منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 26 - 08 - 2012 03:59 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسان أبوللو وأبيب



حياتهما تمثل قصة الصداقة الروحية الحقة، حيثُ يلتقي الاثنان معًا في حبهما للرب، وميلهما للتأمل، وعشقهما للملكوت. يمارسان الصداقة في أعمق صورها لبنيان النفس.
نشأة أبوللو:


عاش والدا أبوللو إمان وزوجته إيتي في مدينة بانوبوليس الكبرى (حاليًا أخمين)، وكانا يسيران بخوف الله محبين لزيارة الأديرة، ولم يكن لهما ابن.
رأت إيتي كما في حلم إنسانًا بهيًا يحمل نبتًا صغيرًا في يده غرسه في منزلها، أزهر ثم قدم فاكهة. قطفت إيتي من الثمر وأكلت فوجدته حلوًا للغاية، عندئذ قالت في الحلم: "ربما أُرزق بطفل تكون له لذة مشابهة لمذاق هذه الفاكهة".
روت إيتي الرؤيا لرجلها ومّجد الاثنان الله. وازداد في تقواهما ومحبتهما لله، خاصة الصلاة، فكثيرًا ما كانت تقوم إيتي في منتصف الليل تسبح الله، كما تقضي أوقاتًا طويلة في النهار تصلي.
وأخيرًا وهبها الله الطفل (أبوللون)، الذي تربى بفكر إنجيلي في حياة تقوية، وقد نشأ محبًا لحياة البتولية مشتاقًا للرهبنة... وكان له صديق حميم يدعى أبيب، ارتبطا معًا في الفكر، وتلاقت اشتياقاتهما الرهبانية معًا.
نشأة أبيب:


كان مثل أبوللون تقيًا من حداثته، يمارس الحياة النسكية، محبًا لافتراش الأرض، ميّالًا لحياة الوحدة يقضي وقته في دراسة الكتاب المقدس والتأمل مع الصلاة.
كان والده يوبخه، سائلًا إياه إلا يكرس كل وقته للعبادة حتى يقدر أن ينال مركزًا مرموقًا في المجتمع كإخوته، فكان يتقبل التوبيخ في هدوء داخلي وصمت. كان والده وإخوته يتعجبون فيما بينهم على رقة أحاسيسه وهدوئه العجيب بالرغم من تظاهرهم بتوبيخه.
اشتد المرض جدًا بالوالد وكان قد غضب من ابنه بسبب ميله للوحدة والعبادة، فأصر الأبناء أن يلتقي الوالد بأخيهم، وإن كانوا قد خشوا من ثورة أبيهم على أبيب وسط مرضه الشديد
بالفعل جاء أبيب وكله حياء وهدوء، وإذ ناداه والده، قال للابن: "صلِ يا بني إلى الرب لكي لا يحاسبني على ما سببته لك من أحزان وضيقات، لقد كنت أنت تطلب الله وحده، أما أنا فكنت أسلك بأحاسيس بشرية"، وكان الأب ممسكًا بيدي ابنه مجهشًا بالبكاء.
جمع الأب أولاده ليشير إلى أخيهم أبيب، وهو يقول: "من الآن هذا هو أبوكم ومعلمكم، اسلكوا بضمير حيّ حسبما يقول لكم، وها أنتم ترثون أملاكي كما أوصيت لكل واحد منكم".
تأثر الأبناء جدًا وتجلت الأبدية أمام أعينهم بينما كان والدهم يسلم الروح، عندئذ استلم أبيب الميراث ووزعه عليهم أما نصيبه فقدمه للفقراء.
إذ صار أبيب حرًا انطلق مع صديقه أبوللون إلى أحد الأديرة، حيث سكن كل منهما في قلاية منفردة يمارسان حياة الاتحاد مع الله (الواحدة) والنسك بفكر روحي إنجيلي.
حياتهما الديرية:


عاش كل منهما في قلاية، يلتقيان من وقت إلى آخر ليسندا بعضهما بعضًا في الرب، وإذ مرض أبيب واشتد به المرض، أسرع إليه أبوللون ليساعده في مرضه، في بشاشة وسط الآلام القاسية اعتذر أبيب لأبوللون قائلًا له: "اتركني يا أخي بمفردي مع الرب، وعندما تحين ساعتي أناديك".
امتلأت عينا أبوللون بالدموع وهو ينسحب من قلاية أخيه مدركًا أنه يفقد سندًا له في جهاده وأخًا معزيًا له، لكن إدراكه للملكوت وثقته في صلوات أخيه عنه في الفردوس ملأته تعزية.
أرسل إليه أبيب يستدعيه، وإذ دخل قلايته سمعه يقول بصوت خافت: "آه، أسرع، تعال سريعًا، إلى اللقاء في الفردوس!" ولم يجد أبوللون فرصة إلا ليقبله فيجد نفس أخيه منطلقة، وكان ذلك في 25 أبيب.
هنا يليق بنا أن نقف قليلًا أمام هذا الحدث الأخير، فكلنا يدرك مدى حاجة الإنسان إلى محبيه في وقت المرض، خاصة إذا اشتد وشعر أنه مرض الموت... لكن القديس أبيب وقد أُمتصت كل مشاعره في الرب، وارتفع قلبه الملتهب حبًا نحو عريسه السماوي لم يعد يشعر بحاجة إلى شيء وسط المرض الشديد. لقد أحب أخاه أبوللون جدًا، واشتاق أن يراه قبل أن يعبر هذه الحياة، لكنه لا يريد أن يشغل أخاه في لحظاته الأخيرة عن تأملاته في الرب وسط مرضه.
في تل الشمس المشرقة:


