منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   تــأملات جميلة وحكم أجمل (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=3595)

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:04 PM

535 - كان بولس الرسول مسافرا ً ضمن عدد من الاسرى والجند على سفينة ٍ في البحر ، وهاجت على السفينة ريح ٌ شديدة ، ولم تكن السفينة قادرة على مقاومة الزوبعة . و لشدة الريح كانت السفينة تُحمل ، ولتخفيف حمولة السفينة ألقوا بالاثاث في البحر . اشتدت العاصفة وكانت تتلاعب بالسفينة التي كانت كقشة ٍ صغيرة في مهب الريح . وفي الليل والظلام يلف البحر والسفينة في غلالته ، والامواج تتلاطم وتعلو ، زمجر الرعد وكأنه ايقظ شياطين اليَم وامتلأت السماء السوداء بالبرق . كانت ألسنته ُ كسيوف نار مشرّعة لتحصد أرواح ركاب السفينة وحمولتها . وبينما الكل خائف ٌ يرتعب ولا يعرف ماذا ستكون نهاية العاصفة ونهايته ، كان بولس يرقد في جوف السفينة في هدوء ٍ وسكون واطمئنان ليس غريبا ً عليه . لم يكن يعرف الخوف ، لم يعرف شكله أو ملامحه ، لم يزره ُ الخوف في صحوه ِ أو نومه ِ . ووقف به في تلك الليلة ِ ملاك الله ، قال له : " لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. " ، ولم يكن خائفا ً . ثم قال له : " يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ. " ( اعمال الرسل 27 : 24 ) . في قلب المخاطر كان يرى ملاك الله ، وكان يسمع صوت الله ويتقبل اعلاناته . قلبه ُ مضبوط ٌ موجه ٌ على صوت الله ، جهاز استقباله معدّ ٌ لاستقبال الارسال الالهي . إذا كنا ساكنين الملجأ الآمن الحصين ، إذا كنا نعيش حياة ً يمتلكها المسيح ، عنايته ُ تحصرنا ، تحيط بنا ، تحمينا ، تصد الزوابع والعواصف عنا ، تطردها بعيدا ً فلا نشعر بالخوف ، لا يدخل ساحتنا ، لا نعرف الخوف . الخوف ُ غريب ٌ عنا . ثم نتلقى عونه ، يرسل لنا ملائكته التي تخدمنا وتكون طوع أيدينا ما دمنا ننتمي له . ونعرف صوته ، وندرك اعلاناته ، ويكشف لنا مشيئته ، ويعلن لنا قصده . ونصلي كما صلى بولس وسط العاصفة ، وسط البحر الهائج والموج الصاخب ، وسط الظلام والسنة البرق تخطف الابصار ، نصلي وسط هدير الرعد . ويسمع لنا ، يصل صوتنا له ، لا يعوق صلاتنا عواصف أو زلازل ، ثم نسمع نحن ايضا ً صوته ، نفهم رسالته ، نعرف ارادته ، ننفذ مشيئته . وهب الله بولس جميع المسافرين معه . طلب منه ذلك واستجاب له " لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ . …… هُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ. " ، لا تخف . بثقة ٍ وتأكيد ٍ قال بولس : " لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي. " . لك مكان ٌ آمن ٌ عند الله ، في المسيح الملجأ الحصين . هناك لا خوف ، عنده يظهر لك ملاكه يُعلن لك حمايته .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:04 PM

536 - سار شعب الله في البرية يجرّون اقدامهم جرّا ً ، كانت اقدامهم ثقيلة . الرمال ناعمة تغوص فيها الاقدام وتغرق ، تحتاج الى جهد ٍ كبير لاقتلاعها منها ، الشمس تحرق رؤوسهم ، اشعتها سياط ٌ لامعة تلدغ ، تلسع ، تكوي . الجفاف يمزق جوفهم ، يهري امعائهم ، يعتصر حياتهم ، يفترس عصارة اجسامهم . نار ٌ فوقهم ونار ٌ داخلهم . السماء عاقر بلا ماء ، الشمس تمتص كل رجاء . رأوا الموت يدنو منهم . لفحت وجوههم انفاسه العفنة الحارقة . صرخوا ، نادوا . وسمع الله ندائهم ، اسرع لخلاصهم ، فجّر داخل البرية ينابيع ماء ٍ رطبة . ارتموا وسط الماء يرتشفون ، يشربون ، يغتسلون ، يسبحون ، يرتوون ويشبعون . ثم بنى الله لهم خيمة ً يستظلون بها ويقفون بحضرته يتمتعون بوجوده معهم . ولم تعد البرية ، برية . لم تعد الصحراء ، صحراء . وجود الله معهم جعلها جنة ً خضراء . كما وقف الشعب في البرية تحت خيمة الاجتماع ينعمون بحضور الله وتواجده معهم ، فلنقف جميعا ً على شاطئ الابدية ايدينا في أيدي بعض في مسكن معد لنا هناك ، مسكن الله مع الناس ، هو سيسكن معنا ونكون له شعبا ً والله نفسه يكون معنا . في البرية كما في الابدية " اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ ، لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا " ( اشعياء 12 : 2 ) . في البرية اطمأن لا ارتعب ، احتمي بخيمته ، استظل برحمته ، هو قوتي وترنيمتي . في الابدية اطمأن لا ارتعب ، اتمتع بحضرته ، اسكن في نعمته ، هو قوتي وترنيمتي . في البرية كما في الابدية اسمع صوت الله : يا ابني انت معي في كل حين وكل ما لي ، فهو لك . مع الله اينما كنت تتفجر ينابيع الخلاص ، نستقي مياه ينابيع مائه ِ هذه بفرح . الماء الحي حولنا . المسيح يمد يده الينا به ، بالماء الحي الذي يصير ينبوعا ً ينبع الى حياة ابدية . البئر ممتلئة بالماء ، الماء الصافي الرطب ، النقي ، الحي . القي بدلوِك فيه واملئه . الله يملأ كل دلو ٍ يُلقى بالايمان الى بئر الرحمة ، بئر النعمة الفائض بالماء الحي . إن أردت ارتواء ً الق ِ بدلوك ، يمتلئ بالرضى والراحة ، والارتواء والاكتفاء . إن اردت راحة ً من تعب الق ِ بدلوك الى البئر يمتلئ بالراحة والسلام . إن طلبت شفاء ً من مرض الق ِ بدلوك الى بئره ، تمتلئ بالصحة والقوة . إن شئت نصرة ً وغلبة ً على عدو ، ألق ِ بدلوك اليه يُعطك َ الفوز والنجاح . في الصحراء القاحلة ، في الابدية الممتدة هو هناك معك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:04 PM

537 - بينما كان المسيح فوق الجبل مع بطرس ويعقوب ويوحنا ، واجه باقي التلاميذ تحديا ً كبيرا ً . هناك أسفل الجبل جائهم رجل بابنه المريض الذي يسكنه روح ٌ شريرٌ يعذبه ، كان الفتى المسكين يُصرع ويتألم شديدا ً ، يُلقي الروح به في النار أحيانا ً وفي الماء أحيانا ً أخرى . وجاء الرجل بابنه لتلاميذ المسيح ، اصحابه واقرانه واقرب الناس اليه . كان يتصور انهم يقدرون أن يشفوا ابنه ، حاولوا وجاهدوا ولم يفلحوا ، فشلوا . ونزل المسيح من اعلى الجبل وتدخل ، وقف امام الفتى ونهر الشيطان فخرج منه وشُفي . التف التلاميذ حول المسيح ، لماذا يا رب ؟ لماذا لم يقدروا هم أن يطردوا الشيطان ؟ لماذا لا يقدرون هم ، وهم تلاميذه ُ ويتكلمون كلامه ُ ويستخدمون اسمه ، أن يخرجوه ؟ قال لهم المسيح : " لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ : انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ . " ( متى 17 : 20 ) . حبة الخردل تلك البذرة الضئيلة الحجم التي تتوه في كف اليد لا تكاد تُرى لصغرها ؟ حبة الخردل ؟ اين حبة الخردل هذه من الجبل العالي العظيم ، كيف تنقله الى هناك ؟ حبة الخردل التي نستهين بها جعلها المسيح رمزا ً لملكوت السماوات ، قال : " بِمَاذَا نُشَبِّهُ مَلَكُوتَ اللهِ؟ أَوْ بِأَيِّ مَثَل نُمَثِّلُهُ؟ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، مَتَى زُرِعَتْ فِي الأَرْضِ فَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ . وَلكِنْ مَتَى زُرِعَتْ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ الْبُقُولِ ، وَتَصْنَعُ أَغْصَانًا كَبِيرَةً ، حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ السَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظِلِّهَا " ( مرقس 4 : 30 ، 31 ) . الحبة الصغيرة ، اصغر جميع البذور تنزل جوف الارض من ثغرة ٍ صغيرة مثلها في سطح الارض ، وما أن تستوي في التربة وتدب رطوبة الارض فيها وتتغلغل حرارة الشمس من مسام الارض اليها حتى تعلو وتستقيم وتمزق سطح الارض وتمتد جذورها قوية وفروعها كثيفة عظيمة . الله العظيم ، الله الكبير القادر القوي ، الله يمد يده ويستخدم الاشياء الصغيرة . قد لا تحس العين البشرية بتلك البذرة الضئيلة ، قد لا تراها لكن الله يراها . قد لا تمتد يد ٌ بشرية اليها لصغرها وعدم اهميتها ، لكن الله يمسكها باصابعه ويستخدمها . الله يراك مهما تصورت نفسك صغيرا ً ، يراك ويحتاج اليك . انت بايمان حبة الخردل تنقل الجبل . انت بايمان حبة الخردل تُنقذ خاطئا ً من الهلاك . انت بايمان حبة الخردل تغير العالم ، لا يكون شيء غير ممكن لك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:05 PM

538 - احيانا ً نخرج من بيوتنا فتستقبلنا الشمس فاردة ً اذرعتها الذهبية ، تحتوينا . والسماء صافية فوقنا تغطي الكون وتصب زرقتها في زرقة البحر عند الافق . واحيانا ً نخرج لنواجه عاصفة ً عاتية وريحا ً تهب بقوة ٍ تضرب ، تلطم . مطر ٌ ينهمر ، يُغرق . سيل ٌ يجرف ، يهدم . الاشجار تهتز وتترنح ، البيوت تتحطم . مهما تقدم العلم ، مهما اجتهد الدارسون ، مهما راقب وثابر المتنبئون ، يُخطئون . فجأة ينقلب الجو ويتغير الحال . السماء الصافية تمتلأ بالسحب والغيوم السوداء . الشمس تهرب ، تختفي ، تنسحب . الظلام يغزو كل مكان ، والمطر يسقط في طوفان . هل وقفت مرة ً في مهب الريح ؟ هل صدمك واراد أن يقتلعك ويتلاعب بك ؟ لطمات ٌ تضرب بدنك وتصفع وجهك ، فإن نجح في أن يطرحك أرضا ً ، يتلقفك السيل ، يحملك كورقة أو قشة على سطح نهر ٍ جار ٍ ، يأخذك حيث يريد أن يلقي بك . تحاول ان تمسك بشيء ٍ ثابت لتوقف اندفاعك فلا تجد اصابعك الا الهواء . تنبأ اشعياء النبي وقت ان مرت البلاد في حرب ٍ وصراع ٍ ضار ٍ مع جيرانها . حرب ٌ تشبه الريح الشديدة العاتية وصراع ٌ كالسيل يهدم ويحطم كل شيء . وبحثوا عن معين ، عن حليف ، عن صديق ٍ قوي يحارب معهم ويصد الهجوم . من يستطيع ان يوقف ذلك كله ؟ من يصد الريح ؟ من يقفل ميازيب الغمر ؟ لا يستطيع ذلك أحد ٌ من البشر . يقول اشعياء النبي : " وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ لِلْمَعُونَةِ ، وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ ، وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ جِدًّا " ( اشعياء 31 : 1 ) لكن الرب يدين ذلك ، يدين الاعتماد على ذراع بشر وعلى قوة جيش ٍ وفرسان . ويستمر النبي ينذر بالويل : " وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ ". الرب ملك ٌ يملك بالعدل . الرب رئيس ٌ يترأس بالحق . الرب هو النصير وهو المجير . الرب " مَخْبَأٍ مِنَ الرِّيحِ " . لا تصل اليك لطمات الريح ولا صفعات الزوبعة وانت به . الرب " سِتَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ " . لا يجرفك سيل ، لا يبل خصلات شعرك مطر وانت في ستره . الرب " سَوَاقِي مَاءٍ فِي مَكَانٍ يَابِسٍ " ، في البرية القاحلة الجافة فترتوي وتشبع وانت معه . الرب " ظِلِّ صَخْرَةٍ عَظِيمَةٍ فِي أَرْضٍ مُعْيِيَةٍ " . صخرة ٍ شامخة مرتفعة أعظم من كل وهن ٍ واعياء ( اشعياء 32 ) انت خاصته ، انت موضع اهتمامه وحبه ، لا تلجأ لانسان . هو مخبأك الأمين ، هو صخرتك القوية ، هو الله وانت ابنه .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:05 PM

539 - عصى آدم وحواء أمر الله ، أغلاقا أذنيهما عن صوته واهملا تحذيره . سلما اذنيهما و قلبيهما الى الشيطان حين همس اليهما أن يأكلا من ثمرة الشجرة المحرمة ، واكلا ، وانفتحت أعينهما وعرفا انهما عريانان . فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر . ثم واجها الله ورأى عريهما وصنع الرب لهما اقمصة من جلد الحيوان والبسهما . منذ ذلك الوقت وذبيحة الدم هي السبيل الى التكفير عن الخطية والعار . سال دم الحيوان واصبح جلده غطاء ً لخطية آدم وحواء وعار عصيانهما للرب . وسال دم المسيح على الصليب ، واصبح هو الطريق لفداء الانسان وغفران خطاياه . الدم يكفّر عن النفس كما ينص الناموس ، والمسيح قدّم دمه ، نفسه عن العالم . فحين سال دم المسيح على الصليب وانسكب من قمة الجلجثة ، انسكبت نفسه ُ لأجلنا . وبانسكاب دم المسيح ، وانسكاب نفس المسيح غطى غضب الله على الانسان وحكم الموت . الله يحبنا لا كنتيجة لموت المسيح على الصليب بل موت المسيح على الصليب هو نتيجة محبة الله . الله يحبنا من الازل ، يحبنا قبل السقوط ويحبنا بعد السقوط ويحبنا الى الابد . ولأن الله يحبنا ، وبعد ان سقط الانسان ، تجسدت محبة الله على الصليب " فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ " ( رومية 5 : 1 ، 2 ) بالمسيح يسوع نلنا الخلاص ، وبالخلاص المصالحة مع الله وبالمصالحة مع الله ، السلام " لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ " ( كولوسي 1 : 19 ، 20 ) سر ٌ عظيم ٌ يصعب على العقل البشري ادراكه . محبة ٌ ازلية ٌ ابدية ٌ عجيبة . محبة ٌ جعلت الله يدبّر خلاص الانسان بأن يموت ابن الله على الصليب لأجل الانسان . ويفتح الطريق للحياة الابدية ويبني جسرا ً بين الارض والسماء بجسد المسيح المصلوب . يُصبح من حق الانسان ان يتحرر من حكم الموت ، ان تنكسر شوكته . يُصبح من حق الانسان ان تتحطم قيود الخطية التي تكبّله ، ويحصل على حقه ذلك بالايمان ، الايمان بالمسيح والتمتع بسلام الله . الله يحبك ، مات المسيح لاجلك ، الخلاص حق ٌ لك والبِر متاح لك بنعمته . لا تتنازل عن حقك في دم المسيح ، في فداء المسيح وخلاصه ، في الحياة الابدية . تعال اليه الآن وطالب بحقك بالايمان بالمسيح . تنل حقك وتحصل على الخلاص .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:05 PM

