أبسكوبوس. رسمه القديس باسيليوس أسقف قيصرية قارئًا، والقديس إغريغوريوس النزينزي شماسًا.
في القسطنطينية سلمه القديس إغريغوريوس للبطريرك نكتاريوس، بوصفه شماسًا بارعًا في دحض كل الهرطقات، فصار واعظًا شهيرًا عُرف بحمية الشباب في دحض البدع.
رهبنته بجبل نتريا ومنطقة القلالي:


في سنة 382 م ترك القسطنطينية إلى صحراء نتريا ليدرب نفسه بين الرهبان، وقد بقيّ بها عامين تقريبًا، لينتقل إلى منطقة القلالي حتى نياحته عام 399 م. وقد صار تلميذًا للقديسين المقارين وصديقًا حميمًا لهما. أراد القديس ثاوفيلس الإسكندري أن يرسمه أسقفًا فرفض. وقد روى لنا القديس بالاديوس قصة رهبنته في شيء من التفاصيل، نذكرها في اختصار:

كان إيفاجريوس الشماس مكرمًا جداّ بالقسطنطينية، وكان له عمله الوعظي الفعّال، لكن عدو الخير اقتنصه بالتفكير في إحدى النساء الشريفات، وإذ كان يخاف اللَّه صار يبكي طالبًا من الله أن يحرره من أفكار الشهوة، خاصة أن السيدة نفسها كانت تحبه جدًا. وفي أحد الأيام إذ كان يصلي بحرارة، رأى كأن جنود الوالي ألقوا القبض عليه وقيّدوه وألقوه في حبس، ووضعوا قيدًا حول عنقه دون إبداء أسباب، فظن أن ما حّل به كان بشكوى من زوج المرأة عقابًا له على أفكاره. اضطرب إيفاجريوس جدًا، لكنه شاهد أيضًا آخرين يحاكمون، وإذا بالملاك يتحول إلى صديق يتحدث معه، وهو مُقيد مع أربعين من المجرمين هكذا:
  • لما حُجزت أيها الشماس هنا؟
  • لست أدري على وجه التحديد، لكني أشك أن للوالي شكاية ضدي، وقد امتلأ حسدًا، وأخشى أن يأخذ القاضي نفسه رشوة ويعاقبني.
  • إصغِ إلى نصيحة صديق، فإنه لا أمان لك هنا في هذه المدينة.
  • اطلب من الله أن يحررني من هذه الضيقة، وإن رأيتني بعد ذلك في القسطنطينية عاقبني دون محاكمة.
  • سأقدم لك الإنجيل وتقسم عليه أنك تغادر المدينة، وتهتم بنفسك، وأنا أحررك من الضيقة.
  • سأحزم أمتعتي اليوم وأترك المدينة فورًا.
أدرك إيفاجريوس أنه كان في رؤيا لكنه شعر بالتزام أن يتمم ما تعهد به في الرؤيا، وقام للحال وانطلق بمركب إلى أورشليم، حيث استقبلته الراهبة الرومانية المطوبة ميلانيا.
لكن للأسف كشاب نال شهرة عظيمة، فقسّى الشيطان قلبه، وعاد إلى أفكار الشر خلال غروره وكبريائه، فسمح له الله بحمى شديدة أنهكت قواه، وقد بقيّ يعاني منها ستة شهور دون شفاء.
هنا تدخلت القديسة ميلانيا لتسأله: "يا بني، إني حزينة لمرضك الطويل، قل لي ما في فكرك، لأن مرضك ليس بعسير على الله"، وإذ صارحها بكل شيء قالت له: "ليتك تعدني بالله أن تقصد الحياة الرهبانية، ومع إنني خاطئة لكنني أصلي من أجلك فيهبك الله الشفاء". فوافقها على ذلك، وصلت من أجله. وإذ شُفيّ بعد أيام قليلة انطلق إلى جبل نتريا في مصر ليمارس حياة روحية تقوية جديدة، مجاهدًا بلا انقطاع في نسك شديد مع عبادة ودراسة في الكتاب المقدس، وأيضًا النساخة إذ كان خطه جميلًا.

ضيّق عليه شيطان الشهوة الخناق، كما قال بنفسه للقديس بالاديوس، حتى كان يضطر أن يقف عاريًا، في وسط الليل في البرد فيتجمد جسده... وهو يصرخ ويصلي... وكان عنيفًا جدًا مع جسده لتأديب نفسه.
مع القديس مقاريوس:


قال: "إنني مضيت إلى عند الأب القديس مقار، فسألته عن الأفكار التي يقاتلني بها الشيطان... فلما تحدث معي أضاء وجهه أكثر من ضوء الشمس، ولما لم أستطع أن أنظر إلى وجهه سقطت على وجهي فبسط يده وأنهضني".
يبدو أن القديس أوغريس كثيرًا ما كان يحارب بالكبرياء، بسبب معرفته وعلمه، إذ قيل لما جاء للقديس مقاريوس مرة يسأله كلمة حياة، قال له: "إنك حقًا تحتاج أن تتزين بالفضيلة، ولكن الأفضل لك إن كنت تستطيع أن تطرد عنك فخر الحكمة العالمية، وتتمسك باتضاع العشار فتحيا. فقال أوغريس: "إنه لما قال لي هذا عملت له مطانية وانصرفت، وكنت أقول في نفسي إن أفكاري مكشوفة لأنبا مقار رجل الله، وكنت في كل وقت أقابله أرتعد من حكمه الذي سمعته منه".
كما يقول مار أوغريس: "كنت ذات يوم في صحبة القديس مقار الكبير في وقت الظهيرة، وبينما كنت أحترق من شدة العطش استأذنت منه لأشرب ماء، فأجابني: "اكتف بالبقاء في الظل، فإنه يوجد الآن كثير من الناس مسافرين بالبر أو البحر ومحرومين، حتى من هذا الظل المتوفر أمامك". وبينما كنت أحدثه عن الإماتة قال لي: "لقد قضيتُ عشرين عامًا كاملًا لم أكمل إرادتي في الأكل والشرب والنوم، فما كنت أتناول الخبز إلا بقدر، والماء كنت أشربه بالكيل، أما النوم فكنت أسترق القليل منه باستنادي على الحائط على قدر حاجة الجسد".
كتاباته:


إذ كان يميل إلى التأمل الأوريجاني وَجد معارضة شديدة من بعض الرهبان، ولعل هذا هو السبب في فقدان كل كتاباته باللغة الأصلية، فلم تبق لنا إلا الترجمات اللاتينية أو السريانية.
ويعتبر القديس مارأغريس أول راهب غزير في كتاباته من جهة الكمية، ومن جهة أثرها على التقوى المسيحية. فقد كان غالبية الرهبان لا يميلون إلى الكتابة سوى نسخ ما هو لغيرهم، أما القديس أوغريس فارتباطه وحبه لشخصية أوريجينوس وأفكاره، جعله خصبًا في كتاباته، بل واعتبره الدارسون المؤسس للفكر الباطني (السري Mystical ) الرهباني. تأثر به قادة شرقيون وغربيون مثل بالاديوس ويوحنا كليماكوس وهيسخيوس ومكسيموس المعترف، ويوحنا كاسيان وفيلكسينوس واسحق نينوى وغيرهم.
امتدت مدرسته من القرن الرابع حتى الخامس عشر، ولا زال لها أثرها حتى القرن العشرين. دين سنة 553 م في مجمع بنيقية كأوريجاني، وبقيّ هذا الاتهام موجهًا ضده أكثر من مرة.
أهم كتاباته هي:
1. "أفكار الشر الثمانية" هذا الفكر أخذه عن آباء برية مصر، حيث كانوا يحصرون الخطايا في سبع أو ثمان خطايا. وقد قدم من الكتاب المقدس اقتراحات لمقاومة كل فكر. في هذا الكتاب أظهر أن الراهب "العامل" هو الراهب الدائم الصراع (الجهاد).
2. "الراهب"، وضعه في جزئين، الأول يضم 100 عبارة والثاني 50 عبارة، فيه يتحدث عن عمل الراهب وحياته، مقتبسًا أقوالًا من آباء الحياة النسكية، مثل القديسين أنطونيوس ومقاريوس المصري، وأثناسيوس وسيرابيون وديديموس وباسيليوس الكبير.
3. "مرآة للرهبان والراهبات".
4. "مشاكل غنوسية"، يضم 600 عبارة غير 6 كتب.
5. "عن الصلاة "، نُسب خطأ لنيلس أسقف أنقرة.
6. تفاسير كتابية، فإنه قد تعلم من أوريجينوس بجانب الفكر السري لتفاسير الكتاب المقدس. 7. له 67 رسالة منها رسالة إلى القديسة ميلانيا.
من كلماته:
  • تذكر على الدوام ساعة خروجك ولا تَنسَ الدينونة الأبدية، فلا توجد في نفسك خطية.
  • إبعد التجارب فلا يخلص أحد.
  • إذ أبلغه إنسان أن أباه مات، قال له: "كف عن التجديف فإن أبي خالد".

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:09 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة أوفيمية



فتاة رومانية شهيدة انحنت الوحوش المفترسة عند قدميها تلثمهما، بينما تفنن بريسكوس الوالي العنيف في تعذيبها، في شراسة مرة، فغلبته بإيمانها وصبرها، وتمتعت بأمجاد أبدية وكرامة عبر الأزمنة.
وُلدت في مدينة خلقيدونية في أواخر القرن الثالث، والدها فيلوفرون من أشراف المملكة ووالدتها ثاؤدورا إنسانية تقية.
إذ أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحية يدفعه في ذلك شريكه مكسميانوس وشيطانه غالاريوس بقصد إبادة الإيمان تمامًا، قبض الوالي بريسكوس على فتاة خلقيدونية جميلة الصورة والسلوك، وإذ سُحر بجمالها ظن أنه قادر أن يخدع هذه الحمامة الوديعة ويسقطها في إشراكه، فكانت تسخر من خداعاته وتصّد هجماته بقوة، فلم يخدعها شره المعسول ولا أثناها قسوته العنيفة.
تذكر سيرتها أنه عرّضها للنيران التي التهمت رجاله وخرجت هي سالمة، فآمن جنديان من رجاله: فيكتور وسوسثنيوس بالسيد المسيح واستشهدا بطرحهما للوحوش.
علقها أيضًا على دواليب مسننة (الهنبازين) فلم تؤذها، واستخدم معها الجلد وطرحها في جب الخ... وكان الرب ينقذها حتى ظنها الوالي ساحرة.
اتسمت في جهادها بالسهر الدائم تستعد للمعارك اليومية، بالصلاة والتسبيح لله بغير انقطاع، فكانت محبة الله تلتهب فيها كل يوم، وكان السيد المسيح يتجلى خلال آلامها.
أخيرًا طُرحت للوحوش الضارية الجائعة، فجاءت إليها تنحني أمامها لتلثم قدميها وتحيط بها كمن تطلب صداقتها، وفي هدوء عجيب ركعت الفتاة لتصلي وتطلب رحيلها إلى عريسها، فأقبل عليها دُب وعضّها فأسلمت روحها في الحال.
انتاب المدينة هزة أرضية أربكت الجميع حتى هرب الكثيرون إلى الحقول، فجاء أقارب الشهيدة أوفيمية، وحملوا جسدها، ودفنوها عام 303 م.
وفي عهد الملك قسطنطين بُنيت لها كنيسة فوق مقبرتها، وللأسف اجتمع في هذه الكنيسة مجمع خلقيدونية المشئوم، الذي قسّم الكنيسة تحت ستار العقيدة بدوافع بشرية. يُعيِّد لها الغرب في 16 سبتمبر.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:10 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة أوفيمية


اذ عبر أحد نواب دقلديانوس، يسمى بريسقوس، وكان يسحب المؤمنين بقيود رُبطت في رقابهم كالحيوانات، صارت توبخه. غضب الوالي وأخبر الإمبراطور بما فعلته فأحضرها وسألها عن إيمانها، فأخذ يعذبها بالجلد والحرق حتى أسلمت روحها في يدي الرب في 17 من شهر أبيب.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:10 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة أوفيمية



كانت زوجة لرجل تقي، يهتم بالعطاء للفقراء، خاصة في الأعياد الشهرية الثلاثة: تذكار رئيس الملائكة ميخائيل في الثاني عشر، وتذكار والدة الإله في الحادي والعشرين، وتذكار الميلاد في التاسع والعشرين.
إذ دنت ساعة نياحته أوصى زوجته أوفيمية ألا تقطع هذه العادة وأن تقدم للفقراء بسخاء، وقد ثابرت الأرملة على تحقيق وصية رجلها.
ظهر لها الشيطان في شكل راهب، وصار يحدثها كمن يشفق عليها، طالباُ منها أن تتزوج فُترزق أولادًا، وألا تقدم الصدقة هكذا بلا حساب لئلا ينفذ مالها، أجابته: "لقد قطعت عهدًا مع نفسي ألا التصق برجل بعد زوجي" فتركها الشيطان غاضبًا. إذ جاء عيد رئيس الملائكة ميخائيل، وكانت أوفيمية تهتم كعادتها بالعطاء، ظهر لها عدو الخير في شكل ملاك، وقال لها إنه رئيس الملائكة ميخائيل، أرسله الله لكي تترك الصدقات وتتزوج، لأن المرأة بدون رجل كسفينة بلا ربان، وصار يورد لها من الكتاب المقدس أمثلة كإبراهيم وإسحق ويعقوب الذين تزوجوا وأرضوا الرب، أما هي فبقوة قالت له: "إن كنت ملاك الله فأين الصليب علامة جنديتك؟ لأن جندي الملك لا يخرج إلى مكان إلا ومعه علامة ذلك الملك". فلما سمع ذلك الكلام تغير شكله ووثب عليها ليخنقها، فاستغاثت برئيس الملائكة ميخائيل الذي خلصها من يده وأعلن لها أن نفسها تنتقل إلى الفردوس في نفس اليوم، فسلمت ما لديها للكنيسة لتوزيعه على المحتاجين، وأسلمت الروح في 12 من شهر بؤونة.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:13 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أولاد العسال



من كبار علماء الأقباط ووجهائهم في القرن الثالث عشر. غالبًا كانوا من سدمنت بصعيد مصر لكنهم نزحوا إلى مصر واستقروا هناك، عمل بعضهم في الحكومة والآخر تفرغ لخدمة الله، وكان لهم منزلة رفيعة في عهد الدولة الأيوبية، لاسيما أبو اسحق الذي كان مصاحبًا للأيوبيين في الشام، وكانت لهم منزلة سامية في الكنيسة، فانتخب منهم الصفي أبو الفضائل في عهد البابا كيرلس بن لقلق (75) ليكون كاتم أسرار المجمع الذي عقد لفض نزاع كنسي.