صار أبوللون وحيدًأ، فترك قلايته وانطلق إلى تل أبلوتزا Eblutz (الشمس المشرقة)، حيث اشتم الناس رائحة المسيح الذكية فيه، فكانوا يقبلون إليه يطلبون بركته وإرشاده. وكان كثيرًا ما يحدثهم عن أخيه المحبوب أبيب.
قيل أنه في ذكرى نياحة القديس أبيب، قال أخوه أبوللون: "إن من يصلي للسيد المسيح اليوم طالبًا صلوات القديس أبيب يُستجاب له"، فتشكك البعض بسبب كثرة حديثه عنه... ولكن إذ رقد أحد الرهبان في ذات اليوم ذهب الكل إلى جثمانه لينالوا بركته، فجأة قام الراهب ووبخ المتشككين في كلمات القديس أبوللون بلطف ثم عاد فرقد، فامتلأ الكل من مخافة الله.
عاش القديس أبوللون في عصر القديس مقاريوس المصري الذي كان يشعر دائمًا برغبة في الاستماع إليه... وقد كتب القديس مقاريوس رسالة له وللرهبان، فعلم أبوللون بالروح وأخبرهم بذلك، وبالفعل وصلت رسالته بعد ذلك. تنيح القديس أبوللون في شيخوخة صالحة، بركة صلواته تكون معنا آمين.

Mary Naeem 26 - 08 - 2012 03:59 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسان أبوللو ويوحنا



يروي لنا القديس جيروم أنه التقى بقديس يدعى أبوللو الذي من أور (Or, Akur or Acre). قال عنه أنه كان في الأصل يعمل كحداد، وإذ تحول إلى طريق الرهبنة بقى يستخدم ذات المهنة لخدمة الإخوة الرهبان.
ظهر له الشيطان وهو يمارس عمله في شكل امرأة تطلب أن تخدم الإخوة، فألقاها بقطعة حديد محماة بالنار، وللحال أحدث الشيطان صرخة عالية سمعها الإخوة ثم تلاشى. ويقول القديس جيروم أنه منذ هذه اللحظة صار يمسك الحديد المحمى بالنار ولا تحترق يداه.
هذا الراهب استقبل القديس جيروم استضافه، وقد روى له بعض سير لأناس عاشوا معه في ذات المنطقة، من بينهم راهب عجيب يدعى يوحنا.
يوحنا هذا عاش في نفس البرية، وكان شيخًا متقدمًا في الأيام جدًا، وقد فاقت أعماله النسكية كل بقية أعمال الرهبان. لا يمكن لأحد أن يجده بسهولة، إذ كان يتجول كثيرًا من منطقة إلى أخرى في البرية. في بداية حياته وقف يصلي ثلاثة أعوام يختطف بعض النوم وهو واقف، لا يأكل شيئًا سوى التمتع بالتناول من الأسرار المقدسة من الأحد إلى الأحد.
دفعة ظهر له الشيطان في شكل كاهن يدفع إليه امرأة (ربما ليصلي لها)، فعرفه، وقال له: "ابتعد أيها المملوءة من كل غش، أب كل البهتان، وعدو كل بر! أما تكف عن العمل لخداع نفوس المسيحيين؟ كيف تتجاسر وتطأ الأسرار المقدسة؟" عندئذ قال له الشيطان: "بقى القليل جدًا وأَسود عليك في سقوطك، فإنني كثيرًا ما أغويت إنسانًا حتى أخرجته من عقله فصار مجنونًا، ولكن إذ طلب عنه قديسون من الله في صلواتهم عاد إلى عقله"، وإذا قال الشيطان هذا رحل.