540 - الانسان يعيش حياته كلها له احتياجات . الطفل اول ما يولد يصرخ ، له طلبات ، له احتياجات يسعى اليها ، يطلبها ، يريدها ، يحتاجها . وكلما زاد نموه زادت احتياجاته . وكلما نال ما يطلب تزايدت طلباته . احيانا ً يريد ما يحتاج ، ويحصل عليه ، واحيانا ً يريد ما لا يحتاج لكنه يطمع فيه . لا يكف الانسان عن الطلب ، يطلب بوعي ويطلب بلا وعي . لا يطلب حسنا ً . الأرض عامرة بكل ما هو جيد ، خيرات كثيرة تحيط بنا تُغري بطلبها . ثمر الارض جيد ، كل ثمر الارض جيد ، جيد ٌ للأكل ، بهج ٌ للعيون ، شهي ٌ للنظر . يسيل لعاب الانسان ، يشتهي ما يراه ، ويريد الحصول عليه ليأكله . ماء الينبوع جيد ، يخرج من قلب الجبل يجري عذبا ً ، رائعا ً ، رطبا ً . يجف لعاب الانسان ، يتشوق ان يرتشف ما يرطّب جوفه ُ ويرويه . ويقول الرب : " فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا ......... بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. " ( لوقا 12 : 29 – 31 ) . الجسد يحتاج الى طعام يأكله والى شراب ٍ يشربه ، وقد لا يتوفر ما يطلبه الانسان من طعام وما يسأله من شراب فيقلق . كيف تستمر الحياة والطعام والشراب بعيدا المنال ، عزيزان ، نادران ؟ ويوجه الله انظارنا الى ان الطعام والشراب متوفر ٌ في الحقول والوديان . يقول : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. " ( لوقا 12 : 22 ) . الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس . لماذا تقلقون ، لماذا تهتمون ؟ سيروا حياتكم مطمئنين ، اسلكوا مؤمنين . الغربان الشاردة لا تزرع ، لا تحصد ، ليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها ، تأملوا الزنابق ، النباتات البرية التي لم يزرعها انسان ولم يتعهدها زارع ، تأملوا جمالها وتناسق الوانها وروعة اوراقها ، ولا سليمان في مجده كان يلبس مثلها . لا تتعب ولا يتعب لها احد ، لا تغزل ولا يغزل ملابسها انسان . وانتم ، الستم افضل من الطيور ، انتم ، الستم أعز من العشب ؟ كم بالحري انتم يا قليلي الايمان . لا تخافوا ، لا تقلقوا ، لا تهتموا ، لا تفقدوا سلامكم ، آمنوا ، آمنوا بي ، أنا ابوكم ، وابوكم يعلم انكم تحتاجون الى ذلك كله " اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ " . ( لوقا 12 ) .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:06 PM

541 - في مسارات الحياة ، في طُرقها ، في دروبها ، في شوارعها ، أزقتها ، نشعر بالخوف . اذا غابت الشمس ، نخاف ، اذا اظلم الجو ، نخاف ، اذا علا صوت العاصفة ، نخاف . الخوف جزء ٌ من غريزة الدفاع عن النفس ، تتحفز العضلات ، ترتفع الاذرع لترد الاعتداء . وقد يكون الاعتداء ظاهرا ً أو خفيا ً ، صاخبا ً أو صامتا ً ، حقيقة ً أو خداعا ً . لكن الخوف طبيعي ، ويرتعش الجسد ، يخفق القلب ، تتابع الانفاس . هل رأيت الخوف ؟ هل تستطيع أن تصف ملامحه ؟ هل تلامست معه ؟ لا طبعا ً ، لا ، الخوف لا يُرى . الخوف يغزونا من حيث لا نعرف ، الخوف ُ يخرج من داخلنا . البعض لا يرى الخوف ، الشجاع المطمئن القوي المؤمن بالله العظيم . بطرس في السجن والاغلال في يديه وقدميه ملقى ً الى اربعة أرابع من العسكر . وسط خشونة الارض ورطوبة الغربة ، وسط الظلام ، في انتظار الصباح . في الصباح حين يقدمه هيرودس الملك للشعب ليفتكوا به ويعتدوا عليه ، نام ، غلب الإطمئنان خوفه ُ فنام نوما ً هادئا ً عميقا ً . لم يعرف بطرس الخوف لأنه كان يعرف من يؤمن به ، من بيده مصيره ، من يملك زمام الأمور . وفي الليل اضاء نور ودخل الغرفة ملاك ، أيقظه وكسر سلاسله وخرجا معا ً . لم يكن بطرس شجاعا ً ، فقد أنكر سيده لكن هذه هي شجاعة الايمان . بولس الرسول سافر في البحر أسيرا ً على سفينة تحمل جندا ً وأسرى ، هاج على البحر ريح ٌ زوبعته عاتية ، تلاعب بالسفينة وأحاط بها الموج . فقد الربّان سيطرته على السفينة التي كانت تُحمل على الريح ، حل َّ بهم الخوف ، اختفت الشمس ولم تظهر النجوم ولم يعرفوا أين تحملهم العاصفة . وسط الزوبعة وخطر الغرق والموت ، نام بولس الرسول نوما ً عميقا ً . ورأى رؤيا ، وقف به ملاك الله الذي يعبده والذي هو له في كل وقت . قال : " لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ . يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ . وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ . " ( اعمال الرسل 27 : 24 ) . آمن بولس بمن بيده ِ حبال العواصف ، آمن بمن يهدّئ البحر أو يحركه . نام مطمئنا ً ، طرد الخوف وتمسك بايمانه . هذه هي شجاعة الايمان . المسيحيون الاوائل واجهوا الاضطهاد ، ألقوا بهم للوحوش الكاسرة . طافوا في جلود غنم ٍ وجلود مِعزى ، معتازين ، مكروبين ، مذلين . قابلوا الموت بهتاف ، احترقوا وسط النار وهم يرتّلون . لم يعرفوا الخوف ، ماتوا في شجاعة ، شجاعة الايمان .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:06 PM

542 - في وسط نار التجربة ، في أتون الاختبار وألسنة اللهيب حولك ترتفع . وانت مسجّى ملقى ً على وجهك الى اسفل في انحناء ٍ وانكسار ، كل ما تحس به لهيب آلام ، جروح ٌ تدمي ، نفس ٌ تأن ، عذاب ٌ لا يتوقف . كل الكون تجمع في مساحة ٍ بحجم كف اليد . تنزف مرارة ً وعلقم يملأ الجوف . تتلفت حولك وانت بجهد ترفع رأسك يصدمك لون الصحراء الاصفر القاتل ، تشعر بنار اشد قسوة من النار التي تحيط بك ، نار الشمس تشوي حياتك . اين الخلاص يا رب ؟ اين خلاصك ؟ لا اجده ، لا أراه ، ليس موجودا ً . ويهمس الرب في أذنك : أنا خلاصك ، خلاص ٌ يحيط بك بالليل والنهار . وتميز ملامح الله ، ترى وجهه ، تغرق في عينيه ، تحتويك ابتسامته . احمدك يا رب . احمدك لأنه اذا غضبت علي ّ َ ، ارتد غضبك فتعزّيني " هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ ، لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا " ( اشعياء 12 : 2 ) وسط النار المحرقة ، وسط الصحراء ينبوع ، ينبوع خلاص ٍ يفجر مياه ً مخلّصة . ترتفع المياه ، تفور ، تفيض بلا توقف . يعدنا الله بينابيع خلاص " تَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ " ( اشعياء 12 : 3 ) ينابيع لا تتوقف ، لا تجف ، لا تهدأ . ينابيع دائمة ابدية بين يديك . مد يدك واغترف الخلاص . املأ وعاء حياتك من ينابيع خلاص الرب . كل وعود الله لنا ينابيع متدفقة في جوانب الارض عامرة ، غامرة . متاحة لي ولك ولكل من يصدّقها ويتمسك بها ويحصل عليها بالايمان . ايها العطاش الى الخلاص ، الى النجاة ، الى الراحة والهناء والسلام ، هلموا جميعا ً الى المياه ، الى الينابيع المتفجرة حولك في كل مكان ، الى مواعيد الرب . تعالوا ، اشتروا ، هلمّوا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن ( اشعياء 55 : 1 ) فقد تمام سداد الثمن . لا تعش مكبّلا ً بسلاسل التجارب والاختبارات . انفض قيودك عنك . اصلب قامتك ، قف على قدميك ، ارفع رأسك ، احمل وعائك ايمانك واسرع الى جداول المياه المنسكبة من ينابيع الخلاص ( اشعياء 12 : 3 ) الماء يجري صافيا ً . امدادات الله وفيرة ، بركات الله كثيرة ، نِعَم الله غزيرة ، في وسط اللهيب يسير معك ، لا يجلس على عرشه بعيدا ً ، يمسح الدموع ، يضمّد الجروح . " عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ . " ( مزمور 30 : 5 )

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:06 PM

543 - بعد سنوات من علاقة الله الوثيقة بموسى ، بعد مشوار ٍ طويل ٍ في صحبته ، اشتاق موسى ان يرى الله ، حمل رسالته ، نقل مشيئته ، نفّذ ارادته . قال موسى للرب : " أَرِنِي مَجْدَكَ " ( خروج 33 : 18 ) سمعت صوتك وسمعت صوتي " أَرِنِي مَجْدَكَ . وقال له الرب : " لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي ، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ " لكن الله في محبته ِ لموسى أراد أن يحقق له أمنيته ، قال : " هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ . وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي ، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ . ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي ، وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى " . بعد محاكمة ٍ قاسية ٍ سادها الظلم وذُبح الحق واغتيلت كل مبادئ العدالة ، أخذوا المسيح ليُصلب ، جلدوه وعذبوه واهانوه ووضعوا صليبه عليه . وسار حتى صخرة الجلجثة . وجدوا هناك مكان ، مكان ٌ للصليب ، على صخرة الجلجثة ، حفروا نُقرة في الصخرة وثبتوا الصليب فيها . ومات المسيح على الصليب ، سال دمه وماء وانزلقا على الصخرة الى النقرة . أصبح من حق كل انسان أن يرى مجد الله ، يرى مجد الله ويعيش . في نُقرة صخرة الجلجثة نرى مجد الله ونحيا . لا خطر علينا من رؤية الله . المسيح لنا الآن هو " صَخْرَ الدُّهُورِ " هو ملجئنا وأماننا وحياتنا . على جبل سيناء نزل الرب أمام عيون جميع الشعب ، رأوه من بعيد . وكان كل من يمس الجبل يُقتل قتلا ً . كان جبل سيناء كله يدخّن لأن الرب نزل عليه بالنار ، صعد دخانه كدخان الأتون ، ارتجف كل الجبل . وعلى جبل الجلجثة كانت ظُلمة على الأرض . أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل ، تزلزلت الأرض ، الصخور تشققت ، القبور تفتحت ، اهتزت الأرض والسماء . إن أردت أن ترى مجد الله تعال الى جبل الجلجثة ، هناك انتصب ابن الله على الصليب جاذبا ً الأرض الى السماء . في نقرة الصخرة قف وانظر وانتظر مجد الله . في نقرة الصخرة قف واطلب غفرانا ً لخطاياك . في نقرة الصخرة قف والمس نعمة الله ورحمته . في نقرة الصخرة اختبأ هناك الأمان في الرب صخر الدهور " تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُور ِ. " ( اشعياء 26 : 4 ) من جبل سيناء حتى جبل الجلجثة يظهر مجد الله .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:06 PM

544 - كانت حنه تعيش في بيت زوجها القانه معززة مكرمة ، محبوبة متميزة من زوجها . كان ينقصها ان يكون لها ذرية من زوجها ، كانت تشتاق ان تحمل بين ذراعيها ابنا . ذهبت الى الهيكل منكسة الرأس حزينة باكية دون أن تأكل طعاما ً وجلست بين يدي الرب ، خرج من قلبها كلام ٌ كثير وهي تصلي وتطلب وتتوسل . كانت شفتاها تتحركان بلا صوت . لم تكن تحتاج الى كلام بل الى ابتهال . ذابت روحها في طلبتها وانسكبت مع دموعها . رآها عالي الكاهن وحسبها مخمورة ً فأنبها ، لكنها شرحت له قضيتها واحتياجها . باركها واخبرها ان الرب لا بد يستجيب طلبتها . خرجت سعيدة ً ، فرحة . كانت قد وضعت على قلبها ان ثمرة بطنها سيكون " عَارِيَّةٌ لِلرَّبِّ " مكرسا ً لخدمته . ودارت الايام وولدت صموئيل الذي اصبح من اعظم انبياء اسرائيل . يعدنا الله بأن يستجيب لنا " اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا . اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُم ْ." ( متى 7 : 7 ) الا ان هناك شروط ٌ للصلاة الحقيقية ، أن تكون في شوق ، شوق ٌ للصلاة لا شوق ٌ للطلبة ، شوق ٌ لأن تكون في محضر الله ، أمام عرشه . لهفة ٌ تدفعنا لأن نسرع لنطلب وجه الله أولا ً ، عطش ٌ وجوع ٌ نحوه ، وأن نتقدم باسم المسيح ، هو وسيطنا ، هو صاحب الوعد ومحقق العهد . قديما ً كانوا يأتون الى الله عن طريق الكهنة ورؤساء الكهنة فقط ، حتى انشق حجاب الهيكل عند موت المسيح ولم يعد بين الله والانسان فاصل . أصبح المسيح حامل طلباتنا ، رئيس كهنتنا الذي يتكلم الى الله عنا " إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ." ( يوحنا 14 : 14 ) هو الطريق لتحقيق طلباتنا وسداد احتياجاتنا ، وتُبنى صلواتنا وتؤسس على وعود الله لنا . الايمان طريق النوال ، نوال ما نطلب . كل ما تصلي وتسأل من أجله آمن أن تناله وسوف تناله . تجثو النفس أمام الله ، تمجده ، تحمده من اجل عظمته وصلاحه . نقدم طلباتنا اليه باسم المسيح بثقة الاطفال باشتياق ٍ ورغبة . نُظهر له اهمية ما نطلب وجدية سؤالنا وشدة الاحتياج لها . ونصلي مع حنه " فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ ...... لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ ....... لَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا....... الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي . يَضَعُ وَيَرْفَعُ . يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ ....... الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ ، وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ . (1صموئيل 2 ) .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:07 PM