كانت لهم معرفة بعلوم وفنون ولغات كثيرة، فقد اشتهروا بخطهم العربي الجميل وينسب إليهم الخط الأسعدي، مع تبحرهم في اللغات القبطية والعربية واليونانية والسريانية، واهتمامهم بالقوانين والشرائع، ووضع أشعار بالعربية على مستوى سامٍ جدًا.
وينبغي ملاحظة أن هناك بعض قوانين مجمع نيقية المزورة قد وضعت مع قوانين ابن العسال.. حيث أن مجمع نيقية لم يصدر إلا 20 قانونًا، أما ما غير ذلك فهي قوانين مزورة، نُشِرَت بالعربية، ثم تم ترجمتها لاحقًا. وقد قام ابن العسال عند جمعه القانون الصفوي، قام بجمع القوانين الصحيحة والمزورة، ففرق بين كلمة "نيقية" وكلمة "نيق" (بعضها من القوانين المزورة، وبعضها من القوانين الصحيحة. للأسف أن الفصل الرابع من المجموع الصفوي لابن العسال كله من القوانين المزورة (1). فهناك أخطاء كثيرة لابن العسال..
فيما يلي قائمة ببعض مصنفاتهم مع لمحات من حياة كل واحد منهم:

أ. مؤتمن الدولة أبواسحق بن العسال:


امتاز بنسكه وحبه للعبادة مع الدراسة والمعرفة. فقد تنيحت زوجته التقية، فبعث إليه أخوه الصفي رسالة يحثه فيها على الحياة النسكية بعد فقده مُعينته. وجدت الرسالة لها صدى في قلب هذا التقي، فتتلمذ على يدي القديس أنبا بطرس الحبيس، وقد لقّبه ابن الدهيرى مطران دمياط المعاصر له: "الشيخ الرئيس الناسك والعابد والمؤتمن".
سيم قسًا فقمصًا والتزم القلاية البطريركية يعاون البابا كيرلس بن لقلق في تحرير مراسلاته.
من بين مؤلفاته:


1. مجموع أصول الدين ومسموع محصول اليقين، وهو كتاب لاهوتي ممتع، توجد منه نسخ بمكتبة البطريركية، ومكتبات باريس ولندن والمكتبة الشرقية لليسوعيين.
2. التبصرة المختصرة في العقايد النصرانية.
3. تفسير الأمانة المقدسة، توجد نسخة بمكتبة باريس.
4. تفسير ما ورد في الإنجيل عن آلام سيدنا يسوع المسيح إلى صعوده، ومقدمة عن أصول تفسير الكتاب المقدس.
5. إيضاح تفسير تدابير السيد المسيح من حين الحبل به إلى صعوده إلى السماء.
6. مجموع الأصول شرح رسالة عيسى بن يحى الجرجاني في أقسام الدين.
7. السلم المقفى والذهب المصّفى في أصول اللغة القبطية، وهو قاموس قبطي عربي.
8. آداب الكنيسة.
9. خطب الأعياد السيدية وغيرها. 10. ترياق العقول في علم الأصول، والأسرار الخفية في علم المسيحية.
ب. الأسعد أبوالفرح هبة الله:


ما عرف من مؤلفاته هو:

1. مقدمة (أجرومية) في أصول اللغة القبطية، توجد نسخة بلندن وأخرى بأكسفورد.
2. مقابلة للأناجيل باللغات اليونانية والسريانية والقبطية.
3. مقدمة على رسائل بولس، توجد نسخة بمكتبة ليبرن في هولندا.
4. مختصر كتاب يوحنا الدرجي.
5. مختصر مواعظ ذهبي الفم على تفسير متى.
6. مقال عن الأنفس الناطقة بعد مفارقتها.
7. كتاب في حساب الأبقطي، فيه بعض قواعد فلكية وتاريخية وجدول للبطاركة.
8. أرجوزة في حساب الأبقطي، شرحها البابا يوحنا (107).
ج. الصفى أبوالفضائل

1. كتاب الصحائح في الرد على النصائح (توجد نسخة بمكتبة اليعاقبة بالقدس).
2. كتاب نهج السبيل في الرد على من قدح في الإنجيل.
3. جامع اختصار القوانين المعروف بالمجموع الصفوي، ألفه سنة 1239 م.
4. الكتاب الأوسط، وهو اختصار للكتاب السابق.
5. فصول مختصرة في التثليث والتوحيد (توجد نسخة بمكتبة باريس وأخرى بمكتبة الفاتيكان).
6. حواشي على مناظرات الشيخ عيسى الوراق مع ابن العبري، وأجوبة على اعتراضات عبد الله الناشي وغيره.
7. أرجوزة في الموايث، نشرت في المجموع الصفوي (طبعة 1908 م).
8. كفاية المبتدئين في علم القوانين... وهو كتاب مفقود.
9. كتاب الفردوس، طبع في مصر سنة 1912 م تحت عنوان الفردوس العقلي.
10. كتاب في تاريخ الكنيسة وتطابقه مع العلوم الفلكية، كما يدعى باسم مجموع التواريخ لعلوم القبط.
11. مجموع القوانين، طبعه القمص يوسف حبشي. 12. خطب ابن العسال، طبع في مصر سنة 1887 م.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:15 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أولاد العسال



تنحدر هذه الاسرة الفطمية الشأن من اصل قبطى صميم، وهم يتصا عدون فى النسب الى: ابى البشر يوحنا الكاتب الذى ولد ابا سهل جرجس، وهذا ولد ابا اسحق ابراهيم الذى انجب الشيخ الأجل فخر الدولة ابو الفضائل اسعد والد العلماء الثلاثة الذين اشتهروا من اولاده وهم: الشيخ الصفى ابو الفضائل الأمجد، والشيخ مؤتمن الدولة ابو اسحق، والشيخ ابو الفرج هبة الله المعروفين بأسماء: اولاد العسال
وهو ان لم يكن لدينا مصادر وافية عنهم الا انه تعرف انهم درسوا فى الكتاتيب القبطية، ثم اتصلوا بعلماء الاقباط وكبار رجال الدين المعاصرين، وكان استاذهم الاكبر الشيخ السنى ابا المجد المعروف بعد رهبنته بالشيخ السنى بطرس بن الثعبان الراهب، ويعتبر من فطاحل القرن 13، ويشتهر بأنه قسيس ابى سرجة بمصر القديمة، وكان اولاد العسال على معرفة بليغة باللغة العربية وعلامها من: حرف ونحو وبيان وعروض ومنطق وفقة وغير ذلك الى جانب اللغة القبطية واليونانية والسريانية.
كما اشتهروا بجورة خطهم العربى ونسب اليهم الخط الاسعدى فضلا عن حظهم اليونانى القديم
ونعرض لاهم اعمال كل منهم:

اولا: الشيخ المؤتمن ابو اسحق بن العسال:

1-
مجموع اصول الدين ومسموع محصول اليقين وهو من اوسع الكتب اللاهوتية
2-
التبصرة المختصرة فى اللغة القبطية
3-
اداب الكنيسة
4-
خطب الاعياد السبدية وغيرها
5-
السلم المقفى والذهب المصفى وهو قاموس قبطى عربى
6-
مقدمة فى رسائل بولس
ثانيا: الاسعد ابو الفرج هبة الله

1-
مقدمة فى (اجرومية اللغة )
2-
مقابلة وتصحيح لترجمات الاناجيل الاربعة
3-
رسالة فى مقدمة رسائل بولس التى حنقها اخوه المؤتمن
4-
كتابة فى حساب الابقطى وفيه بعض قواعد فلكيه تاريخية وجدول للبطاركة
5-
ارجوزه فى حساب الابقطى شرحها البابا يوحنا البطريرك الـ107.
ثالثا: الشيخ الصفى ابى الفضائل بن العسال

1-
كتاب الصمائح فى الرد على النصائح
2-
كتاب فى الرد على المدعين بتحريف الانجيل
3-
جامع اختصار القوانين المعروف بالجموع الصفوى وهو الذى تعتمد عليه الكنيسة اليوم
4-
الكتاب الاوسط
5-
فصول مختصره فى التثليث والتوحيد
6-
حواش على مناظرات الشيخ عيسى الوراق مع ابن عدى واجوبته على اعتراضات عبد الله الناشى وغيره
7-
ارجوزة فى المواتب، وله كتاب (كغاية المتبدين فى علم القوانين) وفقد.
_____
(1) عن عظة للبابا شنوده الثالث بعنوان "المجامع المسكونية"، في التسعينات من القرن الحادي والعشرين.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:17 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب أولاديوس


لا نعرف عنه سوى ما جاء عنه في البستان، أنه أقام في البرية 20 عامًا في حياة نسكية صارمة، لا يأكل سوى خبز وملح (وربما بعض الحشائش)، ولم يرفع عينيه لينظر سقف قلايته، إذ كان دائم الانشغال بحياته الداخلية في الرب.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:17 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب أولجيوس



التقى القديس جيروم بكاهن راهب مسن يدعى أولجيوس، يعيش في منطقة طيبة غالبًا، إذ أورد تاريخه بين الرهبان الذين التقى بهم في أديرة هذه المنطقة.
قال عنه أنه كان شيخًا قديرًا، يطلب دائمًا من الله أثناء تقديمه "التقدمة" أن يعطيه معرفة لما في ذهن كل راهب يقترب للاشتراك في المقدسات. وفي مرات كثيرة كان يمنع بعض الرهبان من الاقتراب من الأسرار الإلهية، قائلًا لهم: "كيف تتجاسرون على الاقتراب من الأسرار الإلهية ولكم أفكار شريرة؟" كان يقول لهذا: "هذه الليلة قد فكرت في الشهوة الجسدية"، ولآخر: "وأنت فكرت أنه يعوقك بار أو شرير من الاقتراب من صلاح الله". ولثالث: "لقد شككت في ذهنك إن كانت المقدسات قادرة على تقديس من يقترب إليها، لذلك يلزمك أن تمتنع قليلًا عن الأسرار المقدسة، وتقدم توبة بكل نفسك، فتنال غفران خطاياك، وتتأهل للشركة مع المسيح، فإنك إن لم تنقِ أفكارك قبل الاقتراب لن تحصل على الغفران".


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:18 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب أولجيوس الناسك



أحد الآباء بالقسطنطينية عاش في نسك شديد حتى صار لا يأكل سوى خبزًا وملحًا (ربما مع بعض الحشائش)، زار مصر لكي ينعم بمقابلة بعض نساكها فيتعلم شيئًا أسمى.
جاء إلى الأب يوسف وكان يتوقع أن يرى جهادًا أعظم مما له فاستقبله الشيخ بفرح، وقال لتلميذه: "أعدد له طعامًا خاصًا يليق بالغرباء". وإذ أُعدت المائدة، قال الذين مع القس أولجيوس: "أحضر قليلًا من الملح فإن الأب لا يأكل غيره"، أما أنبا يوسف فأكل وشرب ثم صمت. قضى الأب أولجيوس ثلاثة أيام مع أنبا يوسف ومن حوله فلم يسمعهم يسبحون مزامير ولا يتلون صلوات، وكانت عبادتهم كلها خفية، فخرج أولجيوس ومن معه دون أن ينتفعوا شيئًا. بتدبير إلهي ضلوا الطريق واضطروا أن يعودوا في نفس اليوم، وإذ جاءوا إلى قلاية الأنبا يوسف سمعهم يرنمون المزامير في الداخل، وإذ بقوا هكذا وقتًا طويلًا قرعوا الباب وللحال صمت كل المسبحين. إذ كان أولجيوس في شدة العطش أسرع واحد من القادمين معه وصب ماء له في كوب وأعطاه، فوجده أولجيوس مالحًا ولم يستطع أن يشرب. عندئذ رجع إلى نفسه وجاء قدام الشيخ ووقع عند قدميه يسأله: "ما هذا يا أبتاه إنك لم تصلِ ولا سبّحت بالمزامير في الأول، والآن بعد خروجنا سَبحت. وأيضًا لما أخذنا كوب الماء وجدنا ماء حلوًا، والآن وجدناه مالحًا". فقال له الشيخ: "إن الأخ موسوس ومن جهله مزج بماء من البحر". وإذ كان أولجيوس يطلب بإلحاح أن يعرف الحق، قال له الشيخ: "المزيج الذي من الخمر (عصير العنب) شربناه من أجل محبة المسيح، لكن الاخوة يشربون دائمًا من هذا الماء"، ثم أوضح له كيف أنهم يحبون ممارسة حياتهم خفية لا يعرفها أحد.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:19 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس أولجيوس قاطع الأحجار



في صعيد مصر إذ كان القديس أنبا دانيال مع تلميذه في زيارة بالصعيد ، كان التلميذ يتعجل العودة إلى الإسقيط، أما أنبا دانيال فطلب منه أن يقضيا اليوم في القرية. وفيما هما يتحدثان معًا اقبل إليهما شيخ من أهل القرية، قبّل قدمي الأنبا دانيال بدموع كثيرة ثم قبّل تلميذه، ودعاهما إلى كوخه حيث وجداه بسيطًا جدًا ليس فيه سوى حصيرة قديمة وما لزم جدًا للحياة. قام الشيخ بغسل أرجلهما، ثم قدم لهما طعامًا فأكل الكل ببساطة قلب وبهجة. بعد الأكل انفرد الشيخ بالقديس أنبا دانيال قس الإسقيط حتى الصباح، ثم صلى الكل معًا وودعهما الشيخ وانصرف الأنبا دانيال وتلميذه.
إلى الإسقيط:


في الطريق إلى الإسقيط نظر التلميذ إلى معلمه بدهشة وصار يسأله ما قصة هذا الشيخ العجيب، الفقير والناسك، الذي تبدو نعمة الله عاملة فيه بقوة، وقد قضى الليلة كلها يتحدث معه. تنهد القديس الأنبا دانيال بمرارة، ثم بدأ يروي لتلميذه قصة هذا الشيخ التي جاء فيها هكذا:
لما كان الأنبا دانيال بلغ الأربعين من عمره جاء إلى هذه القرية، فلما حّل المساء أخذه هذا الشيخ أولجيوس وأخذ معه بعض الاخوة حيث أضافهم كعادته. لقد كان أولوجيوس يعمل كقاطع حجارة، يقوم ببيعها، ليستخدم جزءًا من الثمن في استضافة الغرباء والباقي للفقراء ولا يبقى لنفسه شيئًا. هذا ما سبق فعرفه عنه أنبا دانيال في الأربعين، لهذا عندما رجع إلى الإسقيط صارت فضيلة هذا الرجل لا تفارق فكره، فصار يتضرع إلى الله كي يهبه مالًا وفيرًا ينفقه على الفقراء، عوض عمله كحجّار. أقام أنبا دانيال ثلاث أسابيع صائمًا من أجل هذا الأمر، في نهايتها رأى بالليل كأن إنسانًا يرتدي ملابس كهنوتية يسأله عن حاله، فأجاب الأنبا دانيال: أنه قطع عهدًا ألا يأكل خبزًا حتى يستجيب الله طلبه من جهة أولجيوس. فسأله الرجل إن كان الله يهبه طلبه فهل يكون ضامنًا لخلاص أولجيوس وسط غناه، فأجاب بالإيجاب.
أكمل الأنبا دانيال حديثه مع تلميذه قائلًا: بأن الله استجاب طلبته فعلًا من أجل أولجيوس، الذي بينما كان يقطع الحجارة في المقطع وجد كنزًا ثمينًا، وللحال خبأه وانطلق به إلى القسطنطينية، وصار يستغل هذا الكنز في تكوين صداقات مع العظماء فسمع عنه الملك الذي أكرمه وجعله من كبار وزرائه. هكذا أفسدت كثرة المال قلب أولجيوس فنسى استضافة الغرباء والاهتمام بالفقراء، ليعيش في ترف العيش على مستوى العظماء بقلب متكبر متشامخ.
رأى الأنبا دانيال في حلم كأن أولجيوس يجلس بين أناس قبيحي المنظر، وقد ظهر له الإنسان لابس الثياب الكهنوتية يسأله عن أولجيوس الذي طلب له الغنى والتزم بضمانه، فانتبه الأنبا دانيال لنفسه وشعر بضيق شديد، وكانت دموعه لا تجف من أجل فقدان أولجيوس لخلاص نفسه وعجزه عن الوفاء بما تعهد به. فقرر أن يسافر إلى القسطنطينية ليلتقي بالوزير أولجيوس القبطي مهما كلفه الثمن.
في القسطنطينية وقف دانيال أمام دار الوزير يود مقابلته، فنظره قادمًا بثياب ثمينة في أُبهة وعظمة، فصار يصرخ، لكن رجاله ضربوه وطردوه، وإذ تكرر هذا الأمر أيامًا متوالية صغرت نفس القديس واضطر أن يفكر في العودة.
ركب السفينة متجهًا إلى الإسكندرية، فرأى كأن السيد المسيح جالسًا على العرش يعاتبه قائلًا: "لا تكن ضامنًا لما هو فوق قوتك". ولم يستطع القديس أن يفتح شفتيه، وقد سمع صوتًا يقول: "ها الملكة خارجة"، وبالفعل ظهرت القديسة مريم العذراء، فتضرع إليها أن تطلب عنه، فقبلت. وبالفعّل قبّلت قدمي السيد المسيح الذي أمر بإطلاق سراحه، ثم وعده أنه سيرد أولجيوس إلى رتبته الأولى. بعد ثلاثة أيام من الرؤيا مات الملك ليحل محله جوستنيان، وقد دبّر ثلاثة وزراء مؤامرة لقتله، كان من بينهم أولجيوس، وإذ اكتشف أمرهم، هرب أولجيوس ليلًا وانطلق إلى الإسكندرية لا يملك شيئًا، وعاد إلى عمله الأول، ورجع إلى محبته للغرباء والفقراء. التقى به الأنبا دانيال وأخبره بكل ما حدث فشكر أولجيوس الله الذي أنقذه من الهلاك الأبدي ومجد الله. هذا ما رواه الأنبا دانيال لتلميذه موضحًا كيف يهتم الله بكل إنسان. تُعيّد له الكنيسة اليونانية في 27 أبريل.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:20 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب أولجيوس والكسيح