أصيبت قدمي الطوباوي بسبب كثرة وقوفه..... فاقترب منه ملاك، وقال له: "سيكون الرب هو طعامك، والروح القدس شرابك، يكفيك هذا الغذاء الروحي". وإذ شفى جراحاته أمره أن يرحل من هذا الموضع إلى البرية يقتات على الأعشاب، ويأتي كل يوم أحد ليشترك في القداسات.
أراد إنسان مصاب بالفالج أن يذهب إليه ليشفيه، وإذ لمست قدماه ظهر الحمار قبل أن يغادر المكان ولا حتى يصلي له الطوباوي يوحنا شُفي بالإيمان. روى لنا أيضًا، أن الطوباوي يوحنا أرسل بركة (طعامًا) للمرضى، وإذا أكلوا الطعام للحال شفوا من أمراضهم.
مرة أخرى إذ أُعلن له عن بعض الإخوة الذين من ديره أنهم غير مستقيمين في حياتهم وأعمالهم كتب رسالة للجميع، فشكا فيها الشيوخ لإهمالهم والإخوة لتملقهم، وقد كان ذلك حقًا.
كتب للآباء المهملين الذين استخفوا بخلاص الإخوة الذين معهم، وأيضًا للأخوة كي يصلحوا حياتهم وأن تكون أعمالهم فاضلة. لقد أعلم لهم أيضًا كيف تكون المكافأة أو الجزاء للفريقين... يقول القديس جيروم أن القديس أبوللو روى له ذلك عن هذا الطوباوي يوحنا وأيضًا، روى له أمورًا أخرى لم يسجلها، ليست لأنها غير حقيقية، وإنما لأن الكثيرين ينقصهم الإيمان لقبولها.


Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:00 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة أبوللونيا



روى لنا القديس ديونسيوس الإسكندري فى رسالة وجهها إلى فابيوس أسقف أنطاكية الآلام التي تكبدها الشهداء في الإسكندرية في عهد داكيوس (ديسوس)، جاء فيها: "لم يبدأ اضطهادنا بصدور الأمر الملكي (سنة 250 م)، بل سبقه بسنة كاملة. إن مخترع الشرور ومصدرها في هذه المدينة، أيا كان شخصه، سبق فحرّض جماعات الأممين وهيجها ضدنا، ونفث فيهم من جديد سموم خرافات بلادهم، وإذ هيجهم بهذه الكيفية، ووجدوا الفرصة كاملة لارتكاب أي نوع من الشر، اعتبروا أن أقدس خدمة يقدمونها لشياطينهم هي أن يقتلونا" (يوسابيوس 6: 41).
عرض القديس ديوناسيوس أمثلة لبكور هذا الاضطهاد الذي تحقق عام 249، فتحدث عن استشهاد متراس Metras أو متريوس Metrius، وكوينتا Quinta المؤمنة وسرابيون وأيضًا العذراء المسنة أبوللوينا Apollonia...
حياتها التقوية:


عند مدخل باب الإسكندرية عاشت عذراء تقية متقدمة في السن من عائلة شريفة غنية، في محبتها لله عاشت منذ صبوتها في حياة تقوية محبة للعبادة والنسك والعطاء.
إذ رقد والداها نذرت حياتها للبتولية، لتقضي كل أوقاتها للعبادة مع العطاء بسخاء للفقراء، وقد فضلت أن تقطن بمنزل بسيط خارج أسوار المدينة.... ففاحت رائحة المسيح الذكية في حياتها.
وقوفها أمام الوالي:


إذ بدأ الضيق يحل بالمؤمنين في الإسكندرية، صار الوثنيون يقتحمون بيوتهم ويسحبونهم منها دون مراعاة للسن أو الجنس أو المركز، رأت أن تلتقي مع الوالي في فجر أحد الأيام تتحدث معه في صراحة عن هذه الجرائم البشعة!
قضت ليلتها تصلي، وفي الفجر انطلقت إليه لا لإثارته ضدها، وإنما لترده عن شره ويراجع نفسه فيما يفعل. وإذ التقت بشجاعة قالت له بحزم وصراحة وأدب: "يا سيدي، كيف عملت هذه المظالم، وأتيت بهذا الدمار على من أنت مؤتمن عليهم لرعايتهم، دون أن تخاف إله الآلهة وملك الملوك، مشجعًا هذه الجرائم بغير فهم، قاتلًا عبيد الله؟!"
عاتبها الوالي كيف تتحدث معه هكذا بهذه الجسارة محاولًا أن يهدئ من ثورتها، وإذ لم يستطع هددها بالموت إن لم تبخر للأوثان...
فلم تبال بتهديداته.
حملها الوالي إلى معبد وثن وسألها أن تسجد، فشعرت بقوة روحية تملأها، ثم رشمت علامة الصليب لتسقط الأصنام وتتحطم... صارت في هدوء عجيب تحدث جماهير المشاهدين عن السيد المسيح وعمله الخلاصي، فانجذب الكثيرون إلى حديثها الهادئ بينما قام البعض بضربها وإهانتها.
إستشهادها:


بدأ الوالي يعذب هذه العذراء التقية وهو يعيرها، قائلًا: "أين هو إلهك الذي يقدر أن يعينك؟" محاولًا معها أن تتراجع عن رأيها وتخضع له.
كان الوالي يمارس كل عنف، تارة يأمر ببتر بعض أعضائها، وأخرى بتكسير أسنانها وضربها بعنف على فمها حتى يسيل الدم. في وسط آلامها نسيت كل ما هو حولها لتركع تطلب عون عريسها السماوي، وقد سمع الحاضرون صوتًا سماويًا يقول: "لقد قبلت صلاتك يا عروس المسيح".
أعدوا لها نارًا متقدة ثم أمروها بالعبادة للأوثان وإلا ألقوها في الأتون... أما هي فوقفت قليلًا حتى حسب الحاضرون أنها بدأت تتراجع وتعيد التفكير. لم يمض وقت طويل وكل الأنظار مسلطة عليها ماذا تفعل أمام النار، وإذا بها في هدوء وشجاعة تسير بنفسها نحو النار بأيد مبسوطة للصلاة، وتدخل وسط النار بإرادتها لتسلم روحها في يدّ مخلصها. يقول القديس أغسطينوس أنه لا يليق بأحد أن يسرع بنفسه إلى الموت لكن ما فعلته هذه القديسة كان بدعوة الروح القدس لها. أُقيمت كنائس ومذابح كثيرة باسم هذه القديسة التي استشهدت بالإسكندرية، ويحتفل الغرب بعيدها فى التاسع من فبراير.


Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:01 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أبوللونيوس الراهب



يروي لنا الراهب القديس بالاديوس عن راهب كان يعمل كرجل أعمال، غالبًا كصيدلي أو كطبيب، في سن متقدم، فكان يحب ممارسة موهبته بافتقاده الرهبان متنقلًا من قلاية إلى أخرى، بالرغم من بعد المسافات، يدخل كل قلاية ما استطاع ليطمئن على صحة الرهبان, مقدمًا لهم الدواء اللازم مع بعض الأغذية اللازمة للمرضى، التي يشتريها على نفقته الخاصة.
ومع وجود أكثر من راهب يحمل ذات الاسم "أبوللونيوس Apollonius" لكن يبدو أن ما جاء عن هذا الراهب هو ما أورده بالاديوس وحده، الذي قال: [كان هناك رجل أعمال اسمه أبوللونيوس هجر العالم وذهب ليعيش في جبل نتريا. ولما كان متقدمًا في السن لم يقدر أن يتعلم مهنة أو يمارس الكتابة (النساخة)، عاش على الجبل عشرين عامًا يعمل هكذا: يشتري بنفسه ومن ماله الخاص كل أنواع الأدوية والعقاقير من الإسكندرية ويقدمها لجميع المرضى من الإخوة.
كثيرًا ما كانوا ينظرونه يتجول حول الأديرة من الصباح المبكر حتى التاسعة (3 بعد الظهر)، متنقلًا من باب إلى باب، يسأل إن كان هناك أخ مريض. وكان يحمل معه البيض والعنب والرمان والكعك التي تناسب المرضى، بهذا كان يعيش في شيخوخته. مات بعد أن ترك منقولاته لشخص آخر مثله، وقد شجعته على الاستمرار في هذا الخدمة، إذ كان بالجبل خمسة آلاف راهب يحتاجون لمثل هذه الزيارات والمكان قفر].

Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:01 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أبوللونيوس المدافع



عرف التاريخ عددًا كبيرًا من المدافعين Apologists في القرن الثاني الميلادي، الذين وقفوا في حزم وشجاعة مع أدب ولطف يدافعون عن الإيمان المسيحي والمسيحيين أمام الأباطرة أو القضاة أو أصحاب الفكر للرد على افتراءات الوثنيين أو اليهود، من بين هؤلاء ابوللونيوس Apollonius الذي استشهد حوالي عام 185 م.
نشأته:


في عام 180 م إذ مات الإمبراطور مرقص أوريليوس الذي كان يضطهد المسيحيين تسلم الملك ابنه وشريكه كومودس الذي كان أكثر لطفًا وترفقًا، فانتشرت المسيحية وزاد عدد المؤمنين، وكان من بين هؤلاء المتنصرين في روما رجل شريف وقاض درس الفلسفة وأحب المعرفة، يدعى أبوللونيوس. أحب هذا الرجل الإيمان المسيحي وعشق الكتاب المقدس، فكان يزداد في المعرفة، بل واستطاع أن يربح الكثيرين للرب.
وسط سلام الكنيسة وهدوئها تقدم أحد عبيد أبوللونيوس يدعى ساويرس بشكوى ضد سيده أمام قاضي مدينة روما برينيس Perennis يتهم فيها سيده أنه مسيحي، وكانت الأوامر الخاصة بقتل المسيحيين لم تُرفع بعد بالرغم من الهدوء الذي ساد البلاد، إذ لم يكن يوجد اضطهاد أو معاملة سيئة لمسيحي إلا إذا أشتكى عليه أحد.
كان هذا العبد شريرًا للغاية، وقد أدت تصرفاته في النهاية إلى إعدامه، لكنه في شره أسرع بالإبلاغ عن سيده الذي وقف أمام القاضي يشهد لمسيحه، رافضًا ترك إيمانه وقبول إيمان الأباطرة والتبخير للأوثان.
وجد أبوللونيوس الفرصة مناسبة للتحدّث مع القضاة والأشراف عن سمو الإيمان المسيحي، فعوض الدفاع عن نفسه صار يحثهم على قبول الإيمان في دفاع منطقي روحي، مجتذبًا إياهم بحديثه المقنع ووداعته، حتى بهر الكل به.
اشتاق القاضي نفسه أن يتنصر، لكنه قال لابوللونيوس متأسفًا إن الأوامر الإمبراطورية تحتم بقتلك. وإذ خشي القاضي من ثورة الجماهير بسبب حبهم للرجل أمر بسرعة بقتله بالسيف، وكان ذلك في 18 من شهر أبريل.
جاء في حديثه مع القاضي بيرينيس العبارات التالية:
  • الموت محتم على الجميع، أما المسيحيون فيمارسونه كل يوم.
  • الموت من أجل الله الحقيقي ليس أشر من الموت بسبب حمى أو أي مرض أو كارثة ما.
  • سأله القاضي: أتنحني للموت؟ أجاب: لا بل أتمتع بالحياة. حب الحياة يجعلني لا أرهب الموت. ليس شىء أفضل من الحياة، الحياة الأبدية التي تهب للنفس خلودًا لتعيش هناك حسنًا!
تعيد له الكنيسة اليونانية فى17 أبريل واللاتينية في 18 أبريل.

Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:04 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة أبولليناريا



كانت أبو لليناريا هي الابنة الكبرى لأنثيموس الوصي على إمبراطورية الشرق أيام ثيؤدوسيوس وجدّ الإمبراطور أنثيميوس Anthemius (467 - 472 م) وكانت محبّة لله، تتعلم الألحان الكنسية ودراسة الكتاب بشوق شديد، وتضم حولها في القصر جماعة من العذارى القديسات. إذ حان سن الزواج أصرت أن تعيش متبتلة، تكرس كل وقتها للرب، مما أحزن قلب والديها.
اشتاقت أن تتمتع ببركة الأماكن المقدسة بأورشليم فاستأذنت والديها اللذين أرسلا معها حرسًا إمبراطوريا وحاشية من السيدات الفاضلات وخدام القصر... وبالفعل انطلقت إلى أورشليم وصارت تتبارك من المواضع المقدسة وهي تمارس حياة التوبة بنسك شديد، رافضة كل الدعوات التي وجهتها لها السلطات الرسمية والأساقفة، فقد أصرت أن تسلك في هذه الأراضي بما يليق بحاملي الصليب.
انطلقت الفتاه متجهة إلى الإسكندرية فوصلت إلى ميناء لما Lemma بالقرب من أبى صير على بعد حوالي 30 كيلو من الإسكندرية، ومن هناك قامت بزيارة دير مارمينا بمريوط، وقفت في خشوع أمام رفاته تطلب صلواته.
طلبت الذهاب إلى الإسقيط لزيارة الآباء المتوحدين، وقد انطلقت بالعربة ليلًا ودارت حول بحيرة مريوط وتوغلت في الصحراء، وبقيت تصلي ساعات طويلة أثناء الرحلة، وعند منتصف الليل وصلت المركبة إلى شاطىء مستنقع بالقرب من عين ماء عذب عُرف حتى القرن الحادي عشر باسم القديسة أبوليناريه. وإذ استراح الكل في تلك المحطة اطمأنت الأميرة أن الكل نائم فسحبت ستائر المركب ونزلت بحرص بعد أن خلعت ملابسها ارتدت ملابس راهب كانت قد أحضرتها معها، ورفعت عينيها نحو السماء تطلب العون الإلهي، ثم رشمت نفسها بعلامة الصليب واختفت وسط قصب المستنقع.
وفي الصباح انتظر الكل أن تستيقظ الأميرة وتسألهم أن يسيروا... لكن إذ اشتدت حرارة الشمس فتحوا الستائر ليجدوا الملابس وحدها، وأدركوا أنها قد هربت.... ارتبك الكل، واضطر الوالي أن يكتب لأبيها كل ما حدث بالتفصيل، فأخذ أبوها ثيابها وصار يذرف الدموع الغزيرة كما فعل يعقوب عندما تسلم قميص يوسف ابنه... وساد القصر علامات الحزن والكآبة.
اختفت ملامحها تمامًا بسبب نسكها الشديد وتعرضها للدغات البعوض...
وعند خروجها من هذه الوحدة سمعت صوتًا يقول لها: "إذا سُئلتِ عن اسمك فأجيبي بثبات دورثيؤس".
أرشد روح الرب القديس مقاريوس إلى طريقها وأخفي عنه حقيقتها فظنها شابًا يطلب الرهبنة، فوهبها مغارة مهجورة، تقضي فيها سنوات مختلية مع الله تمارس عبادتها بقلب ملتهب.
بعد سنوات إذ تعرضت أخت أبوليناريا الصغرى لآلام شديدة حار فيها الأطباء، اضطر إنثيموس أن يرسلها مع حرس كبير وسيدات إلى الإسقيط يطلب من الآباء الصلاة من أجلها... فأرسلها القديس مقاريوس إلى الراهب دورثيئوس دون أن يعلم أنها أختها.
عرفت أبوليناريا أختها البائسة فلم تستطع أن تضبط تأثرها، فكانت تزرف الدموع الغزيرة..... ثم أدخلتها قلايتها وارتمت على عنقها وقبلتها بحرارة وعرّفتها بنفسها وسألتها ألا تكشف أمرها، ولكن الصغرى كانت في غير وعيها. وإذ صلت أبوليناريا خلصها الرب من الروح النجس.
قاد الأب دورثيؤس الأميرة إلى الكنيسة، ففرح الكل بها، وانطلق الموكب إلى القسطنطينية حيث كانت كل المدينة في انتظارها.
ألح والدها طالبًا الراهب دورثيؤس أن يأتي إلى القصر ليباركه ، فاضطر الراهب إلى قبول الدعوة بعد إلحاح الكل عليه، وهناك التقى بوالديه ولم يعرفاه.
سقطت أبولليناريا على الأرض وقبّلت والديها واستحلفتهما أن يتركاها تعود إلى وحدتها، وبالكاد حبس الأب والأم صراخهما، وأخذها الأب بين ذراعيه وضمها إلى قلبه وقبّل وجهها المبارك وبلله بالدموع....
بعد إلحاح أصرت أبولليناريا أن تعود رافضة كل عطايا أرضية من والديها، وانطلقت إلى الإسقيط... وهناك بعد فترة استدعت القديس مقاريوس وأعلمته بقرب رحيلها، وسألته ألا يكشف أحد عن جسدها بل يدفنوها كما هي.... وأسلمت روحها في يدي الله فودعها الآباء المتوحدون بالترانيم والتسابيح.... ودفنوها في مغارتها شرقي الكنيسة، وكانت يد الله تتمجد عند قبرها، وقد أُقيمت كنيسة باسمها فوق مغارتها دعيت "كنيسة أبولليناريوس" بقيت حتى القرن الثامن عشر. تعيد لها الكنيسة الغربية في 5 يناير.

Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا أبولليناريوس أسقف هيرابوليس



كلوديوس أبوليناريوس Claudius Apollinaris، كان أسقفًا على هيرابوليس بفريجية، مدينة بابياس، في عهد مرقس أوريليوس (161 ? 180 م)، قدم لنا المؤرخ يوسابيوس القيصري فصلًا عن كتاباته، قال فيه:
"لقد احتفظ الكثيرون بعدد وفير من كتب أبوليناريوس، وهاك ما وصل إلينا منها:
الحديث الموجه إلى الإمبراطور السالف الذكر، خمسة كتب ضد اليونانيين، كتاب أول وكتاب ثانٍ عن الحق، وكتابان ضد اليهود، وتلك الكتب التي كتبها فيما بعد ضد هرطقة أهل فريجية التي ظهرت حالًا فيما بعد بما يتبعها من بدع، ولكنها كانت وقتئذ لا تزال في بدايتها لأن مونتانوس مع نبياته الكاذبات، كان وقتئذ يضع أساس هرطقته (تاريخ الكنيسة 4: 27).
للأسف كل هذه الأعمال لا تزال مفقودة لا نعرف عنها شيئًا، كما توجد له أعمال أخرى لم يذكرها يوسابيوس.
مقاومته لمونتانيوس Montanus:


قاوم مونتانيوس المبتدع الذي ظهر فى منطقته بفريجيا في القرن الثاني مدعيًا النبوة، والتف حوله بعض الخواص دعاهم أنبياء ونبيات، خاصة بريسكلا وماكسملا إذ كانتا ملاصقتين له. وكان أتباعه يحسبون أنفسهم روحيين (مملوءين بالروح) بينما ينعتون المؤمنين بالجسدانيين.
بدأ مونتانيوس نبوته المزعومة عام 172 وتطورت بعد ذلك. كان ينادي بأن أورشليم السماوية ستنزل حالًا بالقرب من ببيوزا Pepuza بفريجية، ثم أخذت البدعة تحمل إتجاهات نسكية منحرفة....
فيلق الرعد:


قيل أن القيصر مرقس أوريليوس، أخ أنطونيوس، كان على وشك الاشتباك في حرب مع الألمان عام 174، وقد تعرضت الفرقة الثانية عشر من الجيش لمأزق شديد إذ حّل بهم العطش مع الإنهاك الشديد وصاروا يتقهقرون أمام العدو، وإذ كان كثيرون منهم مسيحيين جثوا على الأرض، وكما يقول يوسابيوس، كما هي عادتنا في الصلاة، وقضوا وقتًا في التضرع إلى الله، وذلك بدافع إيمانهم الذي أعطاهم قوة...
فجأة حدثت بروق شديدة أربكت العدو بسبب الظلام مع بريق البروق وشدة العواصف فتراجعوا وهربوا بينما أمسك الجنود المسيحيون خوذاتهم لتمتلئ بمياه المطر ويشربوا، وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصرة لحسابهم.
يقول يوسابيوس (تاريخ الكنيسة 5: 5) أن هذا الحدث رواه مؤرخون غير مسيحيين ونسبوا ذلك إلى فاعلية السحر، كما رواه مؤرخون مسيحيون، وصفوا ما حدث ببساطة وصدق بلا مبالغة، يكشفون عن قوة الصلاة وفاعليتها.
أشار أبولليناريوس لهذا الحدث في دفاعه الذي وجهة للإمبراطور مرقس أوريليوس حوالي عام 175 م وقد دعى الإمبراطور هذه الفرقة الثانية عشرة "فيلق الرعد" أو "فرقة الرعد"، لأن بصلواتها تمت المعجزة. هذا وقد أصدر الإمبراطور منشورًا جاء فيه أن جيشه كان على وشك الهلاك عطشًا في ألمانيا وقد أُنقذ بصلوات المسيحيين، مهددًا بالموت كل من يقدم اتهامًا ضدهم.
تنيح هذا القديس غالبًا عام 179 م. وتعيد له الكنيسة الغربية في 8 من شهر يناير.
* يُكتَب خطأ: أبولنيارويوس.


Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا أبولليناريوس الأسقف



تروي الكنيسة الكاثوليكية أنه أول أسقف على مدينة رافينا Ravenna بإيطاليا، وأن القديس بطرس هو الذي أرسله إلى هناك. وُلد في إنطاكية ثم ذهب إلى رافينا، وعند دخوله في المدينة سأله غلام أعمى صدقة. فصلى علية وباسم يسوع المسيح شفاه، عندئذ اجتمع حوله كثيرون فكان يحدثهم عن المخلص، وآمن الغلام وأبوه إيريناؤس وكل أهل بيته.
انتشر هذا الخبر، فالتجأ إليه أحد قادة الجيش الذي طلب منه أن يشفي امرأته التي كانت على شارفة الموت، فصلى من أجلها ورسمها بعلامة الصليب فبرأت في الحال. وتحول بيت القائد إلى كنيسة يجتمع فيها المؤمنون.
ثورة الوثنيين عليه:


شعر الكهنة الأوثان أن مركزهم قد تزعزع بتحول شعبهم إلى الإيمان بالسيد المسيح، فاشتكوا لدي الحاكم الذي استدعى القديس وسأله: لماذا تقاوم الإله جوبتر؟ أجابه بأنه لا يعرف هذا الإله... فأخذه إلى الهيكل وأراه عظمة ما به، فبكى، قائلًا: "أهكذا تسجدون لعمل أيديكم وتقدمون للذهب والفضة العبادة اللائقة بالله وحده خالق السماء والأرض؟". وإذ سمع الوثنيون ذلك ثاروا عليه، وضربوه بالعصي، وألقوه بالحجارة حتى حسبوه مات، فسحبوه خارج المدينة وتركوه. جاء إليه المؤمنون ووجدوه حيًا، فحملوه إلى بيت في المدينة حتى شُفي وقام يكرز كعادته.
في بيت بونيفاسيوس الشريف:


سمع شريف بالمدينة يدعى بونيفاسيوس Boniface فأرسل إليه زوجته تطلب منه أن يأتي ليشفي رجلها الأخرس الذي عجز الأطباء فيه، فذهب معها. هناك وجد جارية بها روح شرير أخرجه باسم يسوع الناصري، حينئذ خرّ أمامه بونيفاسيوس وأنفكَّ لسانه وتكلم، وبسببه آمن قرابة خمسمائة نسمة.
قبض عليه الوثنيون وضربوه وأخرجوه خارج المدينة، فسكن في مغارة هناك، وكان المؤمنون يأتون إليه، بل وعمّد كثيرين أيضًا.
انطلاقه إلى مدن أخرى:


إذ رأى أن الكنيسة في رافينا تأسست انطلق إلى مناطق أخرى كثيرة مثل اميليا و Bologna .
إذ كان شعب رافينا قد تعلق جدًا براعيه أرسلوا يطلبون زيارته، فجاء وكان بالمدينة قاضٍ يدعى روفينيوس من روما، وطلب منه أن يشفي ابنته التي كانت في خطر، وإذ ذهب إليه ماتت ابنته وهو على الباب فحسب القاضي أن الآلهة الوثنية غضبت عليه، فأخذ يشتم الأسقف ويهينه. لكن أبوليناريوس قابل هذا بوداعة وصبر، بل وصلى على الفتاة فأقامها الله، وآمن كثيرون بالسيد المسيح، وصارت البنت بتولًا.
نفيه:


سمع الإمبراطور فاسبسيان Vespasian بما حدث فأرسل إلى حاكم المدينة يأمره باضطهاد الأسقف، وبالفعل مارس الحاكم كل أنواع العذابات، وأخيرًا نفاه إلى الشرق، وكان معه ثلاثة من الكهنة. ذهب إلى ميسيا وتراسيا حيث كرز بالسيد المسيح.
عاد مرة أخرى إلى مدينة رافينا بعد ثلاثة سنوات حيث أستقبله الشعب بفرح عظيم. وتعرض أيضًا لمتاعب كثيرة من الوثنيين، وحملوه إلى الوالي توروس الذي كان يشتاق إلى رؤيته.
باسم السيد المسيح فتح عيني الوالي فأحبه جدًا وأسكنه في بيت بجواره، وصار يمارس عمله الكرازي أربع سنوات، بعدها أرسل الإمبراطور إلى الوالي يطلب نفيه. فقام الوثنيون بضربه بشدة، وأُلقي خارج المدينة... وقد تنيح كشهيد على أثر الآلام بعد سبعة أيام، وكان ذلك نحو سنة 74 أو 75 م. تعيد له الكنيسة اللاتينية نحو 23 من شهر يوليو.
* يُكتَب خطأ: أبولنيارويوس.



Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:06 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد أبوليدس البطريرك



كان هذا القديس رجلًا فاضلًا وكاملًا في جيله فاختاروه لكرسي رومية بعد الأب أوجيوس، وكان هذا في أول سنة من جلوس القديس الأنبا كلاديانوس البابا التاسع على كرسي الإسكندرية.
كان مداومًا على تعليم شعبه وحراسته من الآراء الوثنية مثبتًا إياهم على الإيمان بالسيد المسيح، فبلغ خبره مسامع الملك الكافر قلوديوس قيصر فقبض عليه وضربه ضربًا مؤلمًا، وأخيرًا ربط في رجله حجرًا ثقيلًا وطرحه في البحر في اليوم الخامس من أمشير. ولما كان الغد أي السادس من أمشير وجد أحد المؤمنين جسد هذا القديس عائمًا على وجه الماء والحجر مربوطًا في رجله، فأخذه إلى منزله وكفنه بأكفان غالية وشاع هذا الخبر في مدينة رومية وسائر البلاد التابعة لها حتى وصل إلى القيصر، فطلب الجسد ولكن الرجل أخفاه ولم يظهره.
ولهذا الأب تعاليم كثيرة، بعضها عن الاعتقاد وعن التجسد وبعضها عظات لتقويم السيرة، ووضع مع ذلك ثمانية وثلاثين قانونًا. ويعيد له يوم 6 أمشير.


Mary Naeem 26 - 08 - 2012 04:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد أبيبوديوس وإسكندر



أثناء حكم الإمبراطور مرقس أورليوس تعرضت ليون بفرنسا (بلاد الغال) لموجة شديدة من الاضطهاد، وكان من بين شهدائها القديسان أبيبوديوس Epipodius وإسكندر اللذان نشأ منذ صباهما كصديقين حميمين يسندان بعضهما البعض في الحياة التقوية. يُقال أن الأول من ليون نفسها والثاني من بلاد الشرق، وكانا من عائلتين شريفتين.
سكنا معًا في بيت واحد خارج مدينة ليون، وقد اشتكاهما أحد العبيد لدى والي المدينة فاستدعاهما، وإذ اعترفا أمامه بأنهما مسيحيان ثارت الجموع الوثنية لقتلهما، لكن الوالي طلب التريث.
جاء الوالي بابيوديوس بكونه الأصغر لعله يقدر أن يستميله إلى العبادة الوثنية، فصار يسأله عن السبب لماذا يقبل الإيمان بديانة يعتنقها أحقر الناس وهو شاب حديث السن من أصل شريف، خاصة وأن المصلوب لا يعد بشيء من خيرات الدنيا، بل يحث على الفقر واحتمال الإهانة والعفة، فيُحرَم الإنسان من كل متعة زمنية، ويرفض الديانة التي للأباطرة والعظماء والفلاسفة، هذه التي تتيح له التمتع بكل شهوة ولذة.
عندئذ بدأ أبيبوديوس يحدث الوالي بشجاعة عن الحياة الأبدية وضبط الجسد، كي لا يعيش الإنسان حياة شهوانية حيوانية، بل حياة روحية سامية. اغتاظ الوالي وأمر بضربه على فمه، فكان يعترف باسم السيد المسيح والدم يتصبب من فمه، معلنًا تمسكه بالصليب وعمل الله الخلاصي... عندئذ أمر الوالي بضرب رأسه بالسيف وكان ذلك حوالي عام 178 م.
ولما اُحضر إسكندر وعرف بما حدث لصديقه كان مشتاقًا أن يلحق به.
قال له الوالي أنه لم يعد في ليون كلها مسيحي غيره، سائلًا إياه أن يترك مسيحيته، أما هو فأجاب "لا تظن أنك تستأصل ديانتنا التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم"، ثم أعلن عن شهوته نحو الاستشهاد، فصاروا يضربونه بوحشية، وأعدوا له صليبًا وعندما علقوه عليه كان قد استشهد. تعيد لهما الكنيستان اليونانية واللاتينية في 22 من إبريل.



الساعة الآن 12:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025