545 - " أَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ . " . امر موسى يشوع ان يخرج ويحارب عماليق . عمالقة مسلحون ، محترفوا حروب ، قساة قلوب ، اعداء اقوياء ، جبابرة بأس . اختار يشوع فتيان اقوياء ليقابلوا العمالقة ، ليس في قوتهم أوحجمهم .... انما المتاح له . كانوا شجعانا ً ، لم يخشوا طول قامتهم . لم يرتعبوا و يهربوا امام وحشية اعتدائاتهم . كان على موسى ان يقف على رأس التلة وعصا الله في يده ، هذا دور موسى في المعركة . اندفع يشوع برجاله ، رفعوا سلاحهم بايديهم وركضوا صارخين ، هاتفين للحرب . ووقف موسى على رأس التلة ، انتصب شامخا ً بلحيته الطويلة البيضاء وبيده عصا الله . وكان إذا رفع موسى يده أن اسرائيل يغلب واذا خفض يده ان عماليق يغلب . تحددت النصرة والهزيمة بارتفاع او انخفاض يد موسى المرفوعة نحو السماء . قوة من السماء كانت تنزل على يدي موسى وتنتقل الى ايدي المحاربين في الوادي . قوة الله مع شعب الله الذي يحارب حرب الله عن طريق ذراعا موسى المرفوعتين . لما ثقلت يدا موسى اجلس هارون وحور موسى على حجر ودعما يديه . كانت يداه ثابتتين الى غروب الشمس ، فهزم يشوع عماليق بحد السيف وبالذراعين المرفوعتين .
قال المسيح لتلاميذه ويقول لنا : " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ ..... اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ ...... أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ..... الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ ...... إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي " ( يوحنا 15 ) . الطبيعي ان تُستجاب طلباتنا . نستطيع ان نحصل بالصلاة على ما لا نستطيعه وحدنا . الذراعين المرفوعتان تتلقيان استجابة طلباتنا المقدمة لله بالايمان . وتأتي الاستجابة في كل وقت ، حالا ً ، بعد قليل ، بعد كثير " فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ " ( اشعياء 60 : 22 ) نفس الرجال في ساحة المعركة حينا ً يغلبون ويتقدمون وحينا ً ينهزمون ويتقهقرون . السر في يد موسى المرفوعة الى السماء وعصا الله تملأ الافق على رأس التلة .
نحن في صراعات الحياة ، نواجهها بأيدٍ مرفوعة فننتصر وبأيد ٍ ساقطة فننهزم . قف على رأس التلة ، قف مرتفعا ً شامخا ً . قف رافعا ً يديك ، تسري بركاته ويستجيب لك ، تمتلأ بالثمار ، ثمار مجد الله .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:07 PM

546 - " لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي : يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ . كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ : يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا ، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً ؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ : إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ . " ( متى 7 : 21 – 23 ) . يتصور البعض ان في ايماننا الكفاية ، ليس علينا ان نعمل شيئا ً . الايمان يقودنا الى الحياة الجديدة . والحياة الجديدة لها اعمال ٌ جديدة . يعقوب الرسول كان مدققا ً ، كان قديسا ً مشهودا ً له بالتقوى والقداسة . كما ركز بولس الرسول على العقائد ، ركز يعقوب الرسول على السلوك العملي . ويقول يعقوب : " ً لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ " ( يعقوب 2 : 26 ) . كثيرون يلبسون ملابس الايمان ايضا ً ، يختفون تحتها ، لا يعملون اعمال الايمان . المسيح نبه واكد اننا ملح الارض ، واننا نور العالم : " أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ " . المؤمن ملح الارض " وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. " أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ " المؤمن نور العالم : " لاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ . فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. " . الايمان يتبعه الاعمال . لا تفتخر باستقامة ايمانك وتمسكك بالقانون . لا تتباهى بقدرتك على التنبؤ ، على اخراج الشياطين ، على صناعة المعجزات . أنت رسالة المسيح تسير على قدمين .أنت تحمل شَبَه المسيح وصورته . من ثمارك تُعرف . كل شجرة جيدة تصنع أثمار جيدة ، الشجرة الردية تصنع اثمار ردية . لا تقدر ثمرة جيدة أن تصنع أثمار ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثمار جيدة . هل تستطيع أن تؤمن بالحب ولا تُحب ؟ هل تؤمن بالخير وتعمل الشر ؟ هل تُؤمن بغفران المسيح ولا تغفر لقريبك ؟ هل تعرف الحق ولا تمارسه ؟ الايمان بدون اعمال ميت . الثبات في الكرمة دون الاثمار مستحيل . تمتع برحمة الله بالايمان ومارس اعمال الرحمة مع الآخرين . عش قوة الله بايمان واسند الضعفاء وكمّل قوتهم . لا يمكن ان نفصل علاقتنا بالله عن علاقتنا بالآخرين . لا يمكن ان نحب الله ونتمتع بمحبته ولا نحب الأخ والقريب . محبة الاخ دليل لمحبتنا لله . كيف نحب الله ولا نحب اخوتنا . " مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ ؟ " ( 1 يوحنا 4 : 20 ) الايمان الحقيقي له اقدام ٌ تسعى وأيد ٍ تعمل وقلب ٌ يُحب .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:07 PM

547 - " فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ . " ( متى 6 : 34 ) الله في الغد ، الله في كل غد ، هو هناك غدا ً باكر . احيا اليوم ، اهتم باليوم ، اما الغد فله ، هو في الغد . في الغد ، غدا ً تشرق الشمس ، في فجر الغد الشمس تشرق ، وسوف يقودني الله ، يرشدني ، يمسك غدا ً بيدي ويسير معي . باكرا ً منذ الصباح يعطيني قوة ، قوة ًطوال الطريق غدا ً . قوة ً لكل لحظة ضعف . قوة ً لكل عثرة قدم . قوة ً في كل هجمة مرض . غدا ً يملأني الله بالأمل ، بالرجاء ، بالتطلع الى الافضل والترقب . فأجد في ساعات الغد أملا ً ، في الدقائق القادمة رجاء ً وسلاما ً . في الغد راحة . الله في غدي ، هو موجود ٌ وفي وجوده راحة . يفتح ذراعيه على اتساعهما ويحتضنني ، عنايته تحميني وتريحني . غدا ً سافرح ، الغد ممتلأ بالفرحة ، الفرح بالرب صاحب الغد . وراء غيوم اليوم شمس الغد . بعد العاصفة والمطر هدوء وصفاء . لا تهتم الغد ، انتظره ُبتفاؤل ، بتوقعه بفرح فالرب فيه . الرب في الغد ِ يعده لك ولي . الرب في الغد ِ يمهد الطريق امامي ويسويه . الرب في الغد يملئه بالنور ويضيئه . الرب في الغد يطرد منه الظلمة وينيره . اعيش اليوم ولا اقلق على الغد . من كان في يومي سيكون في غدي . سأسير مغمض العينين ، ثابت القدمين ، مرفوع الرأس ، واثق الخطى . في الظلام أرى بعيني ، في وادي ظل الموت اخترق الخوف وادوسه . لا أخشى الغد ، ولا اخاف المجهول . لا اعرف الغد لكنني اعرف من فيه . هو الرب الذي يحرك تروس الغد ، هو الذي يملك اوقات الغد وساعاته . وأنا وانت نحيا الغد حسب وعوده وعهوده ، الرب يحافظ على وعوده . يحافظ على وعده غدا ً كما حفظ عهده اليوم وأمس ، هو ، هو أمس واليوم وغدا ً . يده تنسج احداث الغد ، تصنعها لك ، لذلك اطمئن لغدك . الغد لن يغدر بك ، لن يفاجئك ، لن يؤذيك ، فالرب في ذلك الغد . سر طريقك واثقا ً من الغد ، سر مع الله ، ادخل المستقبل مطمئنا ً فالرب في الغد . لا تهتم بالغد ، دع الغد يهتم بما لنفسه .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:08 PM

548 - التفت الى الحياة حولك ، امعن النظر ، افحصها ، تأمل ابعادها . هل ترى الشمس فوقك ؟ هل تحس بحرارتها ؟ هل تتمتع بنورها ؟ ونسمات الهواء وهي تداعب شعرك ، وترطب وجهك ، وتملأ رئتيك . هل ترى الزرع ؟ هل تلاحظ خضرة اوراقه وتناسق الوانه ؟ خلق الله الانسان ليتسلط على سمك البحر وطير السماء وحيوان الارض . وتستمر الحياة بدقة ٍ وتنظيم وحسب خطة ٍ وترتيب الهي معجزي خارق . يقف العلماء حيارى ، مندهشين ، مأخوذين يتأملون ويدرسون معجزة الحياة . يكشفون بعض الاسرار ويصلون الى حل بعض الالغاز فقط . أما الحياة الروحية فاسرارها عسرة الكشف والغازها صعبة الحل . كيف يتغير الانسان ويولد ولادة جديدة ؟ كيف تتغير طبيعته ؟ حين جاء نيقوديموس للمسيح ليلا ً وطلب من المسيح ان يكشف له سرها ، قال له المسيح : " اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. " ( يوحنا 3 : 8 ) هكذا نقف حيارى امام اسرار الولادة الجديدة والحياة الجديدة للانسان ، هل هي ولادة الانسان في الله أم حياة الله بالايمان في الانسان ؟ " مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ." ( 1 يوحنا 5 : 12 ) كيف يتغير قلب الانسان ؟ كيف تتشكل من جديد عواطفه ؟ كيف تنضج ارادته ؟ كيف تُصبح له طبيعة ٌ جديدة ٌ مغايرة ؟ كيف يحيا حياة ً يمتزج فيها الالم بالفرح ، المعاناة بالنصرة ؟ كيف تحول شاول الى بولس ؟ في قمة تجبره ِ رأى المسيح فسقط على وجهه ِ ، " فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: يَا رَبُّ ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ ؟ " ( اعمال الرسل 9 : 6 ) وعمل ما اراده الله . وغيّر بولس كثيرين . تغيرت صورتهم القديمة وصارت لهم صورة جديدة . اسرار ٌ لا يمكن فهمها ولا ادراك ابعادها . معجزات ٌ تتم بالايمان بالمسيح . وسوف يتكمل التغيير الذي يحدث هنا حين نصعد اليه في مجده . حينئذ ٍ نتغير الى الصورة عينها ، صورة المسيح " مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ " ( 2 كورنثوس 3 : 18 ) معجزة ، معجزة المعجزات ان نجد انفسنا مولودين بالايمان بالمسيح ولادة ً جديدة . معجزة ، معجزة المعجزات ان يحيا الله فينا " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " ( غلاطية 2 : 20 ) معجزة ، معجزة المعجزات ان نجد انفسنا مرتبطين بالايمان بطبيعة الله وحياته . معجزة ، معجزة المعجزات ان ننتمي الى الحياة الابدية التي يهبنا اياها المسيح . وتحقيق المعجزة يتم بالايمان بالمسيح وقبول دمه بغفران خطايانا .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:08 PM

549 - هل سرت يوما ً في الصحراء وقت الظهيرة ؟ هل احترق جسدك بشمسها ؟ هل غاصت اقدامك في رمالها ؟ وصعب عليك السير في دروبها وطرقها ؟ الصحراء رمز ٌ للجفاف والعطش ، رمز ٌ للتيه والضلال والضياع . وحياتنا حين تجف ، وحين ندور في دوامة مشاكلها تكون سيرا ً في الصحراء . حين تجد قلبك وقد تشقق من جفاف الحياة واعتصرته الآلام . حين تجد روحك تحيا تيها ً ، لا تجد مستقرا ً تستريح عليه وتسكن ، تحتاج الى لقاء ٍ مع من يروي عطشك ويريح نفسك . كالسامرية ، المرأة التي يتناول الناس ذكرها 20 قرنا ً . وُلدت وعاشت في سوخار ، البلدة الصغيرة في سفح الجبل وعلى حافة الصحراء . كانت متفتحة ً للحياة ، تشتهي ان ترتشف من كل مباهجها ولذاتها وتنتشي . وصُدمت ، فالحب لم يروِها بل بالعكس زاد من جفاف حياتها فكفرت به. لجأت الى التعبد في الجبل ، مارست طقوس الدين ونفذت اركانه . كانت كأنها تطرق حديدا ً باردا ً وتضرب الصخر برأسها . لكم تجد راحة في التدين . في يأسها واحباطها ، في ضيقها وفشلها ، حملت جرتها وذهبت الى البئر . بئر يعقوب التي شرب منها هو وبنوه ومواشيه . سعت للارتواء منها . اختارت وقت الظهر ، وقت الحر ، وقت الجفاف والعطش ، بعيدا ً عن الناس . وجدت من ينتظرها جالسا ً على حافة البئر . تشاغلت عنه بملء جرتها . بادرها بالقول : " أَعْطِينِي لأَشْرَبَ " كان يعرف ما بداخلها من عطش . تعللت بالقول : " كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ ؟ " حول المسيح نظرها الى الماء الحي الذي تحتاج اليه . ماء حي ؟ من اين لك " يَا سَيِّدُ ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ ؟ " لم يكن في نظرها اعظم من يعقوب . رجل ٌ يهودي ٌ على البئر . قال لها : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا ......... كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " وما ان طلبت منه ذلك الماء حتى اعطاها وتفجر بداخلها ينبوع حياة . وسط الصحراء ، في الجفاف ، في متاعب ومتاهات الحياة ، نعطش ونبحث عن الارتواء في آبار العالم فنعطش ايضا ً ، حتى نلتقي به ونقبله . نقبل المسيح ربا ً ومخلّصا ً فينبع في داخلنا ينبوع حياة ابدية .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:09 PM