يروي لنا المؤرخ الرهباني بالاديوس قصة أولجيوس والكسيح، قائلًا: روى لي كرونيوس كاهن نتريا هذه القصة:
عندما كنت صغيرًا وهربت من الدير الذي به رئيس المتوحدين "الأرشمندريت" بسبب السأم، وصلت في تجولي إلى جبل القديس أنطونيوس (يقصد به الجبل الخارجي الذي قضى فيه القديس عشرين عامًا قبل دخوله البرية الداخلية)، يقع هذا الموضع ما بين بابليون (الفسطاط) وهيراقليا (هيراكليوبوليس، أحد المدن المصرية القديمة جنوب الفيوم، توجد جنوب هيراكليوبوليس الصحراء الكبرى - على جانب النيل - التي لطيبة)، مقابل الصحراء الكبرى التي تمتد إلى البحر الأحمر حوالي 30 ميلًا من النهر. عندما وصلت إلى ديره بالنهر حيث كان يسكن تلميذاه مقاريوس وأماتاس في بسبير Pispir، وهما اللذان دفناه، انتظرت خمسة أيام لألتقي بالقديس أنطونيوس. لقد قيل لي إنه يأتي إلى هذا الدير مرة كل عشرة أيام أوكل عشرين يومًا، وأحيانًا كل خمسة أيام حسبما يرشده الله، ليحقق خيرًا للذين يوفدون إلى الدير. وكان هناك يجتمع أخوة مختلفون، كل له احتياجه الخاص، من بينهم متوحد إسكندري هو أولجيوس وكان معه رجل كسيح، أما سبب مجيئهما فهو الآتي:
كان أولجيوس هذا متضلعًا في العلوم الإنسانية وملهمًا، ومحبًا للخلود، ترك مباهج العالم ووزع كل أمواله، محتفظًا بالقليل منها لنفسه، إذ كان غير قادر على العمل. إذ كان قد سئم ولم يرد أن يختلط بجماعة ما وجد في السوق كسيحًا مبتور اليدين والرجلين، ليس له غير لسانه الذي به يتعامل مع المارة.
وقف أولجيوس وتفرس فيه وصلى إلى الله وقطع عهدًا: "باسمك يارب سأحمل هذا الكسيح وأهتم به حتى النفس الأخير لكي به أخلص، هب لي نعمتك لأحتمل تحقيق هذا التعهد".
اقترب من الكسيح، وسأله: "أتحب يا سيدي أن آخذك إلى بيتي وأعتني بك؟"
أجاب: بالتأكيد أود ذلك. حسنًا، سأحضر بغلًا وآخذك. تم الاتفاق وأخذه إلى حجرة الضيافة واهتم به. عاش الكسيح خمسة عشر عامًا تحت عنايته، وكان أولجيوس يغسله ويخدمه بنفسه، ويحضر له كل طلباته. وبعد هذه السنوات الخمسة عشر بث الشيطان في الكسيح التمرد على أولجيوس، وصار يقذفه بكلمات شريرة وتجاديف ويهينه، قائلًا: "أيها القاتل السارق، أتسرق ما للغير وتريد أن تخلص بعنايتك بي؟ القِني في السوق، فإنني أشتهي اللحم". فأحضر له أولجيوس لحمًا. مرة أخرى صار يقول: "هذا لا يكفي، أريد الالتقاء بالجماهير، أريد العودة إلى السوق! ما هذا العنف! ردني إلى حيث وجدتني!"
لو كانت له يدان لخنق أولجيوس بسرعة بسبب عنف الشيطان الذي تملك عليه.
ذهب أولجيوس إلى النساك القريبين منه، وسألهم: ماذا أفعل؟ لقد حطمني الكسيح باليأس؟ هل ألقيه خارجًا، وقد تعاهدت مع الله أن أعتني به، وأخشى الحنث بالوعد.
فإن كنت القيه خارجًا فإنني لا أدري ماذا أفعل. أجابوه: "مادام العظيم (أنطونيوس) حيًا اذهب إليه. خذ الكسيح في مركب وأحضره إلى الدير.
انتظر حتى يأتي العظيم من مغارته وضع القضية بين يديه. وما يقوله لك افعل، فإن الله ينطق به". اتفق معهم على ذلك، فوضع الكسيح في مركب وأخذه إلى دير تلاميذ أنطونيوس. حدث أن جاء العظيم في الليل متأخرًا ملتفًا في عباءة من جلد. وإذ وصل إلى ديرهم نادى، قائلًا: "أيها الأخ مقاريوس، هل جاء أحد من الأخوة؟" وكان يجيبه: "نعم". فيسأل : "هل هم من مصر أم من أورشليم؟".
لأنه كان قد أعطى إشارة للتفاهم، فإن كان من المتهاونين يقول "من مصر"، وإن كان من الجادين والوقورين يقول: "من أورشليم".
سأله إذ ذاك كعادته: "هل هم من مصر أم أورشليم؟" فأجابه: إنهم خليط.
كان إذا قيل له إنهم من مصر يأمر لهم بطبخ عدس ليأكلوا ويصلي لأجلهم ثم يصرفهم، وإن قيل إنهم من أورشليم يجلس معهم طول الليل يحدثهم عن الخلاص.
في تلك الليلة جلس - حسب ما قاله كرونيوس - ونادى الجميع دون أن يخبره أحدهم عن أسماء الضيوف. ولما حلَ الظلام نادى: "أولجيوس، أولجيوس، أولجيوس".
لم يجب الرجل المتعلم السابق ذكره ظنًا منه أنه يوجد آخر غيره يحمل ذات الاسم، فناداه أنطونيوس مرة أخرى، قائلًا له: "إنني أقصدك أنت يا أولجيوس يا من قدمت من الإسكندرية". فقال لأولجيوس: "أسألك ماذا تريد؟ لماذا أتيت إلى هنا؟".
أجاب أولجيوس: "الذي أعلمك باسمي لابد أنه أخبرك بعملي".
قال له أنطونيوس: "إنني أعرف لماذا جئت، إنما أخبر الاخوة علانية لكي يسمعوا".
أجاب أولجيوس: "لقد وجدت هذا الكسيح في السوق، وتعهّدت أمام الله على الاعتناء به فأخلص به وهو بي. وبعد كل هذه السنين بدأ يزعجني فخطر بفكري أن أتخلص منه، لذلك جئت إلى قداستكم لتخبرني ماذا يجب أن أفعل، ولكي تصلي عني لأني حزين للغاية".
في هدوء ووقار أجابه أنطونيوس: "أتريد أن تتخلص منه؟ لكن الذي خلقه لن يتخلص منه. أنت تنبذه فيقيم الله من هو أفضل منك ليعتني به".
صمت أولجيوس وجثا على ركبتيه، ثم تركه أنطونيوس، وبدأ يعنف الكسيح، قائلًا له: "أيها الكسيح المشوّه، يا من لا تستحق الأرض ولا السماء، لماذا لا تكف عن مقاومة الله نفسه؟ ألا تعلم أن المسيح هو الذي يخدمك؟ كيف تتجاسر وتتفوه بمثل هذه الألفاظ ضد المسيح؟ ألم يُقم لك هذا الرجل خادمًا لك من أجل المسيح؟". هكذا كان قاسيًا عليه، ثم تركه ليتحدث مع بقية الاخوة بخصوص احتياجاتهم المختلفة، ليعود ثانية إلى أولجيوس والكسيح ويقول لهما: "لا تبقيا هنا، بل عودا إلى حيث جئتما. إيّاكما أن تنفصلا عن بعضكما البعض، سوى في القلاية التي تشاركتموها كل هذه السنوات، فإن الله يرسل لكما الآن يطلبكما. وقد حلت هذه التجربة بكما لأن الموت قد اقترب منكما، وسوف يزكّيكما بالإكليل. لهذا لا تفعلا غير ما قلته لكما حتى متى جاء الملك يجدكما". عادا بسرعة إلى قلايتهما، وبعد أربعين يومًا تنيح أولجيوس، وبعد ثلاثة أيام مات الكسيح أيضًا.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:20 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد أولمباس الرسول



هو الملقب ببولس أحد السبعين رسولًا. هذا الرسول هو الذي خدم التلاميذ وحمل بعض رسائل بطرس الرسول إلى الأمم ودخل معه رومية وكرز بها وعلم وردَّ كثيرين. ولما استشهد القديس بطرس كان هذا الرسول هو الذي أنزله عن الصليب وكفنه ونقله إلى بيت أحد المؤمنين، فسعى به بعضهم لدى نيرون الملك أنه من تلاميذ بطرس، فاستحضره وسأله عن ذلك فاعترف وأقر بالسيد المسيح أنه الإله الحق. عذبه نيرون عذابًا أليمًا، ثم قال له أي ميتة تريد أن تموت بها؟ فأجابه القديس قائلًا: "أريد أن أموت من أجل المسيح وكفى، وذلك أن تميتني بأي نوع تريد لأصل إلى مرادي سريعًا". فأمر الملك بضربه وصلبه منكسًا مثل معلمه ففعلوا به كذلك ونال إكليل الشهادة. العيد يوم 6 أبيب.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:22 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب أولجيوس والكسيح



يروي لنا المؤرخ الرهباني بالاديوس قصة أولجيوس والكسيح، قائلًا: روى لي كرونيوس كاهن نتريا هذه القصة:
عندما كنت صغيرًا وهربت من الدير الذي به رئيس المتوحدين "الأرشمندريت" بسبب السأم، وصلت في تجولي إلى جبل القديس أنطونيوس (يقصد به الجبل الخارجي الذي قضى فيه القديس عشرين عامًا قبل دخوله البرية الداخلية)، يقع هذا الموضع ما بين بابليون (الفسطاط) وهيراقليا (هيراكليوبوليس، أحد المدن المصرية القديمة جنوب الفيوم، توجد جنوب هيراكليوبوليس الصحراء الكبرى - على جانب النيل - التي لطيبة)، مقابل الصحراء الكبرى التي تمتد إلى البحر الأحمر حوالي 30 ميلًا من النهر. عندما وصلت إلى ديره بالنهر حيث كان يسكن تلميذاه مقاريوس وأماتاس في بسبير Pispir، وهما اللذان دفناه، انتظرت خمسة أيام لألتقي بالقديس أنطونيوس. لقد قيل لي إنه يأتي إلى هذا الدير مرة كل عشرة أيام أوكل عشرين يومًا، وأحيانًا كل خمسة أيام حسبما يرشده الله، ليحقق خيرًا للذين يوفدون إلى الدير. وكان هناك يجتمع أخوة مختلفون، كل له احتياجه الخاص، من بينهم متوحد إسكندري هو أولجيوس وكان معه رجل كسيح، أما سبب مجيئهما فهو الآتي:
كان أولجيوس هذا متضلعًا في العلوم الإنسانية وملهمًا، ومحبًا للخلود، ترك مباهج العالم ووزع كل أمواله، محتفظًا بالقليل منها لنفسه، إذ كان غير قادر على العمل. إذ كان قد سئم ولم يرد أن يختلط بجماعة ما وجد في السوق كسيحًا مبتور اليدين والرجلين، ليس له غير لسانه الذي به يتعامل مع المارة.
وقف أولجيوس وتفرس فيه وصلى إلى الله وقطع عهدًا: "باسمك يارب سأحمل هذا الكسيح وأهتم به حتى النفس الأخير لكي به أخلص، هب لي نعمتك لأحتمل تحقيق هذا التعهد".
اقترب من الكسيح، وسأله: "أتحب يا سيدي أن آخذك إلى بيتي وأعتني بك؟"
أجاب: بالتأكيد أود ذلك. حسنًا، سأحضر بغلًا وآخذك. تم الاتفاق وأخذه إلى حجرة الضيافة واهتم به. عاش الكسيح خمسة عشر عامًا تحت عنايته، وكان أولجيوس يغسله ويخدمه بنفسه، ويحضر له كل طلباته. وبعد هذه السنوات الخمسة عشر بث الشيطان في الكسيح التمرد على أولجيوس، وصار يقذفه بكلمات شريرة وتجاديف ويهينه، قائلًا: "أيها القاتل السارق، أتسرق ما للغير وتريد أن تخلص بعنايتك بي؟ القِني في السوق، فإنني أشتهي اللحم". فأحضر له أولجيوس لحمًا. مرة أخرى صار يقول: "هذا لا يكفي، أريد الالتقاء بالجماهير، أريد العودة إلى السوق! ما هذا العنف! ردني إلى حيث وجدتني!"
لو كانت له يدان لخنق أولجيوس بسرعة بسبب عنف الشيطان الذي تملك عليه.
ذهب أولجيوس إلى النساك القريبين منه، وسألهم: ماذا أفعل؟ لقد حطمني الكسيح باليأس؟ هل ألقيه خارجًا، وقد تعاهدت مع الله أن أعتني به، وأخشى الحنث بالوعد.
فإن كنت القيه خارجًا فإنني لا أدري ماذا أفعل. أجابوه: "مادام العظيم (أنطونيوس) حيًا اذهب إليه. خذ الكسيح في مركب وأحضره إلى الدير.
انتظر حتى يأتي العظيم من مغارته وضع القضية بين يديه. وما يقوله لك افعل، فإن الله ينطق به". اتفق معهم على ذلك، فوضع الكسيح في مركب وأخذه إلى دير تلاميذ أنطونيوس. حدث أن جاء العظيم في الليل متأخرًا ملتفًا في عباءة من جلد. وإذ وصل إلى ديرهم نادى، قائلًا: "أيها الأخ مقاريوس، هل جاء أحد من الأخوة؟" وكان يجيبه: "نعم". فيسأل : "هل هم من مصر أم من أورشليم؟".
لأنه كان قد أعطى إشارة للتفاهم، فإن كان من المتهاونين يقول "من مصر"، وإن كان من الجادين والوقورين يقول: "من أورشليم".
سأله إذ ذاك كعادته: "هل هم من مصر أم أورشليم؟" فأجابه: إنهم خليط.
كان إذا قيل له إنهم من مصر يأمر لهم بطبخ عدس ليأكلوا ويصلي لأجلهم ثم يصرفهم، وإن قيل إنهم من أورشليم يجلس معهم طول الليل يحدثهم عن الخلاص.
في تلك الليلة جلس - حسب ما قاله كرونيوس - ونادى الجميع دون أن يخبره أحدهم عن أسماء الضيوف. ولما حلَ الظلام نادى: "أولجيوس، أولجيوس، أولجيوس".
لم يجب الرجل المتعلم السابق ذكره ظنًا منه أنه يوجد آخر غيره يحمل ذات الاسم، فناداه أنطونيوس مرة أخرى، قائلًا له: "إنني أقصدك أنت يا أولجيوس يا من قدمت من الإسكندرية". فقال لأولجيوس: "أسألك ماذا تريد؟ لماذا أتيت إلى هنا؟".
أجاب أولجيوس: "الذي أعلمك باسمي لابد أنه أخبرك بعملي".
قال له أنطونيوس: "إنني أعرف لماذا جئت، إنما أخبر الاخوة علانية لكي يسمعوا".
أجاب أولجيوس: "لقد وجدت هذا الكسيح في السوق، وتعهّدت أمام الله على الاعتناء به فأخلص به وهو بي. وبعد كل هذه السنين بدأ يزعجني فخطر بفكري أن أتخلص منه، لذلك جئت إلى قداستكم لتخبرني ماذا يجب أن أفعل، ولكي تصلي عني لأني حزين للغاية".
في هدوء ووقار أجابه أنطونيوس: "أتريد أن تتخلص منه؟ لكن الذي خلقه لن يتخلص منه. أنت تنبذه فيقيم الله من هو أفضل منك ليعتني به".
صمت أولجيوس وجثا على ركبتيه، ثم تركه أنطونيوس، وبدأ يعنف الكسيح، قائلًا له: "أيها الكسيح المشوّه، يا من لا تستحق الأرض ولا السماء، لماذا لا تكف عن مقاومة الله نفسه؟ ألا تعلم أن المسيح هو الذي يخدمك؟ كيف تتجاسر وتتفوه بمثل هذه الألفاظ ضد المسيح؟ ألم يُقم لك هذا الرجل خادمًا لك من أجل المسيح؟". هكذا كان قاسيًا عليه، ثم تركه ليتحدث مع بقية الاخوة بخصوص احتياجاتهم المختلفة، ليعود ثانية إلى أولجيوس والكسيح ويقول لهما: "لا تبقيا هنا، بل عودا إلى حيث جئتما. إيّاكما أن تنفصلا عن بعضكما البعض، سوى في القلاية التي تشاركتموها كل هذه السنوات، فإن الله يرسل لكما الآن يطلبكما. وقد حلت هذه التجربة بكما لأن الموت قد اقترب منكما، وسوف يزكّيكما بالإكليل. لهذا لا تفعلا غير ما قلته لكما حتى متى جاء الملك يجدكما". عادا بسرعة إلى قلايتهما، وبعد أربعين يومًا تنيح أولجيوس، وبعد ثلاثة أيام مات الكسيح أيضًا.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:23 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة أولمبياس الشماسة