550 - يقف قائد الاوركسترا ( المايسترو ) وبيده ِ عصا رفيعة . وامامه عشرات الموسيقيين بآلاتهم الموسيقية . يرفع عصاه فيتوقف الهمس في القاعة وتنحبس الانفاس ويحل على المكان صمت ٌ تام . ويكف العازفون عن ضبط آلاتهم ويرفعون عيونهم الى المايسترو ، وينتظرون حركة العصا . وتتحرك العصا ويبدأ العزف وتتموج العصا على تموجات اللحن ، وبين الحين والآخر تشير العصا الى العازف . بعد ساعات من العزف حسب توجيهات المايسترو بعصاه ، تنتهي السمفونية وتمتلئ القاعة بالتصفيق . وراء هذا التصفيق عازفون ابدعوا وآلات ٌ تجمعت اصواتها وعصا القائد حفظت التوقيت . أي خلل ٍ في ذلك التنسيق يهدم العمل كله ويقتل اللحن ويغضب الجماهير التي أتت لتُطرب . لو تأخر عازف ٌ عن الاستجابة للعصا أو اسرع او لم يتجاوب لاشارتها ، تهاوت المعزوفة وسقطت . لكل آلة ٍ وقت في النوتة الموسيقية ، لكل عازف ٍ دور في بناء السمفونية يحافظ عليه . نعم " لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ.لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ….. لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ…. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ. " ( جامعة 3 ) . وكل الاوقات في يد الميقاتي الاعظم " صَنَعَ ( الله ) الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ " مرض لعازر وارسلت مريم ومرثا ليسوع أن يحضر حالا ً ، ولم يحضر حالا ً . حضر في وقته ِ ، في توقيت ٍ خاص ليقيمه من وسط الاموات ليتمجد الآب . تآمر اخوة يوسف عليه ، ألقوا به في البئر ، باعوه الى قافلة ٍ عابرة ولم يتدخل الله . نزل ارض مصر ، أُلقي به في السجن ظلما ً ثم تدخل الله ليجلسه على عرش فرعون . خرج القارب يحمل التلاميذ الى عرض البحر ، هاج البحر ، هبت الريح ، علت الامواج ، صدمت القارب ، كادت تحطمه ، خارت قواهم ، يأسوا ، وجاء الرب في وقته ِ ماشيا ً على الموج وانقذهم . العصا في يد القائد ، القائد الذي يحرك الاحداث والظروف والعالم بيده . اترك الوقت له فهو الميقاتي الاعظم . عنده لكل شيء ٍ وقت . كل اوقات حياتنا حددها الله بدقة حسب توقيته الاعظم . كل شيء ٍ في وقته . لا تحاول ان توقفها او تستعجل خطاها إنما انتظرها كما رتبها الله لك . انتظرها بثقة ، انتظرها بايمان ، انتظرها في فهم ٍ وادراك وشكر .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:10 PM

551 - في نهاية المطاف بعد سنوات طوال قضاها نبي الله موسى في مصر وارض مديان والتيه في البرية . 120 عاما ً عاشها موسى كليم الله ، يخدم الله ويعاين مجده ويقود شعبه . وها هو بعد كل تلك السنوات يجلس وحيدا ً على الجبل ، بعد ان رأى ارض الموعد من بعيد . جلس يسترجع الاحداث العظيمة التي مرت به ، والعجائب التي صنعها الله بيده وبعصاه . سرح بنظره الى اول لقاء مع الله في جبل حوريب . تذكر العليقة المحترقة بالنار . ومر شريط الذكريات ... مصر ، مذلة الشعب ، فرعون ، قسوته ، الضربات ، ثم الخروج ، الخروج المتعجل والزحام والصراخ والجري والسقوط والقيام ، وعفار الصحراء يغطي الارض والسماء ، وقعقعة المركبات وصهيل الخيل وصياح جند فرعون خلفهم وانحباسهم بين البحر وجيش المصريين . الفزع على وجوه الجميع والبكاء ولطم الخدود ، ثم خلاص الرب . بضربة ٍ واحدة ٍ من عصاه انشق البحر ، وعبر الشعب وغرق جيش فرعون . وتوالت معجزات الرب ... طعام المن والسلوى من السماء ، الماء الرطب يخرج من بطن الصخرة ، وها هو الله حتى هذه اللحظة معه كل الوقت وحتى نهاية الوقت ، وقد جائت نهاية وقته . هو الآن على الجبل يرى غروب حياته وبداية انطلاقه الى الابدية لينظم الى الله الابدي . سوف يتبع رفاق ايام شبابه وايام كفاحه اللذين دفنوا في رمال الصحراء . سيرقد بجوارهم . طال عمره عنهم بعض الوقت ، لكن لكل عمر ٍ نهاية ، ولكل وقت زوال ، حظر وقت الرحيل . سيمضي موسى وتبقى الصحراء ، سيمضي موسى وتبقى الجبال ، سيمضي موسى وتبقى الانهار ، سيمضي موسى ويُدفن في التراب وتختلط ذراتُه بذراتِه ويبقى الله الازلي الابدي . في تأملاته تلك رفع موسى صلاته في المزمور التسعين : " إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ. " ( مزمور 90 : 12 ) حكمة ان نعرف ان للوقت نهاية ، حكمة ان نعرف ان للانسان نهاية . ومن الحكمة ان نفتدي الوقت ونستفيد بساعاته ودقائقه وحتى ثوانيه . وبعد ذلك كله تأتي النهاية ، نهاية الوقت ونهايتنا لنسمع الصوت : " نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِير ِ" ( متى 25 : 21 ) ونخطو الى الخلد مع الله الخالد ، نحو الابد مع الله الابدي ، آمين .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:11 PM

552 - من اعظم عطايا الله واثمنها واغلاها لنا الوقت . الوقت اثمن عطية . انظر الى شروق الشمس صباحا ً وهو يعلن بداية يوم ٍ جديد ٍ كامل ٍ لك . أترى وجه الشمس الاشقر وابتسامتها الواسعة وهي تقدم لك 24 ساعة ؟ هل تستخدم هذه الساعة بحكمة ٍ ام تستخدمها بجهل ؟ هل تضيعها أم تستثمرها ؟ " فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. " ( افسس 5 : 15 ، 16 ) وكما تقبض على الاشياء الثمينة بحرص وتمسك بها جيدا ً باصابعك حتى لا تضيع ، هكذا امسك بالوقت ، لا تدعه يضيع من يدك ، لا تدعه يفلت من قبضتك . الوقت سريع الانفلات ، سريع الهروب ، سريع الضياع ، يذهب ولا يعود . ما تكاد تنظر الى الشمس وقت الشروق ، فجأة تجدها توسطت السماء ظهرا ً ، ثم تسرع تميل نحو الغروب ، تختفي وراء الافق ويمر النهار ويحل الليل . اعملوا ما دام نهار ، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل "
يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ " . في النهار تدب حرارة الشمس في عروقك فتنشط وتعمل . في الليل يخور الجسد وترتخي اليدان وتهمد الحركة ويأتي النعاس . وفي سكون الليل يصرخ الندم ويئن القلب ، ينعي ضياع الوقت . عبثا ً تحاول ان تؤجل الوقت ، عبثا ً تعطله وتبطئ ذهابه ، عبثا ً توقفه . الساعة تتحرك دائما ً الى الامام ، البندول يهتز بلا توقف ، لا يرجع الى الخلف ابدا ً ..تِك تَك ، تِك تَك ، تِك تَك ، ويمضي الوقت يتحرك دائما ً للامام . الوقت وهو متاح ٌ لك ثمين ٌ قيمته غالية ، لكنه عندما يمر ويذهب ، يُصبح بلا قيمة . كل شيء ٍ يمكن ان تدخره وتخزنه ُ الا الوقت فهو غير قابل ٍ للادخار والتخزين . استخدمه وهو ساخن طازج . هو يجري ، اجري خلفه ، الحق به لتحقق فيه اهدافك . الوقت خادم ٌ امين ٌ لمن يستغله ويستفيد به وعدو ٌ لمن يهمله ويتباطئ عنه . يأخذنا سليمان الحكيم الى النملة ، يطلب من الكسلان ان يتأملها وهي تدب على طريقها . تسير الى الامام ، تسعى دائما ً وتجاهد ، تجمع طعامها ، تجرّه ، تدفعه ، تحمله الى بيتها . لا تكل ، لا تمل ، لا تشكو ، لا تعترض ، لا تتوقف ، لا تسترخي ، لا تستلقي ، لا تنام لأن " قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلاً لِلرُّقُودِ ، فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ . " ( امثال 6 : 10 ، 11 ) . اسرع الوقت يجري ، لا تتمهل الوقت يمضي ، الحق به ، امسك به ، استخدمه ، هو الآن لك ، غدا ً ليس لك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:12 PM

553 - الموت حقيقة ، الموت حكم ٌ ، الموت ُ قاس ، الموت عقاب . منذ خرج الانسان الى العالم حاملا ً لعنة الموت وهو يحيا كل يوم بلعنته . خرج هاربا ً يجري مطاردا ً كل يوم بشبح الموت . مع كل خطوة ٍ احتمال الموت ، مع كل حركة ٍ قلق الموت . الانسان الذي يعيش تحت لعنة الموت يموت كل لحظة ٍ آلاف المرات . المسيحي لا يرى الموت مخيفا ً ، لا يخشاه لأنه ليست في الموت نهايته . له بعد الموت حياة ، حياة ٌ أبدية ، حياة ٌ دائمة ، ليس نهاية الطريق . الموت للمؤمن بداية الحياة ، الموت ليس حالة ، الموت للمؤمن تحول . الموت للمؤمن ليس مكانا ً ، ليس مستقرا ً ، الموت ممر ، طريق . الموت للمؤمن ليس بيتا ً يقيم فيه ويسكن ، الموت خيمة ، خروج من الخيمة . الموت للمؤمن خروج من حياة محدودة الى حياة غير محدودة ، حياة ابدية . ترفع المرساة وننطلق عابرين ، سابحين الى الشاطئ الأمين . هو حادث وقتي ، نغيب دقيقة ، لحظة ، لنصل الى حيث الشاطئ الآخر لنلحق بكثيرين من الاحباء السابقين . نراهم ، نبقى معهم ، نعرفهم ويعرفوننا وينتظروننا هناك . سنبقى كما نحن ويبقون كما هم ، تحدث تغييرات لكن شخصياتنا باقية . لن نكون اشباحا ً بل اشخاصا ً لنا تميزاتنا وملامحنا وذواتنا . كيف بقي موسى وايليا كان ايليا لحظة التجلي على الجبل . مريم عرفت المسيح في البستان . قام كما كان وكما سيكون ابدا ً . اللص طلب ان يكون مع يسوع في الفردوس ، يراه ويعرفه ويتمتع بحضرته . الابدية دوام المحبة . المحبة ستبقى خالدة مع النفس بعد الموت . كل شيء يموت لكن الحب لن يموت ، الحب ابدا ً لا يموت " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ." ( فيلبي 1 : 21 ) نصرة ٌ وانطلاق ٌ للمجد . لا تخف ، الموت فقد شوكته ، الموت فقد تجبره وسيطرته ، تحطمت انيابه في الجلجثة ، تقطعت مخالبه في دم المسيح على الصليب . غمضة العين لا تخيف ، خطوة النهاية تقود الى البداية . بداية الحياة الابدية مع المسيح الذي سيملأ السماء والفردوس . سنُعرف كما عُرفنا ، سنفهم ما لم نفهمه وندرك ما لم ندركه . سنحيا في نوره سنتمتع بحضوره سنسبح في فلكه ، الى الابد ، الى ما لا نهاية .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:13 PM

554 - كان بولس الرسول يعاني من عاهة ، شوكة في الجسد تلطمه وتعذبه . في ادراكه الروحي وعلاقته الوثيقة بالله فهم انها هناك لئلا يرتفع . لكنه وهو يجد انها تعوق خدمته وتعطل حركته وتُظلم رؤيته ، فالاغلب انها كانت مرضا ً في العين وضعفا ً في البصر جعله يستعين بمن يكتب له . يقول للغلاطيين عنها انه لو امكنهم لكانوا قلعوا عيونهم واعطوها له ( غلاطية 4 : 15 ) . ورفع طلبته الى الله ثلاث مرات : ارفع يا رب ، ارفع يا رب ، ارفع يا رب . كان من السهل على خالق الانسان ان يستجيب ويرفع الشوكة عنه ، لكنه قال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) حتى في عاهته لم يعاود بولس السؤال ، لم يلح ، لم يتعجب ، لم يُصدم ، لم يفشل ، امتلأ بالسرور : " فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي ، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ." في كل مرة ٍ تؤلمه ُ عاهته ُ كان يلجأ الى خزان نعمة الله لينال قوة . لم ينضب خزان النعمة بل تزايد وتضاعف وفاض بغزارة وتدفق . وبعد اختبارات رائعة لبولس الرسول عن نعمة الله ، عاش سعيدا ً بعاهته . واتصور انه بعد سنوات من حياته في فيض نعمة الله لو خُيّر لاختار النعمة ، فالنعمة تفوق الشفاء والتخلص من عاهته ، هكذا اراد له الله نعمة ً كافية .
اذا اصابتك عاهة او مرض ، اذا حلت بك اعاقة او ضعف ، لا تشكو ولا تتذمر . الله يعرف ويقدّر ويسمع صلاتك ويستجيب ، لكنه في استجابته يختار لك الافضل ، قوة ً في الضعف أو احتمالا ً للتجربة أو سموّا ً فوق الألم . نعمة ٌ كافية ، كاملة . وجد بولس الرسول سببا ً لشوكته ، حماية من الارتفاع بفرط الاعلانات . ما اروع ان تعيش محاطا ً بنعمة الله . قد لا يفهم الناس ذلك ولا يدركوه . لا يفهمون كيف يعيش اولاد الله يعانون عجزا ً أو اعاقة ً . يتصورون ان اولاد الله يعيشون معصومين ، محفوظين ينعمون . كيف يرضى الله ان يمد الشيطان يده فيطعن خاصته ويهدد سلامهم . انظر الى ايوب وهو يمر في سلسلة ٍ من التجارب التي جرّتها اليه أمانته . كان ايوب رجلا ً بارا ً ولم يقترف إثما ً ولم يخطئ لله في قلبه . لا تنظر الى المياه المضطربة الهائجة ، انظر الى قوس قُزح . لا تغرق في آلام وضغوط الحياة ومتاعبها ، انظر الى وجه يسوع . لا تعدد النقصات ، عدد البركات . لا تحصي الفشل ، افرح بالنجاح . كأس البركات ممتلئ وملؤه يفوق نقص التجارب والعاهات .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:14 PM

555 - كل ما حولنا يدعو الى القلق . الحياة سلسلة ٌ متتابعة ٌ من حلقات قلق . تُشرق الشمس ويبدأ الانسان في القلق ، هل الشمس صحو ٌ أم مظلم ؟ هل تُمطر السماء أم تصفو ؟ هل تهب الريح أم تهدأ وتخبو ؟ هل سأتعب أم استريح ؟ هل سأحزن أم أفرح ؟ ماذا يخبأه ُ اليوم لي ؟ ماذا يختفي في الطريق عند المنعطف ؟ ما هي مفاجئات اليوم ؟ هل ينتظرني سلام ٌ أم حرب ؟ هل لدي ما يكفيني أم أعيش ُ احتياجا ً وعجزا ً ونقصا ً ؟ والانسان متشائم ٌ اكثر ُ منه متفائل ، قلق ٌ أكثر منه مطمئن . وينادينا الرب على لسان داود ويقول : " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي .... انْتَظِرِ الرَّبَّ " ( مزمور 37 : 5 ، 7 ) . انت لا تعرف ماذا يخبأه ُ لك الطريق ؟ الطريق مجهول ٌ لك . كل ما تعرفه هو ما تراه ُ عيناك ، وعيناك نطاق رؤيتهما ضيق . هناك مناطق في الطريق لا يكشفها نظرك ، لا تراها ، لكن الرب يرى الماضي والحاضر والمستقبل ، يرى المكشوف والخفي . افق الله كبير ٌ ، واسع . هو يرى العالم كله كبقعة ٍ صغيرة ، وهو يقول لك : سلّم الطريق لي ، اتكل علي ، أنا اُجري . لا تنظر الى الشرير ، لا تغر منه ، لا تقارن نفسك به ، لا تخافه ُ ولا تخشاه " لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ ..... تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ." هل تراه ُ يمتلك الكثير ؟ " اَلْقَلِيلُ الَّذِي لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ. " هل تراه ُ يبغى ويتجبّر ويعتدي ؟ انتظر " لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ تَنْكَسِرُ " اطرد القلق ، ابعد التشاؤم ، ثق بالرب ، اتكل عليه " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ. " انتظر اشياء عظيمة رائعة قادمة ، ثق به ، لن يخذلك . انا لا استطيع ان ارى ما سيحدث لكنني ارى من يُحدث الاشياء . انا لا استطيع ان اتنبأ بالمستقبل ، لكنني اعرف من بيده المستقبل . كيف اشعر بالقلق . صوت العالم مليء بالمخاوف لكن صوته اعلى . اسكت امامه ، اسمعه ، اعرض امامه مخاوفك ، كل مخاوفك . ضعها في كفك ، يرفعها عنك ، يطويها في يده ، يُبعدها عن بصرك ، انظر الى شروق الشمس بتفاؤل ، بيقين ٍ ، بفرحة ٍ ، بأمل . لا تخف من الغيوم والامطار والزوابع والامواج الهادرة ، " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي " .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:15 PM

556 - وانت تقف وسط الحقل تعمل ، تعرق ، تكافح ، تكدح ، تتعب ، وتتصور انك وحدك لا احد معك يتعاون ، يساعد ، يعمل . ارفع قامتك ، اصلب عودك ، انظر بعين الايمان والرجاء ، ستجد انه هناك ، هو يملأ الافق ، يداه تتحركان ، تعملان . يده الله خشنة ، مجروحة من آثار العمل ، يداه تعمل معك . بولس وابولوس كانا عاملان مع الله ، في فلاحة الله ، بناء الله . لا تتصور نفسك تقوم وحدك بالعمل ، انت تعمل مع الله . لا تتفاخر بانك تحمل العبء والمسؤولية وحدك ، انت تعمل مع الله ، والله يستطيع ان يتمم العمل كله بدونك فهو كلّي القدرة ، لكن مشيئته ان يتمم العمل بك وبيدك ، هو يحتاج اليك . يحتاج الى قلبك لينبض بمحبته ولهفته على الخراف الضالة . يحتاج الى قدميك لتسعيان وتذهبان الى العالم اجمع . يحتاج الى يديك تحصدان وتقطفان الثمار التي نضجت على الشجر . يحتاج الى ان تعرق بجواره فيسيل عرقك يروي الارض العطشى . نظر المسيح الى الجموع وامعائها تتلوى داخلها جوعا ً حوله . تلفّت الى التلاميذ وارادهم ان يعطوهم طعاما ً ليأكلوا ، لم يكن لديهم الا خمس ارغفة خبز ٍ جافة وسمكتين . ارادهم ان يجعلوهم يجلسون على الارض فاجلسوهم . وقام بعمله ، شكر وبارك وكسّر ومد يديه بالطعام الكثير . وقاموا بعملهم ، وزعوا الطعام على الجياع المنتظرين للطعام . وحقق الرب معجزة اشباع الخمسة آلاف جائع بعمله ِ وعملهم . امام القبر وقف وقد التف اهل بيت عنيا حول قبر لعازر . داخل القبر جسدٌ انتن وعمل به الفساد ما يعمله بالاجساد المائتة . اراد ان يكون لهم دور ٌ في المعجزة فامرهم ان يدحرجوا الحجر ، ودحرجوا الحجر وصلى وصرخ بقوة ٍ : " ً لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا " وخرج لعازر حيا ً، وكلفهم مرة أخرى ان يحلّوه ويدعوه يذهب . عملوا معه ُ وشاركوا في المعجزة ، ارادهم ان يعملوا معه . اراد الله وقصد ان يتمم الفداء ويحقق الخلاص ويرفع حكم الموت ، وجاء في المسيح انسانا ً ، حمل على كتفيه حكم الموت واعتلى الصليب ، وبنى جسرا ً بين الارض والسماء ، وفتح الطريق الى الحياة الابدية . قال : " قَدْ أُكْمِلَ " تم العمل ، لكنه ليخلّص الانسان ، يريدك ان تعمل معه . اذهب الى العالم اجمع واكرز بالانجيل للخليقة كلها ليتحقق قصد الله .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:15 PM

557 - تُظلم السماء ، تتلبد بالغيوم ، تغرب الشمس ولا يظهر القمر . يبدو كل شيء ٍ كئيبا ً ، جبال ٌ من المشاكل والمتاعب تجثم على القلب ، آلام ٌ تجعل الحياة كلها تتجمع في كأس ٍ مر مذاقه ُ لا يُحتمل . معاناة ٌ تُمزق النفس وتحرق الجوف وتجعل القلب ينزف دما ً . وتتلفت حولك فلا تجد معينا ً ولا ترى من يمد يدا ً تسند . الدموع تنهمر بلا أحد يمسحها . الدمٌ ينزف دون من يوقفه . وتصرخ وتضيع الصرخات في الفضاء وتمد يدك ولا أحد يمد يدا ً لك . تتصور انها النهاية ، تحسب ان الحياة توقفت والموت حل بالساحة . في قمة معاناته ، وكان عرقه كقطرات دم ٍ نازلة ٍ على أرض جثسيماني ، صرخ المسيح مناديا ً الآب : " يَا أَبَتَاهُ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ " في الحال " ظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ . " ( لوقا 22 : 42 ، 43 ) لم يكن وحده ُ ، كان الله هناك . أبدا ً لن تكون وحدك في وسط الظلام الدامس تجد بقعة نور . أبدا ً لن يتركك منفردا ً ، في تيه الصحراء حولك " عَمُودِ سَحَابٍ " الله يشاركنا آلامنا ، يحزن أحزاننا ، يقاسمنا قلقنا وضيقاتنا . في كل ضيقتنا يتضايق وملاك حضرته ِ يخلّصنا " فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ " ( اشعياء 63 : 9 ) لسنا وحدنا ، هو معنا . هو يُمسك يدك ، يمشي معك خطوة خطوة ، الرب قريب دائما ً منك " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ . إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ." ( مزمور 37 : 23 ، 24 ) . يعاني معاناتي معي ، يحمل احزاني معي ، يواجه صراعاتي معي . وسط الأتون وألسنة النار ترتفع ، تلطم ، تأكل ، تحرق ، يسير بجوارهم ، يضع يده ُ عليهم ، تصد يداه النار عنهم . اذا اهتزت الارض ، تشققت ، اذا تزلزلت وتحطمت وانهارت . اذا خرج من جوف الارض نار واحترقت الصخور والاحجار ، يخرج مع النار ذهب ٌ ويرتفع مع اللهيب خير ٌ ومعادن ثمينة . اذا هوت الاشجار ودُفنت في اعماق التراب تحت الدمار ، يخرج منها فحما ً ، يُعطي طاقة ، يدير الحياة ويزرع الحضارة . لا تخف هناك يد اله ٍ قادر ٍ تُعينك وتحميك . لا تحزن هناك يد ُ أب ٍ محب ٍ تمسح دموعك وتضمد جروحك . لا تيأس ، خلف الغيوم شمس ٌ تطرد الغيوم . لا تكتئب وراء الدموع بسمة ٌ تطرد الدموع . هو هناك ، دائما ً هناك ، وسيبقى دائما ً معك ، دائما ً .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:15 PM

558 - انت مسيحي لأن المسيح فيك " أَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " ( غلاطية 2 : 20 ) انت مسيحي ٌ فمع المسيح صُلبت ومع المسيح قمت وحييت . المسيح حي ٌ فيك وانت بالمسيح حي ، تعيش وتتحرك وتحيا . اساس الايمان المسيحي هو ان المسيح فينا ومعنا حقيقة . لا مجازا ً أو تصورا ً بل حقا ً مطلقا ً لا مجال لمناقشته او التشكك فيه . ، المسيح مالكا ً ، مالكا ً لنا ، نحن ملكا ً له . في القديم تحدث الله الى الانسان باشكال ٍ واشخاص ٍ ووسائل متعددة . كان يظهر له في رؤى ، في احلام ٍ ، في احوال ٍ واحداث ٍ معينة . الآن هو فينا ، يتحدث ويوجه ، يتحرك ويحرّك ويحيا . لا نحتاج الى نبي ٍّ ينقل الينا كلام الله وتوجيهاته وارادته . ارادته ُ معلنة دائما ً لنا ومشيئته ُ تحيا داخلنا وتتحقق بنا . قبولنا سيادته واعلاننا اتباعه يخلع عنا الرداء القديم البالي . علاقتنا به وانتمائنا اليه ، ارتداء حياة جديدة وطبيعة ٍ جديدة . طبيعة جديدة لها لباس جديد يناسبها مصنوع ٌ ليليق بها . لباس كامل وسلاح كامل لله . حولنا مكائد ابليس تهاجمنا . هجمات ٌ ضارية ٌ متتابعة ٌ لا تهمد ، ليست من دم ٍ ولحم بل من اجناد الشر . منطقة الحق لاحقاءنا ، درع البر يغطي اجسادنا . انجيل السلام لمسيرنا ، ترس الايمان ليصد سهام الشرير الملتهبة ، خوذة الخلاص لرؤوسنا ، سيف الروح في ايدينا نهاجم به ونصد هجمات وتجارب شيطانية ( افسس 6 ) . اذا كان المسيح يحيا فينا يلزمنا ان نلبس ملابس مختاري الله : " أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا ، وَوَدَاعَةً ، وَطُولَ أَنَاةٍ " ( كولوسي 3 : 12 ) . بدون هذه الملابس نبدو غرباء عن صورة اولاد الله . كمسيحي لا يكفي ان تتمتع بوجود المسيح فيك وانت فيه ، المسيحي الحي يُظهر المسيح للعالم ليجذب العالم الى المسيح . الملابس الواقية ضد هجمات ابليس مع ملابس اولاد الله تعكس المسيح الحي داخلك وتعلن انتمائك له واتباعك اياه . البسها دائما ً ، اظهرها دائما ً ، اعلنها دائما ً ، تمسك بها . الهنا لا يطلب منا ان نفعل الصواب بل نكون انفسنا صوابا ً . لا تعمل الحق فقط بل البس الحق ليعيش الحق فيك . المسيح فيك ليعطيك الطريق والحق والحياة . المسيح فيك لتشعر بالامان وتحيا بالايمان .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:16 PM

559 - خلق الله لنا اليوم لنعمل فيه عمل اليوم . عمل اليوم يُعمل اليوم ، لا يؤجل . لكننا في جهالة نؤجل عمل اليوم الى الغد ، الجهالة هي اننا لا نعلم إن كان لنا غد . اليوم ملك ٌ لك ، تمسك به بيدك ، أما الغد فليس لك ، غير موجود ٍ لديك . والانسان ليس له سلطان ٌ الا على ما بحوزته ، ما هو بيديه . وقف الغني يوما ً ينظر الى حقوله ِ الخضراء الممتدة حتى آخر الأفق ، رأى كورته اخصبت ، رأى الثمر على الشجر والحنطة ذهبا ً كثيرا ً في ضوء الشمس . فكر في نفسه : كل هذا له ، ثمر ٌ كثير . وتسائل : ماذا يفعل ؟ فليس له موضع ٌ يجمع فيه أثماره ، وتطلع الى الغد . قال اهدم المخازن الصغيرة وابني أعظم منها ، أجمع فيها غلاتي . وبطموح ٍ وبجهالة ٍ قال : " وَأَقُولُ لِنَفْسِي : يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ ؟ " ( لوقا 12 : 19 ، 20 ) تصرف برعونة وطمع في غد ٍ ليس له بل هو لله . وكثيرا ً ما نؤجل ونتباطأ في أمور ٍ لو بقيت للغد لضاعت . ونماطل ونسوّف في قرارات ٍ نقدر ان نتخذها اليوم لا الغد . وقف يشوع على ربوة ٍ أمام الشعب بعد ان قادهم الى ارض الموعد . وفي قمة النجاح والانتصار أرادهم ان يتخذوا أهم قرار ٍ لهم ولأولادهم . قال لهم : " اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ " ( يشوع 24 : 15 ) اليوم هو يوم القرار ، لا تأجيل ، لا تعطيل ، لا مماطلة ، لا تسويف . اليوم لا الغد ، اليوم . المصائر لا تحتمل التأجيل خصوصا ً القرارات التي تحدد مصائر أبدية . عبادة الرب لم تكن تؤثر على جيل ٍ أو زمن بل تؤثر على مصير ٍ أبدي . وكل انسان له سلطان ٌ على يومه ِ ، والله ينادي البشرية جميعها اليوم :
" اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ." ( اشعياء 45 : 22 ) .
" لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ ، خَلَصْتَ." ( رومية 10 : 9 ) . " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ " ( اعمال الرسل 16 : 31 ) .
آمن الآن ، اليوم . هذا قرار ٌ لا يؤجل . والصوت الذي تسمعه اليوم قد لا تسمعه غدا ً " إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ " ( مزمور 95 : 7 ، 8 ) وها انتم تسمعون صوته . اقبلوه اليوم ، آمنوا به اليوم . آمنوا ما دام الوقت يُدعى اليوم . غدا ً الوقت يُدعى الغد . اليوم لك ، الغد ُ ليس لك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:16 PM