"أولمبياس مجد الأرامل في الكنيسة الشرقية" القديس غريغوريوس النزينزي تعتبر أولمبياس مثلًا رائعًا للفتاة الشرقية الملتهبة بنار الحب الإلهي، تجتاز كل العوائق منطلقة للعمل الروحي بفكر كنسي رزين إنجيلي.
كان جدّها أبلافيوس واليًا على القسطنطينية مقربًا من الملك ثيؤدوسيوس، كما كان والدها سيليكوس واليًا. ولدت حوالي عام 368 م، وتيتمت وهي بعد صبية صغيرة، فاهتم برعايتها بروكوبيوس صديق القديس إغريغوريوس النزينزي، وقامت بتعليمهما ثؤدوسيا أخت القديس أمفلوكيوس أسقف أيقونية، كما تأثرت بالقديسة ميلانية الكبرى.
اشتهرت بجمالها الفائق وغناها، فتزوجت في سن السادسة عشر بنيبريدوس والي القسطنطينية، لكنه سرعان ما توفى، فأراد الملك ثيؤدوسيوس أن يزوجها بقريبه ألبيدوس، ولما رفضت بشدة، قائلة: "لو كان الله يريدني أن أعيش زوجة لما أخذ مني نيبريدوس!"، أراد أن يضغط عليها فوضع ممتلكاتها تحت الوصاية حتى تبلغ الثلاثين من عمرها، كما حرمها من رؤية الأساقفة والاشتراك في العبادة الكنسية، فأرسلت إليه تشكره، لأنه رفع عنها نير تدبير أموالها، معلنة له سرورها بالأكثر لو أمر بتوزيع مالها على الفقراء. تأثر الملك برسالتها هذه، خاصة وأنها انطلقت إلى الشرق تمارس الحياة النسكية في غيرة متقدة لمدة أربعة أعوام، فأعاد إليها ممتلكاتها عام 391 م، ووهبها حرية التصرف.
تقدمت للقديس نكتاريوس أسقف القسطنطينية تعلن رغبتها في تكريس حياتها لله، فأقامها شماسة وهي بعد صغيرة السن. فقامت بإنشاء بيت العذارى، يقع ما بين كنيسة السلام وكنيسة أجيا صوفية، كما اهتمت بخدمة المرضى والفقراء، فلجأ الكثيرات إليها.
إذ سيم القديس يوحنا الذهبي الفم بطريركًا على القسطنطينية، وجد في هذه الشماسة الأرملة قلبًا ناريًا في خدمة العذارى والمرضى والفقراء، وكانت تقدم أموالها للكل بسخاء شديد، وكان الأب البطريرك يحبها جدًا، إذ رأى فيها أمومة عجيبة للفقراء، وسندًا للمتألمين، كما اتسمت بالاتزان والحكمة إذ كان البطريرك السابق "تكتاريوس" يعتز بآرائها في تدبير أمور كثيرة.
إذ نُفي القديس يوحنا، بعث إليها عدة رسائل ليسندها وسط آلامها بسبب ما حّل بالكنيسة، وكان يرفعها فوق الألم ليدفعها للعمل الروحي والخدمة، عوض الحزن المفرط. وقد جاءت هذه الرسائل تكشف عن مدى محبته لشماسته التي دعاها أحيانًا "أولمبياسته"، وإعجابه بها وثقته فيها، كما كشفت عن مفهوم الألم، وحملت إلينا الكثير من الجوانب التاريخية الخاصة برحلته إلى المنفى وحياته في جبال أرمينيا.جاء في بعض رسائله إليها:
  • يطول بنا الحديث عن آلامِك منذ نعومة أظافرك حتى الآن: آلام من الأقرباء وآلام من الغرباء، آلام من الأعداء، آلام من الذين ترتبطين بهم منذ ميلادك، وآلام من الذين لم ترتبطين بهم، آلام من العظماء، وآلام من الفقراء، آلام من الحكام، وآلام من المسئولين، وآلام من رجال الإكليروس...
  • كما سبق أن قلت أخاف أن أدخل بحر فضائلك غير المتناهي...
  • أذكري أنك منذ بدء شبابِك حتى اليوم لم تكفِّ عن تغذية السيد المسيح، عندما يكون جائعًا، وإروائه عندما يكون ظمآنًا، وكسوته عندما يكون عريانًا، واستقباله عندما يكون غريبًا، والسهر عليه عندما يكون مريضًا، والذهاب إليه عندما يكون مسجونًا.
  • لا تكفي عن الاهتمام بالأسقف ماروتاس، كأنما تهتمين بنفسك. أنقذيه من الهاوية... ليكن هذا هو شغلك الشاغل.
  • أخيرًا نذكر ما قاله عنها القديس المؤرخ بالاديوس: "امرأة عجيبة... تشبه إناءًا ثمينًا مملوء بالروح القدس".

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:25 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان أولمبياس ومكسيموس



من بين الشهداء الذين تمتعوا بإكليل الشهادة في عهد ديسيوس أولمبياس ومكسيموس، كانا شريفين بمدينة كوردينا Corduena ببلاد فارس، إذ كان قد سيطر على بعض الولايات الفارسية. استدعاهما الإمبراطور وسألهما عن أموالهما لكي يصادرها، فأجاباه: "إن أعضائنا هي كنوزنا، خذها، حطِّمها، أهلكها، اسحقها، احرقها، فإننا ننال الغنى الأبدي مكافأة من الرب". إذ قام بتعذيبهما بأنواع عذابات كثيرة دون أن يهز إيمانهما، أرسلهما إلى الضابط الخاص به فيتيليوس انيسيوس Vitellius Anisius ليقتلهما. ضربهما "بالعتلة" على رأسهما فنالا إكليل الاستشهاد. العيد يوم 15 إبريل.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:26 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا أومانيوس البابا السابع



أحد رجال الإسكندرية الأتقياء، خلف يسطس في رئاسة مدرسة الإسكندرية، كما خلفه في البطريركية. لا نعرف عن أقواله أو كتاباته شيئًا، لكنه عرف العفة وعاش بتولا، اشتهر بسيامة عدد كبير من القسوس للخدمة في الكرازة المرقسية، أرسلهم إلى كل جهات القطر المصري والنوبة والخمس مدن الغربية لنشر الإيمان المسيحي.
في عهده اشتد اضطهاد أدريان على المسيحيين فنال كثير من الأقباط إكليل الإستشهاد، من بينهم القديسة صوفيا من منف، التي نقل الإمبراطور قسطنطين جسدها إلى القسطنطينية، وشيد الكنيسة التي باسمها "أجيا صوفيا". تنيح في 9 من شهر بابة.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:27 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة إيا



في أقسى فترات الاضطهاد، في عهد سابور الثاني ملك الفرس، عانى كثير من المسيحيين ضيقًا شديدًا، من بينهم الشهيدة "أيّا ia" وهي فتاة يونانية مسبية في بلاد الفرس. استطاعت في السبي أن تربح كثير من الوثنين للإيمان بالسيد المسيح، من بينهم جماعة من السحرة أنفسهم. إذ سمع عنها الملك استدعاها، حيث أمر أربعة رجال كل منهم يسحب يدًا أو رجلًا، وصار آخرون يجلدونها على ظهرها حتى تمزق، فكانت تصلى بصوت عالي: "أيها الرب يسوع المسيح ابن الله الحيّ، قوي أمَتك وخلصها من الذئاب المحيطة بها". أُلقيت في السجن حتى شفيت، وكان الملك يأمل أنها تجحد إيمانها. بعد شهرين أعاد الكره معها، حيث جُلدت بسياط بها عقد حتى سال الدم منها كالمجاري. أُلقيت في السجن أيضًا لمدة 6 أشهر، وقدمت لتُعذب بأمشاط حديدية، وصاروا يسحبونها بحبال حتى فقدت النطق وصارت في غيبوبة. أُعطيت لها مهلة 10 أيام لتُضرب بسياط من السلك مزقت لحمها وظهر عظمها حتى صارت شبه ميتة فقطعت رأسها من جسدها. في "أعمال الشهداء الروماني" جاء أن الذين استشهدوا معها بلغوا حوالي 9000 نسمة. استشهدت حوالي 4 أغسطس سنة 360 م.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:29 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب إيبريخوس



جاء عن الأب إيبريخوس أوهيبريخوس Hyperechios أو إيرايس:
  • قال أبا إيبريخوس: "كما يُخيف الأسد الحمير الوحشية، هكذا الراهب المختبر بالنسبة للشهوات".
  • الصوم لجام للشهوات بالنسبة للراهب، من يهمله يكون كالحصان الذي يصهل مولعًا بالأنثى (إر5: 8).
  • من لا يضبط لسانه وهو غضوب، لا يستطيع أن يضبط شهواته أيضًا.
  • خير لك أن تأكل لحمًا وتشرب خمرًا، عن أن تأكل بالوقيعة لحم الإخوة.
  • بالنميمة أخرجت الحية حواء من الفردوس، هكذا من يثلب أخاه يكون كالحية، يُفسد نفس من يَنصت إليه، ولا تخلص نفسه هو.
  • كنز الراهب فقره الاختياري. الق بالكنز في السماء أيها الأخ، حيث تكون هناك أزمنة هدوء وسلام بلا نهاية.
  • لتكن أفكارك دومًا في ملكوت السماوات، فترثه حالًا!
  • الطاعة هي أفضل حُليّ الراهب. من يقتنيها يسمع له الله، ويقف أمام المصلوب بثقة، لأن الرب المصلوب أطاع حتى الموت (في 2: 8).

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:29 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أنبا إيجبيزبيوس أسقف هيرابوليس



يهودي الأصل، اعتنق الإيمان بالسيد المسيح في روما عام181 م. سيم أسقفًا على هيرابوليس (غير هيروبوليس) بآسيا الصغرى، في شمال لاودكية، تُسمى حاليًا "بيوك قلعة سي". له كتاب في التاريخ الكنسي هو "خراب أورشليم"، فيه يري أن ليون هو أسقف روما الأول، ولم يكن مساعدًا لبطرس الرسول.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:30 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس إيروثيوس



St Hierthius "إيروثيوس" تعني "المقدس لله".
لا نعلم إلا أنه من مدينة أثينا، أحد فلاسفتها وقضاتها، قبِل الإيمان بالسيد المسيح على يدّي الرسول بولس، نظير زميله ديونسيوس الأريوباغي، وخلفه على كرسي أثينا، فكان الأسقف الثاني لها. عاصر الرسل والتلاميذ، واجتمع بكثيرين منهم، وتسلم منهم تعاليم الرب، وترك بعض كتابات مع تسابيح جميلة في العبادة لله. رقد في أواخر القرن الأول في شيخوخة صالحة.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:33 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس إيرونيموس | القديس جيروم
القديس چيروم | هيرونيموس


حبه للعلم والمعرفة:


يعتبر القديس إيرونيموس أو القديس إيرينيموس أو القديس جيروم St. Jerome من أعظم آباء الغرب في تفسيره للكتاب المقدس، له تراث عظيم في هذا المجال مع مقالات نسكية وجدلية ضد الهراطقة ورسائل.
وُلد حوالي عام 342 م، في مدينة ستريدون Stridon على حدود دلماطية وبانونيا وإيطاليا، من أسرة رومانية غنية وتقية. ولما بلغ الثانية عشرة من عمره أرسله والده إلى روما، فبرع في الفصاحة والبيان، وقد شغف بكبار شعراء اليونان والرومان. اهتم أيضًا بنسخ الكثير من الكتب كنواة لإنشاء مكتبة خاصة به.
في هذا التيار انجرف إيرونيموس عن الحياة التقوية، لكنه عاد فتاب ثم نال سرّ العماد وإن كان قد بقي زمانًا يصارع ضد الشهوات فكريًا.
حبه للعبادة:


بعد ثلاثة سنوات قرر مع صديقه بونوسيوس أن يرحلا إلى تريفا للتفرغ للعبادة. هناك بدأ يدرس اللاهوت بدراسة الكتاب المقدس، ثم عاد إلى وطنه وأقام في أكيلية سبع سنوات، حيث توثقت علاقته بصديقه الحميم روفينيوس الذي سبق فصادفه في روما.
في إنطاكية:


إذ كان يحث أخته على حياة البتولية والنسك هاج أقرباؤه عليه فاضطر إلى الرحيل إلى الشرق، مارًا على اليونان فآسيا، ليستقر في إنطاكية عام 374 م، حيث استضافه القديس أوغريس. أحب جيروم أوغريس، وكان للأخير أثره القوي عليه إذ سحب قلبه نحو الشرق والحياة النسكية.
تعرف أيضًا على أبوليناريوس أسقف اللاذيقية الذي وقف القديس ضده بعد ذلك، حينما انحرف عن الإيمان.
تفرغ قديسنا لدراسة الكتاب المقدس مع ممارسة الحياة النسكية، فانفرد في برية خليكس جنوب شرقي إنطاكية لحوالي أربع سنوات تعلم فيها العبرية. وقد تعرض في هذه البرية لمتاعب جسدية كثيرة، كما يظهر مما كتبه إلى القديسة أوستخيوم يصف حاله بصراحة كاملة، فيقول: "كانت حرارة الشمس الحارقة شديدة ترعب حتى الرهبان الساكنين فيها، لكنني كنت أُحسب كمن في وسط مباهج روما وازدحامها... في هذا النفي أي السجن الذي اخترته لنفسي، حتى أرهب الجحيم. كنت في صحبة العقارب والوحوش وحدها فكنت أحسب كمن هو بين الراقصات الرومانيات. كان وجهي شاحبًا من الصوم الإرادي فكانت نفسي قوية في الجهاد ضد الشهوة. جسدي البارد الذي جف تمامًا، فصار يبدو ميتًا قبل أن يموت، يحمل فيه الشهوة حيّة، لذا ارتميت بالروح عند قدمي يسوع أغسلهما بدموعي، مدربًا جسدي بالصوم الأسبوع كله، ولم أكن أخجل من كشف التجارب التي تحل بي... ولا أكف عن قرع صدري ليلًا ونهارًا حتى يعود إلىّ السلام".
عاد من البرية إلى إنطاكية عام 377 م، فظهرت مواهبه، لذا ضغط عليه البطريرك بولينوس ليقبل الكهنوت، وإن كان قد اشترط إيرونيموس عليه ألا يرتبط بكنيسة معينة، ليتفرغ لكلمة الله أينما شاء الله أن يدعوه.
تركه إنطاكية:


سمع إيرونيموس عن القديس غريغوريوس النزينزي، فذهب إليه والتصق به لمدة عامين، وفي مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381 م لمع نجمه.
وفي سنة 382 م رافق بولينس بطريرك إنطاكية وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص إلى روما، فاتخذه داماسيوس أسقف روما كاتبًا له، وأوكل إليه ترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية، وتسمى بالفولجاتا La Vulgate. امتزج عمله بحياة النسك مع الفكر الروح المتقد، فألتف حوله كثيرون، من بينهم شريفات قديسات مثل باولا وبنتاها بلوزلا وأوستخيوم، ومرسيليا وأمها ألبينا، وأسيلا البتول الشهيرة.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...i-Florence.jpg


القديس جيروم، أو القديس إيرونيموس في دراساته، الفنان دومينيكو جيرلاندايو، 1480، كنيسة أوجنيسانتي، فلورانسا
متاعبه بروما:


إذ تنيح أسقف روما هاجمه منافسوه إذ كانت الأنظار تتجه إلى سيامته، فأثاروا ضده افتراءات كثيرة، بسبب علاقته بهؤلاء الشريفات، واضطر أن يعود إلى الشرق مع أخيه بولنيانس وبعض الرهبان، يحمل معه مكتبته الضخمة ومؤلفاته، وقد كتب رسالة إلى بناته الشريفات مؤثرة للغاية، جاء فيها: "أشكر الله الذي وجدني مستحقًا أن يبغضني الناس... نسبوا إلىّ أعمالًا شائنة لكن أبواب السماء لا تُغلق وتُفتح بأقاويل الناس وأحكامهم".
عودته إلى الشرق:


لحقت باولا وأستوخيوم قافلته في إنطاكية، وانطلق إلى يافا ثم بيت لحم، وإذ جال في فلسطين ذهب إلى مصر حيث الحياة الرهبانية في أوج عظمتها. في مصر التقي بالقديس ديديموس الضرير الذي كان يحبه، وقيل أنه سبق فتتلمذ على يديه لمدة شهور، وسأله عن بعض معضلات في الكتاب المقدس فوجد إجابات شافية، ومن شدة إعجابه به حينما سبق فطلب منه داماسوس أسقف روما أن يكتب له بحثًا في الروح القدس، لم يجد أفضل من أن يترجم له ما كتبه القديس ديديموس إلى اللاتينية. زار كثير من الأديرة والتقى بعدد كبير من نساك منطقة الأشمونين بمصر الوسطى (التابعة لطيبة) ومنطقة وادي النطرون، وسجل لنا كتابه "تاريخ الرهبان" عن آباء رآهم والتقي بهم شخصيًا أو سمع عنهم من معاصرين لهم يعتبر من أروع ما سُجل عن الحياة الرهبانية في ذلك الزمن، وقد اقتبست الكثير منه في هذا القاموس المُبَسَّط.
في فلسطين:


عاد إلى فلسطين يحمل في جعبته خبرة آباء نساك كثيرين، وهناك بنت له باولا ديرين في بيت لحم عام 386 م أحدهما للنساء تسلمت هي إدارته، والآخر للرجال يرأسه القديس إيرونيموس قرابة 35 عامًا، تزايد فيه حبه للدراسة والكتابة. قال عنه سالبسيوس ساويرس: "تراه على الدوام غائصًا في كتبه".
أُعجب بالعلامة أوريجينوس الإسكندري الذي حسبه هبة الله للكنيسة، فعكف على ترجمة الكثير من كتابته ومقالاته إلى اللاتينية، وكان يلقيها على الرهبان والراهبات، حتى جاء القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس إلى فلسطين وألقى عظته على الجماهير وهاجم أوريجينوس بعنف... فأصطاد القديس إيرونيموس ليحوّله من العشق الشديد لأوريجينوس إلى العداوة المرة، فيحسبه كأبيفانيوس أنه علّة كل هرطقة، بل حسبه شيطانًا رجيمًا. وبسبب هذا التحوّل خسر القديس جيروم صديق صباه روفينوس، ودخل معه في صراعات مرة وقاسية. وقد حاول القديس أغسطينوس التدخل بأسلوب رقيق للغاية، لكن القديس جيروم دخل معه في صراع شديد وبلهجة قاسية.
تصدَّى أيضًا القديس جيروم لكثير من الهرطقات.
أيامه الأخيرة:


في أواخر أيامه هاجم البيلاجيون ديره وأحرقوا جزءًا كبيرًا منه وقتلوا ونهبوا.
تنيح القديس في بيت لحم عام 420 م في مغارة المهد، وقد نُقل جسده إلى روما.
يُعيِّد له الغرب في 30 من سبتمبر.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-St-Paula.gif


القديس جيروم و القديسة يوستوخيوم (يوستوكيوم، اوستوكيوم، اوستوخيوم) والقديسة باولا - الفنان فرانشيسكو دي زورباران - 1638-40

يصوره الغرب وأمامه أسد رابض، إذ قيل أنه شفى أسدًا وقد لازمه في الدير. وربما لأنه كان يمثل الأسد في البرية، يزأر بشدة من أجل استقامة الإيمان، لا يستريح ولا يهدأ بسبب الهرطقات.
ترجماته:


قام بترجمة الكتاب المقدس "الفولجاتا"، كما قام بترجمة 78 عظة لأوريجينوس، كتب أوريجينوس الأربعة "عن المبادئ"، والرسائل الفصحية للبابا ثاؤفيلس الإسكندري، ورسالة فصحية للقديس أبيفانيوس، ومقال القديس ديديموس السكندري "عن الروح القدس"... الخ.
كتاباته:


1. اهتم بتفاسير الكتاب المقدس، فُقد بعضها. فسّر سفر الجامعة، وبعض رسائل القديس بولس، وإنجيل متى، والرؤيا، واهتم بأسفار الأنبياء، أروعها تفسيره لسفر أشعياء? الخ. في تفاسيره حمل المنهج الإسكندري، مستخدمًا أسلوب العلامة أوريجينوس وطريقته الرمزية حتى بعد مقاومته له.
بعض تفاسيره كتبها بسرعة شديدة، فسجل تفسيره لإنجيل القديس متى في 14 يومًا.
2. كتب في التاريخ: "مشاهير الرجال" ويعتبر الكتاب التاريخي الثاني بعد كتاب أوسابيوس القيصري، ضم 135 فصلًا، مقدمًا في كل فصل عرض لسيرة كاتب مسيحي وأعماله الأدبية، وقد سبق لي التعليق على هذا الكتاب بتوسع (راجع مقدمات في علم الباترولوجي، 1974 م، ص14-16).
كتب أيضًا في سير الرهبان، كما سجّل حياة القديس بولا الطيبى وغيره...
3. كتابات جدلية ضد يوحنا أسقف أورشليم، واحتجاجه ضد روفينوس، وآخر ضد هلفيديوس Helvidius (بخصوص دوام بتوليه العذراء مريم)، وضد جوفينيان، وضد البيلاجيين... الخ.
4. رسائله.
* خطأ في كتابة الاسم: القديس ابرونيموس، جيرم، جبروم، إيرونيمس، ڃيروم.



Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس إيروثيوس



St Hierthius "إيروثيوس" تعني "المقدس لله".
لا نعلم إلا أنه من مدينة أثينا، أحد فلاسفتها وقضاتها، قبِل الإيمان بالسيد المسيح على يدّي الرسول بولس، نظير زميله ديونسيوس الأريوباغي، وخلفه على كرسي أثينا، فكان الأسقف الثاني لها. عاصر الرسل والتلاميذ، واجتمع بكثيرين منهم، وتسلم منهم تعاليم الرب، وترك بعض كتابات مع تسابيح جميلة في العبادة لله. رقد في أواخر القرن الأول في شيخوخة صالحة.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة إيريس



قدّم لنا يوسابيوس القيصري في كتابه "التاريخ الكنسي" مجموعة من تلاميذ العلامة أوريجينوس تقدموا للاستشهاد، من بينهم من كانوا لا يزالون موعوظين، ومن الجنسين.
من بينهم هؤلاء الشهداء بلوتارخوس وسيرينوس وهيراكليدس وسيرينوس آخر وإيريس أوهيريس وباسيليدس وبوتامينا.
تم ذلك سنة 202 م في عهد الإمبراطور سبتيميوس ساويرس، الذي يعني "العنيف أو القاسي السابع". هذا الإمبراطور في عودته من فلسطين إلى مقره، أراد أن يقضي بعض الوقت بمصر، ليعاين بنفسه مدى تطبيق أوامره التي أصدرها لاضطهاد المسيحيين.
لعل اِتِّقاد قلب أوريجينوس وغيرته قد أعطى الإسكندرية سمة خاصة، إذ كان هذا الشاب دائم الحركة، لا بتقديم التعليم الكنسي فحسب، وإنما في حثّ حتى الموعوظين الذين تتلمذوا على يديه أن يقبلوا الاستشهاد باسم المسيح بفرح.
لقد جال الجند التابعين للإمبراطور في الإسكندرية، بل وفي كل نواحي مصر لمقاومة المسيحية، وقد أُغلقت المدارس، وأصاب الحياة اليومية نوعًا من الشلل... أما مدرسة الإسكندرية المسيحية فقد أَغلقت أبوابها لا لتشتيت تلاميذها، وإنما لينطلق أوريجينوس يعلمهم في موضع آخر على ضياء نور أتون الاضطهاد، لا حديث له معهم سوى حثّهم على قبول الآلام بفرح... يقضي معهم بعض الوقت ليتركهم منطلقًا إلى السجن يخدم المعترفين ويسندهم ليتمموا شهادتهم للحق بفرح، ويصحبهم إلى دار القضاء ليسمع الأحكام الصادرة ضدهم، فيرافقهم في ساحة التنفيذ ويُقبِلهم علانية قبيل استشهادهم.
والعجيب أنه في هذه اللحظات الحرجة كان بعض الوثنين يأتون إليه لسماع كلمة الله...
وكأن الضيق أعطى للكرازة قوة وثمارًا متكاثرة.
أول تلميذ له استشهد هو بلوتارخس، يقول عنه يوسابيوس: "إذ كان يُساق إلى الموت اقترب منه الشخص موضوع حديثنا (أوريجينوس)، ورافقه حتى النهاية، ولكن العناية الإلهية حفظته في هذه المرة أيضًا".
بلا شك قد ثار أهل الشهيد على أوريجينوس بكونه علّة موته، والمحرض له على رفض العبادة الوثنية... أما الرجل الثاني من تلاميذه فهو سيرينوس الذي قُدم لنار أتون، فكانت شهادته للإيمان الحق أعلى من ألسنة اللهب وأقوى من فاعلية النيران. تلاهما الشهيد هيراكليس وهو موعوظ بسيط منتمى للمدرسة، والرابع هو هيرو وكان حديث الإيمان، قبِل المعمودية قبل استشهاده بفترة قصيرة، سلّم رقبته للسيف بثبات وإيمان. والخامس سيرينوس (آخر) الذي دعاه يوسابيوس "بطلًا من أبطال التقوى". وأما السادس فهي من بين النساء تُسمى إيريس أو هيريس، التي استشهدت وهي لا تزال تحت التعليم، يقول يوسابيوس: "قبلت معمودية النار حسب تعبير أوريجينوس نفسه في موضع آخر". أما السابع فهو باسيليدس الذي ساق الشهيدة بوتامينا الشهيرة للاستشهاد، نعود إلى الحديث عنهما فيما بعد إن شاء الرب وعشنا.

Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:36 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة إيريني


اخت القديس أثناسيوس، استشهدا على يد مكسيميانوس (3 هاتور).


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 02:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة إيريني



كانت ابنة ملك وثني يُدعى ليكينيوس. اتسمت بمسحة من الجمال الفريد، حتى خشيَ والدها من جمالها فبنى لها قصرًا خاصًا بها، وأقام معها ثلاثة عشر جارية لخدمتها والسهر على حراستها. وكان عمرها في ذلك الوقت ست سنوات. وترك لها التماثيل تسجد لها وتتعبد أمامها، كما عيّن لها شيخًا فاضلًا حكيمًا ليقوم بتربيتها.
رأت إيريني حمامة في فمها ورقة زيتون نزلت ووضعتها على المائدة، ثم هبط نسر ووضع إكليلًا على المائدة، بعد ذلك جاء غراب ومعه ثعبان ووضعه على المائدة. جزعت إيريني من الرؤيا وروتها لمعلمها الذي كان مسيحيًا دون أن يعرف والدها. أجابها بأن الحمامة هي تعليم الناموس، وورقة الزيتون هي المعمودية، والنسر هو الغلبة، والإكليل هو مجد القديسين، والغراب هو الملك، والثعبان هو الاضطهاد، ثم ختم قوله بأنه يجب عليها أن تجاهد في سبيل الإيمان بالسيد المسيح. زارها أبوها يوم، وعرَضَ عليها الزواج من أحد الولاة الأمراء، فطلبت منه مهلة ثلاثة أيام لتفكر في الأمر... وإذ دخلت إلى التماثيل تطلب الإرشاد لم يجبها بشيء.
ثم رفعت عينيها إلى السماء، وقالت: "يا إله النصارى اهدني إلى ما يرضيك". ظهر لها ملاك الرب، وقال لها: "سيأتيك غدًا أحد تلاميذ بولس الرسول ويعلمك ما يلزم ويعمدك". وفي الغد جاء إليها القديس تيموثاوس وعلمها أسرار الإيمان ثم عمَّدها.
إذ علم والدها بالأمر أحضرها وتحقق منها الأمر، فاعترفت بإيمانها بالسيد المسيح، فأمر أن تربط في ذيل حصان جمح وأطلقه... لكن الحصان عوض انطلاقه بها ارتد إليه، وقبض بفمه على ذراع الملك وطرحه أرضًا، فسقط ميتًا.
أخذت إيريني تصلى كي يتمجد السيد المسيح كواهب القيامة والحياة، فقام والدها وآمن هو وزوجته ونحو ثلاثة آلاف نسمة، واعتمد جميعهم. وقد وهب الله هذه القديسة نعمة عمل الآيات، فكسبت كثير من الأمراء والعظماء كما من الشعب للإيمان، ثم تنيحت بسلام في 21 من شهر مسرى.


Mary Naeem 05 - 09 - 2012 03:20 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة الأم تماف إيريني

الميلاد المبارك:

https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...v-Ereny-01.jpg


القديسة الأم تماف إيريني، رئيسة دير أبو سيفين
ولدت تماف ايرينى أو الطفلة "فوزية يسى خلة" يوم 9 فبراير 1936 من أبويين تقيين. تعثرت الام "جنفياف متى الفيزى" في ولادة ابنتها البكر ولم تتوجه الى طبيب رغم آلامها، فتوجه والدها الى كنيسة الشهيد مار جرجس في طهطا وظل يصلى ويبكى لكى يتحنن الله على ابنته وفي نفس الوقت كانت جنفياف تتضرع للقديسة العذراء مريم. فشاهدت الحجرة وقد أضاءت بنور سماوى وظهرت والدة الإله وكان الشهيد مار جرجس يقف خلفها. فتقدم الشهيد وخبط بيده ثلاث خبطات على ظهر الأم، وفى الحال نزلت طفلة جميلة تلقتها السيدة العذراء على يديها ورشمتها بعلامة الصليب وقدمتها لأمها قائلة: "دى مش بتاعتكم دى بتاعتنا... لكن اهتموا بتربيتها."

المعمودية والعناية الإلهية:
و بسبب كلام العذراء كان القلق ينتاب الأسرة على الطفلة فوزية وظنوا أنها ستموت. وقد نالت الطفلة المباركة سر المعمودية المقدس على يد الانبا بطرس أسقف أخميم وسوهاج (1920-1951) فى دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين. وكانت الأسرة تلاحظ أن العناية الالهية تحيط بالطفلة فوزية. وذات يوم كان الوالدان في منزل الجد متى ومعهما طفلتهما التى كانت بين ثمانية أشهر وسنة. وفي المساء صعدوا جميعا الى سطح المنزل وكانت الأم تحمل ابنتها التي كانت تبكى كثيرا وتريد أن تلعب ولم تريد الأم خوفًا عليها، ولكنها أصرت أن تنزلها، وفي الحال بمجرد أن أنزلتها الأم إلى الأرض، أخذت تصرخ وصار جسمها كقطعة الثلج وفقدت الوعى وظنوا أنها ماتت. وفى الوقت رأت الأم عقربًا على الأرض فعلمت أنه لدغها عقرب فصرخت "أرصده ياأنبا شنودة". فرأت القديس طائرا في الجو وأخذ الطفلة من حجر والدتها ونفخ في وجهها ورشم على جبهتها علامة الصليب وقال للأم "ماتخافيش عليها دى بتاعتنا". وعلى الفور استردت الابنة الوعى، وعادت الى الحياة. وكانت الأسرة تقوم بالذهاب سنويا لدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ومعها عطايا كثيرة. وقد بارك الله الأسرة فأصبحت الأسرة مكونة من خمس شقيقات وشقيقين.

مدرسة الصلاة:
وتعلمت تماف الصلاة من والدتها وكذلك السجود والميطانيات وكانت تسمع تسابيح وصلوات في الليل، وعندما سألت الأم الكاهن عن ذلك، أجاب انها صلوات السواح.

شفاعة العذراء:

https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...ry_Face-60.gif


العذراء مريم أمنا، و رمز الروح القدس
تعرضت والدة تماف لآلام في المعدة ولم يجد الأطباء علاجا لها وكانت متألمة جدا وكانت تماف تقول لها أن العذراء ستشفيها. وفى نفس الليلة ظهرت القديسة العذراء مريم للأم وكانت ترتدى فستان لون السماء وبه نجوم لامعة وسألتها عن سبب بكائها فقالت لها ان أولادها ما زالوا صغارًا، وطلبت بلجاجة أن تمتد حياتها حتى تكبر ابنتها وترعاهم. فطمأنتها أم النور وقالت لها "تعالى معايا أنا أوديك لدكتور شاطر قوى" وذهبت معها الى مزارع وحدائق جميلة، حيث وجدت سرير وطبيب. وقالت السيدة العذراء لهذا الطبيب: "تعال يا جورج (مار جرجس) اكشف عليها" فقال لها:"يا ست يا عدرا انت عارفة ان قضيتها منتهية؟" قالت له: "هى اتشفعت بى وأنا طلبت من ابنى الحبيب فالقضية اتأجلت، فهل نتركها عيانة؟"
نامت والدة تماف على السرير وقالت السيدة العذراء لمارجرجس: "حط ايدك على بطنها" فقال لها: "ايدك انت الاول يا ست يا عدرا" فوضعت العذراء ومارجرجس يديهما مكان الألم وضغطا على المعدة والصدر حتى خرج من فم والدة تماف قطعة لحم سوداء كريهة الرائحة، وضعاها في قطنة وقالا لها أن هذا كل المرض وأعاداها الى البيت. أيقظت الوالدة كل من في البيت وقصت عليهم ما حدث وقاموا بعمل تمجيد للقديسة العذراء مريم والشهيد مار جرجس وشكروا الله على محبته.

بيوت صلاة... بيوت طهارة... بيوت بركة:
وكانت الأسرة مداومة على تقديم أعمال رحمة كثيرة، وكانت الأم تهتم بخدمة الملاجىء، وتعلم أولادها ذلك. وكانت تماف ايرينى طفلة بارة تحب الكنيسة والصلاة والمواظبة على حضور القداسات والتناول، وشديدة التمسك بالعقيدة الأرثوذكسية، وكانت ترد على كل من يشكك فيها أو في شفاعة القديسين. وقد كانت تصوم صوم العذراء انقطاعيًا حتى المساء ثم تأكل خبز وملح ولا تأكل أى نوع من الفاكهة. وكذلك فترات الصوم تؤديها بنسك شديد. وكانت تمضى وقتها هى وصديقاتها في الكنيسة للتعبد ثم يقمن بتنظيف الكنيسة حتى ظهرت لهن العذراء في يوم كان شاق جدًا عليهن وشكرتهم على الاهتمام بالكنيسة المقدسة.

فِكر الرهبنة:
كانت تماف تشتاق لحياة الرهبنة جدًا لكنها لم تكن تعرف شيئًا عن الأديرة الأرثوذكس. فذهبت في أحد المرات إلى الراهبات الأجانب الكاثوليك بالمدرسة التى كانت تدرس فيها وطلبت منهن الالتحاق بالحياة الرهبانية بشرط أن تعترف وتتناول في كنيستها الأرثوذكسية، فرفضن. وعندما رأى والدها شدة اشتياقها للرهبنة، عرض عليها أن يبنى لها قلاية فوق السطوح. وكانت خالة تماف "مفيدة" والتي تكبرها بسنوات قليلة في السن، تشاركها نفس الاشتياق، ولكن أجبرتها الأسرة على الخطوبة فذهبت مفيدة لصورة القديسة العذراء وأخذت تبكى وتشتكى لها فتجسمت الصورة وقالت لها العذراء مريم "قولى لوالدتك أن ما كنتوش هاترضوا أروح الدير، العذراء هاتاخدنى عروسة للمسيح" ولم تصدق والدتها هذا الكلام. ولكن حدث أنه بينما كانت مفيدة تقوم بعمل الكحك والبسكويت للزفاف، شعرت بصداع شديد أثناء نزولها السلم ثم وقعت وفارقت الحياة في الحال.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...v-Ereny-02.JPG


القديسة الأم تماف إيريني، رئيسة دير أبو سيفين
عندما علمت تماف - وكانت وقتها صغيرة السن - بما حدث، بكت بحرقة فرأت في رؤيا عذارى كثيرات في ثياب بيضاء ومعهن صلبان من الألماظ ويرتدين تيجان على رؤوسهن وكانت معهن مفيدة، ففرحت تماف جدًا، وطلبت مفيدة من تماف ألا تبكى لأنها سعيدة في الفردوس, وأخبرتها أن مكانها جميل، وأجمل ما فيه رب المجد يسوع المسيح، وقالت لتماف أن الرب سمح لها أن تراها لكي تتعزى وتفرح. وسألتها تماف عن العذارى اللاتى معها، فقالت لها: "انهن أيضًا عشن بطهارة وجاهدن، والرب حسبهم كراهبات، وقالت لها أيضا: انهن ذاهبات ليزرن الشهيدة دميانة والأربعين عذراء ليعيدن معهن" وقالت مفيدة لتماف انها ستدخل الرهبنة وستصبح رئيسة دير وسيكون لها بنات كثيرات ثم ستذهب لمفيدة. وقصت تماف الرؤيا لعائلتها فتعجبوا كثيرًا.

الشهيد أبى سيفين:
و كانت تماف تصلى أن يرشدها الله. وفى أحد الأيام حيث كانت تصلى بدموع رأت شابًا جميلًا منيرًا يقول لها: "ياللا على ديرى" فسألته عن هويته فقال لها انه الشهيد ابى سيفين وكانت تماف أول مرة تسمع أو تعرف ان هناك شهيد بهذا الأسم. فذهبت في اليوم التالى إلى الكاهن وروت له ما حدث، حيث أراها سيرة القديس في السنكسار فقرأتها وتعجبت لأنها لم تكن تعرفه.
وبينما كانت تماف تصلى في اليوم التالى تكررت الرؤية مرة أخرى فأخبرت أبونا وظهر لها الشهيد في الليلة التالية بملابسه الرسمية. ودار هذا الحديث بين الشهيد أبو سيفين وتماف ايرينى:
قال: "أنا عايزك لديرى في مصر! أنا هاخدك وأفرجك على الدير، وبعض الراهبات هناك يستضفن أقاربهن عندى، وستراك راهبة أو أكثر ويسألونك انت مين؟ فلا تجيبى بكلمة .. ابتسمى فقط.."
فرشمت تماف الصليب ورشم القديس الصليب ثم قال "يالا متخافيش" ووجدت نفسها على الحصان، وفى ثوان كانت في الدور الثانى في الدير.
قال: "شوفى ديرى؟"

https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...v-Ereny-03.jpg
القديسة الأم تماف إيريني، رئيسة دير أبو سيفين
فقالت:"اه بس اجى ازاى؟" فقال "الهى هيدبرها لك" وبعد ما رأت تماف الدير أعادها أبو سيفين بسرعة إلى منزلها في جرجا. ويشاء الله ان تأتى أمنا ماريا من دير أبو سيفين لزيارة شقيقها في بلدة قريبة وحضرت قداسات صوم يونان في كنيسة الملاك في جرجا وتعرفت عليها أحد صديقات تماف وقالت لها وفعلا قابلتها وأخذتها لقضاء فترة الصوم في منزل عائلتها وسمع والد تماف عن نظام الدير من أمنا ماريا وأزداد قلقا على تماف ورفض ذهابها رفضا باتا. بعدها وعدت أمنا ماريا تماف أن تقول لتماف كيريا واصف رئيسة الدير عنها. وبدأت أمنا ماريا تراسل تماف وفى يوم ما رأى والد تماف احدى الخطابات وكانت تقول فيه لتماف أن تركب القطار وسوف تنتظرها على المحطة. فقال لها والدها أنها لا يجب أن تغضب أباها وأمها ويجب عليهم أن يصوموا ويصلوا وإذا أراد الله فسوف يأخذها الدير بنفسه. وفعلًا صامت الأسرة خمسة عشر يومًا مع حضور قداسات وميطانيات.

أم النور:
وفى أحد الأيام رأت والدة تماف رؤيا. حيث شاهدت ملائكة تبنى وقالوا انهم يقيمون الأساس لأن الملكة وأم الملك قادمة. وأحضروا كرسى فخم جدًا ومرصع بالذهب والجواهر وزفوا العذراء وجلست على الكرسى. وسجدت والدة تماف للعذراء وقالت لها "السلام لك يا أم النور" قالت لها "انت ناسية الكلام اللى قلته لك ساعة ولادة بنتك البكر.. دى بتاعتنا وأنا خطبتها لابنى.. فما تخافيش عليها وسيبيها تترهبن وهى في حماه والا هناخدها دلوقتى" قالت لها الأم "خلاص يا ست يا عدرا تترهبن وأنا هاقنعهم." وكان الأب متردد حتى جاء راهب كانت تماف تعترف عنده اسمه أبونا متياس وقال للأب "أتركها وهى هترجع لك بنفسها بعد أسبوع واحد لآنها لن تتحمل" وذات ليلة كانت تماف تقرأ سيرة القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهب فظهر لها وقال لها "خلاص أنا كنت عند ماما وبابا وهما خلاص هدأوا.." وفعلا هذا ما حدث.

الالتحاق بالحياة الديرية:
دخلت تماف الدير في الصوم الاربعينى عام1954. وكانت دائمة الصوم والصلاة. وأحبت حياة العفة والطهارة وقد تعرضت تماف لمتاعب وحروب كثيرة. كانت في البداية بدون قلاية وكان والدها يكتب لها دائما لكى ترجع.

أول يوم في القلاية والحروب الروحية:

https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...v-Ereny-04.jpg
القديسة الأم تماف إيريني، رئيسة دير أبو سيفين
وعندما أعطيت قلاية كانت مظلمة جدا ولم يوجد غطاء فكانت تستعين بالبالطو كغطاء. وبعد ساعات رأت فجأة أمامها شخص أسود اللون، طويل القامة، رأسه تصل للسقف، له قرون حمراء وفى يده سكين وكان يتوعدها ويخيفها فصرخت "انجدينى يا قوة الله...احفظينى يا قوة الله" ثم وقعت على الأرض في حالة رعب شديد، وجاءت لها أمنا تواكليا وأخذتها في حضنها فروت لها ما حدث، فطلبت منها الا تخاف لأنه الشيطان وانه مثل القش بعلامة الصليب يمشى في الحال ورجعتها قلايتها. وأحيانا عند عمل الميطانيات كانت ترى ثعابين وعقارب وقالت لاحدى الراهبات فقالت لها انه الشيطان فيجب أن ترشم علامة الصليب حتى تختفي.

سيامة مباركة:
وفى 26 أكتوبر 1954 تم سيامة تماف راهبة في دير الشهيد العظيم أبى سيفين واختارت رئيسة الدير اسم ايرينى لشدة محبتها لراهبة متنيحة بذات الأسم. وكان ملاكها الحارس يوقظها لحضور التسبحة.

الصلاة مع السواح:
وكانت لديها أعمال كثيرة في الدير وكثيرا لم تتمكن من الذهاب للقداس لكثرة العمل ولكنها كانت تشتاق للمناولة حتى ان في أحد الأيام وجدت شخص أمامها يقول لها "تعالى نصلى مع السواح وحارجعك قبل ميعاد الشغل..امسكى في جلابيتى" وأرتفعت ووجدت نفسها في كنيسة عليها صليب في الصحراء وحضرت القداس وأخذت المناولة مع السواح وأعطوها قربانة ولما سألت عن هذا المكان قيل لها أنها كنيسة السواح في جبل الأنبا أنطونيوس ثم وجدت نفسها في القلاية مملوءة فرح وتعزية. وأبلغت أمنا الرئيسة فوزعت القربانة على الراهبات للبركة.

عدو الخير:
وفى أحد الأيام أثار عدو الخير رئيسة الدير عليها حتى أنها طلبت منها أن تذهب الى بيت والدها فتوسلت إليها تماف أن تبقيها حتى الصباح فوافقت. ومكثت تماف تبكى طوال الليل خائفة من الرجوع فرأت أبى سيفين الذي طمأنها وقال لها أنه سيكلم أمها الرئيسة. وفى الصباح ذهبت للأم الرئيسة وطلبت أن تسامحها فاحتضنتها وقالت لها ان أبو سيفين جاء لها. وظلت تماف في الدير.

فى قطار الصعيد:
وبعد ثلاث سنوات من دخول تماف الدير تنيحت والدتها وأمرتها الرئيسة بالذهاب لتعزية الأسرة ومعها أمنا كيريا اسكندر. فذهبتا بالقطار الذى تحرك الساعة الرابعة ظهرا وقبل وصوله الى أسيوط علم الجميع أن هناك قطار مقلوب ونزل كل الركاب يتسابقون ليلحقوا بقطار اخر على مسافة بعيدة وكان الظلام حالكًا فكانتا الراهبتان تصليان وانتظرتا قليلا حتى يخف الزحام ويتمكنا من النزول لأن القطار كان بعيدًا عن الرصيف وكان عليهما أن تقفزا وإذا بهما يجدا ضابطًا أمامهما يسود ملامحه الهدوء والروحانية والسلام وقال "يا أمهات ماتخافوش ربنا معاكم" فقالتا "ربنا معانا ومعاك" فقال لتماف "ادينى ايدك علشان تنزلى السلم" فرفضت وشكرته وكرر الكلام لأمنا كيريا فشكرته أيضا وأمسكت بيد تماف وقفزتا والعجيب أنهما لاحظتا نورا ينبعث من هذا الضابط وكانت تماف وأمنا كيريا تسرعان فقال لهما الضابط "ماتخافوش القطر مش ح يقوم غير لما أنتم تركبوا فيه" ووصلتا للقطار الذى كان مزدحمًا جدًا وكان هناك عساكر جالسين فقاموا لأداء التحية للضابط فقال لهم "دول راهبات تعبانين" فقاموا وجلست تماف وأمنا كيريا وشكرتا الضابط وطلبتا التعرف باسمه فقال لهما "أنا أبو سيفين" واختفى وتعجب كل الحاضرين في القطارالذين سألوا عن سيرة الشهيد ومكثت تماف وأمنا كيريا يرويان سيرة الشهيد طول السكة. ومكثت تماف عام كامل في منزل الأسرة وكانت ترى والدتها كل يوم ترشدها الى ما تفعله. ثم رجعت الدير.