560 - حين تُشرق الشمس صباحا ً يبدأ اليوم في حياة كل من يعيش تحت الشمس . رغم ان اليوم في شكله العام واحد ٌ لجميع الناس لكنه يختلف من الواحد للآخر . ظروف كل شخص تجعله يختلف . يوم المريض يختلف عن يوم الصحيح ، يوم الحزين يختلف عن يوم السعيد ، يوم الفقير الجائع غير يوم الغني الشبعان . والصحبة والرفاق والزملاء تجعله يختلف ايضا ً . يوم الفرحين غير يوم العابسين . يوم ٌ حولك اصدقاء غير يوم ٍ مشحون بالاعداء . يوم فيه حمقى غير يوم بهِ حكماء . الظروف والناس حولك تحدد ملامح اليوم لك فيختلف عن يوم الغير . وفوق ذلك كله لو صاحبك الله في يومك وبقي معك ، يكون يومك مختلفا ً جدا ً عن كل الايام ، الله في اليوم يجعله اعظم يوم . تصور ان الله ليس موجودا ً معك أحد الايام ، كيف تقضيه ؟ وتصور ان الله ليس موجودا ً معك في اي يوم ، كيف تكون الحياة ؟ مهما أوتي الانسان من قوة لا يستطيع أن يقاوم هجمات الطبيعة دون الله . هل يصمد لعاصفة عاتية ، رياحها قوية وامواجها عالية ، هل يصمد ؟ نعم نعيش في بيوت ٍ تحمينا ووسائل تدفع عنا ، لكن البيوت تنهار وتنهدم . مهما أوتي الانسان من علم وفهم لا يستطيع ان ينجح في اتخاذ القرار وحده . المجهول يحيط به والطرق متشعبة حوله والحق مخفي عن ناظريه . الله كلّي الحكمة ، يفتح ذهنه ويوجه عقله اذا لجأ الى الله يستشيره . اعظم الرجال لن ينجحوا الا بوجود الله معهم في حياتهم وتصرفاتهم . موسى النبي كليم الله بعد اربعين سنة يرتشف علم وحكمة المصريين ، وبعد اربعين سنة في البرية يتأمل ويمتلأ بقوة ٍ روحية داخلية ، يقف مرتعبا ً أمام العليقة ، يسمع تكليف الله له لانقاذ شعبه ويقول : " مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟ " ( خروج 3 : 11 ) فقال له الله : " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ " وكان معه ُ . وبذراع قوية اخرج الله شعبه من مصر بموسى الذي كان معه . وجدعون وعشيرته هي الذلّى وهو الاصغر " هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى ، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي . " ( قضاة 6 : 15 ) . لم يكن يستطيع تخليص الشعب ، لكن الله قال له : " إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ " وتخلص شعبي منهم ، وهذا ما حدث ، وهذا ما يحدث معك ومعي ومع كل من يكون الله معه . ويعدنا الله ، يعد كل المؤمنين ، يقول : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) . " إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا ، فَمَنْ عَلَيْنَا ؟ " ( رومية 8 : 31 ) .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:16 PM

561 _ تمر الايام متشابهة ، تُشرق الشمس ثم تغرب وينتهي اليوم . وتشرق الشمس ايضا ً ويبدأ يوم ٌ جديد مثل اليوم القديم وتغرب الشمس وينتهي اليوم . هناك ايامٌ صحوة وايام معتمة ، ايام ٌ دافئة وايام باردة ، ايام ٌ منيرة وايام مظلمة ، ايام تأتي بالفرج وأخرى تأتي بالضيق ، أيام ٌ تأتي بالفرح وأيام تأتي بالحزن ، لكنها ايام ، اليوم مثل الآخر ، مهما اختلفت تتشابه مثل اسنان المشط ، الا انه في حياة كل انسان يوم ٌ عظيم ، يوم ينتقل فيه من الموت الى الحياة . زكا العشار عاش ايام جمع فيها مالا ً كثيرا ً ، كل ايامه كانت نفوذا ً وسطوة ، لكنه في داخله ِ كان تعيسا ً ، قلقا ً، حزينا ً ، ايامه ُ ندم ٌ وعذاب ٌ وتأنيب ضمير ، حتى جاء يومه ُ العظيم ، يوم التقى بالمسيح ، رآه من بين اوراق وفروع الجميزة . ناداه المسيح فنزل وجرى الى بيته وجلس بجوار المسيح ، ورأى عينيه . رأى فيهما محبة لم يرها من قبل ، وسمع دعوة للحياة لم يسمعها من قبل . وجد الرجاء ، وجد السلام ، وجد الطريق فألقى بالاموال الملوثة وتطهر . واعلن المسيح له ان " الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ " ( لوقا 19 : 9 ) . لص ٌ مذنب ٌ محكوم ٌ عليه بالموت ، قضى ايامه في الشر والاجرام والقتل ، اخذوه ونفذوا فيه الحكم وصلبوه على خشبة ٍ بجوار المسيح في الجلجثة . وجاء يومه ُ العظيم وهو معلق ٌ على الصليب ، تلفت نحو المصلوب معه ، ليس مجرما ً وليس قاتلا ً ، لعله التقى به يوما ً وهو يعلّم أو يصنع معجزة . في الايام الماضية لم يره ُ عن قرب ، أما الآن فهو يراه ، رأى وجهه ُ يشع حبا ً ، حتى لأعدائه ِ . سمعه وهو يرفع رأسه ُنحو السماء ويقول : " يَا أَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ " ( لوقا 23 : 34 ) . سمع ذلك وعرف من هو . هو ليس انسانا ً كباقي البشر . أي انسان يستطيع ان يطلب غفرانا ً لمن صلبوه ؟ المصلوب في الجانب الآخر كان يجدّف عليه : " إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا " ( لوقا 23 : 39 ) واستشاط اللص غضبا ً : " وَانْتَهَرَهَُ قَائِلاً: أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ ؟ " الصلب " أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل ، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا ، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ " وفي ابتهال ٍ قال للمسيح : " اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ " وبسرعة اجابه المسيح : " الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ " يا له من يوم ٍ عظيم .
وانت ، ماذا عن يومك َ العظيم ؟ هل قابلت المسيح ؟ هل قابلته ؟

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:17 PM

562 - مر على مولد المسيح الفا عام ، الفان من السنين ، عشرون قرنا ً مضت ، و نخطو في القرن الحادي والعشرين ، وستمر السنون سنة وراء سنة . منذ ميلاد المسيح ، منذ مجيئه الى العالم والمؤمنون بالمسيح ينتظرون مجيئه الثاني . ما ان رأوه يصعد الى السماء أمام عيونهم وتأخذه السحابة عن اعينهم ، وقفوا يشخصون الى السماء وهو منطلق ٌ ، ولعلهم كانوا ينتظرون عودته ، تنقشع السحابة ويهبط مرة اخرى اليهم . لكن الرجلين في الملابس البيضاء اعلنا لهم : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ " ( اعمال الرسل 1 : 11 ) . منذ ذلك الوقت ونحن ننظر ونراقب السماء ، ننتظر عودة المسيح ، ننتظر مجيئه الثاني ، العلامات تؤكد ان وقت مجيئه قد حان . وتمر الايام وتتابع السنوات ونحن ننتظر ، ننتظر الرجاء المبارك . لم يحظر حتى اليوم ، مرت الفا سنة ولم يحظر ، عشرون قرنا ً ننتظر . طال وقت الانتظار ، بدأ الاحباط والشك يهاجم الكثير من المؤمنين . لكن هل يقيس الله السنوات كما نقيسها ؟ هل عند الله اثنا عشر شهرا ً في السنة ؟ هل الشهر ثلاثون يوما ً ؟ هل اليوم اربع ٌ وعشرون ساعة ؟ أم هو كألف سنة والالف سنة كيوم ٌ واحد ؟ " أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ." لو حساب الله هكذا سيكون ما مر ّ يومان . بهذا الحساب لن نشعر بالاحباط والملل أو الشك في وعد الله بمجيء المسيح ثانية ً . الرب لا يتباطأ عن وعده ، هو يتأنى ويتأنى حتى يأتي الجميع الى التوبة . يمد الله حبال الصبر حتى لا يهلك احد ، ثم يأتي يوم الرب الذي حدده . يوم ٌ لا تحدده السنون ، يوم ٌ لا يأتي كباقي الايام ، سيأتي فجأة ً " لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. " ( 1 تسالونيكي 5 : 2 ) لا يتوقعه احد ، مهما راقبوا الاحداث ، مهما أحصوا العلامات وتابعوها . حين تحدث المسيح عن علامات مجيئه لم يقل بعد الحروب والقلاقل يأتي ، لم يقل بعد حدوث الزلازل والمجاعات والأوبئة أعود ولا بعد الاضطهاد والقتل والاستشهاد . لم يربط المسيح مجيئه ُ بتلك الاحداث والعلامات . لا بد ان يحدث ذلك كله ولا يكون المنتهى بعد " فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلاً، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا " . يوم الرب وساعة مجيئه لا يعلم بها احد ولا ملائكة السماوات الا الله الآب وحده " وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. " كم الف سنة أخرى باقية أوكم يوما ً باقي على مجيء ذلك اليوم ؟ لا أحد يعرف وليس لنا ان نعرف لكن علينا ان نسهر ، علينا ان نستعد " لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ . و" أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى ؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ " ( 2 بطرس 3 : 11 ، 12 ) .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:18 PM

563 - تُشرق الشمس ، تتحرك في السماء نحو الغروب وتمر الساعات وينتهي اليوم . نراقب تحرك عقارب الساعة ، تنقضي الدقائق ، تكتمل الساعات ويأتي الليل هكذا نحسب اليوم : شروق ، نهار ، مغيب ، ليل ، ويتم اليوم ، هكذا نحسب الايام . ليس هكذا يحسب الله الايام . كان الله منذ بداية الزمن يحسب الايام بشكل ٍ مختلف . في بداية الخلق حسب الله الايام الستة الاولى ، اول ايام الوجود بالعكس ، خلق النور " وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ .. ….. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا. ً " ( تكوين 1 : 4 ، 5 ) . حسب الله اليوم من المساء الى الصباح ، من الظلام الى النور ، من الليل الى النهار . ظلام ٌ يغطي الكون ، ليل ٌ يخيّم على العالم ، ثم تظهر نجمة الصبح وتشرق الشمس . كل ليل ٍ ينتهي في نور النهار . مهما طال الليل شتاء ً أو قَصُر صيفا ً سينبلج نور النهار ، وستنتهي كل الليالي ، وتمضي كل الايام ويحل اليوم الابدي حيث لا يوجد ظلام . هذا ما رآه يوحنا الرائي وحدثنا به في رؤياه وهذا ما ننتظره ونتلهف عليه . سوف لا يكون ليل فيما بعد " لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ " . الله اعطى النور ، الله النور يجعل الابدية نور . تغيب الشمس في المحيط الاسود وبالتالي يختفي القمر ولا يكون للنجوم مكان . الله الموجود دائما ً يولد " سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً " يغلفها نور وجوده . يُخرج من اللليل نهارا ً دائما ً . يُخرج من الخليقة القديمة خليقة ً أبدية ً جديدة ، ونبقى مع الله الى الابد ، نهارٌ لا ليل له ، نور ٌ لا ظلمة فيه . تشترك خليقة الله الجديدة في مجده الازلي الابدي ولا يكون زمن ٌ بعد . هنا نحن في ليل ، تمر بنا ليالي سوداء مظلمة تطول احيانا ً وتقصر احيانا ً. هنا تكون الحياة مظلمة ً بسبب الخطية ، بسبب الحزن ، بسبب الالم ، بسبب الجهل . ونعاني من الظلام ، ثقيل ٌ مقبض ٌ قاسي نتمنى انقشاعه وزواله ُ . وتُشرق الشمس بنورها حين نتطهر من الخطية ونتخلص من الحزن والالم والجهل . الله لا يسمح ان نبقى في الظلمة ، يأتي بمغفرته فتنير حياتنا وتُبهج قلوبنا . وعدنا الله ان بعد الظلمة نورا ً ووراء اليل صباحا ً ونهارا ً جميلا ً . لذلك يحصي الله الايام كما احصاها في القديم ، مساء ٌ ثم صباح ، يوما ً جديدا ً . ونحن في ظلام الليل نعلم ان النورلا بد مقبل فنعيش على رجاء الصباح . عش حياتك هنا نورا ً متصلا ً مبنيا ً على رجائك في الله نورك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:18 PM

564 - الارض خصبة ، متسعة ، والمياه قريبة ، كافية ، وبكل عناية ٍ زرع الكرّام التينة . رعاها وسط الكرم ِ ووفر لها كل ما تحتاجه اليه لتنمو ، الارض والماء والجو . امتدت جذور شجرة التين ، انتشرت ، تشعبت في الارض ، وجدت لها مأكلا ً . ذهبت الجذور تخترق الطين اللدن وتعيش على ما تأخذه من الكرم . مرت السنوات وطال الوقت وامتدت الايام والتينة تتغذى وتنمو . في كل صباح يأتي الكرّام يبحث في اغصان التينة وبين اوراقها عن ثمر ، انتظر وانتظر ، مد حبال الصبر ، زاد من عنايته ِ بالشجرة ، لكن بلا ثمر . جاء صاحب الكرم يزور كرمه ، وجد شجرة التين منتصبة ً وسط المكان ، فروعها طويلة ، اوراقها خضراء ، جذعها طويل ٌ قوي ، لكن ثلاث سنوات ٍ ولا تثمر . سأل الكرّام عن الشجرة : لماذا لا تعطي ثمرا ً ؟ لم يكن لدى الكرّام جواب .
- قال : " اِقْطَعْهَا " لماذا ابقيت عليها كل هذا الوقت ؟ هي لاتبشر بخير او ثمر ." لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ" لماذا تأخذ غذاء اشجار الكرم المحملة بالثمار ؟ لماذا ؟ اقطعها . وفّر ما تتناوله من غذاء وما تستهلكه من ماء ومكان وعمل .
نظر الكرّام الى الشجرة ، حام حولها . اهتز قلبه حبا ً وعطفا ً عليها . نعم هي لا تثمر ، مرّت السنوات ، السنة تلو الاخرى وهي لا تثمر ، مصيرها القطع . لكن احشائه ُ أنّت داخله ، لعله قصّر ، لعلها تحتاج الى بعض الجهد ، بعض العرق . صبرُ صاحب الكرم نفذ ، لكن صبره هو لم ينفذ . ما يزال لها وقت ٌ عنده . طلب من صاحب الكرم وقت آخر ، سنة ً أخرى ، " ً اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا ". سنة واحدة يشمّر فيها عن ساعده ، وينحني ، ينقب حولها ويضع زبلا ً . وضعت ُ من قبل ، نقبّت ُ من قبل ، انتظرت بدل من السنة ثلاث سنوات ولم تثمر . سنة ٌ أخرى ، سنة ٌ جديدة ، فرصة ٌ جديدة . مد َّ في عمرها سنة ، فإن لم تأتي بثمر اقطعها ، اصنع بها ما تشاء بعد ان تدعني افعل ما اشاء . يا لصبر هذا الكرّام ، يا لاصراره ، يا لحبه ، ويا لإهتمامه بانقاذ الشجرة . ويا لصبر الله معنا ، يا لصبر الرب علينا ، يرانا بلا ثمر ، بلا فائدة . نستحق القطع والقلع ، نبطّل الارض ، نشغل مكانا ً في الحياة بلا نتيجة . ويصدر الحكم بالموت ، ويتدخل كرّامنا الاعظم ويعطي مهلة ً جديدة ، سنة ً جديدة ، فرصة ً جديدة ، ويعمل معنا ويتعب ويعرق ويكافح وينتظر ان نُثمر ، أن ننتج ، والا ...