اعلانات سمائية:

https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...v-Ereny-05.jpg
القديسة الأم تماف إيريني، رئيسة دير أبو سيفين
كانت تماف تعانى من صداع شديد وألم في العينين وذهبت لأطباء كثيرين دون جدوى فاصطحبتها أمنا كيريا اسكندر الى أبونا مينا المتوحد البراموسى (البابا كيرلس السادس) ليصلى لها فقال لها أن هذه حرب من الشيطان لأنه مغتاظ من أن تماف تقرأ كثيرًا. وقال لأمنا كيريا أن تماف ستصبح رئيسة للدير وفى عهدها سيكون هناك أكثر من مذبح وراهبات كثيرات، ثم انصرفتا. وفى مرة أخرى حلمت تماف بثلاثة أشخاص منيرين يرتدون صلبان وقالوا انهم يصنعون لتماف كرسى مقاسها. فسألتهم عن هويتهم فقالوا لها انهم الثلاث مقارات. وفى أحد المرات رأت ثلاثة أشخاص يشبهون الرهبان وكانوا مضيئين جدا وكانوا يرتدون صلبان وفى أيديهم صلبان وكانت أمنا الرئيسة واقفة ومعها قنديل زيت فأخذوه من يدها وأعطوه لتماف ايرينى. وعندما قالت ذلك لأمنا الرئيسة أبتسمت وقالت أنها كانت تصلى ليرشدها الله لمن ستأخذ المسئولية بعدها. وقالت لها ان الثلاثة هم الأنبا أنطونيوس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين والأنبا باخوميوس والرؤيا معناها ان أيرينى ستمسك المسئولية بعدها.

سيامة مباركة:
وتوالت الأيام وكان البابا كيرلس السادس يريد أمنا ايرينى أن تكون رئيسة لدير مارجرجس ولكنها رفضت فانتدبها للاهتمام بشئون الدير ثم رسم البابا كيرلس السادس أمنا كيريا أسكندر رئيسة لدير الشهيد مارجرجس. وكانت تماف تحاول الهرب من رئاسة الدير حتى ظهر لها أبو سيفين وقال لها: "اسمعى أنا مش عايز حد يمسك الدير غيرك......" وأعطاها المفاتيح ولكنها كانت ترفض وتلقيها، فيعطيها لها مرة أخرى فتلقيها....وهكذا. ولم تروي تماف هذا الموضوع لأحد. وتنيحت تماف كيريا واصف عام 1962 وفى اليوم التالى جاء الأنبا كيرلس أسقف البلينا وأعطاها خطاب يعلمها فيه برئاسة الدير فرفضت استلامه وجلست تبكى. وفى يوم 15 أكتوبر 1962 بعد صلاة التسبحة علموا ان البابا كيرلس السادس سوف يحضر لعمل قداس وجاء سيدنا وطلب من الأمهات أن يحضروا لايرينى الملابس وقادها أبونا بيديه الاثنين وكانت تبكى عندما بدأت تفهم الموقف وكانت الراهبات يشدونها وهى تبكى حتى أتم البابا الصلاة وألبسها إسكيمه الخاص.

حياة الشركة الباخومية:
وكان النظام السائد في الدير هو أن كل راهبة تطهو لنفسها وتأكل في قلايتها ولم يكن نظام المائدة الواحدة معمولًا به. وكانت صلاة المجمع (أي صلاة الراهبات معًا) مرة واحدة في اليوم. فخصصت تماف ثلاثة أيام صوم وصلاة وميطانيات ليرشدها الله وفى أحد الليالي أخذها ملاك الى الفردوس وسجدت أمام رب المجد وكان عن يمينه السيدة العذراء وطلب من الملاك أن يأخذها للأنبا باخوميوس لتسمع منه عن نظام الدير فقال لها "عاملى الجميع معاملة واحدة والكل يأكل على مايدة واحدة ويكون لهم زى واحد" وقال لها عن مخطوط بالدير به نظام الشركة وقوانينها. وقد طبقت تماف إيريني قانون حضور صلاة نصف الليل والتسبحة في الكنيسة، الذي باركته العذراء مريم بنفسها حين ظهرت للراهبات وهن ذاهبات لحضور صلاة نصف الليل، وكانت تبتسم وتعطي لكل راهبة ذاهبة للصلاة بفرح قنديل مضيء، وأما الراهبات اللاتي ذهبن لحضور الصلاة وهن متضررات فقد أعطتهن قنديلًا مطفأ واللاتي لم يذهبن لم ينلن هذا القنديل من يد السيدة العذراء. واهتمت تماف إيريني ببناء كنيسة داخل الدير فأصبح هناك أكثر من مذبح مثلما تنبأ البابا كيرلس السادس. وكانت دائما تعظ بناتها وتنصحهن وتشجعهن وكانت تساعدها العناية الالهية.
وفي إحدى الليالي كانت تماف إيريني تصلى طالبة المعونة فتجسدت صورة العذراء وأنارت القلاية ورشمت على تماف علامة الصليب وقالت لها: "بنعمة ابنى الحبيب ناجحة.. ناجحة.. ناجحة".

حياة الاستشهاد:

https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...v-Ereny-06.jpg

القديسة الأم تماف إيريني، رئيسة دير أبو سيفين
كانت تماف دائما تتمنى الاستشهاد على اسم يسوع المسيح وفى رحلاتها العلاجية كان دائما يظهر لها احد القديسين لمساعدتها. وتعرضت تماف لأمراض كثيرة. وأُجري لها 27 عملية جراحية منها عملية قرحة بالمعدة عام 70، استئصال الرحم 76، وكانت قد أوشكت أن تُجرى لها عملية بتر في القدم اليمنى لولا تدخل السيدة العذراء والشهيد أبى سيفين، وفى أواخر الثمانينات أصيبت بجلطة في القلب وسافرت إلى الولايات المتحدة حيث أُجريت لها عملية قسطرة للقلب والتي أظهرت انسداد بالشرايين التاجية، وخضعت لعملية توصيل الشرايين التاجية عام 1992. ثم اكتشف الأطباء سرطان بالغدد الليمفاوية وسافرت مرة أخرى للولايات المتحدة وظهر ضعف في عضلة القلب وبدأت العلاج الكيماوي وزاد ضعف عضلة القلب. ثم عادت لمصر، وعندما عادت مرة أخرى للولايات المتحدة للمتابعة لم يجدوا أثرًا للسرطان واعترفوا أنها معجزة بجميع المقاييس مما جعل الطبيب المعالج يؤمن بالسيد المسيح.
وساءت عضلة القلب لذلك نصح الأطباء بزراعة قلب لكنها رفضت تماما وقرر الأطباء أنها لن تعيش أكثر من ستة أشهر وكان ذلك في 1999. وفى 2001 أصيبت بهبوط شديد بعضلة القلب وتوقف القلب تمامًا وتم إنعاشه بالأدوية والصدمات الكهربائية فعاد القلب ينبض لكن بعد فترة توقف مدة طويلة وتم تركيب قسطرة ومنظم للقلب. ثم رجعت تماف للدير، ولكنها كانت تذهب كثيرًا للمستشفى لعلاج القلب، وكانت أيضا تعالج من مرض السكر لمدة ثلاثين عاما بحقن الأنسولين مرتين يوميا. وكانت تضطر أخذ مدرات للبول.

انطلاق الروح
وفى المرة الأخيرة دخلت تماف مركز الحياة، حيث كانت عضلة القلب قد ضعفت تماما بعد مجهود عيد أبى سيفين وفى أثناء وجودها بالمستشفى في 16 أكتوبر 2006 أصيبت بكسر في القدم اليمنى وتم تجبيسها، وتدهورت وظيفة الكلى ولم تتحسن الحالة ولم تستجب للعلاج وتنيحت في 31 أكتوبر 2006.
صلوات العذراء مريم والشهيد أبى سيفين وتماف أيرينى تكون معنا وتباركنا. لإلهنا كل المجد الى الأبد أمين.

Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس إيرينيؤس أسقف ليون
(أبو التقليد الكنسي | إيريناؤس الليوني)




Saint Irenaeus إن كنا لا نعرف كثيرًا عن حياته لكن كتاباته تكشف لا عن شخصيته فحسب، وإنما عن الفكر الإنجيلي الرسول الكنسي، إذ يُحسب أحد رجال الكنيسة العظماء في القرن الثاني، وضع أساس علم اللاهوت المسيحي، وتفسير الكتاب المقدس، كما أبرز بوضوح ودقة مفهوم الكنيسة اللاهوتي، لذا دُعي "أب اللاهوت المسيحي"، "أب التقليد الكنسي".
نشأته:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...f-Lyons-01.jpg


القديس الأنبا إيريناؤس أسقف ليون - القديس إيرينيئوس

كلمة "إيرينيؤس" Εἰρηναῖος تعني "المسالم"، وجاء اسمه مطابقًا لشخصيته كمحب للسلام الكنسي على مستوى جامعي.
قيل إنه ولد حوالي عام 115-125، وإن كان البعض يري إنه وُلد حوالي عام 140 م (أو ما بين 130-142)، على مقربة من شاطئ آسيا الصغرى القديمة، وكما قال بنفسه إنه كان صبيًا اعتاد أن يحضر مع صديقه فلورنس عظات القديس بوليكربس الشهيد أحد تلاميذ الرسل أنفسهم، لذا يُرجع إنه ولد بسميرنا (أزمير).
للأسف انحرف صديقه فلورنس للغنوسية التي تحل "المعرفة" gnosis العقلية البحتة محل الإيمان للخلاص وتحقّر من العهد القديم... الخ. بعد رسامته قسًا، وقد حاول صديقه إيرينيؤس رده للإيمان المستقيم، وقد جرد فيكتور أسقف روما فلورانس عام 188 م، ولا ندري مدى تأثير القديس إيرينيؤس على صديقه بعد ذلك.
سيامته قسًا:


تتلمذ قديسنا على يدي القديس بوليكربس وأحبه جدًا، إذ كان معه في لحظات استشهاده بروما، يقول إنه يذكر القديس بوليكربس وكلماته وتعاليمه بدقة أكثر من أي حدث مرّ به في حياته. كان إيرينيؤس محبًا للتعلم، وصفه العلامة ترتليان بأنه شغوف نحو كل أنواع المعرفة، لذا أحبه معلمه بوليكربس، الذي قيل إنه أخذه معه إلى روما، ومن هناك بعثه إلى ليون Lyons (بفرنسا) ليقوم بعمل إنجيلي كرازي، إذ كانت العلاقات وثيقة جدًا بين مواني آسيا الصغرى ومنطقة الغال (فرنسا)، ليس فقط من الجوانب التجارية، وإنما أيضًا كان كثير من الكهنة والكارزين يقدُمون إلى الغال من آسيا الصغرى.
على أي الأحوال وجد القديس فوتينوس أوباثينوس Pathinus أسقف ليون الشرقي الأصل، الذي كان يبلغ التسعين من عمره في هذا الشاب غيرة متقدة للكرازة، خاصة بين الوثنين فسامه قسًا.
في روما:


كان الكاهن إيرينيؤس محبًا للسلام بصورة عجيبة، لذا كلفه رؤساء كنيسة ليون بالتوجه إلى الأسقف إلوتاريوس Eleutherius بروما، من أجل مشكلة الموناتيين الذين يدعون النبوة، إذ كان يشتاق الكاهن إلى مصالحتهم مع الكنيسة في كل موضع خلال الحب، لكن ليس على حساب العقيدة أو الحق.

في ذلك الحين اشتدت موجة الاضطهاد بليون عام 177 م، وقبض على عدد كبير من رجال الكتاب هناك، حيث تنيح الأسقف القديس فوتينوس في السجن واستشهد أكثر من 40 شخصًا، فأسرع إيرينيؤس بالعودة إلى ليون ليشدد الأيادي ويسند الكل وسط الضيق، فسيم أسقفًا على ليون وفينا وبعض الإيبارشيات الصغيرة في جنوب بلاد الغال.
جهاده الأسقفي:


في أبوّة صادقة إذ كان القديس إيرينيؤس قد درس اليونانية والشعر اليوناني والفلسفة، لكنه كان يتحدث مع شعبه باللسان السلتي Celtic، حتى يشعروا أنه واحد منهم، وليس غريبًا عنهم.
في اتساع قلبه كرز بمحبة خارج نطاق إيبارشيته، وأرسل قديسين كثيرين للكرازة بين الوثنين، مثل فيلكس وفرتوناتوس وأخيلاوس إلى Valence ، وفريتيوس وفيرولس إلى Beasancon.
كان محبًا للكنيسة الجامعة بكل قلبه، فعندما سمع أن الأب فيكتور أسقف روما قطع العلاقة بين روما وآسيا الصغرى بسبب خلاف حول عيد القيامة، بعث رسالة إلى أسقف روما بأسلوب لائق لكن شديد، يطالبه ألا يأخذ هذا الموقف العنيف وأن يُعيِّد العلاقات من جديد.
من جهة إيمان الكتاب فقد أظهر غيرة صادقة على الحفاظ على الإيمان المستقيم، مقاومًا الهرطقات خاصة الغنوسية والمونتانية، لكنه في المقاومة لا يبغي الجدل في ذاته، بل كان يركز على إبراز أركان التعليم الرسولي في شتّى القضايا التي أثارها الهراطقة، فكان جدله إيجابيًا بنًّاء. كان مجاهدًا لا في مقاومة الهرطقات فحسب، وإنما بالأحرى في ردّ الهراطقة إلى حضن الكنيسة. لذا كان يتحدث بحكمة بناءّة، في أسلوب هادئ وتسلسل مقنع بروح المحبة غير المتعصبة ولا الجارحة.
نياحته:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...f-Lyons-02.jpg


القديس الأنبا إيريناؤس أسقف ليون - القديس إيرينيئوس

شهد خراب ليون عام 197 م، إذ رقد حوالي عام 202 م، ويري القديس جيروم أنه استشهد، وإن كان كثير من الباحثين لم يرجحوا ذلك.
تُعيّد له الكنيسة اليونانية في 23 أغسطس واللاتينية في 28 يونيو، وقد نقل عيده منذ سنة 1960 م إلى 3 يوليو.
كتاباته:


للأسف فُقدت أغلب كتاباته، لكن عثر على الترجمة اللاتينية لخمسة كتب له باسم "ضد الهرطقات"، كما عثر أخيرا على ترجمة أرمنية لكتابه "برهان الكرازة الرسولية". هذان العملان نجد فيهما وحدهما عناصر النظام اللاهوتي المسيحي الكامل.
من كلماته المأثوره:
  • صار ابن الله إنسانًا لكي يصير الإنسان ابن الله (ضد الهرطقات2:10:3).
  • مجد الله أن يحيا الإنسان، وحياة الإنسان أن يري الله (ضد الهرطقات7:20:4).
  • اِتّباع المخلص هو اشتراك في الخلاص، واِتّباع النور هو اشتراك في النور (ضد الهرطقات1:14:4).
* يُكتب أيضًا: القديس إيرينيوس، القديس إيريناؤس، القديس إيريناوس، القديس اريناوس، القديس إريناؤس، القديس إرينيؤس، القديس إرينوس، القديس إريناوس، ابريناؤس.



Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:38 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان إيرينيؤس وميستيولا



في القرن الثالث في عهد الملك أوريليان، أُرسل الوالي ترسيوس Turcius إلى مدينة توسكاني Tuscany ليمحى كل أثر للمسيحية هناك. التقى بالكاهن فيلكس الذي عاش في فالسكا (Falisca, or Civita Castellana) الذي إذ سمع عن الاضطهاد الذي يحل بشعبه، جمع الكل في الكنيسة، وبدأ يسندهم، حاثًا إياهم أن يعترفوا بالسيد المسيح بفرح أمام الناس فيعترف بهم أمام ملائكته في اليوم الأخير.
تعرض الكاهن للرجم بالحجارة حتى أسلم الروح، فقام شماسه إيرينيؤس بدفنه خارج المدينة. ألقى الوالي القبض عليه وسجنه، فكانت سيدة غنية تدعى ميستيولا Mustiola تخدمه مع بقية المسيحيين المسجونين، تأتي إليهم بالطعام، وتغسل أقدامهم، وتدهن جراحاتهم.
احتمل إيرينيؤس العذاب بصبر، فوضعت المشاعل عند جنبيه، ومزق بالمخلعة ثم حرق جسمه بالنار. أما ميستيولا التي يقال إنها من أصل ملوكي روماني فصرخت: "أيها الشرير، أتسفك دمًا بريئًا؟ من تذبحه ينعم بالمجد أما أنت فتسقط في نار أبدية".
اغتاظ الوالي وأمر بجلدها حتى أسلمت الروح. العيد يوم 3 يوليو.

Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:38 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشيخ إيرينيس الساقط


روى القديس قسيانوس الرومي قصة هذا الشيخ الذي سبّب حزنًا شديدًا للآباء والاخوة بسبب سقوطه، لعدم تمييزه، فقال بأنه في أيامه عاش هذا الشيخ في البراري خمسين عامًا في تقشف زائد ونسك، محب للعزلة والانفراد، لكن عدو الخير ضربه بالكبرياء ففقد روح الحكمة والإفراز، فظهر له في شكل ملاك نور وسجد إيرينيس له. أقنعه العدو أن يُلقي بنفسه في بئر عميقة ليتحقق عناية الله به عمليًا، وأكد له أنه لن يصاب بضرر بسبب حياته الفاضلة. في عدم حكمة طرح نفسه في البئر في منتصف الليل، وبقي هكذا حتى عثر عليه الاخوة بين حي وميت، فأخرجوه وهم في حزن شديد بسبب سقوطه وانخداعه للعدو، ولم يبق سوى يومين وفي ثالث يوم مات.


Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:39 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب إيساك



تلميذ الأنبا أبلوس.
زهد العالم منذ صغره، وترهّب في برية شيهيت، وتتلمذ للأنبا أبلّوس نحو مدة 25 عامًا في نسك شديد وصمت وسكون.
كان من عادته أن يقف في الصلاة مكتوف الأيدي، مطامن الرأس طوال القداس الإلهي، ثم يعود إلى قلايته، ويغلق بابها عليه، ولا يقابل أحدًا في ذلك اليوم، ولما سُئل: لماذا لا تكلم من يريد الحديث معك وقت الصلاة أو القداس الإلهي؟ أجاب: "للكلام وقت وللصلاة وقت".
إذ دنا وقت رحيله، اجتمع عنده الآباء الرهبان لنوال بركته، فسألوه: "لماذا كنت تهرب من الناس؟"، أجابهم: "ما كنت أهرب من الناس بل من الشيطان، لأن الإنسان إذا أمسك مصباحًا متقدًا في الهواء ينطفئ، وهكذا نحن إذا أضاء عقلنا من الصلاة والقداس ثم انشغلنا بالحديث، فإن عقلنا يظلمّ". تنيح في العاشر من برمودة.


Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:39 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد إيسنت



كان إيسنت أو هيسنث Hycinth حاجبًا لدى الإمبراطور تراجان في بدء القرن الثاني، وكان من مواطني قيصرية الكبادوك.
إذ أُكتشف أمره أنه مسيحي، يرفض تناول اللحوم المذبوحة للأوثان، أُلقى في السجن، وطُلب من السجان ألا يقدم له طعامًا سوى ما ذُبح للأوثان، وقد فضّل إيسنت أن يموت من الجوع عن أن يمد يده لهذا الطعام. وإذ ساءت صحته جدًا أمر الإمبراطور أن يقدم له طعام غير مذبوح للوثن لكن الشهيد كان غير قادر على ابتلاع شيء، فرقد في الرب من الهزال الشديد. يُعيِّد له الغرب في 3 يوليو.


Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:40 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا إيسي



كان إيسي وأخته تكلا من أبي صير، غربي الأشمونين، بمحافظة المنيا، وكانا غنيين جدًا تقيين.
سمع إيسي عن صديقه بولس بالإسكندرية أنه مريض فانطلق إليه، وجده قد شفيَ من مرضه، فقرّرا أن يقوما بخدمة المسجونين من أجل الإيمان.
سمعا عن بقطر بن رومانيوس الوزير كيف جاء ليستشهد في مصر، زاهدًا غنى العالم وكرامته، وربما التقيا معه، فالتهب قلبيهما بالامتثال به، وتقدم إيسي إلى الوالي يعترف بالسيد المسيح. تعرض إيسي لعذابات شديدة كالجلد والعصر وإيقاد مشاعل في جنبيه وتقطيع أعضائه، أما بولس صديقه فكان يراه في عذاباته فيبكي.
لم يترك الله إيسي في عذاباته بلا تعزية، بل كان يرسل له ملاكه ليشفيه من جراحاته ويقويه. كما أرسل ملاكًا لأخته تكلا يأمرها أن تمضي لأخيها بالإسكندرية، وإذ ركبت مركبًا ظهرت لها القديسة مريم العذراء والقديسة أليصابات يعزيانها في أخيها دون أن تعرفهما؛ الأولي قالت لها: إن لي ولدًا صلبوه حسدًا، والثانية تقول: إن لي ولدًا أخذوا رأسه ظلمًا.
التقت بأخيها ودخلت معه طريق الآلام، وكان الرب يقويهما. أخيرًا سلمهما الوالي لأبنه كي ينطلق بهما إلى الصعيد، لكن إذ سارت المركب قليلًا وتوقفت، قطع رأسيهما وطرح جسديهما وسط الشوك والحلفاء.
أما بولس صديق إيسي وأبلانيوس ابن الشهيدة تكلا فاستشهدا بعد ذلك. تُعيّد الكنيسة بعيد استشهاد القديسين إيسي وتكلا أخته في 8 كيهك.


Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا إيسيذورس الإسكندري


← اللغة القبطية: peniwt abba Icidwroc.
نشأته:


ولد حوالي عام 318 م؛ أحب الله واشتاق إلى تكريس حياته للعبادة، فوزع ممتلكاته على الفقراء وهو شاب صغير، والتحق بإقليم نتريا تحت رعاية القديس آمون الكبير. أما أخته اليتيمة فترهبت بدير خارج الإسكندرية، وصارت أمًا لسبعين راهبة.
زار القديس أنبا أنطونيوس، وقد التصق بالقديس البابا أثناسيوس الذي أقامه رئيسًا لبيت الضيافة (مستشفى) بالإسكندرية.
بدأ القديس بالاديوس كتابة "التاريخ اللوسياكي" بلقائه مع هذا الأب عام 388 م، إذ قال: [عندما حضرت إلى الإسكندرية لأول مرة في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (379-395 م) الذي يقطن الآن مع الملائكة بسبب عظم إيمانه بالمسيح، تقابلت مع رجل عجيب في المدينة هو إيسيذورس الشيخ. كان شخصًا ضليعًا وقد تسلم بيت ضيافة كنيسة الإسكندرية، إذ قيل عنه إنه خاض معارك شبابه الأولى في البرية، وقد شاهدت قلايته بجبل نتريا (شمال منطقة وادي النطرون).
عاش كل حياته لا يضع على جسده كتانًا فاخرًا، ما خلا عصابة على رأسه. لم يستحم (هنا لا يعني عدم غسل جسده إنما عدم الاستحمام في الحمامات العامة، خاصة في المدن الكبرى، فقد أساء الوثنيون استخدامها فكانت مجالًا للعثرة، لهذا امتنع الكثير من المسيحيين عن استخدامها)، ولا أكل لحمًا، وقد حُفظ جسده الضعيف بالنعمة حتى أن من لا يعرف طريقة عيشه يظنه مترفًا.
يعوزني الوقت إن حاولت وصف فضائله بدقة، فقد كان رقيق القلب، مملوءًا سلامًا، حتى كان أعداؤه غير المؤمنين يهابون خياله من أجل عظم صلاحه.
معرفته بالكتب المقدسة والعلم الإلهي عميقة، لذا كانت أفكاره تهتم حتى عندما كان الأخوة يأكلون.
كان صامتًا، وإذا دُعي للحديث عن هيامه كان يقول: "لقد سُحب فكري كمن هو مأسور في رؤيا".
كثيرًا ما عرفته باكيًا على المائدة، وعندما سألته عن سبب الدموع، أجابني: "إنني أخجل من الاشتراك في طعام غير عقلي، فأنا كائن عاقل، وكان يليق بي أن أكون في فردوس النعيم بالقوة المعطاة لي بالمسيح".
عندما سافر أولًا مع أثناسيوس (عام 340/341 م حيث رسمه في روما قسًا)، وبعد ذلك مع الأسقف ديمتريوس (غالبًا أسقف بسينيوس Pessinus بغلاطية، صديق حميم للقديس يوحنا ذهبي الفم والمعضد له) تعرف على كل مجلس شيوخ روما وزوجات العظماء...].
أخذ القديس إيسذورس بالاديوس وسلمه إلى متوحد اسمه دوروثيؤس الطيبي أو الصعيدي، الذي كان يسكن في مغارة تبعد حوالي خمسة أميال من الإسكندرية، لكن يبدو أن بالاديوس لم يحتمل العيش في المغارة فانطلق إلى نتريا عام 390 م.
متاعبه:


عانى من الاضطهاد الأريوسي على يدي فالنس عام 373 م، ونفى إلى إحدى الجزر، ثم عاد إلى الإسكندرية.
أرسله البابا ثاوفيلس (23) إلى روما عام 388 في مهمة برسالة سُرقت منه فعاد للحال. وقد حاول البابا ثاوفيلس تقديمه بطريركًا على كرسي القسطنطينية لكن القديس يوحنا الذهبي الفم أحبط هذه المحاولة. أرسله البابا ثاوفيلس إلى فلسطين برسالة فانحاز إلى القديس يوحنا أسقف أورشليم مما أثار القديس جيروم واتهمه بالأوريجانية، إذ كان القديس جيروم وهو في شدة العداوة ضد أوريجانوس يقاوم القديس يوحنا الأورشليمي. حوالي عام 391 حدث خلاف بينه وبين البابا ثاوفيلس، اتهمه الأخير أنه سمح لأحد أتباع ماني بالتناول، فطرده عن الإسكندرية ليذهب إلى قلايته القديمة بنتريا. وإذ ضيق عليه البابا الخناق ذهب مع الأخوة الطوال إلى القديس يوحنا الذهبي الفم بالقسطنطينية الذين كانوا محبين لأوريجانوس ومدافعين عنه. إذ عاد من القسطنطينية تنيح في الحال عام 403 م وقد بلغ الخامسة والثمانين من عمره، ودفن بالإسكندرية. تعيد له الكنيسة الغربية في الخامس عشر من شهر يناير.
* يُكتَب أيضًا: إيسيذوروس.


* يُكتَب خطأ: إيسذورس، إيسي ذوروس، إيسي ذورس، إسيذورس، إسيذوروس.


Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد إيسيذورس الإنطاكي


← اللغة القبطية: peniwt abba Icidwroc.
عائلة ملوكية:


في عهد الإمبراطور دقلديانوس كان بندلاؤن أحد أقرباء رومانيوس الملك حاكمًا على إنطاكية، إذ رأى أن دقلديانوس جحد المسيح، وبدأ يضطهد المسيحيين، أخذ زوجته صوفيا وابنه إيسيذورس وابنته أفوميا وانطلق الكل إلى أحد الجبال القريبة من إنطاكية يعيشون بعيدًا عن هذا الجو المّر. أرسل إليه الإمبراطور واستدعاه هو وابنه ليسألهما عن سبب اختفائهما، فقال بندلاؤن في شجاعة: " لما كنت تعبد الله الحي كنا نحبك ونكرمك ونخدمك، فلما تباعدت عن عبادة الله وتعبدت للأوثان والشياطين ابتعدنا نحن أيضًا عنك". وإذ كان دقلديانوس يعرف مكانة الرجل لاطفه جدًا مذكرًا إياه بأصله الملوكي ومركزه العظيم، لكن بندلاؤن في شجاعة أعلن عدم جحده للسيد المسيح، فأمر الإمبراطور بقطع رقبته وسجن الصبي إيسيذورس وتعذيبه.
استشهاد صوفيا وأفوميه:


سمعت الأم أن ابنها يتعذب، فأخذت ابنتها وانطلقت إلى حيث يُعذب ابنها، وكانت تعزيه وتشجعه، ثم نظرت إلى الملك وأخذت توبخه على قساوته وتجاسره على الأمراء وأصحاب المملكة الأصليين، وكانت ابنتها أيضًا توبخه، فأمر الإمبراطور بقطع رأسيهما.
تعذيب إيسيذورس:


إذ استشهد الكل بقي الصبي الصغير وحده، لكن الله أراد أن يتمجد فيه بقوة، فقد أظهر شجاعة فائقة بالرغم من صبوته وتعرضه لعذابات كثيرة وحشية مثل الهنبازين وإشعال النار تحته والإلقاء في جب الأسود، وبقدر ما احتمل من آلامات كان الرب بنفسه يسنده، إذ كثيرًا ما كان يظهر له ويقيمه ويشفي جراحاته، كما كان يرسل له رئيس الملائكة عونًا له.كان الرب في محبته له يحول الوحوش الجائعة إلى حملان وديعة تستأنس به وهو بها، الأمر الذي كان يثير دقلديانوس بالأكثر عوض توبته ورجوعه. قيل إنه وسط عذاباته سمع صوت ربنا يسوع المسيح يقول له: "قم يا حبيبي إيسيذورس الذي امتلأ العالم شهادة بسببه"، فقام ليري السيد المسيح ببهائه، ويسجد له متهللًا أخيرًا إذ شعر الإمبراطور بالضيق الشديد أرسل الصبي إلى سلوكية منفيًا، وهي ميناء سوري على البحر الأبيض يسمى حاليًا "السويدية".
استشهاده:


في سلوكية تمجد الله في الصبي فآمن على يديه الوالي أندونيكوس وكل عائلته، وإذ سمع الإمبراطور استدعى الكل ليضرب بالسيف أعناق أندونيكوس وعائلته، ويلقي الصبي في سجن مملوء نتانة بلا طعام أو شراب حتى يموت، لكن الرب أرسل ملاكه يقدم له طعامًا. استدعى الإمبراطور الصبي ورجاه أن يسمع مشورته، فارتجت المدينة كلها وخرجت الجموع تري هذا الصبي العجيب الذي هزّ الإمبراطور يخضع في النهاية، وتقدم العظماء لكي يحيوه، ووقف الصبي في الهيكل يبسط يديه ويصلي وإذ بالأرض تنشق لتبتلع الأوثان، فكانت الضربة قاضية. غضب الملك جدًا وأمر بتسميره على صليب خشبي حتى أسلم الروح، وكان ذلك في 19 من بشنس.

Mary Naeem 06 - 09 - 2012 12:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد إيسيذورس


← اللغة القبطية: peniwt abba Icidwroc.

إسكندري، كان يعمل في إدارة التعيينات بجيش الإمبراطور ديسيوس، ذهب مع فرقة تحت قيادة نوميريوس إلى جزيرة Chios. هناك إذ أُكتشف أنه مسيحي وُشى به لدى قائدة نوميريوس الذي قدمه للمحاكمة وصار يعده ويتوّعده لكي يجحد مسيحه، فكان ثابتًا على إيمانه.
قُطع لسانه وأخيرًا قطعت رأسه. وأُلقى جسده في بئر، لكن المسيحيين اكتشفوه. دفنه جندي يدعى اميانوس استشهد بعد ذلك في Cyzicus، واشتركت معه في الدفن سيدة هي القديسة ميروب Myrope، التي جُلدت حتى الموت من أجل محبتها واهتمامها بدفن الشهداء.
صارت البئر مشهورة، يستخدمها الله في عمل العجائب والأشفية، كما أقيمت كنيسة فوق مقبرة الشهيد.
في القرن الخامس نقل رفات القديس إلى القسطنطينية في كنيسة صغيرة باسمه ملحقة بكنيسة القديسة إيريني. وقد صار اسمه مكرمًا بالقسطنطينية، وبعد ذلك في روسيا.
يقال إن بعض التجار نقلوا رفاته إلى سان ماركو بفينيس. العيد يوم 15 مايو.


الساعة الآن 07:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025