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:19 PM

565 - نعلم ان في اليوم اربعة وعشرون ساعة والساعة ستون دقيقة ، هذه حقيقة . لكننا في حياتنا نلتقي بايام ٍ طويلة ، أو تبدولنا طويلة لا نهاية لها ونمر ايضا بساعات طويلة او تبدو لنا طويلة . والمسيح معلق على خشبة الصليب بعد ايام قاسية من العذاب والمعاناة . الحياة تنساب من جسده ، الالم اعظم من احتمال انسان . يرفع المسيح عيناه الى السماء ، يُحصي الوقت ويراقب الزمن ، وهو يمر ببطء ٍ شديد ، ويخفض بصره الى اسفل حيث تقف امه العذراء مريم غارقة ٌ في دموعها تنتظر . اليوم طويل اسود لا تبدو له نهاية ، الساعات تجمدت ، كل شيء ثقيل ٌ جدا ً . وفي اوقات الالم كما في ساعات الانتظار نرفع قلوبنا نطلب عون الله ، نصلي . أذن الله مرهفة ٌ تسمع صرخاتنا ونحن نتألم وابتهالاتنا ونحن ننتظر . قد يتحرك الله بسرعة ، وقد يتأنى ، وقد ينتظر ، لكنه حتما يتجاوب ويستجيب . استجابته تأخذ أشكالا ً مختلفة . وقت ان كان التلاميذ في قلب العاصفة ، وقت ان هاج البحر واشتدت لطمات الريح وزمجر الرعد وعلت الامواج ، رآهم الرب وسمع استغاثتهم واستجاب لكن بعد ان خارت قواهم من الجذف . وقت ان خطف الموت لعازر من بين ذراعي شقيقتيه مرثا ومريم . بعد ان حملوا جسده الميت ولفوه وحملوه ودفنوه في القبر وتركوه اربعة ايام . اربعة ايام ٍ كاملة من اليأس والحزن حتى انتن ، استجاب وجاء واقامه . في قمة معاناته والمه ،الشوكة تطعن جسد بولس الرسول وتدميه ، صرخ بولس عدة مرات وسمع الله واستجاب واعطاه ُ نعمة ً لاحتمال الشوكة . مهما طالت ايام الألم ، مهما امتدت لحظات الانتظار ، يستجيب ، لا بد ان يستجيب ، بسرعة ، بعد فترة قصيرة كانت أو طويلة ، حسب انتظاراتنا او عكسها ، لكنه يستجيب ، في وقته ِ ، يستجيب ، في وقته يسرع به "انا الرب في وقته اسرع به " ( اشعياء 60 : 22 )

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:19 PM

566 - منذ وجود الانسان في بطن امه ِ ، وهو ما يزال جنينا ً لم يرى النور الخارجي بعد ، والله يحصي أيامه ويعرف سني حياته ، ويتابع تطوره ُ ونموه ُ ، ويراه ُ يسعى لتحقيق غرض وجوده . الله لم يخلقنا ليلهو بنا . الله لم يخلقنا ليستعرض قوته . الله لم يخلقنا عبثا ً . الله يخلقنا حسب خطة ٍ وغرض ٍ وقصد ٍ لنا لأَنَّنَا مخلوقين لاعمال صالحة سبق الله فاعدها لنا . وبعد ان نخرج من الارحام ، بعد ان نخطو على الارض اطفالا ً ثم شبابا ً ثم شيوخا ً .يسير الله معنا ، يعرف كل شيء ٍ عنا ، ويتابع تنفيذنا خطته لخلقنا وهدفه من وجودنا . له توقيت ٌ لاحداث حياتنا منذ مولدنا حتى مماتنا ، كل شيء ٍ محسوب ٌ ومعدٌّ بدقة . أهداف ٌ وضعها الله لنصل اليها ، نتحرك ونتقدم اليها وبعد ان نحققها تنتهي حياتنا . لن يكون هناك داع ٍ لأيام ٍ وسنين اضافية ، حياتنا مقاسة على قدر الاحتياج لنا . لا يموت انسان قبل موعده . هناك توقيت ٌ دقيق ٌ لمولدنا ، لحياتنا ، ثم لموتنا . حزقيا الملك كان رجلا ً صالحا ً ، عمل المستقيم في عيني الله . أزال المرتفعات وكسر الاوثان ، حتى حية النحاس التي عملها موسى سحقها . سحقها حين رأى الشعب يعبدها . التصق بالرب وحفظ وصاياه وكان الرب معه . سارت كل الامور حسب خطة الله وهدفه في حياة حزقيا الملك الصالح . ومرض حزقيا للموت ، وارسل الله نبيه ُ إشعيا بن آموص الى الملك يقول له : انه سيموت . حزن حزقيا على نفسه ، لم يرد ان يموت ، اراد ان يمتد به العمر وتطول سني حياته . بكى واستعطف الرب وطلب شفاء ً من مرضه ِ . واستجاب الرب وقال له : " هأَنَذَا أَشْفِيكَ." واعطاه ُ علامة ، ارجع الله الظل عشر درجات للخلف ، اوقف حركة الوقت واعاده للخلف . لا نعرف ماذا حدث تماما ً وأي تفسير ٍ علمي لما حدث ، لكن حياة حزقيا الملك امتدت . تراجع الوقت ، تراجع الموت . شُفي حزقيا ، قام من فراشه وقد اضاف الله الى عمره خمس عشرة سنة . هل غيّر الله خطته ؟ أم كانت هذه السنوات الاضافية في خطة الله لحزقيا منذ مولده ؟ اراد حزقيا من الله عمرا ً جديدا ً وعاش خمس عشرة سنة اكثر لكنها كانت اتعس سنين حياته . السنين المضافة كانت اسوأ جدا ً من سني حياة حزقيا الأولى . ما يعده الله لنا من حياة أفضل حياة لأنها من صنع الله وتخطيطه .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:20 PM

567 - في الصباح الباكر عند الفجر وانت تستقبل الشمس ونهار ٌ طويل ٌ أمامك ، تشعر انك غني ، بين يديك يوم ٌ كامل طويل ، طوله اربع وعشرون ساعة . وتبدأ تتحرك بهدوء ، فالوقت ممدود ٌ أمامك ، لا داعي للعجلة ، تؤجل الاعمال الشاقة . تبدأ تعمل ما تتلذذ بعمله ، تعمل ما تحب ، لا ما يجب ان تعمل ... لا بأس النهار طويل . وصلت الدعوة للعذارى العشر للاحتفاء بالعريس ، صحن َ فرحات في انفعال . بدأن يلبسن ملابس افرح المزركشة ويتحلين باثمن ما لديهن من حُلي ويحملن مصابيحهن . خمس ٌ منهن َّ حكيمات ، بدأن باعداد المصابيح ، نظفنها وملأنها زيتا ً وحملن َ زيتا ً أضافيا ً . بعد ان اكملن َ هذه المهمة بدأن في التزين والتجمّل للقاء العريس بما يليق به . والخمس الأخريات لم تكن َّ على نفس الدرجة من الحكمة . وقفن َ أمان المرايا ، تأملن َ جمالهن ، أخذن َ يضعن َ المساحيق ويصففن الشعر ويلبسن َ الحُلي . وطال الوقت بهن َّ ، وفجأة حان الموعد وحلّت ساعة الرحيل فخطفن مصابيحهن َّ على عجل . أبطأ العريس ، لم يأتي في موعده ، حلّ بهن َّ التعب فاستلقين ونمن َ ، نعسن َ . وفي منتصف الليل صاح صائح ٌ وتعالى الصراخ : هوذا العريس مقبل فأخرجن للقائه ، قامت العذارى واصلحن مصابيحهن ليلتقين مع العريس خارجا ً في الظلام . وجدت العذارى الجاهلات الزيت غير كاف ٍ لتبقى المصابيح موقدة تنير طريقهن ، بينما مصابيح الحكيمات مضيئة ٌٌ وقد ملئنها بالزيت . طلبت الجاهلات من الحكيمات زيتا ً لمصابيحهن . لم يكن هناك ما يكفي للجميع ، خرجت الجاهلات على عجل ٍ الى الباعة يبحثن َ عن زيت . وفي غيابهن جاء العريس ، والمستعدات اللائي بيدهن مصابيح مضيئة دخلن ، ثم أُغلق الباب ، أٌغلق على من لم يعرفن كيف ينظّمن اوقاتهن باولويات ٍ صائبة . أضعن الوقت في أمور ٍ أقل اهمية ٍ من أن يملأن مصابيحهن زيتا ً ، الزيت أهم من الزينة .
هل تنظر الى يومك الوليد الجديد فتعمل اعمالك حسب الأهم فالمهم فالأقل أهمية . الله يقدم لك الساعات الثمينة لتحسن انفاقها حسب اولويات ٍٍ حكيمة ٍ واعية ، حتى لا ينفلت الوقت منك . وحين تبدأ عمل الاشياء الهامة تجد اليوم قد انتهى . ويأتي العريس وهو دائما ً يأتي في وقت ٍ لا نتوقعه ، يأتي فجأة بعد الغروب وعملك لم يتم بعد سيأتي السيد في ساعة لا تظنون ، يأتي ويحاسبنا .
" لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ." ( متى 24 : 44 )

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:20 PM

568 - كان المسيح يعلّم في احد البيوت ، تزاحم الناس حوله حتى امتلئت كل حجرات البيت . زاد عدد الناس فالتفوا حول البيت من النوافذ والباب ، احاطوا بالبيت كله . سمع اربعة رجال ان المسيح بالبيت ، ارادوه ان يشفي صديقهم المفلوج المسجّى في فراشه . ماذا يفعلون ؟ لو تأخروا لترك المسيح البيت والمدينة ، لو افلت الوقت لبقي صديقهم مفلوجا ً . في الحال هداهم تفكيرهم ، وبسرعة ٍ نفذوا خطتهم ، تقدموا للوقت واقتحموا الزحام . دفعوا الناس بايديهم يمنة ويسرة لكن الاجساد كانت متراصة كحجارة ٍ ملتصقة ٍ ببعضها . هرولوا دون يأس ٍ أو تأخير وصعدوا الى السطح . ثقبوا السطح ورفعوا الأجرّة ، ودلّوه من السقف . وكل واحد ممسك بحبل مربوط في طرف من اطراف الفراش الاربعة . امام المسيح رقد الرجل على فراشه . نظر يسوع الى المفلوج ورفع وجهه الى اصحابه . رأى وجوها ً فيها عزم واصرار ، فيها ايمان ورجاء ، فيها حب ٌ وصداقة ٌ للمفلوج . قال للمفلوج : " مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ " ( متى 9 : 2 ) حرره ُ من خطاياه ، ثم قال له : " قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ " قام المفلوج حالا ً وحمل سريره على كتفه وخرج ليلتقي باصحابه الفرحين بشفائه . فرحة الاصدقاء الاربعة لم تكن اقل من فرحة المفلوج بالشفاء ، جاءوا به للمسيح فشفاه . ما اجمل ان تأتي بأحد ٍ للمسيح ليختبر نعمته ويخلص بدمه ويصبح ابنا ً لله . راع ٍ ضاع خروفه ترك التسع والتسعين الآخرين وخرج لأجل الضال وحين وجده وضعه على منكبيه فرحا ً وأتى الى بيته والى حضيرته والى اصدقائه وقال لهم " افْرَحُوا مَعِي ، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ .... هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ " . امرأة ٌ لها عشرة دراهم ثمينة اضاعت درهما ً منها ، درهما ً واحدا ً من عشرة . اوقدت سراجا ً وكنست البيت كله ، كل زاوية ٍ وركن ٍ باصرار حتى وجدته ، ولما وجدت الدرهم المفقود دعت الصديقات والجارات وقالت لهن : " افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ . هكَذَا ..... يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ." الملائكة يفرحون بتوبة خاطئ . اعظم فرحة للانسان ان يجد الطريق الى المسيح ويرث ملكوت السماوات . واعظم فرحة ٍ ايضا ً هي أن يأتي الانسان بآخر تحت أقدام المسيح الشافي الغافر . السماء تفرح بعودة الخاطئ والملائكة تهلل ، الله يسعد به .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:20 PM

569 - عندما حان الوقت ليبدأ يسوع خدمته أراد ان يدعو تلاميذا ً ليشاركوه " وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ : سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ . " كانا صيادين ، كانا يبحثان عن سمك في مياه البحر . وقف المسيح على الشاطئ وراقبهما قليلا ً وهما يلقيان الشبكة على امل ان تمتلأ بالسمك .و قبل ان يجذبا الشبكة قال لهما : " هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ " ناس لا سمك . دعاهما ليصطادا ناسا ً ، يلقيان بالشبكة في المحيط الواسع للبشر . لا شك انهما لم يفهما . لم يفهما كيف يكونان صيادي ناس ، ماذا يفعلان بالناس ؟ وهل يصلحان لصيد البشر ؟ ما الذي لفت نظر المسيح اليهما ؟ ماذا فيهما ليدعوهما ؟ رأى المسيح داخلهما ، رأى قلبيهما . وهما ، ما الذي جعلهما يقبلان دعوته للوقت دون تردد " فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ " دعوة غريبة لعمل عجيب من شخص ٍ غريب عجيب جعلهما يسرعان بالاستجابة للنداء . شخص ٌ لا يقاوم ودعوة ٌ لا تُرفض ، بلا معرفة ، بلا فهم ، بلا تجربة تبعاه في الحال . لو كان المسيح فسّر لبطرس معنى ان يكون صياد ناس ، هل كان سيقبل المهمة الجديدة ؟ هل كان سيدرك انه خلال اقل من اربع سنوات سيحصل على صيد ٍ عظيم لثلاثة آلاف نفس . ثلاثة آلاف نفس في شبكة واحدة . هل لو اخبره يسوع بذلك حينئذ ٍ كان يقتنع ؟ واستمر المسيح وتلميذاه في السير " فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ : يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ كانا في السفينة ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ. " للوقت ايضا ً دون تأجيل أو تأن ٍ أو حساب ٍ أو تسويف ، للوقت تركا السفينة والشباك والأب واصبحا صيادي ناس . هكذا يكون اتباع المسيح ، للوقت ، في الحال ، ترك كل شيء واتباعه . اتّباع المسيح يكون بترك كل شيء . من يمسك بالمحراث لا ينظر الى الوراء ، الى ما سيترك بل ينظر الى الامام ، الى ما يعمل . هل تقبل دعوة الله لك لتكون صياد ناس ؟ هو يدعوك هل تسمعه ؟ هل تقبل العمل في الحصاد ؟ الحقول قد ابيضت للحصاد ، هو يدعوك لتتبعه . اتبعه الآن ، للوقت واترك كل شيء فما ينتظرك اعظم من كل شيء .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:21 PM

570 - كان يسوع يسير في طريقه وحوله جموع ٌ كثيرة تزاحمه ، حتى كان سيره حثيثا ً . اخترق الزحام شاب ٌ طويل ، وسيم ، في ملابس ثمينة ، الا ان وجهه ُ كان خائفا ً ، قلقا ً . دفع الناس بيديه وجعل لنفسه ِ طريقا ً الى المسيح . جاء راكضا ً وجثا أمام يسوع . لم يرى المسيح فيه الا الخوف والقلق . تحول اليه ليسمعه ُ
- قال : " أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ "
- قال له يسوع : " لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا ؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. "
لم ينكر المسيح بل وجه تفكيره الى الحق .
- سأل الشاب : " مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ ؟ "
- ماذا تعمل ؟ " أنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا " الوصايا عندك ومعلنة ٌ للجميع ، الوصايا : " لاَ تَزْنِ . لاَ تَقْتُلْ . لاَ تَسْرِقْ . لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلُبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ . "
- لم يفارق الخوف والقلق وجه الفتى بل زاد وهو يقول :
: " هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي " .
اعجبت اجابته المسيح ، اعجبه الشاب ، تحرك قلب المسيح نحوه واحبه ، فمال اليه وقال : " يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِد ٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ " .
ماذا ؟ اغتم الشاب ، غطى الحزن وجهه ، زاد على قلقه وخوفه ، تجمد في مكانه ، تراجع ، انشق الزحام خلفه ، دار حول نفسه ومضى حزينا ً . كان ذا اموال ٍ كثيرة . عرف يسوع مشكلته . عرف انه يمتلك اموال كثيرة .
- قال : " مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ " تحير التلاميذ واندهشوا مع انهم لم يكونوا اصحاب اموال ٍ ، لكن كيف ؟
- قال المسيح : " مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ . مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ ( متكل على ماله ) إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ " .
- فمن يستطيع ان يدخل " فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ ؟ "
- اجاب يسوع : " عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ ، وَلكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ . "
الغني يستطيع ان يخلص . مشكلة الشاب لم تكن امواله ، كان يعبد ماله ، كان يعتمد على ماله ، اراد ان يدخل حاملا ً ماله .
لكل منا وثن ٌ أو أوثان ، صنم ٌ أو أصنام ، نتمسك بها ونريد أن ندخل بها ملكوت الله . لا مكان للاوثان والأصنام في ملكوت الله ولا مكان لعبيد الاوثان والاصنام هناك . لم يخلق الله المال صنما ً ، نحن ننحته ُ ونجعله ُ صنما ً . المال عطية ٌ من عطايا الله لنسيطر عليه لا ليسيطر علينا ويستعبدنا .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:21 PM

571 - تعب الزارع في حقله ، شق بطن الارض بمحراثه ، قلبها ونقاها من الاحجار . استوت الارض امامه سوداء بلا شوائب تحد من خصوبتها الغنية . بذر حنطته في طول الارض وعرضها . رقدت البذور بين احضان الارض . رواها بسخاء ٍ واشبعها ماء ً رائقا ً عذبا ً وترك الحنطة تعمل بجذورها وتنمو ، الا ان العدو جاء في ظلام الليل والناس نيام وزرع زوانا ً في وسط الحنطة . بعد حين طلع النبات واشرأبت رؤوس الحنطة وامتدت اوراقها وسيقانها ، الا ان فروعا ً أخرى زاحمتها ، سيقان ملتوية واوراق ٌ غادرة علت بجوارها . رأى الفعلة ذلك وفزعوا ، الزوان منتشر ٌ ومتغلغل ٌ وسط عيدان الحنطة . جروا الى صاحب الارض يقولون : " يَا سَيِّدُ ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ ؟ "
- قال نعم .
قالوا : " فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ ؟. "
- قال : " إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا "
- قالوا : أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ ؟ "
- قال : " لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. "
- فماذا نفعل ؟
- قال : " دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني " الحنطة لمخازني والزوان للحرق .
هذا ما يفعله الشيطان ، عدو ٌ يأتي في الظلمة ويزرع زوانا ً وسط الحنطة . بذور الزوان صغيرة دقيقة لكنها تنمو وتمتد وتهدد الحنطة وتهاجمها . في الحقل الجيد ، وسط الكنيسة ، وسط المؤمنين ، بين الجماعة المختارة يزرع زوانه القاتل القبيح ، يشوه الحقل ، يعتدي على الزرع الجيد . نبه المسيح الى ذلك منذ الفي عام وما يزال التحذير قائما ً واضحا ً ، احذروا التعاليم السامة ، ابتعدوا عن الفخاخ المنصوبة ، تنبهوا للخطر ، الزوان بيننا ، وسطنا ، ينمو معنا ، يعيش على غذائنا ، يتنفس هوائنا . تمتد أذرعه الى عقولنا وافكارنا ، يهدد سلام اجتماعاتنا وكنائسنا . يعتدي على اولادنا وبناتنا ، يجرفهم ، يدفعهم ، يغرر بهم ويخدعهم . في مراحل النمو الاولى لم نلاحظ فرقا ً بين الحنطة والزوان ، الا ان الحصاد يكشف بينهما ، وتمتد اليد لتجمع الحنطة لمخازن الله وتلقي بالزوان الى جهنم النار حيث البكاء وصرير الاسنان . ليفتح الرب عينيك فترى الزوان حولك وتدافع عن نفسك ، وليساعدك الله ان تحمي نفسك واهلك واصدقائك من هجماته ، ولتنمو في نعمة معرفة الرب يسوع المسيح دائما ً .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:21 PM

572 - في سفر حزقيال النبي يرسم الوحي لكل واحد منا صورة ً هامة متميزة . يقول الوحي المقدس : " يَا ابْنَ آدَمَ ، قَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيبًا لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ . فَاسْمَعِ الْكَلِمَةَ مِنْ فَمِي وَأَنْذِرْهُمْ مِنْ قِبَلِي." ( حزقيال 3 : 17 ) رقيب ٌ صاح ٍ ، متيقظ ٌ يحذّر . وبعد مئات السنين جاء بولس الرسول وبنفس الوحي يرسم نفس الصورة ، يكتب الى اهل كولوسي : " الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ . الَّذِي نُنَادِي بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ " ( كولوسي 1 : 27 ، 28 ) ويعود يكلم قسوس أفسس : " اسْهَرُوا، مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَارًا ، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ." ( اعمال الرسل 20 : 31 ) الله يريدنا رقباء ومنذرين ومحذرين ، الله يريدنا عيونا ً تراقب واصواتا ً تحذر وتنذر . عمل ٌ كبير ، مسؤولية ٌ عظمى ، مسؤولية الساهر على الاسوار يحرس وينذر . اذا حل بالمدينة خطر رآه مبكرا ًوادركه قبل ان يستفحل ، ثم يصرخ محذرا ً منذرا ً . مهما كانت قوة الجيوش وقدرة الاسلحة ، تحتاج الى من يسهر ويراقب وينذر . المنارة الصغيرة القائمة في وسط المياه تحذّر السفن من الصخور وتنقذها . الضوء الاحمر مهما كان خافتا ً يحذر القطار والسيارة والعابرين من الموت . الرقيب الساهر يعلو صوته ، يحذر من يرفضون المسيح من غضب الله المُعلَن " تُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي.( يقول الرب ) إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتًا تَمُوتُ. فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ ، فَذلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. وَإِنْ حَذَّرْتَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجعَ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْجعْ عَنْ طَرِيقِهِ، فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ." ( حزقيال 33 : 7 – 9 ) واجب ٌ على كل مؤمن أن يراقب وأن يحذر . هو واجب ٌ انساني ٌ أيضا ً . كيف ترى غريقا ً يستغيث ولا تستجيب لاستغاثته ؟ هل تستطيع ان تصد اذنيك عن صرخات هالك ٍ يستنجد بك ؟ الله في علاه سمع صراخ شعبه واستغاثتهم واسرع لنجدتهم . وموسى عبده ، حين ارسل الله لينقذ الشعب من الهلاك ، اطاع وذهب . حولنا ألوف ٌ وملايين تنجرف نحو الهلاك ، يهبطون بسرعة ٍ الى الهاوية . كثيرون منهم لا يعلمون الى اين هم ذاهبون ، يحتاجون الى الانذار . الانذار والتحذير واجب كل من عرف المسيح وقبله وتبعه ونال الخلاص . صوت صراخك مطلوب /، اصرخ اليهم ، حذرهم وانذرهم وارشدهم . اعلو بصوتك ، لا تنذر مهددا ً . افرش امامهم بساط رحمة الله ليسمعوا ويلتفتوا ويروا مصيرهم التعس ورجائهم المبارك .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:22 PM

573 - ونحن نسير طريق حياتنا تمر بنا الايام والسنون ونحن نعبر الزمن الى الابدية . نلتقي باحداث ٍ وتحل بنا ظروف وتصادفنا مواقف تقاطع سيرنا وتغير حياتنا . نحن عرضة في كل وقت من عمرنا ان نتوقف امام حدث يؤثر فينا ويبدّل مسيرتنا . هل واجهت ذلك ؟ لا بد انك قد واجهته فحياة الانسان بها علامات ٌ كثيرة على الطريق . منععطفات وتغيرات بدّلت حياتنا ، غيرت مصائرنا وطورت اهدافنا ووجهاتنا . في كل يوم بل في كل ساعة أو ثانية تحدث حادثة ٌ تؤدي الى قرار ٍ هام حيوي . في يوم ٍ من تلك الايام ، في الصباح الباكر خرج شاول الطرسوسي في طريقه ِ الى دمشق . كان الجو صحوا ً والسماء صافية والشمس حامية . حوله حرس ٌ وجند ٌ وبيده رسائل . رسائل تعطيه الحق أن يقبض على المسيحيين ويسوقهم الى اورشليم ، الى التعذيب والقتل . بغتة ً ابرق حوله نور ٌ من السماء أشد من نور الشمس ، لطمه واسقطه على الارض ، وصوت غاضب ٌ قوي يقول :
- " شَاوُلُ ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي ؟ "
- أضطهدك ؟ " مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ ؟ "
- " أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ " صعب ٌ عليك يا شاول ، صعب ٌ عليك يا شاول " صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ . "
- ماذا ، " مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ ؟ "
- قم " قُمْ وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ . "
واطاع ودخل وعرف ماذا يفعل ، وتغيرت حياة شاول ( بولس ) واصبح رسول الأمم .
هل تسير طريقا ً خطأ ؟ هل تعيش حياتك بعيدا ً عن مشيئة الله لك ؟ هل يمر بك الوقت وتمتد بك السنون وانت تتخبط في ظلام دامس ؟ المسيح يقول لك :
" أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. " ( يوحنا 12 : 46 ) . هو يلاقيك على الطريق ، يعترض طريقك الخطأ ، يناديك ، يدعوك ، ينير لك . هل تميز الصوت ، هل ترى النور ، أم الضجيج حولك يجعلك لا تسمع ؟ هل تسمع ؟ هل تميز النور ؟ هل ترى نوره أم الاضواء الكثيرة تخطف بصرك ؟ هل ترى ؟ لا بد ان تسمع ولا بد ان ترى ، هذا وقتك ، هذه فرصتك ، حدد مصيرك . اسمع وطع ، استجب لصوته واتبع نوره ، أطع المسيح حالا ً ، الآن . الوقت ُ غال ٍ وثمين ، الفرصة نادرة ومتاحة ، الطريق ظاهر ٌ ومعروف " لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ." لا طريق الى الآب الا به ، ادخل فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل . توقف ، اسمع ، طع " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ " ( يوحنا 1 : 12 ) .

Mary Naeem 15 - 05 - 2012 07:22 PM

574 - على مدى التاريخ يعد الله الانسان وعودا ً بعضها محدد بوقت ٍ وزمن وبعضها بلا حدود . وينفذ الله وعوده في وقتها . حين يحين وقت اتمام الوعد يحقق الله وعده . وعد الله ابراهيم ان يجعله امة عظيمة وان يجعل نسله مثل نجوم السماء في الكثرة . ولم يكن لابراهيم في ذلك الوقت ارض ٌ يقيم فيها ولا ابن ٌ يأتي منه نسل ، لكن ابراهيم آمن بالرب وصدّق وعوده ُ وعاش ينتظر تنفيذ الله لاقواله . وحان الوقت وجاء لابراهيم وسارة ابن ٌ في شيخوختهما واصبح أمة ً عظيمة . ووعد الله يعقوب ان يكون اسمه اسرائيل وان يخرج من صلبه ملوك ٌ وأمم . تنقل يعقوب في الارض وعاش سنينا ً مشردا ً حتى حل الوقت ونفذ الله وعده . ووعد الله موسى ان يكون معه حتى يخرج شعبه من عبودية فرعون في مصر . تم ذلك بعد وقت ٍ طويل ، عاند فيه فرعون الرب وقاوم موسى وهارون . وهكذا على مدى العصور والاوقات وعد الله عبيده وحقق وعوده في حينها . لكن هناك وعود ٌ يعد الله رجاله بها ليست محددة بوقت أو زمن . يقول الله " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " هذا وعد ٌ لجميع الناس . متى يتحقق هذا الوعد ؟ كل يوم ، هذه وعود لكل انسان لكل يوم . هذا وعد ٌ شخصي خاص ، لي ولك ولكل من يسمعه ويصدقه وينتظره . قد يأتي اليك الله وانت تقرأ كلمته ويشير الى وعده لك في كتابه . وقد يأتي اليك عن طريق أخ ٍ أو اخت ٍ في حديث ٍ عابر لكنه مقصود ومحدد لك ، وقد يأتي اليك في رسالة عامة من على منبر أو عبر الأثير أو في كتاب ٍ تقرأه أو رؤيا ، تسمع صوته وتميز كلماته ويصلك وعده : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " وعد ٌ عظيم من اله عظيم لك وانت تواجه عدوا ً غاشما ً يعتدي عليك ظلما ً . وبينما انت تصارع في انسحاق وانكسار ولا احد يمد يده لك ، يعلو صوته : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " وانت مسجى على فراش المرض ، ضعيف ٌ مجروح ، مزقت جسدك مشارط الجراح ، بينما انت صريع الالم ونظرات ٌ عاجزة من الاحباء حولك ، يقول لك : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " . حين يفرغ الجيب ، حين ينفذ الزيت ، حين يطردك الفقر من البيت ، وانت لا تجد مأوى ، وحين تئن الأمعاء جوعا ً ، وتقبض يدك الهواء ، تسمع الوعد : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " فيتحول الضعف الى قوة ، وتُمطر السماء منا ً وسلوى . هذا الوعد لك الآن وكل وقت " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " .


الساعة الآن 12:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025